رواية عش العراب الفصل السادس 6 بقلم سعاد محمد سلامة |
رواية عش العراب الحلقة السادسة
﷽
السادس
ــــــــــــــــــ
بين وقت العصر والمغرب
بحديقة منزل العراب
جلست هدى على تلك الأؤرجوحه التى بين إحدى أشجار الحديقه
إنخضت حين دفع أحدهم الأؤرجوحه بقوه،تمسكت بها،الى أن توقفت ثم
نهضت مخضوضه خوفاً أن يعاود الفعله وتقع من على الأؤرجوحه
ضحك عليها يقول: مالك يا هدى مكنتش اعرف إنك خفيفه كده.
نظرت هدى له بغيظ وقالت: إنت اللى خفيف يا حماد، ومبتفكرش بعقلك، لأن لو كنت بتفكر مكنتش دفعت المورجيحه بقوه كده،أفرض كنت إتكفيت على وشى إتسهدم،وبعدين أيه اللى جابك هنا.
رد حماد ببرود:بصراحه زهقت من قعدة العواجيز اللى جوه قولت أطلع أشم هوا فى الجنينه،وكمان أنا كنت عاوزك فى مصلحه.
سخرت هدى منه وقالت: مصلحة أيه اللى عاوزنى فيها؟
رد حماد: الابتوب فى الفتره الأخيره مش عارف ماله،أوقات بيهنج،غير إنه مش بيحفظ المعلومات اللى بدخلها عليه تقريباً، وبما إنك بتدرسى معلومات حاسب ممكن تعرفى أيه اللى فيه.
تهكم وجه هدى قائله:أنا بدرس نُظم برمجة حاسبات مش هندسة تصليح حاسبات،اللى بتقول عليه ده محتاج مختص فى تصليح الابتوب،بس عالعموم مفيش مانع،ممكن تجيب الابتوب بتاعك وهو كده كده زى ما بتقول بيهنج والله عرفت أصلحه كان بها معرفتش خده ووديه لمهندس مُختص.
تبسم حماد قائلاً:متأكد إنك هتعرفى العيب اللى فيه فى أقرب وقت هجيبه ليكي.
ردت هدى:تجيبه ليه،إبقى إبعته مع عمتى عطيات هى هنا تقريباً كل يوم.
رد حماد:هنقل المعلومات المهمه اللى عليه على سيديهات وبعدها أنا بنفسى اللى هجيبه فى أقرب وقت.
رفعت هدى كتفيها قائله: براحتك، هدخل أنا بقى أشوفهم بيعملوا ايه خلاص المغرب هيآذن ولازم نجهز العشا هروح أساعدهم.
تحدث حماد بنبره يُغلفها التلميح:
ربنا يخلى جدتى هدايه دايماً هى اللى مجمعه العيله والأحبه،متعرفيش أنا بستنى يوم الجمعه ده دايماً علشان جمعتنا دى،بتخلينا نتوصل ببعض والحب بينا يزيد والنتيجه جواز أختى زهرت من رباح،الحب أتوصل فى قلوبهم بسبب اجتماعنا ده،وقلبى حاسس كمان إن فى قلوب تانيه الفتره الجايه هتتوصل مع بعضها.
ردت هدى ببسمة سخريه وقالت:إن شاءلله اللى فى أمر ربنا هيكون،ربك رب قلوب،يلا أهى سلسبيل بتنادى عليا.
تركت هدى حماد ينظر لها نظرة تمني.
بينما هدى زفرت أنفاسها بعد أن تركته وتبسمت لسلسبيل حين إقتربت منها قائله:مناديتك ليا نجدتينى من غلاسة كارم.
تبسمت سلسبيل قائله بفضول:كان عاوز منك أيه؟
ردت هدى:مفكرنى غبيه وهصدق غباؤه قال أيه الابتوب بتاعه بيهنج،مفكرنى مهندسة صيانه،حركاته مفهومه…همس خلاص راحت فى هدى يلعب عليها،والله نفسى جدتى تبطل عادة يوم الجمعه دى،بقيت بكرهها،يارب هون باللى باقى فى اليوم ده.
…. ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بنفس الوقت
سحبت عطيات يد زهرت الى أن دخلت بها الى غرفه جانبيه بالمنزل، وقفت امام باب الغرفه وأخرجت رأسها تتلفت يمين ويسار تتأكد أن لا رأهن من ثم واربت الباب وذهبت لمكان وقوف زهرت المتعجبه والتى قالت:
فى أيه سحبانى وراكى وجبتينى للأوضه دى وواقفه تتلفتى حواليكى زى الحراميه كده.
نظرت عطيات لها بتفهم:جوليلى أيه حكايه إنك حبله دى،من إمتى الكلام ده،أيه اللى فى دماغك يا بنت مجاهد.
ردت زهرت بلا مبالاه:مفيش فى دماغى حاجه،وفيها أيه غريب أما أكون حامل…ليه حبله من الحرام ناسيه إني متجوزه.
تهكمت عطيات قائله:لأ إنتى اللى ناسيه إنتى متجوزه فين،مش خايفه كدبة إنك حامل دى تتفضح.
سخِرت زهرت قائله:مين اللى قالك إنها كدبه،ومين اللى يقدر يفضحنى؟
ردت عطيات بتوعيه:هدايه…ناسيه هدايه عقربه دى بتعرف الست حبله من مجرد النظر لجسمها،أنا نفسى عرفت إنى حبله فى حماد أخوكى منيها،بمجرد ما بصت على جسمى،وكمان نسوان ولادها مفيش واحده فيهم نظرتها خيبت ومطلعتش حبله بعد ما هى جالت لها،غير إنها هى اللى مولادهم.
تهكمت زهرت قائله: كانت دكتوره إياك؟
ردت عطيات: لاه مش دكتوره بس بتفهم فى الطب والدوا، ربنا عاطيها ملكه إلهيه من عنده،حاسبتيها غلط يا بت بطنى،كان الأحسن ليكى تبجى حامل بصحيح وجتها كنت فرحتلك بصحيح.
ردت زهرت بسخريه:ولما هدايه بتفهم فى الطب وتعرف إن الست حبله من النظر لجسمها،ليه معرفتش بفضيحة همس قبل ما تسقط،دى تخاريف وبعدين من اللى قالك إنى مش حامل،أنا فعلاً حامل،والدكتوره أكدتلى ده إمبارح.
نظرت لها عطيات بتكذيب وقالت:دكتورة مين،أنا عليا إنى حذرتك،لو مفكره إن رباح زى اللعبه بيدك،وهتعملى ملعوب إنك سجطتى بعد كام يوم هجولك دى حيله مفقوسه،وناسيه الحبله مع الوجت بطنها بتكبر وجتها هتحطى مخده فى بطنك أياك،طب جدام العيله هجولك وماله،لكن جدام رباح هتعملى أيه لما يشوف بطنك على حقيقتها مبتكبرش،رأيي انك إستعجلتى وحسبتيها غلط،كنتى خدتى رأيي قبل ما تجولى إنك حبله.
إزدرت زهرت ريقها،بالفعل هى لم تحسب ذالك وقت أن كذبت كذبتها،نظرت لعطيات وظلت صامته.
تحدثت عطيات بلوم:سكوتك معناه إنى جولى صح وانك مش حبله،إدعى ربنا إنك تحبلى بصحيح الأيام الچايه،جبل سلسبيل ما تشيل فى حشاها من قماح،ده إن مكنتش حبله من ليلة الدخله …كلنا شوفنا الملايه بعنينا غير جعد عشر أيام مرافج لها فى الشجه ليل ونهار.
تهكمت زهرت قائله:طب ماكان متجوز مرتين قبل كده مفيش واحده فيهم حبلت مش يمكن فيه عيب وده سبب طلاقه منهم مصدقه الحجج الفارغه اللى كان بيطلقهم بسببها،سلسبيل هتفرق أيه عنهم…يمكن عندهُ عله ومداريها،ومعتقدش سلسبيل هتحبل بالسرعه دى،وده كلام سابق لآوانه وحتى لو سلسبيل خبلت زى ما بتقولى،أنا هبقى قدامهم أنا اللى حبلت الأول واللى حصل بعد كده نصيب.
تحدثت عطيات بإستفسار:وأيه اللى هيحصل بعد كده يا بنت مجاهد.
ردت زهرت بثقه: اللى هيحصل هو النصيب القدر كده.
.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ….
