روايات

رواية سفير العبث الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم روزان مصطفى

رواية سفير العبث الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم روزان مصطفى

رواية سفير العبث الجزء الثاني والثلاثون

رواية سفير العبث البارت الثاني والثلاثون

رواية سفير العبث الحلقة الثانية والثلاثون

° التنهيدة الثانية والثلاثون °
| أخطأت بحق المُتماسك ظنًا منك أنك الأقوى، لم تكُن تعلم أن اللغم لن ينفجر إلا بالضغط عليه |
* في فيلا بدر الكابر
رجع بدر مع كينان وقاسم وعزيز ودخلوا المطبخ وهُما شايلين صناديق
سيا بتكشيرة: طب كنتوا خليتوا الحرس يدخلوها بدل ظهركم ما يوجعكُم!
بدر بغضب: ندخل عليكُم رجالة المطبخ ليه!
ريما وهي بتحُط زيت على السلطة: جبتوا إيه طيب من حلقة السمك؟
حط قاسم إيديه في وسطه وهو بيحرك راسه بتعب وقال: كُل حاجة تقريبًا، في سمك مشوي طلعوه قبل ما يبوظ
قربت مادلين من الصناديق وهي بتطلعه ف قالت سيا: إحنا خلصنا الرز والسلطة والطحينة والحجات دي، لسه هنبدأ في الأسماك
خبط بدر كف على كف وهو بيقول بعصبية ” السكر مأثر ” : إتفضل! بتقولك لسه هيبدأوا يعملوا السمك لازم نتغدى الساعة ستة المغرب زي الصايمين
سيا بنفاذ صبر: بدر حبيبي هنطبُخ السمك إزاي وإنتوا لسه جايبينه؟ يعني إنت متعصب على حاجة إنت السبب في تأخيرها
كينان بهدوء: إهدوا يا جماعة خلاص حصل خير، يا سيا متنسيش إن الزعيم عنده السُكر وتعبان

 

 

غمضت سيا عينيها وخدت نفس وقالت: ماشي يا بدر إشربوا إنتوا حاجة ساقعة وفي خلال ساعة بإذن الله هنخلص الكلام دا كله، سيليا معانا برضو بس بتغير لسيلا فوق
كينان: أنا مش هشرب حاجة أنا هقف أساعدكم.
إبتسمت سيا وهي بتميل على مادلين وقالت: على فكرة زمان كينان كان بيعمل كل أشغال البيت معايا، بيساعدك أكيد طول عمره قلبه حنين
إبتسمت مادلين وقالت: دا أنا اللي بساعده والله، ربنا يخليه ليا
قلع بدر الساعة وتنى قاسم الكُم بتاع القميص ف إستغربت ريما وهي بتقول: إنتوا بتعملوا إيه؟
بدر ببرود: هنساعدكم عشان ننجز، فين السك_ينة؟
* في قصر أمير الدهبي
كان بيلبس هدومه بعد ما خد شاور وهو عينيه حمراا، لبس بنطلون بدلة إسود وقميص إسود
صِبا وهي قاعدة على السرير قالت بحُزن: أنا هقوم ألبس وأجي معاك لندن، مينفعش أسيبك تروك لوحدك في الظروف
أكير بخنقة لكن بهدوء: صِبا، أنا مش هكرر كلامي خليكي عشان الحمل غلط عليكي السفر.. وعشان أمي في حالة صعبة
صِبا بدموع: البقاء لله يا حبيبي، ربنا يصبرك
قفل أمير أزرار قميصه وقال: أه.. ربنا يصبر أمي الأول لإنها مش هتكون حمل خبطتين.
كشرت صِبا بإستفهام وقالت: مش فاهمة؟
قرب أمير بهدوء وباس راسها بعدها بص في عينيها بعينيه الحمرا وقال: هتفهمي بعدين، خلي بالك منها مش هوصيكي
باست صِبا إيده وقالت: في عيوني، تماسك بس وشوف الإجراءات هناك إيه وطمني عليك عشان مقلقش.
خرج أمير من الجناح ونزل للحديقة، مشي وراه إتنين من الحرس واحد منهم قعد في العربية مكان السواق والتاني قعد جنبه، وأمير قعد ورا وهو بيلبس نظارة نظر يحاول يخفي بيها عيونه وقال بصوت مخنوق: إطلع على مطار القاهرة..
* في منزل العقرب
هو بهدوء: هروح أتكلم مع أهلي إنهاردة، هكلم والدتي وأخويا إني عاوز أتقدملك.. عشان والدي مش هيقبل يكلمني
بلعت مياسة ريقها وقالت بخوف: هيوافقوا بيا؟
بصلها العقرب وقال بنظرة إعجاب: إحنا نطول يا باشا؟
مياسة بقلق: لا أقصُد يعني.. عشان مُطلقة و..
العقرب قاطعها وقال: مش فاهم يعني إيه مطلقة؟ هو اللي كُنتي متجوزاه دا راجل أساسًا!
ميلت براسها ف قال العقرب: لما نتجوز هتعرفي إني أول وأخر راجل في حياتك، هنسيكي كُل حاجة عشتيها مع الزفت دا، وحياتك هتبقى أنا وإنتي.. وبنتنا مُستقبلًا
مياسة عينيها دمعت وقالت بصوت رايح: ممكن طلب؟
هز راسه بمعنى أه ف قالت هي: ممكن اللي يتقالك من أهلك تقوله ليا بصراحة؟

 

 

رفع أكتافه وقال: مش هيقولوا غير كُل خير، وحتى لو قالوا إنتي كدا كدا ليا مش هسيبك، متقلقيش ولو قدرتي تجهزيلنا حاجة ناكلها يبقى كتر خيرك مقدرتيش كلميني أجيب معايا أكل من برا
مياسة بسعادة: لا لا أنا طلعت حجات من اللي إنت بعتت جبتهم وهعملك الأكل.. بس متوترة بجد
العقرب بإبتسامة: متقلقيش أنا إعتذرت عن عزومة بدر الكابر مخصوص عشان أعمل المشوار دا.
سحب مفاتيحُه وقالها: لو إحتاجتي حاجة إبعتيلي مسج على واتساب، سلام
قفل الباب وراه ف قالت مياسة وهي بتبتدي تجهز الأكل: ربنا يستر عشان عارفة نفسي نحس!
* في اليخت
قعدت رهف وهي بتهز في رجليها بتوتُر، عاصم كان مراقبها من فوق
وصلها إتصال على فونها من منال اختها، ف بلعت ريقها وهي بتهوي على وشها بإيديها وهي شايفة الإسم
في النهاية رفعت الفون على ودانها وردت وقالت: موني حبيبة قلبي
منال بهدوء: إيه يا رهف بكلمك مبترديش ليه؟ مش تطمنيني عاملة إيه؟
رهف بتوتر: الحمدلله، أنا كويسة يا موني
منال: طب كويس، هترجعي الساعة كام عشان اجيب أكل معايا لينا
رهف وهي بتهز رجليها جامد: أرجع؟
منالفضلت ساكتة شوية مستنية رد رهف ولما رهف مردتش منال قالت: ألوو
رهف بتكشيرة: أيوة يا منال سمعاكي
منال بضيق: ولما سمعاني مبترديش ليه سيبي الناس اللي عندك وكلميني
رهف قالت تفجر المّفاجأة وقالت: منال اليخت مش هينفع يرجع إنهاردة هُما جهزولنا سراير هنا عشان الصُبح نرجع.
بعدت رهف الفون عن ودانها بخوف من الزعيق ورجعت حطته على ودانها تاني راحت منال قالت: نعم ياختيي؟؟ عاوزة تنامي في مركب عليها رجالة في عرض البحر لوحدك!!
رهف بسُرعة: مش لوحدي يا موني والله مش لوحدي، دا في بنات وستات كتير غيري وفر..
قاطعتها منال بعصبية وقالت: إسمعي! تتصرفي وترجعي البيت حالًا مفيش بيات! إنشالله يجيبولك مركب صُغير بمجدافين، سمعاني يا رهف ولا أجيلك أنا أخدك بنفسي!
إتأففت رهف وقالت بضيق كأنها هتعيط: هووف عديها بقى يا موني
منال بعصبية: مفيش موني! زي ما سمعتي كدا، أنا مش هفضل إيدي على قلبي لحد ما سعادتك ترجعي
قفلت منال في وش رهف ف قعدت رهف حاسة إنها هتعيط وعمالة تلف حوالين نفسها
شاور عاصم لصديقه شوقي محمد ووشوشه في ودانه بشيء، نزل بعدخا شوقي وراح ناحية رهف وقال: في مُشكلة ولا حاجة؟
لفت رهف وبصت لشوقي وقالت برجاء: شوقي بيه، أنا مش هقدر أبات هنا.. أختي بجد قلقانة عليا جدًا وعاملة مشاكل وأنا خايفة ومتوترة بجد، ف لو فيه مركب صُغير أرجع بيه و..
إبتسم شوقي وقال: مركب صغير إيه في وسط البحر؟ خطر جدًا وكمان إحنا في بحر إسكندرية يعني سفر برضو من إسكندرية للقاهرة، برأيي تتصلي بأخت حضرتك أكلمها بنفسي وأفهمها الوضع، أومال هي فاكرة رحلة بحرية فين والقاهرة مفيهاش بحر؟
رهف بتوتر: أنا أختي ظابط شرطة وعصبية شويتين وأخاف تكلم حضرتك بإسلوب مش اللي هو.
إبتسم شوقي وقال: يا ستي هاتي بس وملكيش دعوة، ثقي فيا

 

 

خرجت رهف تليفونها وإدته لشوقي بعد ما إتصلت على منال
ردت منال وكلمها شوقي وشرحلها الوضع وفهمها إن في جاردز والدنيا أمان ومتخافش.. إقتنعت منال لإن خافت أختها يحصلها حاجة في البحر وقفل شوقي معاها
حطت رهف إيديها على صدرها وهي بتاخُد نفس بصعوبة وقالت: مش مصدقة إنك أقنعتها بجد
كتف شوقي إيديه وقال: واضح إنها بتحبك جدًا وبتخاف عليكي، في ناس ممكن تشوف دا تحكُم منها لكن أنا بشوفه حُب، الإخوات نعمة في حياتنا
إبتسمت رهف بكسوف وقالت: والله هي كُل عيلتي واللي بقيالي وعمري ما شوفت دا تحكُم وبحترم إنها أكبر مني وشايلة همي
شوقي بهدوء: ربنا يخليكُم لبعض، طيب بما إنها وصتني عليكي ف هطلعك للغُرف ال Vip اللي فوق
بصت رهف لفوق لقت عاصم مركز معاهم بس مش شايفة نظراتُه لإنه لسه لابس النضارة
ف إبتسمت وقالت: مش هتفرق بس المهم أوضة لوحدي معلش
رفع أكتافه وقال: أوي أوي، إتفضلي معايا
* في منزل الرايق
كان قاعد قُدام اللابتوب في الصالة ومشغول ومُنهمك جدًا فيه، ورفيف كُل شوية تسند على الحيطة تبُص عليه بعد ما بتطلع من المطبخ لإنها بتحضر الأكل
قربتله في الأخر ووقفت قُصاده ف رفع راسه عن اللابتوب وبصلها
إتنهدت رفيف وقالت بضيق: أنا بجد أسفة..
قفل الرايق اللابتوب بتاعه وهو بيبُصلها وقال بغضب لكن مش منها: أنا بجد مش فاهم بتعتذري ليه وإنتي الضحية؟ أنا دكر وبغير وبجيب عليها واطيها لو حد بص لحريم تبعي.. لكن مبفرضش الذكورية دي على الضحية واحط عليها اللوم، أنتي مينفعش تعتذري، وعاوز أفهمك للمرة المليون يا رفيف أنا غضبي مش منك
ممكن ترتاحي خالص؟
قربت رفيف وقعدت جنبه.. سكتت شوية بعدها قالت بنبرة غريبة: هو أنت بجد بتحب وجودي عشان الشبه اللي بيني وبين والدتك؟
رجع ظهره لورا وقال وهو باصصلها: كُل اللي أقدر أقولهولك، إن عيني كانت مفتحة على الشُغل طول الوقت.. بعرف غيري بيعمل إيه وبسبقُه بخطوة، شوفتك إنتي و.. وخيبت!
رفيف بإستفسار بملامح بريئة: خيبت؟

 

 

سرح فيها شوية وقال وهو بيضُم شفايفُه: أوي
إبتسمت تلقائيًا ف إتنهد هو وقال: ينفع تسيبيني أكمل اللي بعمله وتكملي إنتي كمان اللي بتعمليه؟
قامت رفيف بهدوء من جنبه وسابته ف غمض عينُه وخد نفس عميق ورجع فتح اللابتوب يكمل شُغل، وراحت رفيف للمطبخ تاني.
* في منزل الغُريبي
ضرب الجرس ف فتح يوسف كالعادة، لكنه إتصدن لما شاف عيسى أخوه واقف قُدامه
خرج يوسف من الشقة ف سمع أبوه بيقول بصوت عالي: مين يا يوسف؟
يوسف وهو بيمد راسه لجوا: دا البوهيمي يا حج
قفل يوسف الباب وهو باصص لعيسى وقال: بتعمل إيه ياعم أبوك هنا
العقرب بهدوء: ما أنا عارف، لما لقيت الدُكانة قافلة عرفت.. خلي أمك تلبس عباية وإنت غير هدومك وهستناكُم في العربية، هاخدكُم ناكل حاجة برا عشان عاوزكُم في موضوع
يوسف وهو بيتلفت: طب وأبوك يا عم!
عيسى بتكشيرة: إنجز بقى قوله رايحين لخالتي شافية ولا أي حوار.. أنا تحت مستني في العربية هاا
نزل عيسى على السلم من غير ما يستنى رد أخوه، فضل يوسف يهمس بإسم أخوه عشان يكلمه لكن كان عيسى نزل خلاص
دخل يوسف الشقة مرة تانية وقفل الباب وراه وهو باصص لأبوه وأمه اللي بياكلوا لب
الحج الغُريبي: ما تقعُد يابني ولا تروح تذاكر! إيه الخايلة الكذابة اللي عاملهالنا بوقفتك دي!
بلع يوسف ريقُه وبص لأمه وقال: ما تيجي يا ماما نزور خالتي شافية
وطت أمه عينيها وهي بتبُصله وبتقول: إيه اللي جابها في بالك السعادي، هتلاقيها قاعدة تحت شباك بيتها على المصطبة مع نسوان حارتها بيتسامروا..
الحج الغُريبي: ومن إمتى حنيتك دي
شوح يوسف بإيده وقال بخنقة: ماهو بصراحة مكونتش عايز أقلقك يماا بس خالتي شافية في عيل ساب خبر مع البوهيمي إنها مسورقة وعينيها للسقف
حطت أم يوسف طبق اللب على الترابيزة وهي قايمة مفزوعة وبتلبس شبشبها وقالت: يالهووي يخربيتك وبتلاوعني في الكلام، فين يا ولااا
يوسف: فين إيه يماا في بيتهاا
قام الحج الغُريبي وهو بيقول: أنا جاي معاكي يا حجة إستني
حط يوسف إيده على صدر أبوه وهو بيقعده ويقول: لا يا حج خليك هروح أنا معاها عشان نسوان الحارة هناك ميتفزعوش من طلتك، أنا بالنسبالهم تربية إيديهم ودخلتي عادية
الحج الغُريبي بإحراج: طب طمنيني يا حجة
والدة يوسف وهي بتلبس العباية: يخراابي إستُر يارب دي اللي باقية من الحبايب
قرب يوسف من أمه وهو بيهمسلها وبيقول: إيه يما العباية المعفنة دي ما تلبسي حاجة عدلة
برقت أمه وقالت: ودا وقته يا ولاا! إجري وقفلنا تاكسي من أول الشارع بسُرعة
يوسف من بين سنانُه: يماا عيسى تحت مستنينا في عربيتُه هياخدنا ناكُل برا، أنا قولت كدا على خالتي شافية عشان أبويا بس
ضربته أمه بالشبشب وهو كاتم صوته عشان ابوه وقالت بغيظ: توقع قلبي يا حمار بحجتك دي! أخوك تحت يا ولا؟
يوسف بوجع من الشبشب: ولااا ولااا هو أنا ماليش إسم يعني! أه تحت
بصت امه على الدولاب تاني وطلعت عباية شيك ولبست طرحتها وبقت ترُش برفان

 

 

يوسف بتبريقة: خلاص هنتفضح
دخل الحج الغُريبي وهو واقف على الباب وبيقول: هو إيه الحكاية؟ إنتوا رايحين لشافية بجد ولا واخد أمك السيما من ورايا
يوسف وهو بيلعب في شعرُه: دا عشان نحسن نفسيتها يا بابا مش أكتر
الحج الغُريبي: طب طمنيني يا حجة زي ما قولتلك
والدة يوسف: من عينيا حاضر
نزلوا تحت ف وقفت أمه بتبُص على عربية عيسى من بعيد وإبتسمت وقالت: دي عربية أخوك يا يوسف؟ هو غيرها!
يوسف وهو باصص للسما: عُقبالي يارب
امه بحزم: بعد الشر، ربنا يهديه ويرجعه لحضني من السكة دي ويهديك يا يوسف يابن بطني
راحوا ناحية العربية وركبت أم عيسى قُدام جنبه
ركب يوسف ورا ف حضنت والدة عيسى إبنها وهي بتقول: أخيرًا إفتكرت أمك، قلبك قسي عليا رغم إني لينت قلبي عشانك
عيسى بنبرة هادية: سامحيني معلش، هاخُدكم الحُسين
يوسف بإعتراض: روحنا مليون مرة، عاوزين حاجة فخمة
عيسى: أجل الفخم لبعدين بيني وبينك لإن أمك مش هتتكيف من أي أكل غير أكل الحُسين
إبتسمت امه وقالت: دا حقيقي ماليش في الأكل المتزوق اللي مبيشبعش
إتحرك عيسى بيهم على الحُسين، عشان يفاتحهم في موضوع جوازه من مياسة.
* في فيلا بدر الكابر
كانوا قاعدين كُلهم حوالين ترابيزة الأكل، كادر جنب ميرا وقاسم جنب ريما ومادلين جنب كينان وعزيز جنب سيليا وبدر جنب سيا
نزلت سيلا من فوق وهي ماسكة في إيديها كيس كنتاكي وبتاكُل منه ستريبس
بصت على السُفرة لقت سمكاية كبيرة مقلية
راحت معيطة بصويت..
قام عزيز جري ناحيتها، وكشر بدر وهو بيقول: حد زعلها ولا إيه!
سيلا فاتحة بوقها وماسكة الكيس وهي بتشاور بصوباعها على السُفرة
سيا قامت ناحيتها وهي بتحضنها وبتمسح دموعها بكف إيدها وبتقول: مين زعلك يا تيتة قوليلي
قام كادر راح شايل سيلا على دراعُه وهو بيقول: مبتحبيش السمك؟
سيلا بعياط طفولي: سمخختتنااتشط
كادر بتركيز وهو بيقرب ودانه من بوقها: إييه؟
سيلا بصوت بسيط ورايح من العياط: السمك صُحاب مش طواجن إهيء
وعمالة تتشحتف
اللي قاعدين ضحكوا بصوت عالي راحت مشاورة لكادر عليهُم وهي بتعيط وبتهز جسمها على دراعه جامد
كادر قعد على أول سلمة وقعدها رجله وهو بيقول: ما اللي عاملينه طواجن دا السمك الشرير اللي بياكُل غيرُه، التاني الكويس ونيمو وصحابه لسه في البحر هاخدك أفرجك عليهم
سيلا بدموع: بجد؟
كادر: أكييد، وبعدين حد ياكُل فراخ وفي سمك! تعالي أنا هظبطك

 

 

مادلين وهي فاتحة دراعاتها: هاتها يا كادر عشان تعرف تاكُل، هفصصلها وهبسطها
شاور كادر بإيده التانية وقال: سيبوها معايا
قعدها على رجله وهو بيحُط معلقة فيها رز وعليها قطعة سمكة، بص لسيلا وقالها: أعصُرلك عليها ليمون عشان تبقى مززة زي الحلويات بتاعة مول مصر؟
ضحكت سيلا وهي بتنُط على رجله بحماس وحركت راسها بمعنى أه ف عملها كدا
مد كادر إيده ووراها جمبري وقال: دا بقى جمبري، معقول يا سيليا مأكلتوهاش سمك قبل كدا؟
سيليا: بناكله برا أنا وعزيز بتكون هي هنا عند مامي، أنا مكونتش أعرف إنها هتحبه
سيا: هتعرفي منين وإنتي مجربتيش تأكليها منه، لازم تخليها تجرب كُل الأكل بعدين السمك مُفيد ليها
حدف قاسم المعلقة وهو بيقول لريما: أنا جسمي عمال يجيب في عرق طول ما أنا قاعد
ريما: ليه يا حبيبي حران أفتحلك التكييف التاني؟
قاسم بوشوشة: واحد بياكُل جمبري وإستاكوزا، طبيعي يجيب في عرق!
خبطته ريما بكوعها وهي بتضحك، وكملوا أكل.
سيا بهدوء: بدر ممكن تقطعلي الإستاكوزا دي لإنها ناشفة أوي؟
بدر وهو بياكُل قال: إديها لكينان
بصله كينان ف قال بدر وهو بيغمز: هو شاطر أوي في التقطيع
فطس ضحك وكينان غطى عينيه بكف إيده وهو بيضحك راحت سيا مكشرة وهي باصة لعزيز وقالت بصوت واطي: والله عيب اللي بتعملوه دا، عيب
بص قاسم لبدر وفطس ضحك معاهُم.
* في الحُسين
جه فرد من المطعم يشيل الاطباق من على ترابيزتهم ومسحها وهو بيقول: إنت جايبني أردحلك وسط الأولياء الصالحين؟ يعني إيه اللي بتقوله دا
عيسى بهدوء: طب ممكن تسمعيني؟
والدة عيسى: أسمع إيه إنت جايبني تسممني اللُقمة! يعني إيه عاوز تتجوز لا ومُطلقة
عيسى بصدمة من تفكير أمه: هي المطلقة معيوبة ولا إيه!
والدته بتكشيرة: أنا مقولتش كدا، بس عاوزة أفرح بإبني بواحدة بكر
عيسى بعصبية: إيه تفكير العصر الحجري دا؟؟ المطلقة ميعيبهاش شيء بعدين أنا بحبها وأنا اللي جريت وراها مش هي
والدته بعصبية موجهه كلامها ليوسف: قوم يا يوسف شوفلنا تاكسي أنا الضغط عالي عندي
عيسى بتصميم: مش هتقومي من هنا يما غير لما تقولي موافقة، إنتي صدمتيني بتفكيرك دا
والدته: جيت على قلبي وعصيت كلام أبوك وقابلتك وفتحتلك حضني رغم عصيانك ودخولك السكة دي، عشان قلبي ك أم مستحملش تبعد عن ضناها.. لكن البت دي لو إتجوزتها أنا اللي هقفل بيباني في وشك، الولية حماتها القديمة لما عرفت إنها صاحبتك جاتلي و..
فلااش باااك

 

 

– في منزل الغُريبي
والدة نبيل وهي بتمسح دموعها: إبنك جالي معاها لحد بيتي عشان تاخُد جواز سفرها تقريبًا عاوزها تسافر معاه، لما بعتت واد من عندنا من الحتة يتدبقهم.. عرفت إنها عايشة معاه برضو، والواد شاف إبنك وهو جايلك لحد هنا
والدة عيسى بخبطة على صدرها: قاعدة مع إبني في بيت واحد؟
مسحت أم نبيل دموعها وقالت: معرفش ياختي دا اللي الواد قاله، خلي بالك على عيالك منها دا هي اللي جابت أجل إبني بقدمها النحس، والله والله والله هي اللي إتسببت في موته وحرمتني منه، لو مستغنية عن إبنك جوزيهاله
حضنتها والدة عيسى وهي بتقول: أنا هتكلم مع إبني بالعقل هو بيسمع كلامي، كتر خيرك جيتي بنفسك تحذريني
* الوقت الحالي
بصلها عيسى بصدمة وقال: يعني إنتي أصلًا عارفة الحوار كُله وسيباني بوضحلك؟
والدة عيسى: قولت أسمعك، وأكلمك بالراحة وبالعقل بعد ما أسمعك، لكن تمسُكك بيها كدا قلقني وخوفني.. عشان كدا يا تخسر أمك للأبد، يا تسيب البت دي وربنا يصلح حالك مع ست ستها
سحب عيسى مفاتيح عربيتُه وإداهم ظهره وقال: قوموا عشان أوصلكُم
والدته حبت تضغط على جرحه عشان يسيب مياسة ف قالت بصوت عالي: نسيت أمل يا عيسى؟
إتحجر في مكانه وعينيه رفت ك عادته.. والذاكرة
الذاكرة اللي بتحتفظ باللحظات الحلوة، بقت توجعه بدل ما تفرحه
* في اليخت
كانو رهف راحت في النوم ساعة لحد ما صحيت على صوت حد بيخبط على أوضتها، قامت وظبطت شكلها وقالتمين من ورا الباب جالها صوت بنت بتقول أنا
فتحت رهف الباب لقت بنت لابسة مايوة ورابطة وسطها بس وبتقول لرهف: هو إنتوا قطط بتناموا بدري! come on هنلعب
رهف بإستغراب: هنلعب إيه؟
مدت البنت إيديها وسحبت رهف وهي بتقول: يلا يلا كُله صحي ماعدا إنتي
راحت رنف نزلت معاها لقتهم عاملين دايرة كدا بس كان عددهم مش كبير معنى كدا في ناس رفضت تلعب
قعدت رهف قُدام عاصم اللي لابس نظارته رغم الليل، البنت اللي خرجت رهف من أوضتها مسكت إزازة شمبانيا فاضية وقالت: so, أنا عارفة إنها فولكلور أوي وقديمة.. بس بتكون لذيذة لما تكون الحمعة حلوة، ننلف الإزازة واللي هييجي ناحيته البوز هو اللي هيسأل الشخص المُصادف ليه، أوك!
شوقي: إيه الملل دا يا كايتي؟
كايتي بإبتسامة: يلا بقى بليز، هلفها أنا أوك؟
أو تلف الإزازة ف جت البوز على كايتي والناحية التانية على رهف
كياتي بصت لرهف وقالت: هو إنتي ليه كدا؟ مقصُدش تدخُل إنتي زي القمر وانا بدعم الحُرية الشخصية بس بسألك هل ستايلك مريحك خصوصًا إننا في بحر؟
،رهف ربعت رجليها وقالت: تقصُدي عشان مش لابسة مايوه يعني؟ مريحني جدًا.. أنا مش بحب جسمي يبان ولا الكلام دا ممكن دراعاتي مثلًا لو لبست نص كُم أو كت زي الفستان دا، عشان بحس بتوتر وبقلق وإنه لا مينفعش ألبس غير كدا
لفت كايتي الإزازة ف جت بوزها على رهف والطرف التاني على عاصم
كايتي: أووك إنتي هتسألي الليدر، عاصم التُركي
غمزتلها كايتي وقالت: إسأليه متجوزتش لحد دلوقتي ليه هههه
إبتسمت رهف وهي بصاله والهوا بيطير شعرها، ضمت رجليها لجسمها شوية وقالت: ليه مبتحبش تشيل النظارة حتى بالليل، وفي عدم وجود الصحافة خلاص؟
عاصم سكت شوية بعدين قال: جاوبتك على السؤال دا قبل كدا.
رهف حبت تحرجه ف قالت: جايز اللي قاعدين حابين يسمعوا الإجابة هما كمان بعدين إجابتك مكانتش واضحة؟
خد عاصم نفس عميق وقال بهدوء: مشيها تعود..، هلف أنا الإزازة
لف الإزازة بنفسه ف جت على رهف تاني بس شوقي اللي يسألها
ضحكت رهف وهي بتقول: إيه الحكاية شكل الإزازة بتحبني
بصلها شوقي وقال: إيه أكتر مهنة أو شخصية بتجذب إنتباهك
ميلت رهف راسها على جنب وهي بتقول: مممم، الساحر.. لإني كُنت بروح السيرك كتير وأنا صغيرة وكُنت بحب الفقرة بتاعتُه أوي، دي أكتر مهنة بتلفت إنتباهي ممكن تكون هزلية لكن دا ذوقي.
بصلها عاصم بتركيز من ورا نظراته ف وطت راسها وهي بتهرب من نظراتُه.

 

 

* في منزل الرايق
دخل العقرب وهو ماسك شنطة في إيده وبيقول: جاهز يا رايق؟
قفل الرايق اللابتوب وعدل شعره وهو بيقول: جيبت الحاجة؟
نفخ العقرب دُخان سيجارته وهو بيشاور بعينه على الشنطة وقال: معايا متقلقش
وقفت رفيف وهي بتقول بصوت قلقان: نوح!
إداهم العقرب ظهره، بصلها نوح وعشان ميضعفش بص للأرض وهو مكشر وقال: هجيلك الصُبح، مش هتأخر
خرج مع العقرب من البيت وركبوا عربية واحدة وإتحركوا بيها، ورغم إن في جو حر.. الدنيا مطرت.
* في الفجر / قصر أمير الدهبي
رجع وهو واقف على باب القصر مبلم..
نزلت شجن وهي جارة كُرسيها صِبا، بصت شجن بعيون وارمة وملابس سودا لأمير إبنها وهي بتقول: وصل للمُستشفى؟ خلصتوا الإجراءات خلاص!
سكت أمير شوية وقال بصوت مبحوح: أيوة..
حطت شجن راسها على كف إيديها وبدأت في العياط تاني ف قال أمير بنبرة مُترددة: أمي..
فجاة إتفتح الباب على الأخر ودخلت واحدة لابسة بالطو إسود وكعب إسود وهي بتقول: مساء الخير.
رفعت شجن راسها وهي باصة للبنت بإستغراب.. أمير كان مركز على صِبا وعينيه في دموع
البنت: البقاء لله، أنا زوجته التانية ونزلت عشان إجراءات الدفن والميراث.
فضلت شجن بصالها بعيون وارمة وضحكت فجاة وهي بتقول لأمير: زوجة مين؟ إنت إتجوزت على صِبا! ميراث مين؟؟
إفتكرت صِبا لما أمير حكالها وقت زعلها منه إنه كان بيحب واحدة وأبوه إتجوزها وهو دا السبب انه كان بينت_حر في البحر وهي أنقذتُه.
غطت صِبا بوقها بإيديها وهي مبرقة وباصة لأمير
بصت مرات أبوه لصِبا وقالت: دي مراتك يا أمير؟
مردش أمير عليها ولا بصلها.. فضل باصص ل صِبا وعلامات الحُزن كُلها على وشه
قالت صِبا بتكشيرة: ودي جاية هنا ليه؟
كتفت مرات أبو أمير إيديها وقال ل صِبا: ما أنا قولتلك، هقعُد لحد ما إجراءات الدفن تخلص والميراث يتوزع
صِبا بعصبية حمل: يعني دا وقت تتكلمي فيه في حجات زي كدا؟؟ إيه الوقاحة والبجاحة دي
شجن بعتاب لأمير: جبتهالي لحد بيتي يا أمير؟
مرات أبوه بمُقاطعة: طالما في ميراث يبقى مش قصرك لوحدك
أمير بعصبية وحزم: لا قصرها هي بس، لإن دا قصر أمير الدهبي.. بفلوسي مش بفلوس أبويا ف هو برا حسبة الميراث
شجن بتعب: صِبا، طلعيني فوق متسبنيش هنا
سحبت صِبا الكُرسي وهي بتبُص لأمير بغيظ وغيرة..
* داخل أحد المخازن القديمة
كان الرايق ساند ضهر عمرو عليه وهو نايم ع السرير، وبيمرر قُطنة قُدام مناخيره
والعقرب لابس إسود وماسك إسود، والرايق زيه تمامًا، من فتحة الفم في الماسك نفث العقرب دُخان الشيشة الإلكترونية..
فاق عمرو والررية مغلوشة في عيونه، إتضحت شوية شوية وهو شايف واحد لابس إسود، وباصص على رجليه لقاها مربوطة بجنازير منطور عليها د*م
برق وهو بياخُد نفس عميق وحاسس بوجع رهييب مش قادر يتحرك منه وعاوز يصرُخ مش قادر من التعب لكن قلبه نبضاته بتزيد

 

 

الرايق بصوت متغير عن طريق أله، همس في ودان عمرو وقال: ودي.. كانت تاني عملية إخ*** في تاريخ المافيا.
* فلاش باك
كينان وهو قاعد مع الرايق قبل ما يروح لبدر: خلي بالك، الخطوات اللي أنا قولتها دي لازم تتعمل صح عشان، أي غلطة هتجيبه في مق_تل، وأظُن إن إنتقامك إنه يعيش مكسور.. وحاجة كمان، لو هتعملوا كدا بلاش عزيز ياخُد خبر.. لإن دا موضوع حساس بالنسبالُه
بص عمرو على جسمه وإنهار وهو بيصرُخ
العقرب كان باصص لصراخُه ببرود، والرايق كذلك.. كل اللي الرايق إفتكره هو نبرة صوت أبوه وهو بيقول: صمتك عن اللي حصل لعمك هيفضل حاطك تحت شكوكي، انا واثق إنك عملت كدا عشان أمك، عينيك فيها حاجة عُمرها ما ريحتني
خرج الرايق سيجارة هاش “حشيش” وبدأ يشربها وهو خارج من الأوضة وسايب عمرو منهار والعقرب بيراقبه بالإستمتاع، وهو ماشي في ممر المخزن شاف أمه!
بدأ يغمض عينه ويفتحها شايفها واقفة غضبانة
صوتها خرج بعتاب وقالت: ليه عملتوا كدا؟
ليه كررتوا مأساة حصلت؟
بصلها الرايق بعدم وعي من الحشيش وقال: دي مش ديجافو، أنا مش مُهتم باللي هيحصل مُستقبلًا، أنا عاوز أروح بيتي وأحُط راسي على المخدة وأنام مرتاح.. مكونتش هرتاح غير بكدا!
طيف والدته بعتاب: دي أسوأ من الديجافو، كُل غلط وليه توابعه، أنا كُنت بفتخر بأدميتك
الرايق بدموع وهو بيضغط على السيجار: قت__لوها معاكي.. وقت ما قت_لوكي بحسرتك بظلمُهم
بص قُدامه ملقاش حد، فضل يدور عليها بعينيه عرف إن دي أثار الحشيش
* أمام منزل الرايق
وصلت عربية سودا متفيمة ووقفت قُدام البيت، مشغلة أغنية Take me to church بصوت عالي
قرب للعربية واحد من الحرس وخبط على الإزاز المتفيم، نزل جظء من الإزاز ووشوش الراجل اللي قاعد في العربية الحارس وعرض عليه هوية..
فتحله الحارس البوابات ع الأخر ف دخلوا جوة البيت بعربيتهُم

 

 

سمعت رفيف صوت عربية برا ف قربت من الشباك وهي بتبُص من ورا الستارة.. نزل إتنين لابسين قُبعات سودا وبدل سودا وماسكين في إيديهم كلب شرس مربوط..
وقف قُدامهم الحُراس اللي واقفين قُدام البوابة الداخلية وقال واحد منهم: إنتوا مين؟
إبتسم واحد منهم وقال: إحنا ولاد عم نوح.. بلغه بوصولنا
لمح التاني رفيف واقفة في الشباك وصوت الكلب ونباحه خضها، ف شاولها بصوابعه بمعنى هاي.. راحت قافلة الستارة برُعب وهي حاطة إيدها على قلبها..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفير العبث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى