رواية ذلك هو قدري الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم موني عادل
رواية ذلك هو قدري الجزء الخامس والثلاثون
رواية ذلك هو قدري البارت الخامس والثلاثون
رواية ذلك هو قدري الحلقة الخامسة والثلاثون
اوقف فارس سيارة الاجرة وترجل منها بعدما وصل امام الشركة فأسرع للداخل واخذ يبحث عن سليم ويسأل عن مكتبه ليرشده احد العاملين بالشركة لمكتب سليم فوقف امام السكرتيرة الجالسة علي مكتبها امامه وتحدث بصوت مهزوز
(( اريد مقابلة المدير ))
كانت مازالت السكرتيرة علي وضعها منكبة علي تلك الملفات امامها وتحدث بهدوء وهي تكمل عملها قائله
(( هل لديك ميعاد سابق .))
انزوي حاجبي فارس وقال بإقتضاب
(( لا ))
طالعت السكرتيرة وجه فارس منخطف اللون وقالت بعمليه
(( يمكنك اخذ موعد والعودة لاحقا .))
رفع فارس كفه يمسح علي وجهه بغضب ثم اخذ ينظر حوله وسرعان ما اتجه ناحية باب غرفة مكتب سليم واقتحمه لتتجلي علي ملامح السكرتيرة الصدمة والذعر من غضب مديرها فتحركت خلفه مباشرة بينما دلف فارس الغرفة وصدح صوته عاليا وهو يقول بخشونه
(( أين اختي أين مي ما الذي فعلته بها .))
رفرف سليم بعينيه يستوعب ما قاله فرفع يده يمسد مؤخرة عنقه وقال بوجه محتقن
(( لا اعرف اين هي هل حدث لها مكروه فهي منذ فترة لم تعد تأتي للعمل فتركتها علي راحتها لانني اعلم بما تمر به العائلة لا انكر بانني حاولت ان اتواصل معها لكنها كانت ترفض ان تجيب علي مكالماتي .))
قال فارس بشئ من الارتباك
(( اذا كنت لا تعلم مكانها فأين ذهبت ومع من .))
تهدل كتف سليم ببؤس وهو لا يعرف بما يجيب اخيها او كيف يخفف عنه وهو يشعر بالخوف والرعب عليها في داخله حدسه ينبئه بحدوث شئ سئ لها فارتمي علي مقعده وهو يحاول استعادة رباطة جأشه ثم سأل فارس بنبرة مهتزه عن اختفائها ليخبره فارس بكل ما حدث وهو يتمني من داخله أن يستطيع سليم مساعدته ثم خرج من غرفة مكتب سليم وقد سكن الحزن روحه المكلومة وصوب نظره للسماء وهو يدعوا ويتمني ان يصل اليها قبل ان يصيبها شئ بينما سليم ما ان خرج فارس من مكتبه امسك بهاتفه واخد يتصل بكل معارفه ليساعدوه في الوصول اليها وليطلعوه اذا ما توصلوا لاية معلومات عنها بمجرد ان انهي اتصالاته تذكر عندما اخبره فارس عن الرسالة النصية التي بعثت له من هاتف مي تخبره بانها هربت مع من تحب ذلك الامر جعله يشكك في امر هروبها واخذ يفكر في اتجاه اخر وان هناك من اختطفها وفعل ذلك ليظهر الامر طبيعيا وقف واخذ يدور في مكتبه وعقله لا يفكر الا في شخص واحد هو من يمكنه فعل ذلك فقد توعد له اكثر من مره فتذكر محاولاته للتقرب منها عند هذا الحد ولم يستطع التماسك فعبست ملامحه وضرب بقبضته علي مكتبه بقوه فقال من بين اسنانه بغصة تستحكم حلقه
(( لقد امضيت اياما امنع نفسي من تلقينك درسا قاسيا ولكنك كتبت نهايتك هذه المرة .))
ثم اندفع خارجا من غرفة مكتبه وهو يطلق نفسا مرتجفا حارا ..
توجه منير نحو باب الغرفة التي يحتجزها بداخلها وادار المفتاح بالباب ففتح الباب علي مسرعيه ليجدها مازالت جالسة كما تركها منذ عدة ساعات تجلس علي الاريكة بتحفز فما ان راته دبت قشعريرة بجسدها فإذدردات ريقها ووقفت امامه ترفع ذقنها بإباء حتي لا يصله ارتباكها بينما قال هو بإسترخاء ما ان رأها وشعر بذعرها كالارنب
(( بعد ساعات قليلة ستكونين زوجتي وملكا لي .))
