رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم إسراء الشطوي
رواية قد انقلبت اللعبة الجزء الثالث والعشرون
رواية قد انقلبت اللعبة البارت الثالث والعشرون
رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة الثالثة والعشرون
عنوان اللعبة الثالثة والعشرون –« - لا تتخلي أبدًا عن شيء أنت حقًا تُريده.»
| عاشق ولهان دايب في جحور عينيك ، يَقُف علي أطراف مدينة تُسمي مدينة الأحلام ، أراد أن يتحقق حلمه .. حلم سنين ، مَرت سنوات ومازال الحلم لَم يتحقق ، ولَكن الآن أشعُر وكأن بوابات المدينة ستُفتح لي بصدر رحب وتحتضنني داخلها حتي تلتئم جراحي ، فأنا مُتألم من الفُراق ، وأريد الراحة ولَن أرتاح سوا بينَ ذراعيك ، يا ساحرة القلب والعين والرمش ف عيني لَم تره سواكِ تَعشق كُل تفاصيلك أنتِ حلم علي وشك أن يُصبح حقيقة .. أحبك يا من ملكت قلبي وعقلي وكياني |
#بقلمي
* عند قاسم وإيلا
تَوقفت سيارة الشُرطة لتندفع خارج السيارة تَركُض إلي قاسم وهُم خلفها
كانوا يَحسبون أنها ستهرب ولَكن رأوها تنزلق علي الأرض وكأن رجليها رخت ولَم تَعُد قادرة علي حملها ، جلست علي رُكبتيها أمام قاسم وضعت كفيها الإثنين علي كتفه ووجهها غارقًا بالدموع تنتحب بقوة ؛ أما هو غير قادر علي النهوض وجهه مُندس لأسفل لا ينظُر لها ، أما الشُرطيان يَقُفان خلفها يُتابعون ما يحدُث .
أردفت بنبرة باكية:
– ق .. قاسم إي اللي ح .. حصل مالك فهمني
عض علي شفته السُفلية وهو يُقاوم ألم رأسه أثرٍ ذكري تتراجع بدأ وجهه يتشنج وجسده يرتعش ، عندما رأت حالته وشعرت بانتفاض جسده زحزحت رُكبتيها للأمام إلي أن أقتربت له ضمته داخلها بقوة تسند ذقنها علي رأسه تهمس له بنبرتها الهادئة:
– متتعبش قلبي مالك إي اللي حصل ؟
حاول جاهدًا أن يرفع وجهه ولَكن مُحاولاته باتت بالفشل .. ذَرعت عندما لَم تتلقي منه جواب ظَل صامتًا لا يتحدث ولَكن أنينه كانت تسمعه يَدُل علي ألمه مع أنفاسه الهائجة ، ضَمته أكثر وهي تبكي بحرقة قائلة:
– ط .. طب ف .. في إي ف .. فهمني م .. مالك قاسم فهمني في إي !
أقترب الشُرطيان منهُم يَنظُروا علي المشهد عن قُرب إلي أن تحدث أحدهُم:
– ماذا يحدث ؟ من هذا تعرفينه ؟
دَفنت وجهها برأس قاسم وهي تُشد سترته العلوية من الظهر لكي تُخفف من الامه قائلة بأنهيار:
– ساعدوني في حمله لا أعرف ما به و…
قَطع حديثها بعدما شعرت بيد قاسم تتحرك علي ذراعها المُحاوط له قائلًا بعدما جاهد بأخراج حديثه:
– إإ .. إيلا أنا ك .. كويس س .. ساعديني أقوم بس
رَفعت وجهها فورًا تُحاوط وجهه وهي ترفعه تَنظُر له قائلة ببكاء:
– إي اللي حصل معاك .. م .. مالك أأ .. أنا مش ف .. فاهمة إي اللي حصل ه .. هو أنا السبب ف تعبك صح تعبت لما شلتني أسفة .
حاوط وجهها بيداه كما فعلت هي ف أصبحوا هُما الاثنان يُحاوطون وجهه بعض بكفوفهُم .
هَمس قاسم أمام شفتها قائلًا:
– أهدي .. أنا بخ…
قاطع حديثه عندما نظر إلي عيناها تذكر باقي ذكرياتهُم عند هذا الحد لَم يُسيطر علي حالة أردف وهو يُحرك كفوف يده علي وجهها بأكمله وكأنه يَرسم معالم وجهها من كثرة الاشتياق .
قاسم: افتكرت .. افتكرت أنك مش أختي لااا .. أنتي حبيبتي ايوه حبيبتي ماحدش هيقدر يبعدك عني من النهاردة
كانت الدموع تَزُرف من عيناه من كثرة الحدث ، أما هي حالتها لَم تَكُن أقل منه بل أكثر تملكتها الدهشة وأصبحت غير قادرة علي تمالك نفسها لدرجة أن يدها رخت من علي وجه قاسم كادت أن تسقُط ولَكن سَحب كفوفها ورفعهُم إلي شفته يُقبلهُم بشغف وسُرعه وهو يقول:
– بحبك وهنتجوز مش هتبعدي عني ولو ثانيةً وهجبلك حقك من كُل اللي أذوكي أنتي تشاوري بس وأنا معاكي .. أسف علي إي حاجة حصلتلك وأنا بعيد عنك أسف نيابه علي كُل اللي اذوكي أسف علي إي شعور حستيه وأنا مش جمبك او وأنا جمبك ومَكونتش فاكرك أسف يا حياة قاسم وقلبه وعُمره هعوضك عن كُل حاجة بس أوعي تعيطي سامعه .
كانت في عالم أخر لا تسمع حديثه أنينه يتردد بأذنيها لتردف قائلة بمعالم تائهه عيناها تتحرك علي وجهه وكأنها تبحث عن سبب ألمه:
– كُنت بتتوجع ل .. ليه إي اللي حصل ، إي اللي بيوجعك ط .. طيب .
صَمت لا يتحدث
لتردُف بهستريا:
– أنت ز .. زعلان م .. مني ط .. طب تعبت بسبب إنك ش .. شلتني أنا السبب أنا السبب أسفه حقك عليا يلا نروح المُستشفي ه .. هشوف مالك وهعالجك أيوه هعالجك بنفسي.
حاولت لف رأسها للخلف حتي تطلُب المُساعدة مرة أخري من الشُرطيان ولَكن سحبها داخل أحضانه لَم يقدر يُريد أن يروي شوقه لها يُريد أن يَشم عبير جسدها دس رأسه في عُنقها قرب أنفه من عُنقها وبدأ في استنشاق رائحة جسدها بدون أضافه إي روائح أخري ، شد يداه عليها لتصدر أنين خافت .. ضغط علي أسنانه عندما شعر أنه ألامها همس لها بأسف:
– أسف يا روحي حقك عليا
تمالك ذاته وتحامل علي جسده يَهمس لها:
– لفي أيدكِ علي رقبتي كويس
حاوطت عُنقه وهي تَنظُر له بوجه غارق بالدموع ، وضع يد علي ظهرها واليد الأخري أسفل فخذيها وحملها جيدًا رفع رجليه يَقُف عليها والرجل المُصابة ما زال يسند علي رُكبتيه أغلق عيناه وهو يُحفز نفسه عن النهوض 1
2
3
وَقف علي رجليه الإثنين وهو يحملها بين يديه وهي تُحاوط عُنقه وتدس رأسها في صدره ، جاءت عيناه علي الرُجلان عند هذا الحد برزت عُروقه عرق رجولته نقح عليه ليردف قائلًا بنبرة غاضبة:
– المعذرة إذا كُنت لا أقاطع مُشاهدتكُم لنا بكُل جُرئة أطلب منكُم الالتفات ، ف لَم نهرب بالتأكيد ف أنا الرائد قاسم جلال الجارح ضابط مصري
نَظر الشُرطي إلي الأخر بقلق ثُم قال:
– لَم ننظُر لَكُم يا رجُل ولَكن تلك الفتاة نصابة زَورت أوراق رسمية
صك علي أسنانه بغضب قائلًا:
– تزوير !
الشُرطي: إذا كان الأمر يهمك أذهب معنا إلي القسم وستعرف كُل شيءٍ هُناك
قاسم: حسنًا أريدك أن تُساعدني بجلب هذا العُكاز خاصتي
نظر الشرطي للأخر ليتحرك الأخر ويأتي بالعُكاز .. تحامل قاسم علي رجلية وتحرك إلي سيارة الشُرطي ف كانت سيارة ملاكي ، فتح أحدهُم الباب الخلفي لهُم ليثني قاسم قليلًا ويضعها بالداخل ثُم صعد هو ، ليصعد الشُرطيان وتتحرك السيارة إلي القسم .
لف ذراعه حول كتفها لتدس وجهها داخل صدره وهي تأن بصمت تُحاول كتم شهقاتها ، شعر بأنفاسها تضرب صدره ليضغط بكف يديه علي كتفها بخفه يهمس لها بأذنها قاصدًا إحراجها حتي لا تبكي:
– لو مَبطلتيش عياط هرزعك بوسة هتاخدي بعدها خمسين غُرزه وماهيهمني حد وقتها
رَفعت وجهها تبتعد للخلف وهي تقول بإحراج:
– قاسم
ولَكن منعها بيداه من الإبتعاد ضمها مرةً أخري قائلًا بهمس:
– روح قاسم
دَست وجهها بصدره من الإحراج ليهمس لها:
– لو عيطي تاني هزعل منك
وَضع أصبعين السبابة والإبهام أسفل ذقنها ورفع وجهها يَنظُر لعيونها قائلًا:
– هتزعلني يا ملبن
حركت رأسها بالنفي ليطبع قُبلة علي شعرها ثُم مد يداه في جيب بنطاله الخلفي وأخرج هاتفه وضغط علي رقم ياسر وهو يُحادث الشُرطي يسأله عن عنوان السفارة المُتوجهين لها .
* عند جلال وياسر
كاد أن يتحدث ياسر ليراه هاتفه يرن أخرج الهاتف ورد بعدما رآه المُتصل قاسم كاد أن يتحدث ليستمع لحديث قاسم .
قاسم: ياسر عايزك تجيلي علي السفارة **** بسرعة فاهم
تحدث ياسر بنبرة صادمة:
– إي اللي حصل ؟ سفارة إي وإيلا فين ؟!
صك علي أسنانه وهو يَهتف قائلًا:
– في أتنين ظباط ولا أمنا شُرطة جُم ماعرفش إزاي وبيقولوا أن إيلا مطلوبه بسبب تزوير بأوراق لسه مش عارفين حاجة مستنين لمًا نوصل ف حصلني علي هناك بسُرعة يا ياسر فاهم
ياسر: فاهم علي ما توصل هناك هتلاقيني
أغلق مع قاسم وكاد أن يفتح باب السيارة ليهبط ولَكن حديث جلال أوقفه:
– إي اللي حصل ؟ إيلا وقاسم بخير
ياسر: إيلا مطلوبة في السفارة بسبب تزوير في أوراق رسمية
توسعت حدقته وهو يسحب هاتفه يتصل علي زينب يُخبرها أنهُم سيذهبوا لمشوار سريع ولَن يتأخروا:
– هاجي معاك
ليتحدث مع زينب ويُخبرها وهو يتحرك بالسيارة الذي أستأجرها جلال طيلة فترة قيامة بأمريكا .
* عند غريب وإعتماد/ داخل السيارة
يقود غريب السيارة وبجانبه متولي وفي الكنبه الخلفية إعتماد وبجانبها والدتها نعمات ، وباقي العيلة في سيارات أخري .
كانت تأن وتصرُخ من الآلام وتمسك معصم والدتها بقوة بين كفها واليد الأخري تضربها علي ظهر مقعد غريب ف كانت بحالة لا يُرثي لها صَرخت بقوة وهي تضرب مقعده بقوة .. ضغط بكفيه علي الدركسيون قائلًا بنفاذ صبر:
– خلاص يا اعتماد اكت.. أجصُد أهدي جربنا نوصل لو فضلتي اجده هاخدك علي أقرب مركز وبلاها المُستشفي .
تُحاول التقاط نفسها ببُطء كما قالت والدتها وتضغط علي معصم والدتها أما الكف الأخر وضعته بثغرها تعضه بقوة.
صاح غريب بها:
– بس بجي يخربيت صوتك المسرسع
أما عن نعمات تتحدث مع متولي تُعيد أمجادها في ذكرياتها التي لا تُناسب الحدث ولَكن نعمات قررت أن تكُن الراديو بما أنهُم لَم يشعلوا:
– هي البكرية كده دايما ولادتها بتكون صعبه ، عارف يا واد يا غريب أنا كُنت كده باردو فااكر يا متولي يوم ما ولد سيف عملت فيك ااه
ضَحك متولي بعدما تذكر ما حدث يومها ليردف قائلًا:
– صريخك صحي البلد كُلتها
وَضع يداه علي وجهه غريب يُحرك إليه قائلًا:
– وقتها فضلت تصوت ولمت علينا الناس في المُستشفي ورأسها وألف سيف أطلقها تخيل وبعدها سحبت المقص وكانت هترشقه ف بطني وبدل ما تخلف هتترمل وتيتم أبنها
دَفع يداه وهو ينظُر إلي الطريق قائلًا وهو يُأفأف :
– هو فعلًا بنتك هتترمل وأحفادك هيتيتموا لو مسبتنيش أركز في الطريق
لوت نعمات شفتها وهي تقول:
– اخيي علي الجيل ده عمك كان بيسوق وهو شايلني وبيجري بيا
رفع غريب حاجبه قائلًا:
– والله ! سايق وشايلها وبيجري
رمي نظره علي متولي:
– مش تقول أنك سوبر مان يا عمي
كاد متولي أن يتحدث ولَكن ما فعلته إعتماد جعله يضحك هو وزوجته ، اندفعت إعتماد للأمام تُحاوط عُنق غريب بيدها الإثنين تَصرخ بأنين:
– اااه اااااه الحجني يا غريب اااه بولد ااااه عيالك هيموتوني منك لله يا غريب ااااه
كان يقود بيد واليد الأخري يَمسك يدها المُحاوطة عُنقه يُحاول إبعادها وهو يقول بنبرة غاضبة:
– بت شيلي إيدك يا بت هتمو-تينا يا بت اكتمي بجي اكتمي صدعتي اللي خلفوني يا شيخه زن زن اااااه كفاية شيلي إيدك يا بت هتُخنقيني
دفع يدها للخلف وهو يَكبح سيارته جانبًا ثُم التفت لها قائلًا بغضب:
– وحياة أمك وأبوكِ اللي حاضرين الموجف من أوله لو ملمتيش نفسك وحطيتي لسانك جوه خشمك ل هولدك بنفسي وبطريجتي ساااامعه خلينا نوصل للمخروبة دي علي خير
صاحت نعمات قائلة:
– في إي يا غريب مالك بتكلم البت أجده راعي أنها حامل وتعبانة ماتتكلم يا متولي
متولي: أديني فُرصة أتكلم ال…
قاطع حديثه وهو يضرب يداه عدده مرات علي الدركسيون قائلًا بغضب اعمي:
– بكفاياكو رطاطا خلاص صدعت وأنتِ يا مرت عمي شوفي بتك مالها
رفعت حاجبها قائلة بنبرة ساخرة:
– بتولد بنتي اللي هي مرتك بتولد يا سيد الرجال
بعد وقت قصير وصلوا إلي المُستشفي ثُم هبط ليراه مجموعه من طاقم التمريض يسيرون بأتجاهُم ومعهُم نقالة.
