روايات

رواية عشقت قاسيا الفصل الخامس 5 بقلم سارة رجب حلمي

 رواية عشقت قاسيا الفصل الخامس 5 بقلم سارة رجب حلمي
رواية عشقت قاسيا الفصل الخامس 5 بقلم سارة رجب حلمي

رواية عشقت قاسيا الفصل الخامس 5 بقلم سارة رجب حلمي

هاجر بملل: ماتنطقى بقى، مقعدانى جنبك وسرحانة بقالك ساعة، ماما عايزة تدخللك وانا قولتلها ماتدخلش إلا لما تتكلمى وتفضفضى معايا عشان لو هتتكسفى منها فى حاجة.
إيمان بقلق: يعنى هى وبابا شاكيين إنى مخبية حاجة ولا إيه؟!
هاجر: هو خالو ماهر متردد شوية لإنه بيقول إن حسام ده كويس ومحترم وماشافش منه العيبة من يوم ماعرفه، بس بيرجع ويقول إن مفيش سبب يخليكى تتهميه بالباطل، فأكيد حصل كده، يعنى ثقته فيكى وفى كلامك أكبر من ثقته فالولد ده.
تنفست إيمان الصعداء ثم أردفت: الحمدلله.
هاجر: معناه إيه إحساس الراحة ده!
نظرت لها إيمان بوجه حزين وعيون ذابلة: معناه إنى كدابة ووقحة وأستحق اللي حصللى، واستحق أكتر من كده كمان.
بدأت هاجر أن تفهم: إوعى يكون اللي فى دماغى صح!!
إيمان: لو اللي فى دماغك إن حسام بريئ، يبقى صح.
هاجر بصدمة: يخربيتك!!، وعملتى كده ليه!، يعنى إنتى كويسة الحمدلله ومحصلكيش حاجة؟
تذكرت إيمان تامر وهو يطاردها، فانتفضت واقفة وبلعت ريقها بصعوبة: أسكتى مش عايزة أفتكر، الموت أرحم من إنى أعيش الموقف تانى حتى لو فى خيالى بس.
هاجر: أنا كده مش فاهمة حاجة، يعنى حصلك ولا لأ، ولو أه مين هو وليه قولتى حسام!!
إيمان: قولت حسام عشان اللي عمل كده روحتله برجلى، وكمان هددنى بأهلى، وأنا عارفة إنه يقدر على أذيتهم، واحد إغتصبنى بمنتهى برود الأعصاب، وانا عرفاه وعارفة مكان سكنه وشركته، والأماكن اللي بيخرج فيها، يبقى ده أتوقع منه أى حاجة.
هاجر بدهشة: قصدك اللي عمل كده تامر!!
نظرت لها إيمان بقلة حيلة: أه، هو، ماقدرتش أعمل حاجة، أنا عارفة إنى ظلمت حسام، عارفة إن حبه ليا ميستاهلش عليه كده أبدآ، عارفة إنى إتشوهت فى نظره، والحب إتحول لكره وغضب، عارفة إنه أخلاقه خساره تتلوث فى عين بابا وإخواتى وكل اللي يعرف، بس والله إضطريت، أنا لو مكنتش رجعت البيت بالحالة اللي شتفونى فيها دى، كنت هخبى عليهم وكلهم، وأعيش برفض الجواز وخلاص، من غير أى أسباب، ولا كنت هتهمه ولا هتهم غيره، بس للأسف شافونى فى أكتر حالة صعبة، ماتدلش غير على الإغتصاب، مالهاش معنى تانى، ولاقيت واحد مشكوك فيه على الجاهز، ومن غير ماكون غلطانة فى حاجة، هختار إيه!، أختار أقولهم إنى بحب واحد من وراكم وبقابله وماكنتش أول مرة أقابله من وراكم، واستغل حبي ووقاحتى وقالى تعالى بيتى وروحتلع وإغتصبنى!، ولا أختار إنى كنت فعلآ رايحة للست اللي قولت إنى رايحالها وإبنها إغتصبنى؟
مجرد صدفة مغلطتش فيها فى حاجة.
هاجر بحدة: بس إنتى ظلمتى إنسان معاكى، إنتى مفكرتيش غير فى نفسك وبس.
إيمان بضعف: غصب عنى، أنا محتاجة الكل يوقف جنبى، أنا متدمرة، لو عرفوا الحقيقة كنت هبقى لوحدى وهيحصل فيا اللي هيكون زيادة عن تحملى، اللي أنا فيه كبيييير ويكفى إنه يقتل من الوجع والعذاب، ولو كانوا عرفوا أكيد إنتى متخيلة كان هيبقى حالي إيه دلوقتى!، ده غير إنى كنت هضرهم بمعرفتهم للحقيقة، بقولك هددنى بيهم، هما أكيد ماكانوش هيسكتوا، وهيحاولوا ينتقموا منه، يعنى بحطهم فى وش واحد عنده الفلوس تعمل أى حاجة.
هاجر بحزن: يعنى حسام اللي معملش حاجة ولا ليه ذنب، إتجوزك وسترك وستر أهلك، إنما هو اللي كنتى مش شايفة فى الدنيا غيره، وبتعملى أى حاجة يطلبها منك، يقولك أخرجى دلوقتى تخرجى، حتى لو الساعة كام،يقولك أى حاجة تعمليها حتى لو كانت إنك تروحي شقته، وفالأخر هو اللي يغتصبك!!، ده مايدلش غير على إنك إنسانة فاشلة.
نظرت لها إيمان من خلف دموعها.
ثم إستطردت هاجر قائلة: أيوا فاشلة، سيبتى إبن الناس المحترميين المتربى اللي بيحبك بجد، وكنتى معتبراه تسليتك فى القعدة مع البنات بإنك تهزرى وتتريقى وانتى بتحكى قد إيه بيحبك، ومخترتيش غير اللي إغتصبك وبهدلك وسابك زى الكلبة وبيهددك كمان.
إيمان تعترف بأن: أنا ماكنتش بتسلى بحسام يا هاجر، أنا كنت بتباهى إن راجل زى حسام بيحبنى، أيوا دى الحقيقة، أنا كنت فرحانة أوى إن حسام بيحبنى، حبه ليا حسسنى بقيمة نفسي أوى، وللأسف هو ده أول مقلب خدته فى نفسي وخلانى أصدقإن واحد زى تامر بجاهه وماله يبصلى ويحبنى بدون أى أهداف تانية وبمنتهى البساطة، كل ماكنت أسمع كلمة حب من حسام كنت بتقل وبرسم نفسي عليه بزيادة وانا من جوايا فرحانة إنه بيحبنى، وكل ماكنت بتقل كان بيبقى رد فعله كله رجولة، حاجة كده تشد أكتر، بس أنا كنت عارفة إنى لراجل واحد وبس، وعشان كده إخترت تامر، عشان هو اللي هيحقق أحلامى وينقلنى لمستوى تانى خالص، مش حسام اللي بيشتغل شغلتين وبيطلع عينه عشان يوفر حياة معقولة ليه ولمامته ويجهز شقته اللي هيتجوز فيها، فى حين إن قدامى الفيلا والفلوس والعربيات والفساتين، حياة بتحلم بيها كل بنت، آجى أنا وأرفضها!!
هاجر: واهى الحياة اللى كانت قدامك طلعت مزيفة ومش ليكى من الأساس، طلعت وهم وهمك بيه عشان غرض فى دماغه هياخده ويرميكى، فوقى بقى.
إيمان: فوقت، فوقت بس متأخر أوى، فوقت بعد ما كل حاجة إتدمرت وإنهارت وإنتهت.
****************
على نحو غير متوقع من الجميع، ذهب حسام لمقابلة ماهر، والسبب لم يخطر ببال أحد.
**************
بعد عدة أيام
 كانت إيمان جالسة مع هاجر تتحدثن حول نفس الموضوع الذى أخذت إيمان العهد فيه من هاجر بألا تخبر أحدآ قط بالحقيقة.
وقطع عليهن الحديث صوت جرس الباب.
والطارق كان حسام، الذى فتحت له وفاء عمة إيمان.
حسام: السلام عليكم.
وفاء: وعليكم السلام، مين حضرتك أنا حاسة إنى شوفتك قبل كده.
حسام: فعلآ، حضرتك جيتيلنا البيت تعزينا فى وفاة أختى فرح.
نظرت له بعينين متسعتين: هو انت بقى حسام!!
حسام: أيوا أنا حسام أخو فرح اللى عزيتى فيها، مش حسام اللي إغتصب إيمان زى مافهموكى.
وفاء بحدة: أه يا بجاحتك، إنت فاكر عشان إتجوزتها خلاص صلحت غلطتك!!، ده انا بدعى عليك فى كل صلاة.
أوجعت كلماتها نفس حسام العزيزة عليه، فلم يكن يتخيل أن ترميه الأقدار يومآ ما لسماع هذه الكلمات، وبدون أن يفعل أى خطأ يستحق عليه ذلك، فللحظة تمنى أن يكون هو من إغتصبها فعلآ، حتى توجه له هذه الكلمات عن حق.
زفر حسام بضيق: ممكن تناديلى الحج ماهر؟
وفاء بإنفعال: عايز منه إيه بعد اللي عملته فيه؟!، إنت تقتل القتيل وتمشي فى جنازته؟!!
حسام بهدوء: أنا مقدر غضبك جدآ، بس أنا مش هقدر أستحمل أكتر من كده واللي حضرتك بتعمليه ده فضايح، ممكن تناديله؟
خرج ماهر على صوت أخته وفاء وهى تقول: فضايح!!، إنت هتهددنى، فاكر نفسك ماسكنا من إيدينا اللي بتوجعنا!!
ماهر: لو سمحتى إهدى يا وفاء وادخلى جوا دلوقتى.
وفاء: مش داخلة، لما أشوف الأستاذ المحترم جاى عايز إيه.
ماهر بنفاذ صبر، نظر لحسام: عايز إيه يا حسام؟
حسام: عايز مراتى.
ماهر متصنعآ عدم الفهم: عايزها إزاى؟
حسام: تلبس وتيجى معايا شقتى.
حاول ماهر أن يضبط أعصابه لتخرج كلماته مرتبة: شقتك لسه بتتوضب ياحسام مش كده؟، ده غير إن فيه تجهيزات لإيمان ده غير الفرح و…
قاطعه حسام: إذا كان على الشقة فمش ناقصها حاجة غير العفش، وانا هفرش بيتى على قد إمكانياتى ووقت ماقدر، يعنى أفرشه بكره أفرشه بعد سنة بعد إتنين، على مهلى وواحدة واحدة، والتجهيزات بتاعتها، أنا مش عايز حاجة، وبرضو هجيب الحاجات اللى هتجيبوها على مهلى وقد إمكانياتى، أما الفرح، أنا راجل مابعترفش بالأفراح ولا هعملها.
إندفعت وفاء، ثم وقفت أمامه بضيق: إنت إتجننت، هو ده اللي إغتصبتها عشانه!، عشان تقدر تتحكم فينا وتمشينا على مزاجك وعلى قد فقرك؟!
حسام: أنا مش هرد على حضرتك، بس هسيب الأيام اللى ترد عليكى، وتثبتلك إنى مالمستهاش.
ماهر: ولما هو كده، جاى عايز تاخدها ليه وبالشكل المهين ده؟
حسام: أنا مش هقدر أتكلم أكتر من كده، أنا عايز مراتى تمشي معايا حالآ على بيتنا، قعادها هنا مالوش لازمة، لإنى مش هعمل فرح زى ماقولتلكم يبقى نستنى إيه؟
ماهر: إعقل يا حسام، بلاش تستفزنى أكتر من كده.
حسام: أنا مش بستفز حضرتك، أنا بطلب منك آخد مراتى، إيه مشكلتكم مش فاهم؟!
ماهر: مشكلتنا إن فى أصول إنت جاي تتعداها باللى بتطلبه.
حسام: أصول!!!، هى فين الأصول فاللي عملته إيمان هانم؟
وفاء: إنت مش ناوى تجيبها لبر بقى!
حسام: طلباتك إيه ياحج ماهر؟
ماهر: طلباتى زى أى أب بيجوز بنته، شقة متوضبة ومفؤوشة وخلصانة من كله، وفرح وفستان أبيض يعرف الناس إنها إتجوزت.
نهض حسام واقفآ: وانت مش موافق، أنا مش هعمل فرح وأخليها تتحسب عليا جوازة.
نهض أمامه ماهر بإنفعال شديد: أمال عايز الناس يلاقوك عايش فى شقة مع بنتى بصفتك إيه؟
حسام: النهاردة تعلقوا نور عالبيت كله وتشغلوا أغانى وتعرفوا الناس إنى كتبت عليها وانا هاجى أقعد شوية وامشي وهى فى إيدى.
ماهر: الناس هيشكوا عشان مش هيشوفوا مأذون، وهيشكوا أكتر لما فجأة تاخدها وتروح بيها.
حسام وقد بدأ ينفعل: هو إنتو مش عايزين تخسروا حاجة خالص؟!،بس أنا مش هخسر لوحدى، اللى قولتلكم عليه يتعمل، ولو متعملش هطلقها، والنهاردة.
ثم تركهم وغادر المنزل بخطوات عصبية.
نظرت وفاء لماهر بإنفعال: هتسمع كلامه وتطلع بنتك من غير فرح وشقة مفروشة!!!، إوعى تعمل كده، مش هسمحلك تكسر أخر فرحة ليها.
ماهر: أمال أسيبه يطلقها!!، يبقى إستفدنا إيه من كتب الكتاب اللي تم مابينا ده؟
وفاء: مش لازم نستفاد حاجة، خليه يطلقها، هو انت ناوى تجوزها تانى أصلآ بعد اللي حصلها من تحت راس الكلب ده ولا هى هتطيق الرجالة بعد النهاردة.
جلس ماهر وهو ينظر للفراغ: أنا أصلآ مابقتش عارف إذا كان هو إغتصبها فعلآ ولا بتكدب؟!
وفاء: وهى هتتهمه زور ليييه؟، وبعدين جوازه منها بالسرعة دى يثبت إنه عمل كده فعلآ، ده غير جاى دلوقتى كمان وفارد طوله وعايز ياخدها بالساهل وعالجاهز ومن غير مايكلف نفسه، بقيت حاسه إنه عمل كده عشان يتجوزها بالطريقة دى ومن غير تكاليف وتبقوا إنتو كمان اللي بتترجوه يتجوزها.
ماهر: أنا لو معرفوش كنت قولتلك عندك حق، بس أنا عارف حسام كويس، إزاى واحد بالشخصية والأخلاق دى، يعمل كده ويبقى ده هدفه كمان.
وفاء: ده لا عنده شخصية ولا أخلاق، ده كان بيمثل عليكم.
ماهر: حتى لو بيمثل علينا، برضو كان هيخاف يهز الصورة اللي واخدينها عنه وكان برضو مش هيعمل كده، أنا عمال أحسبها من كل تجاه، لاقى نفسى مصدقه هو، بس مش معايا دليل، وماقدرش أكدب بنتى اللي شوفتها بالمنظر ده يومها.
وفاء بتوتر: بقولك إيه بقى، متوترنيش معاك، هو إتجوزها وخلاص، ومهما يقول، خلاص جوازه منها بقى زى الإعتراف، يعنى كلامه مش هيفرق فى حاجة.
ماهر: ماهو عشان إتجوزها بقى خلاص من حقه يمشي كلامه عليها، ويقدر ياخدها فى أى وقت، وإلا زى ماسمعتى كده هيطلقها، ودى خطوة مش عايزها تحصل أبدآ ومهما حصل، أنا عايز أستر بنتى وعرضى بدخولها بيته، مش عايزها تطلق وهى عالبر، ونبقى معملناش حاجة.
نهض ماهر ثم إستطرد قائلآ: أنا هعمل اللي قال عليه.
نهضت وفاء مصدومة: حرام عليك، هترميله البت من غير عفش ولا فرش ولا فرح زى الناس، إنت بتكافئه إنه إغتصبها؟!!!!
ماهر: بلاش تحكمى بالعواطف يا وفاء، زى ماقال، لازم كلنا نطلع خسرانين.
وفاء: بس إحنا خسارتنا أكبر بكتير.
ماهر بنفاذ صبر: مفيش وقت للكلام ده، هلحق أروح أجهز لليلة دى، ويارب تعدي على خير، وإنتى أدخلى بلغيها تنزل تشوف فستان وتروح للكوافير، خلينا نخلص من اليوم ده بقى.
*****************
دخلت وفاء إلى غرفة إيمان، فوجدت الثلاثة فتيات يجلسن على فراش إيمان بشرود حزين.
وفاء: شكلكم سمعتوا اللي حصل.
ندى: سمعنا كل اللي قاله حسام، مكنتش أعرف إنه ندل أوى كده.
وفاء: قولى لأبوكى اللى بادئ يصدقه.
نظرت هاجر لإيمان بصدمة فوجدتها مرعوبة زائغة الأعين.
إيمان: بابا.. قال ..كده؟
وفاء: مش مهم دلوقتى بابا قال إيه، المهم إن مفيش وقت قدامنا، يادوب تقومى تلبسي وتنزلى إنتى والبنات تشوفي فستان، وتروحى للكوافير.
إيمان برعب: ليه هعمل كده؟
وفاء بتعجب: إنتو مسمعتوش كلامى أنا وماهر ولا إيه؟!!
هاجر: لأ مسمعناش، إحنا بعد مانزل قعدنا نتكلم مع بعض.
وفاء: ماهر وافق على كلامه، ونزل يجهز للفرح.
شعرت إيمان بصدمة مدوية، لم ترى لها مثيل فى حياتها من قبل: لأ، مستحيل، مش هروح معاه بيته، مش هيحصل أبدآ.
وفاء: إهدى يابنتى، أنا عارفة إنه صعب عليكى تروحى تعيشي مع اللي عمل فيكى كده، بس ده قرار أبوكى ولازم تنفذيه، مينفعش تصغريه، وزمانه كلم بتوع الفراشة، وبيستعد تحت.
إيمان: مروان، فين مروان؟، هو عمره ماهيوافق أتجوزه بالطريقة دى، ده باين أوى يا عمتو إنه عايز ينتقم منى، ماتسبونيش ليه ياعمتو ماتسبونيش.
وفاء بعدم فهم: هينتقم منك ليه يابنتى؟، إحنا اللي المفروض ننتقم مش هو.
إيمان: عشان قولت إن هو.
وفاء بقلة حيلة: مابقاش فى إيدينا حاجة يا إيمان، وكويس إن مروان مش موجود عشان أكيد كان هيعمل مشاكل معاه لما يسمع اللي قاله.
بكت إيمان كما لم تبكى من قبل، كانت خائفة مرعوبة من المجهول الذي يودون أن يزجوا بها فيه، والليلة سيحدث ذلك، لم يعطوها حتى فرصة للتفكير، جرت وركعت تحت أقدام وفاء تقبلها وترجوها أن تقنع والدها بالتراجع عن قراره الذي أخذه دون مشورتها: أرجوكى، أرجوكى يا عمتو، أرجوووكى، خلى بابا ميعملش فيا كده، أبوس رجلك.
إنحنت لها وفاء بشفقة على حالها، ورفعت رأسها، بكلتا يديها: قومي يابنتى، متعمليش فى نفسك كده، والله مافى إيدى حاجة أعملها، سامحينى يابنتي.
ثم إنخرطت فى بكاء مرير، مما جعل ندى وهاجر يبكيان معهما.
ندى: إستحملي ياحبيبتي، ومش هنسيبك والله، أكيد بابا مش هيخليكى متجوزاه كتير، هو بيذلنا دلوقتى عشان الجوازة لسه ماتمتش لأخرها، بس لما تتم إحنا اللي مش هنسكتله، والله ماتخافى، إحنا كلنا معاكى.
وفاء: قومي يابنتى وإلبسي وإنزلى وإختارى فستانك، متوطيش راس أبوكى، هو مش ناقص وجع قلب، هو فيه اللي مكفيه دلوقتى.
نظرت لهم إيمان بعيون مكسوة بالدماء، ظلت تقلب نظرها بينهم بفقدان أمل، فقد أيقنت أنها مهما فعلت، فهى ذاهبة فى نفس الطريق الذي تخشاه لا محالة.
*****************
مروان: إزاى هتخليها تتجوزه بالشكل ده؟!، هو كده يعنى الناس مش هياخدوا بالهم إن في حاجة غريبة فالموضوع!!
ماهر: اللي ياخد باله، ياخد، أنا مش هوجع دماغى بكل كبيرة وصغيرة كده، واللي إحنا عايزينه حصل، وأهو هيتجوزها وهنقفل باب الفضايح خالص، وشوية ويتطلقوا، دى مش جوازة العمر عشان نقول إنها لازم تمشي مظبوطة فى كل حاجة، ممكن تساعدنى بدل مانا مش واخد منك غير العطلة كده؟
مروان: يعنى خلاص هتكمل؟
ماهر بتهكم مرير: لأ هفضح نفسي بنفسي وألم الفراشة اللي حطتها فوق وفالشارع!!
مروان: مانا مش فاهم إزاى مستنتنيش وكبرتنى وخدت رأيي حتى.
ماهر: مانا عارف رأيك، وعشان كده حمدت ربنا إنك مكنتش موجود، الموضوع مش متحمل أى مهاترات، يلا أنا رايح أوصى على حلويات وجاتوه، وأوقف إنت مع بتوع الفراشة لحد مايخلصوا.
*****************
عادت إيمان إلى المنزل حاملة فستان زفافها أو كما أسمته، كفنها الذي سترتديه حتى تستعد للذهاب إلى منزل من إتهمته ظلمآ وبهتانآ.
ندى: متقعديش كده يا إيمان، قومى خدى دوش عشان الميك اب أرتست اللي إتفقنا معاها جيالك بعد ساعة من دلوقتى.
إيمان: أنا مش فاهمة ليه ميك اب أرتست، كنت حطيت أى حاجة وخلاص.
ندى: معلش ياحبيبتى، إستحملى، يوم ويعدى.
إيمان: يارب مايعدى، أنا مش خايفة من اليوم، أنا خايفة من اللي بعده.
نظرت ندى للأسفل: عندك حق، بس ربنا قادر يوقف جنبك ويعدى الجاى على خير ياحبيبتى، إنتى إتظلمتى وأكيد ربنا هيجيبلك حقك.
شعرت إيمان بغصة فى حلقها جراء سماعها لكلمات ندى التى قتلتها بدلآ من أن تطمئنها.
فقد كانت هى الظالمة له، ليست المظلومة منه..
*********************
نظرت لوجهها عبر المرآه، فقد جعلتها مساحيق التجميل عروس فى كامل زينتها، ولكن لن تستطع أن تضفى على هذا الوجه حتى مجرد مسحة من سعادة، كانت تحلم بها وتدخرها ليوم كهذا..
ربتت هاجر على كتفها بحنان ثم أردفت: جميلة أوى ماشاء الله عليكى، أنا حاسه إنه هيحن عليكى وهيعاملك كويس إن شاء الله.
إيمان: حتى لو عمل كده، أول حاجة هيسألنى عليها، مين اللى عمل كده، وكان إغتصاب ولا بمزاجى.
هاجر بدهشة: بمزاجك!!، هو يجرؤ يقول كده!
إيمان بسخرية: وما يجرؤش ليه يعنى!، واحدة مابقيتش بنت وبتلبسهاله، يضمن منين إنه ماكانش بمزاجها!!
هاجر: ياخبر!!، معقول يكون جه فى دماغه التفكير ده؟
زفرت إيمان بضيق: أى حد مكانه هيقول كده طبعآ.
هاجر: طب لو واجهك وسألك، هتقولى إيه؟
إيمان: مش هقدر طبعآ أقول الحقيقة، ده انا مارضيتش أفضح نفسي قدام أهلى وأقولهم إنى روحت برجلى عند اللي إغتصبنى، معقول هقولها لحسام!!
هاجر: يا سلام!!، يعنى هو إنتى دلوقتى مش مفضوحة قدامه؟!!
رمقتها إيمان بضيق: خلاص، كفاية كلام فى الموضوع ده، أنا تعبت بجد وأعصابى خلاااااص بدأت فى الإنهيار، مابقتش عايزة ولا قادرة أتكلم تانى، وياريت لو تعتبرى نفسك من النهاردة معرفتيش حاجة.
كادت هاجر أن ترد عليها، ولكن فتحت ندى الباب بشكل مفاجئ ثم أردفت:
يلا يا إيمان، حسام وصل…
يتبع…
لقراءة الفصل السادس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى