رواية المتيم الفصل الرابع 4 بقلم سلمى سعيد
رواية المتيم الجزء الرابع
رواية المتيم البارت الرابع
رواية المتيم الحلقة الرابعة
من انت؟!
من انت لـ تخطفني بفستان زفافي ، من انت لتانديني “حواء”وتقول انتِ ملكي ،من انت لتحاكي بداخلي ما لا أراه ولم أشعر به يوماً ، من انت لاشعر بعيناك تعبث بداخلي وكأنك ترى جانب من نفسي لا أراه أنا ، من أنت بحق الله
لا اعلم ان كان هذا كابوساً أم حلماً ، ولكن اعلم جيدا ان تلك النظرات التي تبعث من عيناك السوداء ليست بكذب
لا اعلم ان كنت مجنون من قبل ، أو اصابك الجنون عندما رايتني كما تقول ولكن جنونك هذا يثير فضولي!!
تثير فضولي لتلك الدرجة الذي تجعلني لا اكترث لاختطافك لي ، بل اكترث لاعلم من انت !!
______________
كانت تبكي بحرقة شديدة بينما تخفي وجهها لا تريد النظر لذلك القابع اسفل قدميها يتلهف لها ليعلم ما بها ، لا يعلم انها اصبحت خائفه للغاية ليست لانها مخطوفة فهي تعلم ان لم يكن الآن فبعد ساعات سوف تكون بأحضان والديها ، ولكن ان ينظر هذا المجنون بعيناها وتشعر به يعبث بداخلها بنظرات عينيه ، هذا ما اخافها بشدة بل جعلها ترتجف خوفاً.
عندما استمعت لذلك الصوت الأنثوي الذي نطق باسمها ،حتى رفعت راسها بلهفة تنظر لمصدر الصوت ، لتجد فتاة نحيفة ترتدي ملابس رياضيه و عيناها السوداء جاحظة تناظرها بذهول وفاة مفتوح
سارت أعين “آدم” فوقها بلهفة ما ان ظهر وجهها ، ليجدها تنظر لشئ ما بانتباه ليلتفت ليجد “سيرين” امامه
انتصب “آدم” باتجاه “سيرين” قائلا بحنق :
ـ “سيرين” لو سمحتي ممكن تخرجي دلوقتي وانا هكلمك بعدين
لم تجيبه “سيرين” الذي ما ان رأت تلك التقاسيم التي تنضح بالجمال الاخاذ حتى زاد ذهولها ذهولا ، بينما كانت تتأملها كانت “بيان” تنظر لها بلهفة ك طوق نجاة لها من هنا ، بينما “آدم” عاد يردد حديثه قائلا بصوت اعلى :
ـ “سيرين” بقولك اخرجي دلوقتي
انتفضت “سيرين” على صوت “ادم” ، لتنظر له بذهول مرددا :
ـ البنت دي بتعمل ايه هنا يا ادم
كادت تجيبها “بيان” بلهفة ولكن وجدت “ادم” يقبض على ذراع “سيرين” يسير بها للخارج ، بينما “بيان” قد سارت خلفه تحاول ايقافه ولكن فستانها كان معرقلا حركتها.
ـ آسف يا “سيرين” بس دا مش وقته
هتف بكلمته الأخيرة وهو يضع “سيرين” أمام الباب غالقاً اياه بعنف و ما ان استدار حتي وجد “بيان” امامه بوجه يكسيه الُحمرا بغضب واعين تطلق شرار .. مسد “ادم” مقدمة رأسه هاتفاً :
ـ انا اسف بس دا مش وقته تتعرفي على حد تاني
ـ وهو انا كنت اتعرفت عليك عشان اتعرف على غيرك
انهت كليماتها بغضب جم وقد طفح كيلها من هذا الجنون ، و قررت أن تتعامل معه الان كما ربتها والدتها بكل قوة ستجابه ذلك المجنون
لاحت ابتسامة صغيرة على ثغره هاتفا :
ـ والله عندك حق ، طب ما انا بحاول اعرفك عليا بس انتِ اللي مش عايزة
باغتها باقترابه منها فجأة قابضاً على خصرها ولصقها به ، لتشهق “بيان” بفزع هاتفه بخوف :
ـ انت بتعمل ايه يا مجنون
تململت بين يديه تحاول أن تتملص منه لا أنه زاد قبضته على خصرها يتامل وجهها بابتسامة هائمة ، سكنت “بيان” وهي تنظر له لتجده لا يابي بما تفعل فقط يتأملها بابتسامة جعلتها تعيد التدقيق بملامحه الوسيمة تلك ، دنا “آدم” برأسه قليلا عندما وجدها سكنت بين ذراعيه لتلفح أنفاسه الباردة وجهها
أغلقت “بيان” عيناها بقوة تشعر بوجدانها يرتجف مبعثره من الداخل بقوة ، شعرت بكف يده الباردة على وجنتها الدافئة لتخور قواها فورا قابضة على قميصه بقوة تتحامل عليه
عندما تنظر له تبعثر روحه لا جسده تبعثر كيانه الذي استسلم لها وكأنها والدته ، وكأنها كانت هنا منذ قبل هذا اليوم ،يشعر باحضانها بدفئ شديد يغزو روحه يجعله يطالب بالمزيد من هذا القرب
شعرت براسها تتثاقل لتستند بجبينها على مقدمة صدره العاري من القميص ، تلفح أنفاسها الدافئة صدره ليشدد من احتضانه لها بقوة مغلقاً عيناه هو الاخر واضعاً يده خلف رأسها يقربها أكثر منه ليصبح وجهها منغرزا بصدره تلفح انفاسها عنقه بقوة
كانت “بيان” في حالة خُدر لا تعلم ماذا يحدث لها ، ولكنها ساكنة للغاية يرتجف جسدها من برودة جسد الآخر
تحدث ادم وهو يقبل راسها ويشدد من احتضانه لها قائلا بصوت أجش:
ـ لو عايزة تتعرف عليا بجد يا “حواء” ،متخافيش مني بس بصي في عنيا وانتِ تعرفي انا مين كويس ، زي ما انا عرفت انتِ مين من اول ما عيني قبلت عنيكي
أنهى حديثه مخبأ راسه بشعرها الأحمر يستنشق رائحته بهيام بينما “بيان” لم تعشر لا بيدها توضع خلف عنقه تفعل كما يفعل ، لتضرب انفاسها عنقه وهي تستنشق رائحته
ماذا سيحدث ان ظلتتي هكذا تحضنيني وكأنني لاجئ في بلاد قلبك ، تعطيني مأوى و حياة وبلاد وأنفاس
ليكن حضنك مأوى
والحياة هي ابتسامتك
والبلاد هي عيناكي
والانفاس هي شعرك الاحمر ذات رائحة الخزامي
هكذا كان ينطق قلبه بينما لسانه عاجز عن وصف أي شئ لا يوجد ما يصف تلك اللحظة التي تطغى على كل معاني الحياة والسعادة التي يعلمها
ولكن يعلم صاحبتها لذلك ردد لسانة كلمة واحدة فقط :
ـ “حواء”
فتحت “بيان” عيناها فجاة ما ان استمعت لذلك الاسم ، ذلك الاسم الذي جعلها تعود لرشدها وللواقع لتنزع يدها من خلف رأس “آدم” ، محاولا دفعه حتي تخرج من احضانه ولكنه شدد من تمسكه بها هاتفا بصوت مكتوم :
ـ خليكي
وبالفعل خضعت له وسكنت بين ذراعيه من جديد ولكن باعين تنهمر منها الدموع بصمت ، لا تعلم ماذا يحدث ولكن نهاية هذا الامر ليست جيدة أبدا
ليخرج صوتها خافت متحشرج بالبكاء هاتفه :
ـ لو انا فضلت هنا ، انت هتموت
أنهت حديثها وكتمت تلك الشهقة التي كادت تفر من بين ثغرها ،بينما “آدم”رفع رأسه ينظر لها بابتسامة متيمة بها قائلا دون تردد:
ـ ولو مشيتي هموت كمان ، نفس الحاجة بس انا افضل اموت وانتِ قدام عيني يا “حواء”
وجدها تحرك راسها بـ هذيان وهي تبكي قائلا من بين شهقاتها :
ـ انت مش فاهم ، انا اهلي مش من النوع اللي زمانه بيعيط عشان بنتهم مختفيه ، زمان الدنيا كلها مقلوبه عليا
أنهت حديثها وهي تدفعه بعنف بعيدا عنها ليترنح قليلا للخلف بينما هي اولته ظهرها تبكي بقوة وهي تتخيل ما سيحدث لذلك المجنون عندما يجدها والديها
اقترب “آدم” منها محاولاً لمسها ليجدها تصرخ به بغضب وهي تلتفت له قائلا :
ـ ابعد عني اياك تلمسني تاني انت فاهم ولا هموت نفسي
وسريعاً ودون تفكير اوماء لها “آدم” بطاعة بينما “بيان” قد ذهبت جالسه على تلك الاريكة الجلدية تشعر بقدميها لا يحملونها ، كان صدرها يعلو ويهبط وهي تنظر “لآدم” الذي كان ينظر لها بقلق وعيناه تجوب فوقها
سار محاولاً الاقتراب منها لتصرخ به قائلا :
ـ متقربش مني
أومأ برأسه هاتفا بهدوء:
ـ حاضر بس اهدي انتِ
أسندت “بيان” مرفقيها على ركبتيها قابضه على خصلاتها وهي تحيد النظر عنه مرددة بصوت ينخفض تدريجيا :
ـ متقربش ، متقربش ابعد عني ،انت مش فاهم حاجة
انهت حديثها وهي تعود بظهرها مستندا على الاريكة بتعب بادي على وجهها تنظر اللي الفراغ وهي تتنهد
بينما “ادم” ظل واقفاً ينظر لها بقلب يعتصر الماً من دموعها وبعدها عنه هكذا و الاكثر انهيارها المفاجئ هذا
شردت “بيان” و صوت مياه البحر اصبحت واضحة للغاية لها بينما رخت حواسها لتنعس عيناها شيئ فشيئ وثقل جفنها بالنوم لتغلق عيناها بعد بعض الوقت كالأطفال..
بينما “آدم” ظل واقفا يتأملها بصمت وعيناه مسلطة على عيناها التي غفت من فرط البكاء
______________
كان يقف مستندات بجزعه على شرفة الغرفة بينما عيناه المتورمة الحمراء كانت مسلطة على ذلك الفراش الأبيض المنثور عليه بتلات الورد.
كانت عيناه تجوب أرجاء الغرفة المزينة ، تلك الشموع بكل مكان وحتي الارضيه المنثورة بالورود ، بقلب يتألم و عقل مشوش للغايه لا يعلم لما انقلبت حياته رأساً على عقب بأكثر وقت بحياته أراد أن يكون مثالياً
هنا بذلك الجناح كان من المفترض أن تكون ليلته الأولى مع زوجته و حبيبته ورفيقة دربه “بيان”
كان يخطط لذلك اليوم وتلك الليلة منذ وقت طويل للغايه ، ولكن انهار كل شئ بلحظات قليلا ، و انهار هو بكلمة واحدة خرجت من قلب حقود يملأه المرض اخبره ان معشوقته الصغيرة هربت ولم تخُتطف
كانت حالته يرثا لها ، شعره مبعثر بينما قميصه الابيض اصبح ملوث بشدة من ذلك النبيذ الاحمر الذي لم يكف عن تناوله منذ ان دلف لذلك الجناح
كان عقله مشوش بشدة لا يعلم ايهما يصدق ، ان “بيان” قد اختطفت ام انها هربت ، وقد مال قلبه للرأي الثاني لأنه ليس بأعمى فهو قد رأى بعينيه أن “بيان” كانت تقل سعادتها كلما اقترب موعد الزواج وكأنها ليست سعيدة!!!
وماذا يحتاج المرء غير أن يبتعد عن كل ما يجعله تعيس ، و”بيان” قد تركت كل شئ من اجل سعادتها وتركت التعاسه حليفته ،هكذا فكر عقله قبل أن يترنح وهو يضحك بصخب ساقطا على الفراش ليتناثر الورد بكل مكان وقد صدق حديث تلك الفتاة عن هروب “بيان” من العُرس
بينما كانت “لورا” تغلق الحقائب بغرفتهم التفتت براسها تطمئن على صغيرتها لتجدها غافيه محتضنة أحد الوسائد
لتفر من عينها دمعه إزالتها سريعاً وهي تقضم شفتها السفلة متحكمة بنفسها قدر الامكان
لتعود لغلق الحقيبة التي بيدها ،بينما دلف “سليم” من الشرفة قائلا بصوت خافت عندما رأى ابنته نائمة :
ـ بيفضوا كاميرات الطريق بتاعة الاوتيل ، وانا كلمت الادارة و هيبعتولي كل أسماء الحضور في الفرح حتى العمال
اومأت له “لورا” بابتسامة مرتجفة وهي تلتقط غطاء راسها ترتديه ، ليتحدث “سليم” بقلق و هو يضع يده على ظهرها يربت عليه :
ـ انتِ كويسة ، انتِ بقالك كذا ساعة مش بتتكلمي
_ اتكلم اقول ايه يا “سليم” ، انا اللي عندي قلته وخلاص مش عايزة اقول حاجة تاني غير لما بنتي ترجع وتبقى في حضني ساعتها هقول اللي انت عايزة
يا الله ما تلك الحالة التي بها زوجته ، ما هذا الهدوء وذاك الصمت الذي لم يعتاد عليهم ابدا منها
عادت “لورا” تنظر له قائلا بهدوء:
ـ هنفضل هنا لحد ما “سيلا” تصحي ، وبعد كده هنخدها على المطار انا كلمت “أدريان” وهو مستنيها
انهت حديثها وكادت تذهب إلا أن “سليم” قد جذبها من يدها يدها بقوة لتسقط باحضانه
احتضنها بقوة قائلا بتأكيد :
ـ متخافيش ان شاء الله هنلاقيها
اومأت له في صمت وهي تشدد من احتضانه تستشعر الطمأنينة منه ، ليتنهد سليم بألم يريد أن ينتهي ذلك الكابوس اليوم قبل غد وتعود ابنته إليه
______________
كان “بدر” يركض في الردهة في طريقه لمكتبه ليباشر عمله ،وكلما رأى أحد من العاملين يسأله على “آدم” والذي لم يستطيع الوصول اليه منذ ان عاد من القاهرة
فقط اخذ قسطاً من الراحة والآن ها هو يركض ليلحق بالعمل المتكدس عليه
كان يقصد مكتبه بينما كانت “شيرين” تبحث عن “آدم” ايضا وتسأل عنه الجميع ، لتلمح عيناها “بدر” لتشعر بالتردد قليلا قبل أن تهتف باسمه قائلا :
ـ “بدر” ، “بدر” استني
كاد يفتح باب مكتبه لتتسمر قدماه عندما استمع الى صوتها يناديه ،التفت بلهفة ينظر لها ليجدها قادمه باتجاهه ، خرجت كلماته مضطربة قائلا :
ـ نعم
وقفت امامه “شيرين” وهي تبتسم له بخفوت و خجل قائلا :
ـ ازيك عامل ايه
ارتبك “بدر” كثيرا ، هكذا هو دائماً ما ان يرى عينيها السوداء ويسبح بابتسامتها الخلابة الغامرة لقلبه
كانت تنتظر اجابه منه ، بقطبت حاجبيها و رفعت عيناها تنظر له باستغراب عندما وجدته يجول بعينيه بكل مكان عاداها
نظر لها أخيرا قائلا بارتباك :
ـ “ادم” ، “ادم” هتلاقيه مع الوفد الجديد دلوقتي انتِ عارفة بيقدروش يتخلوا عنه
اومأت له متفهمة لتقول برقة :
ـ فهمت ، طب ممكن اول ما تشوفه تقوله اننا وصلنا ، وخليه يجلنا الاوضة ضروري عشان في موضوع مهم لازم نتكلم فيه
قطب “بدر” حاجبيه ببعض القلق مرددا:
ـ خير في حاجة ولا ايه
ضمت شفتيها ببعض الارتباك قائلا بخجل :
ـ لا ابدا بس في موضوع كده ، اصلا في عريس وعايز…
قطع حديثها صوت بدر المبحوح بذهول قائلا:
ـ عريس !! انتِ متقدملك عريس
خفضت رأسها ببعض الخجل وكادت تتحدث ليقاطعها صوت “سيرين” القادم من خلفها تنادي “بدر” بصوت عالي وهي تركض
وقفت “سيرين” أمام “شيرين” و”بدر” قائلا بلهاث :
ـ ازيك يا “شيرين”
كادت تتحدث “شيرين” ولكن للمرة الثالثة قاطعتها “سيرين” قائلا ل”بدر” :
ـ “بدر” عيزاك ضروري ، تعالي ندخل المكتب
انهت حديثها وهي تدفع “بد” لداخل المكتب ناظرة ل”شيرين” معتذرة :
ـ عن ازنك دلوقتي يا شيرين بس الموضوع مهم
اومأت لها “شيرين” بتفهم بينما أغلقت “سيرين” الباب ملتفته ل “بدر” الذي ينظر لها باستغراب قائلا :
ـ في ايه يا “سيرين” مالك
لتهتف “سيرين” وهي تتحرك مكانها بتوتر قائلا :
ـ شفت البنت اللي عند “ادم” في الاوضه ، البنت اللي كنتوا في فرحها امبارح شوفتها فى اوضة “ادم”، و”ادم” رقبته وايده مجروحين وشكله مش في حاله طبيعية خالص
صك “بد” على اسنانه بغضب هاتفا وهو يدور حول نفسه :
ـ كنت حاسس ان هو اللي خاطفها ، ودلوقتي اتأكدت
لتجيبه “سيرين” باستغراب وتساؤل :
ـ انا مش فهمة حاجة ، “بدر” لو تعرف حاجة قول عشان افهم انا كمان ، هو ايه علاقة “آدم” بالبنت دي
ليجلس “بدر” على المقعد المقابل لمكتبه قائلا بإرهاق:
ـ ولا انا ، ولا انا يا “سيرين” فاهم حاجة
جلست “سيرين” قابلته وهي تهتف بخوف وقلق :
ـ انت فاهم احنا واقعين في ايه يا “بدر” صح
نظر لها “بدر” وهو يحرك رأسه متفهماً قائلا بشرود :
ـ عارف يا “سيرين” عارف
انهى حديثه وهو يفرك وجهه بكفيه بغضب وتفكير ، بينما “سيرين” اخذت تقضم أظافرها
______________
كان الهدوء يعم الغرفة بأكملها ، “بيان” نائمة على الاريكة مغطى بغطاء خفيف مزخرف ، ساكنة دون حراك وقد أهلكها التعب والارهاق لتنام أخيرا في سكون
بينما “ادم” بعدما أخذ يتأملها لوقت طويل ، دلف للمرحاض ينعم بحمامً بارد
وبعد بعض الوقت كان واقفاً بغرفة ملابسه ينتقي ما سيرتديه ، اخذ بنطال قصير من الجينز وقميص قطني باللون الازرق ، ضمد جروحه بشكل جيد ، تاركاً شعره دون تمشيط
سار للخارج ليجد “بيان” ما تزال نائمة ، ذهب لجوار الفراش ملتقط الهاتف الخاص بالغرفة طالباً طعام ، فتلك الجميلة النائمة لم تتناول اي شئ منذ ان اتت الي هنا ،بعد قليلا من الوقت أت الطعام ليأخذه واضعه على الطاولة التي تتوسط الغرفة
وذهب جالساً أرضاً بجوار راس “بيان” ، كان ينظر لها بابتسامة يغمرها العشق وجنونه بينما يده تزيل تلك الخصله الفارة عن وجهها
ذلك السكون و هيئتها وهي نائمة يجعلوه متأملا حالماً بأوقاتهم القادمة معاً
كان يريد ايقاظها ولكن لم يطاوعه قلبه أن يفعل ، لذلك استند برأسه بجوار راسها يتبادل معها نفس الأنفاس
أخذ يتأملها بعشق..عشق “ادم” ل “حوائه” دون كلل حتى غفى جوارها
هكذا.. مجنون وفاتنة بمكان واحد ، غجري زاهد بكل شئ عادا العشق واميرة قد خطفت من عرسها
عندما يكون البطل هو الشرير والبطلة تحت طاعة قلبها
هكذا تبدأ الحكاية هنا بين تلك الجدران الهادئة وبين طيات القلوب يولد شئ ما هنا
شئ لا يعلمه أو يشعر به سوى “ادم” و”حواء”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المتيم)