فى المساء
بعد إنتهاء العشاء وقيامهن بفض السفره مع نسوة المنزل
بعد قليل
ذهبت كل من هدى وسلسبيل الى تلك الغرفه الكبيره بالمنزل، أو كما يدعونها “المندره”
كانت تجلس زُهرت وزوجها رباح جوار بعضهم على إحدى الآرئك، كان رباح يدخن سيجاره وكانت معهم والداة زهرت وأخيها حماد وأيضاً وزوجة عمها وأبنائها
تحدثت هدى بهمس و بتذمرقائله: والله نفسى جدتى تبطل تعمل يوم الإجتماع العائلى اللى بتعمله كل أسبوع ده،إحنا اللى بنتفهد فيه شايفه حتى اللى المفروض سلفتك وزيها زيك قاعده جنب جوزها تدلع عليه وكمان مرات عمك قاعده جنب عجولها تقولى مخلفه نوابغ وكلهم تيوس أفشل من بعض من أكبرهم لأصغرهم، حتى عمتك وإبنها الغبى حماد الواد ده مش بينزلى من زور، شكلك كده هتبقى زى ماما فى البيت ده الحيطه المايله اللى الكل يسند عليها، وياريت فى الآخر فى حمد وشكرانيه.
ردت سلسبيل: لأ أنا ناويه أشتغل مش هقعد فى البيت، أنا كنت كلمت بابا فى الموضوع ده من فتره وهو وافق، بس اللى حصل هو اللى آجل الموضوع ده، بس بالمنظر ده الشغل هيريحنى كتير كفايه هبعد عن مرات عمك ومرات إبنها البغل الكبير
اللى لعبه فى إيد مراته ومش قادره تفرد نفسها عليها، طبعاً ما مراته بنت أخوها الغالى جوز عمتها أخت جوزها.
تبسمت هدى تقول بهمس: ربنا يعينك عليهم متخافيش أنا معاكى جاهزه لأى مقالب.
تبسمت سلسبيل قائله بمزح: شيلاكى للكبيره يا كبيره.
تبسمت هدى لها، لاحظت زهرت همسهن فقالت بإدعاء المحبه: بتضحكوا على أيه ضحكونا معاكم.
ردت هدى: ولا حاجه بس مبسوطين بالجمع العائلى.
ردت هدايه التى دخلت ووضعت يدها على كتفيهن قائله: يلا يا بنات أجعدوا خلونا نتسلى مع بعضينا.
تبسمن لها، لكن قالت زوجة عمهن: هدى بس اللى بنت إنما سلسبيل خلاص بقت ست.
ردت هدايه: بجت ست وست الستات كمان.
تبسم كل من نبوى وناصر اللذان دخلا الى الغرفه وتحدث نبوى قائلاً:
سلسبيل طول عمرها هاديه وفيها كتير منك يا أمى من صغرها كانت تحت يدك والله فرحت إن نصيبها كان مع قماح بصراحه كنت مستخسرها تطلع بره الدار.
تبسمت سلسبيل بداخلها كانت تود الفرار من ذالك النصيب لكن إمتثلت لنصيبها المكتوب، أن تسجن بداخل هذا المنزل مع ذالك القاسى.
على ذكر القاسى…. ها هو قد آتى للغرفه هو الآخر.
تحدثت هدايه وهى تبتسم له: كنت فين يا قماح أنا جولت هاچى المندره ألجاك فيها.
رد قماح: كان معايا إتصال مع واحد من التجار عاوز يشترى بضاعه من عِندينا.
تبسمت هدايه: ربنا يرزجك يا ولدى من وسع، ها خلونا نجعد دلوق مع بعضينا.
بالفعل جلس قماح على أريكه بالغرفه بالمنتصف بين هدايه وعمه ناصر
بينما جلسن هدى وسلسبيل أرضاً بركن من الغرفه
فتحت هدى هاتفه وبدأن هى وسلسبيل متابعة أحد عرض المواقع لكن نهض حماد من مكانه وذهب الى مكانهن وجلس جوارهن، يتابع معهن على الهاتف نفس الموقع ويتحدث معهم، لكن رغم شعورهن بالبُغض منه كانتا يردون عليه.
بينما عين قماح كانت ثاقبه، ونظر الى سلسبيل التى تجلس بالمنتصف بين هدى وحماد، كان يود أن يقول لها أن تنهض وتأتى للجلوس جوارهُ بعيداً عن تلك السفيه إبن عمتهُ المتسلقه وإبنها يمتلك نفس خصالها.
