رواية نجع العرب الفصل الخامس عشر 15 بقلم سهيلة عاشور
رواية نجع العرب الجزء الخامس عشر
رواية نجع العرب البارت الخامس عشر
رواية نجع العرب الحلقة الخامسة عشر
بعد مرور أربعة أشهر
كانت الاحداث تتوالى عليهم وكأنها سنوات فإسلام اشتد به المصائب وخصوصا بعد ضغط هذا المسمى بالبوص عليه في كل شيء وخصوصا بعد علمه بذهابه لزواج شهين وبالطبع لم يوافق اسلام على تطليق نور وحتى انه لم يلمسها مطلقا بل وانه يعاملها بطريقه جميله للغايه واشتدت به الجرأه حيث هدد البوص بأن يترك كل شيء إذا حاول الاقتراب منها او من عائلته فهو يطيعه كل هذه السنوات من أجلهم فقط وبالطبع زاد تعلق نور به بشده حتى انها أصبحت تهتم بأدق تفاصيله وهو بالطبع سعيد بهذا كثيرا…… أما تميم المرح خاصتنا فقد تزوج منذ شهر من وداد كما اتفق مع شهين وكان سعيد للغايه فقد احبها اكثر وتعلق بها بعد الزواج فظهر الجانب الحنون والخلوق منها بكثره وكانت هي تحبه وتحترمه بشده وقد عملت منذ إيام بخبر حملها الذي اسعد الجميع بشده….. أما داغر فكان يذهب كل يوم لكي يراقب صاحبة الشعر الذهبي دون أن تشعر به فقد اكتشف ويا الله ليخرية القدر فالأن داغر يحب ولكن حتى بمراقبته لها لم يعرف عنها سوى المعروف انها فتاه مسكينه ظلمها القدر ووحيده وليس لها اي احد ولا حتى أصدقاء ولكنه تمسك بفكرة انه سوف يتزوجها ويعوضها عن كل شيء…… أما قمر توطدت علاقتها بكريمه كثيرا حتى انها حكت لها عن اسلام وكل التفاصيل وايضا ذكرايتها في هذا المكان وذكرايتهم في نجع العرب قبل أن يأتوا إلى صعيد مصر وبالطبع محمد كان يشاهدهم من بعيد وهو سعيد من أجلهم للغايه…… اما زينب فأشتد بها الحزن حيث كلما حاولت الاقتراب من شهين تجد وتين فوق رأسها وايضا لا يسمح لها شهين بذلك ابدا…. أما بطلينا فقد تناسوا قليلا الغضب من بعضهم وخصوصا ان وتين أيقنت بالفعل انها تحب هذا الشهين بشده اعترفت بهذا بينها وبين نفسها بالطبع فهس تخجل ان تخبره بهذا اما شهين فكان يحاول ان يعوضها عن الجو المحيط بهم فكان حزنه يكسو وجهه بشده فقد اشتاق لإسلام بشده ولكن ما باليدي حيله… حاول بالفعل الاعتذار عن مهمته في التحقيق وراء هذا الإسلام ولكن القائد رفض رفضا تامًا حيث أن شهين كفو في عمله وهو الأنسب لهذه المهمه….
**********************************
في منزل اهل شهين
كان الجميع يتجمع حول طعام الغداء.. والكل يتحدث ويضحك على نظرات تميم التي لم تفارق وداد ابدا… فعلى الرغم من زواجها وحملها الا انها لم تفارق مساعدتها في المنزل ابدا.. كان تأتي بأطباق السلطه وهي تمشي بهدوئها ورقتها المعتاده
تميم بمرح وعبث: حاسب الأرض بتتهز من تحتك يا جميل يا قمر انت
وداد وقد كسى وجهها الحمره: اووف يا تميم
تميم بسخريه وهو يقلدها: اووف اووف يا تميم…. يلا يا بت تعالي اقعدي كفايا عليكي كده
اجلسها بجواره رغما عنها وظل ينظر لها بهيام شديد… مما زاد مش ضحكات الجميع عليه وبالطبع خجل وداد التي كانت سيغشى عليها بسبب أفعاله هذه
داغر بضحك: يا بني حل عنها بقا بقالك شهر مش عارفه تاخد نفسها منك
تميم ببرود: وهو انا متجوزه علشان اسيبها في حالها… خليك انت في حالك يا دغورتي لما نشوف اخرتك اي… ثم غمز بمكر في آخر كلامه كما وتر داغر بشده
محمد بغيظ: يا بني اعقل بقا هتبقى اب ازاي انت
تميم بمرح: لا منا ناوي اقعد معاك كل يوم تديني درس
محمد بتمثيل الخوف: لاااا… دا انا هلم هدومي وامشي
وتين بمقاطعه: اه صحيح هو احنا هنرجع القاهره امتى ؟!
قمر بعتاب: اي يا بنتي زهقتي مننا بسرعه كده
وتين بسرعه: لا والله مقصدش خالص…
بس انا امتحاناتي كمان اسبوعين وداغر كان بيجيبلي المحاضرات من زمايله بس انا لازم ارجع علشان اللحق اذاكر واشوف هعمل اي
شهين بتأييد: وتين معاها حق يا أمي… ان شاءالله هنرجع بكره نخلص الامتحانات بتاعتها وبعدين نبقى نشوف هنعمل اي
قمر بحزن: يعني البيت هيرجع فاضي تاني
كريمه بمواساه: متخافيش انا مش هخليهم يبعدوا عنك ابدا
ابتسمت قمر بود لهذه السيده الحنونه…. ومن ثم شرعوا بتناول الطعام وكان تميم يملىء المعلقه كثيرا ويدخلها في فم وداد بسرعه حتى كانت معدتها سوف تنفجر من كثرة الطعام ولكنه يحرص على ان تكون صحتها بأفضل حال…. والكل في حاله من المرح نوعا ما الا شرود داغر وغياب زينب عن الطعام الذي لفت نظر الجميع
شهين بتعجب: امال زينب فين يا أمي؟
قمر بهدوء: قالت هتروح ارض العنب… ملت من البيت عرفتني وخلتها تروح متخافش
شعرت وتين بالغيره ولكنها فضلت الصموت فهي تعرف ما به ولا تريد أن تزيد عليه الآن…..
**********************************
في شقه صغيره في القاهره
كان يجلس اسلام بتأفف مثل الأطفال فلقد تأخر الطعام بشده وهو جائع جدا… حتى لمح فتاته تأتي له بخطوات مسرعه وهي تضع المعكرونه بالبشاميل أمامه وكانت شهيه بشده ومن بعدها الدجاج المشوي وأنواع السلطات الكثيره وغيره
اسلام بإبتسامه: انا نفسي اعرف بتحبي تتعبي نفسك لي…. منا قلتلك هبعت اجيب اكل من بره او اجيب واحده تساعدك… وبعدين اي دا كله دا احنا اتنين بس
نور بود: مش خساره فيك… وبعدين انا بحب اعمل كل حاجه بنفسي مش عاوزه حد يفضل داخل وطالع كده علينا… وبعدين اي مش هتدوق… دوق بسرعه دوق دوق
اسلام بضحك: طيب حاضر…. ثم اخذ يتذوق كل شيء ويبدو عليه الفرحه بشده: حقيقي تسلم ايدك… يلا اقعدي انا عاوزك تاكلي كويس.. علشان عاملك مفاجأه
نور بتعجب: مفاجأه اي… قلي
اسلام بتأفف وهو يضع قطعة الدجاج في فمها بغيظ: هوووس اقفلي دا… يلا كلي وبعدين هتعرفي شغاله لوك لوك مش بتتعبي
نور بغيظ: طيب هاكل…. ثم نظرت له بتوتر: انا… يعني كنت..
اسلام ببرود: عاوزه تشوفي اهلك صح؟
نور بخوف: انا عارفه انك هتقول لا… بس هما وحشوني اوي بجد بقالي شهور مشفتش حد فيهم ولا حتى كلمتهم
اسلام بغضب: لا يا نور… دا مش هيحصل مش هتروحي لحد فاهمه
نور وكادت ان تبكي: بس هما وحشوني اوي
اسلام: وانت موحشتيش حد فيهم…. مجاش في بالك ازاي اب وام يقعدوا اربع شهور من غير حتى ما يحاولوا يوصلوا ليكي او يسألوا عنك دول باعوكي ب10 آلاف جنيه يا نور… انت متخيله لو كان واحد غيري كان حصل فيكي اي كان زمانهم دلوقتي بيأجروكي كل يوم لواحد شكل لحد ما تموتي بسببهم وكمان هتبقى ميته وانت غاضبه ربنا…. اللي يخلي اهل يحبسوا بنتهم في البيت لحد ما تكبر كده وهي ما تعرفش اي حاجه عن نعم الدنيا عمالين يخلفوا عيال ويرموهم عليكي وانت تربي ليهم ولا فكروا يعلموكي او يدوكي حب وحنان وفي الاخر كمان باعوكي يا نور انا عاوزك تفهمي اني بعمل كل دا علشانك وانا علشانك بس اصلا مش راضي ائذيهم فاهمه… مش عاوز اسمع اي حاجه في الموضوع دا تاني
لم تتحمل حديثه هذا تعلم أن معه كل الحق وانه يقول هذا لكي ترتقي بعقلها ولا تفكر فيهم ولكن هذه فطره لا يمكنها التحكم فيها ابدا فني رقيقة القلب وقد اشتاقت لأهلها كثيرا ولا يمكنها ان تظل هكذا فظلت تبكي بهستيريه… فما كان له إلا أن يقرب كرسيه منها ويحتضنها بحنان
اسلام بحزن من أجلها: صدقيني مقصدش ازعلك كده… انا خايف عليكي
نور ببكاء: عارفه
اسلام بإبتسامه: طب خلاص ممكن تبطلي عياط… يا ستي لو عاوزه تروحي ليهم هوديكي حاضر بس كفايا عياط
نور وعي تمسح دموعها بقوه زائفه: لا مش عوزاهم… انا عاوزه ابن عمتي يكون معايا هنا ممكن يا اسلام
فرح بشده لنطقها اسمه ولكنه تعجب: مين دا؟
نور بحزن:دا يبقى ابن عمتي بالتبني… كان ابن ناس غلابه عندنا في البلد وأهله ماتوا ومحدش من قرايبوا رضا خالص ياخدوا عنده 10 سنين وانا بحبه وبعتبره زي اخويا طيب اوي يا اسلام وزمان بابا مبهدله دلوقتي ومخليه يشتغل وهو مش حمل كده… دا طلبي الوحيده يا اسلام علشان خاطري
قد غضب وغار بشده وخصوصا ان الفرق بينها وبينه ليس بالكثير ولكن اهدا اسلام لا تفسد علاقتكم معا
اسلام بزفر: طيب حاضر… هنروح نجيبه مبسوطه كده
نور بسعاده: اه مبسوطه اوي… شكرا يا احلا اسلام في الدنيا
**********************************
عند داغر
كان لازال يراقب الفتاه…. التي كانت في عملها في إحدى المخابز التي تصنع كل أنواع المعجنات وكانت على كرسيها المتحرك وتبيع وهي تحاول أن تبتسم في وجه العملاء ولكن دون جدوى فعندما يكسو الحزن القلب والروح ما فائدة ابتسام الوجه……ظل يراقبها ويتأمل ملامحها الجميله الحزينه ولكن غار بشده عندما رأى احدهم ينظر لها نظره يعرفها جيدا كالرجل بالطبع
الرجل بخبث: عاوز حاجه حلوه من ايدك يا حلوه
زهره بسخط: الحاجات قدامك تقدر تختار
الرجل وهو يحاول ان يمسك يدها: اي حاجه الحلوه تختارها اكيد هتكون حلو….
ولكنه لم يستطيع إكمال ما كان يريده بسبب ضربة داغر التي اسقطته أرضا
الرجل بصوت عالي: انت ازاي تمد يدك عليا… انت متعرفش انا ابن مين…
داغر بغضب: حتى لو كنت أمير الدنيا انت ازاي تتجرأ وتلمسها كده انت معندكش ضمير
الرجل بخبث: الله الله…. دا الحلوه طلعت مدوراها وانا اللي كنت فاكر الكرسي باعد الكل عنها بس صحيح اللي تحسبه موسى
لم يتحمل داغر هذه الكلمات المسمومه فانقض عليه بالضرب حتى ان الرجل كاد ان يفقد وعيه… الا ان الكثير من الناس تدخلت ومنهم صوت صاحب المحل الذي كان غاضب بشده
صاحب المحل بصراخ: كل ده منك انت يا زهره لمالي البلطجيه… انا وافقت اشغلك هنا على الرغم من اللي انت فيه بس علشان كنت مفكرك طيبه وغلبان لكن انا مش بحب المشاكل دا اخر يوم ليكي هنا فاهمه
لم تتحمل كل هذه الضغوطات… لم يكن بوسعها سوى أن تترك المكان وترحل وهي تبكي بشده… ركض خلفها داغر الذي شعر بخيبة الامل بشده فكلما حاول أن يقترب خطوه يبتعد الف خطوه… كان يركض خلفها وهي تسرع بكرسيها لا تريد أن ترى اي احد… الا انه ركض بسرعه ووقف أمامها وهو يلهث بشده
داغر بلهث: استني…. اصبري بالله عليكي انا اسف على اللي حصل
نور بحزن: لا بالعكس شكرا…. ثم ابتسمت ابتسامه منكسره: انت اول واحد يدافع عني من سنين بعد ازنك
كادت ان ترحل ولكن اوقفها صدمة حديثه: بحبك يا زهره والله بحبك
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نجع العرب)