شل لسانها عن الحديث للحظات وارتجفت شفتاها غضبا حتي نطقت اخيرا بإذدراء
(( هل جننت بالطبع لن يحدث واتزوج من شخص مثلك .))
رفع سبابته يقول بسخط
(( بلي سيحدث ولكن اولا عليكي فعل شئ صغير من اجلي .))
طالعته بإنفعال قلق فجاهدت ليخرج صوتها طبيعيا ولكن خانتها نبرة صوتها فخرج مهزوزا ومتلعثما
(( وما هو ذلك الشئ .))
استقام في وقفته ووضع كفيه في جيب بنطاله وهو يقول من بين اسنانه المصطكه
(( ستخطين مكتوبا من عدة كلمات قليلة ليبعث لعائلتك حتي يكفوا عن ازعاجنا .))
ابتلعت مي ريقها بصعوبه وقالت وهي تشيح ببصره بعيدا عنه
(( لن يحدث ولن اكتب حرفا .))
مط شفتيه وتطاير الشرر من مقلتيه كالحمم وهو يهتف من بين انفاسه الملتهبة
(( حسنا لقد اختارتي ولكن دعيني اخبرك بأنني لن اتهاون مع أي شخص قد يقترب منا وسأحارب عائلتك حتي تزهق انفاسي او انفاسهم .))
ارتعدت وهي تستوعب تهديده المبهم والتفتت تنظر اليه شاهقة فاغلق منير عينيه المشتعلتين للحظات وهو يتنفس بإحتدام وقال بغضب متقد
(( افعلي ما امرك به بهدوء حتي لا أوريكي وجهي الاخر .))
بدأت انفاسها تتهدج قليلا بينما تستمع اليه يكمل حديثه بخفوت مبهم
(( هيا حبيبتي اكتبي رسالة لعائلتك بخط يدك حتي تكف الشرطة عن البحث عنك واخبريهم بما اريده منك فلا ترغميني علي معاملتك بطريقة لا تليق بفتاة رقيقة مثلك .))
شعرت بالذعر من تهديده المبطن في حديثه ولكنها قوست حاجبيه هادره
(( هل تهددني اعلم بانه لن يخرج معك شئ وانك خائف من ان يعثر علي فارس او الشرطة او ربما سليم .))
انهت حديثها وهي تكتف ذراعيها علي صدرها تنظر اليه بثقه ليغضب منير من حديثها واردف متهكما وهو يقترب منها
(( اجلسي واكتبي ما امليه عليكي واتقي شري فبإمكاني اغتصابك الان ووقتها ستكونين كقطعة قماش باليه ليس لها قيمه ولن تستطيعي النظر في وجه أي احد او يمكنني قتل احدي اخواتك بكل سهولة ان لم تنفذي ما اريده فرجالي يتربصون لاخيك وقد تصيبه رصاصة من مجهول ولا احد يعلم ما قد يحدث وقتها ربما يمكنه ان ينفذ منها ويعيش وربما لا فلا تختبري صبري .))
نظرت اليه مذهولة ثم زفرت عدة انفاس كانت تجيش بصدرها وتكتم عليه فقالت بضيق
(( يا لك من وغد سأكتب ما تريده ولكن عليك ان تعلم بأن اخي لن يصدق حرفا مما ساكتبه حتي لو كان بخط يدي فالثقة التي بيننا اكبر واعمق من مجرد بضع كلمات علي ورقه .))
جلست وامسكت بالقلم بين اناملها فهز منير راسه وقال بمراوغته الخبيثه
(( حسنا اكتبي .))
واخذ يملي عليها عدة كلمات ولكنها كانت لمي كالنصل المسموم في قلبها ودموعها تملئ وجنتيها ولكنه لم يعير بكائها أي اهتمام وكأنه ليس السبب في بكائها فطلب منها ان تكتب نسخة اخري مع تعديل بسيط في الاسم مرت لحظة او اثنتين وهي تطالعه بإذدراء قبل ان تخضع له وتفعل ما يريده ..
وقفت نورين تناظر انعكاس صورتها بالمرآه واول ما خطر علي بالها عندما طالعت هذا الوجه الذابل والملامح المكسورة هو أن تترك لنفسها العنان وتتحدث معه ولو لمرة واحده لعلها تخرج ما بداخلها وترتاح فأمسكت بهاتفها وكتبت رقمه الذي تحفظه عن ظهر قلب بينما اجابها كريم وقد تهللت اساريره ولاح الفرح علي حياته بعد بعدها لفتره دون ان يعلم شيئا عنها فلقد اخبرته بانها ستتحدث مع عائلتها ومن وقتها لم تتواصل معه ولم تعد تذهب للمدرسة فلقد انتهي العام الدراسي وتبقي بالمنزل تنتظر موعد الاختبارات استمعت لصوته يهتف بلهفة
(( لو تعلمين كم اشتاقت اليك فكم تناديك نبضات قلبي فاهواكي بكل جوارحي لعشقتني اكثر مما استحق فيبدو بأنني احببتك اكثر مما ينبغي فلما تركتني خلفك وكأنني مجرد عابر سبيل في حياتك .))
كتمت شهقة خافته وقالت بصوا مرتجف
(( اشعر بأنني محطمه من داخلي وانني اعذبك معي ولكن ليس بيدي حيلة فأنا أمر بمأزق ولكني لم اتمكن من نسيانك للحظة فقد ادمنت وجودك بحياتي .))
تنهد كريم بحرقة قلب وقال
(( اخبريني بما يحدث معك وسنتجاوز الامر سويا ولكن لا تختفي بتلك الطريقة مرة ثانية .))
غمغمت نورين ببؤس ووهن
(( لا استطيع أن اخبرك بما يحدث فالامر لا يعنيني وحدي بل يعني عائلتي كلها .))
تفهم كريم حديثها ولم يريد ان يضغط عليها اكثر فقال يطمئنها
(( أنا موجود دائما وسأكون بإنتظارك في أي وقت لتتحدثي معي وتخبريني بما يشغل بالك ويضايقك .))
ارتسمت ابتسامه علي وجهها ولكن سرعان ما اختفت وشحب وجهها وهي تجد فارس واقفا علي عتبه باب غرفتها بعدما فتحه دون استئذان فأنزلت الهاتف عن اذنها وانهت المكالمة فتفاقم توترها وهي تجده يقترب منها ويقف مقابلا لها ينظر اليها دون التفوه بحرف فقال فارس بعد ان اطلق تنهيدة عميقة
(( مع من كنتي تتحدثين هل ارسلت اليك مي رسائل اخري .))
هزت راسها نفيا وقالت بتوتر مرتبك
(( كنت اتحدث مع صديقة لي .))
أومأ لها فارس وهو يرجوها بانها اذا ما عرفت شئ عن مي ان تخبره به فتساقطت عبراتها بغزارة فرفع انامله واخد يمحوها ثم احتضن راسها يطبطب بكفه فوق ظهرها بخفه وقال مشددا ازرها
(( يكفي بكاءا سنجدها عما قريب .))
ابتعدت عنه نورين وهي تبتسم ابتسامة من وسط دموعها لم تتعدي شفتيها ليبتعد فارس عدة خطوات والتفت مغادرا غرفتها فمالت براسها تطالع هاتفها الذي مازالت ممسكة به بين كفها بحزن ولكنها ابتسمت رغم ثقل قلبها وما يجثم فوقه .
وقفت ملاك تجهز مائدة الطعام وهي تصوب نظرها علي والدتها واخواتها تطالع والدتها بنظرات مشفقة فهي رغم الحزن والاعياء الظاهر عليها تحاول ان تظهر بمظهر الام القوية من اجلهم فتنهدت بحزن وهي تتمني ان تنتهي معاناتهم فالتفتت براسها تنظر ناحية معتز الجالس بملامح مكفهره يزم شفتيه يكبح غضبا مستعرا في داخله فهتفت بصوت مسموع لتلفت انتباههم
(( الطعام جاهز .))
ناظرتها والدتها وقد لسعت العبرة بسياطها حدقتها ولكنها تماسكت وقالت توجه حديثها لابنايها وهي تتراخي في جلستها
(( لما مازلتم جالسون هيا قفوا وتناولوا طعامكم فلم يذق احدا منكم طعم الزاد منذ البارحة .))
عبست ملامح معتز قبل ان يقول بشرود عينيه
(( ومن لديه شهيه لن يرتاح لي بال واستطيع الجلوس واتناول طعامي الا بعد ان اعلم اين هي ومع من واذا اتضح ان تلك الرسالة صحيحة وقتها لن ينقذها احد من بين يدي فسأزهق روحها .))
غطت والدته فمها بيدها تكتم شهقة خافته وقد انقبض قلبها خوفا علي ابنتها فاستطردت تقول وهي تحاول ان تغير فكره وتكون اكثر اقناعا
(( صدقا لا ادري ما اقوله ولكن حكم قلبك هل مي يمكنها فعل هذا يمكنها ان تؤذينا بتلك الطريقة بالطبع لا فلقد ربيت ابنتي بطريقة صحيحة ولن اسمح لاي كان ان يشكك في تربيتي لها .))
اراد الرد عليها ولكنه بتر حديثه عندما نشجت والدته بالم حارق والحزن يفترس مقلتيها فضرب كف بكف ووقف يستند علي عكازه وتحرك مغادرا المجلس ذاهبا ناحية غرفته ..
بعدما خرج فارس من غرفة نورين ذهب مباشرة لغرفته وتسطح علي الفراش يحاول النوم ولكنه لم يستطع فلم يغمض له جفن منذ تلك الليلة التي اختفت فيها مي كان متسطحا علي ظهره ينظر لسقف الغرفة بوجه فاقد حيوية الحياة فاستمع لصوت خطوات قريبه من باب غرفته وراء مقبض الله يتحرك فوضع ذراعه فوقع عينيه وأغمضهما سريعا مدعيا النوم بينما دخلت ليال الغرفة واغلقت الباب خلفها فأقتربت من الفراش وهي تطالعه وجلست علي طرفه وشردت تنظر اليه وهي تهمس بصوت يغزوه الحزن
(( إلي متي سيظل القدر يعاملنا بتلك القسوة ألم نحظي بالسعادة وراحة البال فلما الحزن يتوغل بحياتنا هل ذلك هو قدرك أم قدري يطغي عليك .))
ابتلع طعما مرا في حلقه وهو يزيح ذراعه عن عينيه ينظر اليها فدنت منه اكثر تدفن وجهها في صدره فقال بصوت مبحوح
(( ما الذي ترمين اليه بقولك لتلك الكلامات .))
اندفعت مبتعدة عنه بإنزعاج ظاهري ثم قالت بعفوية
(( لم اقصد شيئا كنت اسالك فقط لما القدر بتلك القسوة فلما كلما شعرنا بالفرح للحظات يحدث شيئا يحزننا لايام طوال .))
ازداد انعقاد حاجبيه وقت وهو يعتدل جالسا
(( هل مللتي العيش معي لتعترضي وتتذمري من قدري فتلك مشيئه الله ليس بيدي شيء الا الصبر .))
فغرت ليال شفتيها قليلا وقد تفاجات من تحليله لحديثها فهي لم تقصد ما وصله من معني فقالت بجدية
(( بالطبع لا فلم اقصد ذلك كنت احاول ان تناقش معك .))
همس بتهكم حانق وهو يتسطح مجددا
(( اذهبي واغلقي الباب خلفك واتركيني لعلي اغفو ولو لعدة دقايق .))
اختلجت شفتا ليال واستغرق الامر منها لحظات طويله قبل ان تجيبه بتحشرج وهي تمحي دمعة فارة من عينيها
(( حسنا نوما هنيئا .))
بمجرد ان قالت تلك الكلمات وقفت من مكانها فشاب ملامحه الانزعاج ولكنه ظل علي هيئته دون التفوه بحرف فاتجهت ناحية الباب واوصدته جيدا بالمفتاح واكملت خطواتها ناحية الفراش وتسطحت بجواره دون قول شيء فاجتذبها فارس نحوه لتريح راسها علي كتفه ويمسد عليه لتغمض عينيها بإسترخاء بينما ظل هو مستيقظا وفكره مشغولا بمي فالتمعت مقلتيه بالقهر والظلم الذي يعافر به ليخرجه من تفكيره صوت طرقات قوية علي باب غرفته استيقظت ليال فزعا تنظر اليه بتساؤل فإبتعدت عنه لتعطيه مجالا ليذهب ويفتح الباب فما ان فتح الباب وراي ملاك واقفة امامه بوجه شاحب شحوب الموتي علم بان هناك ما هو اسوء فمدت يدها اليه بتلك الورقة التي وجدتها امام عتبه باب منزلهم تناول فارس الورقة سريعا واخد يقرأ تلك الكلمات التي كتبتها مي فتقبضت يداه والغضب يشتعل بداخله وهو يطالع خطها فليس هناك ما قد يجعله يشكك في الامر الان فضغط علي اسنانه بشراسه فلقد كان منفعلا جدا حاول ان يهدء ولكنه لم يستطع فأمسك براسه الذي شعر بانها علي وشك الانفجار وان الدماء تفور بداخله قبل أن يغمض عينيه ويقع مرتطما بارضية الغرفة ..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذلك هو قدري)