رواية غرام المغرور الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم نسمة مالك
رواية غرام المغرور الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم نسمة مالك |
رواية غرام المغرور الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم نسمة مالك
تضحية؟!..
.. مهما طال ليل الظلم.. سينتهي ،و ستشروق شمس الحق لا محالة، و لكن في بعض الأحيان يفضل أن نخفي الحقيقة.. خاصةً عندما تكون بعض الحقائق تبدو مدمرة..
صباح يومًا جديد..
داخل يخت “ساحرة الفارس” تسللت آشعة الشمس عبر واجهة الغرفة الزجاجية ذات الميزة اللامرئية التي تتيح للرائي من الداخل فقط تبين ما بالخارج..
كانت “إسراء” متكومة بأحضان زوجها دون حراك.. ظهرها مقابل صدره.. محاوطها بكلتا يديه، وحتي قدميه..
لم يتركها تنعم بالنوم لو قليلاً.. كان يغرقها بفيض عشقه المجنون لها، وبدورها أستقبالته بلهفه واشتياق أشد..
تنازلت عن عنادها، وهو تنازل عن كبريائه حينها بلغ عشقهما القمة..
“إسراء.. نمتي يا بيبي؟! “.. قالها “فارس” بنبرته المدوخة جعل جسدها ينتفض بين يديه..
تأوهت بخفوت و هي تشد الغطاء عليهما أكثر،
حانت منها إلتفاتة نحوه وهي ترد بصوت هامس ظاهر عليه الإجهاد..
“تؤ صاحية يا عيون إسراء”..
أغلقت عينيها ببطء، و ارتعش قلبها حين رفع يده وسار على طول ذراعها ذهاباً واياباً، و هو يقترب بوجهه من وجهها و داعب أرنبة أنفها بأنفه، ومن ثم لثمها بقبلة صغيرة، و تراجع للخلف بضعة أنشات ليتمكن من تأمل ملامحها البريئة بافتنان..
فتحت عينيها ونظرت له بانبهار من معاملته لها.. يعاملها كأنها قطعة من الماس نادرة الوجود..
تفهم “فارس” نظرتها فابتسم لها ابتسامته التي تفقدها صوابها وتجعل نبض قلبها يدق كالطبول خاصةً حين نظر لعينيها نظرة يملؤها حب وغرام، ولمسة يديه تغمرها بالشوق والحنان..
“أنتي اللي عيون وقلب و غرام فارس يا إسراء”..
ألتفت بجسدها واندست بين ضلوعه رأسها تتوسط صدره، واضعة أذنها على موضع قلبه تستمع لنبضاته بستمتاع وابتسامة هادئه تزين محياها..
رفعت يدها و بدأت تمسد على صدره بحركتها المعتادة، والتي يفضلها زوجها كثيراً متمتمه بسعادة بالغة.. “أول مرة أشوفك مبسوط أوي كدة ! يارب دايمًا تبقي فرحان يا حبيبي”..
ضمها له أكثر، ومال على خصلات شعرها المشعثة بفضل أنامله يستنشق عبقه من بين قبلاته مدمدماً..
“فعلاً أنا مبسوط أوي يا إسراء برجوع أبويا، و عندي أمل أننا نبقي زي اي عايلة و ربنا يكرمنا بولاد يتربوا وسطنا و مع جدهم وجدتهم.. بحلم باليوم دا، وبتخيله قدامي، و بدعي ربنا يحقق حلمي دا ومصحاش منه على كابوس يدمرني و يخليني أرجع أسوء مما كنت”..
نهضت “إسراء” برأسها مستنده على صدره بكلتا يديها، ونظرت له بابتسامة حانية مرددة..
” حبيبي خلي عندك دايمًا حسن ظن بالله،و تأكد أن رب الخير لا ياتِ إلا بالخير”..
“ونعمة بالله “.. قالها وهو يخرج زفرة نزقه من صدره..
مالت” إسراء ” برأسها ثانياً عليه و همست بنعاس..
” ننام شوية بقي يا فارس باشا علشان أنا قربت افصل منك خالص”..
ضحك “فارس” بشقاوة، وتحدث بخبث، وهو يسير بيديه على منحنياتها بجرائه..
” بتفرهدي مني بسرعة أنتي يا بيبي”..
