رواية براءة القلب الفصل الثامن 8 بقلم سهيلة تامر
رواية براءة القلب البارت الثامن
رواية براءة القلب الجزء الثامن
رواية براءة القلب الحلقة الثامنة
” لو كان بوسع المرء أن يغرس الخنجر في مخه ليقتطع الجزء الذي يحمل ذكريات معينة، لغدت الحياة جنة ”
_أحمد خالد توفيق_
………………………………………………………………………………………………………………………………
تلقى صفعة من يدها كان صوتها كفيل بجعل الجميع ينظر تجاهها لتقول بصوتها الغاضب : اوعى تفتكر أن التهديد العبيط بتاعك ده هيخوفنى مثلا ..
ثم امسكته من ملابسه وسحبته خلفها بعنف وفتحت باب منزلها لتجد أمامها الأخوين ولكنها لم تلقى لهم بالا واكملت سيرها حتى خرجت من سكنها تمام وألقت المدعو محمد على الأرض لتقول : فكر بس تعتب الشارع بتاعنا تانى وهتشوف هيحصلك ايه … ثم رفعت صوتها لتقول بحده : يا حج منعم بعد اذنك يعنى رجالتك يقوموا بالواجب مع ابن عمى علشان قل ادبه حبتين ..
نظر إليها منعم مبتسما : من عنيا الاتنين يا مريم … ثم ارتفع صوته : يا رجاله نفذوا
ألتف بعض الرجال حول محمد وسحبوه وهو مازال يصرخ لعل أحد ينقذه من بين أيديهم ولكن لا أحد ………
بدأت مريم بالحركه تجاه منزلها مجددا لتجد عائلتها بالكامل تقف ليقول معتصم بفخر : ست الكل … ربنا يبارك فيكي يا قلب اخوكى .
نظرت لهم مريم لتقول متسأله : ابوه راح فين ؟
قال وائل : مشي اول ما شاف اللى بيحصل .. قال شوية تهديدات فاضية من بتاعته دى وخلاص .. متقلقيش يا حبيبتي
تنهدت مريم لتقول : طيب … يلا اطلعوا فوق انتوا هتقفوا كده .
صعدت مريم وصعدوا خلفها ….
على الجهه الأخري كان عمر يرى ما يحدث والصدمة تحتل كل قطعة من جسده …
كان ينظر إلى مريم لعله يفهم كيف استطاعت فعل ما فعلت ولكن لم يجد جواب … فظل صامتا ينتظر جواب لكل سؤال يراوده …
………………………………………………………………………………………………………………………………
جلسوا جميعا بغرفة الجلوس ليسأل كريم : مريم هو قالت ايه ؟
نظرت إليه مريم : قال اللى قاله يا كريم متشغلش بالك المهم اننا خلصنا منه ..
ضحك معتصم وقال : انا مكنتش مصدق عيني يا مريم .. لاول مره اشوف نسخه منى وانا بتخانق فى الشارع .. انتِ اختى جدا
ضحكت مريم بخفة لتقول : منك بنتعلم يا باشا
قالت علياء ضاحكة : لا انا مش هستحمل يا مريم انتى كمان تتخانقى كفايا عليا معتصم .. انتوا عايزين تجننونى .
ضحكت مريم لتقول : متقلقيش هى مره ومش هتتكرر تانى .. احنا سايبين الشغل ده لمعتصم ربنا يهديه
مالت لميس تجاه مريم لتقول : مريم انا همشى مع مروان
نظرت إليها مريم قائلة بصوت منخفض : هتمشي معاه ليه .. خليكي هنا لحد ما يعرف قيمتك
ابتسمت لميس : متقلقيش هو عارفها كويس وانا هطلع عينه لحد ما نتصالح ..
أومأت مريم : براحتك يا لميس بس لو حصل اى حاجه البيت هنا بيتك وقوليلى وانا هبعت ليه معصتم وهو هيظبطه
لميس : ربنا ميحرمنيش منك يا مريم … مش هترجعى انتى كمان مع عمر
مريم بخفوت : احتمال لا خلينى هنا احسن
لميس : ليه يا مريم .. اصلا محصلش بينكوا اى حاجه علشان تزعلى منه .. انتى كده ظالمه
مريم بصدمه : انا ظالمة يا لميس
لميس : اه لان مفيش حاجه حصلت بينكوا يا مريم .. وبعدين والله اما كنتى فى المستشفى مكنش بيفارقك ابدا هو بيحبك
قالت مريم بخفوت : بيحبنى !
لميس : اه بيحبك يا مريم … هو ممكن لسه مقالش حاجه بس هو باين عليه .. علفكره هو كل شوية يكلمنى ويطمن عليكي اكلتى ولا لسه والأدوية بتاعتك اخدتيها ولا لسه … دى ادله أنه بيحبك وعلى العموم اعملى اللى يريحك .
قطع حديثهم صوت مروان : احنا هنستأذن .. ان شاء الله هنيجي مره تانية
وائل : ان شاء الله يا استاذ مروان اتشرقنا بمعرفتك
خرجوا جميعا لتوصيل الضيوف أما مريم فذهبت إلى شرفة المنزل لتودع الصغار من الاعلى لتلوح لهم بسعادة لتلتقى عينيها بالعمر الذي ظل ينظر إليها مطولا ثم ركب السيارة وعاد مره اخري إلى عزلته …… أما هى فذهبت إلى غرفتها تفكر بالكلام الذي قيل لها ….
………………………………………………………………………………………………………………………………
ذهب القمر إلى سباته واشرقت الشمس من جديد
كان المدعو محمد مقيدا على أحد الكراسى ويقف أمامه الرجال ليقول بصوت متعب : كفاية حرام عليكوا انا معملتش حاجه
اتاه صوت الحاج منعم الذي اتى لتوه : علشان تحرم تيجي جنب الست مريم مره تانيه
محمد : أنا معملتش ليها حاجه
منعم : لو معملتش مكنتش سحبتك فى الشارع بالشكل ده يا **** .. وبعدين كله إلا بنات المنطقة عندنا
محمد بغضب : دى بنت عمى يعنى اعمل فيها اللى أنا عايزة ومحدش يدخل وكمان يومين وهتبقى مراتى
قال منعم : هتبقى مراتك مره واحده وهى متجوزة .. انت باين كده شارب حاجه
قال محمد بعدم فهم : متجوزة ازاى يعنى ؟
منعم : متجوزة يعنى كان فى عريس وهى كانت عروسه وكتب كتاب ومأذون وشهود … ايه اول مره تسمع عن واحده متجوزة !
محمد : لا هى مش متجوزة .. ولو اتجوزت زى ما بتقول يبقى احنا لازم اول ناس تعرف
ضحك منعم : ليه ان شاء الله .. وانت فاكر أن المرحوم محسن كان هيحب أنه يعرفك انت ولا ابوك بعد عمايلكم السودا فيه وفى عياله .
محمد : احنا معملناش حاجه فيه لا هو ولا عياله واصلا عمى ده كان …..
اسكته منعم قائلا: اوعى تجيب سيره واحد ميت على لسانك بالسوء يا محترم … انا هخرجك من هنا على بيتكوا وابقى فكر تيجي قريب من المنطقة عندنا هقطعلك رجلك … اتفقنا
قال محمد : اتفقنا بس خرجنى ..
أمر منعم الرجال بأخذ محمد وإعادته إلى منزله مره آخرى .
………………………………………………………………………………………………………………………………
قرر عمر الذهاب الى شركته اليوم وعندما دلف الى مكتبه أتته نجلاء وفتحت الباب وتحدثت بغضب شديد : انت مش بترد على التليفون ليه .. ومش بتيجى الشغل وسايب كل حاجه على دماغى انت …
قاطعها عمر : اطلعى برا ..
صدمت نجلاء من جملته : انت بتقول ايه
أعاد عمر الجمله على مسامعها : بقولك اطلعى برا وأما تفكري تخشي المكتب بتاعى استأذنى الاول .
زفرت نجلاء بغضب شديد وخرجت من المكتب وطرقت الباب حتى سمح لها عمر بالدخول لتقول : كده كويس يا عمر بيه !
أجابها عمر : اه كويس تقدري تقولى عايزة ايه ؟
جلست نجلاء وتنهدت لتقول : بص فى اجتماعات كتير اتلغت بسبب انك مكنتش بتيجى الشركة … وفى عملاء كتير عايزين يتقابلوا معاك … وفى ملفات كتير واقفه على امضه حضرتك … الشركة بتدمر من الاخر
عمر : وده يستاهل الدوشة اللى انتى عملاها دى ؟
نجلاء : اه طبعا انت مش على بالك حاجه اصلا
عمر : لا على بالى .. المهم النهاردة الإجتماعات اللى. اتلغت تقدري تجدوليها نصها النهاردة والنص الثانى بكره … وبالنسبة للعملاء حددى معاهم مواعيد وانا هقابلهم النهاردة … والورق ابعتيه وانا هخلصة … هاا فى حاجه تانى
نجلاء : وانت هتقدر تعمل كل ده النهاردة ؟!
ابتسم عمر قائلا : لو مش هقدر مكنتش قولتلك يا نجلاء … ويلا روحى على شغلك
ابتسمت نجلاء : حاضر هروح .. مش ناوى تقولى اسم مراتك بقى ولا ايه ؟!
عمر : وانتى عايزة تعرفى اسمها ايه ؟
نجلاء : من باب الفضول مش اكتر لو مش حابب تقول مفيش مشكلة.
ابتسم عمر : مريم .. اسمها مريم
نجلاء : مريم … اسم حلو .. اعمل حسابك هاجى اشوفها ومش هتطردنى زى المره اللى فاتت … يلا انا هروح وهبعتلك الورق تخلصه
عمر : ماشى
………………………………………………………………………………………………………………………………
خرج الإخوة الثلاثة إلى عملهم وتركوا النساء بالمنزل
علياء : يا مريم .. يا مريم
خرجت مريم من غرفتها واتجهت الى المطبخ مكان تواجد علياء : فى حاجه يا علياء ؟
علياء : اه تعالى ساعدينى انا مش هطبخ لوحدى ..
ضحكت مريم : انا قولت فى كارثة يا علياء … حاضر هساعدك
بدأت مريم فى مساعدة علياء ليشرد عقلها لتقول علياء : الجميل سرحان فى ايه ؟
فاقت مريم من شرودها لتقول : هو انا بظلم عمر ؟!
علياء : تظلميه فى ايه مش فاهمة ؟
مريم : يعنى هو المفروض جوزى بحكم أن فى كتب كتاب بينا ومشفتش منه حاجه وحشه انا اه مش متقبله فكره الجوازة دى اصلا .. بس هل بظلمه
علياء : مش عارفة يا مريم أنا برضو مش شايفة اى حاجه … انتى الوحيدة اللى تقدري تحددي … اقولك فكره ؟
مريم : فكره ايه ؟
علياء : اديله فرصة مثلا
مريم باستغراب : فرصة ازاى مش فاهمة !
علياء : يعنى تعايشى معاه طبيعي زى اى اتنين متجوزين وشوفى لو الدنيا حلوه يبقى كملى وربنا يبارك .. ولو الدنيا مش حلوه انفصلوا مقدرش اقول حاجه غير كده .
مريم : يعنى اديله فرصة ؟
علياء : انا بقول جربى يا مريم ولو انتى عايزة ترجعى بيتك النهاردة مفيش مشكله .
مريم : ارجع البيت النهاردة .!
علياء : اه لو حابه يعنى لو مش عايزة خلاص خليكي هنا وأما تفكري كويس روحى ..
مريم : خلاص انا هفكر لحد بليل ولو كده هكلمه يجى يخدنى ونشوف هل هنكمل ولا لأ
علياء : ماشي يا ست البنات .. اعملى السلطة بقى
ابتسمت مريم : حاضر يا لولو
………………………………………………………………………………………………………………………………
عاد محمد إلى منزله
نهض كارم مسرعا : تعال يا ابنى عملوا فيك ايه ولاد ال*** دول
قال محمد : روحت فين يا أبويا وسبتنى ليهم يعملوا فيا كده
كارم : خوفت فمشيت وكنت هبعتلك حد بس معرفتش مكانك بالظبط
مدد محمد على الأريكة بتعب ليقول : مريم متجوزة يا ابويا .. علشان كده كانت بتتكلم بقلب جامد امبارح
كارم بصدمة : متجوزة ! مستحيل يا محمد وإلا كنا عرفنا
محمد : لا متجوزة الراجل اللى كنت عنده ده هو اللى قال على موضوع الجواز … خلاص انسى كل اللى خططنا ليه
كارم : لا مستحيل أنا مش هصدق الكلام الفارغ ده . انا بكره هروح عندهم واتأكد بنفسى .. ولا يكون ….
محمد : يكون ايه ؟
كارم : وانا نازل على السلم لقيت اتنين رجالة كده شكلهم ولاد ناس ممكن يكون واحد منهم جوزها ؟
محمد : ممكن محدش عارف حاجه … ابقى روح بكره شوف كده علشان نتأكد برضو
كارم : اكيد هروح …
………………………………………………………………………………………………………………………………
ظل الجميع منشغلا فى الأعمال حتى غربت شمس اليوم ومع غروبها اتخذت مريم قرارها وامسكت هاتفها : السلام عليكم .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية براءة القلب)