رواية سندريلا الفصل الاول 1 بقلم هبة السواح
رواية سندريلا البارت الاول
رواية سندريلا الجزء الاول
رواية سندريلا الحلقة الاولى
كان ياما كان…
أن تكون إنسانا فإن هذا يعني إن تكون مطالب
بمعنى تنجزه وبقيم تحققها»
فيكتور فرانكل
كان ياما كان:
وقفت في شرفة منزلها العتيق تتأمل حديقة الشارع التي كانت يوما
نظيفة ومبهجة قبل إن تدنسها حفاضات الأطفال المستعملة وبواقي طعام
المتنزهين.
سمعت صوت «المهرجانات» المنبعث من إحدى سماعات الكوفي
شوب المكتظ بالشباب والفتيات وحتى العائلات بأطفالهم، وقد سمر كل
منهم عينيه على شاشة جهاز الموبايل في يده في مشهد متكرر كل يوم.
أخذت نفسا عميقا وتنهدت ثم قالت في نفسها اخليهم براحتهم طالما
مبسوطين.
التفتت إلى مئات الرسائل على مكتبها في فزع، وقالت «طب ما أنتو
عندكم مشاكل أد كده أهو، مشى مبسوطين ولا حاجة! ولا غاوين تخنقوني
أنا في عيشتي؟”
ثلاثة أعوام منقطعة تماما عن العمل، تركت السحر وتفرغت لدراسة
أنماط البشر وأحوالهم ونفسياتهم وكيفية مساعدتهم. ثلاثة أعوام كاملة لم
تقرأ رسالة واحدة من مشاكل الناس ولم تستخدم سحرها المعتاد في حل
المشكلات! نسيت العصا والكلمة السحرية «ابيبيدي بوبيدي بووا» وغاصت
في أعماق النفسى البشرية، لتفهم ما الذي يسعدها؟ ما الذي يجعلها تشعر
بالنجاح؟ ما الذي يشبعها؟ ما الذي يحركها؟ كيف يولد عندها الشغف؟
كيف ترقى عن مستوى الاحتياج الحيواني من أكل وشرب إلى مستوى
أخر من الإشباع النفسي والرقي بالذات والمساهمة في تغيير المجتمع؟
وبعد الانقطاع الطويل… قررت فتح الرسائل القديمة، ولفت نظرها
مجموعة رسائل في مظروف مميز بلونه الأحمر فبدأت بها، وكانت المفاجأة.
الرسالة الأولى:
«عزيزتي الساحرة»
أنا عايزة أو لا أشكرك على الفستان والحاجات الجميلة اللي عملتيهالي
يوم الحفلة، أنا روحت واتبسطت
جدا وعجبت الأمير واتجوزنا… بس
أنا دلوقتي متضايقة! كل حاجة في الأول كانت تحفة وتجنن بس من بعد
شهر العسل وأنا حاسة إنه مش بيهتم بيا زي الأول. أنا بقعد لوحدي كتير
جدا وزهقانة، وساعات بقعد أعيط مع نفسي، وهو السبب في الحالة
النفسية اللي أنا فيها دي، قولي لي أعمل إيه؟ ممكن تعملي لي سحر
يخليني مبسوطة؟
سيندريلا»
الرسالة الثانية:
«من غير مقدمات، أنا تعيييييسة… جواز إيه وبتاع إيه يا ريتني ما روحت
الحفلة… أنا وحيدة ومليشى حتى أي صحاب، طول عمري مليش صحاب غير الفران العصافير والكلاب
و لما اتجوزت ومشت من البيت مرات أبويا سممتهم كلهم! أنا وحيدة جدا، بكره نفسي وحياتي، وتخنت جدا
كمان، وبقى عندي تضاريس ماشفهاش كولومبس في خريطة قبل كده!
حاسة إني مليش أي لازمة وكل الأحلام اللي كانت عندي وأنا صغيرة
انتحرت.
مش عارفة أنا عاوزة إيه ولا عارفة أعمل إيه في عيشتي، ساعديني لو
سمحتي قبل ما انتحر!
سيندريلا»
الرسالة الثالثة:
«عزيزتي الساحرة، شكلك مشغولة جدا أو يمكن موتي بقى معرفشي!
عموما أنا هطلب منك شوية طلبات بسيطة بكلمة منك وضربة بعصايتك
هتخليني سعيدة وتتقذيني من الانتحار:
1- موتي مرات أبويا وبناتها.
2-خليني أخلف عيال هاديين ومتربين لوحدهم
3-خليني أخس من غير دايت.
٤ – خليني أرجع حلوة ورقيقة وبسكوته زي زمان.
5ـ خلي الأمير يسيب كل اللي في إيده ويقعد معايا.
“6-خلي رقم 5 يحصل بس من غير ما يقرفني، ومن غير الفلوس ما تقل.
7-خلي الناس الرخمة كلها تموت.
8-خليني أبقى سعيدة.
9- خليني أبقى سعيدة.
10- خليني أبقى سعيدة.
السندريلا»
«يا إلهي إيه كل النكد ده؟»… قالت باستنكار، «ده أنا مش مستحملة تلات
رسايل منك، أومال جوزك عامل إيه بقى؟ خلينا نشوف إيه الحكاية دي».
عزيزتي سندريلا…
آسفة جدا إني كل ده ماردتش عليكي، أنا الحقيقة كنت في أجازة بعد ما
حضرت تدريب شاق جدا للساحرات على طرق جديدة لمساعدة الناس
من غير سحر ولا شعوذة! زمن المعجزات خلص يا سيندريلا ومفيش
أي سحر في الدنيا هيخليكي سعيدة وإنتي مدية بوز النكد ده… المهم…
حلينا نتقابل ونشوف إيه حكايتك، هتلاقي الكارت بتاعي مع الجواب،
وعليه المواعيد بتاعتي.
أشجان»
وفي البوم التالي دق جرس باب منزل أشجان المتواضع، لتتفاجأ بفتاه في
أوائل الثلاثينات من عمرها، قد شحب وجهها من الحزن، وامتلا جسدها من
الدهن، اجتمعت فيها جميع علامات اليأس والإحباط والاكتئاب والحيرة.
– أهلا وسهلا، إيه يا سيندريلا ده؟ شكلك اتغير أوي، وإيه كل الحزن
اللي في جواباتك ده؟
” نتي مين الأول؟ ومال شكلك اتغير كده؟ ومين أشجان دي؟ مش
إنتي اللامؤاخذة الفيري جود آند مازر؟
– اللامؤاخذة؟» لا حضرتك ما أنا قلت لك بطلت السحر، ومفيش
حاجة أصلا اسمها جود مازر، وفيري ده بقى صابون مواعين، أنا اسمي
الحقيقي أشجان، بطلي رغي وخشي في الموضوع.
■ باختصار، أنا حزينة وتعيسة ووحيدة، وحاسة إني مليش لازمة في
الحياة، عأيشة باكل وبشرب وبلبس وخلاص، لا مبسوطة مع جوزي ولا.
مع حد ولا لاقية نفسي، مش عارفة أعمل إيه، حاولت أعمل حاجات كتير،.
سفر وسافرت، خروج وخرجت، ماسبتش حاجة، حتى الشغل جربت،
تخيلي اشتغل وأنا مرات الأمير!
دايما حاسة إن في حاجة ناقصة! في حاجة في حياتي عايزة تتظبط
عشان ألاقي سعادتي الحقيقية وأحس إني عايشة بجد.
– طب احكي لي إيه اللي حصل واحدة واحدة؟
مفيش، زي ما إنتي عارفه أنا كنت طفلة سعيدة ومنطلقة لحد ما أمي
ماتت وبابا اتجوز، مرات أبويا مريضة نفسيا وبتكلم نفسها كثير بالليل،
مجنونة وربنا! تخيلي بتغير مني وأنا أد بناتها! وكل همها بناتها يتجوزوا
بأي شكل، وطبعا ماحدش هيتجوزهم لأنهم متخلفين، لا بيعرفوا يتكلموا
ولا يلبسوا ودمهم يلطش ونفسياتهم سودا.
– إنتي يا بتي ده مش اتجوزتي وخلصنا خلاص؟ مالك ومالهم؟
استني ما أنا جيالك في الكلام أهو… بس أنا بحب أحكي قصتي
من الأول عشان أفتكر العذاب الأليم.
المهم، عشت مع مرات أبويا وبناتها حياة صعبة جدا، ماكنتش بقدر
أقولهم لأ على حاجة! ماما علمتني أبقى طيبة مع الناس كلها، وهما كانوا
بيستغلوني! يوم الحفلة كل البنات كانت معزومة، وطبعا هما مارضيوش
أني اروح عشان أنا أحلى منهم هما التلاتة! المهم إنتي – إلهي يكرم
أصلك – ظهرتي ولبستيني الفستان إياه والجزمة وظبطتيني على الآخر
ورحت الحفلة.
– ورقصتي مع الأمير، والساعة بقت ١٢ فإنتي جريتي والجزمة وقعت
منك وهو لقاها ولبسهالك واتجوزتوا… كل ده عارفينه، إيه بقى مشكلتك؟
الصبر يا حاجة! أولا بقى الجزمة موقعتش مني، اللي حصل إن الأمير
أما طلب يتجوزني أنا اتلغبطت! قعدت أفكر أوافق ولا لأ، خفت أكون
بتسرع وداخلة على حاجة مجهولة تضيعني، قلت اللي أعرفه أحسن من
اللي ماعرفوش، خليني مع مرات أبويا أحسن واديني حفظتها وحفظتني،
وأنا أصلا مش جو قصور وحفلات، مش متعودة يعني! وبعدين قلت بس
هتفضلي كده لحد إمتى، ما يمكن دي فرصه تعيشي وتقبي على وش الدنيا
٠
تحرير) وحح
مثك وهو لقاها ولبسهالك واتجوزتوا… كل ده عارفينه، إيه بقى مشكلتك؟
– الصبر يا حاجة! أولا بقى الجزمة موقعتش مني، اللي حصل إن الأمير
أما طلب يتجوزني أنا اتلغبطت! قعدت أفكر أوافق ولا لا، خفت أكون
بتسرع وداخلة على حاجة مجهولة تضيعني، قلت اللي أعرفه أحسن من
اللي ماعرفوش، خليني مع مرات أبويا أحسن واديني حفظتها وحفظتني،
وأنا أصلا مش جو قصور وحفلات، مش متعودة يعني! وبعدين قلت بس
هتفضلي كده لحد إمتى، ما يمكن دي فرصه تعيشي وتقبي على وش الدنيا
وتلاقي نفسك بدل ما إنتي طول النهار متمرمطة كده! احترت فعلا…
فقلت أسيب له فردة – اللامؤاخذة – الشوز بتاعتي وامشي لحد ما أفكر!
-يا بنت اللذين! يعني إنتي سيبتي الجزمة بمزاجك؟ وبعدين يا سوسة؟
كملي!
ماخبيش عليكي يا أشجان طول الطريق للبيت كنت مترددة جدا! إنتي
عارفة برضه الجزمة كانت إزاز وشياكة وشكلها غالية… وأنا محتاجة الفردة
التانية عشان أعرف ألبسها! فكرت فعلا أرجع أخدها حتى لو هيشوفني
بلبسي المقطع وبلا جواز بلا بتاع الجزمة أهم! بس في الآخر قلت لنفسي
كل بنت طلعت ولا نزلت مسيرها لبيت جوزها، وهو كويس… وأكيد هيبقى
أحسن من العيشة في بيت مرات أبويا.. وكده كده لازم ألحق القطر قبل
ما يفوتني، ونفيسة ودرية بنات مرات أبويا يفرحوا فيا!
