رواية لا تلتمس مني حبا الفصل الثامن 8 بقلم رانيا الخولي
رواية لا تلتمس مني حبا الجزء الثامن
رواية لا تلتمس مني حبا البارت الثامن
رواية لا تلتمس مني حبا الحلقة الثامنة
استيقظت حنين صباحاً على صوت طرقات على باب غرفتها
انقبض قلبها خوفاً مما هو آت فأسرعت بالنهوض لفتح الباب فإذا بها صباح الخادمه تقول بخوف: الحقى ياست هانم
الست زهرة تعبت وقاسم بيه خدها وراح المستشفى وسى مالك بشوفوا دلوجت لقيت جسمه نار وعمال يعيط ومفيش حد واصل فى البيت
انقبض قلبها خوفاً على ذلك الصغير
أسرعت بالذهاب معها إلى غرفته لتجده يصرخ وحيداً
حملته حنين بين يديها بقلق شديد فوجدته حرارته مرتفعه بشكل غير طبيعي
فنظرت لصباح قائله بخوف: الولد سخن آوى لازم يروح لدكتور، جسمه نار
ردت صباح بخوف: بس الدكاترة اللى هنه بعيدة جوى ومفيش عربية نروح بيها
صاحت بها حنين بخوف: يعنى أيه؟ السخنيه دى ممكن تأثر على المخ وتعمله تشنجات
قالت صباح بخوف
: خلاص أكلم جاسم بيه
رفضت حنين قائله: لأ سيبيه مينفعش يسيب زهرة فى الحاله دى
أخذت الطفل ودلفت به المرحاض ووضعته رأسه أسفل الماء البارد فتعلوا صرخاته
فقالت صباح بخوف: بس ياست هانم أكده غلط عليه
نفت قائله: لأ متخفيش الدكتور نفسه كان هيطلب مننا كده
المهم دلوقت جهزيلوا الهدوم عشان نوديه للدكتور
: هنروحوا ازاى؟
اخرجت حنين الطفل من أسفل المياة وتعود به إلى الغرفه وقالت
: هكلم مراد ييجى يودينا
اتصلت حنين بمراد الذى لم يتوانى بالذهاب إليهم وأخذهم بسيارته إلى الطبيب
الذى عاين الطفل ودون الأدوية وهو يطلب منها تكرار وضع رأسه أسفل المياه البرده
حتى تساعد بشكل أسرع مع العلاج
ثم عادت به إلى المنزل
أصر مراد على أخذ أمجد حتى تتحسن حالة الطفل
وظلت هى طوال الليل مستيقظه بجواره
***************
وقف الجميع أمام غرفة العناية منتظرين خروج الطبيب
وعند خروجه أسرع إليه قاسم قائلاً
_ خير يادكتور
هز الطبيب رأسه قائلاً: للأسف ياجماعة حالة مدام زهرة ساءت آوى وكلها أيام معدوده وربنا يستلم آمنته
أخذت أم زهرة تندب على ابنتها وام قاسم التى اكتسى الحزن قلبها على زوجة ابنها وعلى ذلك الطفل الصغير الذى أصبح يتيماً
أما والدها فقد وقف جامداً وكأنها لم تكن ابنته يوماً
وعند قاسم فقد انفطر قلبه حزناً على من كانت له دائماً زوجة واخت وصديق وفى
كيف تكون الحياة بدونها وهو أعتاد دائماً على وجهها الذى ينير ظلماته
: إنا بفضل انها تفضل هنا فى المستشفى بس لو عايزين تخدوها انا هبعت معاكم ممرضه تلازمها اليومين دول
والأدوية اللى هكتبها دى هتهدى الألم معاها شوية
لم ينتبه قاسم له حتى يرد عليه فقد كان فى عالم اخر لاينتبه لما يحدث حوله
فرد عاصم قائلاً: هتعاود معانا أن شاء الله
أومأ له الطبيب وقال: تمام تقدروا تنقلوها فى سيارة الإسعاف وهبعتلكم الممرضه معها بعد أذنكم
*********
عادوا جميعاً إلى المنزل وأصرت والدتها أن تبقى معها لكن قاسم أصر على ذهابها قائلاً: محدش هيبقى مع مراتى غيرى
هى مش محتاجه حد منكم
ردت ام زهرة قائله: حد! حد مين ياجاسم؟ أنا بردوا أبجى حد؟
حاول قاسم ضبط أعصابه حتى لا ينفعل عليهم جميعاً ضاغطاً على قبضته حتى ابيضت مفاصله وقال بحده: دا اخر كلام عندى محدش هيفضل معها غيرى
صاح به عاصم قائلاً: يعنى أيه هتمنعنى عنيها؟
لم يستطيع قاسم السيطرة على أعصابه أكثر من ذلك فصاح بهم قائلاً بغضب هادر : أيوه بمنعكم عنيها، كانت فين حنيتكم جبل سابق وهى بتشوف الموت بعينيها كل يوم وانتوا ولا انتوا هنا
ولا كأن ليكم بنت مريضه محتاجه لحنانكم اللى حرمنها ديماً منيه، ليه دلوجت لما عرفتوا أن أيامها جليله افتكرتوها
حتى ابنى اللى فى أشد الحاجه ليكم سايبينوا اغلب الوقت وتاركين مسؤوليته
فمتجوش دلوجت وتقولوا لينا بنت هنفضل معاها لحد ماتموت.
زفر قاسم بضيق من انفعاله الذى أصبح غير مسيطراً عليه وقال
_ أتفضلوا دلوجت عشان مسيبهاش لوحدها أكتر من إكده
تركهم وصعد الدرج ليتفاجئ بحنين تقف وهى تحمل ابنه بين يديها وقد سمعت حديثهم لتقول بدون إراده منها: مالك فى عينيه متخفش عليه خليك انت مع زهرة ولو احتجت حاجه انا موجوده..
أومأ لها قاسم بصمت وألقى نظرة على ابنه ليلاحظ احمرار وجنتيه فاقترب منه قائلاً بقلق: باينه مريض
قالت حنين تطمئنه حتى لا ينشغل به
: لأ متقلقش هو الحمد لله بقى كويس، تعب شوية الصبح وإديته للدكتور وبقى أحسن
رفع قاسم نظرة إليها قائلاً: روحتى لحالك؟
نفت قائله: لأ اتصلت على مراد هو اللى راح معانا
ظل قاسم ناظراً إليها مما جعلها تشعر بالحرج منه وأرادت أن تختفى من أمامه حتى تهرب من نظراته التى لا تفهم مغزاها
وعندما لاحظ احراجها منه قال بامتنان
_ كتر خيرك ، تعبتك معايا
هزت حنين رأسها بالنفي وقالت
_ مفيش تعب ولا حاجه، خليك انت جانب ظهره وانا هفضل معاه.
اومأ لها قاسم وتركها دالفاً غرفته مغلقاً الباب خلفه تحت نظراتهم الحاقدة فتصعد والدتها وقد شعرت بالغيرة عندما لاحظت نظرات قاسم لها فتقدمت منها قائله: هاتى الولد
ازاحت حنين يدها عنه قائله ببرود كى تستفزها: لأ معلش أصل قاسم نبه عليه مادهوش لحد
واخد بالى منه بعد أذنك
ثم تركتها ودلفت الغرفة وبداخلها الف سؤال يريد إجابه لكن عليها أن تصبر حتى يأت الوقت المناسب..
ظل قاسم بجوارها لا يستطيع مفارقتها
حتى عندما عرضت عليه الممرضه أن يذهب ليرتاح قليلاً ابى مفارقتها وظل بجوارها لا يستطيع النوم وهى بتلك الحاله
خرجت الممرضه لتدلف حنين بعد أن أطعمت مالك ونام على فراشها
فوجدت قاسم جالساً بجوارها وقد شحب وجهه من الارهاق
فبدون إرادة منها وجدت نفسها تقترب منه لتضع يدها على كتفه قائله بحزن: اتفضل ارتاح شوية وانا هفضل معها
نظر قاسم الى يدها الموضوعه على كتفه لتسحبها سريعاً بإحراج مندهشه من فعلتها
فرد عليها قائلاً: لأ أنا كويس، خليكى انتى مع أمجد ومالك
قالت حنين
: أمجد مع مراد، ومالك لسه نايم مش هيقوم دلوقت، قوم انت ارتاح شوية
وبعدين الممرضة قالت إنها مش هتفوق الا الصبح
أومأ لها قاسم لينهض من مقعده وقد شعر بتيبس عضلاته فهو لم يذق طعم النوم منذ يومين
وقبل أن يخرج سمعها تقول: تقدر تنام فى أوضتى مع مالك عشان اكون مطمنه عليه
لاحت نظرت امتنان فى عين قاسم فيخرج من الغرفة وهو يشعر بالاطمئنان على ابنه
وقد وجد له قلباً أميناً بعيداً عن قسوتهم
ظلت حنين مستيقظه طوال الوقت تذهب فقط لتطعم الصغير ثم تعود إليها مره اخرى حتى سمعت انينها فتسرع إلى الممرضه لتخبرها
فتأتى الممرضه على عجل لتبدل لها المحاليل وتضع بها المخدر كى تخفف من حدة آلامها
فتحت زهرة عينيها بتعب شديد فتقع عيناها على حنين التى قالت لها بقلق: زهرة عاملة ايه دلوقت
شعرت زهرة بجفاف فى حلقها حتى أنها لم تستطيع الرد عليها
فعلمت حنين بها ومدت لها يدها بالماء لترتشف قليلاً منه
ثم قالت زهره بتعب: مالك ابنى
طمئنتها حنين قائله: مالك كويس وهو نايم دلوقت أول مايصحى هتشوفيه.
ردت عليها زهرة بامتنان: متشكرة أوى ياحنين تعبتك معايا
ربتت حنين على يدها وقالت بصدق: متقوليش كده احنا أخوات المهم تشيدى حيلك وتقاومى عشان ابنك
نظرت لحنين بابتسامه يملؤها الحزن وقالت
: إبنى خلاص انا مطمنه عليه وهو معاكى
خلى بالك منه وابعديه عنهم وعن قسوتهم ربيه أنه يطلع راجل زى أبوه
مش قاسى وجشع زيهم
قاطعتها حنين قائله: أن شاء الله مفيش حد هيربى ابنك غيرك
قالت زهرة بارهاق: متقطعنيش واسمعينى كويس
ازدردت ريقها بصعوبه مش شدة الألم ثم قالت _ قاسم مش زى مانتى فاكرة
قاسى وشديد بالعكس، قاسم مفيش أطيب ولا أحن منه بس لازم يبان كده قوى وقاسى ومبيرحمش عشان الضعيف هنا بيكلوه
ملوش مكان وسطيهم
أرجوكى ياحنين خالى بالك منهم هما دلوقت محتاجينك انتى
انا هسيبهم امانه عندك
وهموت وانا مطمنه عليهم، اوعدينى ياحنين
هزت حنين رأسها برفض وقالت
_ متقوليش كده يا زهره أن شاء هتعيشى وانتى بنفسك اللى …….
قاطعتها زهره قائله
_ أرجوكى ياحنين اوعدينى خلاص مبقاش فيه وقت
أومأت لها حنين: اوعدك يازهرة بس كفايه كلام وارتاحى شوية
هزت راسها قائله وقد اشتد عليها الالم: لأ أنا خلاص دقايق وهرتاح الراحه الأخيرة بس عايزه أودع ابنى وقاسم
: زهرة ……
قاطعتها بإصرار : أرجوكى عايزة اشوف ابنى
أغمضت حنين عينيها لتتساقط العبرات بغزاره من عينيها وخرجت من الغرفه متجه إلى غرفتها
لتجد قاسم يخرج منها وهو يحمل ابنه فيقف قلبه عن النبض عندما وجدها تخرج من الغرفة وهى تبكى فأسرع بالدخول إليها ليجدها راقده على الفراش
فتنتبه لوجوده لتنظر إليه بسعادة وتقول بتعب: قاسم
اقترب منها قاسم بلهفه وهو يقول بصوت مهزوز: عامله ايه دلوقت يازهرة؟
ردت زهرة بصوتها الضعيف: الحمد لله
كنت ديماً بتمنى انى أموت وتكون صورتك اخر حاجه تشوفها عينيه
جلس قاسم بجوارها ولم يستطيع كتم عبراته أكثر من ذلك ليطلق لها العنان وتتساقط على وجنته بغزاره
لتمد يدها إليه تمسحها برقه وتبتسم إليه قائله: أنا حبيتك ياقاسم حبيتك آوى من واحنا لسه صغيرين ورغم انى كنت عارفه انى بالنسبالك أخت مش أكتر بس فضلت أحبك ولما اتقدمتلى حسيت أن الفرحه دى مش هتدوم واتاكدت لما اكتشفوا مرضى
ولما طلبت منك أننا نفترق كنت بقولها من ورا قلبى لانى كنت بتمنى أموت وأنا مراتك
وأم ابنك
قال قاسم بألم شديد: هتعيشى يازهرة هتعيشى عشان خاطرى وخاطر ابننا
هزت راسها بالنفي لتقول: صدقنى الموت رحمه ليه من العذاب اللى عايشه فيه ده
ثم نظرت إلى ابنها وهو بين يديه فتطلب منه حمله فياخذها قاسم على صدره ويضع ابنه بين يديها فتحمله بصعوبه شديده وتودعه بنظره أخيرة وترتخى بين يدى قاسم
فيصرخ الطفل وتسمع حنين صرخاته لتدلف الغرفة وتجد قاسم يحتويها بين ذراعه ويخفى وجهه فى عنقها وينتحب بشهيق مكتوم سانداً ابنه بيده الأخرى
فتسرع بأخذه حامله إياه وتخرج به من الغرفه
**********
بعد مرور أسبوع
قضاه قاسم حبيس الغرفة بعد أن أمر بغلق غرفة زهرة كما هى والا يدخلها أحداً بعدها واغلق على نفسه غرفة أخرى
حاولت حنين أن تكلمه لتهون عليه لكنه آبى أن يفتح بابه لأحد حتى والدته
وذلك الطفل الصغير الذى لا يكف عن البكاء مشتاقاً لوالدته رغم تعلقه بحنين ورفض تركها
إلا أنه يبحث بعينيه دائماً عنها
ولم تتوانى حنين عن الاهتمام به ورفضت مساعدة أحداً لها وتحملت على عاتقها مسؤولية ذلك الطفل الذى انحرم من حنان والدته وأقسمت أن تعوضه عن حنانها لكن إذا بقيت فى هذا المنزل
********
ارتمت على الفراش بسعاده بالغه وقد تخلصت من أول عقبه فى طريقها وتبقى عقبه اخرى وتصل إليه
ولن تتوانى عن فعل المستحيل حتى تصل إليه فهو مرادها منذ الصغر، حاولت كثيراً الوصول إليه والتحدث معه واستخدام كل الوسائل حتى تصل لعقله
نعم عقله وليس قلبه فهى لم تهتم بالحب يوماً ولا تريد منه حباً، بل تريد تلك الهيئه الخاطفه للأنظار وحضوره الطاغى الذى يجبر من أمامه على الطاعه رهبةً منه ومن قوته
وكم آلامها زواجه من ابنة عمه وحاولت إفشال تلك الزيجة مع التقرب من أخية ربما يساعدها فى الوصول إليه لكنها فشلت بكل الطرق المؤدية إليه
وكم شعرت بالراحه عندما علمت بمرض زوجته زهره مما جعلها تنتظر وفاتها حتى تعاود المحاولة
فتأتى حنين لتدمير كل شىء واستبدال خطتها بأخرى جديدة ستجعلها تهرب من عالمه دون رجعه
وسوف تبدأت خطتها من الآن فصاعدا
*********
جلس يفكر فى خطته الجديدة التى سيتخلص بها منه والأهم الآن أن يجعلها تثق به
لكن كيف ذلك وهو يمنعه من دخول منزله
حتى أنه لا يراها تخرج من المنزل إلا فى إطار الحديقة
ظل يفكر فى كيفية الوصول إليها حتى تذكر أنه لم يخرج من غرفتة منذ وفاة زوجته
وستكون هذه فرصته للدخول للمنزل
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لا تلتمس مني حبا)