لكزته بقبضة يدها برفق متمتمة بخجل..
“فارس اسكت، و يله نام؟!”..
قطعت حديثها وشهقت بقوة حين حملها فجأه من خصرها و اعتدل بجزعه العاري جالساً على الفراش، و اجلسها على قدميه.. لتسرع “إسراء” بسحب الغطاء حولهما، ودفنت وجهها بعنقه..
” طول ما أنا مبسوط كده النوم بيطير من عيني”..
قالها “فارس” وهو يضمها بذراعيه، ويغمرها بسيل من قبلاته على كتفها، ومال بها وضعها على الفراش بحذر مكملاً..
“نامي أنتي شويه على ما اخد أنا شاور سريع، وأخلص التمارين بتاعتي، وهحضرلك فطار ملوكي”..
رمقها بنظرة مشاكسة على جسدها، وغمز لها بمكر مكملاً..
” و هاجي أصحيكي بطريقتي علشان نفطر ونعوم سوا شوية بعد الفطار، وأعلمك السباحة يا بيبي”..
ختم حديثه بقبله عميقه من شفتيها، و دثرها جيداً بالغطاء، ونهض من جوارها متجه نحو حمام الغرفة..
تنهدت” إسراء” براحة، وهمت بأغلاق عينيها استعداداً للنوم.. ليصدع رنين هاتفها جعلها تعتدل بكسل، ومدت يدها لحقيبتها الصغيرة الموضوعة على طاولة بجوار السرير فتحتها، وجذبته منها، وضغطت زر الفتح مغمغمة..
“ديجا حبيبة قلبي صباح الخير”..
ليأتيها صوت “خديجة” تتحدث بصوت مرتعش من بين شهقاتها قائله..
“إسراء قوليلي فارس جنبك؟ “..
انقطت أنفاس “إسراء” من شدة فزعها، واجابتها مسرعة بصوت خافت حتي لا يصل لسمع زوجها..
“لا مش جنبي.. في أيه يا عمتو؟!”..
“أهدي يا إسراء و ركزي معايا، وقوليلي حد كلم فارس على تليفونه؟!”..
أبتلعت “إسراء” لعابها بصعوبة، واجابتها بنبرة مرتجفة..
“لا يا ديجا.. فارس ممسكش تليفونه خالص طول ما أنا معاه”..
التقطت “خديجة” أنفاسها المسلوبة، ووضعت يدها على قلبها تهدأ من روعه، وتحدثت بنبرة متوسلة قائله..
” طيب اسمعيني كويس يا إسراء.. شوفي تليفون فارس فين، وارميه في البحر دلوقتي حالاً، وإلا هيحصل كارثه لو فارس فاتحة”..
بكت” إسراء ” من شدة خوفها، وبدأت تبحث عن هاتف زوجها بهلع، وهي تقول..
“فهميني في أيه يا عمتو أنتي رعبتيني؟”..
اجابتها “خديجة” بأسف..
“في دكتورة بتعالج مارفيل فارس طلب منها تبعتله كل حاجة بتحصل في الجناح عند مامته وباباه، وهي صورت كلام بين محمد أخويا والد فارس وبين مارفيل لو فارس سمعه مش بعيد يحصله حاجة يا إسراء.. أبوس أيدك اتخلصي من التليفون دا في أسرع وقت يا بنتي”..
“حاضر يا ديجا.. اطمني أنا بدور عليه أهو”..
قالتها” إسراء “وهي تبحث بين ثياب زوجها.. حتي أخيراً وجدت الهاتف بجيب سروال زوجها الملقى ارضاً..
أمسكت قميص زوجها الأبيض، وارتدته على عجل، وهبت واقفة وسارت لخارج الغرفة بخطي مترنجحة.. مرتعشة وقد بدأ دوار البحر يهاجمها بشدة..
بدأت تتمايل بقوة، وترتطم بالجدران حولها حتي استطاعت الوصول لسور صغير، ورفعت يدها التي تحمل الهاتف، وألقته بالمياه.. ليهاجمها دوارها بقوة أكبر جعلها لا تستطيع السيطرة على نفسها، وبلحظة ودون سابق انظار كانت سقطت بالمياه..
منشن اول لما ينزل الفصل الجديد