روايات

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل الثاني عشر 12 بقلم شيماء سعيد

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل الثاني عشر 12 بقلم شيماء سعيد

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الجزء الثاني عشر

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني البارت الثاني عشر

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الثانية عشر

🌺بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: ” كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ: ( يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ) رواه الترمذي

حدث لؤي لمياء وكل شوقه لها بعد أن امتلكت قلبه بالكامل وطغى حبه لها عن صوت عقله الذي يرفض تلك العلاقة .

لؤي ….لميا وحشتيني .
عاملة إيه ؟

اضطربت لمياء وحدثت نفسها بقولها ….ده لسه الحب على الوعد ، أعمل إيه دلوقتي ؟
والله صعبان عليا بس المصلحة تحكم ولازم أنهى معاه عشان سعودي حبيبي ميشمش خبر .

فقالت ببعض الجمود …أهلا لؤي .
أنا كنت لسه هكلمك .

لؤي …عشان وحشتك صح !

لمياء…لا ،أنا كنت عايزة أقول أني فكرت كتير فى موضعنا وحسيت أنه صعب فعلا زي ما بتقول وهيكون فيه حساسية وخصوصا

مع بنتك وكده مش هتقبلني لأنها كرهاني من الأساس لأني خدت حبيبها وبعدين أخدت أبوها منها .

وأكيد هيحصل مشاكل كتير بينا بسبب كده ،وأنا صراحة مش عايزة أطلع من مشكلة لمشكلة .

أنا عايزة أبعد خالص أصلا عن هنا مبقتش طايقة الحياة في مصر عموما .

عشان كده قررت بعد ما أطلق أتجوز واحد سعودي وأسافر معاه وأبعد وأنسى كل اللي شوفته هنا .

وكأن دلوا من الماء البارد سُكب على لؤي فارتجف جسده
من الصدمة في لمياء واحتقنت الدماء في عروقه.

فانفجر قائلا ….لااااا مش معقول !!
أنتِ كمان طلعتي خاينة ، كلكم خاينين ، كلكم خاينين ، بعتي جوزك عشان الفلوس ودلوقتي بعتيني أنا لواحد تاني عشان أكيد معاه فلوس أكتر .

أنتِ جنسك إيه بالظبط ، وأنا كنت هحارب ابويا وبنتي والعالم كله عشانك .
عشان واحدة قذرة زيك معندهاش قلب .

انفعلت لمياء وأخرجت مكنونها الحقيقى بردها …لا احترم نفسك ، ومتحسسنيش أنك ملاك يعني .
ما أنت عارف أني متجوزة وكله برضاك يعني مغصبتكش .

وصراحة أنت مبقتش تعجبني خلاص .
فسلام يا حب وياريت تنسى رقمي خالص .
ثم أغلقت الخط في وجهه .

ليثور بعدها لؤي كالوحش الهائج وأخذ يحطم كل ما يجده أمامه في الغرفة ويصرخ بأعلى صوته كلهم خاينين ،كلهم خاينين .

حتى سمع الخدم صوت التحطيم وففزعوا وذهبوا مسرعين إليه ، فوجدوه يضرب رأسه بالحائط وهو يصيح قائلا ( حرام عليكي تعملي فيا كده ،حراااام ) .

فصرخت أم ابراهيم …امسكه يا منصور ، قبل ما يموت نفسه .

الله أكبر عليك يا ابني حصلك إيه بس ؟
ده إحنا مصدقنا بقيت كويس .

لا حول ولا قوة إلا بالله .

لما اتصل بالباشا بسرعة يجي يشوفه ماله .
فاتصلت به .

أم ابراهيم …إلحقنا يا مؤمن بيه ، سي لؤي متعصب أوي وبيضرب رأسه في الحيط لغاية مجابت دم .
الحقه الله يخليك .

مؤمن بفزع…..ابني ليه كده ؟
أنا جي حالاااا ، يا ساتر أستر يارب .

حاول منصور الإمساك به ولكنه قاومه ولكن في النهاية استطاع منصور التحكم به ولكنه فوجىء به ينهار ويسقط بين يديه مغشيا عليه .

فصرخت أم ابراهيم …يا حبيبي يا ابني .
اتصل يا منصور بالدكتور بسرعة الله يخليك .
استرها معانا يا رب .
ده غلبان والله وطيب
بس حظه قليل من الدنيا .
……………

قادت أشرقت السيارة بثقة عالية ولكنها سرعان ما انهارت ثقتها
في الطريق المزدحم المليء بالسيارات والمارة .

أشرقت ….يا حوستى ،إيه العربيات دي كلها ؟

هما الناس كلها طالعة النهاردة على حظي ، آه يانى يمه .
وانا هعمل ايه وسطهم ده انا غلبانة والله .

ياريتني كنت وافقت على السواق ،لازم اتشملل وأقول أنا بعرف أسوق .

أعمل إيه دلوقتي ؟
أعيط !
ثم تابعت بقولها “

أقولك أحسن حاجة عشان مخفش من العربيات اللي ورايا وجمبي ودي ، انزل المرايا العربية لتحت ، عشان مشوفش حد خالص وأمشي مش خايفة .

وبالفعل أنزلت المرآة وقالت …بسم الله توكلت على الله .
وربنا يستر ، أنا همشي في حالي وحدة وحدة ومليش دعوة بحد .

انطلقت أشرقت على سرعة بطيئة جدا وتسارعت دقات قلبها مع كل خطوة بها ولكن سرعان ما كانت تبكي وهي تستمع لتعليقات قائدى السيارات التي تتخطاها .

-انتِ ماشية في بيتكم ما تسرعي شوية يا ضفدعة.
– المراية نايمة عندك يا سطا .

– إيه الحمارة اللي سايقة دي ، يخربيت اللي علمك السواقة
يا شيخة .

فانفعلت أشرقت ولم تستطع التماسك أكثر من ذلك ووقفت بالسيارة فجأة لتبكي .

فاصطدمت بها سيارة من خلفها نتيجة لوقوفها فجأة .

فصرخت أشرقت ، ثم نظرت للخلف فوجدت قائد السيارة يترجل منها سريعا وهو في قمة الغضب لينظر ما حدث لسيارته ، فاكتشف أن الإضاءة الأمامية قد تهشمت فاستشاط غضبا واقترب منها .

فتجمدت أشرقت في مكانها والتصقت بظهر المقعد ، حتى وجدته أمامها بوجهه الذى قد تلون من الحمرة من شدة الغضب قائلا ….أنتِ أكيد مجنونة مش طبيعية أبداً .

حد يقف في الطريق فجأة كده بدون إنذار ولا إشارة !
أنتِ اكيد مش فى وعيك يا هانم .
انا مش عارف ايه البلاوى اللى بتتحدف عليا النهاردة دى .

غضبت أشرقت لنعتها بالمجنونة فحدثته بانفعال …ما تحترم نفسك يا افندينا .
إيه مجنونة دي !
ليه شايفني بشد في شعري ولا بقطع في هدومي ولا بكلم كلام مش مفهوم .

فانفعل أكثر الرجل وصرخ فى وجهها ….أنتِ ليكي عين تكلمي كمان .
وآه مجنونة أمال تفسري بإيه اللي عملتيه ده !
أنا اتصبحت بوش مين النهاردة ؟
منك لله يا شيخة .

العربية اتقشرت ولمبتها اتكسرت ، ده غير تعطيلي عن الشغل .

شعرت أشرقت بالندم فحاولت تخفيف حدة الانفعال بقولها …معلش ده نصيب وأنا مستعدة أدفع لك تمن الخساير دي ، بس تكلم بذوق وأدب .

الرجل ( الدكتور عماد ) ….والله مش ناقص غير وحدة زيك تعلمني الأدب والاحترام .
انتِ لسه حتة عيلة مبتعرفيش تسوقي أصلا ومش عارف مين الحمار اللي سمحلك تاخدي عربيته وتسوقي ولا ممكن تكوني واخداها من وراهم ، منا فاهم كويس الحركات دي .

انفعلت أشرقت من طريقة حديثه أكثر وخصوصا كلمة الحمار التي قذفها بها ، فوجدت نفسها تخرج عن شعورها وتفتح باب السيارة بقوة وهو بجانبها لتصيبه بمقتل .
فيتالم ألم شديد صارخا …اااااااااااه .

لتنزل أشرقت وتقف أمامه معلنة الحرب عليه قائلا بصوت حاد ….أنا هوريك مين الحمار اللي ورايا .

يا عديم التربية والإحساس ، ثم أمسكته من قميصه وجذبته بشدة .

فنظر لها عماد بتحدي وقال …لا هي حصلت لكده ، ده أنتِ طلعتي تربية حواري صح .

فأمسك بمعصمها بقوة فتألمت فتركت قميصه .

فابتسم بإنتصار قائلا …عشان متلعبيش تاني مع الكبار يا حلوة .

فتلون وجه أشرقت من الغيظ وباغتته بركلة من قدمها أسفل بطنه ، فتأوه ألما وترك يدها .

فسارعت إلى سيارتها تختبىء بها ثم انطلقت مشيرة له بيديها وهي تردد …معلش بقا ياسطا ، أنا مش فاضية وقت تاني نكمل الشوط .

فكور يده عماد بغضب مرددا…والله لو شوفتك تاني ما هسيبك .

ثم اتجه إلى سيارته ولكنه وجد طفلا في سن العاشرة ينظر إليه ويضحك قائلا …صراحة ظبتك البنت يا عمو .

فنظر عماد للسماء وردد….هو أكيد ده ذنب العرايس اللي بتجبها أمي ، سامحني يارب .

ثم انطلق بسيارته نحو الميكانيكي ، ووصاه أن ينجز سريعا ما أصابها حتى يلحق بعمله الذي تأخر عليه كثيرا .

أما اشرقت فتوجهت إلى صديقتها بشرى ، وقامت بالاتصال عليها ، فأتت إليها على الفور .

بشرى …إيه يا بنتي اللي أخرك كده ؟

ده أنا نشفت في البلكونة ورقبتي اتلوحت من كتر ما ببص على حضرتك ..

أشرقت محاولة أخذ أنفاسها المتصارعة …يختي اركبي وبطلي لوكلوك لوكلوك ، أنا مش قادرة آخد نفسي ولا أتكلم .

فولجت بشرى للسيارة ونظرت إلى أشرقت بتفحص واندهاش مرددة…إيه ده أنتِ صدرك طالع نازل ، زي ما يكون جيتي جري مش راكبة العربية .

أشرقت محاولة أخذ أنفاسها ….ما أنا كنت بجري بالعربية برده ، وصراحة يعني خبطت كام عربية في السكة ،بس الحمد لله ربنا سترها ومحدش مات .

فشهقت بشرى مرددة بسخرية ….لا والله ماشاء الله عليكي ، برافو .

وعايزاني أركب معاكي .
لا ياما روحى يا بنتي بيتك .

أنا هركب الأتوبيس ،ماله الأتوبيس زي الفل .

والله الغني عن عربيتك اللي ممكن تدخلنا آخرة بدل مندخل الكلية اللي شقينا عشانها سنين .

فضحكت أشرقت ….متخافيش يا بنتي على عمرك .

اركبي بس وأنا هرجع أمشي بطيء وآخد بالي متقلقيش .
المهم أني خلاص هربت من الظالم المفتري اللي عامل نفسه فتوة .

جلست بشرى بجانبها ولكن بقلب خائف مرددة ….ربنا يستر ولما أتشهد الأول .

أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وبعدين احكيلي مين الفتوة ده؟

ثم بدأت تقص عليها أشرقت ما حدث مع ذلك الرجل الذي اصطدم بها وتطاوله عليها وهروبها منه .

فاتسعت حدقتي عيني بشرى لتردد بانفعال …إيه المفتري ده ، لو كنت معاكي كنت شلفطت وشه .

فضحكت أشرقت بقولها …عارفة أن ورايا رجالة آه .
ثم قالت ..
يلا نتوكل على الله ونسير مع القافلة .

بشرى ….سيري يا أختاه ، ويارب مندمش أني ركبت معاكي .

ثم سارت أشرقت بالسيارة ، وحرصت هذه المرة أن تتجنب الصدمات ولكنها استمعت أيضا إلى بعض الكلمات في الطريق ، بسبب سيرها البطيء.

سرعي شوية يا سلحفة ، يا ست أنتِ ماشية على ازاز ولا إيه ، دوسي بنزين يا حيلتها .

ولكن هذه المرة لم تنفعل واكتفت بتبادل الضحكات مع بشرى وكأنها جاءت كعون لها على الطريق وشدت من أزرها .

وبالفعل وصلوا إلى الجامعة بسلام .
فنظرت أشرقت بعينيها إلى ذلك الجمع الهائل من السيارات فرددت …لا حول ولا قوة إلا بالله ،كل دي عربيات ، هما شكلهم متفقين ولا ايه ؟
هركن فين أنا دلوقتي ؟

بشرى …استني أبصلك على حتة هنا ولا هنا .

فأخذت تتجول بشرى بنظرها يمينا ويسارا حتى رأت مكانا خاليا من الخلف .

بشرى …بصي فى مكان ورا أهو وواحد بيركن عربيته كمان ، يعني عادى تركني جمبه ومش لازم قدام بدال مليان كده .

فنظرت أشرقت بطرف عينيها فقالت …ماشي زي بعضه نركن السيارة بتعتنا جمب سيارة سيته .
وأهو يونسوا بعض عقبال منخلص .

فضحكت بشرى مرددة …وماله مش عيب يا اختى .

ويلا ارجعي بضهرك كده يا شمولة وخلينا نركن ونخلص .

أشرقت ….اوكشن يا دوك .
استنى ده انا هبهرك .

وأدي رجعة للوراء ولكنها بدون قصد زادت سرعتها شيئا يسيرا لتصدم بتلك السيارة التي فرغ للتو قائدها منها واستعد للنزول بعد فتح الباب.

ولكن من الاصطدام وجد نفسه قد تدحرج مرة أخرى داخل السيارة، ليصرخ عماد….إيه حصل زلزال ده ولا إيه ؟
ولكنه ما أن اعتدل في جلسته ونظر للوراء ،فوجد أن أحدهم قد اصطدم به ، فوضع يده على رأسه قائلا …لا مش معقول.

دى تانى مصيبة النهاردة .
لا كده بجد كتير اوى .
ده حتة خبطتين فى الراس توجع .

وفجأة تقابلت عينه مع عينيها المرتجفة ، لينطق ….أنتِ تاني .
لتهمس أشرقت بخوف ….لا مش اأنااااا .

ثم أمسكت بيد بشرى مرددة بخوف وذعر ….. إلحقيني يا بشرى .
ده أنا خبطت تاني في اللي مايسمى اللي خبطته الصبح .

بشرى بتلعثم ….قصدك الفتوة !

يا لهوي ، كده نفتح الباب ونجري يا ريس .

أشرقت …نجري ، مش كنتي بتقولي لو كنت معاكي كنت شلفطت وشه .
راح فين كلامك ؟

بشرى …أنتِ بتصدقي ده كلام ، وكمان بيقولوا الجري نص الجدعنة .

فوريرة يا بنتي أحسن ، انا مش مستغنية عن عمري..

وبينما تحاول فتح الباب لتنزل بشرى ، وجدت من يصرخ في وجه أشرقت التي التصقت بظهرها في المقعد من شدة الخوف فأمسكت بيد بشرى سريعا قبل أن تتركها وتنزل من السيارة .

عماد بصوت جهوري عالي ….أنتِ تاني ،ونفس الخبطة ، لا كده كتير أوي .
أنتِ حد مسلطك عليا يا بنتى.
بس المرة دى ، والله ما أنا سيبك ، فاقرئي على روحك الفاتحة يا حيلتها .

جاهدت أشرقت في اخراج صوتها الذي اختفى من الفزع
حتى تدافع عن نفسها وتتقي بطشه .

فقالت …هو فيه إيه بالظبط ،ولا على رأي المثل خدوهم بالصوت ألا يغلبوكوا .

الموضوع كان غير مقصود يا هندسة .

ثم اصطنعت البكاء لترقق قلبه وتهدىء من روعه مرددة ….وأنت مفروض يعني رجل جنتلمان وأنا آنسة ، فاسلوبك يكون أهدى
من كده وتراعيني.

عماد وقد برزت عروقه من شدة الغضب …اراعيكي وآنسة .
وفيه آنسة محترمة تعمل كده برده ، ده أنتِ وحش كاسر ولازم أموتك وأخلص الناس من شرك .

أشرقت …تموت مين يا جدع هي البلد سايبة ولا إيه ؟
وأنا كمان مش أي حد حضرتك ، انا الدكتورة أشرقت لؤي مؤمن .

شرد عماد لحظة وهمس …أنا حاسس أني سمعت الإسم ده قبل كده .

أشرقت …آه اكيد سمعته ، منا دكتورة مشهورة حضرتك .
تحب أكشف على دماغك عشان حساها فوتت حبتين ..!

فانفعل عماد وهم أن يبطش بها ولكنها قامت بدفع بشرى من الباب الآخر وهي من ورائها قائلة بصوت مبحوح….اجري يا بشرى .

الفك المفترس هينشنا يا أختي .

فخرجت بشرى تجرى وأشرقت من وراءها نحو باب الكلية .

فتحولت عصبية عماد إلى نوبة ضحك هستيري وهو يراها تجري أمامه وتمسك طرف عباءنها حتى لا تتعثر بها .
ولمح بنطلون أسود ترتديه أسفل العبائة .

عماد ….لا جدعة يا اسمك إيه ؟ محصنة نفسك أوي .

واللى يشوف لبسك والتزامك الظاهري ،ميشوفش لسانك اللي عايز يتقص ده .

ثم ضرب رأسه بإحدى كفيه قائلا ….افتكرت مش دي البت اللي
قال عليها حسن ؟

فضحك عماد وردد …وبتقول دكتورة وهي لسه عيلة داخلة أولى ، تمهيدي يعني .

وأنا الدكتور بتعها ، يسلام على الحظ .

حظها منيل ، ده أنا هوريها النجوم في عز الضهر .
بس نبدء الدراسة
………………

وصل مؤمن سريعا إلى الفيلا بقلب ملهوف على فلذة كبده الوحيد ولا يعلم ما أصابه فجأة .

فذهب إلى غرفته يلهث من شدة التعب والخوف عليه ، فوجد الطبيب عنده .

فنظر له بقلق وتساءل …هو وضعه صعب كده أوي ، عشان تجيبوا دكتور كمان .

أم ابراهيم ببكاء……عين وصابته يا مؤمن بيه ، وإن شاء الله يقوم ويخف ويرجع أحسن مما كان .

مؤمن …أرجوك طمني يا دكتور .

الطبيب …شكلها أزمة نفسية جامدة اتعرض ليها ، لأن مفيش
أي عارض مرضي لحالته دي .

مؤمن …يعني إيه ؟
حصل إيه يا أم إبراهيم ؟
وهو هيفضل نايم كتير كده يا دكتور ؟

أم ابراهيم ….والله ما عارفة حاجة ، أنا فجأة سمعت خبط ورزع ،طلعت أشوف إيه بسرعة لقيته عمال يكسر كل حاجة ويقول كلهم خاينين .

فانتبه مؤمن للكلمة واغمض عينيه بألم ، حيث أدرك أن ابنه أدرك حقيقة تلك الحية لمياء .

فهمس ….لا حول ولا قوة إلا بالله .

صعب عليك أكيد بس الحمد لله أنك اكتشفتها بدري بدري .

ثم قال للطبيب…ودلوقتي إيه العمل عشان يرجع طبيعي يا دكتور وهيفوق امتى ؟

الطبيب …مكدبش عليك هو فاق ، بس للأسف لما فاق مقدرش يكلم واتصدم بعدم قدرته على الكلام .

فبكى وحاول يقوم ، فخوفت يأذى نفسه ، فعطيته مهدىء يرتاح وينام شوية .

لغاية ما نشوف حالته تستقر على إيه ؟
بس لازم لما يفوق تكونوا كلكم جمبه ،محدش يسيبه أبداً عشان ميأذيش نفسه لا قدر الله .

مؤمن محركا رأسه بغصة مريرة ….لله الأمر من قبل ومن بعد .
استرها يا ستير ،وعديها على خير .
ده انا مصدقت بعد أزمته الاولى يرجع طبيعى وكويس .
يقوم يرجع تانى .
استغفر الله العظيم يارب ، منك لله يا شيخة .
………………

عاد بلال من عمله وعلى عاتقه جبال من الهموم .
استقبلته أخته بسمة بابتسامة صفراء لتخفف عنه ما به .

فسألها….الهانم جوا ولا برده لسه غضبانة ؟

بسمة ….لا لسه مجتش.

متروحلها يا حبيبي وتقولها كلمتين حلوين كده ولو من ورا قلبك .

عشان تمشي الدنيا وتيجي وتصون بيتك اللي تعبت فيه وتخزي الشيطان .

ابتسم بلال بسخرية قائلا …أخزي الشيطان ، ده أنا حاسس إن لميا هي الشيطان بعينه .

لا خليها عند أمها تشبع بيها ، لغاية ما ربنا يهديها من عنده لو كاتب لها الهداية ،وترجع بنفسها لو عايزة .

ثم قام من على مقعده قائلا …أنا تعبان وداخل اريح شوية
يا حبيبتي ،ومتشغليش بالك غير بنفسك وبس .

ثم لمس وجنتيها بحنو قائلا ….أيوه أنتِ عروسة ولازم أشوف الفرحة في عينيكي ومتشغليش بالك في أي حاجة تانية ،فاهمة ؟

وسلمي امري لله واذكريني بس بدعوة يا حبيبة أخوكي .

ابتسمت بسمة بوهن شفقة على حال أخيها قائلة ….ربنا يهونها عليك ويصلحلك الحال يا قلب أختم ويرزقك راحة البال .

ابتسم بلال بغصة مريرة قائلا ….اللهم آمين .
وعندما التفت مستعدا للذهاب لغرفته وخطى بالفعل أول خطواته ، استوقفه رنين الباب .

فقالت بسمة ….أهي شكلها لميا ربنا هداها وحست بغلطها ورجعت لوحدها
فأطبق بلال شفتيه ولم ينطق واكتفى بايماءة رأسه .

وذهب نحو الباب ليفتح بخطوات متثاقلة .
وبالفعل فتح ليتفاجىء بـ …؟

يا ترى كان مين على الباب ؟

وإيه هيحصل تاني بين أشرقت وعماد ؟
وإيه المكتوب لبسمة ؟

وإيه رأيكم في لؤي ؟
وللحكاية بقية.

قال سبحانه وتعالى فى سورة التوبة “قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيرة بلال الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى