رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل الخامس عشر 15 بقلم شيماء سعيد
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الجزء الخامس عشر
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني البارت الخامس عشر
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الخامسة عشر
🌺بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
أعاني أعاني ولا أبالي فظننت ما أعاني من تحقيق ما تمنيته عند سهر الليالي أعاني عندما طرق الفرح بابي فهل سيظل الفرح أو سيأخذني الحزن من أحبابي وأحلامي.
رن هاتف بسمة وكان الإتصال من جلال، فابتسمت ففهم بلال أنه
هو فقال …طيب روحي ردي على جوزك المستقبلي يا حبيبتي ربنا يهنيكم.
فذهبت بسمة لغرفتها ثم استجابت له …السلام عليكم.
جلال بصوت ضعيف ….وعليكم السلام حبيبتي .
بسمة بقلق ….مال صوتك يا جلال ، أنت تعبان ولا إيه ؟
جلال ….لا أبداً ،ده شوية إرهاق بس شوية من المشاوير ، بس كده تمام كله خلص الحمد لله .
وبكرة الحنة يا عروستي الحلوة ،وبعده نطير على شقتنا .
ياااه مش مصدق أننا خلاص هنكون مع بعض ومفيش حاجة هتقدر تفرق بينا .
متصوريش أنا كنت مستني اليوم ده قد إيه ؟
وكنت بعِدِّ الأيام باليوم والثانية عشان ربنا يجمعني بيكي.
توردت وجنتي بسمة خجلا ثم قالت بروح المداعبة …إيه ده شكله أنت شكلك بتحبني بقا.
فضحك جلال وقال …بحبك بس ، لا دي كلمة صغيرة أوي على اللي حاسس بيه ناحيتك .
أنا عديت مرحلة الحب بمراحل ، أنا العاشق لعينيكي سيدتي .
ها مش ناوية تقوليلي الكلمة اللي نفسي أسمعها منك يا زوجتي .
بسمة …هي إيه دي ، قصدك إيه ؟
ضحك جلال …قصدي بحبك وفاهم أنك عايزة تسمعيها مني وفاهمة أكيد أنا قصدي إيه .
بسمة …وهتفضل تسمعهالي لغاية ما أكبر وأعجز ولا هتروح تشوفلك وحدة صغيرة تجدد شبابك .
جلال …لو مقولتهليش دلوقتي ، هفكر في الكلام اللي قولتيه دلوقتي .
لكن لو قولتيها يستحيل لساني يقدر يقولها لغيرك أو عيني تشوف غير بسمة ولو عندك مية سنة هتفضلي البنت الجميلة اللي حبتها .
ها هتقوليها ولا أفكر ؟
بسمة ….لا تفكر إيه ،طبعا أنا بحــــــــــــبـــــــــــــــــك.
ثم أغلقت الخط من شدة الخجل
فضحك جلال وهمس …وأنا بعشقك يا مجنونة .
……….
اتصل سعود على لمياء .
سعود …حبيبتى ليش اتأخرتي.
أنا هلا مستنيكي المأذون موجود ومنتظر ،وأنا شيعت ليكي العربية من ساعة ؟
لمياء ….فعلا حبيبي العربية وصلت واتصل بيه السواق .
وأنا خلاص نازلة أهو ، بس كنت بظبط نفسي .
عروسة بقا .
سعود …أحلى عروسة ، بس أنا لا أحب الإنتظار وكنت أحب نكتب الكتاب عندك ولكن أنتِ من أردتي عندي في الفندق .
لمياء….آه يا سعودي ، عشان الناس وعيونهم يا حبيبي .
بعمل بالمثل اللي بيقولوا عليه .
داري على شمعتك تقيد ،وكمان هيقولوا امتى أطلقت عشان تجوز تاني وهيسمعوني كلام ملهوش لازمة .
فكده أحسن .
سعود…كيف ما بدك لميا ، هلا أنتظرك ، لا تغيبي كتير .
وعلى الخميس هنطير على المالديف كيف ما جولتلك وبعدها السعودية .
فتنهدت لمياء بسعادة ورددت …كيف ما تريد سعودي .
فضحك سعود …هلا بجيتي كيفنا لميا .
أنتِ شقية كتير ، وأنا حبيتك يا غلا .
لمياء مصطنعة الحب …وأنا حبيتك أوي سعودي .
سعود محدثا نفسه ….تقصدين تحبين فلوسي مصرية حقيرة ، سآخد جسدك وأرميكي للكلاب حين أشبع منك .
ليتم بعد هذا بالفعل عقد القران بوثيقة طلاق مزورة ، وبالتالي يكون عقد الزواج باطل .
وما بني على باطل فهو باطل وستعيش معه في الحرام .
لتندم أشد الندم ولكن لن ينفعها .
فما ستكون عاقبتها ؟
………….
ولجت أشرقت إلى غرفة أبيها في صباح يوم الجمعة ، ثم أقبلت إليه وقبلته في جبينه .
فابتسم لؤي وأمسك يدها وقبلها ،وارتسمت على شفتيه اسمها دون استطاعة النطق ، فمازالت صدمته في لمياء تؤثر عليه .
أشرقت …بابا حبيبي ، النهاردة فرح بسمة وأنت عارف هي غالية عندي قد إيه ،ولازم أكون واقفة معاها في يوم زي ده .
هي أكتر من أختي وبحبها جدا وأكيد محتجاني .
فأومأ لها لؤي برأسه .
أشرقت …يا حبيبي يا بابا ،كان نفسي تكون خفيت ورجعت تتكلم عشان تحضر معايا الفرح .
فربت لؤي على يدها بحنو .
أشرقت …ربنا يشفيك يا حبيبي .
ودلوقتي أسيبك عشان أروح لبسمة البيوتي سنتر .
وبالفعل توجهت أشرقت إلى البيوتي سنتر .
أشرقت بصوت جهوري عالي في وسط المكان عندما رأتها …..بت يا بسمة والله كبرتي وبقيتي عروسة .
ثم أطلقت الزغاريد ، ليضحك كل من في المكان .
وتقف بسمة قائلة….تعالي يا فضايح .
فتسرع لها أشرقت وتضمها بحب وتدمع عينيها ولكنها تبعدها عنها برفق مرددة….لا كده هنقبلها دراما وأنا مليش في الجو ده ، أقعدي لما أقرصك الأول عشان أحصلك في جمعتك .
بسمة ….يسلام اللي يشوفك يقول ميتة على الجواز ،مهو أخو جلال هيموت عليكي يا بنتي لغاية دلوقتي وأنتِ مطنشة .
تنهدت أشرقت بغصة مريرة قائلة …أنا مش مطنشة بس الموضوع ده آخر اهتماماتي .
وأهم حاجة عندي دراستي ومستقبلي وبس .
فغمزتها بسمة …متأكدة ، مفيش حاجة في قلبك هنا ولا هنا ؟
وخصوصا أن الحاجز انتهى ولمياء خدت الشر وراحت .
فتجمدت أطراف أشرقت ثم حاولت أن تبتلع الماء الذى احتنق في جوفها لتخرج كلماتها بصعوبة …بسمة أنا اليوم اللي خرجت فيه من عندكم لبيت جدو ، ده اليوم اللي شيعت فيه قلبي لمثواه الأخير .
فصدقينى وجود لمياء أو عدمه دلوقتي خلاص مبقاش يهمني .
وكل واحد بياخد نصيبه ، وربنا يعوض عليه بالخير .
ثم أزالت دمعة ساخنة كادت أن تهرب من مقلة عينيها سريعا ثم اجتهدت أن تبتسم رغم ألمها فقالت ….خلينا في عروستنا الحلوة دلوقتي .
بسمة …خلينا يا ستي ، بس قوليلي جبتيلي سانجوتشين الكبدة اللي قولتلك عليهم في الفون .
عشان جعانة أوي ، وعايزة أكل قبل ما ألبس الفستان إلا أنزل عليه زيت الكبدة ،ولا أبوظ الميكب .
فضحكت أشرقت …بت أنتِ على طول همك على بطنك كده ، ثم فتحت حقيبتها لتخرج منها السندوتشات ، فالتقطتها بسمة على عجل وإلتهمتها بين ضحكات أشرقت .
لتساعدها أشرقت بعد ذلك في ارتداء الفستان الأبيض واطلقت الزغاريد فرحا بها .
الميكب ارتيست مشيرة إلى بسمة …قمر من غير ميكب يا عروستنا الحلوة وبعد الميكب هتكوني قمرين ماشاء الله .
اللهم بارك .
ثم تابعت بقولها ”
ها تحبي ألوان إيه ؟
بسمة ….بحب الألوان الهادية والفاتحة .
ومش عايزة أغير من شكلي أوي وأبان طبيعية أكتر .
الميكب أرتيست …عيوني .
ثم بدأت بوضع ما طلبت وما أن انتهت حتى شهقت أشرقت قائلة بمرح …الله أكبر عليكي يا بسوم.
إيه الحلاوة دي يا بت ،ده أنتِ طلعتي مزة وأنا معرفش .
ليلتك عسل يا سكر .
بسمة …بجد حلوة !
أشرقت …زي القمر والله .
والحاج جلال يمكن ميستحملش الحلاوة دي كلها ، يقوم يخدك طوال على البيت بدل القاعة .
بسمة …اختشي يا بت .
أشرقت. ..اختشيت .
ثم سمعتا الميكب ارتيست تقول …العريس جه.
أشرقت …يلا لفي بسرعة ودوخيه عقبال ما يعرف يشوف وشك زي ما بشوف في الفيرست لوك .
فوقفت بسمة موليه جلال ظهرها وتعبث بأصاعبها من فرط التوتر ، ثم أخذ يدور حولها وتخبىء وجهها بيديها .
حتى استسلمت في النهاية ، ليأخذها بين أحضانه في مشهد رومانسي جميل مليء بالحب والحنو.
وكانت تتطلع لهم أشرقت بفرحة ، حتى جاءت عينيها في عيني بلال الذي كان يقف خلف بلال بعين يملؤها الحزن والانكسار ، فهو لم يعد بلال الذي تربت على يديه وعينيه كانت دوما تملؤها العزة والقوة .
خفق قلب أشرقت وتصارعت نبضاته وحاولت السيطرة على نفسها ، بأن تهرب من نظراته التي تحيط بها .
فحاولت أن تركز نظراتها على بسمة وزوجها .
أمّا بلال فقد طال به الشوق لصغيرته ولم يستطع منع نفسه
من النظر إليها ، فكم اشتاق لها ولرؤيتها .
ولكن عندما وجدها تهرب من عينيه التي تحاوطها ، عاتب نفسه …كفاية يا بلال ،كفاية تعذب نفسك .
هي كانت بين إيديك وأنت اللي تخليت عنها .
ودلوقتي هي اللي بتتخلى عنك وده حقها .
أنت مبقتش تنفع لها بأي شكل من الأشكال .
هي كانت حلم جميل ومازالت حلم ، بس الأحلام عمرها ما بتحقق .
اقفل على قلبك خلاص يا بلال .
وسيبها تعيش حياتها ومتظلمهاش معاك.
ثم أفاق من شروده على صوت بسمة ….بلال حبيبي، إيه رأيك حلوة !
تطلع لها بلال بحب واقترب منها وحاوطها بذراعه وقبلها
بين عينيها قائلا …أحلى بسمة في الدنيا .
ربنا يسعدك يا حبيبة أخوكي .
وصراحة مش عارف البيت من غيرك هيكون ازاي ؟
رغم شقاوتك وغلستك بس هتوحشيني .
بسمة …أنا غلسة ، متقول حاجة يا جلال !
جلال بضحك …لا ملكش حق تقول على مراتي غلسة ، لكن تقدر تقول ..هي ميكس غلاسة على بعض من اللطافة برده مننكرش .
بسمة بعبوس …كده طيب .
أنا خلاص مش عايزة أتجوز يا بلال وهروح معاك يا حبيبي .
جلال ..لا هو لعب عيال ولا إيه ؟
ولا الهرمونات اشتغلت ، لا كده أنا هطلبك في بيت الطاعة .
فضحك بلال …اسمعي كلام جوزك يا بسمة .
جلال … أيوه والنبي أنا غلبان أوي .
ثم اتجهوا بعدها إلى القاعة لمواصلة حفل الزفاف .
………..
ولجت والدة عماد إليه في غرفته ،حيث كان ممددا على فراشه شاردا يسترجع مع حدث بينه وبين أشرقت .
وتاره تعبس تعابير وجهه عندما يتذكر ما فعلته به ويتوعد لها بالانتقام .
وتارة يبتسم من حركاتها العفوية ويحاول أن يتذكر ملامح وجهها البريئة ولون عينيها المميز ، فيدق قلبه .
ويحدث نفسه ….لا اجمد كده يا يا دكتور .
مش حتة عيلة اللي تعرف تجيبك على وشك .
أنت طول عمرك قلبك من حديد ولا بيأثر فيك حركاتهم ولا حتى أشكالهم ولبسهم.
وخصوصا البت دي ، لااااا إلا هي ، دي عايزة تاخد على دماغها .
بس تبدأ الدراسة وهوريها اللي عمرها ما شفته ..
ثم ردد ….بس مش أوي برده ، عشان ساعات بتصعب عليه .
يخربيت رقتها وعفويتها ، بس لو مكنتش عفريتة وقلة كده ، لا دي عايزة كسر دماغها .
ثم أفاق من شروده على صوت والدته …..أنت كويس يا حبيبي ؟
ولا فيك حاجة يا ضنايا ؟
اعتدل عماد من نومته وجلس وابتسم لوالدته قائلا …أنا زي الفل
يا ست الكل .
والدة عماد …أومال مالك لسه مريح ومعاد المستشفى خلاص وكنت مفروض تنزل من ربع ساعة .
فنظر عماد إلى ساعته ، فوجد الوقت بالفعل قد مر دون أن يدري ، فقفز من على فراشه قائلا …ازاي ده ،أنا فعلا اتأخرت .
والدته …اللي كان واخد عقلك يا دكتور .
فابتسم عماد وتذكر أشرقت .
ثم أسرع فى ارتداء ملابسه ، وأحضر حقيبته الطبية وخرج ، لتقوم والدته بالنداء ….يا دكتور !
فيلتفت عماد قائلا …خير يا ست الكل .
أنا متأخر معلش .
والدته …عارفة يا ضنايا ، بس أنت شوفت دكتور قبل كده ، بيروح المستشفى ، بشبشب .
فنظر عماد إلى قدميه ، فوجد أنه مازال بالشبشب ولم يبدله بحذائه .
فضحك ثم عاد وارتدى حذاءه الأسود الأنيق وقبل والدته ودعت له بالتوفيق ثم ذهب مسرعا إلى المستشفى .
وفي المستشفى قابله حسن مداعبا بقوله …عليك النهاردة السندوتشات يا دكترة .
عماد …ليه مكان عليا امبارح يا أخي ، ولا عايز تستكردني .
حسن …لا طبعا ودي تيجي يا دكتور ، بس حضرتك جي متأخر وأنا داريت عليك قدام مدير المستشفى لما سأل عليك وعايزك ،قولتله مشغول مع حالة ولما يخلص هيجيلك .
على العموم أنا غلطان وهروح أقوله على الحقيقة ،وهقوله كنت تحت تأثير المخدر سامحني .
فضحك عماد …لا وعلى إيه ؟
تشكر يا دكتور حسن ومش زي بعضه عليا السندوتشات النهاردة ، جزاءا لجميل صنعك ، نخدمك في الأفراح إن شاء الله بس بدون مقابل عشان أنا كريم مش زيك .
حسن …وحد قلك أني كريم ، أنا حسن يا دكتور .
بس صح قولي إيه رأيك في عروستي المستقبلية حلوة صح !
ومش جمال بس ده جمال ونسب وأخلاق ، وحاجة فوق الوصف ، يعني فيها كل مواصفات السعادة .
حرك عماد عينيه بعدم فهم قائلا … عروسة مين دي يا ابني فهمني ؟
وأنا شوفتها إمتى وازاي ؟
حسن….يوه لحقت تنسى القمر المنور أشرقت لؤي مؤمن !
ده أنا كنت حكيلك عنها قبل ما تشوفها كمان .
وحمدت ربنا لما شوفتها كنت خايف تطلع وحشة وأدبس فيها وخلاص .
فصاح عماد في وجه بإنفعال…أنت بتقول إيه يا حسن ؟
مش كده يعني ، حرام والله تظلم إنسانة مش بتحبها وعايز تتجوزها بس عشان مصلحتك .
مش رجولة دى على فكرة .
ابتسم حسن بلامبالة قائلا …ملكش فيه يا عمنا ، وسبتلك أنت الرجولة ،وأنا بعترف أني راجل بتاع مصلحة .
عماد وقد تملكت الغيرة قلبه عنفه قائلا ….حسن وأنا بقولك متقربش من البنت دس وسبها في حالها .
حسن …يوه ، وأنت مالك بيها ، وأنا يعني هلعب بيها وسابها.
لا أنا مش وحش للدرجة ، أنا هجوزها على سنة الله ورسوله ،وهكرمها برده ، بس ينوبني من الحب جانب .
عماد …تصور أنت تنح أوي ، ومعتقدتش أنها هتقبلك.
حسن …طيب تراهن يا عمنا ، لو قبلت عليك الشاي والقهوة والسندوتسات لمدة شهر .
عماد ….موافق ، وعليك أنت كمان لو موفقتش .
بس من غير طرق ملتوية أو كلام مايع أنت فاهم !
حسن …ومالك مفقوح كده أوي ، ثم غمزه قائلا …تكونش يا ريس البت عجباك ومكسوف تقول !
قول يا عم ، أنا عندي روح رياضيه وهسبهالك .
شعر عماد بالحرج الشديد ولكنه تكبر قائلا …لا طبعا ، أنا قلبي حديد وعمره ما يميل لحد .
ولو فكرت مش هفكر في العيلة دي يعني .
حسن …قشطة يا عم ، خلاص خليني أنا أفكر وأمخمخ أوقعها
ازاي في حبي واتجوزها .
كور عماد يده غضبا وكاد أن يفتك به ،لولا أنه تماسك وقال ..وأنا مالي صح هشغل دماغي بيها ليه ؟
ولكنه ردد …بس قلبي مش عارف ماله ؟
وهي صح هتوافق على حسن؟ لا ده كان يبقا آخر يوم فى عمرها .
……………..
في إحدى الغرف المطلة على بحر المالديف حيث المناظر الخلابة الطبيعية التي من صنع الخالق .
كانت هناك لمياء مع سعود .
سعود ..إيش رأيك لميا في المكان ؟
تحولت لمياء بعينيها يمينا ويسارا غير مصدقة أنها في هذا المكان التي كانت رؤيته فقط في الصور بمثابة حلم ، أما الآن فهي موجودة به بالفعل .
لمياء…صراحة يا سعودي ، أنا حاسه أني بحلم ومش مصدقة
أني فعلا هنا .
لا أنت أقرصني يا سعودي عشان أحس أني في حقيقة مش حلم .
فضحك سعود بمكر وغمزها هامسا…أنتِ امرتي وأنا عليا التنفيذ بس ياريت تستحملي ومتشتكيش زي اللى قبلك واللي قبلك .
اضطربت لمياء ودخل في قلبها الخوف من نظراته لها وتجمدت أطرافها عندما أمسكها من يدها بقوة وأسدل ستار الشرفة .
ودفعها على الفراش ، ينهم منها بقسوة بالغة ، وصلت أن تحول جسدها للزرقة من شدة قسوته حتى أنها كانت تصرخ بين يديه وتترجاه أن يرحمها .
سعود….مفيش رحمه ، أنا أفعل كيفما أريد ، أنا شاريكي بفلوسي لميا .
وأنتِ وافقتي ، فاستحملي حبي اللذيذ ، ولكنه ليس حبا بل كان يغصبها على أمور محرمة ، كما كان يعضها ويضحك وكأنه يتلذذ بذلك الأمر .
وما أن فرغ منها ، بصق عليها وقال …انهضي يا امرأة اغتسلي ،والبسي أفضل ما عندك للتنزه في الجو الساحر ده .
ثم تركها وولج للمرحاض يغني سعيدا ، غير آبه لآلامها وصرخاتها المكبوتة من الألم ،ودموعها التي أغرقت وسادتها.
لمياء بألم وقهر …لاااااا مش معقول اللي حصلي ده !
ده طلع مجنون ، مش طبيعى أبداً .
وبعدين يا لميا في المصيبة اللي وقعتي فيها دي ؟
هتعملي إيه وتتصرفي ازاي وأنتِ لوحدك وفي غربة ؟
وكمان أنتِ طالعة من مصر بمزاجك وأنتِ اللي اخترتي ، فيستحيل ترجعي أو تشتكي .
آه يستحيل تشمتي حد فيكى أبداً.
بس طيب أعمل إيه مع المجنون ده وأتصرف ازاي بس ؟
…مفيش قدامى غير أني أستحمل ويمكن يتهد مع الوقت ويبطل .
ويكش يجيله ساكتة قلبية من اللي يبلعه ده يارب .
ده أنا هفضل ادعي عليه ليل ونهار لغاية ما يتكل على الله وأورثه.
………………….
وصل العرسان إلى القاعة .
وبدأ حفل الزفاف بمقطوعة رومانسية
رقص عليها بسمة وجلال متعانقين ويتخلل العناق نظرات الحب والشوق والهمسات الرقيقة .
وأنا بين أيديك محتاجة إيه في حاجه أكبر من كده وأنا عمري كنت أحلم ف يوم أعيش حياة بالشكل ده.
كل اللي فات من العمر فات ومش بايدنا نرجعه خلينا أكتر في اللي جاي مبقاش في وقت نضيعه.
أنا مش هضيع عمري تانى لو ثواني هينفعو أنا مش هفكر في اللي فات أنا عمري لسه ف أوله. كفاية انى بقيت معاك ومعاك هعيشه وأكمله، وأنا بين أيدك.
وبينما كانت أشرقت تستمع لتلك الكلمات كانت تسرق النظر
بين الحين والآخر إلى بلال .
والغريب أنه لم يعد ينظر إليها ، وكأنه يعاقب نفسه على ما فعله بها .
ولكن النار كانت تشتعل بداخله مع كل كلمة ، وكان قلبه يحدثه
بأن يذهب إليها ويجثوا على ركبتيه أمامها ليطلب الصفح والغفران
..ويقول….. أنا بحبك يا أشرقت ، وعمري ما حبيت غيرك .
أنتِ كل حياتي ، أنتِ عمري كله .
عمري ما عينيه شافت غيرك ، ولا قلبي دق لغيرك .
أنا كنت بتألم مع لميا ، وكنت بتخيلها أنتِ في كل لحظة وثانية .
صدقيني اللي حصل، مكنش بعد عنك على قد ما كان خوف عليكي يا صغيرتي .
كنت خايف حبك يكون وهم ،يكون مجرد تعلق باللي رباكي .
مش حب حقيقي، وكنت خايف تروحي مني.
مش عارف أنا هتجن ، أنا كنت غلطان ولا كنت صح ؟
بس الصح الوحيد اللي أعرفه هو أني بحبك يا صغيرتي .
وفجأة قام بلال وترك الحفل وغادر وكأنه ما عاد يتحمل أن يجمعه مكان فيه قلبه الصغير .
وودعته هي بعينيها الدامعة ولسان حالها يقول ….برده عندك الاستسلام هو شعارك الوحيد يا بلال .
معندكش أي ذرة مقاومة ، طول عمرك سلبي للأسف .
خسارة حبي فيك يا بلال .
أنا لازم أمشي ، عشان يدخل هوا يقف جمب أخته في يوم زى ده .
مينفعش اللي عمله ده خالص .
فقامت إلى بسمة وقبلتها واستأذنت للمغادرة .
بسمة …ليه كده يا شوشو ،لسه بدري ؟
أشرقت …معلش ، أنتِ عارفة أن بابا تعبان شوية ،وأنا سيباه
من الصبح وقلبي مشغول عليه .
فلازم أروح أطمن عليه ، بعد ما خلاص اطمنت عليكي يا قلبي .
وألف ألف مبروك ، ثم غمزتها وهمست في أذنها “وأنتِ لما تفضي وتروقي كده طمنيني عليكي يا حبيبتي .
فابتسمت بسمة بخجل ودعت لها بالسعادة .
وغادرت أشرقت ، تحت أنظار بلال الذي كان جالسا على كورنيش النيل .
وشاهدها تخرج أمامه ولم يظهر أي تعبير على وجهه أو يتحرك وكأنه قد تجمد مكانه وماتت مشاعره .
فنظرت له نظرة قاسية وكأنها تقول له …سامحك الله يا حبيب القلب .
ثم غادرت مسرعة بسيارتها إلى الفيلا .
فأزال بلال دمعة كانت محتجزة في مقلتيه بألم وقهر ، ثم عاد لداخل القاعة لينتهى الحفل بسلام .
وتودع بسمة بلال بالقبلات والأحضان والدموع .
بلال بغصة مريرة …هتوحشيني يا حبيبة أخوكي .
بسمة بدموع حزينة….وأنت كمان يا حبيبي ، خلي بالك من نفسك واقفا كويس على نفسك .
ومتنساش تاكل ، واتغطى كويس .
فابتسم بلال واومأ لها برأسه ، ثم قبلها بين عينيها .
ووجه كلامه إلى جلال ….خلي بالك منها يا جلال .
أنا عطيتك أجمل هدية وأغلى من قلبي حافظ عليها .
جلال بحب …أنت مش محتاج توصيني يا بلال .
بسمة دي مش مراتي وحبيبتي بس ، دي جزء مني ، ومش جزء بس ،دي أنا.
فداعبته بسمة …قصدك إيه يا جلال ؟
شايفني راجل ولا إيه ؟
فضحك جلال قائلا …لا شايفك أجمل البنات ثم غمزها قائلا …ولسه هشوف كمان .
فدعست بسمة قدمه قائلة …يا قليل الأدب .
فضحك جلال .
لينطلقا بعدها إلى عش الزوجية ، ويبدؤا حياتهم السعيدة .
ولكنها لم تعلم أن خلف تلك السعادة الهائلة التي تشعر بها ، حزن عظيم .
فما يا ترى سيحدث ؟
هذا ما سنعلمه في الحلقة القادمة بإذن الله .
« اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الْهدمِ ، وأعوذُ بِكَ منَ التَّردِّي ، وأعوذُ بِكَ منَ الغرَقِ والحريقِ ، وأعوذُ بِكَ أن يتخبَّطني الشَّيطانُ عندَ الموتِ ، وأعوذُ بِكَ أن أموتَ في سبيلِكَ مُدبرًا وأعوذُ بِكَ أن أموتَ لديغًا».
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيرة بلال الجزء الثاني)