رواية أحرقني انتقامي الفصل التاسع 9 بقلم سهام العدل
رواية أحرقني انتقامي الفصل التاسع 9 بقلم سهام العدل |
رواية أحرقني انتقامي الفصل التاسع 9 بقلم سهام العدل
▪ عاد آدم من عمله في وقت متأخر…. بحث بعينيه عنها في مدخل الشقة ، فلم يجدها… دخل يغير ثيابه.. فتح النور وجدها تجلس القرفصاء علي السرير والجو مظلم تماماً من حولها.
▪ اضاء نور الغرفة… ونظر إليها… وجد حالها يرثي له…. عينيها حمراء كقطعتين من الدم، ووجهها احمر من شدة البكاء،، وشعرها اشعث و مبعثر بطريقة عشوائية،،، اقترب منها ادم بلهفة واحتضن وجهها بيديه : مالك يا ميار… إيه اللي عمل فيك كده؟؟؟
▪ نظرت له ميار نظرة لو تفعل ماتوحي بها لأردته قتيلاً…
▪ تملك القلق من قلب آدم : رد عليا ياميار… مالك فيكي إيه؟؟؟
▪ ميار بصوت صارم : أنت هترجعني مصر إمتي؟؟؟
▪ آدم بتعجب : مستعجلة على إيه؟؟؟!!!
▪ ميار بعينين يتطاير فيهما الشرر: أفضل لك وأفضل لي رجعني مصر.
▪ آدم : إيه اللي حصل ياميار… فهميني.
▪ ميار بصراخ : انت لسه بتسال على اللي حصل… امي ماتت…امي ماتت… وانت السبب… (ثم مسكته من ملابسه وهزته بقوة) انت السبب… ولو ما رجعتنيش مصر هقتلك.. انا بكرهك… بكرهك… فاهم يعني إيه بكرهك.
▪ صدم آدم مما سمعه ثم أدرك ماتقوله، فجذبها لأحضانه : اهدي ياميار… أكيد فيه غلط… انتي متأكدة من اللي أنتي بتقوليه ده؟
▪ أبعدت نفسها عنه وقالت : أبعد عني… متلمسنيش… رجعني مصر…. رجعني مصر (قالت وهي منهارة من بين دموعها) أنا عمري ماهسمحك… أنت أكتر واحد جرحني وآلمني ووجعني وكسرني وكسر أهلي… أمي ماتت بسبب كسرتك ليا ولهم… أمي ماتت وفاكرة إن بنتها زانية… ياتري كانت زعلانة مني ولا زعلانة عليا… كان نفسي أحضنها… كان نفسي أقولها إنها كانت أحن واحدة عليا في الدنيا… نفسي أقولها إن دلوقتي خلاص مبقاش لحياتي لزوم… آآاااااااااااه ياأمي…… آااااااه.
▪ دمعت عيني آدم وتركها تخرج مافي قلبها… لعل هذا يخفف عنها… تمني لو تتركه يأخذها في أحضانه حتي تهدأ حتي لوقتلته بعدها،، ولكنه فقط يريد أن يواسيها،، يخفف عنها،،، ولكنه تسائل كيف له أن يواسيها علي جرحاً هو من حفره، كيف له أن يداوي ألماً هو من تسبب فيه…….
▪ نظرت له وقالت بهذيان : تعرف إني كرهت مراد أخويا ده… وبتمني آخد تاري منه… لأنه هو السبب في وجودي هنا دلوقتي…. بس خد بقي يابشمهندس الحقيقة المرة… إنت زيك زيه… لا أنت أبشع منه…. آه والله زي مابقولك كده… هو سرق واغتصب… انت كمان سرقتني من أهلي واغتصبتني واتهمتني في عرضي وكسرت أهلي وسرقت سعادتهم (ثم أكملت بصراخ) وقتلت أمي… قتلتها وأنا مش مسامحاك …. بكرة ترجعني مصر… ومش عايزاك معايا… مبقتش محتاجة أحسن صورتي قدام حد… هروح أنام تحت رجلين أبويا واطلب منه السماح… ولو حب يقتلني يبقي عمل فيا معروف…. عارف ليه ناره ولا جنتك…. ربنا ينتقم منك علي كل اللي عملته فيا… حسبي الله ونعم الوكيل فيك…. (ثم بدأ صوتها ينخفض بعض الشيء حتي غابت عن الوعي)
▪اقترب منها ادم بلهفة وبدأ في هزها : ميار… ميار…. ردي عليا.
▪ ثم أخرج هاتفه وضغط علي رقم مهاب (رنين دون إجابة) لم يمل آدم من الاتصال حتي أجاب مهاب : ايه ياعم حد بيتصل….
▪ قاطعه آدم : مهاب… ارجوك ميار أغمي عليها… تعالي حالا.
▪ مهاب : اهدي… دقايق هبقي عندك.
▪ نام بجوارها وجذبها لأحضانه وبدأ يمسح على شعرها ووجهها وقال بصوت مختنق: كل كلمة قولتيها عندك حق فيها…. فوقي بس وأنا هعملك كل اللي يريحك لو علي موتي… فوقي ياميار… أنا بحبك… بحبك…. والله العظيم بحبك….. (ثم قبل رأسها وبكي واكمل من بين دموعه) يمكن قدرنا وظروفنا القاسية جمعتنا… بس يمكن ربنا أراد كده عشان نتجمع… كنت لسه النهاردة بتخيل آخدك مصر واعملك فرح كبير زي ماكل بنت بتتمني وأبدأ معاكي حياة جديدة بعيد عن الماضي اللي عشناه وعن ظروفنا اللي أجبرتني أبدأ حياتي معاكي بانتقام… ونعيش حياة سعيدة أعوضك عن كل دمعة وذرة حزن عشتيها… بس مش عارف ليه القدر دايما بيعاندني.
▪ قطع حديثه جرس الباب… نهض وفتح الباب وجده مهاب… ادخله عليها الغرفة وبدأ في فحصها بعناية وقال لآدم : حصل حاجة ياآدم… ايه اللي عمل فيها كده… واضح ان عندها انهيار عصبي.
▪ آدم بحزن : فعلا كانت منهارة… عرفت النهاردة ان والدتها اتوفت (وفجأة تساءل آدم في نفسه : بس عرفت منين وإزاي…. ترك مهاب يستكمل فحصه لها وذهب غرفة مكتبه وفتح احد الادراج وجد الهاتف الذي أخبرها عنه مكانه… فتحه لم يجد أي تواصل بينها وبين أحد…. فتح جهاز الكمبيوتر الذي لديه وبدأ في إرجاع تسجيل الكاميرات منذ مجيئه بها الي الشقة اليوم)
▪وبينما هو يسترجع التسجيلات ناداه مهاب : آدم… آدم.
▪ ترك مافي يده وخرج لمهاب الذي وجده يغلق عليها باب الغرفة وقال: شوف ياآدم… مراتك محتاجة هدوء وأعصاب هادية… فحاول تحتويها… أنا اعطيت لها مهديء خفيف كده عشان أنا شاكك في حاجة علي اما تفوق ونتأكد.
▪ آدم بقلق : شاكك في إيه… طمني؟؟؟
▪ مهاب : اهدي ياعم انت بقيت عامل ليه كده…. هي مقالتش لك انها شاكة انها حامل؟
▪ آدم : لا مقالتش… هو ممكن يعني….
▪ مهاب : ممكن إيه بتقطع ليه كده… انطق.
▪ آدم : ممكن الست تحمل يعني… يعني من مرة واحدة بينها وبين جوزها.
▪ مهاب بشك أن الحديث يخص آدم : ممكن طبعا وبتحصل كتير كمان.
▪ آدم بحماس : طب ادخل اتأكد ياللا…
▪مهاب : خلاص لسعت منك…. مينفعش اما تبقي تفوق وممكن تعمل كده في البيت عادي باختبار منزلي.
▪ آدم بتصميم : اتصرف يامهاب واعرف دلوقتي… شوف طريقة تانية قبل مالنهار يطلع.
▪ مهاب بمكر : عندي حل تاني وهجيبلك التحاليل بعد ساعتين بس بشرط… انا وأيتن نلبس الدبل.
▪ آدم : خطوبتكم آخر الأسبوع… اخلص بقي.
▪ دخل مهاب سعيداً لموافقة آدم وأخذ منها عينة دم في حقنة بلاستيكية وخرج وقال لآدم : استني مني مكالمة بقي ياأبو نسب.
▪ آدم : متتاخرش عليا يامهاب.
▪ مهاب : حاضر… سلام.
⬅ دخل ادم الحمام وتوضأ ودخل غرفة مكتبه يصلي ويسجد ويرمي كل همومه بين يدي الله… حينها أحث أن الثقل الذي يحمله قد خف… وأن بعده عن الله هو سبب كل هذه المشاكل والنزاعات في حياته…. دعا الله أن يحفظ له ميار ويختار له مافيه الخير… كما دعا من قلبه أن يصدق حملها ليكون بينهما رابط أبدي…
▪دخل عليها وجدها مستغرقة في النوم ووجهها المنتفخ من البكاء قد هدأ… اقترب منها وقبلها بجانب شفتيها بحب وقال لها : هعمل المستحيل عشان تسامحيني وتفضلي جمبي… وهستحمل أي حاجة منك وهصبر لو لآخر عمري لحد مانعيش سوي ونكمل حياتنا… ولو مهاب جاب البشري يبقي ربنا أعطاني الإشارة اني مسيبكيش تسافري وتسيبيني.
▪ تذكر فجأة تسجيلات الكاميرا ثم عاد إلي المكتب وفتح الجهاز وأكمل ما بدأه…. كادت عيناه تخرج من موضعهما عندما وجد هشام جاء بعد مغادرته بساعة… حينها علم أن هشام وراء كل ماحدث وهو من أخبر ميار بوفاة أمها… ثم جاء في باله أنه من الممكن أن تكون أمها على قيد الحياة وهو من يريد الوقيعة بينها وبينه.
▪ أمسك هاتفه بعصبية : أيوة يامهاب….
▪ مهاب : يابني قولتلك ساعتين لس….
▪ قاطعه آدم : هشام فين يا مهاب… في السكن ولا عنده شغل؟؟؟
▪ مهاب : لا نايم بيشخر في السكن… معندوش حد يقلق منامه زيك ياعملي الردي.
▪ أغلق آدم الخط دون أن ينهي مهاب حديثه وأخذ هاتفه ومفاتيح سيارته واتجه بها إلي السكن الذي يقيم فيه هشام ومهاب… رن جرس الباب عدة مرات حتي فتح هشام وهو يتثاءب وقبل أن يلفظ كانت لكمة آدم قد أردته في الحائط خلفه….
▪ آدم : هعلمك يا******* ازاي تتهجم علي بيوت الناس ورجالتها مش موجودة.
▪ حاول هشام أن يتوازن ثم قال وهو يضع يده علي جانب فمه : واللي أنت بتعمله ده مش تعدي يامحترم…
▪آدم : عندك حق… مينفعش أتعدي على حرمة زيك…
▪هشام : ماتحترم نفسك ياآدم… واعرف أنت بتقول ايه.
▪ آدم : وهو انت احترمت نفسك اما روحت لمراتي بيتي وانا مش موجود.
▪ هشام بتهكم : جوازة مؤقتة… والحق هيرجع لصحابه.
▪ آدم بعصبية وهو يمسكه من ياقته : حق إيه ياو*** ومحافظتش علي الحق ده زمان ليه…. الحق اللي بتتكلم عنه ده حقي أنا وهيفضل حقي طول العمر… وافهم ياأقذر خلق الله ان كدبتك عليها بموت أمها دي هتخيل عليا… لا يا…دوك دا انا اقسم بالله زي ماجيبتك هنا هرجعك مصر واخليك هناك تشحت… وهعرفك انك مش اد آدم المكاوي.
▪ ظهر التوتر علي وجه هشام عندما ذكر آدم مغادرته البلد : أنا مكدبتش عليها… انت ممكن بسهولة تتاكد من كده عن طريق حد من معارفك في مصر…ووووأنا كنت بعزي ميار بحكم العشرة اللي بينا ومعرفش انها مكنتش تعرف.
▪ لكمه آدم بقوة مرة أخرى : متجبش سيرتها علي لسانك… واقسم بالله لو قربت منها تاني لهمحيك من علي وش الدنيا يا كلب… ثم ألقاه وخرج.
⬅ استمر الغيظ يفتك بهشام… ظل يخوض الغرفة ذهابا وإياباً… حتي أمسك هاتفه واتصل علي نوال : عاجبك اللي ابنك عمله ده… انا اسكت له عشان خاطرك.
نوال :””””””””””””””
هشام :أيوة عرفتها إن أمها ماتت… وانهارت واغمي عليها وفوقتها واطمنت عليها وسيبتها… خوفت ابنك يجي وانا هناك.
نوال””””””””””””””””
هشام : ايوة فهمتها كل حاجة… وعرفتها ان أمها ماتت بسببه وانها معتش ينفع تعيش معاه….بس المشكلة ابنك حطني في دماغه وممكن يقطع عيشي هنا.
نوال”””””””””””””””
هشام : متقوليش ميقدرش… ماهو اكيد زي ماجابني ممكن يرجعني… انتي ياحاجة شوفيلك حد غيري… انا مصدقت لقيت فرصة شغل زي دي… ابعديني عن حياتكم…سلام.
⬅ دخل آدم والشرر يتطاير من عينيه… ماما… ماما
خرجت نوال من غرفتها : انت جاي بتعلي صوتك ليه.
آدم : أم ميار فعلا ماتت ولا ده فيلم عاملاه مع الو**** هشام.
نوال: اتكلم باحترام ومتقولش الألفاظ دي قدامي يابشمهندس يامحترم.
آدم : ردي عليا لو سمحتي ياأمي… انا عارف انك مبتكدبيش.
نوال : أيوة ماتت فعلا تاني يوم دخلت علي ست الحسن.
▪ كان لدي آدم أمل أن تكون كذبة ويرتاح ضميره بعض الشيء… جلس علي الكرسي ثم قال بعتاب لأمه : ارتحتي… نار انتقامك خمدت دلوقتي… اظن خلاص بقي… ادينا كنا السبب في موت أمها… أخدتي بتارك.
▪ نظرت له نوال بشفقة ثم اقتربت منه وقالت : هون على نفسك ياآدم… ايه يابني اللي عمل فيك كده…
▪آدم : انتي ياأمي… لو كنت بلغت عن الكلب ده يومها مكنش بقي ده حالي… خسرت نفسي ياامي… بقيت شخص معدوم الانسانية… دمرت عيلة كاملة عشان غلطة عيل قذر زي ده… بقيت في نص الطريق… تايه… لا عارف اكسب الانسانة اللي حبتها ولاقلبي مطاوعني اخسرها… اتدمرت ياأمي… اتدمرت…
▪احتضنته أمه بحب وقالت : كل حاجة هتتصلح ياآدم… بس متعملش في نفسك كده… ادخل نام في أوضتك… انت تعبان متسوقش بالليل.
▪ آدم : الحل في ايد ربنا… ولسه خيط واحد متعلق به يصلح كل حاجة وبتمني ربنا مايخذلني… ادعيلي ياامي… انا ماشي لان ميار عندها انهيار ونايمة بالمهديء.
▪ نوال : خلي بالك من نفسك ياآدم وربنا يكتب لك اللي فيه الخير يابني.
▪ نهض آدم وذهب وأغلق الباب خلفه…..
▪خرجت أيتن عاقدة يدها علي صدرها : أظن من حقي أفهم بقي كل حاجة في حلقة الغموض اللي عايشينها من يوم ماظهرت ميار في حياتنا.
أثناء عودة آدم لشقته جاءه اتصال من مهاب… فتح الخط سريعاً…
آدم : هاااا يامهاب طمني.
مهاب : أظن اتفاقنا علي الخطوبة مقابل اني اعمل التحليل لمراتك… مش مقابل النتيجة… فمتصدمنيش بعد ماعشمتني.
آدم : اخلص ياحيوان وقولي ايه نتيجة التحليل.
مهاب :”””””””””””””””
يتبع..
لقراءة الفصل العاشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية زهرتي الخاصة للكاتبة زهرة التوليب