رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم شيماء سعيد
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الجزء الرابع والعشرون
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني البارت الرابع والعشرون
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الرابعة والعشرون
🌺 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: «ألا أخبركم بالمؤمن، المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب»
……………….
أشرقت …أنا مش مصدقة أخيرا أنى سمعتها منك يا بلال .
أنا كنت فقدت الأمل ، وقررت أعيش لنفسي وبس .
بلال …لا صدقى يا صغيرتى ، أنا محبتش ولا عمرى هحب غيرك
يا أشرقت .
أشرقت وقد توردت وجنتيها خجلا …طيب ممكن اسمعها تانى .
فابتسم بلال وردد ….بحبك ، بحبك .
ثم على صوته بها كثيرا ، وهى تضحك وتقول الناس يا مجنون .
وبلال مازال يردد بحببببببك .
حتى وجد سمع بلال صوت ضحكات عالية .
وصوت غليظ يقول بسخرية …..صحوا الحبيب ده من النوووووم ، كفاية عليه حب كده .
ثم تابع بغلظة … أديله قفه كده صحصحه يا شخورة .
فقام بلال فزعا من النوم ، وأغمض عينيه ألما وقال بغصة مريرة …….هتفضلى طول عمرك حلم يا أشرقت ، مش عارف أوصله .
شخورة ….إيه يا عم الشيخ ، متسترجل كده .
فيه راجل يحب ويحلم كمان بلى بيحبها ويخطرف بيها .
ده انت طلعت خيخة اوى .
ثم سخر منه قائلا …حب ايه اللي أنت جى تقول عليه ؟
هو أنت تعرف معنى الحب إيه ؟
بلال بإنكسار …فعلا يارتنى كنت عرفت معنى الحب واتكلمت من زمان ، بس للأسف الوقت عدى وفات .
ثم فجأة فتحت الزانزنة ليسمع بلال النداء …..بلال محمد .
زيااااااااارة .
فدق قلبه …هل من الممكن أن تكون هى ؟
لااااا لاااا
فهو لايريد رؤيتها وهو على ذلك الحال .
خرج بلال مع العسكرى ، حتى وصل إلى غرفة الضابط ليجد بسمة ومعها رجل يعرفه جيدا .
إنه الاستاذ شوقى المحامى .
الذى ابتسم له قائلا ….دكتور بلال ،قلبى معاك والله .
لم يعره بلال أيّ اهتمام لانه يعلم حقيقة أمره إنه منافق حقا .
ولا يهمه سوى المال .
وواكتفى بلال بتحريك رأسه له ، ثم توجه إلى بسمة ، فعانقها بحرارة قائلا ….وحشتينى أوى يا حبيبة أخوكى .
عاملة إيه ،طمنينى عليكى ؟
وإيه اللى جابك هنا ؟ أنا مش عايز أبهدلك معايا .
ثم همس لها… وليه جاى معاكى المحامى ده ؟
أنتِ عارفة أنه غول فلوس واحنا مش قده .
بسمة بحرج …مكنش ينفع أسيبك لوحدك فى أزمتك دى
يا بلال ،ومتقلقش من الفلوس .
أنا الحمد لله اشتغلت وقبضت .
فأمسك لؤى بمعصمها بقوة غاضبا قائلا بحدة ….ايه اشتغلتى فين وامتى ؟
وازاى تقبضى من أول يوم شغل ؟
ده شغل إيه ده إن شاء الله يا ست بسمة ؟
أوجعتها بسمة حركة بلال تلك فقالت متألمة …آه بلال ايدى .
فتركها بلال ، فقالت …إيه يا بلال أنت مش عارفنى ولا إيه ؟
أنا أختك بسمة تربية ايديك ، فإزاى تكلمنى بالطريقة دى ؟
كأنى عاملة عمله !
بلال …طيب فهمينى يا بسمة , مهو كلامك محدش يصدقه .
بسمة …هقولك بس توعدنى تهدى ومتتعصبش وتفهم للآخر .
بلال بحدة…قولى يا بسمة بسرعة أرجوكى .
بسمة …أنا اشتغلت عند جد أشرقت ،وهو اللى عطانى الفلوس وقال ده نص مرتبك والنص التاني آخر الشهر.
فاتسعت عيني بلال وقال بصدمة ….وأنا ربيتك على الصدقة
يا بسمة ، أنا ربيتك على عزة النفس .
وازاى أصلا تسمحى لنفسك أصلا تشتغلى هناك .
يعنى معنى الكلام ده ، أنّ أشرقت عرفت يا بسمة .
ثم جلس على المقعد الذي وراءه ووضع يده على رأسه بخزى …أشرقت عرفت !!
انتِ مش وعدتينى أنك مش هتقوللها.
ثم وقف مرة أخرى قائلا بإنفعال …أنا مش عايز صدقة
من حد ،ومش عايز حد يجيلى هنا .
ولو مسبتيش الشغل عندهم يا بسمة ، أنتِ ولا أختي ولا أعرفك .
ولو محتاجة أوى فلوس وأنا عارف لأني محبوس هنا .
اشتغلى فى أى مكان تانى .
اقتربت منه بسمة وربتت على كتفه بحنو قائلة …هدى نفسك بس يا بلال .
وأقسملك بالله أن أشرقت متعرفش حاجة .
وأنا لما طلبت الشغل ، قولتلها أنك كتر خيرك مش منقصنى حاجة .
بس أنا حسيت أن الحمل كتير عليك ، فقولت أساعدك مش أكتر .
بلال بغصة مريرة …كان أى حد غيرهم يا بسمة .
ليه تحرجينا معاهم !
بسمة …ليه هو أنا هشحت منهم ، أنا هشتغل وهتعب .
وهما أولى من غريب أشتغل عنده واتبهدل .
لكن هما يعتبر أمان ، خصوصا أن دى أول مرة اشتغل.
ومفيش خبرة ، فمكنش حد تانى ممكن يتقبلنى .
بلال بحزن …لا حول ولا قوة إلا بالله .
اللهم صبرا على ما ابتليتنى به .
بسمة بحنو …إن شاء الله ، ربنا ما هيطول غيبتك هنا .
أقعد بس مع المحامى ، وشوف هيعرف ازاي يخرجك فى أقرب وقت .
فانفعل بلال قائلا …ليه هو أنا مظلوم ، لا أنا فعلا أخدت الحاجة ومقدرتش أسدد ، فاستاهل اللى يحكموا بيه عليا.
ده جزائى ولازم اخده .
بسمة …عشان خاطرى يا بلال ، طيب اتكلموا مع بعض .
وافهم منه حتى سير القضية ازاى ، وحتى إن كنت مقدرتش ، فيشوف برده أقل حكم .
وبإذن الله تطلع وتسد ، أنت يعنى مش هتكلهم عليه .
فصمت بلال وأغمض عينيه حزنا ، وارتعشت شفتاه .
فربتت مرة أخرى عليه بحنو بسمة قائلة…معلش يا حبيبى .
ربنا كريم وان شاء الله بعد العسر يسر .
اتفاهم بس مع المحامى .
فلم يجد بلال مفرا من التحدث بالفعل مع المحامى .
ليعلم ما هو مقبل عليه ، وكيف سيساعده فيه .
………………………
اتصلت أشرقت بـ بسمة لكى تلحق بها بالشركة إن كانت موجودة .
فعندما وجدت بسمة اسم أشرقت على الهاتف ، توترت وخافت أن تشعر بشيء أو يشك بلال أنها تعرف مكانه وكذبت هى عليه .
ولكنها لم تجد سوى الاستجابة لها قائلة …شوشو ازيك ؟
أشرقت …إزيك يا سيادة الموظفة أنتِ؟
بسمة ..بخير يا حبيبتى .
أشرقت ..أنتِ لسه فى الشركة أجيلك ، ومعلش اتأخرت عليكى
أنا عارفة بس غصب عنى .
بسمة …لا ولا يهمك حبيبتى .
وأنا لا مش فى الشركة .
أشرقت بضحك ….إيه من أولها زوغان كده ، ومرواح بدرى .
بسمة ….أنا استأذنت عمو مؤمن فعلا ، النهاردة بس بدرى .
لكن كل يوم هخرج فى معادى إن شاء الله .
أشرقت …وليه هو فيه حاجة يا بسمة ؟
بسمة بتلعثم …لاااا أبدا مفيش .
أشرقت بغير تصديق ….طيب أنتِ فين يعنى دلوقتى ؟
بسمة ..اناااا ، اااااه ، أنا مروحة البيت .
وكان هذا الحديث تحت نظر بلال ، الذى ترك حديثه مع المحامى .
ليستمع ما تقوله بسمة مع أشرقت ، ليعلم صدق حديثها من كذبه .
وود لو أن يستطيع ويأخذ منها الهاتف ، ليسمع صوتها .
ولو للمرة الأخيرة .
ليروى عطش اشتياقه إليها ، ولكن ما باليد حيلة .
فقد كتب عليه الحرمان منها ، ليتعذب بذلك الحب طيلة عمره .
أما اشرقت ، فشعرت بصدق أن هناك شىء ما تخفيه بسمة عنها ، وهذا واضح كالشمس من طريقة حديثها المتوترة .
أشرقت …تمام يا حبيبتى ، اشوفك بإذن الله بكرة فى الشركة .
ثم أغلقت معها الخط ، لتحدث نفسها ….ليه كده الأمر واضح فيه حاجة ومش عايزة تقولى .
وأكيد الحاجة دى بتتعلق زى ما قلبي حاسس بـ بلال .
يا ترى فيك إيه يا بلال ؟
ربنا يطمن قلبى عليك .
ثم تابعت بقولها …لا أنا مش هصبر أكتر من كده ، ولازم أروح بنفسى لغاية هناك وأعرف إيه الحكاية ؟
وبالفعل توجهت إلى الحارة ، لتقابلها جمالات صاحبة محل البقالة ببشاشة وجه قائلة…أشرقت ، أنتِ أشرقت .
أشرقت بإبتسامة…ايوه انا يا خالتى عاملة ايه ؟
جمالات …. ماشاء الله احلويتى اوى يا بنتى ، ربنا يفرحنا بيكى كمان وكمان .
أشرقت …تسلمى يا خالة .
جمالات …أنتِ اكيد جاية لبسمة تواسيها فى اللى حصل للشيخ بلال .
بنت أصول صح يا بنتى ، دى بسمة غلبانة أوى .
وصعبان عليا قاعدتها لوحدها كده .
ياريت تروحي وتيجى عليها يا بنتى ومتسبهاش كتير لوحدها .
فابتلعت أشرقت ريقها بخوف من هذا الحديث ، الذى معناه أن بلال قد أصابه شىء بالفعل .
فسألتها بتلعثم ….هو بلاااااال فى المستشفى ولا حاجة.
ولا حصله ايه ؟
وهو فين بالظبط ؟
جمالات حركت شفتيها باستنكار قائلة….هو أنتِ متعرفيش ولا ايه ؟
أشرقت …لا ارجوكى قولى بسرعة.
جمالات…..الشيخ اتقبض عليه يا حبة عينى، وكان منظره يقطع القلب وهما ماسكينه ، ومدخلينه العربية وفى ايديه الكلابشات ولا المجرمين .
أمسكت أشرقت برأسها بعد أن شعرت بالدوار من صدمتها فيما سمعته من جمالات .
جمالات …مالك يا بنتى ، تعبانة ولا إيه ؟
أشرقت بضعف وهى تحاول تتماسك ….معقول ده ، طيب ليه كده؟ ليه ؟
جمالات ..يوه ، ما أنتِ عارفة ، لما اتجوز البت اللى ما تسمى لميا ، اللى مش عارفين غطيت فين ؟
وكل ما نسأل أمها ، تقول نفسيتها تعبانة بعد الطلاق .
وراحت تقعد عند خالتها فى اسكندرية .
والله أعلم ، راحت فين ؟
اقولك الحق يا بنتى ، بس قربى كده ، أقولك فى ودانك .
اكمنها يعنى أعراض ناس وأنا محبش اتكلم فيها .
شكلها كده هربت مع حد بتحبه ، اكمنها يعنى أطلقت بسرعة وملحقتش تقعد مع بلال .
أشرقت …أستغفر الله العظيم ، ملناش دعوة يا خالة .
المهم ..كملي ليه اتحبس ،وإيه علاقة جوازته بالموضوع .
جمالات …مهو بسبب العفش كان بالقسط ، ومقدرش يدفع ، فالراجل صاحب العفش بلغ عنه .
وجم قبضوا عليه .
منهم لله ، والله ما يستاهل أبداً الشيخ بلال اللى حصلت ده أبداً .
أنا مش عارفة كان مستخبيله فين ده كله .
لم تستطع أشرقت التحمل أكثر من هذا فترنحت وأنهمرت دموعها بغزارة ، فاسندتها جمالات قائلة ….يا عينى يا بنتى .
والله طمر فيك تربية الشيخ ليكى ، وأنتِ مش قادرة تصلبى طولك كده من الزعل عليه .
لتقوم بالنداء بعدها على صبى صغير قائلة…شد الكرسي ده بسرعه وهاته يا واد ، البت هتقع منى .
ليأتى به الصغير ، فتجلسها جمالات وتربت عليها بحنو مرددة…أهدى كده وصلى على النبى يا حبيبتى .
ومتاخذنيش يعنى ، لو عايزة تردى العيش والملح اللى كلتيهم معاه .
أنتِ يعنى دلوقتى لا مؤاخذة متريشة ، بسم الله ما شاء الله يعنى .
اللهم لا حسد ، بس يعنى تقدر تساعديه وينوبك ثواب .
فحدثت أشرقت نفسها …ياريت بس هو يقبل ، بعقله الناشف ده .
مهو لو كان بيقبل مكنش حاله وصل لمده ابدا .
بس أقول إيه ؟ ربنا يهديه عقله.
أشرقت …آه اكيد بإذن الله .
ثم قالت أشرقت لها …بعد اذنك هكلم جدو يتصرف .
جمالات …اتفضلى يا حبيبتى .
ربنا يجيب العواقب سليمة ، ويخرج منها على ايديكم ان شاء الله .
ده بلال ده حتة سكرة والله ، وقلبى حاسس انها ضيقة وهتفرج .
زى ما هو مكنش بيسيب حد فى ضيقة ابدا .
لتقوم أشرقت بالفعل بالاتصال بـ جدها باكية مرددة ….ألحقنى يا جدووو.
مؤمن بذعر ….مالك يا حبيبتى ؟
انطقى بسرعة
فيه إيه
وانتِ فين
وجرالك إيه .
وازاي ؟
أشرقت …أنا كويسة مفيش حاجه.
ده بلال يا جدو.
أنا عرفت دلوقتى السبب اللى خلى بسمة تشتغل عندنا .
عشان بلال محبوس يا جدو عشان تمن العفش تصور .
دكتور بلال يتحبس عشان حاجة هايفة كده .
وعشان دماغه الناشفة.
مؤمن بحزن ….لا حول ولا قوة إلا بالله .
ليه بس كده .
ليه واحد فى مكانته ، يوصل للدرجة دى .
أشرقت …عشان ديما ماشى عكس الناس ، وبدماغه اللى مودياه ورا الشمس .
ياريت يا جدو تساعدنى ، بالله عليك ثم غلوتى عندك .
مؤمن …أكيد طبعا يا حبيبتى .
بس فهمينى أعمل إيه وأنا اعمله ؟
أشرقت ….تروح للراجل صاحب محل الموبليا .
ونشوف عليه كام .
وتدفعها ومعلش يا جدو ، عشان خاطرى .
ويديك الكمبيلات ،وتاخده يعمل تنازل عن البلاغ .
مؤمن ….بس كده حاضر .
بس فين مكانه ؟ واسم المحل إيه ؟
أشرقت ..ثوانى يا جده ، كده أفتكر .
ااااااه ، افتكرت
ثم أملت عليه أشرقت اسم الرجل وعنوان المحل واسمه، ليتجه مؤمن بعدها ومعه المحامى الخاص بالشركة إلى صاحب الأثاث .
