رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل الثالث عشر 13 بقلم شيماء سعيد
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الجزء الثالث عشر
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني البارت الثالث عشر
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الثالثة عشر
🌺بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
من باعك في سوق النخاسة..
لن يشتريك في سوق
الذهب..
……….
ظنت بسمة أن لمياء قد عادت إلى صوابها وعلمت أن ليس للمرأة سوى بيتها ولكن خاب ظنها .
عندما فتح بلال الباب ورأى رجلا طويل القامة عريض المنكبين.
أسرعت بسمة للداخل سريعا ، اما بلال فردد بإندهاش….حضرتك مين وعايز إيه ؟
الرجل ….أنا مصطفى ، وجيلك من طرف الباشا سعود .
بلال متعجبا ….مصطفى مين وباشا إيه حضرتك ، أنا معرفش حد بالاسم ده ، شكل حضرتك غلطان في الشقة .
مصطفى …مش حضرتك دكتور بلال ؟
بلال …أيوه أنا .
مصطفى….يبقا حضرتك تسمحلي أتفضل وهفهمك على كل حاجة .
فلم يجد بلال حلا سوى الانصياع لطلبه وإدخاله المنزل ليتحدثا
في غرفة الصالون .
بلال …أدينا قعدنا ، اتفضل حضرتك فهمني في إيه ؟
عشان أنا فعلا كده قلقت .
مصطفى بابتسامة صفراء …كله خير ليك ، لو وفقت على العرض اللي جي اتكلم معاك فيه بدل الشوشرة والمحاكم والمصاريف على الفاضي…
ضيق بلال عينيه وقال بإنفعال قاطعا كلام مصطفى ….محاكم إيه وشوشرة إيه ؟
ممكن حضرتك تدخل في الموضوع على طول .
عشان كده كتير عليا والله .
وأنا مش فاضي وعايز استريح .
مصطفى ….روق كده يا دكتور ، وبلاش انفعال والأمر بسيط خالص .
أقولك المفيد عشان شكل حضرتك معندكش صبر .
بلال بضيق قائلا….آه ياريت تدخل في المفيد على طول .
مصطفى ….بص حضرتك ، إحنا مش محتاجين منك غير كلمة واحدة ،مقابل نص مليون جنيه .
ردد بلال بإندهاش….نص مليون عشان كلمة ليه ؟
هو أنا رئيس جمهورية !
وبرده مدخلتش في الموضوع ،كلمة إيه دي؟
مصطفى …..أظن حضرتك على مشاكل مع الست حرمك .
مدام لميا وهي طالبة الانفصال .
انفعل بلال وقام على الفور وأمسك بقميص مصطفى قائلا بحدة ….حضرتك تعرف المدام منين ؟
وعرفت أننا على خلاف ازاي ؟
وطلاق إيه ؟
أزال مصطفى بكل برود يد بلال قائلا …هدي نفسك بس يا دكتور ، صحتك مش كده .
وشايف في عينيك نظرة مش تمام ، لا حضرتك فاهم غلط .
وأنا مجرد وسيط مش اكتر .
أقعد بس عشان أفهمك المعلومة وصلتنا ازاي ؟
فجلس بلال مرة أخرى ويكاد الشك يفتك به .
فتحدث مصطفى ….حضرتك عارف فتحي ابن خالة المدام .
كان فيه زيارة عندهم وعرف المشكلة وأنها عايزة الطلاق ، فتكلم مع الباشا سعود اللي بيشتغل عنده .
فصعبت عليه أكمنه يا عيني راجل حنين أوي .
وقال إنه مستعد يدفعلك أي مبلغ مقابل أنك تطلقها بدون
محاكم أو أي شوشرة .
بلال ….لا حول ولا قوة إلا بالله .
لا حنين أوي حضرته ، وده أكيد ليه مقابل برده عنده
ولا أنا غلطان !
فابتسم مصطفى بمكر فأكدت ابتسامته شك بلال .
فوقف وأشار بيده للخارج قائلا …..أظن كده كلامنا انتهى يا استاذ مصطفى .
مصطفى …استنى بس يا دكتور .
الكلام أخد وعطا ومحدش عاقل يرفض نص مليون عشان وحدة ست .
خد الفلوس واتجوز ست ستها .
بلال ….على فكرة هي متسويش عندي جنيه واحد مش نص مليون ، بس أنا هعمل بأصلي لغاية آخر وقت.
وزي ما قولتلك …مع ألف ألف سلامة .
فلم يجد مصطفى مع إصراره سوى المغادرة .
وبالفعل غادر مصطفى وهو في حيرة ، كيف سيبلغ سعود برفض بلال الطلاق .
مصطفى محدثا نفسه ..وأنا مالي ؟
هقول اللي حصل وهو حر بقا في اللي يعمله .
بس صراحة الراجل ده راجل صح وخسارة فيها فعلا وحلال عليها سعود يضمها لحريم السلطان .
لمحت بسمة مصطفى يخرج ، فأسرعت إلى بلال ، لتعلم ما حدث بينهما .
فوجدته يكور يده بغضب قائلا بصوت حاد ….أنا اللي عملت ده كله في نفسي ، بس مكنتش أتصور أنها تطلع بالوضاعة دي.
أنا لازم أطلع لها وأسمع بنفسي ، عشان برده مكنش ظلمها لآخر لحظة .
بسمة ….هو فيه إيه ؟
بلال ….مفيش ، أنا طالع لـ لمياء واللي هي عايزاه هنفذه .
فوضعت بسمة يدها على قلبها مرددة …أسترها معاه يارب ده غلبان أوي .
وعند لمياء سمعت طرق شديد على الباب .
فقالت والدتها …خير يارب مين اللي جيلنا السعادي .
لمياء….لما أقوم أشوف !
فذهبت مسرعة إلى الباب ، لتنتفض عند رؤية بلال .
ثم تراجعت للوراء.
بلال بسخرية ….إيه مالك يا مدام زي ما يكون شوفتي عفريت !
ثم قال مصطنعا ….متخفيش يا حرمنا المصون .
أنا مهنش عليا تباتي برا البيت ، فقولت لازم أطلع أجيبك وتنزلي بيتك اللي مضلم من ساعة ما سبتيه .
نظرت له لمياء بنظرات بها شك وحيرة ، فهي ليست متعودة منه على اللطف بها في الكلمات هكذا .
فتبادلت لمياء النظرات مع والدتها التي وجدتها تبتسم كأنها تحثها على طاعة زوجها وأنه أولى بها .
ولكنها تذكرت سعود والإتفاق الذي بينه وبينها .
فآثرت الثري على الثريا ، العبث عن الاستقامة ، الذل عن العزة ، المال عن عزة النفس ، الخيانة عن الوفاء .
فنطقت وهي تنظر له بتحدي ….أنا مش هنزل معاك يا شيخ ، وخلاص كده كل واحد يروح لحاله .
أنت تعيش حياتك براحتك وأنا أعيش حياتي براحتي .
احنا مننفعش لبعض ، وأنا كنت غلطانة لما فكرت فيك يوم .
أنت متنفعنيش ،أنت حاجة وأنا حاجة تانية خالص ..
فزي مدخلنا بالمعروف ،نخرج بالمعروف .
وبقولهالك بالمفتشر كده ، طلقني ، طلقني .
معدتش عايزة أعيش معاك .
ولو مردتش تطلقني بمزاجك ،هرفع عليك خلع وفي الآخر برده هطلقني غصب عنك .
وقع حديثها على بلال بالصدمة التي جعلته يضحك بهيسترية قائلا …مننفعش لبعض ، بعد كل اللي عملتيه عشان أجوزك ، وعملته أنا عشانك عشان أرضيكي .
بس مش هقدر ألومك ، هلوم نفسي بس ، عشان فعلا أنا اللي جبته لنفسي ،وسبت كنز من ايدي عشان وحدة رخيصة زيك ، باعت نفسها بالفلوس .
فانفعلت لمياء بقولها …أنت بتقول إيه ؟
أنا أشرف من الشرف ، بس أنت إنسان كشر ولسانك صعب .
أنا مكنرش أني حبيتك في الأول بس القسوة في المعاملة والنقد المستمر بطريقتك الصعبة خلاني أكرهك وأكره عيشتي معاك .
وأنا اللي متعودة على الدلع والحب .
فقولت حياتنا كده مستحيلة مع بعض .
فطلقني وروح اجوز أشرقت .
ارتجف بلال عند سماعه اسم أشرقت ،فمازال مجرد ذكر أسمها يجعل قلبه ينتفض ، فاسمها وحده كفيل أن ينقله لعالم آخر
من الخيال يسبح له بأحلامه .
ولكن الواقع مؤلم فأين هو الآن وأين أشرقت .
فهي كانت مجرد حلم فقط يستحيل أن يتحول لحقيقة حسب فهمه .
فحرك شفتيه ساخرا …أجوز أشرقت آه وأنتِ تجوزي سعود .
فاضطربت لمياء وتعلثمت بقولها …سعووووود مين ده ؟
أنا معرفش حد اسمه كده .
بلال بحدة ….لا ميبقاش بجاحة وكدب كمان .
لا خلاص الأمر انتهى زي ما أنتِ عايزة ،فمفيش داعي للكذب ، أنا كنت بس مش عايز أظلمك لآخر لحظة رغم أن الأمر واضح وضوح الشمس .
بس خلاص أنتِ بكلامك أكدتيه .
فحلال عليكي الفلوس والجاه بتاع سعود وأنا العبد الفقير لله ربنا يتولاني برحمته .
ارتجفت لمياء بقولها …يعني إيه ؟
بلال ….يعني خلاص يا هانم ، أنتِ طالق .
بدون أي مقابل ، سبتلك كل الدنيا ليكى بس هنتقابل في الآخرة
يا مدام ، وساعتها هنتحاسب حساب شديد .
ثم نظر لها بسخط والتفت وغادر بدون أن ينطق شيئا .
وخرج وأغلق الباب خلفه بقوة شديدة أفزعتها .
ووجدت نفسها تبكي بمرارة وألقت نفسها على صدر والدتها التي عاتبتها بقولها …..بتعيطي دلوقتي يا حزينة .
أنا مش عارفة أقولك إيه صراحة .
بس إظاهر خسارة فيكي صح الشيخ بلال .
ويعالم الراجل الكهونة ده هيعمل فيكي إيه يا بنتي .
ربنا يسترها بقا .
واعرفي كلمة هقولهالك وخليها حلمة في ودنك.
اللي بيمشي بدماغه عمره ما يكسب أبداً وأنتِ حرة
وأنتِ اللي اخترتي .
ومترجعيش تاني تندمي ، لأن ساعتها مش هينفع ندم .
خسارة والله يا بلال يا ابني .
ابتعدت عنها لمياء بانفعال قائلة …دلوقتي بلال وابنك .
وأنا بنتك بقيت وحشة .
ده بدل ما تقفى جمبي ، وكنتي سمعتيه كلمتين في جنابه .
والدة لمياء …لا يا بنتي ، الحق يتقال هو مغلطش .
لمياء …ومعاملته ليا وقسوته وتكشيرته .
والدة لمياء …كان ممكن تكلي بعقله حلاوة وتراضيه كنتي هتاخدي عينيه زي أي واحدة عايزة تعيش .
بس أنتِ طول عمرك عنيكي فارغة ،تشبطي في الحاجة لغاية متخديها وبعدين ترميها.
بس المرة دي غير كل مرة .
لمياء …ما خلاص ياما ، اللي حصل حصل .
وخليني أفكر في اللي جي وحياة السيط والغنى والسعادة
اللي هعشها مع سعود .
هتنسيني بلال وعشرة زيه .
والدة لمياء…..فكري براحتك يا لميا .
وربنا يسترها عليكي يا بنتي .
لمياء….يوه وأنتِ مالك كده مش مبسوطة ، ما أنتِ برده هينولك
من الحب جانب ،وهنغننك معايا يا ست الكل .
والدة لمياء …محدش يكره الخير يا بنتي ، بس قلبي متوغوش أوي مش عارفه ليه ؟
أنتِ مالية إيدك من سعود ده ؟
لمياء بضحكة ماكرة ….أكيد طبعا ياما ، مش هخليه يلمس شعرة مني غير لما أكون ضامنة حقي تالت ومتلت.
أمال أنا هجوزه ليه ؟
وربنا يصبرني على قرفه ويتكل بدري بدري وأورثه .
يااااه أمنيتي .
…………………….
ولج بلال منكسرا مطأطأ الرأس ، فرأته بسمة على حاله هذا فأدركت أنه حدث ما حدث .
فقالت …يا شيخي أتحزن وربك الله.
فنظر لها وعينيه لمعت بالدموع قائلا…إنما أشكو بثي وحزني
إلى الله .
بسمة …..طيب استرجعت على الأقل ولا نسيت ؟
بلال ….تقصدي إيه ؟
بسمة …الدعاء يا شيخ عند المصيبة ده أنت اللي معلمني .
اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها .
عارف مين قال الدعاء ده وحصل إيه ساعتها .
فابتسم بلال عندما تذكر ولكنه عاد للعبوس مجددا قائلا …بس ده رسول الله ،أنا مين بس ؟
بسمة ….عبد من عباد ربنا الرحيم بعباده.
وفكرني يلا بالقصة .
بلال ….لما مات زوج أم سلمة
رددت “اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها”، ثم رجعت إلى نفسي، فقلت: من أين لي خير من أبي سلمة؟ فلما انقضت عدتي استأذن علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أدبغ أهابًا لي، فغسلت يدي من القرظ وأذنت له، فوضعت له وسادة أدم حشوها ليف، فقعد عليها فخطبني إلى نفسي، فلما فرغ من مقالته، قلت: يا رسول الله ما بي أن لا يكون بك الرغبة، ولكني امرأة فىّ غيرة شديدة، فأخاف أن ترى مني شيئًا يعذبني الله به، وأنا امرأة قد دخلت في السن وأنا ذات عيال، فقال صلى الله عليه وسلم: “أما ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عز وجل عنك، وأما ما ذكرت من العيال، فإنما عيالك عيالي “، قالت: فقد سلمت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت أم سلمة بعد: أبدلني الله بأبي سلمة خيرًا منه؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بلال …صلى الله عليه وسلم .
اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها .
……………………..
عماد بمكر بعد أن ركضت أشرقت امامه لداخل الكلية هربا منه ….يعنى سيادة الدكتورة لسه نوغة تمهيدي طب .
وأكيد هتكون من تلامذتي أنا وحسن ، فحلو أوي ,هظبطها أنا كده على نار هادية، وهخليها تكره اليوم اللي فكرت فيه تدخل كلية الطب .
وقفت أشرقت وبشرى داخل الكلية تلتقطان أنفاسهما المتصاعدة من أثر الركض .
أشرقت لاهثة……الحمد لله ، قدرنا نبعد عن وشه ونهرب.
يا ستير يارب ، أنا مش عارفة كل شوية يطلعلي منين ؟
ده عامل زى العفريت .
بشرى بخوف …يا ماما ، منك لله يا شيخة ، قطعتي نفسي .
توبة مندي النوبة ، أركب معاكي المخروبة دي تاني .
أشرقت ….لا ده أنتِ طلعتي جبانة وخوافة أكتر مني، وأنا كنت بحسبك جامدة وناشفة .
بشرى ….والله أنا مش عارفة أصلا هنعمل إيه أنا وأنتِ في الكلية دي؟
دي عايزة قلب من حديد عشان نقدر الدم والتشريح .
مش قلب زينا طري ومهشتك .
أشرقت ..متفكرنيش ، خليها كده تيجي زي ما تيجي .
وأكيد مع الوقت هنتمكن من الشغلانة .
بشرى …يا مسهل يا ستي الحاجة .
فضحكت أشرقت …الحاجة خلاص اتبهدلت ، منك لله يلي
في بالي .
بشرى …طيب يلا يا أختاه ،نخلص اللي جينا عشانه ويارب عقبال ما نخلص ، يكون الفارس الشرير طار ، عشان نعرف نروح والا هنتحبس هنا .
أشرقت ..ربنا يستر .
وذهبتا بالفعل لشؤون الطلبة لإنهاء بعض البيانات المطلوبة .
الموظفة المسؤولة …تمام كده يا آنسة بشرى .
دلوقتي حضرتك محتاجة تطلعي ، عند دكتور عماد جليل مكتبه في الدور الأول .
عشان يمضي على الملف بتاعك ،وبعدين تنزليه ليا تاني .
همست بشرى لأشرقت …من أولها بيرممطوا فينا كده .
يلا يا بنتي نشوف عم الدكتور عماد ده كمان .
أشرقت …يلا بينا يا حبيبتي ، استعنا على الشقا بالله .
ثم توجهتا للدور الأول الذي كان ينتظرهما به عماد بالفعل ، ومتشوقا لرؤية الفزع في عيني أشرقت عندما تراه .
……………..
تملل لؤى في فراشه ، ثم فتح عينيه ببطء ، وكانت رؤيته مشوشة في البداية ثم اتضطحت ورأى أمامه والده .
فنظر له بإنكسار وحاول أن ينطق ..باااا با ولكنه لم يستطع .
فبكى بانهيار ، فأغروقت عيني مؤمن بالدموع على ما وصل إليه حال ابنه الوحيد ، فأسرع إليه وضمه بحب وربت على ظهره بحنو شديد قائلا …حبيبي يا لؤي ، ليه بس عامل في نفسك كده وعشان مين ؟
ده أنت كنت مفروض تسجد لربنا حمد وشكر لله ، أن ربنا نجاك
من المجرمة دي .
مش تعمل كده وتتعصب لغاية ما كان هيحصلك حاجة .
كان إيه هيفيدك ساعتها .
ولو نفسك يا ابني هينة عليك للدرجاتي !
فانا محتجلك وبنتك كمان محتاجاك .
فزاد لؤي فى بكائه ، ثم ابتعد عن أبيه يشير إلى لسانه .
مؤمن ….معلش يا حبيبي ، لعله ابتلاء مؤقت عشان ربنا يغفر لك ذنوبك ويعلمك الصبر وعشان يقربك منه وتدعيه أنه يشفيك .
وأنا حاسس أنه قريب أوي هيرجع ليك صوتك ، وهترجع احسن مما كنت .
بس لازم تاخد الأدوية اللي كتبها الدكتور دي بانتظام .
ومتفكرش في أي شىء ، ثم أخذ مؤمن كتاب الله الذي كان بجانب لؤي على المنضدة .
ثم ناوله لؤي قائلا ….امسك يا لؤي .
واعرف يا ابني أن مفيش أحسن من كتاب الله دلوقتي ليك .
هتلاقي فيه الشفا والونس الحقيقي ، والحب اللي أنت بتدور عليه ، حب الله عز وجل وجل ، عشان لو ربنا حبك بجد هيسخر ليك قلب شبهه، قلبك بتاع دلوقتي مش بتاع زمان .
بس أنت متستعجلش وأصبر وأنا واثق أن ربنا هيعوضك .
بس اختار صح .
فحرك لؤي رأسه وضم كتاب الله لصدره .
وكأنه يلتمس به الدواء لداء كسر قلبه .
ثم تركه مؤمن لبعض الوقت مضطرا بعد اتصال جاءه يذكره
بأن العميل الذي ينتظره قد وصل، ولكنه قبل أن يغادر نبه على
أم ابراهيم ومنصور ألا يتركاه حتى يعود إليه مرة أخرى .
أم ابراهيم …حاضر يا مؤمن بيه ، روح أنت ومتقلقش عليه .
مؤمن …أنا مش هغيب ، هوقع عقد الصفقة الجديدة وهاجي
على طول بإذن الله.
أم ابراهيم ….ربنا يوفقك يا بيه ويزيدك من نعيم الله .
فغادر مؤمن بعد أن ألقى على لؤي نظرته الأخيرة التي رأى بها كم أنه نادم على ما فعل .
فدعى لها مؤمن ….ربنا يعوضك باللي تصون قلبك الطيب يا ابني .
…………
عاد مصطفى إلى سعود .
فحدثه سعود …كيفك الأخبار مصطفى بشرني؟
رسم مصطفى على ملامحه الحزن المصطنع قائلا ….والله كان بودي أبشرك لكن اللي اسمه بلال ده عنيد أوي ورفض الطلاق
حتى لو اديته أضعاف المبلغ .
فثار سعود وانفعل بقوله ….كيف هدا ؟
يجرؤ هدا الصعلوق على مخالفة ما أريد .
مصطفى …غبى يا باشا معلش .
سعود ….هو يحتاج درس أعلمه فيه كيف يخالف أمري .
ثم أمر بعض رجاله قائلا بحدة….أمامكم ربع ساعة من الآن .
تجيبوا فيه هدا الغبي أمامي .
ألقنه درس لا ينساه ، وسيطلقها بعد أن يدفع دمه .
الرجال …أمرك يا سعود بيه .
حالا هيكون عندك .
وبينما هم يتجهون نحو ما أمرهم .
جاءه اتصال من لمياء ، فأمرهم أن ينتظروا حتى يسمع منها .
سعود ….كيفك حبيبتي .
لمياء …زى الفل يا قمري أنت .
سعود ….أموت أنا في الدلع .
لمياء ….هتاخد منه على طول من دلوقتي .
عشان خلاص أنا بقيت حرة وطلقني المدهول على عينه بلال .
فاتسعت عيني سعود فرحا قائلا …عن جد .
كيف هدا ؟
لمياء …آه وربنا وازاي جت كده .
لقيته طالع محموق أوي فعطيته كلمتين في جنابه راح رامي اليمين على طول .
سعود …..يسلملي لسانك .
وعلى الغد أعمل لك ورق ، مشان تسافري معي قريبا .
لمياء….على طول كده ، لا لازم الأول نقعد مع بعض ونكلم وتسمع شروطى عشان أنا قلقانة شوية وخايفة أكون اتسرعت أني قبلت اتجوزك .
سعود ….كيف ما بدك ، أشرطي يا حلوة .
أنتِ آمريني وأنا أنفذ .
ثم حدث نفسه …..حتى انتهى من غرضي وبعدها سترين مني وجها آخر .
فضحكت لمياء ضحكة عابثة .
سعود ….هلا بالضحكة دي ، أبت نجوز حالا .
لمياء بضحك …..لا هقفل بوقي خلاص يا شقي .
أصبر شوية كمان .
سعود ….يا صبر أيوب .
……………
طرقت بشرى ومعها أشرقت مكتب دكتور عماد ، فأمرها بالدخول
ثم ولاهم ظهره وانشغل بقراءة أحد الكتب وهو يكتم ضحكاته وينتظر بفارغ الصبر ردة فعل أشرقت عندما تراه .
بشرى …السلام عليكم .
حضرتك دكتور عماد ؟
أناااااا بشرى وكنت عايزة يعني
ليتلفت عماد وهنا كانت المفاجأة …..؟
…..
ما حدث يا ترى ؟
وكيف سيكون حال لمياء بعد زواجها من سعود ؟
وللحكاية بقية
اتمنى تكون الحلقة عجبتكم ❤️.
نختم بدعاء جميل ❤️
“اللهمّ يا صبور صبّرني على ما بليتني و امتحنتني يا أرحم الرّاحمين، اللهمّ إني أعوذ بك من زوال نعمتك وفجاءة نقمتك، وتحوّل عافيتك وجميع سخطك ربنا أفرغ علينا صبرًا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيرة بلال الجزء الثاني)