رواية حافية علي أشواك من ذهب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم زينب مصطفي
رواية حافية علي أشواك من ذهب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم زينب مصطفي |
رواية حافية علي أشواك من ذهب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم زينب مصطفي
رمى بيجاد اليها بدون اهتمام ملف يحتوي على العديد من الاوراق..
=خدي ده ملف فيه كل الاجوبه على اسئلتك العظيمه الي خلتك تعملي لنا فضيبحه وتقولي اني خاطفك وحابسك ومكتفتيش بكده.. لاء خطفتي ابني وهربتي بيه..
تناولت شمس منه الملف وبدئت في قرائته ليمتقع وجهها بشده وهي تدرك فداحة غلطتها ويزداد شعورها بالخزى وتأنيب الضمير فسالت دموعها بصمت..
وهمست باعتذار وألم..
=بيجاد..
ولكنه اجاب بقسوه شديده وهو يحاول الا يضعف وهو يرى دموعها ووجهها الممتقع بشده..
=اخرسي.. و اسمعيني كويس.. انتي بالنسبالي صفحه وانتهت.. واظن انتي الي نهتيها بنفسك لما رفعتي قضية الطلاق.. وانا بنفسي هبلغ والدك بطلاقنا عشان كل واحد يشوف حياته.. واظن انا استاهل واحده تحبني وتخاف عليا وتقدر حبي ليها.. مش واحده اكون بحارب الدنيا علشانها وتسيبني وتهرب بالسنين وفاكره انها ممكن ترجع كل الي كان مابينا وحبي ليها بشوية دموع.. احنا انتهينا ياشمس وانتي الي نهيتي الي مابينا مش انا
انكمشت شمس حول نفسها و ارتجف قلبها بألم وهي ترى النظره القاسيه والمتوعده في عينيه وادركت من نظرة عينيه ان كل
ما بينهم قد انتهى ودون رجعه..
فحاولت لمس يده معتذره ودموعها بدئت بالنزول بصمت..
وهي تهمس بإعتذار مجددا..
= بيجاد انا.. أنا..
نفض بيجاد يدها بعيدا عنه بعنف..
= انتي ايه ياشمس.. انا الي هاقولك عشان اخلص..
ثم قسى صوته بشده..
= انتي طالق.. طالق.. طالق وبالتلاته ومش عاوز اشوف وشك ولايبقالي انا او ابني اي صله بيكي بعد كده
تسمرت شمس واتسعت عينيها برعب وهي تهز رأسها برفض دون ان تصدر اي صوت ودموعها تسبل بشده
وقد تفاجئت به يشير للسائق بغضب الذي توقف فجأه..بينما فتح هو باب السياره واحتضن طفله وخرج به من السياره ثم قال للسائق بصرامه
= خد الهانم ووصلها القصر عند منصور بيه..
ثم نظر لشمس بقسوه..
= ابني هيفضل معايا ومش هسمح لواحده ذيك انها تهرب بيه او تحرمني منه تاني..
ثم اشار للسائق.. فإنطلق مغادرآ بها بسرعه..
فإنهمرت دموعها وهي تصرخ برعب شديد وهي تنظر الى طيفه الذي بدء بالابتعاد عنها..
= بيجاد… ابني.. لاء.. حرام عليك..
ابني.. فارس..
ثم صرخت بقوه شديده وهي تنتفض بألم..
لتشعر بيد تهزها بشده وصوت من بعيد يتحدث اليها بتوتر وخوف..
= شمس.. شمس فوقي يا حبيبتي في ايه.. مالك..
فتحت شمس عينيها ودموعها تسيل بتعب..
فتفاجئت ببيجاد يرفعها على زراعيه ويحاول افاقتها بتوتر..
فشهقت برعب وهي تبتعد عنه
ثم هاجمته بقسوه وهي تبكي..
= ابني فين وديته فين انا عاوزه ابني ..عاوزه ابني..
حاول بيجاد تهدئتها وهو يقول بصوت حاول ان يصبغه بالهدوء حتى يمتص ثورتها..
= ابننا في اوضته يا حبيبتي.. اهدي ..اهدي وانا هجيبهولك..
ثم التفت الى باب الغرفه الذي فتح
فجأه وظهر به والدها ووالدتها..
فصرخت شمس برجاء وهي تبتعد عن بيجاد المصدوم..
= بابا خليه يجيبلي ابني عشان خاطري متخليهوش ياخدوه ويبعده عني..
اندفع لها والدها و جلس ارضآ و إحتضنها بحمايه وهو يقول بتوتر..
= متخافيش يا حبيبتي محدش يقدر ياخد ابنك منك او يئذيكي طول ما انا عايش ..
ثم إلتفت لبيجاد بغضب واتهام..
=انت عملت فيها ايه والا قلتلها ايه خلاها تنهار بالشكل ده..
بيجاد بتوتر وهو ينظر اليها وقلبه يكاد ان يتوقف خوفآ عليها..
= انا معملتش فيها حاجه.. ومش فاهم في ايه.. انا لقايتها مرميه على الارض فاقده الوعي ولما حاولت افوقها لقيتها منهاره بالشكل الغريب ده..
ضمها والدها بشده اليه وهي متمسكه به ومنهاره من شدة البكاء
وهي تهمس بإسم ابنها وتكاد تغيب عن الوعي بينما جلست والداتها ارضا بجانبها واحتضنت يدها بفزع وهي تبكي خوفا على ابنتها..
= اهدي ياحبيبتي متخافيش ابنك هنا وبخير..
شهقت شمس وهي تكاد تغيب عن الوعي..
= خليه يجيب ابني يا ماما.. و يمشي من هنا ويسيبني.. دا طلقني وعاوز ياخد ابني مني..
شهقت نبيله بصدمه بينما نظر اليه منصور بغضب وهو يضم ابنته بحمايه اليه..
= ايه.. الكلام الي بتقوله ده حقيقي انت فعلا طلقتها..
مرر بيجاد يده في شعره بتوتر وهو على وشك الجنون..
= طلقتها امتى وازاي اذا كنت انا سهران معاكم طول الليل ويادوبك لسه راجع يبقى طلقتها امتى بس..
ثم تابع بتوتر وخوفه عليها يكاد ان يذهب عقله خصوصآ وهو يراها ترتعش خوفآ منه وتلجأ لزراعي والدها طلبآ للامان..
= انا هاروح اجبلها فارس عشان تتطمن وتهدى..
ثم أسرع الى غرفة طفله وهو يكاد ان يجن. من شدة قلقه عليها وعاد سريعآ وهو يحمله ثم جلس بجانبها ارضآ هو الاخر وناولها طفلها وهو يقول بصوت قوي وهادئ ..
= ابننا اهو يا حبيبتي ومحدش خدوا منك ولا حاجه..
تناولت شمس طفلها منه بلهفه وبدئت تقبيله بجنون وهي تبكي مما اثار بكاء طفلها وخوفه .. فإحتضنته وضمته اليها وهي تنظر اليه بلهفه.. ولكنها توقفت فجأه وتسمرت وهي تنظر لطفلها
بدهشه شديده.. اثارت خوفهم فأسرع بيجاد بمسح دموعها وهو يهز وجهها برفق..
= شمس مالك ياحبيبتي في ايه..
رفعت شمس وجهها اليه وهي تنظر لملابسه وملابس والديها بدهشه..
وقالت بتلعثم وبغير ترابط..
= هو.. هو.. انتوا لابسين كده ازاي وازاي فارس رجع صغير تاني.. هو احنا امتى.. النهارده يبقى ايه يا بابا ..
قبل والدها اعلى رأسها وهو يقول لها بتوتر تاريخ اليوم والسنه ثم تابع باستفهام ..
= بتسئلي عن تاريخ النهارده و لبسنا ليه بس فهميني..
لم يستطع بيجاد ان يسيطر على اعصابه اكثر من ذلك خصوصآ وهو يرى علامات الذهول على وجهها وهي تستمع الى والدها وتتحدث بكلمان غير مترابطه او مفهومه..
فسحبها من بين يدي والدها وضمها اليه بحمايه شديده.. وهو يرفع وجهها اليه ويقول بصوت حاول ان يظهره واثق..
= شمس اهدي ياحبيبتي وبصي هتلاقي ابننا كويس وبخير ومحدش عاوز ولا ناوي ياخده منك..
شمس بصوت ضعيف ومرتبك..
= يعني.. يعني انت مش هتاخده مني ولا.. ولا طلقتني..
ابتلع بيجاد ريقه بتوتر وهو يمرر اصابعه بحنان على ملامح وجهها الحائره فقال بصوت حرص على
ان يكون هادئ وواثق وهو يرى حيراتها الواضحه..
= لا يا حبيبتي ..انا مستحيل اخد ابننا منك زي ما مستحيل اطلقك
ثم ضمها اليه وهو يقول بعشق خالص..
= دا انا اهون عندي روحي تطلع قبل ما انطق كلمه زي دي.. انتي اكيد كنتي بتحلمي حلم وحش ياحبيبتي ..
ثم ابتسم في وجهها وهو يقول بحنان..
= ايه رئيك تدي فارس لماما تهاديه عشان بيعيط وخايف.. وتطلعي انتي لسريرك تنامي وترتاحي وانا هاروح اجيبلك حاجه سخنه تشربيها تريح اعصابك..
فهزت رأسها بضعف وموافقه وعقلها مازال يشعر بالحيره وهي تسترجع كل تفاصيل حلمها الغريب فتناول بيجاد طفله منها بحرص
ثم وضعه بين زراعي عمته التي احتضنت حفيدها بحنان وعينيها معلقه بابنتها التي ارتعشت بتوتر وهي تنظر لطفلها بخوف..
فإحتضنها بيجاد وهو يهمس لها بتطمين..
= متخافيش يا حبيبتي ابننا هينام هنا معاكي النهارده بس ماما هتهاديه وترجعهولك تاني
ثم حملها بعنايه الى فراشهم و وضعها به وهو يقبل عينيها بحنان..
= يلا يا حبيبي نامي دلوقتي والصبح ابقي احكيلنا على الكابوس الوحش ده.. وماما وفارس هيناموا معاكي النهارده عشان متخافيش..
وانا هنام في الاوضه الي جنبك علطول عشان لو احتجتيني ..
ثم استلقى بجانبها واحتضنها بحمايه ويده تمر على جسدها بحنان وهو يهمس بكلمات مهدئه اليها..ثم اشار لعمته التي ناولته طفله بعد ان هدء من البكاء ونام ..
فوضعه بجانبها بهدوء ثم احتضنها واحتضن طفله بحمايه وهو يهمس لها بكلمات مهدئه حتى استسلمت للنوم بهدوء بين زراعيه..
فقبل جبهتها بحنان وهو يجبر نفسه على مغادرتها ثم نهض وهو يشير لعمته..
= انا هنام في الاوضه الي جنبكم ولو صحيت او احتجتيني هكون عندكم علطول ..
ثم انحنى وقبل جبهتها مره اخرى.. وغادر برفقة والدها الذي قال بتوتر..
=الوضع ده لازم يخلص وبسرعه يابيجاد.. انا خايف على شمس كفايه اوي الي حصلها النهارده .. انا مش هستنى لما تضيع مني والا تنهار ..
بيجاد بتصميم..
= عندك حق ..بس انا مش ساكت وكل ده هينتهي وقريب اوي..
ثم تابع بتعب..
= ادخل انت حاول ترتاح وانا هادخل اشتغل في اوضتي شويه عشان مش هقدر انام طول ما انا قلقان عليها..
منصور بتعب هو الاخر..
= تصبح على خير وانا كمان هاراجع اوراق تأسيس الشركه بتاعتي اهو اي حاجه احاول اتلهي فيها لحد الصبح مايطلع واتطمن عليها
ثم توجه كلآ الى غرفته وبدء في العمل حتى تمر ساعات الليل وتطمئن قلوبهم لسلامتها…
في منتصف الليل..
فتحت شمس عينيها وتنفست بتوتر وهي تحاول ان تتزكر كل الاحداث الغريبه التي مرت عليها في الحلم او الكابوس الذي تعرضت له..
فهمست بغير تصديق وقداختلط عليها الامر…
= يعني ده كله حلم طيب والتليفون والصور كمان حلم والا حقيقه ..
ثم رفعت عينيها فوجدت والدتها تحتضنها وهي تنام بطريقه غير مريحه.. فهمست بحب وهي تريح بهدوء من وضع جسدها ..
= يا حبيبتي يا ماما انا اسفه على القلق الي سببتهولك..
لتقوم برفع زراع والدتها عن خصرها بهدوء ودثرتها بالغطاء جيدآ..
ثم تسللت الى خارج الفراش وجثت على ركبتيها تنظر وتدقق الى ارض الغرفه تبحث بتوتر عن هاتفها
وهي تتمنى ان يكون هو الاخر جزء من كبوسها.. فتحسست الارض وهي تنظر بتدقيق اسفل المقاعد واسفل الفراش وقبل ان تشعر بالراحه لعدم وجوده
وجدته ملقي اسفل الاريكه تحت وساده ملقاه على الارض.. فسحبته وقد امتقع وجهها..
وهي تتذكر الصور التي شاهدتها عليه.. فأغلقت عينيها بألم واسرعت بسحبه ثم تسللت بهدوء الى غرفة تبديل الثياب فأغلقته ووضعته بداخل احد حقائب يدها الصغيره ثم وضعت الحقيبه بداخل حقيبه اخرى ووضعتها خلف بعض الثياب التي لاتستعملها ..
ثم تسللت مره اخرى الى داخل الغرفه فجلست بجوار والدتها تتأمل وجهها المتعب واثر البكاء على وجنتيها بسبب ما حدث لها..
فتناولت يدها وقبلتها برقه وهي تسترجع احداث حلمها الغريب والذي جاء كإنذار لها بألا تتهور حتى لاتفقد كل شئ..
فمرت احداثه امام عينيها كشريط فيلم سينمائي قديم تتدكر بعض الاحداث وتنسى احداثآ اخرى فإبتسمت بهدوء وهي تدرك استحالة ان يقوموا بأي شئ يؤذيها وانه ولابد هناك شئ اجبرهم على ان يقوموا بذلك وستكتشف ما هو ولما يخفوه عنها.. وستعاقبهم على ذلك فسواء كان مخطط للايقاع بحامد او حتى محاوله منهم لاسترداد ممتلكات والدها ..
فهي ليست بالغبيه التي يظنوها والتي يخشون ان تدمر لهم مخطاطتهم ولذلك وان كانوا يتعاملون معها كغبيه لا تحسن التصرف فهي ستظهر لهم من هي شمس الحقيقيه ولكن بعد ان تعاقبهم اولا..
ثم تنهدت وهي تقول بفضول..
= بس لو افتكر الملف الي ادهوني في الحلم كان مكتوب فيه ايه..
ثم ابتسمت وهي تقول بمرح..
= هو انا اتجننت والا ايه دا مجرد حلم وتقريبا مش فاكره منه غير اني هربت واتطلقت من بيجاد وبعدها هو اخد مني فارس..
ثم تنهدت بتعب وقد انقبض قلبها من ذكرى الحلم او الكابوس فإستلقت بجوار والدتها واحتضنت طفلها وقبلته بحنان واستسلمت لنوم متعب به مجموعه من الاحلام المتداخله…
في وقت متأخر من الصباح….
استيقظت شمس وفتحت عينيها بتعب وحاولت النهوض الا انها شعرت بيد قويه تمنعها وتعيدها للفراش مره اخرى فنظرت بدهشه جانبها..
فتفاجأت ببيجاد يتمدد بجانبها ثم رفعها فوق زراعيه يضمها اليه بحنان..
= صباح الخير يا حبيبتي.. حاسه انك أحسن دلوقتي..
ابتسمت شمس برقه..
= الحمد لله بقيت احسن كتير..
ضمها بيجاد اليه وهو يقول بارتياح = الحمد لله يا حبيبتي..
ثم قرص اذنها بمداعبه..
=تعبتي اعصابنا كلنا امبارح واحنا مش فاهمين انتي بتعيطي وتصرخي ليه..
ابتسمت شمس بحرج..
=انا اسفه غصب عني اصله كان كابوس وحش اوي ولما فقت اتهيئلي انه حقيقي..
مرر بيجاد اصابعه في شعر شمس بحنان وهو يقول بهدوء..
=طيب ممكن تحكيلي الحلم الوحش اوي ده ..
شمس بتوتر..
= بلاش انا ماصدقت اني انساه..وبعدين انا نسيت معظمه مش فاكره غير حاجات قليله
تأملها بيجاد قليلا وهو يدرك انها تتهرب منه ولكنه لم يرد ان يضغط عليها كثيرا خوفآ من انهيارها مره اخرى..
فإبتسم ثم حملها فجأه وهو يقول بمرح..
= طيب بما انك مش عاوزه تحكيلي حاجه فنحاول نستغل وقتنا في حاجه مفيده..
ثم اتجه الى الحمام المرفق بالغرفه
فقالت شمس باحتجاج..
= بيجاد انت واخدني ورايح بيا على فين..
ابتسم بيجاد وهو يقبل شفتيها برقه..
= ابدآ هناخد دوش وهنفطر وبعدها هنعوم شويه ونخرج نلف بالعربيه اعلمك السواقه ونتغدى بره وبعدها نروح اي مكان انتي تحبيه..
ثم همس امام شفتيها بعشق..
= انا كلي ملك النهارده يا حبيبتي..
همست شمس بحب امام شفتيه..
=النهارده بس..
ضمها بيجاد الى قلبه ثم قال بعشق جارف..
= النهارده وبكره وكل يوم.. انا ملكك طول العمر يا حبيبتي..
ثم قبلها بجنون وتاه في جنة عشقها..
بعد مرور عدة ساعات..
صرخت شمس بحماس وهي تندفع بداخل الحلزونه المائيه الكبيره والشاهقة الارتفاع ويد بيجاد تطوق خصرها من الخلف بحمايه وهو يضحك بشده ويندفع معها وقد تبللت ثيابهم بالكامل ليقعوا في اخر الامر بداخل بحيره صغيره من المياه غاص فيها وهو يضحك و يحاول المحافظه على وجهها خارج المياه..
فصرخت شمس بحماس وهي تتجاهل برودة الماء ويد بيجاد تسحب التي شيرت الخاص بها للاسفل حتى لايظهر اي شئ من جسدها ثم ضمها اليه وهي تقول برجاء وحماس..
= حلوه اوي ..خلينا نلعبها مره كمان عشان خاطري..
ابتسم بيجاد لحماسها فسحب شعرها بعيدا عن وجهها ووضعه خلف اذنها وهو يقول بمرح..
= دي سابع مره تلعبيها وتقولي دي اخر مره.. ايه متعبتيش..
لفت شمس يدها حول عنقه وهي تقول برجاء طفولي..
= دي اخر مره.. وحياتي.. عشان خاطري المرادي وبس..
ابتسم بيجاد وهو يساعدها على الخروج من المياه..
= ماشي يا شمسي لما نشوف اخرتها ايه.. خلينا نلعب المره دي كمان ..
ثم صعد بها مره اخرى الى اعلى الحلزونه وقام بلف يده جيدا حول خصرها واندفع بها بداخل المياه
وشمس تصرخ بمرح..
ليمر عليهم وقت من المرح والسعاده وهي تجرب كل العاب الملاهي المائيه وتجبر بيجاد على مرافقتها ولم توافق على مغادرة الملاهي الا بعد وعده لها بزيارتها مره اخرى ..
فتوجه بها الى سيارته وهو يلف يده حول خصرها وهي تطعمه من المثلجات الخاصه بها ..ففتح باب السياره واخرج الجاكيت الصوفي الخاص به وألبسها اياه فغطاها من رأسها حتى قدمها واحكم غلق
ازراره من العنق حتى الاسفل وهو يقول بجديه..
= إلبسي الجاكيت ده عشان متبرديش واول مانوصل تاخدي دوش وتغيري هدومك علطول ..
ابتسمت شمس بحب وهي تتأمل اهتمامه بها فهمست بمرح..
= حاضر يا بابا بيجاد اول مانروح هاخد دوش واغير هدومي علطول
ابتسم بيجاد وهو يساعدها على الجلوس بداخل السياره ويحكم حزام الامان من حولها ..
= بتتريقي.. ماشي يا شمسي.. بس ولعلمك انا فعلا بعتبرك بنتي وبنوتي الصغيره الي هتفضل
اول واجمل فرحه ليا ..
ثم مال على وجنتها وقبلها بحنان ثم جلس بجوارها وقاد بسرعه في اتجاه الفيلا بعد ان بدء الظلام يخيم على المكان وزخات خفيفه من المطر تشتد قليلا..قليلا ..
فأخرجت شمس يدها من النافذه وهي تتحسس حبات المطر بسعاده..
ثم وفجأه ضربت عدة ازرار في لوحة السياره التي امامها فإنزاح سقف السياره ببطئ وانهمر المطر فوق رأسهم..
فصرخ بها بيجاد بدهشه وهو يحاول اعادة اغلاق سقف السياره مره اخرى..
= بتعملي ايه يا مجنونه.. هتغرقينا وتغرقي العربيه بالمطره..
ابتسمت شمس وهي ترجع رأسها للخلف تستقبل حبات المطر على وجهها وهي تغلق عينيها وتقول بسعاده..
= سيبها عشان خاطري بلاش تقفلها .. انا اول مره احس اني
سعيده ومبسوطه اوي كده..
ابتسم بيجاد بحنان وهو يتناول يده يقبلها ثم قاد السياره ببطئ حتى يعطيها اكبر قدر ممكن من الوقت تحت المطر..
حتى وصلوا اخيرآ الى الفيلا فتوقف اماما الباب الداخلي ثم فتح باب السياره الذي انهمرت منه المياه بغزاره وحمل شمس وركض بها للداخل وهم يضحكون بمرح بعد ان اشتد المطر واغرقهم بشده
ثم انزلها بداخل بهو الفيلا واغلق الباب من خلفه جيدا حتى يمنع المطر من الدخول الى داخل البهو
فنظر اليهم منصور ونبيله التي تجلس بجوار منصور بجوار المدفأه وهي تحمل فارس تلاعبه بسعاده وبيجاد يقول بمرح والمياه تتساقط من ملابسهم بشده..
= شايف بنتك عملت فيا ايه يا منصور بيه غرقتني وغرقت عربيتي بماية المطر.. ودي حاجه ميتسكتش عنها ابدا..
منصور بمرح وهو سعيد لسعادتهم..
= خد حقك منها انا اديتك الاذن..
رفع بيجاد حاجبه يتأملها وهو يقترب منها بشر مرح ..
= واديني خدت الاذن من ابوكي وهاخد حقي منك اضعاف مضاعفه
وريني بقى هتعملي ايه
ثم حاول الامساك بها.. ولكنها صرخت بمرح وهربت منه وهي تندفع للاعلى يتبعها بيجاد..
بعد قليل..
جلست شمس ارضآ بجوار المدفأه وهي تحمل طفلها وبجوارها بيجاد
الذي جلس بجوارها وهو يلف يده حول خصرها وهي تستند على صدره وبجوارهم منصور الذي جلس هو الاخر بجوار نبيله وهو يلف يده حول خصرها بحنان يستمع الى وصف شمس ليومها مع بيجاد بحماس وهم يتناولون طعام العشاء..
فتنهدت نبيله وهي تقول بأسف..
= يا رتني كنت صغيره شويه كنت رحت معاكي وجربت كل الالعاب دي.. شكلها العاب مسليه اوي ..
انحنى بيجاد وقبل يد عمته وهو يقول بحنان..
= انتي مش كبيره يا بيلا بلاش تفكري كده انتي خلفتي شمس وانتي عندك تسعتاشر سنه يعني انتي اقرب في السن انك تكوني اختها الكبيره مش امها..
بينما قالت شمس بتأكيد..
= كلام بيجاد مظبوظ وبعدين انتي مش كبيره ياماما.. دا في سنك واكبر منك كمان ولسه لا اتجوزوا ولا خلفوا..
رفع منصور يد نبيله وقبلها بحنان..
= قولولها اصلها مش مصدقاني.. وعموما انا كمان اتحمست لما سمعت منك عنها وقريب لازم اخد امك ونروح نجربها..
نبيله بحرج..
=منصور انت اتجننت عاوزني انط في غربال في المايه وتزحلق في حلزونه.. لا مستحيل اعمل كده الناس هيقولوا عليا ايه..
ابتسم منصور وهو يغمز بعينه لهم في الخفاء..
= خلاص يا ستي ابقي تعالي اتفرجي وبس..اتفقنا..
نبيله بحرج..
= اه ان كان كده ماشي هاجي معاك اتفرج وبس..
ثم ابتسمت وهي ترى شمس تتثائب وعينيها تكاد ان تغلق من شدة النعاس..
فقبلتها من وجنتها وهي تقول بحنان..
= خد مراتك واطلع نام يا بيجاد انتوا تعبتوا النهارده وسيب فارس احنا هنسهر معاه لحد ما ينام..
فتحت شمس عينيها بصعوبه وهي تقول بتقطع..
= خلينا قاعدين شويه انا.. انا صاحيه اهو..
ضحك بيجاد بمرح وهو يعطي طفله لعمته بعد ان قبله بحنان ثم رفعها فوق زراعيه وهو يقول بهمس..
= تصبحوا على خير يا جماعه..انا كمان مبقتش قادر افتح عنيه..
ثم حملها وتوجه بها الى جناحهم بالاعلى..
بعد مرور ثلاثة ايام..
ارتدت نبيله فستان سهره انيق رمادي اللون ووقفت تقول بغضب لمنصور ..
= انا مش هاروح مكان من غير بنتي كفايه اوي الي حصلها المره الي فاتت ..دي كانت هتضيع مني..
منصور بتوتر..
= عندك حق انا كمان مش هقدر اسيبها هنا لواحدها بعد الي حصلها اخر مره..
ثم تابع بتصميم..
=انا هاروح اكلم بيجاد واخليه يجيبها معانا ونبقى نحاول نخليها متحتكش بقسمت ولا بنتها…
ولكنه التفت الى الخلف بعد ان رأى ابتسامة نبيله فتفاجأ باقتراب بيجاد منه وهو يلف يده حول خصر شمس التي ارتدت فستان سهره انيق نبيذي اللون وقد تحلت بطقم ماسي ناعم وغايه في الجمال وزينت وجهها بزينه كامله ومتقنه..
فقال بيجاد بهدوء..
= يلا يا جماعه هنتأخر على الحفله..
ثم مال على منصور وهمس ..
= مقدرتش اسيبها هنا لواحدها.. واي حاجه ممكن تحصل اهون عندي من اني اشوفها منهاره كده تاني..
ابتسم منصور بسعادهوهو يدرك شدة حب بيجاد لشمس ..
=خير مافعلت.. انا كنت لسه طالع اقولك تجيبها معانا.. يلا بينا..
ثم تركه ولف يده حول خصر زوجته وابنته وهو يتحدث معهم بمرح..
بعد قليل..
جلست شمس بجانب والدها ووالدتها وبيجاد على احدى الموائد الانيقه..
فمال بيجاد على اذنها يهمس بها..
=زي ما فهمتك يا حبيبتي انا ممكن اضطر اتكلم او اجامل او حتى ارقص مع غيرك وده كله هيبقى……
ابتسمت شمس بغيظ ولكنها لم تظهر ذلك وهي تقاطعه بابتسامه رقيقه..
=دا كله هيبقى مجامله انت مضطر ليها.. خلاص بقى يا حبيبي متقلقش انا فهمت ان المجاملات دي مهمه اوي لشغلك وانت بتعملها غصب عنك ..
ابتسم لها بيجاد بحب ثم قال وهو يلمح حامد يدخل الى المكان ..
=انا هاروح اكلم حامد بيه في موضوع مهم وراجعلك علطول..
ابتسمت شمس وهي تراه يذهب الى حيث يقف حامد وبدء الحديث معه بجديه شديده..
فلم ترى تالا التي دخلت الى المكان برفقة والدتها وهي ترتدي فستان فضي قصير ذو قصه منخفضه جدا من على الصدر..وتزينت بالعقد الماسي الثقيل الذي اهداه لها بيجاد فإلتف الثعبان الماسي الثقيل حول عنقها باناقه ووقفت تتأمل الحضور بتكبر
ولكنها توقفت فجأه وضاقت عينيها بكراهيه وغيره وهي تتأمل شمس التي كانت تبتسم وتنحدث مع والدتها وهي لاتراها..
فاقتربت منها وقالت بصوت كالفحيح..
=شمس ازيك يا حبيبتي عامله ايه ..اخيرا سمحوا ليكي انك تخرجي..
ابتسمت شمس برقه مصطنعه وهي تحاول الا تخرب لهم ما يفعلوه..
=في الحقيقه هما دايمآ بيطلبوا مني اخرج معاهم بس انا الي مش برضى اصلي مشغوله اوي مع ابني فارس.. عقبالك يا تالا..
ثم وضعت يدها على فمها بحرج مصطنع..
=ياخبر.. اقصد عقبالك لما نشوفك عروسه في الاول..
تالا بغضب مستتر
=قريب اوي.. واوعدك ان انتي هتكوني اول واحده تعرف ميعاد الفرح وتتعزم عليه..
ثم نظرت لها بتهكم وهي تمرر يدها على عقد شمس الماسي الرقيق..
=ايه الي انتي لابساه ده ياشمس ده برضه عقد تلبسه مرات بيجاد الكيلاني..
ثم مررت يدها على عقدها الماسي الثقيل وهي تتابع
=انا لو مكنتش عارف بيجاد كريم وچانتي قد ايه كنت قلت عليه بخيل وبيستخسر فيكي.. بس انا اول واحده اشهدله بالكرم والدليل العقد الي انا لابساه لسه مهاديني بيه من اسبوع..
نظرت شمس للعقد بغيظ وكراهيه لشكله الغريب ولكنها اجابت بابتسامه مزيفه..
=طول عمره بيجاد بيفهم وفعلا العقد الي انتي لابساه مناسب ليكي اوي ..
ابتسمت تالا وهي تقول بدلال..
=عن اذنك لما اروح لبيجاد اصله واحشني اوي.. وواحشني الرقص معاه..
ثم تركتها وغادرت وشمس تكاد تموت من شدة الغيره..
في نفس التوقيت..
وقف بيجاد بجوار حامد وهو يقول بهدوء..
=يبقى كده اتفقنا يا حامد بيه ارباحك من الصفقه الاخيره جاهزه وبكره هحولهالك على حسابك في البنك..
حامد بطمع وذهول..
=انا مش قادر اصدق كل دي ارباح من صفقه واحده وفي الوقت القصير ده..
بيجاد بهدوء..
=دا العادي بتاعي والا انت مش عارف، بتتعامل مع مين يا حامد، بيه..
ابتسم حامد وهو يقول بتملق ورجاء..
=طيب ماتعيد تفكير وخلينا ندخل بشراكه كامله مع بعض..
ابتسم بيجاد بتهكم..
=لا دا انت كده طمعت اوي يا حامد بيه..
حامد بتملق.
=طبعا طمعان في الشغل والمكسب معاك بس انت توافق..
بيجاد بمكر..
=انا كنت اتمنى ناخد خطوه زي دي خصوصآ اننا قريب هنبقى اسره واحده بس للاسف جالي عرض تاني ومقدرتش ارفضه.. انت عارف الشغل مفيش فيه مجاملات..
ابتلع حامد ريقه وهو يحاول السيطره على غضبه وخيبة امله..
=طبعآ معاك حق بس ممكن اعرف اسم المحظوظ ده..
ابتسم بيجاد وهو يمد يده ويسلم على فاروق وهو يقول بتهكم خفي..
=اهو شريكي المستقبلي جه اظن انت تعرف فاروق بيه صاحب شركات الفاروق..
احتقن وجه حامد بالغضب حتى كادت ان تنفجر شرايينه.. وهو ينظر لوجه فاروق المرتبك والمتحدي ..
بينما نظر لهم بيجاد بتهكم خفي وهو يشعر بيد تالا تلتف حول خصره..
وهي تقول بدلال..
=مش كفايه كلام في الشغل وتيجي ترقص معايا.. والا عاوزني ازعل منك
ابتسم بيجاد وهو ينظر لهم بتهكم وهو يدرك الحرب الصامته الدائره بينهم.. فقال بابتسامه متهكمه..
=عن اذنكم ياجماعه.. انتوا عارفين اني مقدرش ازعل تالا ..
ثم لف يده حول خصرها وتوجه الى باحة الرقص..
بينما قال حامد بغضب شديد..
=بقى إنت بتستغفلني ورايح تلف على بيجاد الكيلاني من ورايا وتشاركه.. ايه نسيت اتفاقنا والا ايه..
فاروق بتهكم..
=اتفاق ايه يا حامد انت مش واخد بالك ان بيجاد الكيلاني بقى مأمن نفسه وشغله بالحديد والنار والي هيحاول يقرب منه هينهيه والفرصه الوحيده الي كانت عندنا عشان نتخلص منه هي خيانة رئيس فريق الامني الي اشترناه واننا ناخده على خوانه.. لكن كل ده فشل يبقى العقل بيقول الي مقدرش اكسره.. اكسبه.. وشراكتي مع الكيلاني هتكسبني كتير من غير ما اوسخ ايدي في الدم..
حامد بجنون..
=طيب وانا..
فاروق وهو ينظر لتالا بتهكم..
=كفايه عليك اوي انك هتناسبه وده هيفتحلك ابواب كتير.. بلاش طمع وبلاش تزعلني عشان انت عارف زعلي وحش اوي..
ثم تركه وذهب وحامد ينظر اليه بغيظ ويهمس بكراهيه..
=انت الي متعرفشي زعلي شكله ايه يا فاروق وقريب هتشوفه عشان متبقاش تلعب على الحبلين بعد كده..
ثم نظر لبيجاد بغضب وهو يشعر بتسرب الامل في الاستيلاء على املاكه من بين اصابعه..
بينما بيجاد كان ينظر اكثر من مره بقلق لشمس ولكنه اطمئن عندما رأها تتحدث مع والدتها وتضحك دون ان تلتفت اليه مما اثار دهشته ولكنه تجاهل الامر وهو يحتضن تالا ويتمايل بها على انغام الموسيقى الحالمه..فهمست تالا وهي تلف زراعيها حول عنقه وتضغط جسدها لجسده ..
= متعرفش قد ايه انت كنت واحشني ..بس لما شفتك مع الي متتسماش دي مودي قلب ومبقتش طايقه نفسي..
بيجاد بضيق..
=وبعدين مش قلتلك مية مره محبش اسمعك بتغلطي فيها دي مهما كان تبقى ام ابني وليها احترامها..
تالا بدلال وهي تتجنب غضبه..
=طيب اديني سكت بس انت كمان خلصنا بقى منها خلينا نبتدي حياتنا..
ابتسم بيجاد وهو يقول بقسوه..
=اوعدك..اوعدك قريب اوي كل حاجه هتنتهي وهنبتدي حياتنا.. وكل حاجه هتتم زي ما انا عاوز..
في نفس التوقيت..
وقف منصور يتحدث الى بعض رجال الاعمال وهو يعيد بناء معرفته بالسوق ورجاله بثقه وهدوء..
بينما اقتربت سيده انيقه في منتصف الخمسينيات من شمس وهي تبتسم برقه ..
=نبيله هانم مش تعرفينا يا حبيبتي بالاموره دي..
نبيله بثقه..
=دي شمس مرات بيجاد ابن اخويا و… بنتي..
ابتسمت السيده وهي تقول بأناقه..
=قصدك زي بنتك..
نبيله بجديه..
=لا يا حبيبتي اقصد انها بنتي وبنت منصور بيه الدمنهوري جوزي والي للاسف كانت مخطوفه ولسه عارفين مكانها من شهور قليله
ومنصور وبيجاد قدروا يرجعوها..
السيده بحرج..
=انا اسفه يا نبيله بس اصلي مكنتش اعرف انك اتجوزتي قبل كده..
نبيله بهدؤ وثقه وهي تلف يدها حول يد شمس بحب..
=ولا يهمك انا عارفه انك مكنتيش تعرفي.. ورجاء مني ياريت الكل يعرف بإلي انا قلتهولك ده..
ابتسمت السيده برقه وتفهم ..
=حاضر ياحبيبتي انا فاهمه انتي عاوزه ايه وهنفذه..
ثم التفتت الى شمس..
=ماشاء الله زي القمر شكلك يا نبيله..ربنا يباركلك فيها يا حبيبتي..
ثم تركتهم وذهبت وشمس تبحث عن بيجاد بعينيها حتى وجدته يرقص مع تالا فإشتعلت الغيره في قلبها وهي تراه يتمايل بها برقه..
فلم تشعر بالشخص الوسيم الذي يتحدث معها..
ويقول باعجاب واضح..
= تسمحيلي بالرقصه دي..
التفتت شمس اليه وهي تقول باستفهام وعينيها تتابع بيجاد بغيظ..
=ايه.. حضرتك بتقول ايه..
الشاب بثقه وهو يتأملها بإعجاب
=بقول ممكن تسمحيلي بالرقصه دي..
حاولت نبيله التدخل..
=لا.. معلش. مينفعش..
ولكن شمس التي كانت تغلي من شدة الغيظ فقالت باندفاع..
=طبعا احب اوي ارقص معاك..
ثم نظرت لوالدتها بلوم وتهكم وهي تهمس لها وتدعي الغباء..
= انتي نسيتي بيجاد كان بيقولي ايه.. لازم نجامل ونتصرف بهدوء ولباقه..
ثم تابعت وهي تضع يدها في يد الشاب المنتظر لها..
= عن اذنك ياماما لما اروح ارقص معاه و اجامله..
ولكنه توقف قبل ان يصل بها الى باحة الرقص وقال باعجاب شديد..
= قبل مانرقص تحبي تشاركي في العمل الخيري الي بيتم هنا..
ابتسمت شمس بتوتر وهي تنظر لبيجاد ولكنها اجابت بسرعه وبدون تفكير..
=ماشي.. مفيش مشكله..
ابتسم الشاب وهو يقول باعجاب صارخ
= انا متأكد ان حصيلة الحفل الخيري النهارده هتبقى اعلى من اي حفله تانيه..
ثم ناولها قلم وكتاب انيق ذهبي اللون..
= اتفضلي اكتبي اسمك هنا..
كتبت شمس اسمها وهي تحاول حساب مجموع ما معها من اموال ولكنها طمئنت نفسها انها ان احتاجت اي اموال اضافيه فستأخذها من بيجاد او والدها..
ثم تبعت الشاب الى باحة الرقص..
وقد شعرت بالتوتر وهي تشعر بيده تلتف حول اصابع يدها وحول خصرها تحاول تقريبها منه ولكنها حافظت على مسافه مناسبه بينهم..
وهو يقول باعجاب..
= انا اول مره اشوفك هنا انتي تبقي قريبة نبيله هانم..
شمس بتوتر..
= اه انا ابقى بنتها..
رفع الشاب حاجبه بتعجب..
= غريبه اول مره اعرف ان نبيله هانم عندها بنت حلوه ذيك اوي كده..
ثم تابع وهو يتأملها باعجاب..
= بس عندها حق انها تداريكي عن عيون الناس..
همست شمس بتوتر وقد بدئت بالندم على موافقتها بالرقص معه..
= مش للدرجادي ..الحفله مليانه بنات حلوه وزي القمر..
ابتسم الشاب وهو يحاول تقريبها منه..
= جمال زي جمالك ده ماشوفتش ولا هاشوف.. جمال مختلط في الانوثه والطفوله.. مزيج ممكن يخطف اي راجل ويخليه يدوب فيه..
شعرت شمس بالضيق فحاولت الرد عليه وهي تقرر الرجوع الى طاولتها..
الا انها شعرت فجأه بيد قويه تلتف حول خصرها وتجذبها للخلف حتى اصطدمت بصدره وبيجاد يقول بصرامه شديده..
= طيب خاف على نفسك من الخطف والدوبان وبلاش تقرب من حاجه ممكن تئذيك بالشكل ده..
ابتسم الشاب وهو يقول بتوتر ويبتعد عن شمس..
= بيجاد بيه.. اعذرني دي كانت مجرد مجامله..
لف بيجاد زراعه حول شمس وقال بصرامه وجديه اخافت الرجل وجعلته يختفي من امامهم..
= مجامله مش مقبوله.. وياريت متتكررش تاني عشان متشوفش وش هيزعلك..
ثم التفت لشمس وهو يقول بغضب وغيره تحرق اوردته..
= انتي اتجننتي ازاي تسمحي لواحد يرقص معاكي ويلمسك ويغازلك م بالسفاله دي..
شمس بابتسامه مستفزه..
= انا مش فاهمه انت زعلانه ليه انا كنت بنفذ كلامك..
بيجاد بغضب مجنون..
= انا قلتلك ترقصي وتسمحي لكلب زي ده انه يغازلك..
شمس وهي تدعي الغباء
= ايوه انت الي قولتلي اننا هانرقص ونتكلم ونجامل .. مش فاهمه انت زعلان ليه دلوقتي ..
ضغط بيجاد على زراعها بقسوه وهو يسحبها خارج حلبة الرقص ويقول بغضب..
= قدامي على البيت وهناك وانا هعرفك انا زعلانه ليه..
الا انه توقف بتوتر فجأه وهو يستمع الي اسم شمس يقال من صاحبة الحفل مع بضع اسماء اخرى لفتيات اخريات..
فقال وهو ينظر لها بتوتر..
= هي بتقول اسمك ليه..
ابتسمت شمس وهي تقول بدهشه.
= مش عارفه…
ثم شهقت فجأه..
= اااه.. اكيد عشان كتبت اسمي مع الي عاوزين يتبرعوا..
نظر لها بيجاد بصدمه شديده وقال بعدم تصديق وهو يضغط زراعها بقسوه..
= كتبتي اسمك فين ..
اشارت شمس للكتاب الموضوع اعلى منصه مزينه بالازهار..
= كتبت اسمي هنا.. ليه هو في حاجه
بيجاد بغضب مجنون ..
= انتي اتجننتي ازاي تعملي حاجع زي دي ..
شمس بدهشه من غضبه الشديد..
= وفيها ايه مش فاهمه مش دي حفله خيريه.. يبقى فيها ايه اما اتبرع بشوية فلوس..
بيجاد بغيظ..
= عشان حضرتك متبرعتيش بفلوس حضرتك اتبرعتي ان يتعمل عليكي مزاد والي يكسب يبقى من حقه يتعشى ويرقص مع حضرتك..
امتقع وجه شمس بتوتر ولكنها قالت ببرود وهي تدعي عدم الاهتمام..
= طيب وايه المشكله ما انا شيفاك وشايفه الكل بيرقص وياكل يغازل عادي فمش شايفه مشكله ان كل ده يبقى بمقابل خصوصا ان المقابل ده هيروح لاعمال خيريه..
ضغط بيجاد على اسنانه بغضب حتى كاد ان يكسرها فأخرج دفتر شيكاته وكتب به رقم ضخم ثم اشار اليها ..
=اخرسي وبطلي فلسفه فارغه ومتتحركيش من هنا.. لحد ما ارجعلك
ثم تابع بصرامه اخافتها..
= مش مرات بيجاد الكيلاني الي يتعمل عليها مزاد وهو واقف يتفرج ..
ثم اشار لها بغضب..
= خليكي هنا لحد ماا صلح الكارثه الي عملتيها وجهزي نفسك عشان هنراوح..
ثم تركها وذهب الى منظمة الحفل
بينما اقتربت منها قسمت وقالت برقه مفتعله..
=ازيك يا شمس يا حبيبتي عامله ايه..
شمس بضيق..
= الحمد لله يا قسمت هانم كويسه وبخير..
ابتسمت قسمت برقه..
= دايمآ ياحبيبتي تكوني بخير..
ثم تابعت وهي تدعي التردد
= في خبر كده كنت عاوزه اقولهولك عشان ابقى خلصت ضميري قدام ربنا.. سميه مرات ابوكي تعيشي انتي..
شهقت شمس بصدمه ..
= ايه..سميه ماتت.. ماتت ازاي دي كانت لسه صغيره وصحتها كويسه..
قسمت بفحيح كالثعبان..
= ماهو للاسف هي مامتتش موته طبيعيه.. للاسف ابوكي هو الي موتها وخنقها بعد ما ظبطها وهي بتخونه….
وضعت شمس يدها على فمها بصدمه وقسمت تتابع بفحيح..
= للاسف ابوكي بعد ما قتلها هرب ولجئلي وانا ساعدته بإلي قدرت عليه.. بس للاسف مساعدتي له مش كفايه.. وهو لسه محتاج فلوس اكتر ولما رفضت اديله تاني طلب مني اني اكلمك واديلك عنوانه عشان تساعديه..
ثم وضعت ورقه صغيره في يدها وهي تهمس لها..
= دا عنوانه وياريت تحاولي تشوفيه وتساعديه هو نفسه يشوفك اوي وافتكري انه مهما
كان فهو الي رباكي..
ثم تركتها وذهبت.. ووقفت بعيدا تشاهدهم وهم يغادرون الحفل فهمست بحرقه وقد، اشتعل قللها بنيران الحقد والغيره وهي تنظر ليد منصور الملتفه بتملك حول خصر نبيله..
= والله لاحصرك على بنتك واحرق قلبك يانبيله واندمك على اليوم الي فكرتي تتحديني فيه وتسرقي قلب منصور..حبيبي
يتبع…..
لقراءة الفص الثالث والعشرون : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا