رواية ما وراء السطور الفصل الثاني 2 بقلم هنا سلامة
رواية ما وراء السطور البارت الثاني
رواية ما وراء السطور الجزء الثاني
رواية ما وراء السطور الحلقة الثانية
دهب بخوف : البنت بتنز*ف !
قرب تيام و قال بخوف : هُدى ! بنتي !
شالها من السرير و الد*م نازل على إيدُه من بطن رجلها، ف قالت دهب بقلق : أجي معاك ؟
تيام و هو متلهوج و ملبوخ بهُدى : لا يا دهب، خليكِ مع ياسين، و نامي جمبُه عشان بيقوم خايف ساعات
دهب بتنهيدة : حاضر، بس متتأخرش و طمني بالفون
قال و هو بيحُط بطانية و نازل من على السلم : مفيش شبكة في المكان هِنا .. أنا مش هتأخر
وقفت دهب و سندت على عمود السلم و هي بتبص عليه لحد ما لبس نضارتُه السوداء و قفل الباب ..
إتنهدت هي و دخلت الحمام، فتحت الماية لقت الماية سوداء بطريقة مُقر*فة، ف قالت بقر*ف : دي مجاري و لا إية !!
قفلت الماية بإشمئزاز و خرجت من الحمام، أخدت فوطة بيضاء و نشفت الد*م من إيدها و حطتها على طرف المكتب ..
نزلت بعدها لتحت و جابت شنطتها و طلعت غيرت هدومها و لبست بچامة مُريحة و سابت فُستانها الأبيض على السرير و قفلت الأوضة و طلعت ..
مشيت في الممر لحد ما وصلت لأوضة ياسين و فتحت الباب إلي كان بيزيء، دخلت راسها من الباب لقت النور مفتوح و ياسين نايم متكلفت ف قربت عليه و قعدت على طرف السرير، فتحت دُرج الكومود إلي كان عليه شمعة كبيرة مولعة ..
دهب بتنهيدة : واضح إن النور و الشبكة و الماية في المكان، زبا*لة
حطت إيدها في الدُرج ف لقت مُذكرات تيام، جت تفتحها لقت ياسين بيخطرف و هو بيتكلم و هو مغمض عينُه بآلم ..
سابت المُذكرات و قربت على ياسين و قالت بقلق : ياسين !
قال بخطرفة و جسمه بيترعش : ماما .. ماما لأ
دهب بصدمة : ماما ؟
قربت عليه عشان تسمعه أكتر، ف صرخ ياسين و هو بيتنفض : أنتِ مش بتموتي لية ؟؟
دهب بخوف : ياسين، إهدى يا ياسين
فاق ياسين أخيرًا و هو قاعد في زاوية مُعينة، ف قال بعيون شبه مغمضة : هو .. هو أنتِ شريرة زي ماما ؟
دهب بحنان و هي بتشدُه لحُضنها : متخفش يا حبيبي، متخفش .. أنا و أنتَ هنبقى صُحاب .. متخفش، و هنلعب سوا كتير .. هنكون مع بعض دايمًا
ياسين بخوف و هو بينكمش في نفسه و بيعد عنها : هتلعبي معايا زي ماما ؟
دهب و هي بتضيق عينها زي القُطط بفضول : هي ماما الله يرحمها مالها ؟
ياسين بخوف و هو بيبص حواليه زي إلي عامل عملة، بعدين وجه نظرُه لدهب من تاني و قال : لأ ما هي ..
قاطعهم صوت فتحة الباب تحت، ف قالت دهب بتنهيدة : نام و بُكرة نتكلم ..
قالت كدة و طلعت من الأوضة، و قبل ما تقفل الباب قالت بإبتسامة و مُشاكسة : و متخفش .. أنا مش زي ماما القديمة
إبتسم لها ياسين و إتغطى، ف ردت الباب و نزلت لتحت لقت تيام جيه بهُدى ..
دهب بلهفة و هي نازلة : طمني عليها يا تيام، إية إلي حصل ؟
حط هُدى بين إيدها و قال و هو بيقلع البلطو بتاعُه : مفيش، الدكتور قال إنها خربشة عادية .. بس هُدى كانت مفزوعة ف كانت بتعيط
بصت لها دهب و با*ستها من خدها و قالت بحنان : دي نامت أخيرًا بعد صريخ كتير !
تيام بتنهيدة : هي مبتنمش غير في حُضني
سرحت دهب و هي بتحضُن هُدى و بتفتكر ذكريات بينها و بين تيام .. عُمرها ما تنساها
” رجوع لطفولة دهب و تيام .. ” بقلم : #هنا_سلامه.
كانت دهب بتلعب مع بنت خالتها، أُخت تيام .. لحد ما تعبت و قالت بنوم : لا أنا خلاث ” خلاص ” تعبت النهاردة .. ننام شوية بقى
سلوى بتأييد : يا ريت، أنا كمان تعبت
دخلوا هُما الإتنين الأوضة ف لقوا تيام قاعد على السرير، عيونه كانت مليانة دموع، بس أول ما دهب قربت عليه مسحهم بسُرعة و لهوجة و قال بخفوت : تعالي يا دهب، سلوى بهدلتك لعب
ضحكت دهب و قالت بصوتها الطفولي الرقيق : ما هو أنا مش باجي لكم كل يوم يا تيام .. و بعدين مش هتروح المدرثة بقى ؟ مامتك خلاث راحت لربنا .. إلي بيروح لربنا مش بيرجع
تيام بحُزن و هو بيبص للسماء : لا .. هي هربت و سابتني، سابتني لبابا .. سابتني وسط ظلمها و أخطائها .. سابتني أنا و هربت ..
قربت دهب ليه و قالت ببراءة : خلاث إعتبرني مامتك .. بس لازم تروح المدرثة عشان تنجح .. و لما نكبر تبقى دكتور و نتجوز
تيام بفرحة : نتجوز !
دهب بتأكيد : طبعًا، أي إتنين بيحبوا بعض لازم يتجوزوا .. دي أثول
تيام بمُشاكسة و عِند : و دي أصول مين دي ؟
دهب و هي بتربع إيدها : أثول بتاعتي .. أنا إخترعتها
ضحك تيام و أخدها في حضنه و هي فضلت تضحك، لحد ما سلوى جت و قعدت معاهم و تيام حكى لهُم حدوتة ..
و دهب كانت بتسمتع ليه بإهتمام، لحد آخر الحدوتة .. و سلوى كانت بتنام من أول الحدوتة !
روحتي فين ؟
فاقت على صوت تيام ف بصت لُه بعيون دبلانة و قلب إتكو*ى بالشوق و الإنتظار : مفيش
قالت كدة و بصت لهُدى، لحد ما قرب تيام ليها و قال و هو بيرفع وشها ليه : هو أنتِ لسة زعلانة مني ؟ صح ؟
أخدت هي نفس عميق و قالت بضعف : ممكن نتكلم بُكرة ؟
أنا تعبانة دلوقتي يا تيام و مش قادرة أتناقش
إتنهد تيام بحرارة و قال بنبرة مهزوزة : طيب خليكِ معايا، أنا محتاجك يا دهب و الله .. أنا تعبان أكتر منك و مش دلوقتي بس .. أنا دايمًا تعبان
دهب بقوة عكس إلي جواها تمامًا : ألف سلامة، بس لحد ما أفهم سيبتنا و مشيت من القرية كُلها لية .. تكون زي الغريبة عنك ..
كان لسة هيتكلم طلعت فوق و سابته لوحدُه، بص لإيديه بقلة حيلة و رفع أكمام الشيميز عنها، ف ظهرت علامات زرقة في جسمه ..
ف خانتُه عينُه و دمعت، زي ما القدر و الزمن و كُل شيء كان ضدُه ..
بقلم : #هنا_سلامه.
أما دهب حطت هُدى في سريرها و دخلت على أوضة النوم بتاعتها هي و تيام .. بصت لكُل شيء فيها بإستغراب، كانت قديمة جدًا ..
العفش، الباب، الستارة .. و كل حاجة متربة و مغبرة
دخل تيام ف قالت بإستغراب : هو مفيش حد كان بينضف البيت ؟ دة غير منظره البشع دة ! و الخشب .. هو دة بيتك بجد ؟
تيام بتنهيدة : لا بيت حماتي، الحاجة الوحيدة إلي ورثتها عن مراتي .. البيت بتاعي الأصلي أنا و هي إتحر*ق يوم وفا*تها و لسة بعدله
دهب بخضة و هي بتحط إيدها على قلبها : هي ما*تت محور*قة ؟
طلع البيچامة بتاعته من شنطته و قال ببرود : أيوة
دهب بإرتعاش : إزاي ؟
قلع الشيميز بتاعه و لبس البيچامة و هو بيقول بنفس البرود : كانت مو*لعة نار البوتوجاز كلها، و حصل حاجة في الغاز خليته يو*لع أكتر .. ف إتحر*قت
قعدت دهب على السرير بخوف ف قعد تيام جمبها و هو بيسند ضهرُه على السرير، طلع سيجارة و ولاعة من الدُرج و كل دة و دهب عشان خيالها واسع جدًا، بتتخيل مشهد الحر*يق و النا*ر ماسكة في وش مراته و شعرها و هدومها، مع صريخ هُدى في الأوضة عشان جعانة و ياسين واقف عند باب المطبخ و النار بتاكُل في عينُه و قلبُه و هو خايف من المنظر ..
لحد ما فجأة النور قطع ف جحظت عين دهب بخوف و قالت بصوت مهزوز : تيام !
قرب ليها و شدها في حضنه ف إستخبت فيه و دُخان السيجارة حواليهُم ..
ف قالت دهب بخوف و هي ماسكة في البچامة بتاعتُه : هنفضل في البيت دة كتير ؟
تيام بحنان و هو بيمشي إيدُه على شعرها : لا متخفيش .. هوديكِ لبيت خاص بيكِ .. نبدأ حياتنا فيه
دهب بتنهيدة و هي بتلمس إيدُه، و بتمشي أناملها على صوابعُه إلي كان عليها جر*وح و علامات زرقة، ف إتنهد هو بتعب ف قالت بصوت خافت : أنتَ وحشتني يا تيام .. وحشني وجودك و روحك و نَفَسك و هدوئك .. كُتُبك و المكتبة بتاعتك .. نضارتك النظر .. كُل شيء .. حتى ريحتك
قالت كدة و هي بترفع إيدُه لأنفها و بتشمها ف قال تيام بصوت مبحوح ضعيف : أنا مكنتش عاوز أسيبك .. و لا أسيب القرية .. أنا آسف
جت دهب تتكلم النور جيه من تاني، بس المرة دي النور مكنش بيرعش ..
ف حمحمت و هي بتبعد عنه و قالت بهدوء : تصبح على خير
إتنهد تيام و قال : و أنتِ من أهل الخير
نامت دهب على طرف السرير و تيام على الطرف التاني، كل واحد فيهم بيدور في عقلُه حاجة ..
بس الأكيد إن تفكيرهم مش بيخلوا من بعض و لا من حُبهُم ..
غمضت دهب عيونها بتعب و نامت في هدوء و صوت صراصير الحقول بيحاوط المكان ..
” الصُبح ”
ياسين بصوت عالي : هُدى بتعيط يا بابا
إتنفض تيام من مكانه ف صحت دهب على صوت ياسين معاه و قالت و شُعاع شمس بسيط داخل الأوضة : أنا هروح لها .. أنتَ إجهز عشان شغلك و مدرسة ياسين
قالت كدة و خرجت، دخلت لهُدى و جهزت الرضعة بتاعتها و غيرت لها ..
لحد ما دخل ياسين ليها و قال بحماس : صباح الخير
دهب بحُب : صباح النور يا ياســو، يلا إغسل وشك عشان الفطار
خرج تيام من الحمام و هو بينشف وشه ف قالت دهب : خُد هُدى معاك، هغير فرشتها و أحضر الفطار
أول ما هُدى لمحت تيام، ضحكت برِقة و براءة ف ضحك لها تيام و هي بتمسك في إيدُه : قلب بابا
إبتسمت دهب و هي باصة على حُب تيام لِ هُدى، لكِن في ثانيتها عقدت حواجبها و قالت بقلق : إية إلي على دراعك دة ؟
لمست الكد*مات ف قال بهدوء : هنتكلم بعدين
قال كدة و إنسحب بهدوء، و سابها في وسط الأوضة تايهه وسط أفكارها و أسألتها ..
بعدها فوقت نفسها من تفكيرها و بدأت تنضف الفرشة، بس هو بتنضف لقت شيء إسود ريحته غريبة على خشب سرير هُدى ..
رغم إن سرير هُدى واضح إنه جديد، مررت صابعها على الشيء الغريب دة و نزلت على ركبها و قربتُه من أنفها، و شمته ..
و كان بخور مغربي، بس مش ريحته عادية .. ريحته صعبة جدًا
ف كحت و نفضت إيدها بقرف، و بعدها راحت تجهز الفطار و إستخدمت ماية معدنية ..
بقلم : #هنا_سلامه.
لحد ما فطروا و ياسين لبس، و وقفت دهب تودعهم على الباب، لحد ما لبس تيام نضارتُه السودة و قال بحنان : خُدي بالك من نفسك، هتوحشيني
قال كدة و با*سعا من راسها ف قالت بإبتسامة : و أنتَ كمان .. سلام
ركب عربيتُه و هي واقفة بتتابع طيفُه بهدوء، لحد ما مشي و هي قفلت باب البيت إلي كان بابُه بيزيء ..
قعدت دهب و هُدى و أكلتها و لعبتها لحد ما نامت، ف قامت دهب تحاول تنضف المكان ..
بدأت بأوضة النوم بتاعتها هي و تيام، كنستها من التُراب و مسحتها ..
كانت حرفيًا بتصب عرق، بس كان لسة المراية، ف مسكت فوطة صُغيرة و بدأت تمشيها على المراية إلي كانت حرفيًا مليانة تُراب ..
و هي بتشيل أجزاء التُراب دة كانت ملامحها بتظهر واحدة واحدة، بس إتفاجأت لما لقت شاب من البلكونة إلي قدامهم واقف بيرقابها من كتر ما هو مركز معاها !
برقت دهب و إلتفتت ليه، ف أول ما خد بالُه قفل الستاير
ف عضت دهب على شفايفها بغيظ و طلعت من الأوضة و بيچامتها مبهدلة و عليها تراب، أخدت هُدى و المفاتيح و خرجت من البيت ..
أهلًا يا بنتي
و بعد تخبيط دام لفترة طويلة فتحت لها ست عجوزة قعيدة، ف قالت لها دهب بضيق : أهلًا .. لو سمحت فين إبن حضرتك ؟
الست بإستغراب و نبرة قلق : في إية يا بنتي بس ؟
دهب بعصبية : أنا مرات الباشمُهندس تيام، و إبن حضرتك كان واقف بيراقب تقريبًا بيتي و أنا بطريقة غريبة !
مُمكن تبرري لي إبنك واقف بيعمل إية ؟
الست بهدوء : طيب ممكن تدخلي
بصت دهب على المكان من جوة، كان واخد إستايل غربي، و شكله حديث و حلو ..
دهب بضيق : طيب
دخلت دهب معاها و قعدت على الكنبة ف قالت الست بترحيب : هجيب ليكِ ضيافة و أجي أشرح لك
دهب برفض و هي بتهز في هُدى بهدوء عشان بدأت تصحى : لا مش عا..
قالت الست بمُقاطعة : أرجوكِ يا مدام .. أرجوكِ
إتنهدت دهب بضيق و محبتش تحرجها ف قالت : طيب
الست راحت للمطبخ بالكرسي بتاعها و دهب سرحانة في المكان، و لية البيت بتاعهم هو الوحيد إلي بالشكل دة في المنطقة دي ..
الشاي يا بنتي
إلتفتت لها دهب بخضة على صوتها بعد ما فاقت من دوامة تفكيرها، ف قالت دهب بهدوء : شُكرًا
أخدت دهب الشاي و شربته بسلم نية، و الست واضح إنها متوترة و بتفرك في صوابعها بخوف و قلق رهيب ..
خلصت دهب الشاي و جت تتكلم حست بتُقل في لسانها و دوخة غريبة ف أُغم عليها !!
” بعدها بساعات ” بقلم : #هنا_سلامه.
فتحت دهب عينها لقت نفسها في أوضة متعرفهاش، بس لقت تيام قُدامها ف قالت الست بتنهيدة : حمد لله على سلامتك يا بنتي
كان تيام شايل هُدى، ف قالت دهب بتعب و راسها بتوجعها : هو .. هو حصل إية ؟؟
الست ببرود : مفيش يا بنتي عرفت إنك مدام الباشمُهندس ف قولت أعزمك على ضيافة شاي و بسكوت عندي .. و بعد ما قعدتي فترة مع مروان و أنا في المطبخ لقيتك واقعة من طولك و مروان جابك أوضتُه
جت دهب تتكلم و هي حاسة إن راسها هتتفر*تك و مش مجمعة و لا فاكرة حاجة، ف قال تيام بضيق : شُكرًا ليكِ يا فندم أنتِ و أستاذ مروان .. بس بعد كدة لما مراتي يحصل لها حاجة تبلغوني .. و مش هتتكرر تاني
وجه نظرُه لدهب و قال من بين سنانه : المدام قادرة تمشي ؟
دهب بقلق من تيام : قادرة
قامت معاه ف نزل هو و هي كانت وراه، لحد ما راحوا البيت بتاعهم ..
و لسة دهب هتتكلم قاطعها تيام و قال بزعيق و عصبية : ……………
دهب بصدمة : …………
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما وراء السطور)