بعد وقت ليس بالقليل نهض قماح قائلاً: عندى تسليم بضاعه بكره الصبح ولازم أكون فايق تصبحوا على خير… سلسبيل يلا نطلع لشقتنا.
رد حماد: بس البرنامج اللى بنتابعه عالموبايل لسه عليه شويه.
ردت هدايه التى لاحظت نظرات قماح ل سلسبيل منذ جلوسه وتغيُرها حين جلس حماد جوارها:
البرنامچ مش هيطير، تبجى تسمعه مره تانيه، يلا يا سلسبيل فزى ويا چوزك، لازمن يستريح عشان يبجى فايج لوكل عيشه.
نهضت سلسبيل من جوار هدى على مضض، وذهبت خلف قماح الى شقتهم.
فتح قماح باب الشقه وتنحى جانباً
دخلت سلسبيل ثم هو خلفها وقام بصفع الباب خلفه.
للحظه إنخضت سلسبيل وقالت: بترزع الباب قوى كده ليه؟
رد قماح بتريقه: أنا جيت أقفله إتقفل جامد، معليشى خضيتك.
صمتت سلسبيل
تحدث قماح: كنتوا بتشوفوا إيه على موبايل هدى ومبسوطين قوى كده، لدرجة إنك مكنتيش عاوزه تجى ورايا وتكملى السهره تحت.
ردت سلسبيل: ده برنامج عالنت كوميدى أنا وهدى متابعينه.
تحدث قماح: وحماد كمان متابعه أكيد، عالعموم بعد كده لما أكون قاعد فى المندره تقعدى جانبى البرنامج مش هيطير .
ردت سلسبيل: حاضر، بس فى حاجه كنت عاوزه أتكلم معاك فيها.
رد قماح: وأيه هى؟
ردت سلسبيل: إنت عارف إن إتخرجت من أكتر من سنه من كلية التجاره، وكنت طلبت من بابا أنى أشتغل فى الشونه محاسبه، وهو وافق وقالى أنه كلم الأستاذ مجدى المحاسب إنى أدرب لفتره تحت إيدهُ قبل ما أمسك معاه حسابات الشون بتاعتنا.
وضع قماح إصبعه السبابه على رأسه بتفكير قائلاً: بس أنا مش موافق إنك تشتغلى.
إنصدمت سلسبيل قائله بخفوت: ليه مش موافق، بس بابا موافق.
جذب قماح سلسبيل من عضدي يديها ليخبط جسدها بصدرهُ قائلاً: عمى إنتهت ولايته عليكى من يوم ما إتجوزتك، وأنا مش موافق إنك تشتغلى يبقى خلاص مفيش كلام تانى فى حكاية إنك تشتغلى، ودلوقتى أنا تعبان طول اليوم وعاوز أنام.
ردت سلسبيل التى ترتجف بين يديه وقالت بخفوت: سيب إيديا.
ترك قماح يديها لكن سحبها من إحدى يديها خلفه الى غرفة النوم
ثم تركها وذهب الى الحمام، شعرت سلسبيل بألم بعضدي يدها ووقفت تمسدهما ولكن هى لن تيأس وتستسلم كما فعلت سابقاً وإمتثلت لزواجها من قماح دون رغبتها.
بدلت ثيابها بثياب بأخرى للنوم وتمددت على الفراش تدعى النوم.
لكن نظر قماح لها وتبسم بسخريه قام بتنشيف خُصلات شعرهُ ثم ألقى المنشفه على أحد المقاعد وخلع عنه ذالك المئزر القطنى، وتمدد هو الآخر على الناحيه الآخرى للفراش… كانت سلسبيل تعطى له ظهرها.
إقترب منها ووضع يدهُ على كف يدها، إرتجفت يد سلسبيل.
سخر قماح يقول: أول مره أشوف حد زعلان ينام بسرعه كده ديرى وشك ليا أنا متأكد إنك مش نايمه.
بالفعل إستدارت سلسبيل بوجهها له.
وقالت: ومين قالك إن الزعلان مبينامش، لا بينام بس بينام…. مقهور.
ضحك قماح بسخريه يُعيد كلمتها الاخيره…. مقهور
نظرت سلسبيل لوجه قماح لأول مره تراه يضحك رغم أنه يتهكم عليها لكن كان وجهه وسيم وهو يضحك.
لكن فجأه قام قماح بجذب سلسبيل له وإعتلاها مُقبلاً بعنفوان قليلاً ويديه تسير على جسدها تترك بصامته مكانها أثر، تعامل معها بإشتهاء وإمتلاك…
بينما شعرت سلسبيل ببعض الآم بجسدها حين نهض عنها، نام على ظهره، شعرت براحه لكن سُرعان ما جذبها مره أخرى وكان سيُعيد الكره مره أخرى، لكن نظر لوجهه سلسبيل التى أغمضت عيناها تعتصرهما.
فجأه شعر بغصه بقلبه لما يتعامل معها بتلك الطريقه التى تقترب من العنف قليلاً
هو لديه يقين أن سلسبيل تكرهه وتكره تلك العلاقه بينهم تمتثل لها غصباً.
تركها وعاد ينام على ظهره… وكلمه واحده يرددها عقله.
الزعلان بينام مقهور…. هى لا تعلم كم نام ليالى كثيره وحيدًا و حزيناً ومقهوراً دون أن يشعر به أحدًا، وذكرى خلف أخرى تمر أمام عيناه تجعله يشعر بالقهر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل بالمندره
نظرت هدايه الى رباح الذى يجلس جوار زوجته ويضعان ساق فوق أخرى ضايقها طريقة جلوسهمت هكذا هذا وليس فقط ما ضايقها بل تدخين رباح،تحدثت له بحده:
إطفى السيچاره اللى بيدك دى وإجعد عِدل إنت والمحروسه مراتك،وبعدين مش وراك أشغال بكره ولازمن تبجى فايج لها أيه هتكمل السهره للصبح إياك،وبعدين الحبله لازمها راحه،ولا أيه يا زهرت.
نهضت زهرت قائله: فعلاً أنا تعبانه شويه وكنت لسه هقول لرباح نطلع شقتنا بس إنكسفت لتقولوا إن بدلع عشان حامل ومش حابه أقعد مع العيله، وأفرق جمعها، بعد قماح ما خد سلسبيل وطلعوا، هما عرسان جُداد وليهم عذرهم.
تهكمت هدايه قائله:لأ متخافيش مفيش حد يجدر يفرق چمع العيله،ودلوق خدى چوزك وأطلعوا شجتكم،وقبل ما يطلع بجولك حاولى إمعاه يبطل الهبابه السيچاره اللى بجت مرافجه ليده معرفش مين اللى دله عليها،خليه يبطلها حتى عشان صحته.
تصنعت زهرت البراءه وقالت:والله بحاول معاه يا جدتى وإسأليه،حتى قولت لها يبطلها حتى لو مش خايف عليا يخاف على الجنين اللى فى بطنى دخان السجاير يآثر عليه.
رغم شعور هدايه بتصنع زهرت لكن نظرت ل رباح قائله بتوريه:
بتسمع كلام مراتك فى كل شئ إسمع كلامها فى ده وبطل السيچاره ملعون اللى دلك عليها،ودلوق تصبح على خير.
بالفعل غادر رباح وخلفه زهرت التى نظرت لعطيات أثناء خروجها من المندره نظره فهم الإثنتين مغزاها.
بينما تنحنحت عطيات وقالت:نقوم أنا وحماد بقى نروح دارنا حتى عشان مچاهد.
تحدثت هدايه:صحيح نسيت أسألك عن مچاهد مجاش النهارده ليه؟
ردت عطيات بصعبانيه مُصطنعه:إنتى عارفه إنه مريض بالصدر وكان تعبان شويه وجالى روحى إنتى عادة الحجه هدايه متجطعيهاش واصل.
نظرت هدايه ل ناصر قائله:مش جولت إن فى واحد دلك على دكتور صدر زين بالحجز .
رد ناصر:أيوه يا أمى و حجزت عنده بعد يومين.
ردت هدايه:تمام يبجى خد مچاهد ومعاكم حماد ورحوا للدكتور ده يمكن ربنا يچيب الشفا على يدهُ.
ردت عطيات يتآمين:يارب يشفى مچاهد ده هو دنيتى،هى الست مننا ليها غير راچلها هو راحتها وجيمتها وسط الخلق.
غادرت عطيات مع حماد الذى كان يود البقاء أكثر والحديث مع هدى،لكن لو بقي،ربما تحرجهُ هدايه.
تحدثت هدايه قائله بود وهى تنظر،ل نهله:وانتى يا نهله تعبتى أنتى والبنات النهارده،يلا خدى ناصر وهدى وأطلعوا إستريحوا،تصبحوا على خير.
تبسمت هدى وإقتربت من هدايه وقبلت يدها بإحترام ومحبه قائله:وأنتى من أهل الخير يا جدتى.
غادرت نهله أمام ناصر الذى تبعها هو وهدى يتحدثان سوياً.
نظرت هدايه للنبوى قائله:وأنت كمان يا نبوى روح شجتك تصبح على خير.
تبسم النبوى وأنحنى يُقبل يد هدايه قائلاً:تلاجى الخير دايماً يا أمى،يلا يا محمد بوس إيد جدتك وخلينا نروح شقتنا.. يلاقدريه.
بالفعل قبل محمد يد هدايه التى دعت له بمحبه،بينما تهكمت قدريه بداخلها تقول:مفكره نفسها ملكه والكل عمال يوطى يبوس يدها،معرفاش هتفضل فرعون لحد إمتى،لكن طبعاً رسمت الخنوع وغادرت المندره.
غادر الجميع المندره إنفض الجمع الذى يحدث أسبوعياً،تبسمت هدايه لديها أبناء وأحفاد يسمعون كلمتها بحب لكن فجأه غص قلبها فهنالك عقارب قد تستغل الظلام وتفتعل فُرقه بين هذا الجمع من الأبناء والأحفاد…تخشى أن يحدث صدع بينهم يصعُب عليها ترميمهُ.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة النبوى
دخلت قدريه خلف النبوى الى غرفة النوم مباشرةً،تدعى الإرهاق قائله:يوم الجمعه ده بيبجى متعب جوى وشغله كتير،ما بصدج يخلص اليوم وأجول فين السرير أنام وأرتاح من تعب اليوم ده،ربنا يخلى الحجه هدايه هى اللى مجمعانا دايماً يارب.
نظر النبوى له وقال بنبرة تهكم:
يارب،وفعلاً بتتعبى أنتى جوى اليوم ده من التنظير عالشغالات وكمان نهله مرت ناصر،ويمكن إنضم ليهم سلسبيل بعد ما بجت مرت قماح،عالعموم أنا هلكان هغير هدومى وأنام.
إبتلعت قدريه حديث النبوى وقالت بتساؤل: أنا أستغربت إنت كنت خرچت من الدار بعد العصر ومرجعتش غير قبل العشا بشويه كنت فين؟
رد النبوى بحزم وقطع: كنت مع تاچر من اللى بنتعامل معاهم، وأظن شغلى مالكيش فيه صالح.. هروح أغير خلجاتى فى الحمام.
ذهب النبوى للحمام وترك قدريه لغلول قلبها، تعتقد أنها مظلومه بهذا المنزل، وقالت: كله منك يا نبوى لو كنت عامل ليا شآن مكنتش هدايه فى يوم جدرت تفرد نفسها عليا، لكن من البدايه أنا المحقوقه، ياريتنى كنت زمان لما إتچوزت عليا جتلتك كنت حسرتهم الإتنين عليك وجتها وشفيت غليلى وحسرتى اللى شيلتها فى قلبى سنين طويله، حتى بعد ما ماتت الأغريقيه قلبك لسه متعلق بيها، وعملت المستحيل عشان ولدها يرچع لهنا من تانى، عشان يفضل يذكرك بيها، إبنها اللى فضلتوه على ولدى
رغم إن هو البِكرى، حتى فى الچواز ربنا قسم له يتجوز من بنت أخوك، اللى متوكده إن هدايه بتخطط تركبها الدار من بعدها، بس مش هيحصل ده أبداً… لازمن آخد مكانتى الحقيقه فى دار العراب، إن الكبيره هنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ………….
بينما
بشقة رباح… بعد قليل
أبدلت زهرت ملابسها بآخرى مناسبه للنوم وصعدت للفراش، كذالك فعل رباح، وصعد هو الآخر للفراش جوار زهرت وضمها لصدرهُ.
مثلت زهرت القمص قائله:شايف جدتك والعيله لما قولت لهم إنى حامل ولا فرق معاهم إزاى انا كنت متوقعه رد فعل تانى،وأهو أنت شوفت بعنيك حتى قماح وسلسبيل يادوب قالولى مبروك وشكلها طالعه من تحت درسهم،طبعاً كان نفسهم يسبقونا ويخلفوا قبلنا،حتى عمتى قدريه طبعاً مش مبسوطه ماهى كانت من ضمن المعارضين لجوازك منى كانت عاوزه واحده تانيه،بنت حسب ونسب عن أخوها ،حتى جدتك زى ما تكون مش مصدقه دى كان ناقص تكدبنى،عالعموم ده مش فارق معايا.
ضمها رباح قائلاً:لاحظت ده كله،بس عارفه مش حاطه فى دماغى فرحتى إنم حامل،خلتنى أطنش للباقين،الفرحه دى تخصنا إحنا بس يا حبيبتى،وبكره لما ولدنا يجى للدنيا وقتها هيتعمل له ألف إعتبار هيبقى الحفيد الأول للنسل الجديد للعرابين،وغصب عنهم هيبقى الكبير من بعد بابا.
تبسمت زهرت ووضعت يدها على بطنها وقالت برياء:يارب يجى بالسلامه،معرفش ليه جوايا إحساس وخايفه منه.
تعجب رباح يقول:إحساس أيه ده؟
ردت زهرت بدمعه خادعه:عندى إحساس إن حملى مش هيكمل،معرفش ليه وخايفه قوى أفقد الجنين ده،وكمان خايفه من حاجه تانيه لو حصل وفقدت الجنين ده.
رد رباح بلهفه:بعيد الشر ربنا يكمل حملك بخير وتقومى بولدنا بالسلامه،وأيه كمان الحاجه التانيه اللى خايفه منها دى؟
ردت زهرت بدمعه:خايفه وقتها إنت كمان تتخلى عنى.
تعجب رباح يقول:أتخلى عنك،أنا عمرى ما أتخلى عنك يا زهرت إنتى عارفه أنا بحبك قد أيه،ورفضت أتجوز غيرك،شيلى الأوهام دى من دماغك،إن شاءلله ربنا هيتمم حملك على خير ويجى ولدنا يكمل عشقنا لبعض.
تبسمت زهرت ووضعت يديها حول وجه رباح وقالت بلغة عشق خادع تُجيدها على ذالك الأحمق:ربنا يخليك ليا يا حبيبي طول العمر ويرزقنى منك بدسته ولاد وبنات ويكونوا بنفس حنيتك،
أنهت زهرت قولها بقُبله على شفاه رباح.
رحب بها كثيراً،وأراد المزيد،لكن زهرت تمنعت ودفعتهُ عنها قائله بتمثيل الخجل:
مش هينفع اللى فى دماغك يا رباح،الدكتوره إمبارح وأنا عندها قالتلى بلاش علاقه مع جوزك الفتره دى،على الحمل ما يثبت،أنا سيبتك إمبارح عشان مزعلكش وانت فرحان بخبر حملى،لكن كنت تعبت وإتصلت عالدكتوره وقالتلى بلاش العلاقه الفتره دى.
تبسم رباح يقول بقبول:تمام ياقلبي إسمعى كلام الدكتوره عشان صحة ولدنا،وانا ها هستحمل غصب عنى،يهمنى صحتكم.
تبسمت زهرت وقالت:وصحتك إنت كمان قولى الصداع عمل معاك أيه دلوقتي؟
رد رباح:لأ تقريباً الصداع راح وبقيت أحسن بعد ما خدت حبيتين من العلاج اللى جبتيه ليا،شكل مفعوله سريع.
تبسمت زهرت قائله:قولتلك انا مجربه الدوا ده قبل كده، وكنت لما بحس بصداع، كنت باخد منه بس بعد كده ممنوع آخد منه؟
تعجب رباح يقول: ممنوع ليه؟
ردت زهرت: علشان الحمل يكمل بخير، ممكن يكون للدوا ده تآثير عالحمل… لو أنى مش خايفه من تآثير الدوا ده قد خوفى من التعابين اللى فى العيله اللى شكلهم مستكترين علينا إننا نخلف، حتى هدايه أنا زعلت قوى لما زعقت لك على شرب السجاير تفتكر لو قماح اللى كان بيشرب سجاير كانت هتزعق له، هى هدايه كده زى كل اللى فى البيت ده بوشين.
رد رباح: فعلاً كل اللى فى البيت ده بوشين، بس محدش يهمنى منهم، كل اللى بهمنى إنتى وإبننا وبس.
…. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أكثر من شهر
بعد إنتهاء الفطور وذهاب الجميع الى وجهته للعمل
ذهبت سلسبيل الى ذالك الاتلييه الصغير الموجود بحديقة المنزل، بدأت بنحت بعض النماذج بأحد أنواع الطين المخصص لصناعة التماثيل، دخلت هدى عليها ببسمه تقول بمزح:
سلامُ قولاً رحيم… أعوذ بالله من غضب الله.
تبسمت سلسبيل قائله: مالك محسسانى إنك داخله معبد وثنى.
ضحكت هدى قائله:وهو المساخيط اللى فى الأتلييه دول أيه مش شبه الأصنام بتاع الكفار بتوع زمان.
ضحكت سلسبيل قائله:لأ ده بيندرج تحت فن تشكيلى،زى معابد الفراعنه كده،حتى أنا مقلده كذا نسخة منحتوتات زى اللى فى المعابد اللى فى الأقصر وأسوان.
نظرت هدى لتلك المنحوتات وقالت بإنبهار:تصدقى فعلاً أنا لما روحت رحله للأقصر وأسوان شوفت تماثيل زى دى بالظبط،والله أنتى موهوبه بجد ولازم تعملى معرض خاص بالمنحوتات دى.
تبسمت سلسبيل قائله:نفس كلام همس الله يرحمها كانت بتقولى كده رغم إنها كانت بتضايق مننا لما حد يقولها يا…هاميس
علشان الاسم فرعونى قديم .
غص قلب هدى وقالت:همس وحشتني قوى،أوقات بتمنى الموت عشان أشوفها وأسألها ليه إستسلمت مدفعتش عن نفسها قدام العيله أنا متأكده أنها مستحيل كانت تغلط الغلطه دى بمزاجها.
ردت سلسبيل وهى تحتضن هدى قائله:بعيد الشر عنك،ربنا يخليكي ليا،وانا كمان متأكده إن همس مستحيل كانت تغلط الغلطه دى بخاطرها،وتعرفى إن همس جت لى كذا مره فى الحلم،معرفش ليه؟
قالت سلسبيل هذا وحكت لهدى على رؤيتها لهمس بالحلم على هيئة فراشه وتمسك كارم بها أمام العاصفه
لم تتعجب هدى وقالت بتلقائيه:يمكن عاوزه تديكى إشاره تثبتى بها برائتها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ…….
بنفس الوقت بنفس الكافيه ب بنى سويف
كان كارم يجلس يتحدث مع أحدهم يتفاوض معه على شراء ذالك الكافيه،تفاجئ بقوله:
بصراحه الكافيه ده مش بتاعى أنا مجرد مديره فقط وأنت لما سبق كلمتنى على شراه أنا روحت لصاحبة الكافيه نفسها وقولت لها،وعلشان كده إديتك ميعاد النهارده نكمل كلامنا معاها،وهى أهى وصلت.
تبسم المدير ووقف بأحترام يستقبلها،كذالك وقف كارم،وأندهش مبتسماً بشعور الأُلفه لتلك الصغيره المصاحبه لصاحبة الكافيه التى تبسمت له،وأمائت برأسها ترحب به.
تبسم كارم وهن يجلسن معه على طاوله واحده.
جلس كارم مبتسماً وقال المدير:هسيبكم مع بعض تتفاهموا.
تبسم كارم للمدير ونظر لهن مبتسم وقال:مفيش داعى للتطويل،أنا سبق وطلبت من المدير شراء الكافيه ده،بأى تمن تطلبيه.
ردت الفتاه بتكرار قائله:بأى تمن…حتى لو قولتلك إن الكافيه مش للبيع…لكن معنديش مانع إننا نتشارك فيه،بس فى شرط واحد معرفش هتقبله أو لأ.
تعجب كارم وزم بين حاجبيه وقال:وأيه هو الشرط ده؟
سمع كارم من خلفه من يقول:الشرط تتجوز همس يا كارم.
نظر كارم لمن يتحدث خلفه هو يعلم هذا الصوت جيداً،تبسم له يقول: وأنا طبعاً موافق يا بابا،أنا مصدقت إن هاميس بنت عمى رجعت للحياه ومش هسيبها تضيع منى من تانى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ…….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا