رواية وقعت في شباكه الفصل الثالث 3 بقلم سولييه نصار
رواية وقعت في شباكه الجزء الثالث
رواية وقعت في شباكه البارت الثالث
رواية وقعت في شباكه الحلقة الثالثة
(زواج)
-ماذا؟!!
قالتها بذهول وهي تنظر إلي وجهه الوسيم ليقول هو سريعا:
-انا لا اريدك ان تغادرِ جلنار …وانا اعتذر عما بدر مني …والدتي تحبك كثيرا وانا لا اريدها أن تتألم …ارجوكِ سامحيني !
فغرت فاها وهي تتطلع إليه بذهول ..وكلماته الرقيقة لأول مرة تلمس أعماق روحها…شعرت ان قلبها سوف يخرج من مكانه وهي تسمعه لأول مرة يتكلم بلطف …تصاعدت الدموع لعينيها …وكادت ان تبكي ..أخيرا ….أخيرا توقف عن كرهها …لقد شعرت أنها تحيا مش جديد وتتنفس …نظر إمير الي انفعالاتها وابتسامة ترتاح علي شفتيه وقال:
-اذا هل سامحتيني ؟!
طرفت الدموع من عينيها وقالت وهي تهز رأسها بقوة :
-اجل أجل…
اقترب هو منها ثم مد كفيه ومسح دموعها برفق ….تعالت دقات قلبها وتسارعت أنفاسها وهي تشعر ولاول مرة لمسته الحانية علي جلدها ليصدمها اكثر وهو يمسك كفها ويقول:
-اعتذر حقا عن كل الذي فعلته وقلته …أنتِ ليس لك ذنب فيما حدث …والدتي محقة ليس لدي حق ان أحاسبك علي أخطاء الاخرين جلنار …
أغمضت عينيها …أنها المرة الأولى التي ينطق بها اسمها وحقيقة أنها لم تعرف أن اسمها رائع لتلك الدرجة …وكأن نطقه لأسمها جعله تعشقه أكثر …أليس الحب غريب ؟!!!يسعدنا ويشقينا دوما… فتحت عينيها وقالت:
-شكرا لك …
-اذن لن تذهبِ من هنا صحيح؟!! سوف تستمري بالعيش هنا …
لمعت عينيها ليقول بصراحة:
-انا لا اريدك أن تذهبِ ارجوك لا تذهبِ …
رباه أنها تغرق به أكثر …سعادتها فاقت الحدود لتهز رأسها وتخرج الكلمات من شفتيها دون وعي كالمغيبة تماما :
-لا لن اذهب سأبقي معك …
توقفت قليلا وأدركت ما قالته لتصحح ما تفوهت به بسرعة وارتباك:
-لا لا اقصد معكم …خالة مريم وجميلة وانت …
ابتسم وقال؛
-انا الان مرتاح …شكرا لك …
ربت علي وجنتيها وقال:
-والان ارتاحِ يا صغيرتي وانا سوف اذهب …
هزت رأسها بتوتر بينما يرتاح كفه علي وجهها …
ذهب هو من أمامها أخذا قلبها وانفاسها معه …لهثت وهي تجلس علي فراشها وقالت بذهول :
-انا احبه …حقا احبه ..
ثم اعتلت علي الفراش وأخذت تقفز بقوة وهي تضحك وتقول:
-رباه كم احبه …
ثم سقطت علي الفراش وهي تغمض عينيها وجسدها يرتعش وهي تتذكر ..صوته وعينيه التي تركزت عليه بشكل جعلها تحمر خجله …تفاصيل وجهه عندما يضحك …كل ذلك انحفر في روحها للابد تنهدت وهي تشعر انها اسعد انسانة علي الأرض…لن تذهب من هنا ستبقي لأجله…تعلم ان هذا جنوني ولكن ستبقي هنا لن تستطيع الابتعاد عنه ولا يهم الباقي …
نهضت وامسكت هاتفها بتوتر وهي تقرر ان تكلم خالتها وتخبرها بالأمر ثم ستبشر جميلة والخالة مريم ….
……
كانت مريم في غرفتها جالسة علي فراشها ممسكة صورة عاصم….متأملة ملامح الرجل الذي عشقته حد الموت وهو قابل عشقها بالخيانة …قبل عشر سنوات استطاع تحطيمها عندما اخبرها عن زواجه من اخري …تتذكر كيف انهارت وقتها …تمنت لحظتها ان يكون كابوس بشع وستفيق لان الحقيقة كانت اقوي مما تتحمل …والغفران كان صعب المنال ..
لهذا اختارت البعد رغم انه يقتلها لانها كأمرأة لديها كبرياء لن تغفر ابدا بسهولة ….
تصاعدت الدموع لعينيها وانسابت بغزارة وهي تتذكر كم أحبته وكيف خسرته او بالمعني الادق انه خسرها لان من البداية اتفقا ان يكونا غير الباقي …اتفقا علي الثقة والراحة دوما ولكن هو من خان عهودهما …تنهدت وهي تتذكر كلماته الأخيرة وتوسلاته لكي تغفر له …لقد أمنها علي جلنار …كان هذا اخر طلب منه وقد حملها الأمانة ولكنها للاسف لم تكن قوية كفاية كي تتحمل تلك المسؤولية …فتلك الفتاة البريئة عانت كثيرا بسبب تسلط امير حتي فاض بها وقررت الذهاب وهي لن تلومها ولكنها حقا احبتها كثيرا واعتبرتها احدي بناتها …بالأساس احيانا تنسي أنها ابنة تلك المرأة التي تزوجها عاصم وتتذكر فقط أن جلنار هي ابنتها التي اهتمت بها لمدة عشر سنوات مثل جميلة….
دقات الباب اخرجتها عنوة من تفكيرها لتمسح دموعها برفق ثم تقول بصوت رخيم :
-تفضل…
ولجت جلنار إليها بوجه مشرق وقلب يكاد ينفجر من فرط السعادة وقالت:
-خالة مريم أنا قد قررت !
-ماذا؟!
تسائلت مريم وهي عاقدة حاجبيها بتساؤل لتبتسم.جلنار تلك الابتسامة الساحرة وتقول:
-انا لن اذهب من هنا …لن اعيش مع خالتي سوف ابقي معك أنتِ وجميلة …انتم عائلتي …
ابتسمت مريم بسعادة ثم فتحت ذراعيها لتندفع إليها جلنار وهي تضمها بقوة ….ربتت جلنار علي شعرها الأسود وهي تتمتم:
-الحمدلله …الحمدلله يا ابنتي …لا تعلمين كم كنت مقهورة وانا اراكِ تبتعدين عني دون أن امتلك الحق أن امنعك حتي …
أمسكت جلنار كفها وهي تبتسم وقالت:
-انا لن ابتعد عنك ابدا …لا تقلقي يا خالة …
ضمتها مريم مرة أخري لتبتسم جلنار بسعادة وتتنهد وعقلها يعيد كلمات أمير الرقيقة …
………
بعد يومين …
كانا يجلسا علي طاولة الطعام ولأول مرة يتضاحكان سويا …امير وجلنار وجميلة …بينما علي ثغر مريم كانت ابتسامة راضية لأن اخيرا ابنها العنيد تقبل جلنار كأخت لهما …لا تصدق. ..فالذي يري الكراهية التي كانت بعيني امير منذ يومين لا يصدق ابدا أنه نفس الشاب الذي يضحك مع جلنار ويمزح معها …اخيرا رأت السعادة الحقيقية علي وجه جلنار …الفتاة تلمع حرفيا من السعادة …ابتسمت مريم بسعادة بينما جميلة تقول بمرح:
-لقد اجتازت اختبار الجامعة بإمتياز اخي يجب أن تأخذني للتسوق …
ابتسم امير وقال:
-امرك حبيبتي …غدا بعد أن انهي عملي في العيادة سأخذك أنتِ وجلنار …
اطرقت جلنار وهي تبتسم بخجل …بينما قامت جميلة وقامت بضم أخاها وقالت:
-انت حقا اجمل اخ في العالم …
…….
في اليوم التالي ….
تقف أمام المرأة بسعادة وهي تنظر إلي فستانها الكريمي الطويل والمحتشم …وجهها الخالي من المساحيق الا من احمر شفاه وردي …شعرها المنسدل علي ظهرها …كم بدت جميلة وشهية في تلك الإطلالة…لتكن صريحة لقد تجملت لأجله …أرادت أن يراها جميلة. …لعله يحبها …
أخرجها من شرودها دقات علي الباب …
-تفضلي جميلة ..
قالتها وهي تضع الأقراط في أذنها ولكن صوته جمدها بينما يقول:
-انا لست جميلة …
استدارت واحمر وجهها بينما هو يلج للغرفة …مشطتها نظراته بإعجاب وقال:
-تبدين حقا جميلة للغاية جلنار …لقد كبرت ويجب أن نبحث علي فارسك الذي سيخطفك علي حصانه الابيض
ابتسمت بحزن …الا يعرف أنه هو فارسها الوسيم …الا يعرف انها لا تريد غيره هو وكأن الله لم يخلق رجلا غيره …هو الوحيد الذي استطاع سلب قلبها بسهولة وجعلها تغرق في حبه …
-هااي اين ذهبتِ؟!!
ناداها امير لتحمر خجلا وتقول :
-انا معك امير ..
هز كتفه وقال :
-اشك بهذا حقيقة …المهم اتيت لاخبرك شئ واريدك أن تبلغيه لجميلة ارجوكِ أنا لا أريد أن اتصادم معها
-خير إن شاء الله ..
نظر إليها بإحراج وقال:
-انا لن استطيع الذهاب الي التسوق اليوم .
بهتت وهي تشعر بخيبة الامل وقالت بصوت حاولت أن تخرجه طبيعيا ولكن خانتها نبرة صوتها فخرجت حزينة خائبة :
-لماذا ؟!
تنهد وقال :
-سها صديقتي من الجامعة ..تعرفيها أليس كذلك؟!!
تجمد وجه جلنار …بالطبع تتذكر تلك الفتاة ..دوما تلتصق بأمير …
-ما بها؟!
اجاب :
-لديها مشكلة ما وقد طلبتني لأساعدها
عضت شفتيها بغيظ وقالت بعصبية دون أن تدري:
-حقا ستخلف بوعدك معي من أجل ست الحسن والجمال!!!
-هل تغارين ؟!!
سألها بخبث لينقبض قلبها وتقول:
-اغار…لا لا…أنا فقط ….
اقترب امير منها وعينيه تلمع بشدة …امسك كفها لترتعش هي وصب نظراته في نظراتها وقال:
-نظراتك توحي بهذا انك تغارين؟!!
احمر وشها وشعرت أنها بورطة كبيرة ولكنها هزت راسها وبدأت تنكر بإصرار :
-كلا …كلا أنا لا اغار أنا ..
ضحك وابتعد وهو يقول :
-اهدي يا صغيرة ..أنا فقط امزح معك …بالنهاية أنا شقيقك لا يمكنك أن تفكري بي بتلك الطريقة …
خيبة أمل ضربت قلبها بقوة وهي تزدرد ريقها بصعوبة …كلمته تلك احبطتها كثيرا هل حقا يراها مجرد شقيقة …الا يمكن أن تتحرك مشاعره لها؟! …
نهرت نفسها بقوة وهي تستغرب تفكيرها …ما بها ؟!!الا يكفيها أنه بات يعاملها بطريقة جيدة …لما الطمع إذن ؟!!ولكنها عاشقة له …عاشقة بيأس لا تعرف متي أصبحت تعشقه بكل تلك القوة ولكن جل ما تعرفه أنها تعشقه حد الوجع …حد الموت ! قلبها ينكسر لانه لا يشعر بها …براكين الغيرة تنفجر بقلبها كلما رأته يتحدث مع اخري …أو أن تحاول أي فتاة تقترب منه وتلتصق به …ظنت أن البعد عنه قاسي ولكن القرب أصبح جحيما …نار تشتعل بها وهي تحبه بكل جوارحها بينما هو لا يشعر بها حتي …تنهدت بألم وهي تنظر إليه وقالت بحزن:
-نعم نحن اخوة امير …انت اخي الذي احترمه كثيرا وشكرا لانك تعتبرني شقيقتك …
اختنقت حروف كلماتها وهي تطرق برأسها أرضا ليبتسم وهو يرفع رأسها ويقول:
-ارجوكِ لا تغضبِ مني …سأخذك أنتِ وجميلة للتسوق هذا وعد …ولكن سها صديقتي تحتاجني الان تفهميني ارجوكِ …
هزت رأسها وهي تكتم غيرتها في قلبها وتقول:
-لا بأس لست حزينة ولا تقلق سوف اكلم جميلة اذهب أنت ..
ابتسم وقال:
-انتِ رائعة حقا
ثم قبلها قبلة أخوية علي خدها. ذهب تاركا إياها متجمدة كتمثال حجري بسبب فعلته ..وضعت كفها علي قلبها وهي تستوعب الأمر …هل ..هل قبلها حقا ؟!!ابتسمت بحب وهي تضع كفها علي وجنتها وتنهدت بحب وقد نسيت تماما غضبها منه وسببه بالأساس …
-جلنار … جلنار….
صدح صوت جميلة وهي تدخل لغرفتها…حاولت جلنار أن تهدأ ضربات قلبها ونظرت الي جميلة ورسمت ابتسامة حلوة علي شفتيها …وهي تنظر لجميلة ….
صفرت جميلة وقالت:
-تبدين رائعة الجمال حبيبتي …
ابتسمت جلنار وقالت:
-عينيك الجميلتين …
صمتت قليلا واكملت :
-لكن للاسف لن نذهب للتسوق اليوم
-ماذا!!!
صرخت جميلة بصدمة لتهز هي كتفيها وترد:
-شقيقك العزيز اتي واعتذر مني لأن صديقته العزيزة سها تمر ببعض المشاكل ..
أغمضت جميلة عينيها بغضب وقالت:
-اه تلك المزعجة كم اكرهها .
ضحكت جلنار وقالت:
-لا بأس …لا تغضبي حبيبتي هو وعدني أنه سيأخذنا للتسوق …
هزت جميلة رأسها وقالت وهي تسحب كف جلنار ..
-لا مستحيل سنذهب سويا وليذهب هو وتلك الساحرة الي الجحيم
-جميلة عيب
انبتها جلنار بينما تسحبها جميلة خلفها ….
…..
في مركز التسوق ….
مر ساعتين وقد اشتريا كل احتياجتهم وقررا الجلوس بالمقهي التابع للمركز قليلا …
كانا يتضاحكان سويا لتتجمد ابتسامة جلنار فجأة …كادت جميلة أن تسألها عن السبب ولكنها وجدت السبب أمامها ففي المقهي كان يجلس امير مع تلك المدعوة سها …شعرت جلنار بالنار تكوي قلبها وحاربت دموعها بقوة كي لا تظهر علي السطح …بينما اغتاظت جميلة وقالت لجلنار:
-هيا لنذهب جلنار …لا اريد أن اتكلم معه .
وفعلا سحبتها لتذهب …
………
في المساء ….
كانت مستلقية علي فراشها تضم اللحاف الي جسدها المرتعش بينما تبكي بقوة …شعور الغيرة لا يرحم….يتسلل لقلبك بخبث ويمزقه بقسوة …كانت عينيها تذرفان الدموع بينما تتذكر منظرهما معا…كان جالس بجوارها … يضحك معها وينظر إليها بحب …اخذت تضرب بكفها علي الوسادة وهي تكتم شهقاتها بشق الانفس…فجأة تجمدت وهي تشعر بأحدهما يدخل لغرفتها ..
-جلنار …
صوته اوقف دقات قلبها وعبر روحها ..حاولت ان تمسح دموعها ولكن فشلت تماما فأخذت دموعها تنسكب اكثر فأكثر وتحررت شهقاتها عاصية اوامرها …ما هي الا ثواني الا واقترب منها ممسكا اياها ولكن هي انتفضت بعنف ونهضت وهي تقول بقلب منزل وشهقات متقطعة:
-اذهب …اذهب من هنا …
نظر أمير إليها بصدمة …كانت تبكي بعنف …عينيها حمراء للغاية ووجهها ملطخ بالدموع …
– ماذا جري ؟!!
-لا شئ …اذهب ارجوك …
قالتها بإنهيار …اقترب منها امير وامسك ذراعها وقال:
-ما الذي جري؟!هل ازعجك أحدهم ؟!هل انا ازعجتك مني ؟!
ابتعدت وهي تبكي وتقول:
-لا وارجوك اذهب …اتوسل اليك …
-لن اذهب …لن اذهب حتي تخبريني ما حدث !
وهنا انهارت كل قوتها تساقطت حصونها وهُزمت وكان الرابح الحبيب فصرخت به وهي تقول:
-كنت معها اليوم ..مع سها لقد رأيتك معها …رأيتك كيف تنظر إليها وكيف تضحك ..
-اذن ما المشكلة في هذا ؟!!ولماذا هذا يزعجك؟!.
قالها بخبث …
فغرت فاها بصدمة واشتعل الرماد بعينيها…مئات الكلمات تندفع الي فمها ولكنها توقفها بصرامة …خائفة هي ومرعوبة ان تكشف نفسها…خائفة ان يتحطم قلبها ….لم تفعل شئ الا انها انفجرت بالبكاء …اقترب امير منها ثم امسك ذقنها ورفع رأسها بينما صب نظراته في نظراتها وقال بصوت هادئ :
-هل تغارين ؟!!.
انسابت الدموع من عينيها وهي تشعر بالعجز بينما ابتسم هو مبهورا وقال:
-نعم تغارين …تغارين جدا اتعرفين لماذا؟! لأنك تحبيني
بهت وجهها وحاولت بشدة الانكار الا انه حاوط وجنتيها بكفيه وقال بقوة:
-وانا ايضا احبك ..
ثم رأته يقترب من وجهها مغمضا عينيها وما هي الا ثواني الا وكانت شفتيها سجينة شفتيه ..انتفض جسدها وهي تستوعب قبلته المفاجأة تلك …شعرت بالدوار وهي تتمسك به …اغمضت عينيها وهي تندمج معه في قبلة ظنتها مستحيلة …
-امير ماذا تفعل ؟!!
صراخ مريم اخرجها من الرحلة الوردية التي كانت بها لتتسع عينيها وهي تري بعيني الخالة مريم غضب لم تراه من قبل !!!
……….
مر يومين علي تلك الحادثة…وأمير طلب من والدته ان يتزوج جلنار ولكن طلبه قوبل بالرفض تماما!!
….
-لا لن تتزوجها امير …
صرخت والدته في وجهه…هناك شئ خاطئ …لا يمكن أن يكون احب الفتاة …امير يخطط لشئ …هو ابنها وتعرفه ..
-امي أنا احبها …افهميني أتوسل اليك
قالها متوسلا …ثم أكمل وهو يمسك كفها:
-اخبريني لماذا ترفضِ هذا الزواج …الا تحبين جلنار؟! …انتِ أخبرتني أنها كأبنتك …
-وما زالت يا أمير ولكني لا اثق بك ..
بهت امير وابتلع غصة مريرة وقال بنبرة كمن شعر بالاهانة:
-لا تثقين بي!!!لتلك الدرجة تريني وحش امي ..
-امير أنا .
اقتربت منه وحاولت لمسه إلا أنه ابتعد عنها وغادر وخطوات قدميه تحكي عن غضبه !!
تنهدت مريم بيأس لتتجمد وهي تجد جلنار تقف أمامها وعينيها مليئة بالدموع …اقتربت منها وقالت:
-هل ترفضين لأنني ابنة صفاء …ابنة المرأة التي سرقت زوجك ؟!
هزت مريم رأسها بهلع لتبكي جلنار وتقول:
-اذن لماذا ترفضين هذا الزواج …ارجوكِ لا تكسري قلبي …أتوسل اليك …لاني حينها لن استطيع أن أعيش هنا وانا اري من أعشقه ليس ملكي وسأعيش مع خالتي كريمة …
ثم ذهبت دون أن تسمع رد مريم حتي …
جلست مريم علي الأريكة وهي تشعر بالدوار …رباه ما تلك الورطة …لقد فهمتها جلنار بشكل خاطئ وهي كل ما تريده بالأساس حمايتها من ابنها …قلبها يخبرها أن أمير لا ينوي خيرا …
أغمضت عينيها وقالت:
-ساعدني يا الله …
…..
مر اسبوع والضغط يزيد علي مريم …جلنار في غرفتها طوال الوقت بينما امير يحاول معها احيانا ويغضب منها احيانا إلي أن استسلمت تماما ووافقت علي الزواج !!!
…….
بعد اسبوعين ….
تم زواج امير وجلنار
-تفضلي يا عروس
قالها امير وهو مبتسم
ولجت جلنار بتوتر …اغلق امير الباب لترتجف هي بخوف وإثارة ..لقد أصبح زوجها …ملكها لوحدها …لقد استجاب الله لدعواتها …كانت تطير من السعادة كلما تتذكر كيف حارب ليجتمعا سويا …كيف اقنع خالة مريم أنه يعشقها …وكيف كان متلهف ليجتمعا سويا …الايام السابقة شعرت أنها داخل فقاعة وردية …حلم جميل لا تريده أن ينتهي بينما حب حياتها بجانبها …من كان يقول إن بعد كل تلك الكراهية سينتصر حبها …وسيبقي من تحبه لها…ودون عن الجميع اختارها امير لتكون رفيقة حياته …كان قلبها يدوي داخل صدرها بعنف ..وقد شعرت فجأة بالتوتر عندما ضبطته ينظر إليها خلسة …ابتسم امير واقترب منها وقال وهو يمسك كفيها الباردتين :
-هل انتِ سعيدة؟!
هزت جلنار رأسها ولمعت الدموع بعينيها ليبتسم ويقول:
-انا سعيد أكثر منك جلنار …لا تعرفِ كم انتظرت تلك اللحظة…اللحظة التي ستكونين فيها في منزلي وملكي فقط …أنا اكثر الرجال حظا جلنار لانك احببتني …أنا أحبك …احبك كثيرا أكثر من أي شخص واي شئ …
طرفت الدموع من عينيها ليمسحها برقة فتقول هي بحب وصوت مختنق من هول المشاعر التي بها:
-وانا احبك امير …اقسم اني احبك بشكل جنوني …انت لا تعرف كم تمنيت هذا …لقد احببتك من البداية …حبي لك أخذ يكبر كلما مرت الايام حتي شعرت أن قلبي سوف ينفجر من هول ما به ….كراهيتك لي كانت تقتلني امير …كنت ابكي كل ليلة وانا ادعو الا تكرهني بهذا الشكل …نظرات الكره بعينيك كانت تصيب منتصف قلبي تقريبا …كنت احترق بشدة …لهذا قررت الذهاب عند خالتي …قررت انجو بحياتي وقلبي …
انسابت دموعها وهي تتذكر الجحيم الذي عاشته من قبل …ليمسح هو دموعها ويقبل كفها بحنو قائلا :
-اسف حبيبتي..
لتهز هي رأسها وتقول :
-وكل ما كان يؤلمني أنني سأبتعد عنك امير …انت لا تعرف كم اعشقك …اعشقك حتي الموت اقسم لك …حاولت ان انساك حقا واخبرت نفسي أن هذة مشاعر غير حقيقية ولكن حبك كان يترسخ في قلبي أكثر …
ابتسم ابتسامة غريبة وقال:
-هل تحبيني لتلك الدرجة ؟!!
هزت رأسها وقالت مبتسمة:
-احبك حد الموت امير …حد الجنون …لقد كبرت وانا احبك حتي ظننت ان قلبي سينفجر ..
لمس وجنتيها بلطف ثم قرب وجهه منها بنية تقبيلها … اغمضت هي عينيها كالمسحورة منتظرة قبلته بفارغ الصبر … ابتسم امير وهو يراها بتلك الحالة ثم ابتعد عنها وهو يضحك …فتحت جلنار عينيها بحيرة لتجده ينظر إليها بنظرات سوداء قائلا:
-ها قد وقعتِ في الفخ يا ابنة صفاء !!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية وقعت في شباكه)