رواية ذلك هو قدري الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم موني عادل
رواية ذلك هو قدري الجزء الثالث والثلاثون
رواية ذلك هو قدري البارت الثالث والثلاثون
رواية ذلك هو قدري الحلقة الثالثة والثلاثون
ما ان وصل مالك للمنزل ترك والديه واتجه لغرفته ولكنه لم يستطيع البقاء فيها للحظة اخري دون ان يتحدث مع والدته لعله يستميلها ويستطيع ان يحببها في ملاك فلن يسمح بتكرار ما حدث منذ قليل وان تقلل والدته من شأنه وتعامله وكأنه مازال طفلا ولكن عليه ان يفعل ذلك بهدوء فهي تظل والدته لربما تشعر بالغيرة من ملاك فتعتقد بانها امتلكته وستنسيه والديه بسبب حبه لها يعلم شعور والدته ويقدره فهو ابنها الوحيد ولذلك ترفض تعلقه بأي احد غيرها ولكنه ايضا يرفض الاستخفاف بما حدث في منزل ملاك ففتح باب غرفته واخذ يخطؤ خطوات واسعة ناحية غرفة والدته فما ان رفع كفه يريد الطرق علي الباب أستمع لصوت والدته من داخل الغرفة تتحدث مع أحد وتوبخه بصوت مرتفع وقد فقدت اعصابها قائله
(( هل انت مغفل لقد طلبت منك تشويه صورة الفتاة وليس تشوية سمعة ابني لقد كانت الاخبار مسيئة لابني اكثر من ما كانت مسيئة لتلك الفتاة .))
صمتت تستمع للطرف الاخر علي الهاتف ثم قالت بغضب جلي
(( نعم اذا تطلب منك الامر نشر اخبار كاذبة فلتفعل دون التفوه بحرف لقد حولت لك كل ما طلبته من اموال فلما لم تنجز عملك كما يتطلب منك .))
كان مالك مازال واقفا خلف الباب يستمع لحديثها والشرار يتطاير من عينيه ففتح الباب مرة واحدة دون الاستئاذن جفلت والدته ما ان راته وانزلت الهاتف عن اذنها تنظر اليه بفزع وارتدت خطواتها للخلف ما ان وقعت عينيها في عينيه ورأت غضبه المرتسم بداخل حدقتيه فتعثرت بتلعثم
(( مالك ما الامر ..هل تريد شئ؟))
ضيق مالك عينيه متسائلا وهو يقترب منها
(( هل كنتي انتي خلف نشر تلك الاخبار .))
عندما وجدها تلتزم الصمت ولم تجيبه بكلمة واحده فاكمل صارخا
(( لما يا أمي الا تعلمي بأنه بنشر اخبار مثل هذه قد تضرني وتتسببين في نقلي من مكان عملي التلك الدرجة تكرهين ملاك .))
ترقرقت ملامح والدته ولكنها تماسكت واكتنفت الجدية ملامحها وقالت بذهول
(( كيف تتجرأ وتتهمني بمثل هذه التهمة فأنت قطعة مني هل تظن بأنني قد استطيع اذيتك قد اموت قبل ان افكر في شئ يضرك فمن ملئ عقلك بتلك الخرافات عني اليست تلك الفتاة هي من اخبرتك بكل هذه الاكاذيب .))
تغضن جبين مالك بالضيق والغضب ولكنه عقب
(( اتيت لاراضيكي واتحدث معك واخبرك بأنني سأظل احبك طوال حياتي مهما تزوجت او احببت ستظلين انتي حبي الاول ومن تحتلين قلبي لان حبي لكي مختلف كليا عن حبي لملاك فليس هناك وجهه مقارنة بينكما فكما قلتي انتي انني قطعة منك فكيف استطيع الابتعاد عنك.))
ابتسم بحزن بالرغم من غضبه الداخلي ثم اكمل بنبرة قوية
(( ولكن ما ان اتيت لاخبرك بكل هذا استمعت لحديثك علي الهاتف كاملا وعرفت بانك من فعلت هذا ارجو منك الا تفعلي شيئا اخر فيكفي ما حدث حتي الان .))
انتهي من حديثه واستدار يدب ارضية المنزل وهو يكظم غيظه بصعوبة بينما والدته ارتمت علي طرف الفراش جالسة وقد تساقطت دموعها بحزن لاغضابها ابنها وجعله يبدو حزينا فهمست مغتصبه يجب ان اتحملها ويتسع صدري من اجل اسعاد ابني وليس من اجلها ..
كانت ملاك بغرفتها تجلس نصف جلسة علي فراشها تضع كفها اسفل ذقنها تستند عليه وهي تفكر فيما حدث ولما تعاملها والدة مالك بتلك الطريقة وهي مازالت لا تعرفها ولا تعرف شيئا عن طباعها كانت مستغرقة في تفكيرها فأقتربت منها مي وما ان جلست بجوارها قالت مباشرة
(( هل تضايقتي من تصرف والدة مالك فالمرأة لم تبارك لكي حتي وتعللت بالمرض لتذهب فكم هي قليلة الذوق .))
شبح ابتسامة مصتنعه مر فوق ثغر ملاك وهي تقول
(( لا لم اتضايق منها فأنا اعلم بان ما تفعله بدافع الحب والغيرة علي مالك فهو ابنها الوحيد وهي تشعر بالخوف من فقدانه فأنا افهمها جيدا هي تشعر بالخوف مني وتريد ابعادي عنه لانها تعلم كم يحبني ويريدني بحياته وذلك لا يشعرها بالامان .))
صمتت مي بعد ان انتهت ملاك من حديثها لدقيقة ثقيلة قبل ان تقول متشككة
(( كيف ستستطيعين العيش معها في نفس المنزل وتحمل اسلوبها الفظ معك .))
شاب صوت ملاك الشقاوة المريرة وهي تقول
(( سأحاول ان اتحملها من اجل مالك .))
تراجع راس ملاك للخلف وقد خيم صمت مطبق بينهما وكلا منهم تفكر فيما يشغل عقلها وقلبها تلاشت انفاس ملاك وهي تطالع هاتفها الذي صدح صوته في الغرفة معلنا عن مكالمة واردة من مالك فعافرت لنقل الهواء لرئتيها الضامرة وقد هدأت من ضربات قلبها فامسكت بالهاتف تجيبه فأنسحبت مي تعطيها مجالا كافيا بالتحدث مع زوجها علي راحتها ..
في غرفة نوم منير سارع يغلق الهاتف ويلقيه علي فراشه بقوه والحقد يتوحش في اعماقه تجاه سليم اكثر فها فهو سليم يضربه ضربة قاضيه كادت ان تفلس شركته كور قبضته بغضب وهو يضغط علي اسنانه بقوة وجذوة الغيرة بداخله تشتعل لتحرقة وتكوي اوردته بلهيبها لتضحي نيرانا محرقة تسري مسري الدم في شراينه لمجرد مرور خاطر في عقله بأن سليم قد ينتصر عليه في نهاية المطاف ويحظي بها فالغيرة تتأكله كلما خطر علي عقله بان مي قد تكون لسليم نظر لجدران الغرفة وقد ترقرقت ملامحه وهو يطالع صورها المعلقة علي الحائط امامه بنظرة تشع حبا يتأمل ملامحها مستغرقا بشوقه وحسرته وهو يتذكر بانه لم يستطيع ان يراها منذ عدة ايام فاندلعت النيران المشتعلة في حدقتيه ليصدح صوته متشبعا بالغضب
(( كيف استطعتي ان تتواري عني وتختفي بتلك الطريقه هل تستمتعين بإذلالي ورؤيتي متشوقا لرؤيتك انتظري قليلا بعد وسترين بعدها ما سأفعله ..))
بعدما خرجت من الغرفة لتترك لملاك مساحة كافيه لتتحدث مع مالك بإريحية اكثر فهي تعلم بأن ملاك قد تشعر بالخجل من وجودها معها في نفس الغرفة وقد لا تستطيع التحدث معه امامها استمعت لصوت جلبة تأتي من غرفة معتز شعرت بالفزع وهي تتخيل بأنه لربما اصاب معتز مكروه واحدة ذل الصوت ليلفت انتباههم فأسرعت تركض نحو غرفته وامسكت بمقبض الباب تفتح علي عجلة من امرها وعلامات الفزع والخوف مرتسمة علي وجهها فما ان فتحت الباب تسمرت في مكانها وهي تطالعه واقفا في زاوية الغرفة مستند بذراعه علي الجدار بجانبه اخذت تطالعه بأنفاس مأخوذة فنظرت لقدميه وهي تغمض عيناها وتفتحهما اكثر من مرة لعلها تتخيل ما تراه شهقت بعدم تصديق عندما استمعت لصوته يتحدث بتلعثم وثقل لسانه قائلا
(( اغلقي الباب وتقدمي وسأشرح لكي كل شئ .))
جاء ردها اللهف
(( ولكن كيف ؟))
قالت له مي وهي تتقدم منه
(( لما تخفي الامر وتجعله سرا لما لا تخبرنا بانك بدات تستجيب للعلاج وتستطيع ان تخطؤ ولو عدة خطوات بمفردك هل تتخيل سعادة والدتك عندما تراك واقفا علي قدميك امامها مازلت اناني كما كنت دائما .))
اجابها معتز بصوته الحاني ولمعة مميزه ظهرت في مقلتيه
(( لم اتحسن كليا واردت ان افاجئكم عندما اكون مستعدا لذلك صدقيني ليست انانية مني ولكن كل ما في الامر انني اخشئ من تلك اللحظة .))
همهمت مي للحظات ثم قالت بهدوء
(( اعتذر منك لم اقصد ان انعتك بالاناني ولكني..))
صمتت تبتلع ريقها ثم قالت ببشاشه
(( لا تقلق فسأعتبر بأنني لم اري شيئا واترك الامر لك لتخبرهم وقتما تشاء .))
افرج معتز عن ابتسامة جانبية ثم قال بجديه
(( مي اريد منك ان تجلبي لي عكازات فانا استند علي الحائط كلما اردت المشي او التحرك فهلا جلبتيها لي .))
أومأت له ثم سرعان ما نهرته فعليه ان يأمرها وما عليها الا ان تنفذ فظلت تتامله كم اشتاقت لرؤيته يتحدث ويتحرك امامها جلست معه مطولا في غرفته تتحدث معه في امور شتي وكم نسيت الوقت في وجوده فلاول مرة تشعر بانها قريبة من معتز الي ذلك الحد كم تغير وصار شخص اخر ..
بعد مرور عدة ايام كان جميع من في المنزل يستعدون ويجهزون لحفل الزفاف علي ساق وقدم فالكل منشغل بذلك الزفاف الذي سيقام في اكبر وافخم القاعات بينما كانت ملاك تشعر بالسعادة والفرح ولكن ما ان رات والدتها وعينيها المترقرقتين بالدموع انفجرت باكيه لتحتضنها والدتها وهي تتمني لها السعادة المطلقة وتؤبخها لانها لطخت زينتها من اثر دموعها استمعوا لصوت بوق السيارة بالنار يعلن عن قدوم من ارتجف القلب من اجله ارتبكت ملاك وهي تنظر ناحية فارس الذي يقف علي عتبة باب غرفتها متسمرا في مكانه يطالعها وقد لمعت عينيه بدموع حبيسة قبل ان يهز راسه يمينا ويسارا يحافظ علي رباطة جأشه ثم تنفس الصعداء وهو يقترب منها ومال يطبع قبلة اعلي جبيها ثم وقف بجوارها ووضع ذراعها في ذراعه وخرجوا سويا معا ليسلمها لزوجها وتستقل سيارة العرس بعد عدة دقائق معدودة كانت القاعة تعج بالشخصيات المهمة والسياسين ورجال الصحافة الذين يغطون هذا فلقد دعاهم ليرد لها اعتبارها بدأ صوت الاغاني والموسيقي يصدح في ارجاء القاعة والكل يشارك العروسين فرحتهما فهي ليلة العمر كان الكل يوجه انظاره ناحية العروسين ليتفاجأوا بمعتز يستند علي عكازين ويقترب من ملاك بخطوات بطيئة متعثرة بعض الشئ انتاب عائلته صدمة جليه علي ملامحهم ووقفوا عن مقاعدهم مسرعين ناحيته ليلتفوا حوله غير مصدقين ما يرونه امامهم فمعتز قد بدأ يتعافي ويستطيع المشئ بمفرده بكت والدتها وهي تحتضنه وتقبل كل انش من وجهه ثم تحركوا ناحية ملاك التي كانت تراقص زوجها فما ان رات معتز امامها واقفا يستند علي عكازات ارتمت عليه تحتضنه وقد تساقطت دموعها فلم تستطع التحكم فيها في ذلك الموقف وقفوا جميعا بجوار بعضهما البعض يحظون بصورة تذكارية في فرح أول فتاة من ابناء عبدالله ..
انتهي حفل الزفاف علي خير ووصل مالك لمنزله فما ان ترجل من السيارة وساعد ملاك لتترجل هي الاخري مد ذراعه أسفل ساقيها واخري حول جزعها حملها مالك وكأنها لا تزن شيئا يسير بها نحو جناحه كانت تشعر بالتوتر والارتباك بينما هو اخفض نظراته يحدق بوجه زوجته وسرعان ما شابت نظراته العبث والشقاوة انتبهت ملاك علي نظراته أبتلعت ريقها وكلها يرتعش تأثرا بحرارته التي تلفحها وذقنه الخشن الذي يدغدغها فهمس لها مالك يصارحها وعيناه تنطقان لكلماته
(( اخيرا صرتي زوجتي فكم تبدين جميلة وانتي ترتدين فستان العرس ..))
ازداد ارتباكها والخجل الذي يلفها وشعرت بقلبها ينبض في كل جسدها وهي تنظر حولها تجد بانه وصل لجناحه واغلق الباب خلفه بقدمه اجلسها مالك علي الفراش وانحني قليلا عليها يحاول فتح سحاب فستانها تذمرت ملاك وحاولت ابعاد ذراعه عنها وهي تقول بتردد
(( ابتعد لابدل ثيابي .))
صوب مالك نظراته الحارة الي قميصها الكاشف الذي كانت ترتديه اسفل فستان زفافها تضرجت وجنتا ملاك بالحمرة الفانية فاغمضت عينيها تستسلم لطوفان مشاعره ..
كانت عائلة ملاك مازالوا امام القاعة يبحثون عن مي فلقد اختفت ولم يجدوا ما قد يدلهم علي طريقها اخبرتهم ليال بانها تركتها واتجهت ناحية المرحاض لتعدل زينتها ولكنهم لم يجدوها هناك شعر فارس بان الارض تميد به وهو يحاول الاتصال بها ولا يستطيع الوصول اليها فهاتفها مغلقا تحدثت والدته تحاول طمأنة نفسها قبل ان تطمئنه
(( ربما تكون عادت للمنزل فنحن انشغلنا مع ملاك وهي كانت تشعر بالتعب فلذلك عادت لتستريح .))
انتابه الذهول للحظة ولكنه اعترض
(( لا فكيف تكون قد عادت وهي لم تخبر احد منا بانها ستذهب .))
اعلن هاتف نورين عن وصول رسالة نصيه ففتحت الهاتف واخذت تقراها فارتجفت شفتيها لا تصدق ما تقراه وادراك صاعق اكتنف حدقتيها مما جعلهما يدمعان انتشل فارس الهاتف من يديها وتجهملت ملامحه وقد شحب وجهه وهو يقرأ كل حرف من محتوي تلك الرسالة ..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذلك هو قدري)