رواية شبكة العنكبوت الفصل السادس عشر 16 بقلم آيات الصبان
رواية شبكة العنكبوت الجزء السادس عشر
رواية شبكة العنكبوت البارت السادس عشر
رواية شبكة العنكبوت الحلقة السادسة عشر
عمومًا متستغربوش كلامي ، ولا تفتكروا إني بأهذي ، أنا بقالي كتير بأفكر وبأعيد التفكير كل يوم من ســاعة ما الفكرة دي جت في دماغي ، ولعلمكم أنا كمان نويت أكون أول واحــدة تنفذها بس أكيد محتاجة مساعدتكم، من غيركم مش هأعرف أنفذ لوحدي.
هتفت »نورا« بشغف :
– فكرة إيه ؟ الموضوع شكله كبير ، عايزين نسمع.
أخذت »ريم« توضح لهن باهتمام :
– من فترة كنت بتفرج على فيلم أجنبى ، ببســاطة كان فيه عصابة بتصور الرجالة والســتات فى أوضاع مخله ويهددوهم بالفضيحة ، فى الأول الفيلم ده خلانى أفتكر التســجيلات الـلي عندي لـ » على« وقلت أخوفــه وأبعتله الفيديوهات ، وأهو أرعبه وأخليه يلف حوالين نفســه شــوية لكن قلت مش كفاية ، فقررت أخليه يحس إن الحكاية وراها عصابة كبيرة ، عصابة عايزة تبتزه ، هو وعشيقته ، وتستغل الفيديوهات وتهدده بنشرهم لو مدفعش مبلــغ محترم ، وطبعا هو لو اتحط تحت ضغط حقيقي ومتخطط له صح هينفذ وهيدفع ، وبعد كلامنا النهارده لو وافقتوا تساعدونى في الخطة دي هاوعدكم بحاجتين : أولا إنى أديكم نص الفلوس اللي هناخدها منه ، ثانيًا إنى هابقى معاكم وفي ضهركم لو حبيتوا تعملوا نفس الشئ مع رجالتكم.
هتفت »مايسة« :
– يا نهار إســود ، طب افرضي أنه عرف أو اتمسكنا ؟ ده احنا نروح السجن، دي تبقى مصيبة!
حاولت »ريم« أن تهديء من نبرتها ، قائلة :
»مايسة« إهدي، فكري كدة بالراحة ، أي عصابة في الدنيا لما بتيجي تعمل خطــة وعايزة تنجح فيها أول حاجة بتعملها إنها بتلم معلومات علشان يعرفوا الشخص المستهدف ده نقط ضعفه إيه؟ مدخله منين؟ بيعمل إيه في حياته؟ شــخصيته عاملة إزاى وردود أفعاله إيه؟ تخيلى بأة لما يبقى الشخص ده معروف ليهم زي كف إيدهم ومكشوف تمامًا ، بيتنفســوه تحت جلدهم وعارفين بيخاف من إيه وبيكره إيه ، حافظين كل تفصيلــة في حياته ، أصعب عدو هو العــدو القريب ، أو الحبيب لما يتقلب عدو، حتى لو في حاجة منعرفهاش وده فرضًا يعني أن في حاجة مســتخبية علينا، احنا برضه أكتر ناس سهل نعمل اللي يخلينا نعرف ، تليفونه جنبنــا ومفاتيح عربيته قصادنا ، يعنى مش محتاجين الا نعينحد يراقبه ولا حد يجبلنا عنه معلومات، إحنا العدو اللي بينام في حضنه.
قالت »نورا« ملوحة بيدها :
– يا شــيخة من أمنك لم تخونه ، وآه صحيح إحنا أكتر ناس عارفين أجوازنا بره وجوه لكن المخاطرة كبيرة جدًا.
سارعت »ريم« تقول متعجبة:
– من أمنك لم تخونه؟! إنتي سامعة نفسك ؟ إنتي أمنتي واتخنتي يا ماما، وخدتي بالجزمة، والا هو حلو ليهم ووحش لينا، بصوا أنا هاجيبها لكم على بلاطة ، أنا هاطلــب اتنين مليون جنيه، مليون ليا ومليون لكم إنتوا الأربعة ، أعتقد ده عرض مغري ، مقابل مجهود تافه جدا.
أخذتهن الصدمة ونظرن إلى بعضهن البعض في اندهاش من جرأة »ريم« وتصميمها ولكن يبدو أن الفكرة قد بدأت تداعب خيال »أسماء« بالفعل ولذلك قالت مشجعة »ريم«:
– يــا دين النبي ، اتنين مليــون جنيه ؟ وأنــا نصيبي يبقى متين وخمسين ألف يعنى ربع أرنب ، لا دي حاجة حلوة أوي ، أنا معاكي حتى لو هاروح السجن، هههه.
قالت »نورا« بحذر:
– رقم مغري صحيح، لكن أي غلطة مصيرنا السجن، إعقلي.
أجابتها »ريم«:
– مفيش حد هيروح الســجن لا أنا ولا أنتم، أنا مفكرة فى كل حاجة كويس أوى وأقول لكم على حاجة كمان لو حصل والموضوع اتكشــف هاشيله لوحدى ومش هاجيب سيرة حد فيكم وعد منى ، وبعدين اسألوا الأول دوركم إيه وساعتها هتعرفوا أن الموضوع مش مقلق.
سألتها »نادية«:
– طب فهمينا المطلوب بالظبط ، مش معنى كدة إني موافقة لكن عندي فضول أعرف إزاي شغلانة تافهة زي ما بتقولي ، ده ابتزاز وشغل عصابات يا ماما ، انتى مفكرة إيه؟ خدى بالك دي فكرة خطر وممكن تتطربأ على نافوخنا .
– طيب إســمعونى بس للآخر قبل ما تحكمــوا وتقولوا آه او لا ، واعرفوا أنا بفكر فى ايه ودور كل واحدة فيكم إيه وهايتنفذ إزاى .
قالت »نورا« وهي تزدرد ريقها :
أنا خايفة من مجرد الكلام مش الفعل .
فأسرعت »ريم« تجيبها :
– اسمعي بس، أنا جوزي لحد دلوقتي ميعرفش طبعا أي حاجة عن موضوع الكاميرات ولا يعرف إني عرفت بخيانته ، الحاجة التانية إنه مصاحب واحدة متجوزة وطبعا دي فى حد ذاتها مصيبة كبيرة ، الحاجة التالتة ان جوزى تعب كتير لحد ما وصل للمنصب اللي هو فيه فى السن الصغير ده ، يعنى مش ممكن يســمح لحاجة تهز مكانته فى الســوق خصوصا إن ده مجال عقارات يعنى بيبيع فلل وبيتعامل مع ســتات ورجالة ، مين هيقبل يخلى مراتــه تتعامل مع راجل فيديوهاته مغرقة السوشيال ميديا ، مجرد ما هيشــوف الفيديوهات ويتهدد بالفضيحة قدامى وعند الخرنج اللي متجوز عشيقته ، أو فى شغله هينفذ أى حاجة ، أنا قعــدت أفكر كتير ولقيت انه مش هيكون عنده أى مخرج لأن حتى البوليــس مش هيقدر يلجأ له، هيروح للبوليس يقولهم إيه كنت بخون مراتى وخايف من جوز عشيقتى ممكن يقتلنى والعصابة هتفضحنى وبيبتزوني.
قالت »نورا« محذرة :
– بس خدي بالك هو برضه ممكن يشك فيكى ، إنتي معاكي المفتاح وتقدري تيجي وتحطي كاميرات ، فممكن يشك فيكي طبعا.
أومأت »ريم« قائلة:
– صح فكرت في كــدة ، ولقيت إن العصابــة لازم تخطفني ، لازم نصعبها عليه شوية كمان علشان يحاول ينقذني ، وبكده أبعد الشبهة عن نفسي .
سألتها »نادية« :
– وتفتكري لما يتقاله إن إحنا خطفنا مراتك هيهتم أكتر من لو كانت العصابة بتهدده وبس؟ ده ما هيصدق يخطفوكي.
تألمت »ريم« من تعليق «نادية«، وظهــر الضيق على وجهها، لكن استكملت الحديث بحزم:
– أنا عارفة »على « كويس، هو فيه العبر كلها لكن ميقدرش يتصور إنه يجرالي حاجة وعياله يفقدوا أمهم بســبب غلطة هو ارتكبها ، مش حبًا فيا قد ما ضميره هيوجعــه على عياله خصوصا هو عارف العيال متعلقة بيا قد إيه .
صاحت »أسماء« مصفقة بيديها :
– أيوة كده الشغل على ميا بيضا .
فقالت »نادية« موجهة حديثها إلى »أسماء« :
– والله إنتي شكلك ولا فاهمة حاجة وحمارة.
ردت »أسماء« مازحة:
– إنتي بتحقدي على ذكائي يا أبلة »نادية«.
صاحت »نادية«:
– إتلهي ، وبطلي حماسك إللي هيودينا في داهية ده.
نظرت »نورا« لـ»ريم« قائلة :
– طيب ماشي إحنا برضه مفهمناش إحنا دورنا إيه ؟ هنساعدك في إيه؟
أسرعت »ريم« تقول:
– أولا أنا يوم التنفيذ هأحطله منوم فى أى حاجة قبل ما ينام ، لعلمكم هو أصلا نومه تقيل جدًا ، ولو البيت وقع مش هيحس ، لكن زيادة تأكيد هأحطله منوم ، وبعدها هاحط الفلاشة اللي عليها الفيديوهات في ظرف وأرميها في أي حتة ، وكمان هارمي له تليفون صغير .
سألتها »نورا«:
– وإيه لازمة التليفون ، فهميني ؟
– علشان يســتعمله في التواصل معانا بدل تليفونه ، كدة نضمن أن معندوش أرقام متسجلة يتصل بيها ســاعة التنفيذ وكمان تليفون لا ينفع يســجل مكاملات ولا فيه كاميرات للتصوير يعنى تليفون نوكيا قديم هنحطله فيه خط بدون بيانات.
فقالت »نادية«:
– هو انتي عندك خط بدون بيانات ؟
أجابت »ريم«:
– عارفة الكشــك اللي على ناصية مكرم عبيد في مدينة نصر ، عنده خطوط بخمســة جنيه الخط ، كلهم بدون بيانات ، كنت بأشـتريهم للشــغالات ، كل واحدة فينا تروح تجيب خط أو اتنين تحسبا لبعدين ، هنحتاجهم.
ثم استطردت قائلة :
– نرجع للخطة ، فى ساعة معينة هنتفق عليها مع بعض وبعد
» على « ما يروح في النوم حد فيكم هيعدى عليا ونروح عندك يا »نورا« علشان البيت عندك فاضي ، بعد شــوية هنكلمه على تليفون البيت وأنا هأقفل موبايله قبل ما أنزل .
»نادية« :
– عندك إظهار أرقام؟
– عندى طبعا ، بس في طريقه عن طريق أبليكشــن بيحجب الرقم بتاع المتصل وجربتها ونفعت ، وبقالي فترة بجربها على أرقام مختلفة.
قالت »مايسة«:
– طيب وبعد ما اتصلنا بيه هيعرف من صوتنا إن إحنا ستات، يعني
عصابة ستات مش هياخدنا جد، هانجيب راجل يكلمه من الشارع ؟
قالت »ريم«:
– إنتى مسمعتيش عن حاجة اسمها فويس شانجر أو مبدل الصوت ، ده برنامج ممكن يخلي صوت اللي بيتكلم راجل أو ست أو يخلي الصوت زي ما يكون روبوت، الخلاصة هيخفى الصوت تمامًا.
هتفت »مايسة« :
– يخرب عقلك ده انتي مفكرة فى كل حاجة .
أطرقت »ريم« قائلة في حزن :
– القهر والوحدة يعملوا أكتر من كده.
فأسرعت »نادية« تقول :
– طب كملي ، إحنا دورنا بعد كده هايبقى إيه ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شبكة العنكبوت)