روايات

رواية النجمه الحمرا الفصل الأول 1 بقلم ندا سليمان

رواية النجمه الحمرا الفصل الأول 1 بقلم ندا سليمان

رواية النجمه الحمرا الجزء الأول

رواية النجمه الحمرا البارت الأول

رواية النجمه الحمرا
رواية النجمه الحمرا

رواية النجمه الحمرا الحلقة الأولى

من سبع سنين تقريباً، كانت أول مرة في حياتي قلبي يعرف يعني إيه حب ، وقتها كنت في آخر سنة في الجامعة وماما لسه ميته من 6 شهور وبابا ماستناش حتى تعدي سنه واتجوز فأصبح الحزن والإكتئاب أقرب رِفاق ليا خصوصاً بعد ما الكل اتخلى عني وزهق من حزني، مفيش حد استحملني وفضل جنبي غير دكتورة هناء بنت خالي ، كانت بتحاول بكل الطرق تملا عليا حياتي، بقت أقربلي من الأول وساعد على ده إن أنا سيبت البيت لبابا ومراته وعيشت في بيت جدي يعني كنا أنا وهي ساكنين في نفس البيت ، كل يوم أخلص محاضراتي وأعدي عليها في المستشفى يا نروح نتغدا في أي مكان يا نروّح سوا ونتغدى في البيت وفي الوقت إللي تكون مشغولة فيه استناها في كافيه جنب المستشفى بحبه أوي، لما بدخله بحس إني جوه فيلم قديم ، كل ديكور فيه وحتى الحيطان كلها صور من الزمن الجميل وزود جماله صوت أم كلثوم من الجراما فون القديم الموجود فيه ، أكتر ركن بقى بحبه في المكان هو ركن الجوابات ، حيطه مليانه أظرف جوابات عشان رواد المكان يكتبوا عليها أي كلمه سواء للمكان أو فضفضه، تقريباً الركن ده كان معمول عشاني لوحدي، محدش كان بيكتب فيه غيري و 3 او 4 من رواد المكان، بحب أكتب مقولات واقتباسات من الكتب إللي بقراها ، في مرة كنت مشتاقة لماما أوي فزرت قبرها ، وعديت على هناء كالعادة بما إنها مشغولة استنتها في الكافيه ، شربت قهوة بعدين قمت لركن الجوابات مسكت القلم وكتبت :

” أصعب إحساس إنك تفوق فجأة على آخر حضن لأقرب حد ليك ، والأصعب منه إنك تقعد قدام قبره تتكلم معاه وعينيك مش قادرة توصله ولا قادر تحضنه، الحياة صحيح مش بتقف عند موت حد بس روحنا بتطفي والزمن بيقف عند آخر ضحكة وآخر حضن جمع بينا….”

و دي كانت آخر حاجة كتبتها قبل ما انقطع عن الكافيه وأنشغل بامتحاناتي ، وبعد ما خلصت ماكنتش طايقه أقعد بين أربع حيطان لوحدي فكنت من أول ما أصحى أروح لهناء أقعد معاها في الاستراحة أو لو مشغولة أستناها في الكافيه، أول مرة رجعت للكافيه بعد فترة الإمتحانات أصحاب المكان رحبوا بيا و قالولي إن المكان كان مفتقد وجودي ، حقيقي كنت مشتاقة لكل ركن فيه ، فطرت ولحد ما قهوتي تيجي قررت أرجع لعادتي وأكتب جواب جديد ، مسكت القلم وقبل ما أكتب اتفاجئت إن فيه حد رادد على آخر كلام كتبته :

” كلامك جاي في الصميم ، حاسس بيكِ جداً و هقول ” بيكِ ” لإن خطك بيقول إنك بنت ، المهم إني جربت الإحساس ده وبحس بيه في كل مرة بقعد فيها قدام قبر أمي لحد ما قدرت ألاقي طريقة تهون عليا وجع الفراق والاشتياق..”

ابتسمت ورسمت عند كلامه نجمة بقلم أحمر وتحتها على ظرف جديد نجمة تانية عشان يفهم ان ده ردي عليه ، سألت :

” و إيه هي الطريقة إللي قدرت تهوّن بيها على نفسك؟ “

تاني يوم لقيت رده :

” بالكتابة ، كتبت في دفتر كل اللحظات الحلوة إللي جمعتني بأمي وبقيت كل ما أحس بالاشتياق اقراها فابتسم ومن كتر الذكريات أنسى الحزن”

ابتسمت وكتبت :

” مافكرتش قبل كده في موضوع الكتابة ده بس هجرب “

وبالفعل اشتريت دفتر كبير وأنا مروحة و قضيت يومين كاملين بكتب فيه، بعدهم رحت الكافيه لقيته كاتب سؤال :

” ها جربتِ ولا لسه؟ “

كتبت :

” جربت، أنا بقالي يومين بكتب حقيقي ممتنة ليك أنا حاسه بتحسن كبير جداً وكإن حمل الحزن خف من على قلبي شوية “

و دي كانت بداية لسلسلة رسايل بينا كل يوم رسالة جديدة وموضوع جديد نحكي عنه ، بنشارك بعض أسماء الكتب والأفلام المفضلة، كل يوم نتطمن على بعض بالطريقة دي وماخطرش على بال حد فينا يسأل السؤال الوحيد إللي نسيناه ” إنت مين؟”ماكنش مهم نعرف هوياتنا قد ما مهم إحساس الونس إللي حسيناه مع بعض ، أصحاب المكان كانوا بيراقبوا تواصلنا فبدأوا يوفروا جوابات أكتر ومساحة أكبر ع الحيطان، اتعودت على وجوده في حياتي وأعتقد هو كمان، وده واضح من مداومته على الرسايل إللي بيتواصل بيها معايا ، حيطان المكان اتملت بحروفنا فدبت فيه الروح ، كنت فكراه مجرد تعود عادي أو طريقة بسلّي وقتي بيها لحد ما في يوم رحت ومالقتش رسالته ، لأول مره من 4 شهور مالاقيش رسالة منه ، قلت يمكن انشغل عادي بتحصل !

ومر يوم واتنين وتلاته وأسبوع وهو لسه مختفي ، كنت بروح المكان كل يوم بس عشان أشوف لو فيه رسالة جديدة منه، بروح بحماس وأمل وبيطفيهم الفراغ إللي ع الحيط ، فاكرة إني روّحت في مرة محبطة أوي وبمجرد ما بقيت في الشقه لوحدي بكيت، كنت مستغربة نفسي و إزاي اتعلقت بحد كده من غير ما أعرف هو مين !

بقيت عامله زي مدمن منعوا عنه جرعة المخدرات ، جالي أرق وفقدت شهيتي وبقيت عصبية جداً وكل ما أروح وألاقي الفراغ عصبيتي تزيد أكتر ، حسيت إن أصحاب الكافيه مشفقين عليا وهناء كمان حست بتغيري ، ماحكتلهاش حاجة رغم إني متعودة بحكيلها كل تفاصيل حياتي ، يمكن كنت عوزاه يكون السر الوحيد إللي أحتفظ بيه لنفسي ، اتحججت إني مشتاقه لماما فنصحتني أشتغل وأتوسطت ليا عند حد من معارفها فاشتغلت في شركة إعلانات ، قررت في مره وبعد مرور أسبوعين أروح الكافيه لآخر مرة ولو مالقتش رسالة منه مش هروح تاني وخابت أمالي، مالقتش رسايل ، ماكنتش طيقاه ، فقررت إني أوقف نفسي عند حدها، ركزت في شغلي ومابقتش بقرب من الكافيه ولما أروح لهناء بستناها في المستشفى حتى هناء بقت مشغولة على طول ومش دايماً بنعرف نخرج زي عادتنا، فاكتفيت بإني اعدي عليها ونروّح سوا، ورجعت تاني أعاني من الوحدة وده زود عصبيتي، في مره رحت لهناء ، كانت بتمر ع الحالات وقالتلي أستناها في استراحة الدكاتره ، قعدت اتسلى بالموبايل بعدين قمت أدخل الحمام و سيبت الموبايل وشنطتي جنبه ع المكتب ، أول ما خرجت لقيت واحد بيسرق موبايلي من ع المكتب وطالع من الإستراحة بسرعة ، جريت وراه وأنا بصرخ ” حرامي حراااامي” والغريبة إنه ماهربش وقف وبص وراه باستغراب وكان ناوي يكمل طريقه لولا إني مسكت في هدومه وفضلت أزعق بصوت عالي ” هات الموبايل يا حرامي ، سايب الدنيا كلها وجاي تسرق من مستشفى ربنا ينتقم منكم هات الموبايل” وشه احمر من الغضب وشد هدومه من إيدي بعنف وهو بيقول” إنتِ مجنونة؟! احترمي نفسك و لمي لسانك” زاد غضبي فقلت ” وكمان ليك عين تبجح هات الموبايل بدل ما اتصل بالبوليس دلوقتي حالاً “

 طبعاً صوتنا العالي كان كفيل يلم علينا المستشفى كلها مش بس الدور وإللي أولهم كانت هناء ، جريت علينا وهي بتسألني “في إيه؟”

” الحرامي ده سرق موبايلي وكمان بجح وبيقل أدبه ” لقيتها بتبصلي بغضب بعدين بصتله واعتذرت ” أنا آسفة جداً يا دكتور أكيد فيه سوء تفاهم ” كنت لسه هتكلم فضغطت على كف إيدي وهمستلي أسكت ، مشّت الناس اللي كانت واقفه بتتفرج علينا ورجعت كررت أسفها فزود غضبي بردُّه ” سواء سوء تفاهم أو لا ما يصحش التعامل يكون بالأسلوب ده يا دكتوره هناء ” وقبل ما أرد قاطعتني ” مع حضرتك حق يا دكتور أنا متأسفة جداً نيابةً عنها “

” وتتأسفي نيابةً عنها ليه! لسانها الطويل إللي كانت بتغلط بيه من شوية ده راح فين؟! هي إللي غلطت وهي إللي تعتذر “

 استفزني رده وماقدرتش أسكت أكتر من كده ” احترم نفسك إيه لسانها الطويل دي! هات الموبايل”

بص في الموبايل و بعدين بص لهناء وكإني مش موجودة وقالها” دكتوره هناء أنا دخلت الإستراحة أجيب حاجتي وأمشي عشان مستعجل، حطيت الموبايل ع المكتب لحظة وبعدين أخدته وخرجت موبايل إيه إللي بتتكلم عنه ده معرفش! “

ردت هناء بإحراج ” حقيقي مش عارفه أقول لحضرتك إيه ، هي موبايلها نفس نوع موبايل حضرتك وبالفعل كان موجود ع المكتب بس أنا دخلت وأخدته أعمل مكالمة من غير ما أقولها ودي فعلاً غلطتي أنا متأسفة جداً “

حسيت من الكسفه إن لساني اتعقد، أخدت منها الموبايل بعصبية ونزلت من غير ما انطق.

وقفت تحت وأنا متعصبة جداً لحد ما جت وقبل ماتتكلم قولتلها ” قفّلي ع الموضوع يا هناء ويلا نروّح عشان عايزه أنام “

” يلا بينا يا رخمة عصبيتك دي هتوديكِ في داهية بهدلتِ الراجل وهو له وضعه ومركزه في المستشفى مش تتأكدي الأول! وبعدين كان المفروض تعتذري “

” هنااااااء”

“خلااااص اتكتمت يلا بينا”

كنت لسه هركب العربية وفجأة سمعت حد بينادي، التفتت ناحية الصوت فلقيته واحد من إللي شغالين في الكافيه ابتسم وقالي” فيه رسالة جديدة لحضرتك “

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية النجمه الحمرا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى