رواية في ظلمة بيجاد الفصل الثامن عشر 18 بقلم كنزي حمزة
رواية في ظلمة بيجاد الفصل الثامن عشر 18 بقلم كنزي حمزة |
رواية في ظلمة بيجاد الفصل الثامن عشر 18 بقلم كنزي حمزة
جالس على فراش أخيه ينحني بجزعه العلوي على وجه صغيره الماثل بين قدميه يضمه ويداعبه بيديه ويسرق من وجنتيه بعض القبل الرقيقه وهم يضحكون
بينما يجلس أخيه على الاريكة المقابلة له بوجه عابث يظهر عليه الضيق غير مبالي بما يحدث امامه
ليحاول بيجاد جذب انتباهه وإثارة غضبه حتى يخرج من صمته هذا
قولي بقى يا يامن باشا انا هوحشك لما تسافر ولا هاتنساني وتعيش حياتك عادي مع عمك
ليرد الصغير بتلقائية سريعه
هتوحسني اوي اوي يا بابي انا اصلاً مس عايز اسافر بس انت اللي مصمم تخليني الوح معاه
معلش يا حبيبي يمكن لما تروح معاه ويتحمل مسئوليتك يبقى راجل ويشيل اللي في دماغه ده بقي
انا ارجل منك على فكره
كان هذا رد زياد الذي وقف أمامه بكل هدوء عكس ما بداخله
ابتسم الآخر ساخراً من كلمته الجارحه و
ماشي يا عم الراجل عايزك بقى تثبتلي رجولتك دي
وماتوجعش قلبي عليك ومعاك يا زياد
بدون مبالاه اجابه
خلاص معاد السفر اتحدد
النهارده الفجر
ايه كده علطول طب مش كنت تقولي قبلها بفتره
ليه انت كل اللي مطلوب منك انك تحضر شنطك ومش مطلوب منك حاجه تاني
طب تمام اوي وياتري حضرتك حددتلي هاكل امتى هنام امتى هتحرك امتى يا بيجاد بيه
ترك صغيره من بين يديه واتجه إليه مجتذباً اياه بقوه ليوقفه امامه
انت ليه مش حاسس بلى احنا فيه ليه شايفني عدوك من مع انك يا أخي عشت طول عمرك في ذل زي شوفت امك وهي ببتهان شوفت مراتي وهي بتتقتل ومع ذلك مافيش في دماغك دي غير الكلام الفاضي ده
مش كلام فاضي انت اللي بقيت عبارة عن مسخ مش عندك قلب لكن انا لسه انسان بحس وبحب وعايز اعيش حياة طبيعيه زي باقي الناس
تجمعت شعيرات دمويه في عين الآخر تعلن عن مدى غضبه من كلمات اخيه المؤلمه ولكنه التزم الهدوء وامسك أعصابه جيداً
انا اذا كنت اتحولت فعلآ لمسخ زي ما بتقول فداه من اللي عيشته وشوفته وعشان كده مش عايزك تبقى زيي
سافر يا زياد ولو عايز تعيش حياتك عيشها بره
طب سيبني بقى دلوقتي احضر شنطي لو سمحت
حاضر هسيبك ومش هاقفل الباب النهارده ولحد مانتحرك للمطار انت حر تعمل اللي انت عايزه بس يارب ماتاخدش قرار تندم وتندمنا كلنا عليه
تركه وذهب دون أن ينتظر منه رد ليجري الآخر إلى هاتفه المحمول حتى يحدثها ويخبرها على ما جد لهم
////////////////////////////////////
وأخيراً ما أتيحت له الفرصه لينفذ مخططه كما يريد ويخرج من محبسه حتى يلتقي بها ويأخذها ويذهبو سوياً بعيداً عن عداء ابيها وأخيه
لقد أغلق هاتفه بعد حديثها المقتصر معه للتو أخبرته انها سوف تخرج من الآن لتقابله ويذهبو إلى المطار سوياً فوالدها غير موجود بالمنزل وبهذا لن تلقى عناء في الهروب منه وسوف تنتظره بمفرده وسط الأرض الزراعية كَما اخبرته
الغدر دائماً لا يأتي الا من الاحبه، وان موتي على يد ابيكي أهون عندي بكثير من أن أراكي تقفي أمامي لتدعثي على دماء قلبي المتمزق بقدميكي،
انتي انتي يا من اتلهف عشقاً للقائك تأتي بي إلى هنا لأقتل أمام عينك علي يد ابيكي
بقلمي/مياده مأمون
/////////////////////////////////////////////
ترجل من غرفة مكتبه بعد أن قضى بها مايقرب ساعه من الوقت وهو يصيح باسم الخادمه
ام سعيد انتي يا أم سعيد
ايوه يا سي بيجاد اني جيت اهو
حضري الغدا واطلعي قولي لزياد ويامن عشان ينزلو يتغدو معايا
حاضر هحضرو لحضرتك واجبلك سي يامن حالاَ بس زياد بيه مش هنا
غصة قوية نغزت قلبه واحتقن وجهه بالدماء
نعم يعلم تهور أخيه جيداَ ويجري إلى غرفته وهو يهتف
بتقولي ايه يا وليه يا خرفانه انتي زياد راح فين
والنبي يابني ماعرف هو بعد انت ما نزلت ودخلت مكتبك بحوالي ربع ساعه اخد بعضه وخرج من الفيلا بس كان باين عليه فرحان
بخطى واسعه وصل إلى غرفته يبحث عن حقائبه وأوراقه وهو يمسك بهاتفه ويحاول الاتصال به مراراً وتكرارا دون جدوي
جرى للأسفل وهو يصرخ بألم لحرسه وينادي عليهم بصوت جهور
حماد حممممماد انتو فين يا به…..
خير يا سي بيجاد مالك يابني
زياد خرج امتى وازاي تسيبوه يخرج
من يجي نص ساعه كده يابني احنا لما لقناه قدمنا منعناه بس هو كان هادي وقالنا أن حضرتك اللي فتحتله وسمحتله يخرج يلف في البلد شويه قبل مايسافر حتى شنطه حطهم في العربيه وسابها ماكنش معاه غير شنطه صغيره معلقها في كتفه
غفلكم كلكم يا شوية………. وغفلني انا كمان بسرعه اقلبو عليه البلد بحالها لحد ماترجعوه ليا تاني
بسرعة البرق توجههو جميعاً للخارج وهم يتبعوه للبحث عن شقيقه الصغير
ولكن ما الجمه وثبت قدمه في مكانها تلك الصرخات التي تصدحها النساء السائرين خلف رجال البلد الملتفين حول جثمانه والدماء تغرق صدره و
يلفظ أنفاسه الأخيرة
ليتوقف أمامه بكل وهن يجسو على قدميه ممسكاً برأسه ورفعها على قدميه والعبرات تنهمر من عينه
ليه ماسمعتش كلامي ليه حرمتني منك انت كمان
شوفت الحب وصلك لأيه هاتسبني زي ما كلهم سابوني ياخويا
مع آخر نفس يلفظه نطقها وهو يغمض عينيه
خدعتني كانت بتسلمني لأبوها عشان يحط السكينه في صدري و
صمت زياد للأبد وأنتهت حياته التي كان يريد أن يبدئها بكل تفاؤل
كفف بيجاد عبراته وهو يكتم حزنه والمه ويزيد من قسوته وهو يقسم بداخله أن يأخذ بثأر أخيه ممن مزقت قلبه وقتلته هي وأبيها
ليغمض عين أخيه لأخر مره
حضرت أفراد الشرطه ليهرول كل من كان يقف بجانبه
ترجل ضابط الشرطه من سيارته وانحنى بجانبه واضعاً يده ليشد من ازره
البقاء لله يا استاذ بيجاد
لله الأمر من قبل ومن بعد الدوام لله وحده ياحضرة الظابط
انت عارف مين اللي عملها
أراح رأسه أخيه ووقف بكل شموخ يضم يده بغضب وهتف
أهل البلد لقيوه مرمى سايح في دمه هعرف منين اللي عملها
اكيد حد من أعدائك او اعدائه
اخويا كان لسه طالب في كلية الطب وانا زي ماحضرتك عارف محامي جنايات
طيب ماهوانت كل القضايا اللي بتترافع فيها يأما مخدرات يأما سلاح
أو قتل مع سبق الإصرار كمان عارف اني ليا أعداء بس بردو ماعرفش مين اللي عملها
ناوي تاخد تارك بأيدك بقى ولا ايه
زمجرة بسيطة خرجت من بين أسنانه وهو يغمض عينه بألم
اعرف بس مين اللي عملها وانا مش هاتردد ثانيه
انا مش هاحسبك عن الكلام ده دلوقتي لأني مقدر اللي انت فيه ثم أشار لسيارة الإسعاف بأن تتقدم
وتكلم مع رجاله
خلي يابني رجالة الإسعاف ياخدو الجثه على المشرحه
بكل قوة امسكه من عضده والعبارات تزرف من عينه
وقال بتألم
بلاش ياحضرة الظابط اخويا مش هايتشرح
شعر الآخر بقوة الألم الذي تملكه ليضع يده علي كفه برفق
مش هيتشرح يا متر بس دي جريمة قتل و لازم الطب الشرعي يرفع البصمات ويتعرفو على نوع السلاح المستخدم في الجريمه