رواية القاتل الراقي الفصل الثاني 2 بقلم سارة بركات
رواية القاتل الراقي الجزء الثاني
رواية القاتل الراقي البارت الثاني
رواية القاتل الراقي الحلقة الثانية
“سأستمر حتى ينتهي ألمي أو أنتهي أنا”
في الصباح الباكر في فيلا عريقة وراقية، كان ينزل بخطىً سريعة على الدرج لا يريد أن يتأخر على عمله ولا عليها …. ولكنه توقف عندما سمع صوت والدته الحبيبة …
؟؟:”حبيبي، مستعجل ليه؟”
نظر هشام إلى والدته بحب ثم توجه نحوها وقبل يدها …
هشام:” صباح الخير يا أحلى بلقيس في حياتي.”
بلقيس بإبتسامة:”صباح النور يا حبيبي، مستعجل كده ليه؟؟”
هشام معتدلا في وقفته:” أكيد طبعًا لازم أبقى مستعجل، عشان ورايا شغل، ولازم أروح بدري عشان متأخرش.”
بلقيس بمشاكسه:”مستعجل عشان الشغل برده؟”
إبتسم بإحراج ثم نظر أرضًا … نظرت بلقيس لإبنها كثيرا مبتسمة على الحالة التي أصبح يمر بها وهي حالة العشق ..
بلقيس بإستفسار:” بتحبها يا هشام؟”
هشام بصدق وهو ينظر داخل عينيها:”أيوه بحبها.”
بلقيس عاقدة حاجبيها بغيظ:”طب ليه ماجبتهاش يا دكتور لحد دلوقتي عشان أتعرف عليها؟”
هشام:”أنا فعلا عرضت عليها الموضوع ده، هي كمان حابه تقابلك بس أنا شايف إنها محتاجة وقت تمهد لنفسها فكرة إنكم هتتقابلوا.”
بلقيس بإبتسامة:”يا حبيبي تنور في أي وقت .. ياريت لو تنورني النهاردة هبقى سعيدة جدا لو شوفتها، وأهو نلحق نتعرف على بعض.”
ظل يفكر قليلا وهو ينظر إليها حتى قرر …
هشام بإبتسامة:”من عينيا يا بلقيس هانم، بعد إذنك.”
قبل يديها مرة أخرى بحب ثم توجه خارجًا أما بلقيس كانت تنظر لأثره بحب فليس لها أخد غيره هو وأخيها طارق الذي ساعدها في تربيته بعد وفاة زوجها … هم عائلتها الوحيدة.
………………………..
في قصر ياسين المغربي:
في غرفة كبيرة ضخمة يملؤها أضواء الصباح وآشعة الشمس الرائعة نظرا لذلك الحائط الزجاجي الكبير الموجود بها فبالتالي يسمح بمرور الضوء من خلاله …يقف أمام المرآة بشموخ يرتدي سترة خاصة ببذلة رمادية بعد أن قام بضبط ربطة عنقه .. أغلق السترة بهدوء وبعد أن إنتهي خرج من غرفته بهدوء مارًا بجميع ممرات القصر الفارغ كفراغ قلبه .. يمشي ثابت الخطى كأنه كالآلة التي تعمل على تنفيذ ماصممت لعمله ينظر أمامه بعينين غابت بهما الحياة … وقف جميع الخدم في صف واحد ناظرين أرضًا إحتراما له .. خرج من القصر متجها نحو سيارته الفارهة والتي قام بفتح بابها له أحد الحرس .. ركب في الخلف ثم تحركت السيارة وتبعه حرسه.
………………………………….
نائمة نومًا عميقًا كالطفلة الصغيرة كالعادة تحلم بذلك اليوم الغامض .. ذلك اليوم الذي تحاول أن تتذكر فيه كل ماحدث .. ولكنها لا تستطيع … ذاكرتها لا تسعفها … كل ما تتذكره هو ضباب … شخص يحملها ويخفيها عن الأّذى .. ثم يتركها للأمان … غريب أن يتعلق عقلك وقلبك بأحلامك التي لم و لن تتحقق … إستيقظت من نومها ناظرة إلى سقف الغرفة التي بها بشرود .. لا تدري هل مازالت عاقلة لأنها تحلم حتى الآن برجل لم تقابله سوى مرة واحدة في حياتها وحتى الآن لا تعلم من هو؟؟ ولا تتذكر ملامحه أبدًا … رجل قابلته وهي طفلة صغيرة .. سألت نفسها .. هل كانت ستتغير حياتها لو قابلته مرة أخرى؟؟ … هل كان سينقذها قبل أن تنهدم حياتها رأسًا على عقب كما حدث معها منذ سنوات … لم تشعر بتلك الدمعة التي أخذت مكانها على وجنتها الناعمة .. إبتسمت بألم وهي تقوم بمسحها وأخذت نفسًا عميقًا تنوي أن تنسى طفولتها البريئة وتستمر في حياتها .. تنوي أن تستمر في الكفاح الذي وضعت فيه قصرًا .. كانت طفلة بريئة تجد كل ماتحتاجه أمامها .. كان لديها المال حتى وإن لم يكن كثيرًا .. فكان لديها كل ماتحتاجه .. وها هي صارت طبيبة مفلسة حتى إشعارٍ آخر … هل ستظل هكذا؟؟ أم ستكون قوية أكثر من ذي قبل لتستمر في حلمها؟؟ هل سيقوم هشام بمساندتها ودعمها في قراراتها؟؟ … هل سيكون زوج رائع كما تتمنى؟؟ … على الرغم من أنها تحبه وقلبها يريده إلا أن عقلها يفكر مائة مرة بهذه العلاقة … أغمضت عينيها قليلا تمنع عقلها من التشكك بأمر تلك العلاقة وكل ماتعرفه أنها تحب هشام وسيكون زوج رائع كما تتوقعه لأنها لم ترى منه أي شر … جلست على الفراش الذي كانت نائمة به مؤمنة بأن كل شئ سيكون على مايرام … نظرت لهاتفها المتواجد على الكومود بجانب الفراش .. إلتقطته لترى الوقت وإذ بها إبتسمت بعشق عندما رأت رسالة هشام لها .. “صباح الخير على أجمل بنت شافتها عيوني، أنا جايلك في الطريق، مش هتأخر عليكي .. بحبك.” … إستقامت من الفراش وقامت بتعديل شعرها ثم خرجت من الغرفة متجهة نحو الحمام لتقوم بوضع بغسل وجهها لمحو آثار النوم وبعد أن إنتهت قامت بالمشي في ممر المشفى قليلا حتى وقفت أمام غرفة عماد .. وقفت أمام الغرفة قليلا تفكر هل سينزعج أنها أتت الآن؟؟ .. حالته النفسية كانت سيئة أمس .. أخذت تفكر قليلا وكادت أن تدخل الغرفة ولكنها توقفت .. يجب عليها أن تتركه قليلا لأنه عندما يكون في تلك الحالة يريد البقاء وحيدا دائمًا … تنهدت بإرهاق ثم أكملت سيرها في الممر متجهة نحو غرفة العناية المركزة لتطمئن على حالة الطفل الذي قامت بإنقاذه أمس والذي إلى الآن لا تعلم أي شئٍ عنه لا عائلته حيث أن المشفي قامت بتسجيله “طفل مجهول الهوية” … شعرت بالشفقة والحزن عليه فكيف لطفل يبدو في عمره العاشر أن يحدث له مثل ذلك .. فقد إحتاجت معجزة لإنقاذه، وقد تحققت … توقفت بمكانها عندما وجدت رئيس الأطباء يتابع المؤشرات الحيوية الخاصة بالطفل بإهتمام وبجانبه زملائها يقومون بالمتابعة معه إبتسمت كثيرًا؛ فتلك فرصتها … ستخبره بأنها من قامت بتلك العملية .. ربما سيقوم بالتعامل معها على أنها طبيبة وليست مجرد مساعدة له من ضمن مساعديه! .. وقبل أن تدخل الغرفة، توجهت نحو غرفة تبديل الملابس لكي تطمئن أيضًا على مؤشرات الطفل الحيوية … وبعد أن إنتهت دخلت الغرفة وفي ذلك الوقت إلتفت الأطباء نحو الباب الذي تم غلقه ونظروا إلى مريم التي تقف وتنظر لهم بإبتسامة بسيطة … وكادت أن تتحدث قاطع حديثها رئيس الأطباء بصرامة..
؟؟:”دكتورة مريم، على مكتبي.”
نظر للأطباء الآخرين الذي إتضحت معالم السخرية عليهم …
؟؟:”كملوا شغلكم إنتوا.”
هز الجميع رؤوسهم في طاعة وخرج رئيسهم المدعو ب “طارق” من الغرفة بوجه متجهم نازعًا كمامته بضيق … نظرت خلفها ثم نظرت لزملائها الذين ينظرون لها بطرف أعينهم ثم عادوا لإكمال عملهم كأن شيئًا لم يكن .. خرجت من الغرفة وقامت بتغيير ملابسها وإتجهت نحو غرفة رئيس الأطباء أخذت نفسًا عميقًا وطرقت على باب الغرفة بهدوء وقامت بالدخول إليها … كان يقف أمام الشرفة معطيًا إياها ظهره …
مريم بهدوء:”حضرتك كنت طلبتني.”
ألقى طارق نظرة باردة لها ثم تحدث بصوت رخيم …
طارق:”إنتى إزاي يا دكتورة تعملى عملية زي دي؟؟؟ مين إللي إدالك الإذن؟؟؟”
مريم بعدم إستيعاب:”وفيها إيه لما أعملها؟؟؟ هو مش ده مريض ومحتاج إنقاذ؟؟؟”
طارق:”فيها إنك مش مؤهلة … إنتي لسه متخرجة مبقالكيش سنتين، هتعملي نفسك فاهمة؟؟؟”
شعرت بأن كل شئ يدور حولها … على الرغم من كبر سنه ويبدو في عمر والدها إلا إنها إستشفت الغيرة من حديثه …
مريم:”بس……”
طارق:”من غير بس … بعد كده يا دكتورة دورك إنك تتفرجي وبس.”
كورت مريم يديها بغضب شديد محاولة التحكم بغضبها…
طارق:”إتفضلي على شغلك.”
ظلت واقفة مكانها لم تتحرك … إستدار طارق لها عاقدًا حاجبيه بضيق منها …
طارق:”قولت يلا إتفضلي على شغلك.”
مريم بهدوء:”المريض كان محتاج إننا نلحقه بأي طريقة.”
طارق:”يبقى دورك إنك تلحقيه بأي مساعدة لكن إنك تعمليله عمليه وإنتي غير مؤهلة يبقى ده إسمه إستهتار.”
حاولت أن تتحكم بغضبها كثيرًا ولكنها لم تفلح وتحدثت بحدة ..
مريم:”يعني حضرتك عايزني أعمل إيه لما ألاقي طفل بين الحياة والموت قدامي … عايزني أعمل إيه لما أكون أنا الوحيدة إللي جاهزة أعمل العملية دي وباقي الزملاء خايفين يقربوا منه؟؟؟… ده طفل وكان بيموت .. كان لازم أعمل أي حاجة وألحقه … أنا ماكنتش هسامح نفسي لو سيبته كده …* جاءت بمخيلتها ذكرى حزينة جدا بالنسبة إليها وحاولت أن تتحكم بغصتها* …. أنا ماقدر أسيبه كده .. ماقدرش .. لو حد إحتاج مساعدتى هساعده حتى لو أنا بالنسبة لحضرتك مش مؤهلة لكده … مهما أكون إيه؛ فأنا لازم أساعده.”
طارق بتعالي:”بطلي تعيشي نفسك أوهام عمرك ماهتوصليلها … ماتحلميش يا .. *تحدث بسخرية لاذعة* دكتورة … كان غيرك أشطر.”
مريم بغضب:”لا هحلم وعمري ما هبطل أحلم .. طول ما في أمل هحلم وهحقق حلمي ده .. هوصل للي أنا عايزاه وبتمناه طول مافي حد محتاج مساعدة وأنا بقدمهاله … وبعدين إللي المفروض يتكلم هنا أبقى أنا … حضرتك كنت فين؟؟؟؟ … كانوا بيدوروا على حضرتك إمبارح وحضرتك كنت مشيت .. كنا هننقذه إزاي هاه؟؟؟ على مايطلبوا حضرتك كنت هتوصل متأخر وكنا هنخسره كان لازم أتدخل بأي طريقة أ……..”
طارق بحدة وهو بيقاطعها:”إنتي إزاي تتكلمي معايا كده؟؟؟ إنتي فاكرة نفسك مين؟؟؟ ليكي خصم خمس أيام يا دكتورة ولو زودتي كلمة تانية يبقى تنسي إنك بتشتغلي هنا.”
كانت تنظر له بصدمة وعدم فهم لما يحدث … لماذا يكرهها الجميع هكذا .. لما تشعر بالإضطهاد من جميع من يعملون بتلك المشفى … لماذا؟؟؟؟؟ … لم تفعل شئ سوى أنها هزت رأسها بيأس وخرجت من الغرفة صافعة الباب خلفها بغضب شديد … “حمقى” … تمتمت مريم بتلك الكلمة داخلها كم تتمنى سحق رؤوسهم جميعًا .. كم تتمنى أن تقوم بضربهم حتى الموت .. لا تعلم كيف تمسكت بآخر ذرة تحمل لها … كانت تتحرك بغضب في المشفى ولا تنظر أمامها من شدة الغضب ولم تنتبه لصاحب الهالة المخيفة الذي يتقدم بإتجاهها بهدوءه المعتاد … توجه بنظره نحوها لثوان معدودة ثم أكمل طريقه مارًا بجانبها كأنها غير موجودة متجهًا نحو غرفة مكتبه ذو الديكور الخشبي الرائع … جلس على كرسي مكتبه وقام بالإتصال ب “طارق” رئيس الأطباء يأمره بالحضور في مكتبه …
……………………….
تجلس في حديقة المشفى غاضبة من كلام ذلك القاسي “طارق” ولم تنتبه ل”هشام” الذي يقترب منها إلا عندما وضع يديه على كتفها ..
هشام بتعجب:”بناديلك يا مريم؟ في إيه مالك؟”
حاولت أن تكتم غيظها وخاصة أن هشام يكون قريب طارق فهو يكون خاله .. لا تريد أن يحدث بينهم سوء تفاهم أو شجارٍ بسببها ..
مريم بإبتسامة مصطنعة:”أنا كويسه، مافيش حاجة.”
هشام عاقدا حاجبيه بضيق من إخفائها لما حدث:”لا فيكي … وماتكذبيش.”
صمتت قليلا تحاول التفكير في حجة أخرى لإخفاء الأمر ثم تحدثت ..
مريم بتنهيدة بسيطة وكذب:”عماد مش بيكلمني من إمبارح فأنا إتضايقت شويه، أنا عارفة إنه أحيانا الحالة دي بتجيله وإنه مش بيكلمني بس أنا بزعل لما بيحصل كده ومابعرفش أعمل إيه غير إني أسيبه لوحده لإنه هو إللي دايما بيبقى حابب يبقى لوحده.”
إبتسم هشام ثم جلس بجانبها ..
هشام بمرح:”يعني عماد هو إللي مزعلك؟ إخص عليك يا عماد.”
ضحكت مريم ضحكة خفيفة .. إستأنف هشام حديثه ..
هشام:”لا مايصحش كده يزعل القمر بتاعتي وهي وراها ميعاد مهم مع والدتي النهاردة.”
إختفت إبتسامتها وتحولت نظراتها للتعجب ..
مريم بعدم إستيعاب:”النهاردة؟”
هشام:”أيوه النهاردة وماتقلقيش، هي نفسها تشوفك أوي وهتحبك أوي يا مريم.”
مريم بتوتر:”بس انا مش عاملة حسابي إني هقابلها النهاردة.”
أمسك هشام يديها ناظرا في أعينها بحب ..
هشام بثقة:” إنتي حلوة، حتى وانتي مش عاملة حسابك.”
إبتسمت إبتسامة لطيفة وإستأنف هشام حديثة ..
هشام:”ماتيجي نتمشي شويه؟ لسه بدري على ميعاد مناوبتي، أنا قولت أجي بدري أقعد مع حبيبتي شويه.”
قام بالغمز لها وهي إبتسمت بخجل وهزت رأسها وإستقام هشام ممسكا بيدها ساحباً إياها خلفه، أما هي كانت تنظر ليده الممسكة بيدها بخجل فتاة مراهقة .. وبدأ الإثنان بالحديث سويًا عن بعض أحداث حياتهما ….
…………………
دلف طارق إلي مكتب ياسين المغربي الذي ينظر لجمال حديقة المشفي من خلال الحائط الزجاجي بمكتبه ..
طارق:” حضرتك طلبتني؟”
إستمر ياسين على وضعه واقفا معطيًا ظهره لطارق وبدأ بالتحدث بهدوء ..
ياسين:” الطفل .. تابعت حالته؟”
طارق بهدوء:”أيوه تابعت حالته ومؤشراته الحيوية كويسه جدا .. وده العادي من تلامذتي بيأدوا شغلهم بدقة.”
هز ياسين رأسه وكاد أن يلتفت لطارق ولكن لفت إنتباهه تلك الطبيبة صاحبة اللسان السليط ممسكةً بيد أحدهم … إستأنف حديثه وهو يراقب مايحدث أمامه بهدوء ..
ياسين:”مين إللي قام بالعملية؟”
صمت طارق قليلا محتارًا فيما سيجيب، ولكنه شعر بالتوتر عندما إلتفت ياسين له ناظرا له بعينين غاضبتين لصمته الذي طال ..
طارق بتوتر:”دكتورة مريم.”
نظر له بإستفسار يحثه على التكملة..
طارق مستأنفًا حديثة:”مريم أحمد سعيد هنداوي، دي دكتورة جديدة هنا في المستشفى مبقالهاش ست شهور شغاله هنا .. كانت بتشتغل قبلها في مستشفى حكومي وعلى كلامهم وكلامها إنها شاطرة.”
إلتفت ياسين مرة أخرى ينظر يتأمل حديقة المشفى بهدوء بعد أن غابت الطبيبة ومن معها من أمامه …. بينما إستأنف طارق حديثه …
طارق:”بس طبعا سلوكها مش مقبول بتاتا * تحدث بإشمئزاز غير ظاهر* أسلوبها زي بتوع الحواري، مابيهمهاش حد، لسانها طويل…”
ظهرت الطبيبة مرة أخرى أمامه في الحديقة وهي تضحك مع الشخص الذي يمسك بيدها … عقد ياسين حاجبيه وهو ينظر إليهما ثم تحدث مقاطعًا طارق ..
ياسين بهدوء:”دكتور طارق.”
طارق بإنتباه:”أفندم؟؟”
ياسين بإستفسار وهو ينظر إليهما:”مش المفروض يكون في رقابه في المستشفى أكتر من كده؟؟؟”
طارق بعدم فهم:”مش فاهم؟”
نظر ياسين إليه وأشار لما يحدث بالخارج حيث إتسعت عينا طارق عندما رأى إبن أخته ممسكًا بيد تلك المتسوله ويضحكان سويًا … صُدم كثيرًا في هشام … نظر إلى ياسين الذي ينظر إليه بهدوء، كأنه لا يوجد شئ من الأساس … كاد أن يتحدث …
ياسين بهدوء:”تقدر تتفضل.”
هز طارق رأسه بحرج ثم إتجه نحو الباب بغضب شديد .. أما ياسين عاد ينظر تلك المرة نحو الأشجار التي تتطاير أوراقها مع مرور الرياح بهدوء ولعدة دقائق .. ثم تمتم ذلك الإسم …
ياسين:”مريم أحمد سعيد هنداوي.”
ظل يفكر في ذلك الإسم كثيرًا ثم نظر نحو الطبيبة التي تركها الشاب وتحدث في هاتفه .. سأل نفسه .. “أيُعقل أن تكون هي؟؟”.
……………………………………….
أنهي هشام حديثه في الهاتف …
مريم بإستفسار:”في إيه؟”
هشام بتنهيدة:”خالي عاوزني في مكتبه، هروحله وهرجعلك، ماشي؟؟”
هزت رأسها بهدوء، إبتسم لها وقبل جبينها ثم تركها … أما هي ظلت تنظر في أثره بعشق واضح، قامت بإحتضان نفسها عندما أتت نسمة هواء باردة حركت شعرها في إتجاه الريح إلتفتت تحاول إبعاد شعرها عن عينيها وهنا شعرت بأن أوردتها قد تجمدت عندما رأته ينظر إليها بأعين خلت منهما الروح .. تلك النظرة التي تشعرها بأن الصقيع يتراكم فوق قلبها والذي تفسره دائمًا بأنه الخوف الذي يتملكها كلما نظرت فيه عينيه … ظلت متجمدة بمكانها لوقت لا تعرف ماهو .. ظل الإثنان هكذا لدقائق معدودة ينظران لبعضها لا أحد منهم تحرك … إشتدت الرياح بالخارج وإحتضنت مريم نفسها أكثر محاولة تدفئة جسدها ولازالت تنظر إلى أعين ياسين الباردة، تسأل نفسها أسئلة كثيرة عنه ولكنها إنتبهت عندما سمعت صوت صافرة سيارة الإسعاف العالية، إبتعدت بنظرها عن ياسين ثم هرولت نحو إتجاه صوت الصافرة، تاركة ياسين ينظر إلى أثرها بهدوء …
…………………………………
دلف هشام لمكتب خاله الذي كان ينظر إليه بغضب مكتوم ..
هشام بإستفسار:”حضرتك طلبتني؟”
طارق بضيق:”اه، إتفضل أقعد.”
جلس هشام على كرسي مقابل مكتبه ينظر إليه بإستفسار، جلس طارق أيضًا في مقابله وحاول أن يبتسم وهو يتحدث معه ..
طارق:”أنا عارف ومقدر إنك زي كل الشباب في فترة لطيفة محتاج إنك تتعرف على دي و دي … بس إبقى إختار البنات إللي تعرفهم.”
(رواية/ القاتل الراقي .. بقلم/ سارة بركات)
عقد هشام حاجبيه بعدم فهم ..
طارق بتوضيح:”إختار واحدة من مستواك.”
هشام:”إنت تقصد إيه؟”
طارق بضيق:”يعني إللي إسمها مريم دي .. عايز أفهم إنت بتعمل معاها إيه؟؟ ماسك إيديها وبتضحك معاها ليه؟”
هشام بهدوء وتوضيح:”عشان أنا بحبها.”
طارق بذهول:”إنت بتهزر؟؟؟ إنت مالقتش إلا دي عشان تحبها؟؟؟ يعني زميلاتك في المستشفى .. بنات الناس معجبين بيك ورايح إنت تبص لدي!!”
هشام بهدوء:” مالها دي؟؟ زيها زينا، وبعدين أنا كلمت بلقيس عنها وهتقابلها النهاردة، أنا خلاص عايز دي.”
طارق بغضب:”لا مش زينا .. دي ماينفعش تناسب عيلتنا .. وإنسى خالص إنها تبقى مننا.”
إستقام هشام من مقعده وتحدث بغضب مكبوت:”أنا مقدر إنك خالي ومربيني، بس برده … مش إنت إللي هتحدد مستقبلي وتحددلي هعيش مع مين طول عمري.”
إلتفت ثم تركه وغادر …
طارق بغضب:”ماشي .. يا أنا يا إنتي يا مريم.”
إلتقط هاتفه ثم أخذ في الإتصال بأحدهم حتى جاءه الرد …
طارق:”ألو، أيوه يا بلقيس، إلحقي .. إبنك عاوز يضيع إسم العائلة ورا الشمس…….”
……………………………………….
يمشي في ممر المشفى شاردًا في حديث خاله عن مريم التي أحبها بصدق .. لا يفهم لماذا يكرهها خاله إلى هذه الدرجة؟؟ .. لماذا يرفضها رفضا قاطع هكذا؟؟ .. لا .. لن يسمح له بالتحكم في حياته العاطفية … يكفى هذا .. سيتمسك بها .. فهي حب حياته … إستفاق من تشتته على حالة الطوارئ التي إنتشرت في المشفى بشكل مفاجئ ورأى مريم تركض خلف نقالة تحمل مراهقة … وسعت عينيه بصدمة عندما رأى الدماء المنسابة من بين قدمي الفتاة، نظر لهيئتها فهي بين الحياة والموت أثر ذلك النزيف، بالإضافة إلى كل تلك الكدمات التي تغطي وجهها …. توجه سريعًا لغرفة تبديل الملابس وتوجه نحو غرفة العمليات وهنا إستوقفته مريم وهي تبكي … وتلك أول مرة يراها تبكي لهذه الدرجة …
مريم ببكاء:”إلحقها يا هشام … إنقذها أرجوك.”
لمس أكتافها لعله يهدئها قليلا:”ماتقلقيش هعمل كل إللي هقدر عليه.”
تركها ثم دخل الغرفة .. أما هي توقفت أمام الغرفة وهي تراهم يقومون بتوصيل الأجهزة الطبية بجسدها وهشام يقوم بالإستعداد السريع لإيقاف النزيف مع الممرضات ومعه بعض الأطباء يساعدونه … فرت شهقة من مريم تدل على بدأها بنوبة بكاء شديدة .. إختفت الفتاة عن أنظارها عندما أغلقت الممرضات الغرفة … إستندت مريم على الحائط تحاول إستعادة رباطة جأشها وتحاول أن تتنفس بإنتظام لعلها تهدأ من موجة المشاعر التي إجتاحتها الآن … وهي رغبة في قتل من فعل بها ذلك ورغبة أيضًا في ضمها ومحاولة مواساتها عما حدث لها … بعد مرور وقت من الإنتظار الطويل فُتح باب الغرفة خارجا منه هشام ينزع كمامته واضحًا عليه الضيق والغضب الشديد … هرولت مريم سريعًا نحوه بلهفة …
مريم:”طمني عليها؟؟ هي كويسه؟؟”
نظر إليها هشام بحزن، ولكنها لم تفهم لماذا ينظر لها هكذا …
مريم بعدم فهم:”في إيه؟؟ البنت مالها؟؟”
هشام بحزن:”حولت الموضوع للطب الشرعي .. عايزين إثبات حالة، لإننا هنقدم بلاغ.”
مريم بعدم فهم:”إثبات حالة إيه؟؟”
هشام وهو ينظر أرضًا:”إغتصاب.”
وهنا خرجت الناقلة تحمل الفتاة التي لا حول لها ولا قوة… فرت دمعة أخرى من عيني مريم عندما نظرت إليها ثم عادت بنظرها إلى هشام ..
مريم:”هشام، إحنا ماينفعش نسكت على كده.”
هشام بجدية:”أكيد.”
إبتسم بحنو لها لعله يهدئها قليلا ..
هشام:”حصليني على مكتبي .. أنا هغير وأجيلك، محتاج أقعد معاكي عشان نتكلم مع بعض.”
هزت رأسها بهدوء وإطمئنان لأن صوته وإبتسامته هما الإطمئنان بالنسبة لها .. أما هو تركها ودخل غرفة تبديل الملابس و إنتبه لهاتفه الذي يصدر رنينًا مستمرا لم ينتهي … نظر للهاتف وجد والدته “بلقيس” هي المتصلة .. أخذ نفسًا عميقًا ثم أجابها بهدوء ..
هشام بإرهاق:”أيوه.”
بلقيس بصدمة:”إنت إيه إللي إنت بتعمله ده؟؟”
هشام بعدم فهم:”بعمل إيه؟؟؟”
بلقيس:”إنت عايز تموتني صح؟؟؟ إنت إزاي تبص لواحدة زي دي؟؟ إزاي تجيبلي واحدة من الشارع وتقول إنك بتحبها وعايزتخطبها؟؟؟؟”
هشام عاقدًا حاجبيه بغضب لمعرفته الفاعل:”وإنتي إزاي ترمي ودنك لأخوكي؟”
بلقيس:”أخويا وبيدور على مصلحتك … في الأول وفي الآخر هو في مقام باباك وبيحبك زي إبنه.”
هشام:”بقولك إيه؟؟ .. أنا مش فايق لكلامكم ده إنتوا الإتنين .. أنا بحب مريم وهتجوزها، هي دي إلي إختارت إني أكمل حياتي معاها.”
بلقيس:”على جثتي .. إنت فاهم؟؟ .. جايبلي واحدة شحاته يا هشام؟؟؟ إنت………..”
إنقطع كلامها بسبب هشام الذي أغلق المكالمة بغضب شديد وقام بتغيير ملابسه سريعا ثم خرج من الغرفة متجهًا نحو مكتب خاله بغضب عارم … كان طارق يجلس بهدوء على كرسيه منتظرًا لما سيحدث وحدث ماتوقع … قام هشام بفتح باب مكتبه بغضب وصدره يعلو ويهبط بسبب الغضب الذي يتملكه .. إبتسم طارق بشر .. إقترب منه هشام وأمسكه من تلابيبه …
هشام بغضب:”إنت عايز إيه؟؟ بتكرهها ليه؟؟؟”
طارق بهدوء شديد كأن شيئًا لا يحدث:”عشان هي في مكان مش مكانها .. المستشفى دي هي ماينفعش تكون فيها .. غيرها يستحقها مش واحدة من الشارع تيجي تاخد كل ده على الجاهز.”
هشام بعدم إستيعاب:”إنت بتتكلم بجد؟؟؟ إنت بتحقد عليها؟؟؟ إنت عارف هي تعبت قد إيه علشان توصل هنا؟؟؟”
طارق بإبتسامة:”ماهو عشان ما أخليهاش تمشي لازم تنفذ كلامي.”
هشام بعدم فهم:”أنفذ كلامك إزاي؟؟؟ إنت بتهددني؟؟”
طارق بتعالي:”لا مش بهددك .. بس إللي زي دي ماينفعش ياخدوا كل حاجة على الجاهز .. هي ماتستحقش واحد زيك .. ولا تستحق إنها تشتغل هنا.”
هشام بإستهزاء:”أنا بجد مش قادر أستوعب .. إنت إزاي تحقد عليها كده وهي يادوب ماحيلتهاش غير إنها تحقق إللي هي بتحلم بيه.”
طارق بإستفزاز:”ماهو عشان هي تقدر تحقق حلمها إنت هتنفذ كلامي.”
هشام بغضب:”إنسى إني أنفذلك حاجة.”
تركه وكاد أن يتحرك ولكن أوقفه صوت طارق ..
طارق:”لو مابعدتش عنها تقدر تقول لأحلامها باي باي.”
نظر هشام له بإستهزاء وكاد أن يتحدث …
طارق مقاطعًا له:”في ثانية واحدة أقدر أخليها تتمسح من النقابة فورا أو إني ألفقلها قضية تحبسها .. ومش بعيد إن ده يتثبت عليها طبعا لإن سلوكها خير دليل.”
لم يصدق أن ذلك خاله الذي يخبره بكل تلك الأمور الدنيئة التي من الممكن أن يفعلها … سيفعل كل ذلك لأجل أن يتركها؟؟؟ …
طارق مكملا حديثه:”أنا إللي مربيك … وماينفعش واحدة زي دي تتجوز إبني.”
كاد هشام أن يتحدث …
طارق مُكملًا:”ولو بتحبها زي مابتقول يبقى أكيد هتدور على مصلحتها ولا أنا غلط؟؟؟ وأظن إنك عارف إني قادر أنفذ كلامي.”
نظر لخاله لا يستطيع الحديث .. خرج من المكتب وهو يشعر بالتيه … خائفًا على مستقبلها؟؟ نعم .. يحبها؟؟ نعم … لا يقبل الأذية لها أبدا … آلمه قلبه لفكرة الفراق؛ فماذا ستفعل إذا تركها الآن؟؟؟ … ماذا سيحدث لها؟؟ والأهم من ذلك ماذا سيحدث له هو؟؟ … لا يستطيع التفكير بشئٍ الآن سوى أن خاله سيفعل أي شئ ليؤذي مريم .. ولأجل أن يحميها فعليه تركها لحال سبيلها .. أغمض عينيه بألم .. يفكر كيف سيفعل ذلك؟؟ … كيف سيُبعدها عنه؟؟ … كيف سُيبعدها دون الشك بأي شئ لكي تبتعد عنه نهائيًا .. أفكار كثيرة تسيطر عليه … ولا يدري ماذا سيفعل ..
…………………………………
تجلس في مكتبه تنتظره، تنظر بفخر حولها في كل ركن من أركان ذلك المكتب؛ فهشام طبيب ماهر في مجاله فهو يكبرها بسبع أعوام .. يحب عمله كثيرًا ويحبها هي أيضًا فهو يراها جزءًا كبيرًا من مستقبله .. إبتسمت بإطمئنان لأن هشام هو الوحيد الذي أحبها في ذلك العالم بعد أن أصبحت وحيدة لا أحد لها .. وعندما تيقنت من حبه وإخلاصه لها سلمت قلبها إليه مطمئنة .. تنهدت بملل فقد تأخر كثيرًا عليها ها هي تنتظره منذ ساعة تقريبًا ولكنه لم يأتي … نظرت إلى التلفاز الموجود بغرفته وإبتسمت بخبث وقررت أن تشاهد بعض قنوات الكارتون تسلي نفسها قليلًا حتى يأتي .. قامت بفتح التلفاز وبدأت تبحث في القنوات ولكن قنوات الأخبار هي المنتشره فكان صعب البحث عن قنوات الكارتون وأثناء بحثها إستوقفها خبر في إحدى القنوات ..
؟؟:”لا نعلم ما السبب وراء حالات القتل الغامضة تلك .. حيث أن كل ضحية يتم قتلها نجد عن طريق الصدفة البحتة أنها متهمة بعدة جرائم لم تُثبت عليهم قانونيًا حيث تم النفاد منها بطريقة عجيبة، ووجد مع أغلب تلك الجثث تسجيلات خاصة بمكالمات الضحايا يتم من خلالها التحريض على إرتكاب الجرائم .. وهذه بعض صور الضحايا في الفترة الأخيرة …..”
ظهر أمامها صورًا كثيرا لمجموعة كبيرة من الرجال ولكنها لم تستطع أن تنظر إليهم لأن الباب تم فتحه من قِبَلِ هشام والذي دلف إلى مكتبه بوجه متجهم .. أغلقت التلفاز ثم توجهت نحوه ووقفت قبالته تسأله عن حاله ..
مريم بإستفسار:”في إيه مالك؟”
هشام:”مافيش.”
مريم بتعجب:”مافيش إيه؟ هو إنت مش شايف نفسك؟”
هشام عاقدًا حاجبيه وهو ينظر لها:”وإنتي مالك؟”
مريم بعدم فهم:”نعم؟؟؟ وأنا مالي؟؟”
هشام:”اه وإنتي مالك؟”
تعجبت سوء معاملته وأسلوبه السئ في الحديث ..
مريم:”إنت بتتعامل معايا كده ليه؟”
هشام:”عشان ده الأسلوب إللي لازم أتعامل بيه مع واحدة زيك.”
تغيرت ملامحها من التعجب إلى الغضب …
مريم:”إتكلم معايا بأسلوب أحسن من كده … وإلا…….”
قاطع كلامها إقتراب هشام المفاجئ منها ممسكًا بخصرها بقوه وينظر لها بنظرات غريبة لم تراها قبلا …
مريم بصراخ محاول الإبتعاد عنه:”إبعد عني.”
هشام بغضب:”وإلا إيه؟؟ إنتي فاكره نفسك إيه؟؟ فوقي ده أنا أشتريكي بشوية جنيهات …*نظر لها بإستهزاء* وأنا عارف إنك معايا عشان الفلوس .. وإحنا في مرحلة لطيفة وداخلين على مرحلة ألطف وهي مرحلة السرير .. يعني تقبلي الواقع أنا عمري ماهبص لواحدة زيك و….”
قاطع كلامه صفعة قوية من مريم والتي تنظر له بكرهٍ شديد ..
مريم بغضب وألم شديد:”أنا كنت متوقعة إنك بني آدم محترم مش زي أي حد .. لكن إنت طلعت **** زي كل الرجالة.”
إستطاعت تلك المرة الإبتعاد عنه وخرجت صافعة الباب خلفها وهنا تغيرت ملامح هشام للحزن الشديد وأغمض عينيه بألم لعله يستطيع أن يُعين قلبه في الفترة القادمة على فراقها … تمشي في ممرات المشفى تحاول إخفاء حزنها وألمها من صدمتها في الشخص الذي أحبته … تجمعت الدموع في مقلتيها تحاول البحث عن غرفة تختبئ بها وتبكي وحدها ولكن لم يأتي على بالها سوى غرفة عماد .. ركضت سريعًا تحاول الإختباء من الجميع حتى لا يرى أحد ضعفها … ودون أن تنتبه إصطدمت بأحدهم ولكنها أكملت ركضها حتى وصلت لغرفة عماد .. دخلت الغرفة سريعًا وإستندت بجسدها على الباب وهنا كان عماد جالسًا بسريره متفاجئًا من دخولها … كاد أن يتحدث ولكنه صمت عندما وجد أن هناك الكثير من الدموع تنزل من مقلتيها وهي تنظر إليه … تحاول كتم شهقاتها ولكن عماد نظر لها بحنوٍ و رفع لها يديه يحثها على الإقتراب .. وهنا ضعفت مريم كثيرًا فهي في حاجة للدعم خاصة في ذلك الوقت .. ركضت بضعف نحوه وإختبأت بأحضانه كالحفيدة التي تختبئ في أحضان جدها تستمد منه الأمان … تحاول على قدر المستطاع أن تبكي بصمت لا تريد إظهار ألمها أكثر من ذلك …
عماد بتفهم لحالتها وهو يربت على شعرها:”عيطي… مايهمكيش حاجة .. عيطي.”
وكأنه سمح لها بإطلاق ما بداخلها من خلال ذلك الحديث … بكت بنحيبٍ عالٍ كالطفلة التي تبكي على لعبة ضائعة وعماد يقوم بالربت على ظهرها … لا تدرى كم ظلوا هكذ ا تبكي وهو يربت على كتفها تارة وتارة يخبرها بأن تهدأ و كل شئ سيكون على ما يرام .. ولا يشعران بمن يراقبهما وهما في تلك الحالة .. ألا وهو ياسين المغربي ..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية القاتل الراقي)