روايات

رواية أهداني حياة الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة البارت الرابع والخمسون

رواية أهداني حياة الجزء الرابع والخمسون

رواية أهداني حياة
رواية أهداني حياة

رواية أهداني حياة الحلقة الرابعة والخمسون

– اهلا بحضرتك يا عمو ازيك ؟
– والد زياد بمزاح: والله يا عروسة من بعد ما شوفت العسل ده مبقاش زيي حد واخيرااا هيكونلي بنت حلوة ربنا حققلي أمنيتي بعد 20 سنة اهو الحمد لله

خجلت حلا من كلماته الرقيقة المداعبة لخجل الانثى بداخلها فاشتعلت وجنتيها احمرارا لكن انتباها شعور آخر بتأنيب الضمير ناحية والديه ف كيف يمكنها ان تفسد فرحتهما فيما بعد حينما تنفصل عن زياد والاهم كيف تخدعهما الآن!!

جلست حلا بجوار شقيقها وبعد عدة دقائق دلفت ندى وهي تحمل أكواب العصير وما إن رآها حمزة حتى وقف وأخذها منها ما تحمله بعدما شكرها وقدمها للجميع على أنها زوجته وترك الأمرفيما بعد لزياد يوضح حقيقة علاقته ب ندى لوالديه ..
قدم أكواب العصير للضيوف ثم جلس في المنتصف بجوار شقيقته وندى كانت الجلسة ودية تكسوها المرح بسبب والد زياد الذي اندمج سريعا مع حمزة ..اتفق الجميع على كل شيء يخص أمور الزواج المادية ولم يحدث بينهما اي اختلاف
ف حمزة حريص أن يختار لشقيقته رجل وأسرة طيبة فلم يتوقف عند أي أمر مادي كذلك والدي زياد لم يعترضا على شيء في الاتفاق لأن كل ما يفرق معهم هو سعادة ولدهم مع من اختارها قلبه
وما أن انتهى الاتفاق حتى قال والد زياد بتعجل :
– طالما متفقين على كل حاجة يبقا نقرا الفاتحة بقاااا؟
– حمزة بمرحه المعتاد: طب مش يمكن يكون للعريس رأي تاااني أنا شايفه ساكت خااالص يمكن غير رأيه
– زياد باندفاع : أغير رأيي أيه ده أنا ما صدقت البشمهندسة وافقت أصلا على الله هي بس اللي متكونش غيرت رأيها

نظر الجميع ل حلا التي خجلت بشدة مما يحدث ومن نظراتهم المصوبة تجاهها فلم تستطع أن تنبس بحرف فقط هربت بنظراتها أرضاا وهي تفرك يديها من شدة التوتر والخجل
– لكزها شقيقها برفق قائلا بمزاح: ايه يا حلوتي القطة كلت لسانك ولا أيه ؟؟
– أشفق عليها زياد فتحدث قائلا : خلاص بقا يا حمزة باشا مش بيقولوا السكوت علامة الرضااا
– حمزة بتهكم: اصلي مش متعود على السكوت ده يا زياد والله لتكون مفهماك انها هادية وكده ديه مجنونة وعلطول معيشانا ف سيرك ميغركش الوش ده أنا تقريبا أول مرة أشوفه

اقتربت حلا من شقيقها وضغطت على قدمه بكعب حذائها خلسة دون أن يراها أحد أو هكذا ظنت لكن الحقيقة أن زياد الذي يلاحقها بعيناه قد لمحها وهي تفعل ذلك ف كتم ضحكته بصعوبة خاصة حينما لمح حمزة وهو يكتم وجعه حتى لا يتأوه وقد نظر لها بتحذير وقابلته هي بنظرة شقية من عيناها جعلت شقيقها يبتسم ويعود للحاضرين قائلا :
– خلاااص يا جماعة نمشيها السكوت علامة الرضا ونقرا الفاتحة بس ثواني لما صاحبتها والدكتورة اخت ندى يجوا
قامت ندى لحظات ثم اتت ومعها نسمة ويارا اللتان القيا التحية على الجميع ثم اتخذت كل واحدة منهما مقعد قريب من العروس
ف علق والد زياد بمرح:
– كده متهيألي العدد اكتمل نقرا الفاتحة بقا
وبالفعل ارتفعت الأيادي والاصوات بقراءة الفاتحة الفرحة الغامرة تكسو كل وجوه الحاضرين لكنها كانت فرحة منقوصة لدى العروسين فرحة يعكرها تذكر كلا منهما أن هذا اتفاق سينتهي قريبا …

بعد قراءة الفاتحة علت الزغاريد من الجانبين لكن لم يكن احد منهم يتقنها حتى تحدث والد زياد معلقا :
– مفيش حد بيعرف يزغرط حلو ديه زغاريط هبطانه
– تحدثت ندى: نسمة الوحيدة اللي بتعرف تزغرط

رفضت نسمة في باديء الأمر ف هي لم تكن في مزاج رائق لتفعلها لكن مع الحاح ندى ويارا حتى اطلقت زغرودة عالية اطربت اذن والد زياد الذي حدق بها معلقا :
– الله عليكي يا ست ايوه كده هي ديه الزعاريط ولا بلاش ثم اردف قائلا هو المفروض دلوقتي اقولكوا ايه ما نسيب العرسان يقعدوا لوحدهم شوية بس أنا هطلب طلب مختلف لأني أنا اللي عايز اقعد شوية مع العروسة عشان احكيلها على بلاوي الواد ده
– نجاه بدفاع : هو في اطيب من زياد بلاااوي ايه يا أحمد انتا هتلبس الواد مصيبة
– زياد بمرح: يا حج ده أنا ابنك والله استر عليا يسترها عليك ربنا
– أحمد بمشاكسة: ما أنا قولتلك ادفعلي قبل ما نيجي مرضتش يبقا احكيلها بقااا على ذكرياتك المهببة
– زياد وهو ينظر لحمزة ويرجوه بمزاح: بالله عليك يا حمزة متوافق أن ابويا يقعد معاها هيبوظ الجوازة قبل ما تبدأ
– حمزة بمرح: وديه تيجي بردو يا زيزو خلي الراجل يتكلم وينورنا مش يمكن نرجع ف كلامنا واحنا لسة على البر
– زياد بمزاح: لأ بر ايه احنا في الغوييط بس أنتا اللي مش واخد بالك وبعدين انتو وافقتوا واللي كان كان ومفيييش رجووع
– أحمد: بعد أذنك يا حمزة يا ابني هنقعد أنا وحلا بنوتي ف البلكونة شوية هقولها على الصندوق الاسود بتاع الواد ده
– حمزة بود: طبعااا اتفضل يا بشمهندس حضرتك تأمرنا واحنا ننفذ ثم اشار لشقيقته قائلا قومي يا حلوتي مع البشمهندس

تحركت حلا باتجاه شرفة منزلها وخلفها والد زياد وما إن جلسا حتى ابتسم لها الأخير قائلا بمحبة خالصة :
– أنتي مش متخيلة فرحتي أد ايه يا حلا بالخطوبة ديه يمكن فرحان أكتر من زياد نفسه لأني من اللحظة الأولى اللي شوفتك فيها حسيت أنك بنتي واتمنيت من كل قلبي إنك تكوني زوجة لابني ولما زياد قالي انه هيتقدملك متتخيليش فرحت أزاي

كانت حلا تستمع لكلماته ويتفاقم لديها الشعور بتأنيب الضمير لا يمكنها خداع هذا الرجل اابدااا لذا قررت أزاحة الحمل عن كاهلها والبوح بما يؤلمها فتنحنحت قائلة :
– عمو أنا مش هقدر اكدب عليك أكتر من كده ربنا يعلم أنا كمان من أول شوفتك وحسيتك كأنك بابا وعشان كده مش هقدر إني اخبي عليك الحقيقة أنا اصلا مش بكره ف حياتي حاجة أد الكدب بس ربنا يعلم إني مضطرة اعمل كده لكن لو كنت مضطرة اخبي عليهم هنا في البيت لكن مش لازم ابدا اعمل كده معاك
– أحمد متصنعا عدم الفهم : تقصدي ايه ؟
– حلا وقد ابتلعت ريقها بتوتر ثم تحدثت بخجل قائلة : بصراحة يا عمو أنا اللي طلبت من زياد يجي يتقدملي
– رسم احمد الدهشة على ملامح وجهه متسائلا : أزااي يعني مش فاهم ؟
– حلا بشجاعة: هفهم حضرتك كل حاجة
ثم بدأت في سرد كل ما حدث على مسامعه حتى هذه اللحظة وحينما انتهت تنهدت عاليا كأنها اخيرا وجدت الراحة لم تستطع بداية أن تنظر إلى ملامح وجهه لأنها خشيت أن ترى فيها ما يؤلمها لكنها استمعت لصوته الهاديء يحدثها قائلا :
– بصيلي يا حلا واسمعيني كويس جداا وجدها تنظر إليه بقلق ف طمأنها قائلا أنا قولتلك من وقت الرنين إني شوفت فيكي بنتي اللي ربنا أراد انها متفضلش بينا واسترد امانته من وقت ما اتولدت حسيت أول ما شوفتك كـأني شوفتها أنا مليش دعوة باللي بينك وبين زياد وباتفاقاتكم أنا معاكي وهفضل جنبك زي والدك وزي ما أنا أب ل زياد ف من النهارده أنا كمان اب ليكي ومفيش أي حاجة ف الدنيا ممكن تغير احساسي ناحيتك حتى بعد ما ربنا يشفيكي وكنتي عايزة تسيبي زياد ده مش هيفرق معايا وهفضل اطمن عليكي وأكون على تواصل معاكي فهماني يا بنوتي ؟؟
– حلا بفرحة وابتسامة رائعة قد غزت وجهها : فاهمة حضرتك يا عمو أنتا مش متخيل كلامك ده فرق معايا أزاااي حقيقي يا بخت زياد بحضرتك أنا دلوقتي بس عرفت هو حنين كده ل مين أنتا بجد مفيش أطيب ولا أحن منك
– أحمد بمزاح: بس اوعي تقولي الكلمتين دول قدام نوجا اصلها بتغييير عليا من الهوا وممكن تحطك بلاك ليست بسبب الكلام ده تفتكرك بتعاكسيني
– حلا بتساؤل متردد: هو ..هو حضرتك يعني هتقول ل طنط اللي حكتهولك؟؟
– أحمد بحسم : لأ مش هقولها ولا حد مننا احنا التلاتة هيقولها مش عشان حاجة بس نوجا حساسة أوي وبتحب زياد أووي أووي ف مش عايز اكسر فرحتها بيكوا ف سيبي كل حاجة لوقتها احنا أصلا منعرفش الأيام مخبية ايه مش يمكن الواد زياد يعجبك وتحبيه وساعتها تكملوا اللي بدأناه
– حلا بصدق: زياد يا عمو مفيش منه ده كفاية أن حضرتك ابوه لكن هو ليه يتفرض عليه واحدة هو مخترهاش هو من حقه يحب ويختار اللي تعجبه مش اللي تدبسه هي
– أحمد : بطلي هبل يا بنت هو يطووول أصلااا ده امه دعياله والله أنا مش عايز اقولك على تاريخه المنيل من أول بنت الجيران والاغاني اللي كان يغنيهالها مش فاكر باين كان بيقولها دايما اغنية واحدة بتاعت لطيفة مش فاكر اسمها ايه بالظبط ولا زميلته اللي كانت معاه فالجامعه شيري ولا شريهان باين
في تلك اللحظة أتى زياد مع حمزة موجها حديثه لوالده :
– أيه يا أبو حميد القعدة طولت وأنا عايز أقعد مع عروستي شوية بقا وروح أنتا لعروستك بدل ما تقلب عليك
– أحمد بسخرية : تقلب عليااا ! ماشي يا زيزو تستاهل اللي كنت بقوله عليك لسة كنت بحكيلها على بنت الجيران اللي كنت بتغنيلها و….
– قاطعه زياد بخجل : الله يباركلك يا باابا تسلم ربنا يخليك فضحتني ثم نظر لحمزة قائلا : بالله عليك يا حمزة في اب بيعمل كده ف ابنه بدل ما يستر عليا جاي يسيحلي من أول يوم
– حمزة : لأ احنا كده كلنا نقعد ونسمع بقا حكاية بنت الجيران ديه
– زياد بتبرير: لأ والله يا باشااا بريء ده أنا كنت طفل يعني حوالي 8 سنين يعني ديه ذكريات الطفولة وأصلا بنت الجيراان ديه كانت أكبر من يجيي عشر سنين
– أحمد مشاكسا : طفولة بردوووو !! طب وزميلتك بتاعت الجامعة اللي …
– زياد مقاطعا : بس بس يا بابا الله يكرمك انتا شكلك جاي تبوظ الجوازة ولا ايه ؟ ثم نظر لحمزة قائلا برجاء : بالله عليك يا حمزة باشا تاخد ابويا من هنا بدل ما أختك ترمي الدبلة ف وشي وهي لسة ملبستهاش
– أحمد: أنا ماااشي بقا طالما عملت الواجب بالتوفيق يا زيزوو
دلف احمد للداخل بصحبة حمزة الذي تحدث ل زياد قبل أن يتحرك :
– بقولك ايه يا زياد هما شوية صغيرين وهتلاقوني قدامكم ثم أردف بغيرة وابعد الكرسي لحد اخر البلكونة واياك المحك قربت منها فاااهم؟؟
– زياد : نفسي افهم انتو بتعاملوني كدا ليه ده أنا العريس يا جدعاااان
– حمزة وهو ينظر ف ساعته : قول مهما تقول معاك ربع ساعة كأنها مريضة وهتكشف عليها وقت الكشف بتاعك حوالي ربع ساعة وبعدين هتلاقيني فوق دماغك
– زياد بجدال : لأ بقا أنا الكشف بتاعي بيقعد نص ساعة وساعات ساعة إلا ربع أن دكتور عندي ضميير
– حمزة : لأ أنتا مش مقياااس أن بقيس على الدكاترة اللي معندهاش ضمير أنا يا سيدي معنديش ضمير ومتضغطش عليا بدل ما أخد اختي معايا وأبقا اقعد لوحدك بقا الربع ساعة ديه
– زياد بتراجع : لأ وعلى ايه حلوة الربع ساعة ديه كفاية أوي وبعدين ربنا يبارك ف الوقت وهحس أنها ساعة بحالها شكرا على كرمك يا حمزة باشااا
– حمزة بانتصار : أيوووه كده برافو عليك

دلف حمزة للداخل بينما جلس زياد على المقعد خلفه صمت للحظات كان يتأمل فيها حلا بصمت لحظات تمنى أن تطيل العمر كله لكنها سرعان ما أنهتها حينما تنحنحت بحرج قائلة :
– بتبصلي كده ليه ؟ زي متكون أول مرة تشوفني ثم أردفت بسخرية ولا تكون صدقت أننا مخطوبين بجد

وكأنها بكلماتها تلك قد أسقطته أرضا ليصطدم بأرض الواقع ها هي تقتل أحلامه الوردية في مهدها حاول امتصاص احباطه حينما تحدث بابتسامة قائلا :
– أصل بصراحة شكلك النهارده مختلف حاسس كأني بشوفك لأول مرة شكلك حلوة أوووي
– احمرت وجنتي حلا خجلا من كلماته التي داعبت أنوثتها لكنها تصنعت الجدية قائلة:متهيألي أنتا مش قاعد معايا عشان تعاكسني ولا أيه ؟؟
– رفع زياد كفيه باستسلام ثم تحدث مازحا : مش قصدي والله أنا مكنتش بعاكسك أنا كنت بقول الحقيقة بس
– حلا بتحذييير: زيااااد
– زياد باستسلام : آسف آسف خلااااص يا بشمهندسة سمااح
– كانت الضحكة هذه المرة من نصيب حلا التي علقت قائلة : مش شايف أن موضوع بشمهندسة ده غرييب على اتنين كلها كام يوم ويلبسوا الدبل
– زياد : عندك حق بس غصب عني مش متعود معلش المهم اعملي حسابك هنروح بكره المستشفى بإذن الله
– حلا بخضة : بكره !! علطول كده ؟ وبعدين هنقول لحمزة أيه ؟
– تحرك زياد بجسده للأمام قليلا وقال بصوت هاديء لكنه واثق : مش عايزك تخافي يا حلا أرجوكي ثقي فيا أحنا هنعمل شوية فحوصات وتحاليل ومش عايزين نأجلها عشان متفضليش ف القلق اللي أنتي فيه ده أما بالنسبة لحمزة ف بابا هيتصرف هيقوله أن في محل دهب بتاع واحد صاحبه قريب من بيتنا هياخدك تتفرجي عليه وبعدين نتغدا كلنا سوا بره عشان بابا عزمنا احتفالا بقراية الفاتحة واكيد اخوكي مش هيحرجه ويرفض
– حلا : بمناسبة عمو أنا قولتله حقيقة ارتباطنا وحكتله كل حاجة
– زياد بدهشة : طب ليه ؟ مش ده كان طلبك أنه محدش يعرف حاجة
– حلا بتوضيح: مقدرتش اخبي عليه خصوصا قدام فرحته بخطوبتنا وكلامه ليا أنا فعلا من وقت ما شوفته وحسيته زي بابا عشان كده مقدرتش اكدب عليه وقولتله إني هقول ل طنط لكن هو مرضيش باباك طيب وحنييين أوي يا زياد ربنا يحفظهولك
– زياد: اللهم آمييين أنتي عارفة يا حلا أن من وقت ما شافك في المستشفى وهو حبك جداا وكان علطول بيسأل عليكي ولما قولتلهم أني عايز اخطبك فرح جدااا ومكنش عايز يصبر ويقولي احنا لسة هنعمل خطوبة متتجوزوا علطول نفسه تدخلي عيلتنا بأسرع وقت
– حلا بتأثر: وأنا جيت كسرت فرحته لما حكتله على الاتفاق اللي بينا
– زياد: ممكن متفكريش بالشكل السلبي ده أنا عايزك أهم حاجة تفكري فيها هو أنتي وبس أهم حاجة تبقي كويسة وبعد كده كل حاجة ف الدنيا محلولة تمام
– حلا وقد أماءت رأسها بالايجاب : تمام
– زياد : كان في موضوع تاني كنت عايز أكلمك فيه
– حلا بقلق :موضوع أيه ؟أوعى يكون الرنين ظهر أن الورم خبيث وأنتا خفت تقولي و…
– زياد مقاطعا اياها : حلااا اهدي مفيش حاااجة من ديه خاالص كل الحكاية إني عايز أقولك لو أنتي حابة تتابعي مع دكتور تاني مخ وأعصاب أنا ممكن أرشحلك كذا حد من زمايلي أعرفهم وناس كويسين جداا وثقة وشاطرين
– حلا بدهشة : دكتور تاني ليييه ؟؟
– زياد: يعني ممكن تكوني مش مرتاحة ليا كدكتور مش حاسة أنك واثقة فيا أو ف قدراتي أو شايفة أن في دكاترة خبرة أكتر مني كده يعني ومش عايزك تتحرجي مني حقيقي كل اللي يهمني راحتك النفسية
– حلا بابتسامة : أنا مش هثق ف حد غيرك يا زياد ومش هرتاح إلا ف وجودك ولو مكنتش بثق فيك من الأول مكنتش لجأتلك ثم أردفت بمزاح ومتخافش أنا مش بتحرج للدرجادي أنتا عارف لساني أطول مني وأنتا بالذات مجربه
– ضحك زياد قائلا : مجربه جداااا على العموم طالما ده قرارك ف أنا أكيد معاكي
– حلا بتردد: بصراحة في حاجة أنا كمان كنت عايزة اكلمك فيها بس مترددة
– زياد بتشجيع : قولي اللي انتي عايزاه علطول ومتتردديش
– حلا بحرج : اممم بالنسبة للشبكة وكده أنا هقنع حمزة اننا نجيب الدبل بس دلوقتي والشبكة مع الفرح وكنت عايزة يعني ..يعني أنا معايا فلوس ف البنك كان بابا سيبهالي ف كنت عايزة ادفع فلوس الدبل أنتا…….
– قاطعها زياد بضيق : تدفعي فلوس الدبل ليه يا حلا شايفاني مش راجل للدرجادي !
– حلا بتبرير: مين قال كده بس أنا مقصدتش حاجة والله غير أن ملكش ذنب تدفع فلوس حاجة مكنتش عامل حسابها وبعدين أنا اللي …
– زياد مقاطعا بغضب : لو سمحتي يا حلا متتكلميش ف الموضوع ده لأنك بجد ضايقتيني جدااا ويا ستي لو مش معايا فلوس هبقا أقولك

كانت ملامحه قد تشنجت بشدة وعروقه قد نفرت خاصة عرق في مقدمةجبهته من ناحيه اليمين لا تعلم لما تمنت أن تلمسه وتمرر أصابعها عليه حتى يهدأ نفضت عنها أفكارها الغريبة تلك وتحدثت باعتذار قائلة:
– ممكن تهدا يا زياااد أنا آسفة بجد حقيقي مقصدتش أي تقليل منك
وحينما وجدته مازال غاضبا أردفت ممازحة له طب عشان خاطر نوجا وأبو حميد متزعلش مني
وما إن تفوهت بعبارتها تلك حتى اتسعت ابتسامته رغما عنه لكن قبل أن يعلق ظهر حمزة أمامه قائلا :
– الوقت انتهى ده أنا كمان زودتلك خمس دقايق على الوقت الأصلي
– زياد بحنق طفولي: أنتا ليه محسسني أنك مراقب ف لجنة امتحان أعوذ بالله
– حمزة : كفاية أوي عليك كده لما تبقى مراتك هبقا اسيبكوا تقعدوا براحتكوا
– زياد بتهكم : لأ والله كتر خيرك مش عارف أعمل ايه ف جمايلك ديه ثم أردف بحب قائلا أصلا لما تبقى مراتي مش هخليها تسيبني ولا لحظة
– حمزة بسخرية : كلهم ف الخطوبة بيقولوا كده يا حبيبي أما نشوف وقت الجد هتعمل ايه ثم نظر لشقيقته بحنان قائلا وهو يمد كفه نحوها : يلا يا حلوتي عشان أنتي وحشتيني خليه هو يتهوا لوحده ف البلكونة عشان شكلها عجباه
وقفت حلا وامسكت ب كف اخيها الممدودة لها وما إن وضعت يدها في يده حتى علق ذراعها ف ذراعه وتحرك بها للداخل ولكن قبل أن يتحركا نظر لزياد وهو يلاعب له حاجبيه مغيظا إياه ف تحدث زياد بغيظ قائلا :
– ماااشي يا حمزة لما نتجوز مش هخليك تمسكها المسكة ديه
– عاد حمزة ببصره إليه متحدثا بثقة :ولا تعرف ولا تقدر تعمل كده أصلا أنا هفضل حبيبها الأولاني مهما عملت ومتخلنيش أبوظلك الجوازة خلينا أصحاب واكسبني احسنلك
قال جملته بعدما أشار له بأصابعه مودعا ودخل مع شقيقته حجرة الصالون ولحقه زياد إلى هناك وهو يكاد ينفث دخانا من أذنيه ، وما إن جلست حلا حتى تحدث إليها شقيقها قائلا :
– بكره بإذن الله يا حلوتي تجهزي نفسك عشان تروحي تتفرجي على الدبل مع البشمهندس أحمد ومدام نجاة عند واحد صاحبه وبعدها هتروحي تتغدي معاهم بس متأخروهاش بقا يا بشمهندس
– أحمد : متقلقش يا حمزة باشا مش هنأخرها وهنوصلها لحد هنا كمان
– حمزة بجدية : بس ياريت يا بشمهندس متروحش مع زياد لوحدهم طبعا أنا واثق فيه لكن أحنا معندناش الخطوبة يعني خروج لوحدهم وتركب معاه العربية والكلام ده فاستأذنك حضرتك أو مدام نجاة تكون معاهم أو ممكن تقولي المكان فين وأنا هاجي أخدها عشان منتعبكوش يعني واتمنى حضرتك متفهمش كلامي غلط بس ديه مسألة مبدأ والشرع بيقول كده يبقا احنا سمعا وطاعة
– أحمد بتأييد : طبعا عندك حق ولو كان عندي بنت كنت هعمل معاها كده زيك وبعدين مفيش تعب ولا حاجة قولتلك يا حمزة يا ابني حلا من النهارده بقت بنتنا وهوصلها أنا بنفسي مع زيزو متقلقش
– حمزة: طب الحمد لله خلاص يبقا اتفقنا
– أحمد متحدث ل حلا وزياد معا : وبالنسبة للخطوبة يا ولاد احنا كنا بنفكر أنا وحمزة والجماعة أننا نخليها يوم الخميس الجاي وهنعملها هنا في البيت على الضيق على أد العيلتين والفرح بقا نبقا نعزم اللي عايزينه إن شاء الله ها موافقين ؟
– اماء كلا من حلا وزياد رأسيهما موافقين ثم علق الأخير قائلا : اللي أنتو شايفينه أحنا معاكوا فيه ولو إني نفسي الخطوبة تكون امبارح اصلا ولا ايه رأيك يا عروسة
خجلت حلا واحمرت وجنتيها ولم تنطق ببنت شفة فتحدثت نجاه بالنيابةعنها قائلة:
– خلاااص بقا يا زياد متكسفهاش
بعد مضي بعض الوقت انتهت الجلسة وانتهى اليوم بسعادة الجميع
لكن ظلت سعادة كلا من حلا وزياد منقوصة بسبب هذا الاتفاق اللعين وكلا منهما يمني نفسه أن ليتها كانت حقيقة …

وفي اليوم التالي ارتدت حلا فستان رقيق باللون النبيذي ذو اكمام منتفخة بعض الشيء وفوقه حجاب ذهبي اللون كانت كعروس حقا
من يراها لا يمكن أن يتخيل ألبته أنها ذاهبة للمشفى وليست في نزهة مع عريسها !!
ما إن وصل زياد ووالده اسفل البناية التي يقنط بها حمزة ووالدته حتى اتصل بها لتقابله بالأسفل نزل معها شقيقها وأوصلها حتى سيارة زياد
الذي قد هبط منها هو ووالده الذي أصر أن تجلس في المقعد الأمامي بجوار ولده وجلس هو في المقعد الخلفي ولم ينسى حمزة أن يوصيه للمرة الألف على شقيقته الغالية ….

تحركت السيارة نحو المشفى وهناك وجدا نجاة بانتظارهما
كان زياد ووالده قد أفهماها طبيعة مرض حلا لكن فقط أخفيا عنها حقيقة الخطبة حتى لا تحزن واخبراها انهما مصرين على الخطبة الآن لأن حلا لا تريد أن تخبر أخيها بمرضها وحتى يتمكن زياد من مساعدتها دون الاضطرار لمزيد من الأكاذيب .. وحينما علمت نجاة انهما ذاهبين للمشفى اصرت أن تأتي معهم حتى تكن بجوار حلا ل تعوضها عن غياب والدتها ….

كانت حلا مضطربة بعض الشيء لكن وجود زياد وعائلته حولها طمأنها
في هذه الاثناء ظهر حسن ابن خالة زياد بوجهه البشوش ككل عائلته وكان قد علم من ابن خالته بأمر قراءة الفاتحة ف بارك لحلا وبالطبع لم يكف عن مناكفة صديقه الذي تحدث ل حلا موضحا :
– حسن بيشتغل هنا في المستشفى يا حلا ومتهيألي ايده خفيفة ومش هتحسي بحاجه ف عايزك تطمني ومتخافيش
– حسن بمناكفة : متهيألي ديه شغلتي أنا اللي اطمنها مش أنتا ولا ايه يا بشمهندسة ؟؟
– ابتسمت حلا دون أن تعلق بينما تحدث زياد بغيرة : بقولك ايه يا حسن اسحب العينة واخلص وملكش دعوة بالبشمهندسة
– اقترب حسن من حلا ليسحب العينة ثم حدثها بصوت خفيض حتى لا يصل لهذا الواقف بجواره : مش قولتلك شكله في حاجة ده ابن خالتي وأنا عارفه شايفه غيران أزااي
– ابتسمت حلا ثم اجابته بخجل : على فكرة عادي هو مش غيران ولا حاجة أنتا ….
– قاطعها صوت زياد قائلا بنفاذ صبر: أيه يا حسن كل ده بتسحب العينة وبعدين بترغي معاها ف ايه
– ضحك كلا من حسن وحلا وقد علق الأول قائلا : شفتي بقااا أن كلامي صح عشان تبقي تصدقيني
– زياد متسائلا: كلام ايه اللي صح؟؟ ثم توجه ببصره ناحية حلا متسائلا قالك أيه الزفت ده ؟؟
– ابتسمت حلا برقة ثم نظرت ف الاتجاه الاخر قائلة: ولا حاجة يا زياد
– زياد بغيظ: والله ولا حاجة !! يعني كان بيقول ولا حاجة ماااشي يا حلا وأنتا يا سي حسن خلصت ولا هنفضل طول اليوم نسحب شوية دم لسة ورانا حاجات تانية هنعملها
– حسن ببرود: خلااص يا ابن خالتي سحبت العينة وبالراحة علينا شوية ثم غمزه بمرح قائلا : على العموم عندك حق البشمهندسة بردو لازم يتغار عليها
– زياد : ملكش دعوة واتكل عل الله روح شوف شغلك ولما النتايج تطلع كلمني وابعتهالي عل الميل
– حسن : ماااشي يا زيزو بقولك ايه يا بشمهندسة أنا جاااي الخطوبة مليش دعوة كفاية انكوا معزمتونيش على قراية الفاتحة
– زياد : تصدق أنا هعزم الناس كلها وأنتا بالذات لأ يلا بقااا خلصنااا

تحرك حسن مبتعدا وهو يضحك بصخب على ابن خالته لم يكن يظن أنه سيأتي يوم ويجد فيه زياد صديق عمره عاشقا لهذه الدرجة زياد الذي لم تكن الأمور العاطفية تشغل باله قط قد غرق في العشق وتلهبه نيران الغيرة ! فمتى سيقع هو الآخر في حب احداهن أم سيظل هكذا دون وليف وشق ل روحه ؟؟

ما إن خرج حسن حتى تبعه زياد بعدما استأذن حلا أنه سيذهب ليسأله عن أمر ما ويعود بعد دقائق وما إن خرج حتى دخلت والدته وهي تحمل في يدها علبة متوسطة الحجم وتعطيها ل حلا بحنان أمومي خااالص :
– خدي يا حبيبتي ده أكل خفيف كده تلاقيكي مكلتيش حاجة
– حلا بحرج: تسلمي يا طنط ربنا يخليكي بس مليش نفس والله
– نجاة : لأ بقولك أيه أنا عاملالك الأكل ده مخصوص وبعدين دوقي بس كده أكلي ومش هتبطلي تطلبيه أنا أكلي ميتقالوش لأ حتى أسألي أحمد وزياد ولا حتى الواد حسن ده أنا مرضتش أطلع الأكل وهو هنا عشان كان زمانه خده منك وخلصه وده عند الاكل ميتوصاااش

في تلك الأثناء وجدا طرقا على باب حجرتها وفي تلك المرة كان والد زياد وقد دلف وهو يمسك ب يده زجاجة عصير اقترب منهما قائلا :
– بنوتي الحلوة بابا أحمد جايبلك أحلى كوكتيل ممكن تشربيه محدش بيعرف يعمل الكوكتيل ده غيري لأنه من اختراعي دوقي كده وقوليلي رأيك
– نجاة بتذمر: سيب البنت تاكل الأول يا أحمد وبعد كده تشرب العصير متسدش نفسها
– أحمد متحدثا بمزاح : عصيري أنا مبيسدش النفس ده يعتبر فاتح شهية ثم نطقها بأنجليزية متقنة كأنه أحد الشيفات صح يا نوجاااا ولا تنكري؟؟
– نجاة بحب : لأ طبعا أنا أقدر أنكر بس بردو أكلي مش محتاج فاتح شهية ولا ايه ياحبيبي؟
– أحمد بمغازلة: طبعااا ده كفاية أن نوجا عملته بايدها عشان يبقا حلو ده مش بعيد يكون مسكر أكتر من العصير عشان نوجااا سكرها زيادة

كانت حلا تتابعهما بسعادة وهي و تدعو الله في سرها أن يحفظ تلك العائلة الرائعة وألا تصيبهم عيناها بمكروه من شدة أعجابها بهم

وأثناء حديث نجاة واحمد وشرود حلا دلف زياد من باب الحجرة الذي تركه والده مفتوح خلفه وكان مازال يتغزل ف والدته ف نظر لهما ل ثوان قبل أن يتحدث قائلا :
– الرحمة يا عصافير الكناريا ب جوز عصافير لسة مدخلوش القفص
وبعدين خلاااص في المستشفى يا بشر وقدام البنت البريئة طب أنا واتعودت خلاااص ذنبها ايه الغلبانة ديه تعقدوها ولا ترفعوا سقف طموحاتها ثم نظر ل حلا متحدثا بمزاح لا يظهر إلا في وجود والديه :
– على فكرة يا حلا أنا مبعرفش أقول كلام حلو زي بابا كده عشان بس متتعشميش أبو حميد الصنف بتاعه انقرض خلاااص ثم أردف متسائلا :وبعدين أنتو بدأتو المنافسة امتاااا ؟؟ يعني ماما جايبالها اكل من أكلها التحفة وبابا جايبلها الكوكتيل المميز بتاعه طب سيبتولي أيه أنا اجيبه لخطيبتي ؟! على العموم أنا هبهركم والحاجة اللي جبتها هتكسبكم بردو وحلا هتسيب حاجتكم وتاكل حاجتي صح يا حلا ؟؟
– وقبل أن ترد حلا تحدث والده بسخرية قائلا : وهي عرفت انتا جايب ايه عشان تقول صح ولا لأ ورينا الأول واحنا نحكم هي البنت هتعرف منين وبعدين أنتا أصلا ملكش ف موضوع العمايل ده ف هتكون جبت ايه يعني ؟؟ثم أردف غامزا وهو يلاعب حاجبيه :أكيد جبت الديب من ديله
– زياد مصطنعا التأثر : بابا انتا بتتريق عليااا وقدام خطيبتي كمان شكرااا شكرااا على العموم هتشوفوا
قال كلمته الأخيرة وهو يخرج من الكيس الورقي الذي يحمله علبة صغيرة من الكارتون ما إن رآتها حلا حتى عرفت ما بها على الفور فتحدثت برقة قائلة :
– سينابوون ؟ لسه فاكر لما قولتلك إني بحبه ؟
– زياد بحب : طبعااا فاااكر هو أنا ممكن أنسى حاجة زي كده بس ديه آخر مرة هتاكلي حاجات فيها سكر بالشكل ده يعني فترة مؤقتة لحد العملية هنحاول نمنع السكر أو نقلله خاالص

– احمد بشقاوة : طب كده بقا هتختاري أيه ؟؟
– حلا بحيادية : هختار كله الأول أكل طنط وبعدين هشرب عصير حضرتك وأخيرا هحلي بالسينابون بتاعت زياد
– أحمد بجدال : لأ بس زيزو بيخم أنا ونوجا عملنالك حاجات بايدينا لكن هو اشترى حاجة جاهزة ومتعبش فيها
– زياد بحنق: بابا على فكرة ديه خطيبتي والمفروض أنا ابنك وتبقا ف صفي مش كده مالك بقيت بتعاملني زي متكون جوز أمي كده
– لكزه والده بغيظ قائلا : ايه جوز أمك ديه اتلم ونقي الفاظك
– زياد بمكر: هو انا قولت حاااجة طب ما أنتا جوز أمي فعلااا
– نجاه : بقولك أيه أنتا وابوك هتصدعوا البنت بهزاركم لو هتقعدوا تناكفوا بعض يبقا اطلعوا بره أحسن .
– زياد ووالده في نفس واحد : لأ خلاص هنسكت
– احمد متحدثا ل حلا : يلا بقا يا بنوتي دوقي واحكمي وقوليلنا مين حاجته أحلى حاجه ؟
– حلا بامتنان : من غير ما ادوق أحلى حاااجة هو أنتو بجد معرفش من غيركم كنت هحس بأيه انتو حسستوني إني مش لوحدي وكأنكم عيلتي فعلا حقيقي أنا مش عارفة اشكركم أزاااي
– نجاة بحنان أمومي : أحنا عيلتك فعلا يا حلااا ومفيش بينا شكر أنتي بقيتي ف مقام بنتنا بالظبط وبقا زيك زي زياد وعمرك ما هتبقي لوحدك أبدااا
– أحمد بمرح حتى يمتص لحظات التأثر تلك: أنتي بتضحكي عليا يا حلا عشان متقوليش مين حاجته أحلى مش هتنازل ابدا عن أنك تدوقي وتحكمي لصالحي طبعااا
ضحكت حلا على مزاحه وبدأت في تذوق الطعام ثم ارتشفت بضع رشفات من الكوكتيل الخاص بأحمد وأخيرا أخذت قطعة صغيرة من حلوى السينابون ثم نظرت لثلاثتهم حائرة وتحدثت قائلة :
– بجد والله التلاتة أحلى من بعض كلكوا كسبانين بس حقيقي أكتر حد كسبان هو أنااا
ضحك ثلاثتهم وظلوا بجوارها حتى أنهت ما جاءت لأجله اليوم بالمشفى وتحركت معهم حيث محل الذهب الذي حدثها عنه والد زياد وشاهدت اشكال كثيرة ل خاتم الخطبة واخيرا أسرها احداهم كان يميل إلى الشكل التقليدي مع تعديل بسيط اضفى عليه طابعا خاص فمزج بين الرقة والكلاسيكية وبينما هي تبحث عن الخاتم وقفت أمام سلسال رقيق في منتصفه فراشة رقيقة وتلتصق بها من الجانب الايمن فراشة آخرى اصغر منها مفرغة من الداخل يبدوان متعانقين وإن كانا فقط متلامستين كان على الرغم من بساطته إلا أنه قد خلب لبها خاصة مع عشقها لأشكال الفراشات لاحظ زياد نظرتها للسلسال ولم يعلق وتصنع الانشغال بأمر آخر وقد قرر في نفسه أن هذا السلسال سيبقى لها ولن تلبسه سواها لكن لن يخبرها الآن سيجعلها مفاجآة لها يوم خطبتهما …
انتهت الجولة بعدما حددا موعد بعد الغد لشراء خاتم الخطبة الذي نال استحسانها لكن في وجود والدتها
تحرك ثلاثتهم مع حلا ليصحبوها إلى بيتها وبعد حوالي نصف ساعة أو اكثر بقليل كانوا أمام البناية التي بها شقة والدتها كان زياد قد خرج من السيارة ل يوصلها حتى باب شقتها لكن والده أصر أن يصعد هو معها بدلا منه وبالفعل صعدت حلا مع أحمد وما إن وصلا حتى ضغطت حلا على جرس الباب لحظات وفتح لها شقيقها سلم عليه احمد وأخبره أنه أراد أن يوصلها له بنفسه كما طلب هو أخذها عرض عليه حمزة الدخول لكنه رفض بلباقة معتذرا لان زوجته وولده بانتظاره في الأسفل
…….
وبعد عدة أيام تحديدا قبل خطوبة حلا بيوم وبينما كان حمزة في الشقة الآخرى وقبل أن يستسلم للنوم بعد يوم عمل شااق وجد هاتفه يرن حاول تجاهله لكن دفعه قلقه لأن ينظر على اسم المتصل وما إن وجدها ندى حتى اعتدل وأجابها سريعا :
– ليلو حبيبي عاملة ايه انتو كويسين ؟
– ندى بصوت جاد أقلق حمزة : حمزة أنتا روحت؟؟
– حمزة : أه يا ندى لسة مروح من شوية صغيرين ويدوب كنت لسة هنام في حاجة ولا أيه ؟
– ندى : هقولك لما اجيلك أنا عارفة انك لسة جاي من الشغل وتعبان بس لازم نتكلم ضروري ومش هينفع ف التليفون
– حمزة بقلق : طب طمنيني الأول ايه الموضوع ويخص مين ؟
– ندى: مفيش حاجة تقلق لحد دلوقتي يا حمزة لما اجيلك هحكيلك شوية صغيرين وهتلاقيني عندك
– حمزة : ماااشي يا ليلو على العموم خدي بالك من نفسك ولا اقولك استنيني وأنا هنزل اجيبك
– ندى : مفيش داعي يا حمزة أنا اصلا نزلت من شوية وقربت أوصل متقلقش
– حمزة : طيب مستنيكي يا حبيبتي

بعد أقل من عشر دقائق كانت ندى قد وصلت ل شقيقها الذي ما إن رآها حتى تحدث بلهفة متسائلا :
– خير يا ندى قلقتيني في أيه ؟؟
– زفرت ندى بضيق قائلة : نسمة يا حمزة
– حمزة بخضة : نسمة ! مالها نسمة حصلها حاجة متنطقي يا بنتي هو أنتي هتقعدي تنقطيني بالكلام
– ندى : نسمة عايزة ترجع اسكندرية بعد خطوبة حلا علطول بتقولي هتسافر تاني يوم الخطوبة ومش هترجع هنا هتسافر لخالها من بره بره
– تنهد حمزة بارتياح قائلا : يا شيخة حرام عليكي رعبتيني
– ندى بدهشة: والله يعني أنتا شايف اللي قولته ميرعبش والزفت اللي اسمه كريم ده لما يعرف انها رجعت اسكندرية مش ممكن يستغلها ويعمل فيها أي حاجة عشان يضغط عليا بيها
– صمت حمزة للحظات ثم تحدث بهدوء قائلا : متخافيش هو مش هيعملها حاجة ولا هي حاليا ف دماغه نسمة محتاجة تبقا لوحدها وتعيد حسابتها براحتها بدون أي ضغط ووجودها هنا بيضغط عليها خصوصا عشان مشاعرها ناحيتي وهي متعرفش حقيقة الوضع اللي بينا

في تلك اللحظة تحديدا كانت احداهن تقف أمام باب الشقة على وشك أن تضرب جرس الباب لكن حينما استمعت لجملة حمزة الأخيرة تسمرت مكانها ولم تعي ما تسمعه أو أن ما سمعته كان فوق استيعابها حينئذ سمعت !!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى