رواية لا تلتمس مني حبا الفصل الحادي والثلاثون 32 بقلم رانيا الخولي
رواية لا تلتمس مني حبا الجزء الثاني والثلاثون
رواية لا تلتمس مني حبا البارت الثاني والثلاثون
رواية لا تلتمس مني حبا الحلقة الثانية والثلاثون
شئت ام ابيت لا تأخذ من الدنيا سوى ما كتب لك
قد يرى البعض أنها ليست عادله
لكنه أيضا لا يعلم أنها تأخذ القليل لتعطى الكثير دون أن نرى ذلك
تفاجئ الجميع بدخول فهد إلى المجلس بنظرة منكسره لم يراها أحداً من قبل ليرد عليهم قائلاً
_ انا اللى قتلته
تسمر الجميع في أماكنهم وكأن على رؤوسهم الطير من هول الصدمه، ما عدا قاسم الذى كان يعلم بمجيئه
واول من خرج من صدمته هو مراد الذى تراقصت الشياطين أمام عينيه وهو يرى قاتل ابن عمه يقف أمامه متبجحاً فتسيطر عليه اشباح الغضب مخرجاً سلاحه موجهه الى صدر فهد وهو يقول بغضب هادر
_ يا……..
لكن يد حسن رفعتها لتنطلق الطلقه فى سقف الغرفه ويصيح به
_ انت بتعمل أيه؟
رد مراد بغضب
_ هجتله زى ماجتل ولد عمى
تقدم قاسم منه ليأخذ السلاح قائلاً
_ أهدى يامراد وخلينا نتكلموا بالعجل.
صاح به مراد ليقول بازدراء
_ معدش فى عجل بعد اللى جولتوه ده ياولد الرفاعى ، ولازمن ناخدوا بتارنا
رد قاسم بتعقل
_ والآخر ؟ هتوصلوا لحد فين ؟
انت خابر زين أن التار ملوش اخر وهيفضل لحد ما يطول عيالنا
انا جايبكم النهارده عشان فهد أخوى رايد يكفر عن ذنبه ، هيخرج الديه ويجدم كفنه
همهم الجميع بالرفض لكن حسن اوقفهم قائلاً
_ ومين جالك إننا هنجبلوا ؟
اقترب منه قاسم ليقول بحكمه
_ العجل اللى بيجول مش احنا ، ولدك لو جتل إخوى هيقضى باجى عمره فى السجن زى ما حصل مع أخوك
وف نفس الوجت انا مش هجف اتفرچ على إخوى وهو بيتجتل ادام عينى حتى لو يستاهل .
يبجى نجصر الشر ونتصالحوا
قال فهد بانكسار
_ انا تحت امركم ف اللى تجولوا عليه
نظر إليه قاسم أمراً إياه بالصمت وقال لمراد
_ فهد جدم أرضه كلياتها لولد سالم والصبح ان شاء الله هيجدم كفنه ونفضوا التار ده
قال حسن بحده
_ انت أكده مش بتطلب منينا انت بتأمرنا
نفى قاسم قائلاً
_ الحكمه هى اللى بتأمر مش أنا .
ها جولتوا أيه؟
قالها قاسم وهو يجلس على مقعده ينتظر اجابه حتى قال حسن
_ سيبنا نتشاوروا ونرد عليكم .
بس فى حاچه مهما لازم تعرفها
نظر قاسم إليه بترقب ليتابع حسن
_ سواء وافجنا أو رفضنا احنا بدنا ابن سالم، هيتربى وسط عيلته مش وسط الناس اللى جتلوا أبوه
ضرب قاسم بعصاه الارض وهو يقول بحزم
_ ابن سالم مش هيفارج حضن أمه مهما حصل
وأى حد هيفتح الموضوع ده مره تانيه انا بنفسى اللى هخلف الاتفاج
قال حسن بغضب
_ بس ده ولادنا
رد قاسم بلهجة حادة لا تقبل النقاش
_ ولدكم ده ميعرفش فى الدنيا غيرها
ومش من حجكم ولا من حج أى مخلوج على وجه الأرض أنه يحرمه منيها
وطول ماأنا عايش على وش الدنيا محدش هيجدر يجرب منيه
لم يستطيع مراد التحكم في أعصابه أكثر من ذلك فدنى من قاسم ليقول بحده
_ يبجى ناوى تكمل اللى عمك مجدرش يعمله
رفع قاسم حاجبيه وهو يقول بصوت رغم هدوءه إلا أنه يحمل تعبيراً قاتلاً
_ انا لو رايد الأرض دى زى مابتجول مكنتش فى قوة فى الارض تجدر تخدها منى
بالعجد الجديم والعقد اللى سالم مضى عليه
بس وجت معرفت الحجيجه رچعت الحج لصحابه
وأخدت أرملة سالم وولده فى حمايتى وتحت جناحى وعاملته زى ولدى واكتر كمان
قال قاسم كلمته الأخيرة وهو يخرج عقد التنازل الذى مضى عليه فهد ثم قدمه لحسن وقال
_ ده عجد التنازل اللى مضى عليه فهد اظن كده عملت اللى عليا وزياده والقرار قراركم
_ بتشترى سكاتنا بالأرض ؟
قالها مراد الذى مازال رافضاً ذلك الصلح
فيرد قاسم بغضب
_ انا مش خايف منيكم عشان اشترى سكاتكم
ابنكم اللى خان وقبض تمن خيانته ليكم ، ولولا غدره بينا كان زمانه دلوجت بيتمتع بتمن خيانته ، فهد أخوى معملش أكده الا لما ولدكم هرب بالعجد والفلوس، ولما فهد عرف مكانه وطلب منه فلوسنا رفض وبدأت الخناق بينهم وصلت أن فهد هدد بالسلاح واللى حصل حصل
بس وقتها عاقبته وطردته من بيت ابوه وفرضت عليه أنه يطلع ديته بناء مسجد
كانت تستمع لكل ذلك وهى تبكى بصمت تعاتب زمانها الغادر الذى يأبى أن يتركهم هانئين بعيداً عن الأحقاد التى تتربص لهم اينما كانوا
إلى متى سيظل يطاردهم بقسوته التى لا ترحم حتى أصبحوا هم من يقسوا على بعضهم بعضا
احبها بكل جوارحه ووقف كأسد ثائر لحمايتها وكان أباً لأبنها الذى لا يعرف شيئاً عن والده سوى بعض الصور واكتفى بقاسم أباً له
وبعد كل ذلك تسقط فى براثينهم وتحكم عليه دون أن تسمعه
ليعاد المشهد مره اخرى لكن بضربه قاتله أصابت رجولته
نعم لم يسمعها عندما أقسمت أنها لم تفعل
لكنه أيضاً لم يستطيع قتلها كما فعلت هى
واكتفى بعزلها عن الجميع ، لم يطاوعه قلبه على فعلها
ولو كان سالم لقتلها دون شفقةً ولا رحمه دون أيضاً أن يستمع لها
حتى عندما نزفت وسارعت الموت تناسى كل شئ وحملها مسرعاً كى ينقذها من موت محقق..
_ حنين
تناست كل شئ فى تلك اللحظه عند سماع صوته الذى أعاد إليها الحياة بعد أن فارقتها فور سماع صوت الرصاص
لم تعد تشعر بشئ سوى حضنه الذى تناست كل شئ بداخله لا تعرف كيف وصلت إليه لكن الأهم الان أنها بين ذراعيه القويتين التى تصبح ناعمه عندما تحاوطها وكأنه يخشى عليها من حدتهما
أخفت وجهها فى صدره وهى تعاتبه قائله
_ ليه عملت كده؟ كان ممكن يقتلوك
أبعدها قاسم عنه قليلا كى ينظر إلى عينيها ويقول
_ حمل تجيل وقررت اخلص منيه مهماً كانت النتايج
مش عايز أمچد يعيش معايا ويتربى فى حضنى وانا مخبى جاتل ابوه ومدارى عليه
كان لازم اعترف بالحجيجه كلياتها عشان ضميرى يرتاح.
قالت حنين وعبراتها تتدفق بغزاره
_ خفت عليك آوى
ابتسم قاسم بسعاده وقال
_ متخفيش ياقلبى
والصبح ان شاء الله هاخد فهد والرفاعيه كلهم واخلى فهد يجدم كفنه وعقد التنازل ،
اذا جبلوا يبجى نكمل حياتنا مع اولادنا من غير خوف ولا جلج، وان رفضوا مش هجدر اسيبهم يجتلوا أخوى
قطبت حنين حاجبيها بعدم استيعاب، كيف يقف بجوار من حاول قتله والتخلص منه بكل الطرق حتى وصلت إلي قتلها هى.
هل هى طيبة مفرطه، أو اصاله نادراً وجودها فى عالمنا هذا
هى فتساءلت بحيرة
_ بس دا فهد اللى حاول يتخلص منك وكررها معايا ازاى تسامحه بسهوله كده وكمان تدافع عنه
رد قاسم بحيادية
_ انا مش بدافع عنيه وبس ، انا كمان بدافع عن اولادنا اللى نار التار هطولهم وممكن فى يوم تلاجى امچد ومالك وجفين قصاد بعض كل واحد فيهم بيطالب بالقصاص من التانى
وبعدين فهد اخد جزاته وزياده وراچع فعلاً ندمان واكبر دليل على إكده أنه أتنازل عن أرضه لأمجد وهمل البلد كلياتها
أشد عذاب ياحنين هو عذاب الضمير صدجينى مبيرحمش ، وبعدين عمر الدم مايبجى مايه.
وضعت رأسها على صدره وقالت بخوف
_ بس انا خايفه اوي ياقاسم ، مراد رغم طيبته إلا أنه زيك مش بيسامح بسهوله
ابتسم قاسم وقال
_ مراد ده انا اكتر واحد خابره ، وخابر زين أنه حكيم وحكمته سابجه عجله، مش هيقدر واصل يخاطر بأجيال چايه عشان عرف وتار صدجينى مش هيجدر.
قبل قاسم رأسها بحب وقال
_ جولتلك طول ماأنا عايش متخفيش من ايتها حاچه
مسحت وجهها فى صدره كالقطه تعاتبه على ما فعله بها وقالت
_ خفت ياقاسم خفت آوى كمان ، على اد طبيبتك على اد قسوتك .
رفع قاسم وجهها إليه لينظر فى عينيها بندم قائلاً
_ غلطت وندمت، بس الغلط الأكبر عليكى ، انتى اللى شكيتى فيا وشكك ده خلانى انا كمان اشك ، جولتلك جبل سابج بلاش تخبى عليا حاچه لانى خابرهم زين وخابر الاعيبهم بس للأسف انتى اللى زرعتى الشك چواتى
بعدك عنى، رفضك انى اقرب منك ، التليفون اللى مكنش بيفارقك ، لونك اللى بيتخطف لما بتوصلك رساله
لو كنتى وثقتى فيا وواجهتينى مكنش كل ده حصل .
تهربت بعينيها منه وقالت بندم مماثل
_ كنت عايزه اتأكد الاول وبعدين اواجهك.
قال قاسم بعتاب
_ وانتى تصدجى انى اعمل أكده؟
رفعت نظرها إليه وأرادت أن تخبره أنها لم تصدق ذلك لكنها أرادت التأكد عندما قدمت إليها الدلائل كانت تود أن تواجهه بذلك لكنها كانت تخشى من غضبه وما قد يفعله حينها فقالت
_ خفت منك ياقاسم ، وخفت من رد فعلك
انت مبقتش بتتحكم فى اعصابك ومن أقل موقف بتثور من غير ماتفهم
عشان كده استنيت لما اتأكد الاول
تنهد قاسم بألم وقال
_ انا فعلاً خطفته بس مش عشان اعاقبه زى ما انتى فاهمه لا
عشان باسم دماغه ناشفه ومتهور ومش هيرضى يسمعنى ، فكان لازمن اعمل أكده عشان أقوله على چواتى
تنهد بتعب وقال
_ غلطنا والتمن كان جاسى آوى علينا بس صدقينى انا لما مديت يدى عليكى كانت بتنزل بسوط من نار تجوى جلبى ومقدرتش اعمل حاچه غير انى احبسك معايا فى نفس المكان
كنت مجروح فى كرامتى ورجولتى ومع ذلك مجدرتش آذيكى
ولما شوفتك بتتألمى صرخاتك كانت سكاكين بتمزع فى جلبى بس كنت بقاوم لانى لساتنى مجروح
بس وجت ماشوفتك بتضيعى منى نسيت كل حاچه وكل همى انك تعيشى حتى لو هتجتل على يدك بس المهم تعيشى .
تساقطت عبراتها بحزن من كلماته التى لامست شغاف القلب والروح
فهو سيظل معشوقها مهما فعل ومهما حدث
مسحت عبراتها التى تدفقت بغزاره على وجنتيها وقال
_ كفيانا بكى لحد أكده وخلينا نحذف اللى فات من حياتنا ونبدأ صفحه جديده مع اولادنا
ابتعد عنها قاسم عندما سمع صوت عمران يناديه فنظر إليها قائلاً
_ اطلعى فوج دلوجت وانا چايلك
تمسكت حنين بملابسه وقالت بخوف
_ متسبنيش
ابتسم لها قاسم بحب وقال
_ جولتلك متخفيش
اومأت له حنين وتركته ليذهب وهمت هى بالصعود لكن ذلك الصوت الغادر لاحقها قائلاً
_ أنى آسف
تسمرت حنين فى مكانها عندما علمت بهويته
وأرادت الهرب إلى أحضان قاسم تحتمى به
لكن عليها أن تكون اقوى من ذلك وتواجه مخاوفها حتى لا يظل خوفها عبئاً على كاهله
فألتفتت ناحيته لتجده خافضاً عينيه بخزى وقال
_ خابر زين انى مهما اتأسف مش هيشفعلى عنديكى ، بس ربنا انتقاملك منينا أنا وعمى
لم تتعاطف حنين مع انكساره بل شعرت بالاشمئزاز منه يزداد أكثر وقالت بازدراء
_ ايه؟ مسلسل تانى عايز تعمله عليا ؟
هز فهد رأسه بانكسار وقال
_ حجك يابنت الناس متصدجنيش بس انا خلاص لو انكتبلى عمر جديد هرحل من اهنه ومش هعاود تانى بس كنت رايدك تسامحينى
هزت حنين رأسها برفض وقالت
_ مستحيل اسامحك وبالنسبه للأرض اللى اتنزلت عنها لابنى انا مش عايزاها وهرجعهالك تانى
ابتسم فهد بحزن وقال
_ وانتى صدجتى جاسم؟
ضيقت عينيها تستفهم منه معنى كلماته فيردف هو
_ لساته زى ماهو متغيرش
تنهد بتعب وأكمل
_ قاسم اشترى منى الأرض دى بيع وشرى وخلانى كتبت التنازل عنها باسم أمجد ابنك
زى بردوا ماعمل مع عمى وكتبها باسمك
واجبره أنه يسيب البلد عشان يكون انتقاملك بحج منينا،
أما بالنسبه لسكوته على حجيجة سالم لحد دلوجت لأنه مجبلش يشوه صورة سالم أدام ابنه لما يكبر ويعرف الحجيجه ، بس لما قرر يعترف كان عشان يهدى نار المنشاوية وميصروش على التار ولولا إكده كان زمانى انا وجاسم مجتولين دلوجت ..
وقفت تستمع اليه وهى لا تصدق ما تسمعه اذناها، هل حقاً فعل كل ذلك لأجلها ولأجل ولدها ؟
هل قام بشراء تلك الأراضى كى يهديها لابنها وينتقم له ممن فعلوا ذلك بوالده؟
_ حنين انتى لساتك واجفه مكانك؟
قاطع شرودها صوت قاسم الذى عاد إلى الداخل ليراها واقفه بشرود فنظرت إليه
قائله عندما تأكدت من عدم رؤيته لفهد وهى تندفع لتعانقه
_ مردتش اطلع من غيرك
ابتسم قاسم بسعاده واحاطها بذراعيه قائلاً
_ على العموم لسه بدرى تعالى بقى افرچك على الفرش الجديد يارب ذوقى يعچبك
ردت حنين بصدق
_ أى حاجه ايدك بتلمسها بيبقى ليها شكل تانى ياقاسم .
اتسعت ابتسامته وقال
_ عملت ايه بجى عشان اسمع الكلام الزين ده؟
أغرقت عيناها بالدموع وقالت
_ كل حاجه ياقاسم كل حاجه
شعر قاسم بالقلق عليها عند رؤيته لدموعها
فقام بمسحها بابهامه وقال
_ مالك ياجلبى بتعيطى ليه؟
هزت راسها بالنفي وقالت بخوف
_ خايفه من اللى ممكن يحصل بكره .
قبل قاسم جبينها وقال بلهجه واثقه بثت الاطمئنان بداخلها
_ متخفيش أن شاء الله خير ، مراد عاجل والحاج حسن اعجل منيه متجلجيش
تذكرت حنين أمر اولادها والأهم كيف جاءت إلى هنا فنظرت إليه لتقول بحده
_ قاسم انت جبتنى هنا أزاى ؟ وفين ولادى ؟
رفع قاسم حاجبيه مندهشاً من تحولها، من تلك القطه الهادئه إلى قطه شرسه وقال
_ انتى بتتحولى ولاأيه ماتهدى إكده وتتكلمى زين زى ماكنتى
ازداد غيظها من رده وقالت بتحذير
_ قاسم
رد بلوع
_ عيونه
ضحكت حنين من مرحه الذى تعلم علم اليقين أنه يخفى قلقاً كبيراً مما يخفيه الغد وقالت
_ مجبتش الولاد معانا ليه وإزاى قدرت تسيب زهره لوحدها
تنهد قاسم ليقول بجديه
_ مينفعش اجيبهم الا لما الأوضاع تهدى واحس أنهم هيكونوا فى امان، وجتها هچيبهم
_ طيب جبتنى هنا أزاى ؟
غمز لها قاسم بعينيه وقال
_ ليا طرجى اللى محدش يعرفها ، تحبى تجربيها تانى ؟
ابتعدت عنه حنين بخوف وقالت
_ لا متشكره ، انا طالعه اوضتى .
ارتمت حسنه على الأريكة ولم تعد قدماها تحملها من شدة الصدمه التى تلقته
فالذى حرمته من حضنها لأجل حمايته من نيران الانتقام
سعى هو خلفه حتى ينتقم منها ، وياليته وجد طريقة أخرى سوى ذلك
_ هنعملوا ايه دلوجت يابوى ؟
تنهد حسن بتعب ونظر الى حفيده الذى غفى بين يدى والدته ثم إلى حسنه التى الجمتها الصدمه وجعلتها غير مدركه لما يدور حولها ثم قال
_ مش عارف يا ولدى ، بس لو فكرنا بالعجل هنجول أن عرضهم هو انسب حل دلوجت ومتنساش أنه هو اللى راحلهم برچليه
صاح مراد بغضب
_ يجوموا يجتلوه ببساطه إكده .
_ أهدى يامراد الأمور اللى زى دى متتخدش أكده ، عايز تاخد بتارك اتفضل اقف جدام جاسم ونعيدوا التار من اول وجديد لحد ما يروح فيها ولدك ومن قبله ولد سالم ونكمل السلسال.
نهض مراد من مقعده وهو يقول بألم
_ يعنى نسيب دمه يروح هدر إكده
نفى حسن قائلاً
_ ومين جالك أنه راح هدر ؟ هما بنفسهم اللى جايين بكفنهم لينا وغير الأرض اللى اتنازلوا عنها لولد سالم ومرته يبجى عايزين ايه تانى ؟
كانت حسنه تستمع إليهم بقلب ممزق وأرادت فى تلك اللحظه أن تنتقم هى لولدها من قاسم وأخيه
لكن شيئاً واحد يمنعها وهو مواصلة التار وليس منها بل سيكون مراد على اول القائمه
فقالت بتعب
_ نوافجوا بس بشرط ؟
نظر إليها الجميع لتتابع
_ يرچلعنا ولد سالم
نظر حسن إلى مراد بصمت ثم قال لحسنه
_ احنا بردك جولنا أكده بس هو رفض الشرط وجال أنه مينفعش نبعده عن حضانة أمه وأحنا نفسنا منجبلهاش
ردت حسنه بإصرار
_ هو ده شرطى ياإما ولد سالم يعيش معانا ياإما انا بنفسى اللى هاخد تار ابنى .
قالت نور برفض
_ لا ياأما حرام نحرموا من أمه وهى اللى بجياله مش يبجى ياتيم الاب والام
اشاحت حسنه بوجهها بعيدا عنها فتردف نور
_ يما الله يرضى عليكى وافجى وخلينا نعيشوا فى أمان وكفاية لحد أكده
ولو رفضتى انا اللى هاخد چوزى وابنى ونهملوا البلد والنار اللى هتحرجنا كلياتنا واولهم ابنى
ردت ام مراد مؤيدة لرأيها
_ عين العجل يابنتى
ثم نظرت إلى حسنه موبخه إياها
_ كفاية بجى ياحسنه وسيبينا ننام وأحنا مطمنينا على ولادنا وكفايانا خوف وهم .
قال مراد باستسلام
_ صح يامرات عمى كفايانا لحد أكده
لم تقتنع حسنه برأيهم لكن ما باليد حيله لتستسلم فى النهايه وترضى بما فرضى عليها
*********
استيقظت حنين صباحاً وهى تتحس مكانه لتنتفض بخوف عندما وجدت مكانه خالياً
أسرعت لتبحث عنه في المنزل لكن لا أثر له ، فعلمت حينها أنه ذهب إلى المنشاوية كما أخبرهم أمس
انقبض قلبها خوفاً عليه ولم تستطيع البقاء فى المنزل فتقرر الذهاب إليه ومهما كلفها الأمر،،
قامت بتبديل ملابسها وخرجت مسرعه من المنزل لتتفاجئ برجال قاسم يمنعوها من الخروج
فقالت بغضب
_ أوعى من ادامى
أخفض الرجل عينيه بإحراج وقال
_ معلش ياست هانم بس جاسم بيه محرج علينا منسبكيش تخرجى من الدار
إزاحته حنين من أمامها وهى تعاند
_ طيب ورينى هتمنعنى ازاى
نظر الرجل الاخر إليه وقال بخوف
_ تعالى نمشوا وراها ل قاسم بيه يجطع رجبينا.
اومأ له الرجل وذهبوا خلفها .
*******
فى منزل المنشاوية
وقف قاسم وفهد الذى يحمل كفنه بيده وبعض رجال الرفاعيه أمام منزل حسن المنشاوى وعندما خرجوا إليهم قال قاسم
_ انا جيبت إخوى عشان يجدم كفنه ويطالب بالصلح ما بين العيلتين زى مااتفجنا جولت ايه ياحاج .
_ بس انا مش موافجه ياولد الرفاعى
قالتها حسنه وهى تظهر من خلفهم لينصدم الجميع من فعلتها ويقول مراد
_ انتى بتعملى ايه يامرات عمى؟
وقال حسن بحده
_ اعجلى ياأم سالم وخلينا ننهوا الموضوع ده
صاحت حسنه بغضب
_ لو انتوا عايزين تسامحوا سامحوا ، بس انى مستحيل اسامح فى حج ولدى اللى جتلوه وحرجوا جلبى عليه
وصلت حنين لتشاهد ام سالم وهى تقف أمام قاسم بتحدى فلم تتمالك نفسها واندفعت بدون وعى ترتمى فى حضنه أمام الجميع وخاصة حسنه التى صدمة لرؤيتها ترتمى فى أحضان قاتل زوجها لتحميه و سمعتها تقول بخوفٍ عليه
_ قولتلك ياقاسم مش هيسكتوا
أبعدها قاسم عنه قليلا وهو يقول بحده لكن هادئه
_ ايه اللى چابك اهنه؟
قالت حنين ببكاء
_ مقدرتش استنى ، خفت عليك
هز رأسه بيأس منها ثم اخذها خلفه وهو يقول لحسنه التى ازداد إصرارها على الأخذ بتار ولدها
_ احنا لو فكرنا فيها هنلاجى أن التار متساوى
اتنين جصاد اتنين
ومع ذلك جايين احنا نجدم كفنا لأن احنا اللى بدينا ولازمن احنا اللى ننهوا
عايزه تاخد تارك من إخوى اتفضل بس بعد ماتعدى على جثتى لول
وبعدها يبجى مالك ولدى ياخد تاره من أمجد حفيدك ومعاه ولد مراد ويبجى بردك اتنين جصاد اتنين
أغمضت حسنه عينيها بحزن عميق من ذلك القيد الذى التف حول عنقها
فلم تجد بيدها شئ سوى الانتقام منهم بأخذ حفيدها وقالت
_ يبجى تدونى ولد سالم يعوضنى عن ابوه
عند تلك النقطه لم تستطيع حنين البقاء صامته وتقف أمام قاسم تنظر إلى حسنه بتحدى قائله
_ انا مستحيل اسيب ابنى
نظرت إليها حسنه بسخرية وقالت
_ بس انتى ملكيش حج بعد ما نسيت ابنى ورميتى نفسك فى حضن ابن الرفاعى
هم قاسم بالدفاع عنها لكنها منعته لتقول هى
_ ابن الرفاعى ده انتوا اللى اجبرتونى عليه وقولتولى أن هو الوحيد اللى هيجدر يحميكى
ودى فعلا الحقيقة أنا محستش بالأمان غير وانا معاه
قاسم اللى واقفه قصاده ده هو اللى أصر انه يرجع ارضكم لما عرف الحقيقة ، وهو اللى أخفى حقيقة ابنك عشان ميجرحكيش
مع أنه كان قادر يستغلها ضدكم
بس سكت عشانك وبعد كده عشان ابنه .
هى تعلم جيداً أنها على حق لكن النيران التى تشتعل بداخلها وهى ترى زوجة ابنها وحفيدها فى أحضان من قاموا بقتله تجعلها ترفض ذلك الصلح وتصر على الأخذ بثأره
لكن عليها الرضوخ حتى تنقذ احفادها من تلك النيران التى ستحرق فى طريقها الاخضر واليابس
أخفضت يدها وهى تقول بانكسار
_ بس انا رايده عوضه يكون معايا
لانا قلب حنين لرؤيتها بهذا الشكل فأقتربت منها لتقول بتعاطف
_ وانا مقدرش امنعه عن أهله وعزوته واللى انا وافقت أن أفضل هنا عشانهم
وقولتلك قبل كده وقت ماتحبى تشوفيه آمرى وانا هبعتهولك
انما انك تخديه منى ده مستحيل .
طلقه ناريه صدحت ليتوقف قلبهم وهم يرونه يسقط أرضاً دون حراك فأسرع…………
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لا تلتمس مني حبا)