رواية خادمة القصر الجزء الثاني الفصل الرابع عشر 14 بقلم اسماعيل موسى
رواية خادمة القصر الجزء الثاني الجزء الرابع عشر
رواية خادمة القصر الجزء الثاني البارت الرابع عشر
رواية خادمة القصر الجزء الثاني الحلقة الرابعة عشر
وكانت النهايه تسيل داخل القنايا وبين أعواد الذره والقطن، تتسحب ببطيء نحو المجهول.
داخل البيت الطينى حيث تخرج الادخنه من الكوه الضيقه ليلا كان ادم الفهرجى يصنع طعام العشاء، واضعآ الحطب داخل الكانون وينفخ بفمه اسفل القش اليابس ، كان عليه ان ينسى ما كان، بدايه جديده هكذا أخبرته المرأه، قالت عليك أن تنسى كل ذكريات الماضى، ان كنت باشا او ابن باشا انت مجرد انسان عليه ان يطهر قلبه، فى حلم لقاء ديلا مره آخره كان ادم الفهرجى مستعد لفعل اى شيء، لكن المفارقه ان ادم احب حياته الجديده، ان يخدم نفسه بنفسه ويخدم المرأه المسنه، استيقاظه كل ليله قبل الفجر، تسخين المياه، الوضوء والصلاه امام الحقول الشاسعه الخضراء التى تنبض بقدرة الله، وكانت السكينه تحوطه من كل مكان وكان يجلس على الأرض يذرف الدموع على ما فات من حياته، عندما تتجلى قدرة الله فى القلب يسبح بحمده سبحانه وتعال.
عندما تشرق الشمس ينام ادم، وعند العصر يستلقى امام البيت مستقبل أشعة شمس باهته شاحبه، كصباره تعلم الصبر وعدم استعجال الأمور، وكانت المرأه تختفى وتظهر وادم لا يسأل عن السبب، فقد كانت تغرقه بالحكمه ويرى منها اشياء تفوق قدرته على الاستيعاب، وكانت تبكى كثيرا، البكاء يطهر القلب هكذا تعلم ادم البكاء.
_____________
تسلل كيمو واكا رفقت توتا، عندما خرج من المزرعه قال للهره، اسمعى يا امرأه ستركضين كأن كل وحوش العالم تطاردك، لن تتوقفى عن الركض حتى تتورم اقدامك، حتى تتفجر رئتيك، كيمو واكا لن يقع فى الأسر مره اخرى
على الأقل اخبرنى ان لديك خطه، قالت الهره توتا وهى تركض، لا يمكنك تحدى فضول المرأه لا تحاول ستفشل
وفكر كيمو واكا ان لديه فرصه واحده فى الوصول لبيت المرأه التى تفهم لغته
كيمو واكا لن يتعرض للضرب مره اخرى، كيمو واكا جسده تورم من الضرب
وركض كيمو واكا وتوتا تلحق به مثل ظله، عبرو حقول ومزارع وقرى،، اشرقت شمس وغابت، هكذا تمضى بنا الحياه غير مباليه باوجاعنا.
حتى وصل بعد أيام أطراف القريه
فى الحقيقه كان كيمو واكا يلهث مثل كلب ضال حتى شعر بأنه قذر فألقى بجسده فى النهر
لن تشم امرأه، اى امرأه رائحة عفونه خارجه من جسد كيمو واكا
وكانت الهره توتا تراقب كيمو واكا بأعجاب عندما خرج من النهر وبداء ينفض الماء عن جسده، فقد كانت له طله محببه ووجهه الغائر لا يخلو من الجماليات اذا دققت النظر
لطالما اعتبر كيمو واكا نفسه غير وسيم ولا يمكن لأى شيء على الأطلاق اقناعه بغير ذلك
وكانت توتا تتأمل الهر الغامض وقلبها يدق كيد هون تهرس ثوم فى الفخاره
والحب يبداء بدقة قلب وينتهى بمأساه، رمت توتا نظره ثائرة تجاه كيمو واكا نفضها كفكرة حمقاء ليئمه تقتل السكينه
القصه بقلم اسماعيل موسى
لماذا تحدقين بى كقطعة سردين طازجه؟
شعرت توتا بالخجل وابعدت نظرها عن كيمو واكا، ساقى تؤلمنى كيمو واكا!؟
وهل أبدو لك متخصص مساج لعين؟ تمددى هنا ستشعرين بالراحه
لكن توتا لن تجد الراحه مره اخرى، فهذا الشئ الذى سرى بداخلها ليس له علاج الا اللقى
وراحت توتا تلعق نفسها على استحياء وكيمو واكا ينظر لبعيد ، كان يفكر فى امر ما توقعت توتا ذلك
عليك أن تجدى طريقك الخاص يا توتا، كيمو واكا سيرحل
واحست الهره بضمور واضمحلال وصاعقه ضربت دماغها
ارحل إلى أين؟
إلى حيث تجدين هر غبى يرافقك فى رحلتك التعسه يا توتا
توتا لا تريدك ان ترحل، قالت توتا والدموع تكاد تفر من عيونها
لن اقع فى المصيده مره اخرى هكذا فكر كيمو واكا، قلبه لازال منشق منذ رحيل ميمى، عليه ان يخلد ذكراها ولا يسمح لأى امرأه ان تأخذ مكانها
هذا أمر وضح كيمو واكا، الحقول والزراعات امامك يوجد بها الف قط جميل
وتوتا لا ترغب بألف قط جميل، ما ترغب به يجلس أمامها، يرفضها بكل ازدراء
لن ارحل صرخت توتا بتحدى، أرحل انت، ابتعد عنى، انت قط قاسى القلب
ركض كيمو واكا تاركا خلفه حلم يتحطم وقلب يزوى مثل زهره
كان ادم فى البيت عندما وصل كيمو واكا، جالس الرجل مستقبل الشمس غارق فى شروده
وعرف ادم الهر لكنه لم يرى ميمى، وسأل ادم اين ميمى؟
لم يفهمه كيمو واكا لكنه عرف ما يقصد، ماء كيمو واكا بصراخ
وكيف لك ان تعرف أو تهتم؟
وراح يتشمم الأرض بحثا عن قبر ميمى فقد طلب من المرأه ان تدفنها حتى يتمكن من زيارتها تحت الشجره وجدها
وكانت شجرة الصفصاف تتراقص اغصانها الخضر والماء يجرى تحتها
اسماعيل موسى
اه تألم كيمو واكا، ليس هناك أجمل من قبرك يا ميمى، حتى وانت ميته احتفظتى بجمالك واناقتك
وجلس كيمو واكا يلعق جسده ويروى لميمى ما فاتها من حياته، وكان يشعر بها تسمعه وتبكى لوجعه ومصابه
ليس هناك اجزع من فقدان شخص كنت تحبه ويحبك ويفهمك على المطلق.
وكانت توتا جالسه داخل الحقل، تراقب كيمو واكا ودموعه السائله تقضم شعرها بألم وحزن
فليس هناك اشد اخلاص وتعاسه من رجل يحفظ ذكرى امرأته
__________________
بداء محسن الهنداوى فى استعدادات الولاده، احضر سرير أطفال وواحد أخرى، صنع ارجيحه فى الحديقه، ابتاع ملابس والعاب، صنع خيمه من قماش، لم ينسى الهنداوى ولا تفصيله حتى ان كانت صغيره، وكان من عاداته ان يهتم بالتفاصيل
قبل ولادة ديلا ابرم الهنداوى صفقه كبيره واعتبرها فأل حسن، هدية الطفل، حجز جناح كامل لولادة ديلا واستأجر امهر الأطباء، فريق كامل جاهز لولادة ديلا، واصر الهنداوى ان تقوم مجموعه من الممرضات بمرافقة ديلا قبل الولاده فالأمر لا يسلم وكان كل شيء يمضى بخير والفيلا تنام وتصحى على سعاده، صرفت العلاوات ووزعت الهدايا، وشاهنده تراقب كل ذلك بحذر، لم تكن شاهنده ولا البدراوي مرحبين بزواج محسن الهنداوى من ارملة ادم، لكن البدراوى كان غير مبالى طالما شاهنده فى حضنه تمنحه الحب الذى يريده، ثم إن ابنته قد ماتت وليس لديه ما يهمه او يبكى عليه، وتلك الأوضاع لم ترضى شاهنده، فقد ابتعد عنها محسن إبنها لدرجه بعيده جدا حتى انه توقف عن زيارتها
وفكرت شاهنده اذا كان في هذا الحال والطفل لم يظهر بعد فكيف سيكون حالها بعد وجود الطفل، لقد منحت محسن الهنداوى كل شيء، المال والجاه، ضحت بنفسها وارتمت فى حضن رجل مسن من أجله والان يهجرها بذلك الشكل؟
كانت ابنة أربعين عندما تزوجت البدراوى والان فى الخامسه والأربعين وعقد العمر يهرب منها، وراحت تفكر فى جدوى حياتها بعد أن ظهرت لها بوادر الخيانه من إبنها والبدراوى يتدحرج أمامها مقل ذكر الاوز مستند على عصاه وكلما لمحته شاهنده يمشى ازداد اشمئزازها وقرفها منه، لقد تحملت كل هذا من أجل محسن ومحسن الان فى حضن امرأه أخرى واعتمرت الفكره التى كانت تروداها منذ مده طويله عندما كانت ترى نظرات الشبق فى عيون الرجال، النظرات التى جعلتها تثق انها لازالت مرغوبه ولم تعرف شاهنده ولا يمكنها ان تعرف ان رجل ينظر لامرأه متزوجه برميل قذاره
لكن المرأه تحتاج وعلى الرجل ان يفهم كيف يرضيها
وتسلقت ذكريات الصبا مخيلتها وسكنت فى ذهنها وبات عقلها مهتم بالتفاصيل الجديده ويصور لها متع الحياه الجديده
فى تلك الاثناء وصلت الاخبار لمحسن الهنداوى ان ادم حى، جأته عن طريق محمود الجنانى وبداء حاله يتغير، لقد جلد كل الرجال الذين ادعو قتله وزاد من الحراسه حول القصر
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خادمة القصر الجزء الثاني)