ليتفاجأ الرجل بهما يقفان أمامه ومؤمن يخاطبه بغلظة….ليك كام عند دكتور بلال يا راجل يا مفترى .
يا معندكش احساس ، مش قادر تصبر عليه شوية .
بدل متسوء سمعته وتسجنه كده .
هتستفاد إيه ؟
تاجر الاثاث …وحدة وحدة يا باشا هو مين حضرتك الأول .
مؤمن بانفعال …مش مهم أنا مين ؟
المهم فلوسك كام ، وفين وصلات الأمانة اللى كتبهم على دكتور بلال .
وهتيجى حالا دلوقتى القسم تتنازل عن البلاغ .
تاجر الأثاث ….يا سلام .
ولو قولت لأ عشان العند والله اعملها .
عشان تبطل تكلم بغطرسة يا أستاذ أنت .
هو أنا شغال عندك .
أنا راجل ملو هدومى ومعلم قد الدنيا .
مؤمن للمحامى….شوف شغلك معاه يا متر ، عشان أنا مش قادر اتفاوض مع بغل زيه أكتر من كده .
ولو استمر بطريقته دى احبسه .
ثم تابع مؤمن …
وانا مستنيك فى العربية برا .
المحامى …تحت أمرك يا مؤمن بيه .
خاف تاجر الأثاث وردد …الطيب أحسن يا بيه .
كل المطلوب خمسين ألف .
تجبهم تاخد الكمبيلات .
مؤمن …اكتبله شيك يا متر .
التاجر …ولو طلع نصب ، وخدت الكمبيلات اونطة .
فزفر مؤمن بضيق …تمام ، نتعامل فى القسم .
عشان تتأكد .
اتفضل معانا ..
………………….
وبعد أن أغلقت أشرقت الخط مع جدها مؤمن ،وحداتت بسمة أمامها .
لتصعق بسمة من المفاجأة مرددة …أشرقت انتِ جيتى ليه ، قصدى يعنى فيه حاجة ضرورى خلتك تيجى ؟
أشرقت بنظرة عتاب ولوم …بلال فين يا بسمة ؟
حمحمت بسمة قائلة …فين يعنى ايه ؟
تلاقيه فى مشوار ، أنتِ عايزاه فيه حاجة ؟
أشرقت …أول مرة تكدبى يا بسمة .
على العموم أنا عرفت كل حاجة من خالة جمالات.
وياريت لو سمحتى تخدينى اشوفه واطمن عليه حالا .
صمتت بسمة ولم تستطع الرد عليها .
أشرقت …ساكتة يعنى يا بسمة ،متقولى حاجة ؟
بسمة بحرج ….بس يعنى يا أشرقت ، أنتِ عارفة بلال .
لما بيكون ضعيف وخصوصا فى الوقت ده .
مش هيقدر يعنى …..؟
أشرقت …قصدك مش عايز يشوفنى صح !
بسمة ….مش قصدى يعنى …
أشرقت …فاهمة ،عشان غبى ،ومش عارفة لامتى هيفضل كده .
بس مش مهم ، المهم دلوقتى اشوفه .
لو سمحتى يا بسمة ، ارجوكى .
بسمة ….امرى لله ، قدامى وربنا يستر .
بس تعالى نفوت على المحامى الأول .
عشان نعرف ندخله .
وبالفعل حدث ما قالت بسمة.
ليخبر العسكرى بلال بزيارة جديدة .
فيسخر منه أحد الرجال الذين معه فى الزنزانة ….يا زيارتك
يا شيخ .
ياريت تكون المرة دى ، الحب اللى بتحلم بيها .
فانفعل عليه بلال وكاد أن يبطش به ، لولا تدخل العسكرى
الذي أمسك بيده قائلا بغلظة …قدامى يا سبع البرمبة ، حسيس أوى يا خويا .
مهو عنده حق ،عشان كل زيارتك حريم .
مشت وحدة وجابت وحدة تانية معاها .
فخفق قلب بلال وارتجف جسده وحدث نفسه …لاااا يارب ما تكون هى .
لاااا أنا مش حمل ده .
أنا بعترف أني ضعيف يارب .
ومقدرش أستحمل نظرتها ليا وأنا كده .
فقال العسكرى …أنا مش عايز أخرج للزيارة دى ممكن .
فدفعه العسكرى أمامه بغلظة قائلا …هو بيت أبوك يا روح أمك
ولا ايه ؟
امشى قدامى ، حاجة تحرق الدم .
سار بلال نحو غرفة الضابط ، بخطوات متثاقلة خوفا منا هو مقبل عليه .
وازدادت ضربات قلبه ، حتى أنه وضع يده عليها .
وكأن الموت ينتظره .
فُتح باب الغرفة ، ليرى بلال بالفعل أشرقت .
فتجمدت أطرافه وافترش بنظره الأرض بإنكسار .
ليسمعها تقول له بإباء …ارفع راسك يا دكتور بلال .
مش الشيخ بلال اللى يوطى رأسه بالشكل ده .
انت معملتش حاجة تكسف بالعكس ، ده شىء غصبا عنك .
رفع بلال رأسه ليلوم بسمة وكأنه يقول لها …ليه قولتيلها؟
هو ده الوعد اللى بينا ؟
لترد هى بالنيابة عن بسمة ..
على فكرة أنا معرفتش من بسمة عشان متظلمهاش .
انا عرفت من خالة جمالات يا بلال .
وانا روحت هناك بنفسى ، لأن قلبى كان حاسس ان فيه حاجة .
لتتلقى الصدمة بقول بلال لها …واديكى عرفتى .
وجيتى وعملتى الواجب .
وانا بقولك شكرا .
ودلوقتى تقدرى تتفضلى.
ابتلعت ريقها بمرارة بعد أن شعرت بإهانته لها .
وكأنه ليس بينه وبينها شيء يذكر .
وكأنها مجرد زائر عابر فقط .
لتنهمر دموعها على وجنتيها بغزارة ، فينظر لها من طرف عينيه محدثا نفسه …لو كانت عينيكى اللى بتبكى يا أشرقت ، بس قلبى أن اللى بيبكى من زمان اوى .
قلبى اللى حاسس أنه خلاص مااااااات وادفن .
صدقينى غصبا عنى يا صغيرتى .
غصبا عنى .
اشفقت بسمة على أشرقت ، فانفعلت على بلال بقولها ….بلال صراحة انت زودتها اوى .
مش طريقة كلام دى .
فصرخ بلال متوسلا العسكرى….ارجوك رجعنى الزانزنة اهون من هنا .
أشرقت …للدرجاتى يا بلال .
مكنتش اعرف انك مش طايقنى اوى كده .
على العموم انا برده لآخر لحظة هكون معاك .
وأخرجك من هنا ،بس اوعدك بعد كده .
مش هدخل فى حاجة تانية ليك ابدا .
فصرخ بلال ….لاااااا مش عايزك تطلعينى يا ستى .
انا مبسوط كده .
وفرى فلوسك ، وبلاش ترميها على الأرض .
عشان مش هتستفادى من ده حاجة
وانسى اللى بتفكرى فيه ده ، أنتِ باللنسبالى مجرد وحدة ربتها وخلاص .
فاهمة أنا بقولك إيه ؟؟
بسمة بانفعال …انت شكلك اتجننت يا بلال ؟
ايه اللى بتقوله ده !
بلال بأنين مكتوم ….اسكتى أنتِ يا بسمة .
خليها تسمع الحقيقة منى ، عشان ما تعش فى الوهم كتير .
لتردد أشرقت بصدمة …وهم !!!
…………
يااااه على قساوة بلال يا ناس .
يا ترى بعد الكلمة دى هتعمل ايه أشرقت ؟
أنا من رأيي وربنا تسيبه محبوس .
مين معايا ؟؟
وللحكاية بقية
أسيبكم مع الدعاء ده
“اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكفني بركنك الذي لا يرام، واحفظني بعزك الذي لا يضام، وارحمني بقدرتك علي أنت ثقتي ورجائي، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبداً ويا ذا الجلال الذي لا يبلى ابدًا”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيرة بلال الجزء الثاني)