رواية عذاب الانتقام الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم تولين
رواية عذاب الانتقام البارت السادس والثلاثون
رواية عذاب الانتقام الجزء السادس والثلاثون
رواية عذاب الانتقام الحلقة السادسة والثلاثون
كان يقف امام مقبرة والده وهو ينظر الي اسمه الذي دون علي الحجر الرخامي.
لقد رحل الجميع بعد ان تم الدفن،لكنه لم يقدر علي الرحيل،كان يتمني ان يقف أمامه و يخبره انها فانية
ولن يأخذ منها شيء غير قطعة القماش البيضاء.
رفع يده و لمس الحجر الجيري وقال بهدوء تعجب منه: انا…. انا مسامح في كل حاجه عملتها معيا. ربنا يرحمك.. و وعد كل ما اتذكر اسمك ادعي لك بالرحمه.
خرجت منه بعض الكلمات بجفاف شديد لا يعلم اين ذهبت عاطفته.
تنهد بهدوء عندما شعر بيد علي كتفه نظر الي اخيه ثم الي قبر والدهما ثم اعطي ظهره الي المكان وسار خارجا بجوار اخيه فارس.
وهو لا يشعر بشيء، لا حزن ولا فرح و كأن الامر عادي، يعتقد انه كان يحزن أكثر على غريب سمع بموته.. لكن مع والده لا يشعر بشيء.. لا يتعجب من برودة مشاعره فالجفاف ياتي من قلة الارتواء، وهو لم يرتو من حنانه ولم يرتو من عاطفته، لم ير منه شيء سوي الكراهيه لا شيء غيرها.
……….
كانت تجلس في بهو المنزل وهي تنظر الي الجالسين،لقد احضرها عمرو معه و أرشد ها الي الداخل ثم تركها ورحل الي مكان الرجال.
نظرت اليها كيا التي حضرت الي العزاء مع جدها فؤاد.. اقتربت منها وقالت بهدوء: هو أنتِ مستنيه حد.
شعرت مروه بالحرج فقد رحل الجميع ولم يبق سواها. فقالت بهدوء: ايوا مستنيه جوزي.. المفيوض يين عليا عشان اخيج. فمستنيه اتصاله.
اقتربت منهما لتين التي نظرت الي مروه بتعجب فهي لم ترها من قبل وقالت لها: اهلا يا حبيبتي.. ممكن تقعدي هنا علي ما يرن بدل ما أنتِ واقفه كدا.
ابتسمت لها مروه وهزت رأسها ثم جلست بهدوء
وأثناء ذلك دخل عمرو مع فارس و حازم و عُبيد الي المنزل فركضت اليه لتين ثم رمت نفسها في أحضانه وهي تشعر ان روحها تتمزق علي والدها.
لف عمرو يده حولها ثم وضع رأسه علي كتفها و زفر بعض الهواء لكن فجأة شعر بشيء يدخل بيهما ثم ابعد لتين عنه…فنظر إليها وهي تلف يدها حوله و ترمق لتين بشراسة وهي تقول: ياختي أبعدي عن جوزي، أنتِ لزقه فيه كدا ليه؟
تفاجأ كل الموجودين وقالوا بنفس الوقت: جوزك؟!!
نظر الكل الي عمرو الذي ينظر اليها بضيق من افعال تلك المجنونه.
نظر اليها فارس ثم قال بهدوء: طلعتي مراته؟
نظرت اليه مروه وقالت: ايوا، كنت مفكي اي؟؟
نظرت كيا الي عمرو وهي تشعر بغصة تقف في حلقها
وكأنها الان علمت انه نسي كل شيء بينهما و انه بدلها بغيرها، تأكدت انها خسرته الي الابد
فسارت خارجه من المنزل بهدوء وهي لا تشعر، الخساره فادحة.
نظرت لتين الي عمرو وهي ترمقه بخذلان و قالت بحزن: اتجوزت من غير ما تقول لي َ؟
قال عمرو بهدوء: ممكن تهدي وانا هقول لك كل حاجه
نظرت مروه الي لتين ثم قالت بصوت مرتفع بعض الشيء: هو أنتِ مين
قال عمرو وهو ينظر اليها: اختي يا مروه.
ابتلعت ريقها ثم اقتربت منها ونظرت الها بخجل وقالت: انا اسفه علي الي عمالته.
نظرت إليها لتين ثم نقلت نظرها الي عمرو و أعطت ظهرها لهم و رحلت الي غرفتها خزينه.
ركض خلفها عمرو و دخل خلفها الي غرفتها ثم ضمها الي أحضانه وقال: انا أسف، بس الموضوع جه بسرعة، لدرجة اني مكنتش مصدق اني اتجوزت . اسمعيني للاخر من فضلك
بكت لتين بحزن وقالت: كان نفسي افرح بيك و اكون انا اللي اجهز لفرحك.. حرمتني من ابسط حقوقي فيك.
قبل عمرو رأسها وقال بهدوء: و غلاوتك عندي ما
عملت فرح ولا شبكة حتي، الموضوع اني اتجوزتها في نفس الساعة الي شفتها فيها، ابوها كان عاوز يجبرها تتجوز واحد على غير ديننا، و مكنش في حل غير انها تكون متزوجه
نظرت لتين اليه بانتباه وهي تستمع الي كل شيء يقوله عمرو. و بعد ان انتهي من سرد بعض التفاصيل
تنهدت بهدوء ثم قالت: وانت اي موقفك منها دلوقتي
جلس عمرو علي السرير ثم قال بحيره : مش عارف… بس كل الي اعرفه اني مقدرش اعيش من غيرها.. هي الي لونت حياتي، بتفكرني بامي واهتمامها بيا لما كنت صغير..
لما برجع من الشغل بتكون مستنيه عشان ناكل سوي
بتخلبني اضحك من قلبي،بتخفف عني تعب اليوم كله لما تعمل حاجه من حركتها المجنونه. من اول يوم ليها معيا وهي بتحط بصمتها في كل مكان في البيت
وفيا شخصيا، لدرجة اني بفكر فيها و انا في الشغل او في اي مكان.
ابتسمت لتين ثم اقتربت من عمرو وقالت: دا كله ومش عارف اومال لو تعرف كنت قولت ايه؟
رفع عمرو عينه اليها ثم اقترب منها وضمها، وقال بهدوء: كنت قولت فيها شعراً.
ابتسمت لتين بمحبة وقالت: طيب يا عم الحبيب
خلينا ننزل تحت اما اشوف ذوقك اصل ما شفتهاش حلو .
ضحك عمرو وقال: عم الحبيب؟… اي يا بنتي اللهجة الجديده دي؟… راحت فين الرقه في الكلام
ضحكت لتين بهدوء ثم قالت: رقة اي بقا مع قعدتي مع منصور، الولد بهت عليا وعلي كل الي في البيت
اثناء ذلك كان منصور يمر فسمع اخر ما قيل فقال بصوت مرتفع: والله حاسس ان لو القمر وقع علي الارض هتقول السبب منصور.
فتحت لتين باب الغرفه ثم قالت: حصل، مهو مافيش حد في البيت دا غيرك الي بيعمل مصائب
رفع منصور يده وقال: لا استني عندك .. أنتِ نسيتي لارا ولا ايه؟
جاءت لارا ثم ضربت علي رقبته من الخلف وقالت: ماذا بها لارا يا اخ؟
ابتسم منصور ثم قال بمزاح: بنت الحلال كنت لسه بشكر فيكي.
ضحكت لتين عليهم ثم وضعت يدها علي فمها وقالت: الله يخليكم مش وقته اناس تقول عليا اي ابوها لسه متوفي و بتضحك
قالت لارا باحترام: الله يرحمه، بعتذر
اعتذر منها منصور ثم نزل الكل الي الاسفل
فاقتربت لتين من مروه التي تجلس بهدوء وقالت برقة : اهلا بيكي يا حبيبتي في عائلتنا الصغيره.
ابتسمت لها مروه ثم قالت: شييف كبيي ليا اني اكون منها
ضحك منصور وهو يقلدها فنظرت اليه مروه يشزر ثم قالت : في حاجه يا صغنن ؟
نظر اليها منصور وقال بمرح : لا يا قلب الصغنن
ثم فجأة ً صرخ بصوت مرتفع من ضرب عمرو له علي رقبته وقال ببرود : بتقول حاجه يا منصور؟
نظر اليه منصور بخوف مصطنع ثم قال: لا دا انا بشكر فيك بس.
كتم الكل ضحكته حتي فارس الذي اكثرهم تأثرا علي والده، لكن ليس بمقدار والدته.
اقتربت لارا منه ثم قالت في أذنه: هل أنت بخير ؟
هز فارس رأسه ثم وقف خارجا من المكان فلحقت به وهي تسير خلفه
جلس في احد المقاعد الموجوده في حديقة منزل عُبيد فجلست بجواره وقالت: ماذا بك؟
قال فارس بهدوء: لا علم، لكن اشعر بالعار من نفسي
قالت لارا وهي تنظر اليه: لماذا؟
قال فارس: والدي جلس في الشارع مدة ثلاثة اشهر بدون اي طعام او اي رعاية ، لم اهتم به او حتي اسأل عليه رغم قول أصيل لي ان حالته ليست علي ما يرام . اعلم انه قاسي،لكن لم اتخيل انه كان يحب والدتي الي ذلك الحد حتي يفقد عقله بعد موتها.
– ومين الي قالك ان حالته دي بسبب انها توفت
نظر فارس الي اخيه الذي يقف بجواره ثم قال: تقصد اي
تنهد عمرو بهدوء ثم جلس امامه وقال: والدك جت له الحالة دي بسبب الفلوس وانه خسر كل حاجه.
ضم فارس حاجبه ثم قال: انت بتهزر صح فلوس اي دي الي تعمل فيه كدا هو اصلا معاه فلوس تكفيه دا غير شركات ماما الي سابتها و بعض المشاريع
تنهد عمرو بهدوء ثم نظر الي لارا وقال بهدوء: كان حازم يبحث عنك.
نظرت اليه لارا ثم هزت رأسها بتفهم ثم وقفت و دخلت الي المنزل
قال عمرو لفارس بهدوء: والدتك هي الي جمدت حساب والدك،، و كتبت كل أملاكها و كل الفلوس الي لها في البنوك بأسمك. و منعت والدك انه ياخذ من اي شيء تمتلكه ان كان فلوس او حتي ارث . ودا السبب اللي خلا والدك يفقد عقله.
نظر اليه فارس بأندهاش وقال: ليه امي تعمل كدا.. دي كانت بتحبه… وبعدين انت عارف كل دا ازي
قال عمرو بهدوء: عرفت لما مسكت الشركات و بدات في ادارتها . مكنتش اعرف انه مش معاه اي فلوس
كنت مفكر ان معاه فلوس لانه ممثل بس بعد كدا عرفت ان المخرجين وقفو العمل معاه و لما دورت ورا السبب عرفت ان جدك هو الي عمل كدا
صعق فارس وقال باندهاش : جدي!
قال عمرو وهو يريح رأسه علي المقعد: لما عرفت روحت لجدك اسأله علي الي عمله ف قالي “انه السبب في موتها و يحمد ربه اني وقفته عن التمثيل بس”. و اكتفى بالكلام دا و مشي،
وكنت سعتها بدور علي احمد بيه عشان أساعدُ حتي لو من بعيد، بس معرفش راح فين، عمري ما تخيلت انه يكون حصل معاه كدا وفقد عقله.
نظر فارس الي السماء وعينه تدمع وقال: اي شعورك بعد ما مات؟
نظر عمرو الي السماء وهو يتأمل النجوم بصمت ولم يتحدث
عندما تأخر في الرد اعتقد فارس انه لن يجيب، لكن تحدث بصوت ضعيف: فقدت الاحساس من ناحيته، لا فرح ولا زعل.
نظر اليه فارس وهو لم يتفاجأ مما قاله عمرو.
لقد توقع ان يقول الاسوء، لكن اختصر في كلمتين عبرتا عما في داخله
جاءت لتين اليهما وهي تمسك في يد يوسف الذي يخطو ببطء، فقالت بهدوء: من غير زعل عمري ما اتخيل انك تتجوز واحده مجنونه.
ارتفعت شفت عمرو وقالت بسخريه : هي لحقت تظهر مواهبها.
قالت لتين وهي تجلس في منتصف اخوتها و تضع يوسف علي قدمها: دي عضت منصور من ذراعه عشان قلد كلامها.
قال فارس وهو يحرك يده علي شعره: و لارا عملت اي، متاكد انها موقفتش ساكته كان لازم تساعد
ضحكت لتين وقالت:طبعا دي مسكت ذراعه التاني و عضته لي حد ما نزلت دم.
قال عمرو بهدوء: طيب الحمد لله ان مش وحدي الي متجوز مجنونه.
نظر اليه فارس وقال: يسمع من بؤك ربنا، يا اخي والله انا نحس كان المفروض كتب الكتاب كان بكره
جاء حازم من خلفهم وقال: و لست انحس مني، وانا أمكث معها في نفس القريه و نفس المنزل ولا ارى طيفها حتي.
جاء عُبيد وهو يمسك منصور من ياقة ملابسه من الخلف وقالت: ما تطلبها من ابوها يا ابني و ريح نفسك.
قال منصور وهو يحاول ان يفك يد عُبيد: يعم انت ترجع في ايدك بوكيه ورد مع بوكس شوكولاته كبير
مع هديه الي امها و روح علي امها مش ابوها اقنع الوليه الاول وبعد كدا يجي دور الراجل . و لو اقنعت الست الوالده اعرف انها حلالك.
فاكملت مروه وهي تأتي: وخليك زنان و وييهم انت قد اي محتيم و مش همك فيق المستوي
وذي ما قالك الاهبل دا خليك ياشق مع امها
وهي الي هتجيب لك النهايه و بأذن الله البت هتكون من نصيبك.
نظر الكل اليها فمشي عمرو يده علي وجهه منها ثم قال: طيب يا جماعه تصبحو علي خير
ثم وقف و امسك يد مروه و رحل
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عذاب الانتقام)