رواية كوابيس الفصل العشرون 20 بقلم ابتسام محمود الصيري
رواية كوابيس الجزء العشرون
رواية كوابيس البارت العشرون
رواية كوابيس الحلقة العشرون
رحيم: خير يا حج طمني؟!
منصور: مش خير واصل حالا تكون عندي.
رحيم: حاضر يا حج.
رحيم قفل وقام بسرعة من على السرير وحضر هدومه.
فرح بخضه: ايه يا رحيم.
رحيم: ابوي طلبني وجالي تعالى عايزك.
فرح رفعت ايدها: دلوجيت ؟!
هز رحيم راسه ب اه
فرحه بحسره: يعني الموضوع ميتأجلش للصبح؟
رحيم وهو داخل ياخد دش: ولا ساعة.
فرح قعدة تندب حالها وقالت بتريقه: وهتاخد دش ليه احنا اكلنا ايه نشرب عليه ماية، روح لأبوك بسرعة ليستغيبك.
رحيم بصلها وشاف قهرتها: معلش انتى سمعتى ابوي.
فرح بصتله وعوجت شفتها: روح يا رحيم ما انت مش هتطير.
رحيم بتأكيد: أني بجول إكده عين العجل يا بت العم.
نزل رحيم بعد ما غير هدومه بسرعة.
فرح قعدت على السرير وبدأت تندب على حالها: يا خبتك يا فرح الناس خبتها سبت وحد وانتى خبتك موردتش على حد واصل، حتى لما يجرر يبات في حضني مافيش يوم يظبط.
★****★
دخل رحيم بيت الكبير وبقلق: خير يا حج ؟!
الكبير كان بيطلع نار من وشه وماسك عصيته ونفسه يقسم الأرض تحت منه.
رحيم قلق أكتر وبص للناس اللي في البيت: ما حد ينطج حصل ايه؟
الكبير: البلد كلتها ولعه.
رحيم افتكر اللي عمله الصبح مع سعده وقال بتبرير: والله يا بوي مكنش جصدي البت كانت هتغرج نجذتها.
الكبير بصله باستغراب: بت مين؟ أني في ايه وانت في ايه!! البلد كلتها هتضيع يا رحيم، ولاد الك*لب شمه خبر أني رجدت وجم يشتروا الأراضي الزراعية.
رحيم سب نفسه في سره على تهوره وكلم روحه: اظاهر اللي على راسه بطحه بيحسس عليها ولا اية؟ وفاق على نظرة ابوه الحادة، اتنحنح وقال بهدوء: ما عاش ولا كان اللي يستغل تعبك، أني والرجاله تحت أوامرك، أمر واحنا كلتنا ننفذ.
الكبير بصله بحده: مافيش راجل منيكم يبات بدواره لحد ما الناس دي تسيب البلد في حالها، دول عايزين يجلبوها دمار.
رحيم مد ايده: وأنا عهد مني مش هيجفلي جفن براحه غير لما اعلم عليهم قبل ما يعلموا علينا.
كل الرجاله حطت ايدها فوق رحيم وعهدوا بنفس العهد.
الكبير بتحذير: رحيم تجف مع الغلبان والغني اوعاك تهمل حد واصل من غير ما توعيه أنه ميبعش واللي عايز يبيع أني شاري منه بالمبلغ اللي يطلبه، بس اوعاك حد يبيع للاغراب.
رحيم: حاضر يا بوي.
منصور: رحيم ركز لو واحد بس فرط الكل هيبيع وراه.
رحيم: متجلجش يا بوي أني بمشورتك وكلامك همشي ولاد الرفضي دول.
منصور: وأني واثق فيك ربنا معاكم يا رجاله.
★****★
أمر رحيم الغفر بتجميع كل رجالة البلد في قهوه، الكل استجاب وجم بسرعه.
رحيم نضف حلقه بكحه قوية وقال بهدوء بعد ما شاف الاستغراب والتسائل في عيون الكل: مش هاخد من وجتيكم ياما، اوعى حد يفرط في أرضه مهما كان السبب، اي حد عيعرضوا عليه يشتروا مني، هيكونوا هما المستفدين الواحدين حتى لو عطوكم أكتر من تمنها، الناس دي مش ناوية على خير واصل، دول عايزين يهدموا البلد كلتها ويطلعوا بمشاريع نطحات سحاب وحاجة اسمها كمبوندات.
واحد من المزرعين: وتطلع ايه الكمبو ده؟
رحيم بص ليه ورد: دي مجمع سكني كبير، الناس مش جلبها على بعض كل واحد فيه بيجول يلا نفسي ومصلحتي محدش فيهم يعرف اسم جاره اللي الباب في الباب
الناس كلها: يااااه!!!!
رحيم: واكتر كمان، المهم اللي عايز يبيع الكبير هيكون المشتري والكبير اولى من الغريب.
واحد من الناس: كلامك زين وعداك العيب يا رحيم.
رحيم قام بعد طلوع الفجر بعد مناقشات وتوعيات للغفر بتوعه وقال: أني عايزكم تفتحوا عينكم زين محدش يبيع مهما كان الضغط لان الناس دي شكلها وعره كيف الحيه عتعرف تدخلوا لكل واحد من نجطة ضعفه.
كبير الغفر: متجلجش عوزع الرچالة وعتابع بنفسي.
رحيم حط ايده على كتفه: الله يفتح عليك.
كان رحيم بيحاول يفتح عينه بتعب من كتر الصداع اللي احتل راسه، بسبب أنه مشفش النوم من تالت أيام فقال بتعب واضح: بالأذن أني اريح ساعة، ونبجى نسلم لبعض ورادي، اوعالك تهمل الرچاله من غير متابعه.
– تحت العين لحد متجول أوامر چديدة.
سابهم رحيم وهو كان بيحلم في كل خطوة بسرير يفرض ضهره عليه ركب عربيتة وفضل يقرأ قران مع الراديو عشان مينمش على نفسه حمد ربنا أنه وصل قدام بيته ركن ونزل دخل على اوضته واتفاجأ بفرح نايمة على السرير، استغرب ثواني، ورجع لعقله بسرعة أنه هو اللي سمح ليها تشاركة حياتة كلها مش هتشاركة سريرة من غير ما يقلع حتى الجزمه نام على الكنبه اللي قدام السرير، حست بيه فرح قامت بسرعة بأبتسامة قلعته الجزمه وقالت بدلال بحركتها المغرية: تعالى على سريرك
رحيم رفع ايده بتعب أنها تسيبه كده.
فرح: طب تحب احضرلك فطور.
رحيم بتوهان: لاه أني جاي اريح شوي.
فرح بدلع وهي بتميل عليه: اتوحشتك قوي قوي.
رحيم ابتسم ابتسامة جانبية وحس أن مطلوب منه كتير لكن ما باليد حيله سلطان النوم حضر ومن حقه يستجيب للطبيعة البشرية وينام، لكن فرح وقفت زي الأسد بأصرار بحركتها المغرية ليه، طلب منها بنبرة هدية: هاتيلي ماية.
طلبها لعله يفوق بدل ما هو عين بتحلم وعين بتحاول تجمع هي بتقول ايه، جريت بسرعة تنفذ طلبه بحب، دايما كانت بتتمنى أنه يطلب من ايدها اي حاجة، وأول ما رجعت: اتفضل يا عمري أح…..
وقبل ما تكمل كلامها لقته في سابع نومه وبيشخر.
حطت كوباية الماية بعصبية وقعدت على السرير بقوه وقالت بغيظ: انا ربنا مش كاتبلي اتهني بالراجل ده ابدا… ليه كده يا ربي.
★*****★
فضل الحال ده اسبوع، القدر مش بيخلي فرح تتلم على رحيم اللي وعدها أنه ليها وبس، وچودي بتغير لعويد على الجرح باستمرار لحد ما بقى أحسن نوعا ما ودايما في ضهر رحيم ينزلوا معاه يفهموا ويوعوا الناس أن الأرض الزراعية كنز واغلى من مال الدنيا، وسعده بتهرب من عيون رحيم وبتفكر في خطة جديدة تكوي بيها قلبه زي ما قلبها مكوي عليه من القهره اللي جواها، ومي مع خطيبها اللي تقريبا بتحاول تقنع نفسها أنه هينسيها حمزه، وحمزه كان بيهرب من أحساسه الداخلي اللي كان دايما يخلي يفتح صفحة مي عشان يطمن عليها، كان بيحاول دايما يقنع نفسه انها بقت لغيره وخلاص خلصت حكايتهم بس هو مش مقتنع سنين عمر مع بعض تروح في غمضة عين، كان بيحاول يندمج في شغلة عشان ينسى لكن في كل شارع ذكرى في كل ركن في بيته ذكرى حتى في شغله فيه ذكريات وبقى للأسف بيحاول يهرب من لهو خفي من غير فايدة.
حتى عقله رافض اللي حمزه بيعمله: عايز تنسى صاحب واتعرف وادي لنفسك مساحة تحب من جديد مش هقولك هتحب على طول بس ادي لنفسك فرصه تتعرف والحب لوحده هيجي.
حمزه: للاسف مش قادر اشوف غيرها، ده وانا بتكلم مع هدى امبارح اتخيلتها فيها.
عقله: انت بتدفن نفسك بنفسك اطلع من القبر اللي انت متقوقع جواه البنات كتير اشكال والوان جرب ومش هتخسر.
حمزه سكت عقله اللي دايما بينتقد قلبه اللي مش عارف ينسى اللي باعه.
★****★
بعد اسبوع من غير اي جديد كل حاجة زي ما هي
بس اليوم غير اي يوم، جه لفرح تليفون شقلب حالها المتصل: طبعا عارفه اللي فات مامتش .
فرح: انت بتجول ايه يا بومه انت؟!…….
المتصل: حصل جديد ولازم اشوفك.
فرح بقلق: مستحيل انزل اجبلك.
المتصل بثقه: لا هتيجى.
فرح بخوف: رحيم لو شم خبر هيطلع روحك في يدي.
المتصل بإصرار: يبقى تجبليني في الأرض الفاضية الساعة خمسه.
فرح: خلاص اجفل هجيلك.
قفلت فرح وفضلت في الشقة رايحة جاية مستنية بفارغ الصبر الساعة خمسة تيجى.
★****★
جودي كانت في الأرض الزراعية بتتكلم مع ستات من أهل البلد بتعلمهم حرف جديدة تنفعهم، وازاي كل واحده تكتشف موهبتها: جوه كل حد فينا موهبة لازم نكتشفها لازم ننمي الموهبة واوعى حد يقل من موهبته مهما كانت بأيدك تخلي موهبتك تعلي من شأنك، حتى اطفالكم بلاش نكبتهم ونقول اصل بيرسم علموا عيالكم أن الموهبة نعمه من ربنا ولازم نستفيد بيها…..
وقبل ما تخلص كلامها رن عليها رقم مش غريب عنها حاولت تكبر دماغها لكن كان مصر أنها ترد، استأذنت من الناس وبعدت بعيد ترد، وأول ما ضغطت على سهم الرد: لازم اشوفك النهارده.
چودي بخوف: انت بتقول ايه؟!
– تعالي وهفهمكم.
چودي: حطت ايدها يدها على وشها من غبائها الداخلي وقالت: هنتقابل فين؟
– طريق صحراوي اخر بني سويف بعد سبع ساعات سلام.
ملامح چودي اتحولت ١٨٠ درجة وكانت لازم تمشي لبيت عويد عشان تحضر نفسها للسفر بس العقبه الوحيده هتقول لعويد ايه عشان يسمح ليها تنزل من غير ما يعترض ولا يصر يروح معاها.
★*****★
في القاهرة
هيثم خطيب مي يتصل بيها، ومي كانت في الشغل بصت للفون وركنته شوية لحد ما تخلص الكلمتين اللي بتكتبهم على الكمبيوتر، وقبل ما يقفل ردت: الو.
هيثم بعصبية: هو انتى مش بتردي عليا بسرعة ليه؟
مي بتعب من الشغل ومن غير اي لهفه عليه: كنت بخلص شغل، كان فيه حاجة يا هيثم.
هيثم بضيق: اولا لما اتصل تردي على طول، خلينى احس في مره اني من اولوياتك.
مي بزهق: يا هيثم بقولك شغل، وعلى العموم متزعلش هبقى ارد المره الجايه على طول، ثانيا بقى ايه؟
هيثم: انا عزمك على العشا في “مطعم “.
مي أول ما سمعت اسم المطعم الابتسامه بقت من الودن للودن من كتر الفرحة طول عمرها نفسها تحس انها هانم وتدخل مطاعم وخصوصا المطعم ده: طبعا موافقه، هستناك بليل تعدي عليا.
هيثم: تمام يا قمر سلام.
★****★
أول ما جت الساعة خمسة بصت عليها فرح وهي بتلبس عبايتها ولفت طرحتها ونقابها ونزلت تجري ورفضت تركب مع السواق: لاه خليك انت مع كوباية شايك أني رايحة مشوار جريب.
السواق بتاعها حضن كوبايته بعشق حقيقي وهو بيبتسم وهيمان مع الكوبايه، بصتله بأستغراب
واتحركت بسرعة وفضلت تدخل وسط الأراضي الزراعية لحد ما وصلت الأرض الفاضيه واستخبت وأول ما شافت شاب في الأربعين اصلع ومتوسط الطول ومليان شوية، طلعت تجري وهي تشاورله: أني أهن أخلص جول عايز ايه؟ أني مش عارفه أزي جلبك چابك تكلمي وتطلب اجبلك؟!
الراجل: والله يا ست البنات لولا الحوجه وحشه ما كنت عملت ايتها حاچة انتى عارفه البير وغطاه.
فرح: اخلص چول عايز ايه؟
الراجل: الشركة عايزه تشتري منك الأرض.
فرح ضرب صدرها: كيف ورحيم مانع حد يبيع.
الشاب: لازم تبيعي لأنهم خبرين كل حاچة زين.
فرح: انت بتجول ايه؟
الراجل: اللي سمعتي.
فضلت فرح تلطم على وشها وحست ان دمها هرب من جسمها كله: ينهار ابوك اسود، انت كيف تجول لحد؟!
الراجل: أني مجولتش اني وانتى في نفس الورطه هفتح خشمي كيف.
فضلت تولول وتلطم وهي حاسه أن لو مبعتش فعلا هتبقى كلمة النهاية على حياتها هتنزل قريب، نطقت برعب وخوف من رحيم وابوها: هبيع، بس أوعالك حد يشم خبر أني بعت.
الراجل: عيب يا ست البنات اني بير اسرارك.
فرح ضربته على كتفه بغيظ: بير اسود ومنيل غور من وشي.
الراجل: هنتجابل تاني ميتى عشان نمضي العقود؟
فرح وهي بتجري: حضر كل حاچة وأجيلك الصبح بكري.
★*****★
رحيم راح البيت وكان أول مره يدخل ومش يلاقي فرح بتجري عليه تقلعه الجزمة والشراب وتاخد من على كتفه الشال، استغرب عدم وجودها ونادى عليها، ردت عليه بنت من اللي بيشتغله في البيت: ست فرح نزلت تقضي مشوار.
رحيم ضم حواجبه على بعض: مجلتش فين المشوار؟
البنت: لاه
ولسه بيدور عشان يطلع يبص عليها تدخل هي بخوف وهي بصه بره وبتجري لجوه البيت تتأكد أنه لسه موصلش، لكن تتخبط فيه وتقف برعب واضح عليها: كنتى فين وچاية تچري كيف اللي جاتل جتيل ليه؟!
فرح بحروف متقطعه تبرر ليه غيابها عن البيت: ك ك ك كنت ععع…عند الدكتور.
رحيم بصلها بتمعن: مالك؟!
فرح تمثل التعب: مكنتش عايزه اشغل يا سيد الناس حسيت بتعب بسيط في جلبي.
رحيم: سلامتك يا فرح أني لازم اوديكى لدكتور كبير
فرح: اني بتابع مع الدكتور جريب مننا هنا بياجي من القاهرة.
وتميل بسرعة تقلعه الجزمة والشراب وتاخد من على كتفه الشال وتهرب من قدام عينه بحجة تحضر ليه الأكل.
★*****★
كانت جودي زي عقرب الساعة عماله تلف في الأوضة وهي بتفكر في سبب يخليها تنزل، لكن تعبت وخلاص مابقاش في وقت قررت أنها تنزل من غير ما تقول خالص ليه حاجة، نزلت تتسحب طلع من تحت بير السلم زعزوعة: بتتسحبي ورايحة فين إكده؟
چودي اتخضت وقالت بصوت واطي: زعزوعة احنا أصحاب صح.
زعزوعة هز راسه: صصصص.ح.
چودي: مش عايزه عويد يعرف أني نزلت.
– وهتروحي فين بقى عشان مش أعرف؟
چودي هرب من وشها الدم وبقت زي المميه المحنطة في المتاحف: اااااااصل
عويد بهدوء مميت: لا اتفضلي على فوق ونشوف الاصل والأصول مع بعض.
چودي مسكت زعزوعة بخوف: تعالى معانا يا زعزوعة.
عويد بصوت حاد: جودي فووووق.
چودي طلعت تجري بعد ما خلص جملته لدرجة وقعت على السلم وقامت بسرعة تهرب من ملامحه المتجمدة اللي قبل العاصفه،
أول ما دخلوا الاوضة قفل الباب وراه: كنتى ناوية بقى المره دي تهربي مني أنا؟!
چودي: يا عويد هفهمك.
عويد ربع ايده: وأنا مستني اهو تفهميني.
جودي بتوتر وهي بتحرك صوابعها على بعض.
عويد طلع من تجمده: طيب اوفر عليكى أنا سمعتك وانتى بتكلمي وبتتفقى تقابلي.
چودي: اصل
عويد طلع من عباية هدوء وانفجر بيها زي الينبوع اللي لسه منفجر حالا: متنطقي؟ هو أنا هشحت منك الكلمة… متقولي اه لسه بحبه، ومهما يعمل فيكى أول ما يقولك تعالي هتروحي زي….
سكت ومرضيش يغلط فيها لكن من جوه نار قيده.
جودي بصدمه من كلامه وأسلوبه القاسي: ده بابي يا عويد انت ازاي عايزني اسمع أنه في خطر وافضل اتفرج.
عويد بربش بعيونه ومسح وشه وبصلها اووي بأحراج، لأنه كان فاكر المتصل أحمد سكت ثواني واتكلم المره دي بعقل: طبعا من حقك تحبي ابوكي… بس اللي بيحصل كل مره يقلق… وغير كده مقولتيش ليه؟
چودي بدموع: بصراحه خايفه اقولك ترفض ومن حقك، بس انا قلبي وجعني على بابي ومقدرش ابعد التفكير أنه ممكن يكون في خطر حقيقي وانا مش امد ايدي ليه.
عويد قعد وحط راسه بين ايده حس أنه مشلول مش عارف يفكر ولا يتصرف مع اب بيحاول يستغل حب بنته ليه عشان يهدمها.
ميلت چودي قعدت على ركبتها ومسكت ايد عويد وهي بتعيط: عويد انا بقيت بخاف من المخاطر ومش عايزه أذيك صدقني ده سبب منعي أني اقولك انت من ساعة ما عرفتني وأنت بتتأذي دايما بسببي.
عويد حط ايده على شفايفها يسكتها وبص في سحر عينها البندقية اللي بتخطفه لعالم تاني مسح دموعها ووقف: أنا مش هسيبك غير وأنا مطمن عليكى، يلا.
چودي بفرح: بجد هنروح.
عويد بتريث: اه بس هنقف بعيد وهنتنكر عشان محدش يعرفنا…. ولو الوضع كويس كان بها أما لو الوضع زي كل مره…
قطعته چودي وهي بتقول بضحك: نجري.
عويد بمشاكسه وهو بيمسك مناخيرها: لا ذكية وبتتعلمي بسرعة.
★*****★
مي نزلت من العربية وفضلت تبص للمطعم بأنبهار ودخلت وهي مسكه ايده ومبتسمه.
هيثم طلب عصير على ما الأكل يجهز، وفضلوا يتكلموا في ترتيب البيت والعفش، لحد ما اتكب على هدومها حبة عصير قامت بسرعة استأذنت منه ودخلت الحمام.
هيثم شخص بيستنهز اي فرصة، بالبلدي كده مش بيحب يضيع اي فرصه فيها ضحكة، وأول ما شاف بنت قمر بمعنى الكلمة من جسم لشعر طويل اسود وعيون عسلي فاتح ولونها خمري، غمز ليها البنت بدلته الغمزه وضحكت، رافع هيثم عصيره ليها في الهوا وكانت عينه بتاكلها أكل.
في اللحظه دي كانت مي جاية من الحمام وشافت المنظر وقفت ربعت ايدها تتفرج على العرض، لكن البنت أول ما شافتها نزلت شعرها على عينها وبصت على أكلها، هيثم اخد باله وبص لمي.
مي قربت بثوران وبأندفاع: ايه ده بقى ايه ده ان شاء الله، ايه اللي بيحصل ده؟
هيثم مسك عصيره وفضل يحركه بأيده دواير بلامبالة: حصل ايه؟
مي بعصبية تمسك السكينه وتخبطها على الترابيزه: اعمل مش واخد بالك، ده أنا شيفاك بعيني.
هيثم بصلها: محصلش حاجه، مالك؟!
مي بنرفزه وتعض على شفتها قبل ما تقول: انت هتكدبني.
هيثم غمض عينه وفتحها وفضل يبصلها وهو بيرد عليها: نبرتك دي شكلها فيها غيره، بصي من الأخر مش بحب الست اللي بتغير.
مي حست انه هانها وبعتر كرامتها، علت صوتها أكتر من بروده: غيرة ايه اللي بتقول عليها.
هيثم حط الكوباية بقوه على الترابيزه وقال بلهجة تحذير: احترمي نفسك احنا في مكان عام صوتك ميعلاش احسنلك.
مي فقدت اعصابها: يعلاااى!!! هو انت شوفت علو، يادوب ادخل الحمام وارجع الاقيك بتبصبص لوحده.
هيثم بصلها بقرف: ايه بابصبص دي؟ مسمحلكيش تقولي عليا بصباص، ولو انتى شايفه اني بصباص يبقى انتى معندكيش ثقه في نفسك.
مي بصدمه من عنجهته: أنا معنديش ثقه.. انت أساساً واحد عينك زايغه.
هيثم وقف قدامها ومسك كتفها: مي احترمي نفسك.
مي غمضت عينها تهدى من نفسها وبصوت واطي: عايزه امشي.
هيثم رجع مكانه: اتفضلي، أنا هكمل السهره.
مي قفلت ايدها اوي تمسك اعصابها اللي بقت في ذمه الله من التلاجة المتحركة اللي قدامها: يعني هتسبني امشي لوحدي؟
هيثم: مش انتى اللي طلبتي نكد؟
مي باستغراب: نكد، انت تطلع اسوء ما فيا وترجع تقول نكد! طيب اقلب الموقف وانت اللي رحت الحمام ورجعت لقت حد بيبصبصلي وانا ببتسم له
هيثم بنفس لامبالاة: ولا هعمل حاجة، انا واثق فيكى طبعا.
مي بغيظ: تصدق انك انسان بارد.
هيثم بحده: طب اتفضلي بقا لانها طلبت معاكي نكد وقلة أدب.
مي: برضو هتسبني اروح لوحدي؟!
هيثم: أنا جعان لو عايزه اوصلك استني.
مي اتعصبت منه أكتر ومشيت وفضلت طول الطريق
تكلم نفسها هو انا غيرانه بجد ولا هممني فعلا شكلي بس أنا لما كنت بغير مع حمزه كنت بكون مولعه اكتر، المره دي هممني شكلي وبس، بس حمزه مكنش كده دايما بيراعي مشاعري ومش بيفكر غير فيا، حمزه؟! هو انا ليه اصلا بفكر في حمزه، هو فعلا طلع من حياتي هو فعلا بقى مش ليه وجود في قلبي؟!
طيب ليه انا مش فرحانه وأنا معاه برغم في مطعم شيك وغالي، ده وانا مع حمزه بناكل جوز دره على الكورنيش كنت بكون فرحانه وطيره في الهوا، حمزه تاني؟! يووووه
والزفت اللي مفكرش حتى يوصلني وسابني اروح مع نفسي، ده لو حمزه مكنش سابني امشي خطوه وانا زعلانه منه ده حمزه كان بيفضل يصالحني مره واتنين وتلاته، ياختاااااااااي حمزه حمزه حمزه، ليه في كل موقف بحطه في مقارنه مع هيثم، واصلا مافيش وجه مقارنه ما بينهم، ما تنسى بقى زي ما هو نسي وبعد.
فضلت تأنب في نفسها طول الطريق وأول ما دخلت كان الغليان اللي جواها وصل لدماغها دخلت المطبخ اخدت مكعبات تلج وراحت
على الحمام قلعت كل هدومها وملت البانيو على الأخر ومليته تلج ونزلت فيه تطفي النار اللي قيده فيها من الموقف
خلصت ودخلت اوضتها فتحت التكيف ونامت وهي غرقانه في ذكرياتها بين حمزه وبين هيثم.
★****★
يوصل عويد المكان المتفقين عليه وكانت چودي لبسة نقاب وعويد لابس لبس خليجي ونزله من العربية على اساس فيها عطل وفضل يراقب الطريق بطرف عينه، لحد ما عربية اموات وقفت على جنب ونزل منها راجل في اواخر التلاتين بيبص يمين وشمال، چودي قلبها اتقبض: هما قتلوا بابي.
عويد: اهدي وخليكى عادية.
ياترى ايه بين فرح والشاب اللي بيسومها؟
ياترى چودي وعويد هيحصل ليهم ايه المره دي؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كوابيس)