Uncategorized

رواية ثائر الفصل التاسع 9 بقلم هنا سامح

 رواية ثائر الفصل التاسع 9 بقلم هنا سامح

رواية ثائر الفصل التاسع 9 بقلم هنا سامح

رواية ثائر الفصل التاسع 9 بقلم هنا سامح

– فريد استنى.
وقف واستدار لها بصمت، ف قالت هي:
– أنا أسفة بس أنا مش هاروح مع حد
نظرت لثائر الجالس ببرود، ولكن تشتعل نيران بصدره، وأكملت هي:
– لا إنتَ ولا ثائر، وشكرًا ليك وكفاية اللي انتَ علمته معايا، جميلك ده أنا مش هانساه أبدًا.
ابتسم لها بهدوء ولكن ابتسامته مهزوزة:
– مش جميل ولا حاجة، إنتِ زي
صمت ونظر لها وأكمل بألم:
– زي أختي، مافيش بينا شكر.
ابتسمت له وشعرت بألمه، وتألمت لأجله ثم نظرت لثائر وقالت بنبرة عادية:
– شكرًا إنك أنقذتني.
اقترب منها ببرود وأردف دون وعي:
– لأ ما هو أنا اللي خبطك.
شهقت بصدمة وقالت:
– إيه!
ابتسم ثائر بثقة وقال:
– أنا اللي خبطك، أمال أنا قلبي كان هيقف ليه؟ ما هو من الخضة ليحصلك حاجة وأروح في داهية.
اقترب منه فريد فجأة، وأمسك بملابسه وقال:
– داهية لما تاخدك، أنا مش هاسيبها معاك، إنتَ مالكش أمان! وانا اللي قولت هي موافقة عليك وساكتالك، بس لو هي موافقة أنا مش موافق وهي هتيجي معايا يعني هتيجي، برضاها أو غصب عنها.
شعرت جميلة بالغضب اتجاه فريد، ف لثاني مرة يحركوها ك الدمية ولا أحد يهتم بمشاعرها ولا سؤالها عن رأيها ك العادة.
ارتفع صوتها وهي تقول بغضب:
– مش راحة مع حد انتوا ما بتفهموش! أنا مش صغيرة ولا لعبة كل شوية حد يحركني
نظرت لثائر وأكملت:
– وانتَ قوم من عندك واخرج برا، إنتَ كرهتني في نفسي وفي حياتي، عمال تحركني يمين وشمال، مرة مِنه ومرة زفت، أنا مش فاهمة إنتَ عايز مني إيه! إنتَ مش طلقتني واللي بينا انتهى! عايز إيه بقى ارحمني!
أرجعت نظرها لفريد وحاولت رسم ابتسامة هادئة وقالت:
– شكرًا ليك بجد، بس أنا روحت لعمي وخدت فلوسي وهاقدر أشتري شقة وأقعد فيها وانزل أشتغل ومش محتاجة لحد، تقريبًا حياتي بدأت تتظبط.
ضم حاجبيه بضيق وقال:
– وانتِ هتقدري تعيشي لوحدك؟
نظر لثائر وقال:
– لو ممكن تطلع وتسيبنا لوحدنا، محتاج أقولها حاجة.
أراح ثائر جسده أكثر وقال بإستفزاز:
– ما تقولش.
نظر فريد لجميلة وقال:
– طلبي لسه موجود، إنتِ فهمتِ سكوتي غلط، ما كانش قصدي إني أتراجع أو حاجة، فهمتيني غلط.
ابتسمت بخجل وقالت بتوتر:
– أنا أنا مش عارفة أقول إيه.
كاد فريد يتحدث لكن قاطعه ثائر:
– طلب إيه؟ عايز أفهم؟
ابتسم فريد بإستفزاز، ثم نظر لجميلة وعاد ببصره ناحيته مرة أخرى:
– هاتجوز جميلة.
ثار ثائر ووقف واقترب منه بشر:
– تتجوز مين إنتَ أهبل!
– احترم نفسك! انتوا مش اتطلقتوا؟ يبقى خلاص، والقرار قرار جميلة وأنا هاحترمه مهمًا كان.
ترك لها الأمر، وابتسم بدهاء فهم شخصيتها وما يعجبها والعكس، عرف أنها تريد فقط أن يشعرها أحد أن لها رأي ورأيها مهم وسيتوقف عليه أشياء، ف لعب على هذه النقطة.
ضمت حاجبيها بدهشة وسعادة، منذ فترة لم يشعرها أحد أنها مهمة وينتظر قرارها ويجعله المحور الرئيسي للحديث، ابتسمت له بتلقائية وقالت:
– سيبني أفكر.
بادلها فريد ابتسامتها وقال بثقة:
– خدي وقتك وانا معاكِ دايمًا.
– لا والله؟ وإيه كمان؟ أنا مش موافق والعك ده مش هيحصل.
قالها ثائر بغيظ ودقات قلبه ترتفع، ستذهب إليه وتتركه وهو السبب.
– إنتَ مالكش رأي في الموضوع ده.
– لأ ليا جميلة وانا مش سايبك؛ عشان انتِ بتاعتي وهتفضلي طول عمرك بتاعتي.
صرخت به بغضب:
– إنتَ مجنون!
صرخ بها هو الأخر، وقد قرر الذهاب:
– بيكِ، مجنون بيكِ، ولو وافقتي عليه مش هيحصل كويس، والله هاقتله وهاقتلك معاه، فاهمة إنتِ بتاعتي
وصل عند الباب وأكمل:
– أنا ماشي، بس صدقيني مش سايبك وهتلاقيني معاكِ في كل حته، سلام.
تركها وخرج وبقى في الغرفة جميلة وفريد اللذان ينظران له باستغراب شديد
أدركت الآن أنهم داخل الغرفة بمفردهم، ف نظرت إليه وابتسمت إليه بخجل، وبادلها هو ابتسامتها وقال:
– هتيجي معايا.
ضمت حاجبيها وقالت بإحراج:
– أنا أسفة بس مش هينفع، أنا زي ما قولت هاخد شقة وأقعد فيها، وهافكر في الموضوع براحتي، وباللي إنتَ بتعمله ده مش هافكر بجد.
– بس أنا مش هاسيبك لوحدك! مش هابقى مطمن وانتِ في حته وانا في حته تانية، وانتِ هاتبقي مع ماما زي ما كنا قبل كده.
– والوضع ما كانش عاجبني، إنتَ برا بيتك علشاني وما كنتش بتخش، مش هاعيد ده تاني، أنا بشكرك على اللي عملته بس دلوقت أنا مش مضطرة إني أروح معاك.
زفر بإحباط وقال:
– تمام، بس هاشوفلك شقة قريبة مننا.
صمتت تفكر في الأمر، هي تخاف من البيات بمفردها، ومن الوحدة، ف كيف ستعيش هي، هي تشعر بمشاعر اتجاهه وتحترمه أكثر، ف لما لا تعيش بجوارهم، ستكون قريبة منهم وبعيدة في ذات الوقت.
زفرت بإرهاق وهي تنظر ليدها المصابة وقالت:
– موافقة.
ابتسم لها وقال بحماس:
– هاروح أسأل الدكتور لو هتخرجي النهارده، وهاشوفلك بسرعة شقة وتكون مفروشة.
– ماشي، شكرًا ليك.
– العفو، وما تشكرنيش تاني.
– حاضر.
******************
خرج ثائر من المستشفى وقرر أنه من الأفضل أن يسير ولا يذهب بسيارته، يريد التفكير لبعض الوقت ورأى أن هذا من الأفضل له.
وضع يده بجيبه وسأل نفسه بحيرة:
– هو أنا اللي بعمله ده غلط؟ طب لما انتَ عايزها؟ سيبتها ليه؟ لو حاسس إنك حبيتها ومن وقتها سيبتها ليه؟ أنا مش بحب مِنه ولما قالتلي عليها ونلعب عليها أنا وفقت علشان الفلوس، بس مش هانكر إني وقعت فيها من وقتها، من قبل ما اتجوزها، طلقتها خلاص وأديها راحت لغيرك، وبتكرهك، بتكرهك.
سقطت دمعة منه بحزن، ف مسحها وسار حتى البحر وجلس على المقعد هُناك، وعندما يقرر الذهاب سيأتي بسيارته.
******************
– مساء الخير
كانت تقف مِنه أمام المرآة تنظر لنفسها بحزن ودموع، ويدها بها كدمات ورأسها وعينيها المنتفخة، صدح صوت رسالة لها ف فتحتها وجدتها من آسر ف ضغطت على شفتيها بخوف وقالت:
– أنا ما روحتش، وأكيد هيموتني!
عبثت بهاتفها وأرسلت له بخوف وتوتر:
– أنا أسفة والله، بس حصلت عندنا مشاكل وماعرفتش أخرج
– إنتِ عارفة أنا فضلت مَرزي هِناك مسنيكِ قد إيه؟
– أسفة والله ما قصدي، ماعرفتش أخرج خالص
– وماعرفتيش تتصلي برضو؟ عمالة تبعتِ عايزة أخرج عايزة أشوفك ونيلة وفي الأخر ما تجيش! ابقي احلمي إني أخرجك تاني سلام
أغلق هاتفه، وصرخت هي بغيظ ونظرت لنفسها وقالت:
– ما هو أنا بمنظري ده ما تحلمش إنك تشوفني أصلًا! بقيت زي الغول!
******************
بعد مرور أسبوع
– انتقلت خلالهم جميلة لمنزل بجانبهم، وتعمدت عدم رؤية فريد حتى تفكر جيدًا بقرارها، وتتخذه دون إجبار.
– ثائر ومِنه علاقتهم أصبحت شبه معدومة، وكلًا منهم لا يحاول التحدث مع الآخر.
– آسر ومِنه علاقتهم توطدت كثيرًا.
******************
استمعت جميلة لصوت رنين جرس الباب، اتجهت إليه وفتحته وجدته فريد.
تراجعت بخوف ف دلف للداخل ونظر لها بعمق ثم قال فجأة بغموض:
– قرارك إيه؟
بلعت رمقها ثم قالت:
– في إيه؟
– إنتِ عارفة في إيه؟ قرارك إيه؟
أغمضت عينيها وقالت:
– أنا مـ…
نظر لها بعدم تصديق، ثم استدار وغادر المكان.

يتبع…..

لقراءة الفصل العاشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية بريئة حطمت غروره للكاتبة ميرا أبو الخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!