فتح باب السيارة الخلفي وكاد أن يحمل إعتماد ليراه أحدٍ من الطاقم يُساعده في حملها دفعه للخلف وهو ينظر له نظرات نارية ليحمل إعتماد علي ذراعيه ويتوجهه للداخل بدون أن يعطي لهُم وجهه أخر .. ليدخلوا خلفه يجروا خلفهُم النقالة.
كان يسير وهي بين ذراعيه تَنظُر له بعشق لَم تتخيل أن سيأتي يوم وتُصبح بين ذراعيه قريبه من قلبه كان شعور مَرضي لها خصيصًا في تلك التوقيت.
رفعها قليلًا يهمس بجانب أذنها قائلًا:
– الدجتورة اللي متابعة حالتك أسمها إي
تحدثت بنبرة مُتعبة:
– دُجتور إسماعيل
وَقف بعدما سمع حديثها الذي جعل جسده بأكمله يثور قائلًا:
– دُجتور إي يا عنيا أنتي قصدك أنك متابعة مع دجتور مش دجتورة
انكمشت علي حالها قائلة وهي تدس وجهها بصدره خائفة من ردة فعله:
– أأ .. أستنا هفهمك أأ .. أصلي د .. ده أحسن دُج .. دُجتور موجود
بنفس التوقيت وَقفوا أمامه طاقم التمريض ومعهُم النقالة ليردف واحد منهُم قائلًا:
– مُمكن تحُط المدام علي النجالة عشان الدُجتور ي…
قاطع حديثه عندما وضعها علي النقالة قائلًا:
– فين الدُجتور إسماعيل
أحدٍ المُمرضين:
– مستني المدام في غُرفة الكشف
تحركوا المُمرضين وهُم يجروا خلفهُم النقالة ، أما عن غريب صك علي أسنانه وهو يتحرك وخلفه متولي ونعمات أما عن الباقية دَخلوا بعدهُم ولَكن لم يحضروا جميع ما حدث .. شاور غريب للجميع بيداه أن لا يدلفوا قائلًا:
– مش هينفع حد يدخل أنا داخل وأشوف إي اللي هيتم
أقترب العُمده له قائلًا:
– أوعا تدُق في حد يا غريب ساامع
غريب بنفاذ صبر:
– أطمن يا جدي
ليدلف الغُرفة بعدما دخل الطاقم بالنقالة ليغلق الباب خلفه.
حك ذقنه قائلًا:
– أنت بقي دُجتور إسماعيل
رفع حاجبه قائلًا:
– ايوه
تقدم له وبدون سابق إنذار سَحبه من ياقة قميصه قائلًا بغضب:
– ركز في الكلمتين اللي هقولهُم يا سُمعه
الطبيب بصدمة:
– سُمعه !
غريب: ااه سُمعه بُص بجي تروح زي الشاطر تجيب دُجتورة شاطرة زيك تشوف المدام مالها مَفهوم
دَفع يد غريب بغضب وتحرك للخارج وهو يقول:
– حالا هبعتلك يا مدام دُجتورة نهال
خرج من الغُرفة .. ليقترب غريب من إعتماد ويثني جزعه للأمام وهو يهمس لها:
– حاسة بإيه دلوجت
تنهدت بَبُطء قائلة:
– ح .. حاسة في حاجة بتنزل يا غريب
مَسكت كفه وهي تقول:
– الحجني يا غريب مش جادرة اتحمل
وضع كفه الأخر علي وجنتها بعدما رآها تعترق لتدلُف الطبيبة .
أستدار غريب برأسه قائلًا قلقة قليلًا:
– دُجتورة شوفي مالها
أقتربت الطبيبة منها ليبتعد غريب وبدأت بفحصها وهي تسألها إلي أن قالت للطاقم:
– فورًا تجهزوا غُرفة العمليات المدام علي وشك الولادة المياه بتنزل
نَظر لها بأستغراب من لهجتها قائلًا:
– أنتي مصرواية
رَفعت حاجبها ثُم توجهت للخارج قائلة:
– لو سمحت أطلع برا عشان يجهزوا المدام
خرج خلفها بدون أن ينطق كلمه ولَكن قبل ان تخطو رجليه خارج الغُرفة رمي نظرة علي إعتماد لا يعرف لمًا قلبه يخفق هلعًا من أجلها .
بدأو بتجهيزها ثُم أخرجوها علي النقالة وهُم يسيرون إلي المصعد حتي يَصعدون إلي غُرفة العمليات ، رَكض الجميع خلفهُم .
مرت عدة ساعات داخل غُرفة العمليات ولا أحد يَخرُج النساء يَقُفان أمام الغُرفة أما الرجال يجلسونها المقاعد ، كان غريب يجلس علي المقعد يضع رجل فوق الاخري بجانبه العُمدة .
همس العُمدة له:
– مالك يا ولد سرحان في إي
أغمض عيناه بقوة ثُم فتحهُم علي مصراعيه قائلًا:
– مافيش شيء يا جدي
العُمدة: جلجان علي مرتك يا ولدي
غريب: لااع
ربط علي كتفه قائلًا:
– صلب زي جدك ما يهزك ريح أنت شبهي جوي يا غريب ، وعشان بتطاوعني وتجوزت إيلا هتكون النائب بقرارتي في البلد من الحين أنت اللي تستاهل .
جحظت عيناه من الصدمة قائلًا:
– وأبوي
ربط العُمده علي وركيه قائلًا بهمس:
– أبوك كبر وخرف شغلو مبجاش عاجبني أمًا أنت دماغك زي جدك هتعرف تمشي البلد معايا.
كاد أن يتحدث لتركض ممرضة إليه وهي تقول بأستعجال:
– مدام إعتماد عايزة زوجها
ضيق عيناه بأستغراب ليقول فارس:
– غريب إعتماد عايزاك يلاا روح
المُمرضة: تعالا معايا عشان تجهز الأول عشان تدخلها
تحركت ليتحرك خلفها وهو لا يفقه شيئًا مما يحدث .
ابتسمت أصالة تَهمس ل صفية قائلة:
– غريب هيحضر الولادة مع إعتماد
صفية: بجد
أردفت أصالة بثقه:
– اومال عايزاه لي يا بِت واضح جدًا
نَهض الرجال وهبطوا لأسفل حيثُ الكافيتريا يتناولون قهوة .
* داخل غُرفة العمليات
دَلف غريب وهو يرتدي ملابس العمليات ووجهته المُمرضة أن يَقُف خلف إعتماد ويقول لها بعض الكلمات المُحفزة لها حتي يُساعدها بالولادة ف كانت حالتها مُتعثرة حيث أنها ستلد طفلان والولادة طبيعية.
وَقف خلفها لا يعرف ما عليه أن يفعل ليراها ترفع وجهها لأعلي وتُرجعه بخفه حتي ترآه ودموعها تُغرق وجهها بأكمله ، ليُحرك عيناه عليها ليرآها تُحاول رفع ذراعيها لأعلي حتي تَمسك كفيه .. بدون شعور رآه نفسه يقترب منها حتي الصق جسده بالفراش وضم كفيها الإثنين بين راحة يداه ثُم ثني جسده حتي قابل وجهه شعرها طبع قُبلة عليه وهمس بأذنيها عندما سمع الطبيبة تطلب منها أن تدفع بكُل ما أتيت من قوة ف هي كانت تستريح.
غريب: خُدي نفس جوي لجوه وبعدين طلعيه وأضغطي علي إيدي وعُضيها كمان زي ما أنتي عايزة.. يلا أنا معاكي
دموعها لا تتوقف أغمضت حدقتها وهي تسحب نفس قوي للداخل ثُم أخرجته وهي تدفع وتضغط علي يداه بكُل قوتها ، لحظات تشتد بها زَفرات الألم والأوجاع وهو يُساندها يفعل كما أخبرته المُمرضة .
أرتفعت وتيرة الخوف والقلق منها كانت تدفع وتتألم تأن بأنين حاولت كتمه ، مع أرشادات الطبيبة وهي تقول لها ما تفعله ، أما عن زوجها كان يتمسك بكف يدها بين راحة يداه والكف الأخر يُحاوط وجهها يمسح العرق .. هَمس بأذنها ببعض الكلمات المُطمئنة لا يعرف لما قال هذا فما قاله نابع من داخله وليس من المُمرضة .
غريب: يلاا يا ام العيال هاتي طفلنا الأول أخوه عايز ينزل
إعتماد: ااااه اوووف اااه ااااه ق .. قربت
طبع قُبلة علي جبهتها ووضع كفه الأخر عند فمها لتعُض به وهي تدفع بكُل قوتها:
– اااااااااه اااااااااه
زَفرت براحه بعدما أنتهي أمر طفلها الأول تَهمس بضعف له:
– أأ .. أبننا شايفه ي .. يا غ .. غريب
إبتسامة علت وجهه قائلًا بهمس وهو يطبع قُبله علي جبهتها:
– ااه
أعطته الطبيبة للمُمرضة ومسكت جيل بيدها تقول:
– هتقدري تولدي الطفل التاني طبيعي زي أخوه متقلقيش البيبي نازل جسمه كويسة ونازل برأسه .
تنهدت إعتماد علي الوسادة وهي تلتقط أنفاسها .. دَهنت الطبيبة الجيل علي الجرح كُمخدر للألم لأن حالة إعتماد كانت مُتعثرة ف الطفل الأول أستمرت ولادته لمُدة ساعات طويلة ، أما عن المُمرضة كانت تطمئن أن المحلول يسير في عروقها من الكالونا.
بدأت بولادة الطفل الثاني وكانت أسهل من الطفل الأول .. بعدما أتي الطفل القت رأسها براحة علي الوسادة حين أنتهي الأمر .. ليظهر علي وجه غريب الفرحة بقدوم طفليه.
همس لها وهو يَطبع قُبلة علي كفيها قائلًا:
– حمد الله علي سلامتك يا إعتماد
همست له بضعف:
– ساعدني عشان أشوف ولادي أرفع رأسي
رفع رأسها ببُطء يشاهدون سويًا الطفلان وهُم يهتمون بهُم .. هَمست إعتماد له:
– حلوين اوي مش اجده
أردفت وعيناه لا تتزحزح عن أولاده:
– اجده
إبتسمت الطبيبة قائلة:
– ربنا رزقكُم بولد وبنت
ضيقت عيناها قائلة:
– بس دُجتور إسماعيل قال إنِ حامل ف ولادين
الطبيبة نهال:
– أوقات الطفل مابيكونش واضح
نَظرت لغريب قائلة:
– مُمكن حضرتك تستنا برًا علي ما تجهز وننقلها غُرفة عادية .
أومأ لها بالإيجاب وكاد أن يتحرك لتمسك إعتماد كفه بينَ كفها قائلة:
– شُكرا يا غريب
ابتسم لها ثُم أقتربت وطبع قُبلة علي شفتها لا يعرف لما وتحرك للخارج ، تركها تحت صدمتها رفعت أصبعيها تتحسس شفتها بصدمة وصدرها يعلو ويهبط من الصدمة .
أقتربوا منها وبدأ في تجهيزها والبعض الأخر يهتم بأمر الطفلين .
* داخل السفارة
يَجلسوا جميعًا ويستمعون إلي الضابط …
الضابط: هذا ما حدث. أفاد أحدهم اليوم أن الآنسة إيلا قامت بتزوير أوراق رسمية تتعلق بإقامتها هنا من حيث السفر والأوراق المقدمة للجامعة.
تحدث قاسم بنبرة هادئة ، يعلم جيدًا متى يتحكم في غضبه:
– فحصت الأوراق قبل أن تستدعيها
الضابط: بالتأكيد ف من أبلغ قال أن أسمها الحقيقي إيلا جلال الجارح أما هي سافرت بأسم إيلا سيف الأسيوطي .
هُنا تدخل جلال قائلًا:
– هذا صحيح. كُنت أتبنى إيلا بإسمي ومُنذ فترة غيرنا اسمها إلى عائلتها الحقيقية إيلا سيف الأسيوطي. لا يوجد تزوير في الموضوع وسأثبت لكم.
وضع يده في جيب سرواله الخلفي وأخرج المحفظة ليخرج بطاقة إيلا السابقة ، ثم وجه لها كلماته:
– إيلا ، هاتي البُطاقة بتاعتك
نَظرت إليه .. ليقول لها بنبرة أعلي:
– هاتي البُطااقة
أومأت إليه بينما أخرجت بطاقتها وجواز السفر أيضًا ومدت يدها إلى جلال ، التقط من يدها البُطاقة وجواز السفر ووضعهما على مكتب الضابط قائلاً:
– هذا يُثبت صحة حديثنا ، ولو علمت بما سيحدث لأحضرت الأوراق الرسمية كاملة .. لَكن ما حدث لم يخطر ببالي. كيف تستدعون أحدا دون التحقيق في الأمر؟ بالتأكيد ، هناك من يختبئ وراء ما يحدث.
كان الضابط متوتراً ، ينظر إلى البطاقات وجواز السفر ، قائلاً:
– أعتذر كثيرًا ، لكن لم يكن لدينا وقت للتحقيق ، لذلك أمرت بإحضارها على الفور ونتحقق منها معًا.
ضرب يديه على وركيه قائلاً بنبرة غطرسة :
– الجالسين أمامك ليسوا مُجرمين فأنا المُهندس جلال الجارح صاحب أكبر شركة معمارية في مصر وهذا ابني الرائد قاسم جلال الجارح وهذا ابن عمه الرائد ياسر حمزة معتصم أما عن الآنسة إيلا طبيبة بجامعة كامبريدج في الفرقة الثانية وتتدرب في مُستشفي أدينبروك الخاصة بالطبيب ألفريد روبرتس .
الضابط بإحراج:
– أعتذر لكُم كثيرا عما حدث. آمل أن تقبلوا اعتذاري.
رفع قاسم حاجبه قائلًا:
– سأقبل اعتذارك ، لكن عندما أعرف من أبلغ
الضابط: لم أعرف ، صدقني
قاسم: كيف لا تعلم أنك تستهين بي أم ماذا؟ أعلم أنه عندما يأتي إلينا تقرير ، يجب أن نعرف من الذي قدم التقرير أو نبحث حوله.
الضابط: صدقني ، لا أعرف. وصلني التقرير عن طريق صديق لي وقال إن الأمر يخصه.
قاسم: من؟
بدأت ملامح الضابط تتوتر . كان خائفاً .. ليتحدث ياسر:
– لا عليك .. سَنُخبر رئيسك بما حدث وهو سيتولي الأمر
أومأ قاسم إليه وهو ينهض ليمسك الضابط معصم قائلاً:
– سأخبرك بكل شيء من أبلغ أوجين دريك
نهضت إيلا مصدومة وهي تُردف:
– أوجين
حركوا عيونهم عليها .. ليردف قاسم قائلًا لها:
– تعرفيه ؟
أومأت إليه .. نَهض قاسم وهو يوجهه حديث إليه:
– إذا حدث شيء آخر لم يعجبني ، فلن أتساهل معك ، ف أنا لم أخبر أحداً ، لكن إذا وصلني أنك استغليت منصبك ، صدقني ، لن أتساهل معك مرةً أخري ، خذ كلامي بشكل جاد.
أومأ إليه الضابط بخوف.. أمسك قاسم بيدها وسحبها للخارج وخلفه ياسر وجلال ، وتحركوا للخارج.
* داخل السيارة
يَجلس قاسم وإيلا في الكنبة الخلفية وجلال يقود السيارة وياسر بجانبه .
أردف ياسر قائلًا:
– قاسم معني كده أنك أفتكرت كُل حاجة مش كده
قاسم: كده .. وأفتكرت كمان أن جلال بيه طردتني من الفيلًا مش كده .
ضغط علي الدركسيون قائلًا:
– كده وعلي فكرة أمك ماتعرفش حاجة
قاسم برفعه حاجب:
– ولو عرفت عادي اللي أنا عايزه هو اللي هيتم .
غضب جلال كثيرًا وقاد السيارة بعجلة .. ليردف قاسم قائلًا بلا مُبالاة:
– ياسر العربية مركونة في كراج السينما.
ياسر: تمام هروح اجبها بنفسي وأرجعها.
أومأ له قاسم ليأتي صوت جلال قائلًا:
– هحجز النهاردة علي أول طيارة راجعه مصر مادام فوقت وبقيت كويس
أردف قاسم:
– أحجز ليك أنت وماما وياسر أنا وإيلا مش راجعين دلوقتي
جلال: أنا بتكلم عنك أنت مش هيا
أنكمشت علي حالها من كلام جلال لتسحب كفها من بين يد قاسم .. ليتمسك بيدها ويُرغمها علي الاقتراب له مره أخري قائلًا بعناد:
– أنا هفضل مع إيلا لحد ما أشوف هعرف أخلص ورق نقلها ل مصر أمتا
صك جلال علي أسنانه قائلًا:
– تمام بس أنت أقنع أمك بالكلام ده أنا ماليش فيه وماتنساش خطيبتك أنا بجهز خطوبتك علي ديما خلاص
ضَحك قاسم بقوة قائلًا بأستفزاز:
– ديما قصدك هتحضر لها الدفنه ، أما الخطوبة دي تحضرها ليا ول نور عنيا إيلا
نظر لها بابتسامة قائلًا:
– مش كده
كانت خائفة من جلال ف لَم تفعل إي رده فعل .. إبتسم لها قاسم قائلًا:
– ما تخافيش أنا جمبك
لوي جلال شفته قائلًا:
– إي شايفني بُعبع وهاكُلها
قاسم: يمكن ما اللي أنت بتعمله ده بصراحه غريب خلتني أشك أن حُبك ليها من الأساس ماكنش بجد
صك علي أسنانه ولَم يُردف بشيئًا أخر يُحاول الهروب من تفكيره أنه يَظلمهُم وهو من الأساس السبب في كُل شيء ولَكن عليه أن يتغاضا عمًا يحدث ويُلقي اللوم عليهُم .
أما عن ياسر كان في قمة سعادته ف أخيرًا أخيه يجتمع بحُب حياته .
* داخل غُرفة عز وخلود
قابعين علي الفراش يُحاوط خصرها بيداه الإثنين ويسند ذقنه علي رأسها أما هيا تدس وجهها بجسدها في صدره ..
لتردُف خلود بنبرة جاشة بعدما هدأت من أنفاسها الهائجة:
– حبيبي عايزة موبايلك
ضغط علي خصرها بخفه قائلًا:
– في حاجة ولا إي ؟
رَفعت وجهها من داخل أحضانه تنظُر له وبسطت يدها أمامه قائلة بدلال:
– من غير أسئلة هات الموبايل وهتعرف
سَحب الهاتف من علي الكُمدينو ومازال يُحاوطها ووضعه بيدها
زحزحت جسدها لأعلي تَسند ظهرها علي الفراش أما هو مازال مُتسطح يُعانق خصرها ويدفن وجهه بمعدتها ، مَسكت الهاتف وبدأت بتدوين إي تاريخ لموعد الولادة بعد تسعة أشهُر ثُم وضعت الهاتف بوجهه قائلًا:
– هتبقي فاضي في اليوم ده
نَظر إلي الموعد قائلًا بأستغراب :
– مش عارف والله يا حبيبي بس لو مش فاضي أفضالك
صكت علي أسنانها قائلة:
– طب المعاد ده هيجي بعد أمتا من الشهر ده
عز: مش فاهم
أفأفت قائلة:
– عد من الشهر ده لحد الشهر اللي مكتوب في الموبايل
نظر إلي الهاتف يُعد في ذاكرته قائلًا:
– فاضل تسع شهور
إبتسمت قائلة:
– وده معناه إي ؟
عز بدون فهم:
– إي !
وضعت يدها علي ذراعه المُحاوط معدتها قائلة:
– معناه أن بعد تسع شهور في ضيف هيزورنا وضيف مُهم أوي
دفع الهاتف جانبًا وهو يعتدل قائلًا بصدمة:
– أأ .. أوعي ي .. يكون قصدك أنك حامل
أومأت له بالإيجاب .. جلس علي رُكبتيه وحملها بين يديه ثُم نهض وظل يقفز علي الفراش وهو يَصرخ من الفرح قائلًا:
– هكوون باااابا
ضَحكت خلود وهي تقول مُقلده إياه:
– هكون مااااما
عز: أخيرًا.. عرفتي أمتا
خلود: ما أنت لو مُهتم كُنت عرفت اليوم اللي جيت في تحت عيادة الدكتور وأتخانقت معايا عرفت إنِ حامل وكُنت هقولك بس اللي حصل بقي
طبع قُبلة رقيقة علي شفتها وهو يَجلس علي الفراش .. لتضع أصبعها علي شفته قائلة بدلال:
– زوزي أنا جعانة
رفع باطن كفها وطبع قُبلة عليه قائلًا:
– احلا أكل من إيدي ل أحلا مامي ف حياتي
إبتسامة علت وجهها وهو يضعها علي الفراش برفق ثُم هَبط لأسفل حتي يُحضر لها الطعام .
* داخل المطبخ
يُحضر التوست بالجُبن المقلي في جهاز التوستر ويغلي المياة في الكاتل الأستانلس حتي يُحضر لها كوبها المُفضل شاي بالحليب .
وَاقف يتكأ علي الرُخامة بجزعه ينتظر غليان المياه وصفير جهاز التوستر .. دَلفت جني بعدما أستمعت إلي صفير الكاتل والتوستر أطفئتهُم وهي تقول:
– إي اللي واحد عقلك
لا أستجابة .. أقتربت منه وَضعت يدها علي كتفه لينتفض نَظرت إليه بقلق قائلة:
– مالك يا عز ؟
حك يداه علي جبهته قائلًا وهو يُخرج التوستر في الصحن:
– مافيش يا جني أكلتي ولا أعملك أكل
حركت رأسها بالنفي وهي تمسك المياه تصبها في الكوب قائلة:
– مالك يا أخويا ؟
تنهد قائلًا:
– مَتصُبيش المياه للأخر لأن هعمل شاي بلبن
أومأت إليه وهي تُنفذ طلبه قائلة:
– زعلان علي جاسر طيب
عز: أدعيلوا وأدعيلي ربنا يريح قلبي الحمل تقيل عليا أووي
أقتربت له وهي تحتضنه كانت تصل إلي صدره ليضمها وطبع قُبله علي شعرها وحرك يداه علي معدتها قائلًا:
– حبيب خالو عامل إي ؟
إبتسمت قائلة:
– تعبني أوي يا عز
عز: أبقي روحي للدكتورة مع خلود نسيت أقولك أن خلود حامل
وضعت يدها علي ثغرها قائلة:
– بتهزر
عز: لا بتكلم جد هيا مش متجوزة راجل ولا إي
وضعت يدها علي صدره قائلة:
– وسيد الرجالة كمان آلف مبروك يا حبيبي
عز: الله يبارك فيكي .. بتكلمي خالد
جني: لاا بقالوا يومين مابيتكلمش وطبعًا مش هكلمه
عز: حاولي صلحي الدُنيا عشان الطفل اللي جاي ملوش ذنب وخالد بيحبك وأنتي بتحبيه
جني: اللي عايزه ربنا هيكون يلاا أطلع أنت خليك جمب خلود
أومأ لها وهو يسحب الصينية بعدما وضع الصحن والكوب عليها وتحرك للخارج .
لتتحرك جني إلي غُرفة المعيشة وسحبت هاتفها تُهاتف نور.
نور: أخيرًا عبرتيني
جني: كُنت مدايقة ومش قادرة أتكلم خالص
نور: أحكيلي مالك
جني: خالد مابيتكلمش خالص بقالوا يومين مش عارفة مُختفي فين .. خايفة يكون مع ريتاج أو ي…
صَمت غير قادرة علي نطق الكلمة .. أردفت نور قائلة:
– ماتوقعش كده مُمكن يكون بيظبط أموره عشان يراضيكي مشغول مجربتيش تكلميه
جني: لاا أنا مش هكلمه هو اللي المفروض يكلمني
نور: لاا يا جني لازم تاخدي وتدي معاه ده جوزك برضوا أحنا عاوزين نرجعه ويتغير مش نطفشه
جني: طب رأيك أعمل إي
نور: ألبسي حاجة شيك وخليكي علي سنجه عشرة وروحي علي الفيلا أعمليله مفاجأة هو بيرجع من الشُغل أمتا
جني: قُدامه ساعه ساعه ونص كده
نور: طب حلو ها تلحقي تروحي وتطلبي عشاء وحضري أجواء رومانسية
جني: وأفرض لقيت البومة دي هناك
نور: أدخلي وتعاملي عادي متخليهاش تفوز عليكي
جني: اتفقنا .. هقفل دلوقتي بقي عشان أعرف عز وألحق ألبس
نور: امام وطمنيني سلام يا روحي
جني: سلام
أغلقت معها وصعدت لأعلي تُخبر عز ومن ثُم دلفت إلي غُرفتها تُجهز حالها .. ليتحدث عز مع الحرس بأن يتحرك أحدهُم مع جني ويطمئن عليها قبل الرحيل .
* عند الحرس
يَقُف مؤمن كبير الحرس وأمامه جميع الحرس قائلًا:
– أنا هطلع مع جني هانم وأنتُم هتفضلوا هنا مش هتأخر بس عايز كُل حاجة ماشية وكأنِ موجود مفهوووم
جميعهُم: مفهوووم
ليتحدث واحد منهُم يُدعي منصور:
– أطلع معاك يا ريس
مؤمن: ماشي تعالا معايا والباقي عينكُم مفتحة مش عايزين نزعل عز باشًا
أومأ له الجميع ليبدأ بتجهيز السيارة وينتظر هو ومنصور جني .
أتجه منصور خلف الحديقة يتحدث في الهاتف مع أحدٍ .
منصور: باشًا جني هانم طالعة دلوقتي وأنا والريس معاها
= رايحة فين ؟
منصور: رايحة الفيلًا لخالد باشًا
= قصدك خالد طين .. ركز معايا أول ما تنزل وتتحركوا لبعيد تبعتلي رسالة وأنا هخلي الرجالة تجهز مش عايز غلط مفهووم
منصور: مفهوم يا باشًا ، ماتنساش البسبوسة بتاعتي
= في الحفظ والصون يا طفس
ضَحك منصور وهو يقول:
– من يد ما نعدمها يا باشًا
أغلق بوجهه الهاتف .. ليُقبل شاشة الهاتف وهو يتحرك ويقول:
– ده الواحد هياكُل الشهد من تحت أيدك يا جني هانم الله يخليكِ هه ههه
توجه إلي البوابة يَقُف بجانب مؤمن ينتظروا جني .
نَظر له مؤمن وهو يضربه بخفه في معصمه قائلًا:
– إي النظام ؟!
منصور بعدم فهم:
– نظام إي !
مؤمن: نظام اللهو الخفي بتختفي وبتيجي مالك مش مظبوط ليه
صاح به غاضبًا:
– هو في إي روحت أفك زي ما الناس كُلها بتفُك إي حُرم
مؤمن: كُل ده عشان سألتك بتختفي فين ما تقول أنك بتفُك ماتخافش مش هربُطك يعني
منصور: هه ههه خفيف أووي
مؤمن: خفيف خالص يا مانص
توقفوا عن الحديث بعدما أقتربت جني منهُم لينظروا لها جميعًا كانت فائقة بالجمال ترتدي فُستان أحمر يصل إلي قبل كاحلها بحمالات وبه شرايط من الظهر ولَكن لَفت حول ذراعيها وظهرها نسيج قماش حرير إي شال باللون الأحمر حتي تُخفي بشرتها عن أنظار الجميع وترتدي حذاء عالي مُطرز باللون الذهبي وبيدها حقيبة صغيرة مُطرزة بالذهبي وشعرها ينساب بطوله علي ظهرها بتمويجاته البسيطة.
نَظر مؤمن لجميع الحرس بنظرات نارية ليضعوا عيناهُم بالأرض .. توجه يفتح لها باب السيارة الخلفي تُحاول الصعود ولَكن الحذاء يُعيقها مدت كفه لها لتتمسك به وتصعد السيارة أغلق الباب لها ثم أتجه صعد لمقعد القيادة وبجانبه منصور ليتحرك بالسيارة خارج البوابة.
* داخل المُستشفي
يَجلسون جميعًا في الكافيتريا لتنهض زينب بعدما أستمعت لحديث قاسم أنه أستعاد ذاكرته تُقبله بفرحه أم قائلة:
– أخيرًا يا حبيبي حمد الله علي سلامتك أيوه كده هتفرح بخبر رجوعك ورجوع إيلا كمان
رفع كفها وطبع قُبله عليه قائلًا:
– تسلميلي يا زوزو
زينب: قلب زوزو
ثُم أستدارت بوجهها قائلة:
– هنرجع مصر أمتا
ضغط قاسم علي يدها قائلًا:
– أنتي وبابا وياسر هترجعوا علي أول طيارة أما أنا وإيلا هنستنا
عبس وجهها قائلة وهي تجلس علي المقعد:
– ليه كده ؟
قاسم: عشان لسه في أوراق وتحويل وهشوف الدُنيا إي وطبعًا مش هينفع بابا وياسر يتغيبوا علي شُغلهُم أكتر من كده
زينب: خلاص هُما يرجعوا وأنا هفضل معاكُم مش هقدر أبعد عنكُم تاني بجد وحشتوني
قاسم: مشهنتأخر بس مينفعش تسيبي بابا لوحده
زينب بنبرة حُزن:
– طب هتفضلوا لحد أمتا هنا
قاسم: أرتب أمور إيلا وأحد فترة نقاه وأتابع علاج رجلي وبعدها هاجي وهكلمك كُل يوم فيديو كول
كانت تمسك يد قاسم لتسحب يد إيلا قائلة:
– وأنتي كمان هتكلميني
إبتسمت قائلة:
– حاضر
زينب: حاضر يا إي ؟
حركت عيناها علي جلال كادت أن تبكي من نظراته لتقول بلتعثُم:
– حاضر يا مامي
رفعت زينب يدها تَطبع قُبله علي باطنها قائلة:
– قلب مامي من جوه .. بُصي بقي لما ترجعي هنرجع أسمك زي ما أنتي عايزة
جَحظت عين قاسم ليقول:
– أسم إي اللي هيرجع ؟
زينب: إيلا عايزة ترجع أسمها علي أسم بباك
نَظر إليها قائلًا بغضب:
– والله ! بتستهبلي مش كده
عضت شفتها وهي تقول:
– م .. ما عشان ماحدش يبعدني عنكُم تاني
رفع حاجبه قائلًا:
– أسمك هيفضل زي ما هو وماحدش هيقدر يقرب منك مفهوم
أومأت له بالإيجاب وهي تحترق داخليًا لماذا غضب عليها ؟ ألم يفهم أنها فعلت هذا من أجله حتي لا يأخذونها.
زينب: ليه يا قاسم أسمها لو رجع أحسن لينا
قاسم: لاا مش أحسن أولًا ده حرام ثانيًا أهلها مش هيوافقوا
نَظر له جلال بتحدي قائلًا بنبرة أستمتاع:
– لو علي أهلها أقدر أرجع أسمها متقلقش
نَهض قاسم وهو يَسحبها من معصمها قائلًا:
– قولت مافيش أسم هيرجع مفهوم .. وأنتي تعالي شوفي رجلي مالها وجعاني
توجهت معه لداخل المُستشفي وهو ما زال يَمسك معصمها.
التفتت زينب برأسها لجلال وهي تقول:
– جلال لو تقدر تغير أسم إيلا أعمل كده أنا خايفة من أهلها
تحدث ياسر قائلًا:
– عمتو بلاش كده هتخسري قاسم للأبد
زينب بدون فهم:
– ليه يعني ؟ أنا كُل الموضوع أنِ خايفة علي إيلا
أغمض جلال عيناه براحة قائلًا:
– أسم إيلا هيفضل كده متقلقش يا ياسر مش هعادي إبني أنا عايز أرجعه لحُضني
وَفعت حاجبها قائلة:
– أنت بتتكلم عن قاسم بس هيا إيلا مش بنتك باردو ولا إي ؟!
تحدث وعيناه علي ياسر قائلًا:
– أبنك اللي عاوز كده
زينب: عايز إي ؟
نَهض جلال وهو يُردف:
– يلاا نروح الأوتيل دلوقتي عشان بُكره هنسافر
زينب: طب فهمني الأول لي بتتكلم بالغاز
تحرك جلال للسيارة قائلًا:
– يلا يا زوزو ما حبكش تفهمي كُل حاجة دلوقتي
صكت علي أسنانها بغضب ليُربط ياسر كفها قائلًا:
– يلا يا عمتو روحي معاه وأسمعي الكلام
نَهضت زينب وهي تُأفأف قائلة:
– هتعمل إي ؟
ياسر: هروح مشوار كده علي السريع وهاجي الأوتيل عشان هسافر بُكره معاكُم
أومأت زينب لتتحرك إلي جلال .. أما ياسر تحرك
حتي يُجلب السيارة التي تركها قاسم بالكراج.
* في المُستشفي / تحديدًا داخل غُرفة
تتسطح إعتماد وحولها العائلة بجانبها والدتها من الجهة اليُمني وأصالة من الجهة اليُسري وصفية وثُريا يجلسون علي مقاعد مُجاورة لفراشها أما العُمدة كان يَجلس علي الأريكة وبجانبه متولي ووهدان أما فارس وغريب يَقفوا.
أردفت إعتماد بضعف قائلة:
– هُما مش هيطمنوني علي ولادي
مَسحت نعمات علي جبهتها قائلة:
– بيجهزوهُم يا حبيبتي أرتاحي أنتي بس
ربطت صفية علي رجليها قائلة:
– شوفتيهُم
إبتسمت إعتماد قائلة:
– ااه بس ماكنوش واضحين أوي بس غريب شافهُم أحسن مني مش أجده يا غريب .. غريب
كان غريب شاردًا بما حدث داخله يَنظُر لها فقط مُنذ دخوله للغُرفة لَم يتحدث بكلمة واحده .
نَظرت صفية لإخيها قائلة:
– أبيه أبيه
نَظر لها بعدما قاطعت شروده قائلًا:
– ااه يا صفية
صفية: إعتماد بتكلمك
حرك عيناه عليها قائلًا:
– عايزة حاجّة
حركت رأسها جانبًا قائلة بنبرة ضيق:
– لا مافيش حاجة
غريب: تمام
في تلك اللحظة طرقات علي الباب بعدها أنفتح الباب لتدخُل مُمرضة وهي تَجُر فراش واحد وخلفها الطبيبة.
حاولت أن تنتصف جالسة حتي تري الطفل الأخري لتتأوه بصوت خفيض ألم يجتاحها تَشعُر أن عظامها تنكسر واحد تلو الأخر ف الألم كان قاسي … تنهدت وهي تُردف بضعف:
– د .. دُجتورة هو فين البيبي التاني
وَضعت يدها بجيب البالطو قائلة بهدوء :
– أولًا حمد الله علي السلامة ، الولد حالته كويسة بس البنوتة محتاجة تتحط في الحضانة وزنها قُليل
صَرخت إعتماد من ألم ظهرها .. ليهرع غريب إليها يَبعد أصالة من جانبها ويُحاوطها بذراعيه يَسند جسدها برفق يضع وسادة خلف رأسها ثُم وجه حديثه للطبيبة قائلًا:
– الحالة كويسة
الطبيبة: ماتقلقوش هو التؤام بيكون كده حد بياخد من حد الولد ماشاء الله كويس بس البنوتة محتاجة الحضانة
أنسابت دموعها علي وجنتها قائلة:
– عايزة أشوف بنتي
الطبيبة: ماينفعش دلوقتي جسمك محتاج راحه شوية وهخليكي تشوفيها ، بس الأول خُدي إبنك في حُضنك ورضعيه كده
نَظرت لغريب قائلة برجاء:
– غريب خليني أشوف بنتي
أومأ إليها قائلًا:
– أرتاحي وهاخدك تشوفيها
حركت أنظارها علي طفلها وهي تبكي من ألم جسدها وخوفها علي طفلتها لتُردف قائلة:
– أنتوا بتضحكو عليا صح بنتي فين عايزة أشوفها .. طمنوني عليها .. ماتت صح .. اااه
جحظت عينيه ذعرًا ماذا تقول تلك البلهاء حرك رأسه بالنفي وهو يَسحب رأسها داخله قائلًا:
– لو سمحتوا سبوني معاها
نَهضوا جميعًا وهُم ينظرون لها .. لتردُف أصالة قائلة:
– إعتماد أنا هروح وأطمن علي بنتك بنفسي بس أهدي بلاش عياط
تحركوا جميعًا للخارج .. لتقترب الطبيبة لها:
– مدام إعتماد صدقيني بنتك بخير بس محتاجة تتحط في الحضانة عشان تكون كويسة
شَعر بأنينها داخله ليضغط علي رأسها يُحاوطها داخله وهو يُشاور للطبيبة بالخروج .
همس لها قائلًا بهدوء:
– إعتماد أهدي أنا هخليكي تشوفي بنتك بس مُمكن تهدي ومتفوليش عليها هي بس في الحضانة زي ما الدُجتورة جالت مافيش حاجة تجلج عشان تجولي اجده .. بس دلوقتي المفروض تاخدي الولد في حُضنك وترضعيه
طبع قُبله علي حجابها قائلًا:
– إعتماد كده مُمكن يحصل حاجة للولد يرضيكي
رَفعت وجهها تَنظُر له بوجه غارق بالدموع قائلة بضعف:
– أأ .. أنا خ .. خايفة
غريب: أنا جمبك مالوش لزوم الخوف .. أجبلك أبننا ترضعيه
أومأت له .. لينهض ويحمل طفله وهو يُذكر الله ثُم تحرك لها ووضعه بين يدها قائلًا:
– رضعيه وأنا هكبر في ودنه
بدأت في إرضاع الطفل .. ليقترب من أذن الطفل وبدأ في التكبير بأذنه أما هي كان عقلها عند طفلها
أنتهت من رضاعة الطفل ..ارتسمت ابتسامة شاحبة علي شفتيها ثُم أردفت:
– عايزة أشوف بنتي
أومأ لها وهو يحمل إبنه ويضعه في فراشة .. ثُم جلس علي طرف الفراش قائلًا:
– بُصي بقي هنتفج علي حاجة لو بكيتي مش هخليكِ تشوفيها تاني مفهوم
زَرفت دموعها قائلة:
– أنت بتقول إي ؟ أنت عايز تاخد ولادي
أغمض عيناه يُحاول السيطرة علي غضبة ثُم فتحهُم قائلًا:
– إعتماد أنا مش هاخد حد منك أنا كُل اللي عايزه مهما شوفتي تمسكي نفسك ومتبكيش مفهوم
أومأت له برأسها بالإيجاب .. وكادت أن تَهبط وهي تَسند علي ذراعيها.. ليوقفها بيداه وهو ينزع لها المحلول ثُم حملها بين ذراعيه لتشهق وهي تنظُر له بتوتر قائلة:
– أنا هقدر أمشي
توجهه بها خارج الغُرفة وهو يَهمس لها:
– تقدري تمشي إي ؟ أنتي مش شايفه حالتك وأسكُتي بقي خليني أركز وانا شايلك ل نوجع ووجتها هتصدعيني ببُكاءك
ضيقت عيناها قائلة:
– أنا ما هبكيش واصل وعلي فكرة أنا مش غليضة ( تخينة )
غريب: أنتي أجده حلوه عجباني
أحمر وجنتها من الكسوف لتظل صامتة إلي أن وصلوا إلي غُرفة الحضانات بعدما سألوا الطبيبة وتوجهت معهُم .
كانوا يَقف وما زال يحملها بين ذراعيه يَنظُروا من الزُجاج الشفاف علي طفلتهُم لتزرُف دموعها .. همس لها قائلًا:
– باردو
رَفعت يدها تُزيل دموعها بقوة قائلة بخوف:
– مش ببكي ده عرق
أومأ لها قائلًا:
– عرق ! ماشي كفاية كده عشان تستريحي
نَظرت إليه وهي تكتم دموعها برجاء .. ظَل ينظر إلي ملامحها الهادئة ليُحرك رأسه بالموافقة لَم يقدر علي الحديث ظَل يُتابعها وهي تنظُر إلي طفلتهُما إلي أن تحركوا إلي الغُرفة ووضعها علي الفراش مرة أخري لتنسحب في نوم عميق.
ليتحدث غريب مع الجميع بأن يذهبوا وهو سيظل معها لا يُريد أحد .. لترفُض والدتها ولَكن مع إصراره وافقوا بأن يذهبوا ويأتوا غدًا ليظل معها هو.
* أمام فيلًا خالد الشيمي
هَبطت جني السيارة وعلي وجهها إبتسامة مُشرقة .. ليتحدث مؤمن قائلًا:
– جني هانم تحبي أستناكي
حركت رأسها بالنفي قائلة:
– لاا روحوا إنتوا ولو في حاجة هتصل بيك
أومأ إليها وهو يَصعد السيارة وتحرك بها ليقوم منصور بإرسال رسالة إلي الشخص الأخر أنهُم إبتعدوا وجني أصبحت داخل الفيلًا .
دَلفت جني الفيلًا ولَكن صدمت لمًا لا يوجد حرس فتحت بالمُفتاح ودخلت وبدأت في تجهيز الأجواء وطلبت عشاء فرنسي الذي تحبه هي وخالد ثُم جلست تنتظر خالد ، ليصل لها رسالة فتحتها تقرأ مُحتواها بأنفاس مُنهكة كان صدرها يعلو ويهبط لا تُصدق بالتأكيد أحدهُم يُريد خراب علاقتها مع خالد ف مُحتواه الرسالة كان ” جوزك بيخونك أوعي تكوني مصدقة الكلام اللي بيقولوا كُل ده كلام عشان تفضيل تحت طوعه ويفضل مسيطر عليكي .. لو عايزة تتأكدي روحي علي العنوان ده ***** هتلاقي مع عشيقته في أجواء رومانسية وأنتي هنا يا حرام قاعدة بتحاولي ترضية ”
أنسابت دموعها علي وجنتها من القهر لا تعرف ما عليها أن تفعل تذهب إلي العنوان أم تنتظره عندما يأتي وتواجهه بالرسالة …
* داخل غُرفة قاسم بالمُستشفي
قاسم بنبرة غاضبة:
– أنتي غبية بتتصرفي من دماغك ليه هو إي ده اللي عايزة تغيري أسمك عارفة لو عملتي كده معناه إي عاارفة
رجعت خطوة للخلف وهي تُكتف يدها قائلة:
– ما تُشخُطش فيا مابحبش كده أنا قولت أن ده أسلم حل عشان ماحدش يقدر ياخدني منك
ضرب يداه علي الحائط بقوة كي يُفرغ غضبة حتي لا يُفرغه بها قائلًا وهو يجز علي أسنانه:
– يا ست العاقلين ما هو لو أسمك رجع يبقي تُفي علي وشي لو عرفنا وقتها نتجوز
رفعت حاجبها قائلة بأستخفاف:
– والله ! هو إي علاقة ده بده
مسح كف يداه علي وجهه قائلًا بنفاذ صبر:
– عليًا الطلاق غبية .. بت هو لما نروح للمأذون ونديله البطايق عشان يجوزنا ويلاقي أسمنا زي بعض هيقول عننا إي هيجوزنا إزاي وأحنا أخوات فهميني
ضربت كفها علي جبهتها قائلة:
– تصدق دي الحاجة الوحيدة اللي راحت من بالي
لوي شفته وهو يستريح علي الأريكة من ألم رجليه قائلًا بأستهزاء:
– دي الحاجة الوحيدة اللي رايحة من بالك .. انتِ كُل حاجة ضايعة منك ده أنتي علي اللهَّ حكايتك
تقدمت إليه وهي تجلس بجانبه قائلة:
– مش للدرجادي بس بجد ماختش بالي .. شاطر أنت بتلقطها علي طول
أردف بأستهزاء:
– ماينفعش أحنا الإثنين نكون ضايعين
كشرت وجهها قائلة:
– خلاص بقي هتفضل تندبني
قاسم: ولا أندبك ولا تندبيني روحي شوفيلي مُسكن لرجلي مش حاسس بيها
نَهضت وهي تتوجهه إلي الكُمدينو جلست علي رُكبتها فتحت الدرج تبحث عن مُسكن قائلة:
– أرهقت نفسك جامد باردو
مَسكت المُسكن بيدها ليأتي علي بالها سؤال أستدارت برأسها للخلف تنظُر إليه قائلة بعدم تصديق:
– أنت بجد افتكرت كُل حاجة
ضرب كف علي الأخر قائلًا:
– عليًا الطلاق منك قبل ما أتجوزك أنتي ما هبوشه ف عقلك
نَهضت وهي تتوجه له قائلة:
– يا عم بسأل هو السؤال حرم
شدها من معصمها لتجلس جانبه قائلًا:
– لا يا لمضه ما حرُمش أسألي براحتك
وضعت بيده قُرص وهي تسحب أنينه مياه ليضعها بفمه ثُم أرتشف القليل من المياه.
ليصدر رنين من هاتفها نَهضت وأخرجته من حقيبتها تنظُر إلي المُتصل بخوف .. نَظر قاسم إلي ملامحها قائلًا:
– رُدي
إيلا: بعدين
قاسم بشك:
– مين اللي بيتصل ؟
إيلا: ص .. صاحبتي ف السكن هبقي أأ .. أكلمها بعدين
شاور بأصبعه لها أن تتقدم قائلًا:
هاتي التلفون …
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)