روايات

رواية ورد الفصل الثاني عشر 12 بقلم ندا سليمان

رواية ورد الفصل الثاني عشر 12 بقلم ندا سليمان

رواية ورد الجزء الثاني عشر

رواية ورد البارت الثاني عشر

رواية ورد الحلقة الثانية عشر

ماكنتش فاهمة ليه بحس بكده؟ ليه بفرح لمّا أشوفه وأحس بالأنس؟ وليه بفرح لمّا أسمع اسمي منه؟ ولا ليه كل ما أشوفه قلبي يدق بسرعة وأحس برجفة في جسمي! اتصدمت لمّا سألت نفسي كل الأسئلة دي وما لقتش جوايا غير إجابة واحدة خوّفتني ” يبدو إن دي أعراض الحب!!!”

أول ماوصل قلبي للإجابة دي عقلي اعترض واتفاعلِت معاه كل حواسي، وقفت وقلت “لأ، مستحيل مش هيحصل أبداً”، ويبدو كده إن صوتي كان عالي شوية، لا هو شويتين عشان وسيم صحي على صوتي وسألني “خير يا ورد فيه حاجة؟؟!”، رديت بحروف متوترة”أ أنا لا لا مفيش حاجة أنا هطلع أتمشّى شوية”، سأل بدهشة “تتمشي فين دلوقتي! هي الساعة كام؟”، بصيت لقيتها ٢ فقلت” أ أنا قصدي، هنام هنام مش هتمشّى، تصبح على خير”، هربت منه ومن أفكاري إللي بقيت خايفة منها.

 

 

 

ماعرفتش أنام، اختلست النظر ليه ولقيته نايم وواخد مارية في حضنه، ابتسمت وافتكرت كل حكاوي ماما شريفة عنه، كنت الأول بسمعها عشان هي عاوزة تتكلم وبعد ما تخلّص في الغالب بنسى كل إللي قالته، لقيتني بسترجع كل كلمة وافتكر كل حاجة حكتها عنّه، مابقتش فاهمة إيه إللي بيحصلّي! أول مرة أحس بكده ناحية حد ومش عارفة أوقّف نفسي عن التصرفات دي.

وسيم طلب يخرج من المستشفى، كنت فرحانة عشان بيتعافى وهيخرج بس في غصة في قلبي إن الفرصة في إنّي أشوفه عن قرب خلاص خلصت، في البيت كان على طول في أوضته وفيه ممرضين ودكاترة بيتابعوا حالته، ماتقابلناش كتير، رغم إنه جاب لمارية مربية جديدة بس مارية كانت طول النهار قاعدة معايا مابتسبنيش لحظة، ووقت النوم بتنام في حضن أبوها، بالعافية قدرت أقنعها إن ماينفعش أنام معاهم زي ماكنا في المستشفى، فضلنا عند وسيم لحد ما تعافى وبقى إلى حدٍ ما بيقدر يمارس حياته بشكل طبيعي، بابا وماما قالوله يرجع مصر يعيش

 

 

 

وسطهم والبنت تتربّى وسط أهلها، كنت فرحانة جداً باقتراحهم، لكنّه أحبطني برفضه، احتد النقاش بينه هو وبابا وفتحوا سيرة الماضي وانتهى النقاش بخناق بينهم وقرار بابا إننا هنسافر حالاً، حجزلنا في أول طيّارة راجعة مصر، حاولت أهدّيه واثنيه عن قراره لكن فشلِت كل محاولاتي أنا وماما، جهزنا الشنط وجت لحظة الوداع، بابا ما سلّمش عليه، وماما خدته في حضنها وهي بتبكي، أمّا عن مارية فكانت ماسكه في حضني ورافضة تسيبني تماماً وبتفكّرني بوعدي ليها، كنت ببكي وأردد “غصب عني يا حبيبتي” شديت ضمّتي عليها، كإنّي أم بياخدوا بنتها من حضنها، وسيم مش مستحمل يشوفها بتبكي، شدّها من حضني وطلب من المربية تاخدها أوضتها، أخدتها بالعافية، وقفت قصاده بمنع كلامي من الخروج، العربية جت وبابا ندهلي، مشيت خطوتين بعدين رجعت، وقفت قصاده وقولتله:

 

 

 

_ على فكرة أهلك ليهم حق عليك، كفاية بعد، كفاية؛ هم عانوا كتير بسببك وفي بعدك، وهو بابا عمل كل إللي عمله زمان ده ليه؟ مش عشان مصلحتك، مش عشان يشوفك عايش حياة طبيعية سعيدة في وسطهم؟ ماما هانت عليك؟ ماصعبتش عليك دموعها؟ دموع بابا إللي ماسكها بالعافية ما وجعتش قلبك؟ ليه كسرت فرحتهم بإنك رجعت تنور حياتهم من تاني؟ حط نفسك مكانهم واتخيّل مارية إللي مش قادر تنام غير وهي في حضنك بتحرمك منها، هتبقى مستحمل ساعتها؟؟!

كان مصدوم من كلامي، لمعت عيونه وفضل ساكت، ماقدرش يبص في عيوني أكتر ولا يسمع كلامي، عشان مش عاوز يقف في مواجهة مع الحقيقة، مشي وسابني، سمعت بابا بينده مرة تانية فلملمت خيبة الأمل إللي حاسّة بيها وخرجت..

 

 

من يوم ما وصلنا البيت في مصر والكآبة مسيطرة علينا كلنا، بابا وماما نفسهم يتطمّنوا على ابنهم وسطهم وأنا حاسة إني بقيت زي مدمن بيعاني أعراض الانسحاب، مش قادرة أمنع نفسي من التفكير فيه، جريت على جوابات أزهار، قريتها كلها، كنت عاوزة أخلّي قلبي يفتكر تحذيرها ليا من الحب والثقة في الرجالة بس اتفاجئت إن الجوابات زادت نار قلبي، فضلت أردد جملتها وأحذر نفسي بس مفيش فايدة، فيه صراع بيدور جوايا مش قادرة أوقفه، كان نفسي ازهار تكون موجودة، واثقة إنها كانت هتحس بيا من غير ما اتكلم، كانت هتفهمني وتقولي اتصرف ازاي.

قررت أوقّف نفسي عند حدّها وكل ما أفكر فيه أشغل نفسي بأي حاجة، خرجت اتطمن على بابا وماما، لقيتهم قدام التليفزيون، مشغّلينه وشاردين، كل واحد فيهم في وادي تاني، قفلت التليفزيون واقترحت عليهم نلعب كوتشينة، بابا وافق على مضض وماما قالت ملهاش نفس، صممت لحد ما وافقِت، حاولت أساعدهم وأساعد نفسي إننا ننشغل عن التفكير في نفس الشخص إللي مغلّبنا كلنا! ماسبتهمش غير وهم بيضحكوا.

 

 

 

الدراسة رجعت والحياة بدأت ترجع لطبيعتها من تاني، مر شهر ورا التاني وبدأت أتناسى، كنت لازم كل يوم أكلم مارية اتطمن عليها، بعد ما حالتها النفسية اتدهورت وباباها بقى متابع مع دكتور نفسي عشانها، قلبي كان بيرتجف لمّا أكون بكلمها واسمع صوته جنبها، كنت بسألها عنه عشان ماما موصياني وبتطمن عليه مني، من يوم ما رجعنا وهي زعلانة منه ومابقتش لا بتكلمه ولا تتواصل معاه، محدش بيكلمه غير علي، كل ما يجي يتكلم عنه قدام بابا وماما يقولوا ماتجيبش سيرته رغم اللهفة إللي في عيونهم عشان يسمعوا عنه وقلبهم يتطمن عليه.

علي حدد يوم فرحه وكنت طول الفترة إللي قبل الفرح مشغولة أنا ومنى مع علا في الترتيبات الأخيرة، في مرة كنت معاها بتختار الفستان، لمّا رجعت البيت أول ما فتحت الباب شميت ريحة عطر وسيم، كنت فاكرة نفسي خلاص بقيت مجنونة وبيتهيألي!

 

 

 

لحد ما سمعت مارية بتنده اسمي بفرحة وتجري عليا، أخدتها في حضني وبكيت من الفرحة، ماكنتش مصدقة إنّي شيفاها قدامي ومخبياها في حضني، عبّرتلي عن اشتياقها ليّا بعدين قالت جملة غريبة “سأخبركِ سرّاً، لقد وعدني أبي أنكِ لن تفترقي عنّي مرة أخرى، ستعيشين معنا للأبد”، كنت بحاول أفهم قصدها، خمّنت إنه أخيراً قرر يستقر في مصر، كنت شايله مارية وداخلة الصالون ووقفت فجأة مصدمة وأنا سامعة بابا بيقول :

“أنا هقولها، ولو بنتي وافقت تتجوزك فأول شرط عندي إنك تعيش معانا في مصر، بنتي مش هتبعد عننا “

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ورد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى