رواية في ظلمة بيجاد الفصل الثلاثون 30 بقلم كنزي حمزة
رواية في ظلمة بيجاد الفصل الثلاثون 30 بقلم كنزي حمزة |
رواية في ظلمة بيجاد الفصل الثلاثون 30 بقلم كنزي حمزة
كالبدر يتوسط سماء مظلمه
كوردة تيوليب بيضاء تتلفح بزهور الزنبق الأسود يفوح منها عبقها ليجتذبه إليها بشدة
قبل أن تخطو خطوتها الأخيرة كان هو امامها
اي اللي نزلك من فوق واي اللي انتي لابساه ده
أي في ايه مانا لابسه حجابي عليا زي ما قولتلي ولا انت عايزني اقلعه كمان وصاحبك موجود
دانا كنت قطعت رقبتك انا مش بتكلم عن الحجاب واخلصي وقولي عايزه اي
يامن عمال يعيط انت يعني مش واخد بالك
هاتيه واتفضلي على فوق مش عايز المحك قدام عيني دلوقتي خالص
يووووه حاضر
أعطته طفله وجرت للأعلى وظل هو ثابتاً الي ان اختفت
ليلتفت الي صديقه ويلمحه وهو يتطلع إليها وعينه متركزه على أعلى الدرج
حسسسسن
اخفض حسن رأسه سريعاً وانتفض الصغير على صدره ليشعر برجفته ويضمه جيداً ويجلس به على الاريكه
ما تقعد يا حسن واقف ليه
لاء خلاص بقى طلاما مش هتعمل عزا يبقى قعدتي هنا مالهاش لازمه انا هاخد الرجاله ونرجع المزرعه
و فر هارباً قبل أن يتلفظ الاخر بأي كلمه اخري
بينما كان هو جالساً يحترق من داخله يتلفظ هامساً لنفسه
يا رب الضربه المره دي ماتجيش منك انت يا حسن
بابي
ملس على ظهره بحب وابعده قليلاً حتى يتمكن من رؤية وجهه الجميل
سحب منديلاً ورقي من تلك العلبه الموضوعه أعلى المنضده الصغيره وبدء يجفف له عبراته
بتعيط ليه
عسان كان نفسي اقعد اتكلم معاه ومس لحقت كنت عايزه يعلفني وانا اعلفه انت ليه عملت كده بس يابابي
اكيد عشان بحبك مش يمكن انا عملت كده عشان مش عايزك تعرف حقيقته
حقيقة اي دا كان تعبان وأنت كنت بقالك كتيل اوي حابسه ومس بتلدي تخلجه خالص
مش هقدر اقولك غير انك شوفته وهو في اسوء حالاته اللي انت زعلان عشانه ده كان هو السبب في موت امك
انزلق الصغير بخوف مما قاله لم يستوعب تلك الفاجعه فجري للأعلى باكياً
بقلمي/ميادة مأمون////////////////////////////////////
فتح الباب بيده الصغيرة وجرى عليها
ساله يا ساله خبيني انا خايف
فتحت له ذراعيها واستقبلته داخلهما مغلقه عليه
كانت تظن انه سيهدأ داخل احضان ابيه لكن يبدو العكس
مالك يا قلبي انا بتعيط ومرعوب كده ليه
بس
بابي قالي ان جدو اللي مات ده هو اللي موت مامي
اندهشت مما القاه على مسامعها وضمته بقوة محاولة تهدئته
طب بس يا حبيبي اهدي اكيد بابي مش يقصد يقول كده
عارف ليه عشان جدو مهران يبقى ابو مامي فرح
ومافيش حد بيموت بنته يا يامن
اهدي يا حبيبي انا هفضل معاك ومش هاسيبك
اه اوعي تسيبيني يا ساله انا خايف
حاضر مش هاسيبك بس ماتخفش كده
ظل الصغير مختبئ داخل احضانها الي ان غفى
دثرته جيداَ واذا بها تقف بانفعال وتتجه الي ابيه مباشرةً
كان هو في غرفة نومه يبدل ملابسه وما ان شلح قميصه من عليه إلا و استمع الي صياحها
لم يعيرها اي اهتمام ودلف الي المرحاض تاركاً بابه مفتوح ووضع رأسه تحت الصنبور ينعشها قليلاً بمائه
دلفت هي تنادي بأسمه
بيجاد انت روحت فين يا بني آدم انت
اتاها صوته من الداخل
بطلي طولة لسان واخرسي بقى مش بيت ابوكي هو عشان تبقى عامله زي الفرسه ال…… وتر…. فيه كده
التفتت بتجاه الصوت وهي تصيح
انت مش بس مش عندك قلب لاء ومش محترم كمان
في ظرف ثواني كانت داخل احضانه تضع يدها على صدره العاري تشعر بنبض قلبه وقطرات المياه تسقط عليها
عيناه مثبته على عيناها تحاصرها ولا تقوى على الهروب منها ويداه اليمني ملتفه حول خصرها والأخرى تحرر شعرها
عيدي كده كنتي بتقولي ايه
ااانا اه ه ه
صرخت فجأه حين شعرت بلتواء عضدها خلف ظهرها
وجحظت عينها وهي تجد قدميها غير ملامسه للأرض
انتي اي ما تنطقي مافيش فايده في لسانك ده
اعملك ايه انت اللي مستفز وغاوي تعصبني
وقعت ارضاً متأوهه حيث تركها من بين يديه ضاحكاً
ههههههه مستفز وغاوي اعصبك طب وعصبتك في اي بقي
رفعت رأسها لتراه جالساً على الفراش منحني بجزعه يمد لها يده فابتعدت للخلف زاحفه بخجل
ضيقت يامن بكلامك اللي زي السم ده
اعتدل في جلسته مستنداً على الفراش بكفيه رافعاً رأسه للأعلى وكأنه يشاهد سقف الغرفه لأول مره
اه يامن يبقي حكالك
بس اللي هو قاله ده حقيقي يا ساره عمي مهران كان هو السبب في قتل فرح واللي مش متأكد منه واشك انك مش عارفاه
انها اتقتلت على ايد واحد من رجالة ابوكي
هبت واقفه مشتعله نيران الكره في قلبها
مش ممكن مستحيل وابويا هيعمل كده ليه وعمي مهران كان صاحبه اساساً انت كداب كداب
بخطوات سريعه كان أمامها واصابع يده تضغط بشده على عضديها
انا مش كداب انتي اللي كدابه يا ساره عايزه تفهميني انك مش كنتي تعرفي ان ابوكي بيتاجر في المخدرات
لاء مش كنت اعرف
طب بلاش دي انه خلاكي استدرجتي زياد ليه عشان يقتله
اسكت انا مش كنت اعرف اسكت
طيب بلاش دي كمان مش كنتي تعرفي انه هو ومهران كانو متفقين سوي على قتلي وفرح اخدت الرصاصه بدالي
لاء اسكت اسكت انا مش كنت اعرف والله ما كنت اعرف
كل اللي كنت اعرفه ان عمك اه كان عايز يقتلك وان فرح اخدت الرصاصه بدالك لكن مش كنت اعرف ان ابوي ليه يد والله ما كنت اعرف
صمت تام عم عليهم عندما ألقت برأسها على صدره وظلت تبكي
رفع ذقنها بأصبعه ليري عبراتها وحين شعر بهدوئها قرر ان يجفف وجنتيها بشفاه
ظل يمطرها بقبلاته وهي تبكي الي ان رمقت عيناه شفتيها المكتزه فانقض عليهم
ليخرج في قبلته هذه كل ضغط اعصابه ولم يفلتها بل حملها نحو الفراش وقبل ان يرقدها عليه همست بخجل مما يفعله بها
سيبني يا بيجاد حرام عليك انا كنت حبيبة اخوك
ابتعد عنها للثانية وبهدوء سألها
انتي في حاجه حصلت بينك وبين زياد
بالأول لم تفهم مقصده ولكنها شهقت بعد ذلك
هاه أخرس يا سافل لاء طبعاً زياد الله يرحمه كان محترم ومؤدب كان بيحبني وبيخاف عليا
هههههههه طيب تمام ودلوقتي بقيتي مراتي وانا بقى عايز اتأكد بصراحه
تتأكد من ايه إياك تقرب مني تاني ابعد عني مش انت قولت انك مش بتحب الغصب
اه مش بحبه بس انتي مراتي وده حقي على فكره
كسر حقك
كاد ان يقبض على رثغها الا انه توقف حين استمع لصراخ ابنه
أي دا اسمع كده دا يامن بيصرخ في اوضته اكيد خاف لما صحي ومش لقاني جنبه
تركها تجري من بين يديه مستجيباً لكلامها
ذهب خلفها الي غرفته وجده متعلقاً في عنقها وهو يبكي
كنتي فين يا ساله خليكي جنبي هنا
حاضر يا حبيبي انا هنام جنبك ومش هاروح في حته تاني
استند على الجدار بجانبه موصد ذراعيه أمام صدره
يامن بلاش استعباط مانت طول عمرك بتنام لوحدك ايه اللي جد يعني
ارتعب الصغير من صوته و دافساً وجهه في صدرها
وكأنه لا يريد رؤيته
انا خايف انام لوحدي يا بابي
كانت تترجاه بعينها قبل أن ينطقها لسانها تريد ان يتركها هي بجانبه وليس العكس
معلش سيبو النهارده ينام جنبي ومن بكره هيرجع تاني ينام لوحده صح يا يامن
التوت رأسه بعلامة الرفض وليصيح والده
ولااااا بطل عياط مافيش راجل بيعيط وابن بيجاد الألفي لازم يكون راجل من صغره انزل من علي دراعها وامسح دموعك دي بأيدك حالاً
انتفض الصغير من علي يدها كاد ان يسقط لتتشبث به هي جيداً وتصرخ فيه
كفايه قسوه بقى حرام عليك الولد مش هيستحمل
مد يده بكل عنف واخذه منها
قسوة تعرفي اي انتي عن القسوه اطلعي بره وسيبيني انا وابني لوحدنا يلاااااااا