رواية نجع العرب الفصل الثاني عشر 12 بقلم سهيلة عاشور
رواية نجع العرب الجزء الثاني عشر
رواية نجع العرب البارت الثاني عشر
رواية نجع العرب الحلقة الثانية عشر
نظر لها شهين بغموض وكانت معالم التوتر تظهر على وجهها بشده
شهين بحده: في اي يا بنتي ما تنطقي… اي اللي كان داغر بيتكلم عنه دا
وتين بتوتر: بص انا هقلك… بس اوعدني انك متمنعنيش من اللي انا عاوزه اعمله تمام
شهين بخوف من حديثها: تمام… اوعدك
وتين بزفير: انا من اول ما دخلت الكليه وانا كنت عاوزه اعرف كل حاجه فيها… وكل حاجه عن كل مصانع الادويه الكبيره علشان نفسي افتح مصنع ليا… بدأت اسأل واعمل سيرش عن اكبر رجال الأعمال اللي بيشتغلوا في الادويه او مجال الادويه بشكل عام… بعدها بدأت اسمع اسم…. صمتت ثم نتقطه بخوف: اسلام الحديدي… بدأت اعرف انه بيشتغل في الصناعه والاستيراد وغيره وغيره… بس كان فيه حاجه غريبه اوي عرفت انه عنده اكتر من مستشفى تحت إشرافه وان نسبة الوفيات في المستشفيات دي كبيره جدا جدا مع انها مجهزه بشكل كبير…. بصراحه كنت عاوزه اعرف اي السبب بعدها قلت لا انا في حالي هخليني في مذاكرتي فضلت فعلا سنه واتنين وتلاته في الكليه وانا بحاول مفكرش فيه ابدا… لحد ما داغر جه في يوم وقلي ان واحد صحبه باباه مات في المستشفى دي فاجأه من غير اي سبب مع انه كان كويس قبلها وبعدها قررت اني لازم اعرف في اي… بدأت اجمع عنه معلومات كتيره اوي لحد ما سمعت من اكتر من حد انه بيشتغل في الممنوعات وبالزات تجارة الأعضاء… مقدرش احدد دي حقيقه ولا لا بس انا واثقه ان في حاجه انا لازم اعرفها… انا مش هفضل ساكته لحد ما الناس تموت
شهين بصدمه كبيره: علشان كده اهلك كانوا بيخافوا عليكي
وتين بحزن: قرروا يخلصوا مني عن طريقك… لما عرفوا اني حاولت ادخل الشركه الرئيسيه بتاعته كنت عاوزه اعرف اي حاجه رحت انا وداغر وخدنا وقت طويل اوي لحد ما قدرنا ندخل…. بس طبعا تميم فتن علينا من اول قلم وبابا جه وجابنا قبل ما نعرف اي حاجه
شهين بهدوء: طب واي موضوع ريدوكائين دا ؟
وتين بتوتر: اصل…. بصراحه يعني بس من غير متدايق… انا لما خرجت بالليل انا وداغر رحنا المستشفى بتاعته اللي هنا… واستغربت اوي لما لقيت ان على الرغم من ان أمراض الناس اللي هناك مختلفه تماما وعلب الدوا فعلا مختلفه لمن الدوا نفسه اللي جوا كلو شبه بعضه… فا اخدت منه كذا قرص ودلوقتي داغر قلي انه طلع ريدوكائين……..
انت مش فاهم يا شهين ريدوكائين دا مصيبه بجد… المفروض انه علاج بيعالجوا بيه الكلاب من الالتهاب في الساق… وطبعا تركبينا مختلف عن الحيوانات تماما فا أثر ريدوكائين على البشر… انه مع المداومه عليه بيبدأ يعمل خلل في الأعصاب… خلل شديد اوي ممكن يأثر على العين بتتعمي او يأثر الساق ودا الغالب بيعمل تخدير للرجل يعني بتتشل.. وعلاج شلل الرجل في الوقت دا بيكون صعب اوي… بيحتاج ادويه غاليه وعلاج طبيعي لوقت طويل وطبعا اغلب الناس في الريف او هنا أو في أي حته اصلا… مش هتقدر على مصاريف زي دي…. اول ما اسلام الحديدي فتح فروع المستشفيات بتاعته الناس كلها كانت بتقول ان الكشف في الاول كان بالمجان كان زي المستشفيات العامه كده… وكان بيديهم دوا كان بيخفف امراضهم بسرعه اوي لدرجه ان الناس وثقت فيه…. واللي انا فهمته ان موضوع ريدوكائين دا بقاله فتره كويسه اوي شغال مع الناس….. بس دا كل اللي انا اعرفه ومخبينه على الككانت الصدمه تعتلي وجه شهين بشده… نعم يعلم ان اسلام يعمل بكل هذا ولكن موضوع ريدوكائين هذا لم يسمع به من قبل.. يعلم أن زوجته مجنونه من حديث ابيها عنها ولكن ليس لدرجة ان تكون متورطه في هذا… لو سمع اسلام بهذا سيقتلها بالتأكيد…. ظل صامتا واتجه نحو السياره وهي ورائه ويبدو انه قد حمل هما وعبئا على قلبه كبير… كانت تنظر له تنتظر منه اي ردة فعل ولكن ولا اي شيء…. بل ظل يقود في صمت
وتين بتردد: شهين… انت مش هتقول حاجه
شهين:…….
وتين بحزن: طب انت ساكت لي… قول اي حاجه انا والله قلتلك كل الحقيقه صدقني
شهين بغضب مكبوت: بعد اي…. اسكتي يا وتين
ظلوا صامتين طوال الطريق صمت احرق عقلها… هل سيقول لأحد؟… هل سيمنعها من هذا؟… بدأت تشعر كأن من الأفضل أن لم تقول هذا كانوا الان يضحكون ويأكلون وبدأت علاقتها تتوتط به والان هو غاضب منها وهي بالطبع لا تستطيع ارضائه
**********************************
في منزل اهل شهين
كان محمد يراجع اسماء العائلات ليتأكد من كل عائله تمت دعوتها وتم إرسال اللحم والطعام لهم بشكل… وفي نفس الوقت كان تميم يثرثر بشده وبالطبع لم يكن محمد يكترث له فقد اعتاد على حديثه الغبي
تميم بغضب طفولي وهو يصيح: يا عم محمد
محمد بإنتباه: هو انت لسه بتتكلم… اسكت يا تميم هتلغبطني
تميم بصوت عالي: انا بقالي ساعه بحاول اقلك… اني عاوز اتجوز
محمد بعدم اكتراث: طيب يا تميم ماشي…. ثم انتبه في صدمه: تتجوز؟!!
تميم بغيظ: ايوه اتجوز ومالك مصدوم كده لي هو انا بقلك رايح انتحر
محمد بفرحه كبيره وصدمه: هو انا أطول اني احضر فرحك انت وداغر وافرح بيكي…. بس بصراحه مش مصدق انت اتفه من اني اتوقع منك كده
تميم بغيظ: طيب طيب…. المهم انا عاوز اتجوز في أقرب وقت
محمد بود: ومالو… بس حاطط عينك على حد ولا ندور
تميم بهيام وسرعه: لا لا.. هي موجوده بس بصراحه صعب شويه اننا نتصرف في الموضوع دا
محمد بتعجب: لي يا بني؟!
بدأ تميم في سرد كل ما في داخله براحه كبيره… أخبر محمد كم يحبها وكم يريدها وكم سيكون سعيد إذا تم هذا الزواج… في اول الأمر غضب محمد كثيرا لانه فهم ان هذه الفتاه ليس لها اهل وما شابه ولكنه فرح لفرحة هذا المعتوه بشده وقرر. إن يطلبها من شهين في الليل… ففرح تميم بشده لأجل هذا……
**********************************
عند اسلام
كان يقود السياره لمنزل ياسين وهو غاضب بشده… كاد ان يفعل اكثر من حادث من شدة السرعه حسنا ليس ملاكا ولكن هذه الفتاه هي بالفعل ملاك كيف فعلوا هذا فيوجد الكثير من النساء التي تفعل هذه المهمه لما… لما فتاه بريئه لما يريدون تلويثها كما لوثوه…. وصل واخيرا يتخطى الحرس ودخل فوجد ياسين يعبث بالحاسوب الخاص به… فإنقض عليه يمسكه من ملابسه في غضب شديد
اسلام بغضب: انتو اي… هااا انتو عاوزين تبوظوا كل حاجه حلوه في الدنيا ليييي… انطق
ياسين بعدم فهم: في اي يا اسلام…. ابعد هتخنق
ابتعد عنه وهو يلهث بشده يعلم أن ليس لياسين شأن ولكنه يريد تفريغ غضبه
اسلام بلهث: البت اللي انت قلت هديه…. انتو ازاي تجيبوا واحده زي دي
ياسين بتعجب: مالها؟!…. انا شفتها والبت مزه مزه يعني هي عملت اي حراميه ولا اي؟!
اسلام بغضب اكبر: دي عيله صغيره يا ياسين متعرفش اي حاجه وواضح اوي انها اول مره ليها البنت صغيره وبريئه اوي اشمعنا دي… لي جبتوها اكيد خدتوها من أهلها بالغصب اكيد انتو شياطين
ياسين بغضب: في اي يا اسلام هي هتفرق في اي؟!… واحده هتقضي معاها وقت وخلاص… وبعدين يا اخويا متخفش اوي من موضوع اهلها دا ابوها هو اللي فضل يتحايل على ابوك انه ياخدها هديه لي؟!…. قام البوص باعتها ليك أنت
اسلام بصدمه: يعني اهلها باعوها؟!
ياسين بحزن: مش كل الناس زي اهلك يا اسلام
اسلام بحزن على حال صديقه: متزعلش يا ياسين انا مقصدش والله
ياسين بإبتسامه مكسوره: لا عادي دا مش زنبك انت…. هتعمل اي في البنت دي؟!
اسلام بحيره: مش عارف…. انا حاسس انها شبهي في حاجه غريبه
ياسين بخوف: اوعا يا اسلام… لو حاسس بأي حاجه من ناحيتها ابعد عنك فورا فاهم1
اسلام بضحك: متخافش عليا انا تمام…. سلملي على البوص قله هديتك مقبوله بس ينساها خالص هو واهلها فاهم
ياسين بخوف: بلاش يا اسلام اسمع من صاحبك…. اه صحيح كلفوا شهين هو اللي يحقق ويدور وراك
اسلام بحزن: وكأن الدنيا بتعاقبني على حاجه مليش زنب فيها صح….. انا ماشي يا ياسين
**********************************
في منزل عائلة شهين
كانت قمر تشرف على الطعام من أجل العشاء فقد تعب الجميع بشده اليوم وعليهم ان يأكلون بشكل جيد… وفي هذه الاثناء لقد أحبت قمر كريمه جدا فهي سيده حنونه وطيبة القلب وودوده بشده…. تجمع الجميع على السفره وعندها دلف شهين ووتين من الباب وكان يبدو عليهم الضيق كثيرا فرحت زينب بهذا فرحة شديده… اما الجميع فقد قلق
قمر بإبتسامه: كنتم فين يا ولدي… سألت عنكم قالو بره من الصبح
شهين بإبتسامه: كنا بنجيب فستان الفرح لوتين وبعدها لفينا في البلد شويه
ابتسمت قمر وبدأت في الأكل.. كان داغر قلق كثيرا ينظر لشهين تاره ولوتين تاره أخرى
داغر بهمس لوتين: في اي؟… اي اللي حصل
وتين بضيق: قلتله على كل حاجه من وقتها وهو مبلم كده وساكت… مش بيرد عليا ولا حتى بينطق
داغر بغضب: وبتقليله لي اصلا
وتين بغضب اكبر: مكنتش هعرف اكدب يا داغر
داغر بتأفف: انت حره….
ومن ثم ترك الطعام وذهب خارج المنزل وهو غاضب بشده فقد اقتربوا كثيرا من هدفهم والان هي ذهبت واخيرا شهين من دون حتى الرجوع له…ساد الصمت فتره حتى قاطعه هذا الغبي
تميم بتسرع: انا عاوز اتجوز وداد يا شهين
زينب بغضب: نعععم؟!
1
**********************************
عند داغر
ظل يمشي ويمشي ساعه تقريبا ولا يعلم لماذا ولكن قدمه قادته نحو منزلها ظل يلتف حول المنزل الصغير وينظر هنا وهناك وكأنه سارق… ولكن المه قلبه بشده عندما وجد باب نافذتها مفتوح فتحه صغيره ولكنه استطاع ان يراها وكانت تبكي بشده حتى ان وجهها بالكامل أصبح احمر بشده
زهره ببكاء: يارب… انا تعبت اشمعنا انا… طب هما ليهم اهل يخلوا بالهم عليهم اما انا لوحدي هفضل عاجزه لوحدي… ثم اكملت بحسره: لو الكرسي دا جراله حاجه جايز اموت بعدها
ومن ثم نظرت للمرأه بحسره واشغلت تلفازها الصغير على احد الأفلام الكوميديه وجلست تشاهده بأعين مريضه وهزيله لا تبتسم ابدا الآلام تأكل قلبها… لا تستطيع أن تفعل اي شيء…..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نجع العرب)