رواية ايلين وسليم الفصل التاسع 9 بقلم هدير محمد
رواية ايلين وسليم الفصل التاسع 9 بقلم هدير محمد |
رواية ايلين وسليم الفصل التاسع 9 بقلم هدير محمد
* بتبصيله ليه يا أيلين ؟ ده ميستهلش وحدة زيك…
محمد مسك ايدي و مشينا بتاكسي… راجعين على الإسكندرية
سليم جري وراهم لكن ملحقش… وقف في نص الشارع هيتجنن لأن أيلين مشيت… الدموع اتجمعت جوه عيونه… بص للأرض بحزن و قال
” طب هو أنا صح ولا غلط… أنا قولتله عشان أنا زهقت من التمثيل اللي بنعمله دايما قدامه و من حقه يعرف ليه اخته حزينة… لكن هو اخدك مني ؟! كنت هصلح غلطي والله !
قاعدين في التاكسي أنا و محمد… ساكتين خالص… هو بيبص من الشباك و كل كام دقيقة ينفخ بضيق… مضايق مني… بس اعمل ايه… أنا كنت خايفة عليه و كنت عارفة أنه هينفعل بالطريقة دي عشان كده سكِت…
‘ محمد… ممكن تهدى ؟
بصلي بعصبية و لسه هيزعق فيا بس سكت في آخر لحظة لما أخد باله إن السواق معانا… قرب من ودني و قال
* حسابك لما نوصل !!
رجع يبص من الشباك و ساكت… أنا كمان هتعا*قب منه… لو هعرف أنه هيضايق مني كده كنت قولتله من بدري و خلاص…
وقف التاكسي قدام ڤيلا كبيرة و فخمة… استغربت انه وقف هنا… بصيت لمحمد اللي كان بيبعد عيونه عني و قال بجمود
* يلا هاتي شنطتك و انزلي…
‘ بس ده مش بيتنا !
* بقولك انزلي…
نزل هو و أنا استغربت طريقته دي… اضطريت انزل زي نا هو عايز… التاكسي مشي و وقفت جمب محمد
‘ مش هتقولي احنا بنعمل هنا ايه ؟
* استني لما يجي…
‘ مين ؟
* إلهان…
‘ إلهان مين ؟
فجأة ظهر قدامنا شاب ثلاثيني وسيم و رياضي… قرب من محمد و حضنه
– عامل ايه وحشتني يا كابتن
* أنت أكتر والله…
بصلي و ابتسم و مَد ايده يسلم عليا بس محمد قاله
* احنا في مصر و لا نسيت ؟
– مش فاهم ؟
* احم… احنا في مصر مش بنمسك ايد بنات غير زوجاتنا و اخواتنا…
– آه فعلا… معلش بس نسيت… أنا آسف… تعالوا اتفضلوا…
مشي قدامنا… دخلنا ڤيلته الواسعة و جميلة…ديكورها هاظي و الألوان مريحة كده… قعدنا على الانتريه أنا و محمد… و الشاب نادى على الخدامة بالانجليوي و جات قدمت العصير…
– اتفضلوا اشربوا…
اترددت اشرب ولا لا بس لقيت محمد شِرب ف قولت اشرب طالما عادي… بعد ما خلصنا العصير ابتسم و قال
– بالهناء و الشفاء…
* اشكرك يا إلهان على حُسن ضيافتك… ممكن تورينا الأوضة اللي هنقعد فيها ؟
– أكيد طبعا…
كنت متفاجئة من الكلام اللي اتقال قدامي ده… بصيت لمحمد مستنية منه توضيح لكن شاورلي اقوم معاه و قومت… اتمشينا شوية و وصلنا عند اوضة… إلهان فتح الباب و بص لمحمد بإبتسامه و قال
– ايه رأيكم ؟
أنا اتفاجئت من حجم الأوضة و جمالها… اداله المفتاح و كمل
– عايزكم تاخدوا راحتكم على الآخر… البيت بيتكم… عن اذنكم…
مشي و دخلنا الأوضة… محمد قفل الباب علينا و قعد على الكنبة بيقلع الكوتشي بتاعه…
‘ مين ده يا محمد و احنا هنا بنعمل ايه ؟
* إلهان صديق قديم اتعرفت عليه أول ما سافرت…
‘ ايوة برضو مفهمتش… احنا بنعمل ايه هنا ؟
* هنقعد عنده…
‘ ليه ؟ و فين بيتنا راح ؟
* عمك اخده…
‘ اخده ازاي ؟
* اخده زي ما بياخد أي حاجة… بالتزوير و الرشاوي أثبت إن ابوكي الله يرحمه متأجر منه بيتنا اللي كنا عايشين فيه… و دلوقتي قِدر ياخده بعد ما أثبت للمحكمة إن البيت بتاعه…
قعدت جمبه و بحاول استوعب اللي سمعته ده
‘ طب و انت عرفت ازاي ؟
* محامي ابوكي قالي…
‘ امتى حصل الكلام ده ؟
* من 3 شهور… و أنا لسه عارف بالصدفة من اسبوعين… عشان كده كان لازم انزل مصر… و كنت ناوي انزل 10 أيام بس و مكنتش هعرفك إني جيت لاني كنت نازل اتخانق مع عمك و عشان البيت… بس اتفاجئت لما مديري اداني اجازة شهر… ف قولت بما إني كده كده قاعد شهر كامل لازم ازورك… و كنت ناوي اقعد هنا مع إلهان لغاية ما ارجع بيتنا… بس جوزك ال ***** لما عرفت كل حاجة حلفت انك مش هتعقدي معاه ولا يوم…
‘ و هتعمل ايه في البيت ؟
* افوق بس من اللي أنا فيه و هروح لعمك….
‘ هتعمل ايه ؟
* هاخد البيت طبعا… البيت ده اتولدنا فيه و اتربينا فيه و بتاعنا أنا و انتي… من أول ما اتوفى ابوكي و عمك حاطط عينه على البيت و متهدش غير لما اخده اهو… بس أنا مش هسكت… و البيت ده مش هيتكب بإسم غير اسم ابونا… و مفيش حد هيقعد فيه غير أصحابه اللي هم أنا و انتي…
‘ طالما ده كله حصل… مقولتش ليه ؟
* اكيد طبعا مش نفس السبب اللي انتي مقولتيش عشانه… و خبيتي عني كل اللي عمله جوزك…
بصيت للأرض بخجل و قولت
‘ خلاص أنا آسفة… متزعلش مني…
* ازعل ؟! أيلين أنا ماسك نفسي بالعافية منك… انتي ليه اتعاملتي في المشكلة دي كأني مش موجود على وش الدنيا ؟
‘ مكنتش عايزة اتعبك و ادوشك بمشاكلي…
* والله ؟ حوار البيت ده لما عرفته مقلقتش اوي… لاني كنت مطمن إنك في بيت جوزك و مع راجل يحميكي… بس كنت غلطان… أنا السبب لاني وافقت تتجوزي الحيو*ان ده… بس أنا هعرف اصلح غلطي ده… و الك*لب ده مش هيطول ضُفر منك طول ما أنا عايش !!
‘ خلاص متتعصبش يا محمد…
* خلصنا يا أيلين… اتهدي بقاا
‘ و النبي ما تتضايق مني…
* خلاص يا أيلين…
ميلت على كتفه و قولت بنبرة ميقدرش يقاومها
‘ الآه… متبقاش قموصة… اوعدك إني مش هخبي عنك حاجة تاني…
بصلي بطرف عينه و بعد كده ضِحك و قال
* خلاص مش زعلان… بس مفيش رجوع للكائن اللي كنتي عايشة معاه ده…
لما قال كده جه في بالي سليم… يا ترى شكله ايه دلوقتي بعد ما محمد اخدني قدامه ؟ قطع تفكيري محمد و هو بيقول
* يلا قومي رتبي هدومك في الدولاب…
‘ هو احنا هنقعد هنا كتير ؟
* مش عارف… بس انتي عارفة عمك…
‘ اممم… طب هقعد ازاي و صاحبك هنا ؟
* أنا موجود معاكي اهو… بعدين إلهان أنا عارفة كويس ده عِشرة خمس سنين… غير كده هو لما بينزل مصر بيخرج كتير لانه بيحب تغيير الجو و الخروجات… يعني مش هيقعد هنا غير لما يجي ينام… بعدين أنا لو شاكك فيه بمقدار ذرة مكنتش جبتك هنا… غير كده هو اداني المفتاح و الأوضة كبيرة زي ما انتي شايفة و فيها حمام خاص… اهو مكان موثوق فيه لغاية ما نشوف عمك هيعمل فينا ايه تاني…
‘ ان شاء الله خير…
حضني و قال
* نقطة ضعفي انتي… اوعدك هعوضك عن كل اللي شوفتيه… ارجع البيت تحت ايدينا من تاني و اطلقك من جوزك و هاخدك معايا على امريكا تبقي تحت عيني و مش هسمح لأي حد يزعلك…
‘ حبيبي يا محمد… الحمد لله انك موجود…
* و في ضهرك دايما…
عند سليم…..
سليم واقف قدام المراية في الحمام… بيبص لانعكاسه في المراية… هادي من بره لكن جواه بركان… من كُتر ما بيحاول يمسك نفسه و يكبت في عصبيته… عيونه بدأت تحَمر من الشياط اللي جواه… فجأة أخد علبة البرفيوم رماها بقوة على المراية… المراية اتك*سرت و الازاز وقع على الأرض… سليم نزلت عليه هستيرية غضب و بقا يك*سر كل حاجة قدامه و بيصرخ… تعب و قعد على الأرض… ضَم نفسه و دموعه نزلت… سنانه بتخبط في بعض لا إراديا… مش مصدق اللي هو فيه… مش مصظق إن مراته اتاخدت من قدامه و هو مقدرش يعمل حاجة… مقدرش يعمل حاجة لانه مش قادر يسامح نفسه بعد اللي عمله فيها… مع ذلك عايزها…. سند رأسه على الحيط و قال بتعب
” أيلين أنا محتاجك… و مش عايز اسيبك… أرجوكي سامحيني و ارجعي… ارجعيلي !!
فضل يعيط لوحده زي الطفل… منهار و مش مصدق انها بعدت عنه… حتى راحت معاه برضاها… هي عايزة تسيبه لكن هو مش هيقدر يعيش من غيرها… قطع عياطه صوت قاسم وهو بيدخل عليه الحمام… لقيه على الأرض و في الحالة دي اتخض
و راح بسرعة يساعده… قومه بس سليم شبه مغيب عن الواقع… عيونه مفتوحة لكن مش في وعيه… قاسم فتح الحنفية غسله وشه و سنده اخده على اوضته و نيمه على السرير… سليم ضم نفسه و فضل يتمتم بإسمها و ينادي عليها…
• اخوها جه نَيل كل حاجة… لو مكنش اتدخل كنت هترجع لبيتك و معاك مراتك… مش ترجع لوحدك !!
دخل قاسم المطبخ عمله أكل و رجع عنده أكله و سابه ينام…
في نص الليل…….
صحي سليم… فتح عيونه لقي نفسه نايم على سرير أيلين… بس أيلين مش موجودة… كان نفسه اللي حصل امبارح ده يكون مجرد كابوس… بس للأسف طلع حقيقة و أيلين مشيت ! زفر بضيق و اخد هدوم من الدولاب و دخل الحمام ياخد دُش… بعد ما خلص و خرج… رجع قعد في اوضتها… بعد شوية جه قاسم و دخله… لقيه بيلعب رياضة… بالاصح مش بيلعب… هو بيفرغ عصبيته من نفسه في أي حاجة و خلاص… وقفه قاسم و قال
• يا بني اهدى… ده مش لعِب… ده انتقا*م !!
” معلش يا قاسم سيبني لوحدي…
مسكه قاسم من ايده و قعده على الكنبة… قعد جمبه و قال
• مالك ؟
” مش شايف مالي ؟ بقولك اخوها اخدها و قالي انساها مش هتبقى معاك تاني…
• و أنت هتسمع كلام اخوها ؟
” مش عارف اعمل ايه… أنا حاسس إن هي عايزة تبعد… ف مش عارف اخد أي خطوة…
• هتسيبها يعني ؟
” هي عايزة تسيبني…
• سليم فوق لنفسك… ماشي أنت غلطت و كل حاجة بس في النهاية دي مراتك أنت و أنت ليك سلطة عليها أكتر من اخوها… ف متسيبهاش بسهولة… أو متسبهاش اصلا… عايز تصلح غلطك يبقا أول حاجة تعملها ترجعها بيتك و متسمحش لأي مخلوق ياخدها منك…
” اعمل ال….. يعني ؟
• اه طبعا… أنت لسه بتسأل ؟
مسح سليم دموعه بإيده و ابتسم بخبث
” جيت لملعبي… ماشي يا محمد… أنا هوريك وشي التاني !!
• اوعااا يا جامد…
بعد يومين….
‘ أنا مرهقة شوية… هدخل انام…
* و أنا رايح ل عمك لغاية ما نشوف آخرتها…
‘ هقعد لوحدي ؟!
* الشغالة موجودة…
‘ و صاحبك ؟
* مش موجود… قولتلك ده حِركي و مش بيقعد في البيت كتير… نامي براحتك… ولو احتاجتي حاجة اتصلي عليا…
‘ ماشي…
خرج محمد و قفلت الباب وراه… اترميت على السرير و نمت… من أول ما جيت منمتش كويس… كنت بفكر في سليم… ماله بقاله كتير مختفي… متصلش عليا ولا مرة… بعدين أنا مستنية اتصاله ليه ؟ ما أنا مشيت مع محمد بإرادتي… يوووه بطلي تفكير فيه يا أيلين… خلاص يرجع البيت و هرجع اعيش هناك… سليم صفحة و اتقفلت… نامي بقاااا
صحيت من النوم… لقيت نفسي في بيت سليم… اتصدمت ! اتصدمت أكتر لما لقيت سليم نايم جمبي و حاضني… قافل عليا كأنه خايف امشي… معرفتش اقوم ف صحيته
‘ يا سليم ابعد عني…
شد أكتر في حضنه و قال
” لا… محدش هياخدك مني… هتفضلي معايا لطول عمرك…
‘ أنا جيت هنا ازاي ؟
” خطف*تك…
زقيته و قومت وقفت
‘ أنت بتقول ايه ؟!!
” بقولك الحقيقة…
‘ أنت اتجننت !! ازاي تعمل كده… محمد لو عرف مش هيسيبك…
” ما يعرف… انتي مراتي و لسه على ذمتي… و طول ما انتي لسه مراتي يبقى انسي خاالص إنك تخرجي من هنا…
‘ هتسجني يعني ؟
” بالظبط كده…
‘ يا سليم ارجوك افهم… أنا لازم امشي…
” انتي افهمي… أنا بحبك و استحالة اسيبك… مش عشان غلطة عملتها يبقا اتعاقب كده… مفيش طلاق ولا فيه خروج من هنا… اما اخوكي هو اشترى عدواتي يبقا يستحمل اللي يحصله…
‘ هتعمل فيه ايه ؟
” زي ما هو قِدر ياخدك مني بسهولة… أنا هاخدك منه للأبد… مش هتقابليه غير لما أنا اكون معاكي… بعدين أنا هحاسبه على أنه يخليكي تقعدي عند صاحبه الغريب ده… مش هعدي الحركة دي أبداً… البيت بتاعكم مبقاش ليكم كنتوا طلبتوا مساعدة مني… مش من واحد اجنبي بيسهر في البا*رات…
‘ سليم انتبه على كلامك… صاحبه محترم و محمد متأكد من كده… ده مكنش يرفع عينه في عيني… ف بلاش الكلام السِم ده…
قرب مني و مسك ايديا الاتنين و قال و هو بيدوس على سنانه
” مرات سليم مصطفى متقعدش عند واحد غير غريب لأي سبب من الأسباب… انتي مراتي و بتاعتي أنا و بس… محدش يقدر يتحكم فيكي غيري… فاهمة ولا افهمك أكتر ؟
‘ اظهر على وشك الحقيقي… هو أنت مفكرني عربيته من عربياتك عشان تقولي كده ؟ بعدين أنت آخر واحد يتحكم فيا… و أنا أساسا مش هسمح بكده يا سليم… و مهما عملت مش هتعرف تكسب قلبي… ولو حاولت تفرض رجولتك عليا بالقوة يبقا قلبي مش هيكون معاك… و مش هسامحك أبداً…
” بتتحديني يعني ؟
‘ آه…
” ماشي لما نشوف مين يكسب ( شاور بإيده على السرير ) الأيام هتيجي و تشوفي بنفسك… هيجي يوم تبقي نايمة في حضني أنا هنا… و بشِم ريحتك و تبقي قريبة مني أوي… و مش هتقدري تسبيني… اوعدك إني هكسب قلبك و تشوفي بنفسك…
‘ كلام فارغ… مستحيل احبك ولا اقبلك ك زوج ليا… احنا جوازنا على الاورق مش أكتر… و هنتطلق !!
” طيب…
سحبت ايدي من ايده… روحت ادور على تليفوني و ملقتهوش…
‘ تليفوني فين ؟
” مفيش تليفونات يا أيلين… عايزة تتصلي بأخوكي ؟ مش هيحصل… هو لما يعرف إنك معايا ابقا يجي…
‘ يا سليم أنت هتستفيد ايه من ده كله ؟ أنت بتحلم لو محمد وافق ارجعلك…
” ميهمنيش رأيه… الكلام ده تقوليه لو كنا اتطلقنا فعلا… لكن محصلش اهو… يبقا لا محمد أو غيره هيقدروا ياخدوكي مني…
‘ اوووف… اطلع بره يا سليم !
بصلي بعصبية و خرج… حطيت ايدي علي بطني و قولت بألم
‘ مش وقته خاالص… اهو انتي اللي كنتي ناقصة !!
أيلين تعبت أكتر و نامت من التعب… سليم قاعد في الصالة… فجأة تليفونه رن و كان محمد… ابتسم بشَر و رد عليه
” ألو…
* لو وصلت لعندك هقت*لك يا ب*جح !
” مش تقول السلام عليكم الاول…
* فين اختي ؟!
” معايا في الحفظ و الصون…
* يا سليم لو اختي مرجعتش هتزعل أوي…
” مش هترجع لانها مراتي أنا… مستحيل اسيبها ترجعلك بعد ما عرفت انها في بيت صاحبك…
* ولااااا احترم نفسك… اهو صاحبي ده انضف منك و من اشكالك الو*سخة…
” ربنا يسامحك… أنا قولت اللي عندي… أيلين مش هترجعلك ولا هتخطي خطوة وحدة بره بيتي…
* أنا هجيلك و هوريك مين أنا… الظاهر كده اخدت فكرة غلط عني و مفكر إني ابن ناس… هوريك وشي التاني…
” تمام… يلا تصبح على خير يا نسيبي…
قفل سليم المكالمة في وشه… أخد نفس عميق و طلعه و قال بإرتياح
” أيلين مش هتخرج من بيتي… أيلين بتاعتي أنا و بس !!
على الليل كده… سليم دخل اوضة أيلين يطمن عليها… لقيها نايمة… قعد على طرف السرير… بدأ يلمس على شعرها الأسود الطويل… ابتسم بحب و قال
” هو أنا كنت اعمى للدرجة دي… معايا ايقونة جمال و كنت بعيد عنها… ايه الغبا*ء ده !
فضل يلمس على شعرها بحنية… لغاية ما حست و بعدت ايده من عليها بس متكلمتش… قرب منها و دفن وشه في رقبتها… اتنهدت بضيق و بعدته عنها و قالت
‘ يا سليم متقربش…
” ليه ؟ أنا جوزك و ده عادي…
‘ بس أنا مش عيزاك تكون قريب مني… ولو سمحت اخرج و اقفل الباب…
سليم لاحظ انها بتتكلم بتعب… فتح الاباجورة… لقي وشها تعبان جدا و عيونها بترمش بالعافية… حط ايده على جبينها لقي حرارتها عالية أوي…
” أيلين… انتي تعبانة ؟!
أيلين مردتش من تعبها… سليم لاحظ إن ايدها على بطنها… شال البطانية من عليها و لقي د*م على السرير… اتخض و معرفش يتكلم… حاول يتكلم و قال
” انتي جاتلك البر*يود ؟
أيلين مقدرتش تتكلم من آلمها و اكتفت انها تهز رأسها ب آه… سليم اتصرف بهدوء و قومها من على السرير… مسمحتش أنه يسندها لكن اتجاهلها و شالها بين ايديه و اخدها على الحمام… أيلين بعدت عنه و نزلت
‘ خلاص امشي… أنا هتصرف
” انتي مش قادرة تقفي على رجلك… عيونك بتقفل من التعب… لا مش همشي… افرض وقعتي ؟
‘ بقولك امشي يا سليم…
” يا أيلين متتكسفيش… أنا جوزك…
‘ يعني ايه هتشوفني و أنا بغير هدومي ؟
” عايز اساعدك…
‘ و أنا مطلبتش منك مساعدة… خصوصا في الحاجات اللي زي دي… يلا اخرج…
” ايلين متنشفيش دماغك…
‘ أنت متنشفش دماغك… يلا اخرج…
” ماشي… زي ما تحبي… بس لو تعبك زاد او حسيتي إنك هيغمى عليكي… نادي عليا…
مردتش أيلين عليه و هو اتنهد و مشي… دخل الأوضة غيَر ملاية السرير… رجع وقف قدام باب الحمام… خايف لتقع جوه… سمع صوت الدُش اتفتح… فضل واقف مكانه و خايف عليها… بعد ربع ساعة نادت عليه و قالت
‘ سليم… عايزة بيجامة من الدولاب…
” حاضر…
جري جابلها بيجامة و رجع… فتحت أيلين و خرجت ايدها اخدتها منه و قفلت الباب… بعد شوية كمان خرجت… سليم كان في المطبخ بيعملها حاجة دافية تشربها عشان معدتها و عملها سنداويتشات خفيفة… بعد ما خلص راحلها الأوضة… كانت بتنشف في شعرها… حط الكوباية و الطبق على الترابيزة و قرب منها… اخد مجفف الشعر و بدأ ينشفلها شعرها… بعد ما نشف شعرها… حطله كريم و سرحه… قامت أيلين لكن وقفها و قال
” رايحة فين ؟
‘ هجيب بطانية اتغطى بيها…
” لا خليكي… أنا هقوم اجبلك…
و بالفعل قام جبلها بطانية و فردها على السرير… اكلها بإيده و خلاها تشرب الكوباية و اخدت برشامة مُسكن… شدها سليم لحُضنه و ربت على ضهرها بحنية و قال
” احسن دلوقتي ؟
أيلين كانت هتبعده عنها بس حست بدفى وهي جوه حضنه… حست انها محتاجة لحُضنه ده… سندت رأسها على كتفه و غمضت عيونها و قالت
‘ احسن بكتير…
ابتسم سليم و فرح لانها مبعدتش عنها… فضل مخليها في حضنه لغاية ما حَس بعمق نفسها ف اتأكد انها نامت… شالها و نيمها على السرير… غطاها كويس و قعد جمبها و مسك ايدها و بيتفرج على شكلها البرىء و هي نايمة زي الأطفال… عيونه بدأت تقفل و كان تكة و هينام هو كمان… فجأة تليفون رن… كان محمد… قام سليم خرج بره الأوضة بالراحة و قفل الباب… رد عليه و قال
” نعم…
* أنا واقف تحت في الجنينة… انزلي…
ضحك سليم و قفل التليفون… لبس الجاكت و نزل… شاف محمد واقف و فتح ايديه الاتنين و قال
” نسيبي… نورت بيتي والله…
قرب منه محمد و رفع ايده لسه هيضر*به… سليم منعه و قال
” هو أنا عشان سكتلك أول مرة… هتتعود عليا ولا ايه ؟
زقه سليم و كمل
” والله أنا اقدر اضر*بك عادي جدا… بس تحمد ربنا إني عامل خاطر لأيلين و خايف على زعلها… و للاسف هي بتحبك ف مقدرش أق*ل أدبي عليك عشانها بس…
* أيلين تنزل دلوقتي…
” أيلين نايمة…
* مش بتنام دلوقتي…
” يا عم نامت والله !
* و أنت واخد تليفونها عشان كده مش بترد ؟
” بالظبط كده…
* و أنت هتس*جنها عندك ؟
” مين قال كده… دي مراتي و من حقها تقعد في بيتي…
* خلي عندك دم شوية و طلقها… كفاية اللي أنت عملته فيها… سيبها ترتاح منك… بعدين أنت مش هقبل اختي تعيش مع واحد مت*خلف زيك و شَك في اخلاقها… اختي دي محدش وِصل لإخلاقها… و تبقا اهبل لو فكرت أني هسيبهالك !!
” طب تعالى نتكلم بالعقل شوية… زي ما قولتلك… أيلين أنا ملمستهاش… فجأة اكتشفت إن هي حامل ب تحليل و دكاترة بتثبت كده… اظن لو أنت مكاني كنت هتعمل كده برضو ولا ايه…
* عمري ما هبقا مكانك لاني مش قذ*ر زيك… أنا أكتر واحد عارف أيلين… و عمري ما كنت هشُك فيها حتى لو طلع قدامي مليون دليل يثبت انها و*حشة… و مش هسمحلك تهينها أكتر من كده… و بطل تبرر افعالك القذ*رة دي…
” أنا مش ببرر افعالي ولا بقول اللي عملته فيها ده كان صح… أنا بقولك أنه حوار و اترسم عليا… و مش هنكر إني غلطت لما عملت كده… بس كلنا بنغلط… و أنا عايز اصلح غلطي و اخليها تحبني… و أنت بدل ما تكون محضر خير خليتها تكر*هني أكتر… بس أنا مش هسمحلك تتدخل أكتر من كده… أنا و هي نختلصوا سوا… انسى انها ترجع معاك… البيت ده بيتها و مش هتخرج من بابه…
اتعصب محمد و مسكه من قميصه و قال بزعيق
* أنت مين عشان تفرض كلامك عليا !!
” أنا جوزها قدام كل الناس و قدام ربنا… و محدش يقدر يقول عكس كده…
* أيلين لو منزلتش دلوقتي… هتبقى ليلتك سو*دة !!
” مش هتنزل…
* مااشي…
زقه محمد و طلع ل فوق… دخل الشقة و بينادي عليها… شاف اوضة النوم و مشي ناحيتها… لسه هيفتح الباب… سليم مسك ايده و قال بغضب
” أنت ازاي تدخل بيتي بالشكل ده !
* قولتلك اختي هترجع معايا يعني هترجع…
” تؤ… ده في احلامك…
* سيب ايدي بدل ما اك*سرهالك !!
ضحك سليم و قال
” هخاف أنا كده ؟
* بقولك ايه… متحاولش تختبر صبري عليك !
” تعالى نتكلم برقي أكتر من كده بدل شُغل السرسجية اللي بنعمله أنا و أنت…
* هل أنت منظر واحد اتكلم معاه عِدل ؟
” هعرض عليك اتفاق…( طلع سليم ورقة من جيبه… فردها و كمل ) البيت اللي أنت مش عارف تاخده من عَمك و بتجري من المحكمة دي للمحكمة دي بدون فايدة… أنا اشتريته من عمك…
اتصدم محمد و قال
* ازاي ؟
” الحوار كله حوار فلوس… ما اخدتش ازيد من يوم واحد و اشتريته منه بسهولة… و الورقة اللي في ايدي دي تبقى صَك الملكية الرسمي بتاع البيت…
* اشتريته ليه ؟
” يعني… أنا عرفت إن البيت ده اللي عاشت فيه أيلين مراتي قبل ما تتحوزني… مليان ذكريات جميلة بالنسبالها و بالنسبالك أنت كمان… و الصراحة البيت كبير و شكله حلو ده غير ال 15 فدان اللي حوالين البيت… خسارة يتهد و يتعمل مكانه زر*يبة زي ما كان عمك بيخطط لكده… اشتريته عشان أيلين… كنت ناوي اديها صَك الملكية ده ك هدية بس خوفت تعمل نفسها ذكية و تهرب و تجيلك بيه… ف قولت اضر*ب عصفورين بحجر و اوريهولك أنت الأول…
اخده محمد منه و قرأه… و لقي إن الصَك فعلا حقيقي…
* مش فاهم برضو… ايه المطلوب مني ؟
” تسيب أيلين معايا… و تنسى حوار إني اطلقها و ملكش دعوة بيا ولا بيها… هااا قولت ايه ؟
كان محمد محتار… يعني هو دقيقة ممكن يرجعله بيت ابوه تاني… لكن في نفس الوقت مش عايز يسيب اخته معاه… لو اخد البيت مقابل اخته تبقا مع سليم… هل كده يبقا باعها ؟!
” مش معنى بقولك سيبهالي يبقا تق*طع علاقتك بيها… أنت تيجي تزورها في أي وقت و اضايفك بنفسي كمان… لكن تشيل من دماغك فكرة إني اطلقها او ابعد عنها… بس أنت حُر… الاختيار ليك…
سمعت صوتهم… قومت من السرير… قربت الباب و فتحته… لقيت سليم خارج من المطبخ و في ايده صنية صغيرة عليها شيبسي و لِب و مكسرات…
” كنت لسه جاي اصحيكي…
‘ هو محمد جه ؟
” لا مجاش…
‘ ازاي ؟ أنا متأكدة إني سمعت صوته…
” ممكن كنتي بتحلمي…
‘ لا كنت صاحية… و سمعت صوته…
دخل سليم الأوضة و حط الصنية على الترابيزة… وقفت وراه و قولت
‘ يا سليم قولي بصراحة… محمد جه ولا لا ؟
” يا بنتي بقولك مجاش…
‘ حساك بتكذب عليا… اوعى يكون جه و اتخانقتوا…
” لا متقلقيش… مجاش…
‘ و صوته اللي سمعته ده…
” كنت بكلمه في التليفون…
‘ و قالك ايه ؟
” عِقل و قالي عين العقل يا سليم… البنت ملهاش غير بيت جوزها…
‘ أنت بتهزر معايا !!
” يعني اعملك ايه يا أيلين… بقولك كلمته و خلاص…
‘ طب هو مضايق مني ؟
” لا…
‘ طب بكره الصبح ترجعني له…
” ليه ؟
‘ اهو كده… مش هقعد هنا طالما هو مش موافق…
” هو أنا كيس جوافة هنا ولا ايه… يعني انتي قاعدة مع مين… انتي مع جوزك مش مع واحد غريب…
‘ بس أنا عايزة اروح ل محمد…
” بقولك ايه لأني بقيت بغير منه الواد ده… محمد محمد دايما… طب و أنا ؟ بقيت أنا البُعبع دلوقتي و محمد بقا الحب كله ؟!
‘ ده اخويا و عمره ما آذاني و بيحبني… و انت بعد اللي عملته فيا ده عايزني ابقا معاك عادي كده ؟
” بصي عشان مش هنتخانق على آخر الليل كده… مش انتي عايزة تروحي لمحمد ؟
‘ آه…
” خلاص الصبح تروحليه…
‘ بالسهولة دي ؟
” بالسهولة دي… بس على شرط !
‘ ما أنا قولت أنت مش بتعمل حاجة لوجه الله… هااا ايه شرطك ؟
” تبو*سيني…
‘ ده أنت اتجننت فعلا…
” اهدي بس أنا بهزر…
‘ اوماال عايز ايه ؟
” فيه فيلم رومانسي أنا مستنيه بقالي شهرين… نزل اخيرا و حمِلته… عايز نتفرج عليه سوا ك زوج و زوجة حلوين بيشاركوا بعض في تفاهاتهم…
‘ ماشي مفيش مشكلة…
ابتسم و راح شغل التليفزيون… سندت ضهري على السرير و هو جه قعد جمبي… الفيلم اشتغل و كان حلو أوي… كل ما البطل يلمح للبطلة أنه بيحبها… سليم بيبصلي و هو مبتسم و أنا عاملة نفسي من بنها… كان بيأكلني بإيده و بيهزر معايا… أول مرة هعترف بكده… سليم حنين أوي و دمه خفيف و عليه ضحكة وقعتني بصراحة… فجأة مال على كتفي
” لو مش هتتضايقي خليني كده شوية…
سكت مردتش عليه… و كملت الفيلم لغاية ما خلص…
‘ بجد الفيلم ده حلو أوي…
بصيت عليه لقيته نايم… ده هو غرق في النوم… بالراحة حركته و نميته كويس على السرير و غطيته… لسه هقوم من جمبه… شدني جمبه على السرير و قربني منه جامد… بيبصلي في عيوني و ايده بتلمس على خدي برقة…
‘ سل.. سليم… مينفعش كده…
” ليه مينفعش ؟
‘ أنا مش متعودة على كده منك…
” تعرفي يا أيلين… أنا برضو مكنتش متعود إني اقربك مني بالشكل ده و لا كنت بحبك… بس سبحان مُغير القلوب… في يوم و ليلة بقيت بعمل اي حاجة عشان تفضلي معايا و قريبة مني… بقيت بتجنن مجرد ما ابعد عنك كام ساعة… أنا آسف لاني جر*حتك… بس اوعدك من أول النهاردة و من اللحظة دي… انتي هيبقى ليكي مكانة خاصة في قلبي… و هخليكي تثقي فيا و تصدقيني… و تشوفي كلامي ده على الحقيقة… أنا بحبك أوي…
عيونه كانت بتتكلم بصدق كبير… مش قادرة ابعد من جمبه… بس خايفة اثق فيه تاني… الثقة لما بتختفي صعب ترجع… خايفة يبقى كل اللي بيقوله ده مجرد كلام مرتب و خلاص عشان اصدقه… قرب وشه من وشي و لسه هااا… بعدت عنه و حطيت مخدة في نص السرير و اديته ضهري… عيطت و قولت
‘ أنا قلبي لسه مك*سور… صعب يحصل ده… صعب اخليك تقرب مني… أنا كنت واثقة فيك بس أنت موثقتش فيا من الأول… اتهامك ليا بأني على علاقة مع حد مش قادرة انساه… كل ما بتقرب مني كلامك بيتردد في ودني… صدقني حاولت كتير اسامحك من غير ما تطلب كده بس مش قادرة… مش قادرة انسى يا سليم !!
اتنهد و قال
” عندك حق… مقدرش ألومك… أنا سبب اللي وصلناله ده… بس أنا مش هيأس و هفضل احاول حتى لو ل عشر سنين قدام… المهم في النهاية تسامحيني…
سكت و هو كذلك… سكتنا لغاية ما نمنا…
تاني يوم……
سليم صحي لقي أيلين لسه نايمة… فضل يبصلها و يتأمل في ملامحها… مد ايده يلمس على وشها… بس اتراجع في آخر لحظة لما افتكر كلامها امبارح و افتكر اد ايه كانت خايفة منه و مش عيزاه يقربلها… قام سليم دخل الحمام… اخد دُش سريع و خرج… عمل شوية رياضة و لما خلص دخل المطبخ يعمل الفطار… فجأة جرس الشقة رن… راح يشوف مين… فتح الباب و لقي رغد… لسه هيتكلم قربت منه حضنته و ايديها حوالين رقبته و قالت
* سليم وحشتني أوي !!
تم
تم بحمد
رواية تحفه
شكرا
تم
باقي الفصول
رائعه
الفصل التاسع