– فرجعتي البيت… والأمير قعد يدور على البريئة الرقيقة صاحبة الجزمة
عشان يتجوزها ؟
■ بريئة ورقيقة إيه؟ الأمير زيه زي أي راجل… بيحب البنت اللي تجريه
وراها حتى لو أقصى معرفته بيها إنه رقص معاها مرة! المهم، مسك الراجل
في الجزمة وإلا لازم يلاقي صاحبتها! لف البلد كلها، وطبعا عشان مفيش
بنت في في البللا مقاس رجلها «٣٨ (وساعات ٣٩ لو جزمة صيني من
بطرس غالي)، لقاني ولبسني الجزمة واتجوزنا، وبدل ما القطر يفوتني،
داس عليا!
– أنا مش فاهمة، هو إنتي ليه مش رقيقة زي ما شفتك في الفيلم؟ ولا
إنتي طول عمرك طريقة كلامك الحقيقية كده؟ ولا ده من كتر فرجتك على
المسلسلات مثلا؟ وبعدين إنتي ليه محملة الجوازة كل أساب تعاستك؟
إنتي حاسة إنك مشى سعيدة ومشى لاقية نفسك وحاسة إنك ملكيش لازمة،
مال جوزك بالقصة دي؟
– يعني إيه ماله؟ أومال أنا متجوزاه ليه، مش عشان يبسطني؟
– أكبر غلط! محدش «بيبسط» حد، لو إنتي ماعرفتيش تبسطي نفسك
بنفسك، لو جوزك عمل قرد حتى مش هتتبسطي!
إزاي يعني؟
– خليني الأول أسألك سؤال: إنتي عاوزة تتبسطي ليه؟
– عشان أعرف أعيش.
– وعاوزة تعيشي ليه ؟
– عشان لازم أعيش، آكل وأشرب وأخرج وأتكلم مع الناس وأتفسح
وكده…
ـ طب ما إنتي بتعملي الحاجات دي أوريدي، عاوزة إيه تاني؟
■ بعملها بس حاسة إني مليش نفس ولا لازمة، أكيد مش هقضي
حياتي كلها بعمل كده بس!
ـ ليه؟ طب ما عادي جدا، في أحلى من إن الواحد يصحى من النوم
مش شايل هم حاجة؟ ياكل ويشرب ويلبس ويتفسح، ويتجوز ويخلف،
ويكبر ويموت، ولا من شاف ولا من دري؟
– إيه الملل ده! أكيد الحياة ماتعملتش عشان كده وخلاص!
– أومال عشان إيه؟ إنتي عايشة ليه يا سيندريلا؟ عايزة إيه من الدنيا؟
– عايزة أحس إني ليا قيمة، إني أما أموت الناس هتفتكرني بحاجة
عدلة، إني ليا أي لازمة في الدنيا دي، ما هو أكيد ربنا ماخلقنيش عشان
أعيش وأموت كده وخلاص!
– إنتي مؤمنة بربنا؟
– ونعم بالله !
ـ إنتي هاتستهبلي! أومال كتي رايحة بتدوري على السحر ليه؟
– خلاص بقى عديها، تبنا يا ست أشجان!
– طيب، مؤمنة إنك شخصى مميز؟
– لا طبعا، ماعرفش، مش حاسه، يمكن!
– ما تعرفيشى ولا يمكن؟
■ يمكن، أكيد يعني فيا حاجة مميزة، بس أنا ماعرفهاش! بس نفسي
أعرفها.
ـ عاوزه تعرفيها ليه؟
عشان يمكن أما أعرفها واستخدمها أحس ساعتها إني ليا قيمة ولازمة
في الحياة.
ـ وساعتها؟
مش عارفة، واحدة واحدة عليا… هو ده بيت أشجان ولا برنامج صبايا الخير!
ـ طيب بصي، هكتب لك شوية اسئلة تجاوبي عليها أو حتى تفكري
فيها، والمرة الجاية نكمل.
المهم عايزاكي ماتجاوبيش إجابات نموذجية، خليكي صادقة وجاوبي
اللي إنتي حاساه فعلا من غير أي مثالية، ماشي؟
طب وجوزي؟ مش هاطلق؟
– خدي الاسئله وغوري يا سيندريلا.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سندريلا)