رواية لن أبقى على الهامش الفصل الرابع 4 بقلم نداء علي
رواية لن أبقى على الهامش الجزء الرابع
رواية لن أبقى على الهامش البارت الرابع
رواية لن أبقى على الهامش الحلقة الرابعة
كيف يبحث القلب عن مهرب وقد استوطنت روحها بداخله؛ ظننت واهما أن الفرار وغياهب الغربة قادرة علي دفعي نحو بئر النسيان؛ ولكن هيهات فما زادتني غربتي إلا حنينا وتخبطا وتيها؛ لا أجد طريقاً أسلكه ولا ظل أحتمي به من شمس الحياة الحارقة.
ابتسم باشتياق إلى تلك الذكريات البعيدة التي مازالت محفورة بعقله؛ صوت والده الدافئ؛ لمساته الحنونه وتدليله له؛ كم كان وجوده فارقاً كما كان غيابه قاسما للكثير من الأشياء وأهمها هو.
لمَ تبدل الكون واختلفت الحياة بتلك الصورة المتعبه؛ لمَ لم يتزوج بها؛ ولم افترقا؛ تنهد بضعف فقد حان الموعد اليومي مع سلسلة التساؤلات التي لا اجابة لها.
بحث عن شئ يأخذ بيده بعيداً عن تلك الحرب الضارية واجرى اتصالاً بابنة خالته وصديقة طفولته؛ همس التي تتشابه معه في الكثير من الصفات.
لم تصدق همس أن هاتفها يعلن عن اتصال منه؛ لقد مضى عدة اشهر منذ أخر مكالمة بينهما؛ اجابته بلهفة قائلة:
بقى كده يابن خالتي؛ لسه فاكر تتصل يا ياسين.
اجابها معتذرا:
أسف يا هموس؛ انتي عارفة اللي فيها
همس : والله لو أعرف يابني كنت ارتحت؛ انت لغز ومحيرني؛ ايه مشكلتك يا ياسين ربنا كرمك من فضله ورزقك بكل حاجة؛ ليه دايما حزين وفرحتك ناقصة كده؛ انسى يابني وعيش حياتك.
ياسين : وبعدين معاكي هنتكلم برده في نفس الموضوع
همس : يعني انت مبسوط كده بسفرك وبعدك عننا؟!
ياسين : يابنتي ارحميني الناس الأول تسلم وتطمن علي أحوال بعض
تأففت قائلة:
طيب عامل ايه؛ اخبارك ايه؛ وحشتنا والله
ابتسم بحب قائلاً :
الحمد لله؛ انتِ وولادك وفيصل عاملين ايه؟
همس : احنا تمام الحمد لله؛ بس فيصل محيرني اليومين دول؛ حاسة انه متغير.
استنكر حديثها قائلاً:
يعني الراجل طالع عينه في شغله تقومي تقولي متغير؛ الستات فعلا أمرهم غريب.
همس بحزن:
علي فكرة الست بتحس بجوزها اكتر من نفسه ومهما حاول يكدب بتفهمه.
جال بخاطره طيف زوجته وانقبض قلبه مما قالته همس فقد ضحي بالكثير كي يبقي زوجته بعيداً عن دوامته الشرسة وصراعه القاسي.
ترى هل حقاً تستشعر شروده وانشطار روحه؛ وهل ان صدق ما تقوله همس فهل لديه القدرة علي المواجهة.
أحزن همس صمته فتحدثت برفق قائلة :
عارف يا ياسين؛ انت مفتقد للأمان؛ موت عمي سحب جزء من روحك إحساسك بالاحتواء انكسر وده سبب توهتك وحيرتك.
ياسين بشجن:
سيبك مني؛ واستهدي بالله فيصل راجل محترم ومستحيل يلعب بديله.
همس وقد احترمت رغبته في الهرب من مسار الحديث :
ربنا يستر ويكدب ظني؛ المهم قولي أخبار الولاد ايه بقالي فترة نفسي أشوفهم بس فيصل معندوش وقت اليومين دول
ياسين : ولا يهمك يا همس؛ المهم عندي تبقي بخير
همس : اطمن يا ياسين؛ انا بخير خلي بالك انت من نفسك وياريت ترجع بقى؛ كلنا محتاجين وجودك
…………………………..
وما أخرج إبليس من نعيم الطاعة ولذة القرب من الخالق سوى الكبر والغرور؛ رعونة الروح وكرهها للاعتراف بالحق والرجوع عن الخطأ
ونحن لا نتعلم من الدرس بل نكرر الخطأ ونتمادى.
ابتسم مصطفى بسخرية ووعيد لا يصدق ما أقدمت عليه رضوى؛ تلك الزوجة المطيعة الهادئة؛ صارت شرسة وقاسية؛ كيف تجرأت وقامت بفعلتها تلك.
نظر إليه فيصل يترقب ردة فعله ولكن طال صمته فتحدث إليه بهدوء قائلاً:
طول بالك يا مصطفى مراتك معذورة برده؛ انت علي كلامك بقالك فترة مانع عنهم المصروف ومبتسألش
مصطفي بغضب : تقوم ترفع عليا قضية نفقة بنت الكل……..
فيصل : يابني استهدى بالله دي مهما كان أم بناتك وعشرة عمر؛ متنساش انها وقفت جنبك كتير في بداية حياتك واتحملت بعدك عنها سنين في الغربة.
مصطفى : وأنا ياعم مغلطتش ومقعدها في شقة متحلمش بيها وبناتها داخلين مدارس لغات؛ ولما قررت اتجوز حاولت اعدل بينهم بس الهانم قالتلي مش عاوزاني وانها هتفضل علي ذمتي علشان خاطر بناتها.
فيصل : والله يا مصطفى مش عارف اقولك ايه المهم انك تحاول تلم الدور علشان نفسية البنات وبلاش فضايح؛ حاول تراضيها وتفض الموضوع بعيد عن المحاكم والبهدلة.
مصطفى : ربك يسهل المهم انت هتفضل كده لأمتى؟
فيصل بتوتر : كده ازاي يعني؟
مصطفى : فيصل بلاش لف ودوران أنا ملاحظ اعجابك بالدكتورة كاميليا والحقيقة البنت تستاهل عندك حق
فيصل بنفي : مينفعش يا مصطفى سني ومكانتي ده غير ان مراتي مش هتقبل بحاجة زي دي
مصطفي : سنك ايه يابني انت ٤٠ سنة يعني أجمل وأجمد سن وماشاء الله تقدر تفتح بيت واتنين ومراتك هتعترض في الأول وبعدين ترضى بالأمر الواقع
فيصل : يعني مراتك قبلت بالأمر الواقع؛ ماهي قالبه الدنيا عليك
مصطفي بغرور : سيبك منها المهم اني مبسوط واتجوزت اللي تليق بيا
فيصل : حتى لو حصل وهمس تقبلت الموضوع تفتكر كاميليا ممكن تتجوز واحد متجوز ومعاه ولدين؛ مستحيل طبعا
مصطفى : يابني بطل عبط؛ البت عينها منك يا معلم وانا مركز معاها وشايف نظراتها ليك من اول يوم
فيصل بنفي : لالا اكيد انت بتتخيل؛ ايه اللي يخليها تورط نفسها في علاقة صعبة زي دي
مصطفى : الحب يادكتَور؛ وبعدين انت بالنسبة لبنات كتير فرصة عريس لقطة؛ ايه اللي يخليها تروح تتجوز شاب كحيان مش عارف يجيب شقة محترمة ولا هيعيشها في مستوى يليق بيها؛ عموما انا شايف انك تتحرك بدل ما تلاقيها ضاعت من ايدك وجه غيرك وخطفها يلا سلام عندي معاد مع شركة الشفاء وهشوف العرض بتاعهم ايه!
فيصل بشرود : تمام؛ ابقى كلمني لما تخلص
مصطفى : اكيد….
تركه مصطفى وقد حرك بداخله الكثير مما كان يخشى البوح به؛ هو بالفعل وقع في حبها لكنه يرى نفسه غير ملائم؛ ولكن هل ما قاله مصطفى حقيقة؟ هل تبادله هي الأخرى مشاعره؛ ابتسم بسعادة يشوبها أنانية تغلف قلوب الكثيرين منا؛ أنانية تبرر الخيانة وكسر قلوب من وهبنا روحه دون شروط…..
………….
بعدما عاد مصطفى إلى بيته سحرته سوزان بهيئتها الجميلة وعطرها الذي يأسره؛ أخرجته من غضبه العارم وجذبته الي عالمها
همس بالقرب من شفتيها قائلاً:
هو في عندنا حفلة ولا ايه!!
سوزان بدلال : تقصد ايه بقى؛ هو أنا من وقت ما اتجوزنا عمري قصرت في لبسي أو اهتمامي بنفسي
مصطفى بإعجاب : ابدا يا قمري؛ ده انت حببتيني في الجواز
وكزته هي بغيظ شديد فقهقه باستمتاع ليتوقف عن الضحك بعدما تحدثت إليه بجدية يشوبها الترقب قائلة’
عموما مش هتقدر؛ لو نش علشاني فلعشان النونو الجاي
مصطفي بغضب : نونو ايه يا سوزي؛ اظن احنا متفقين قبل الجواز ان مفيش خلفة عالأقل لما يفوت علي جوازنا سنتين تلاته؛ انا متجوز لنفسي ومزاجي مش متجوز اجيب عيال ووجع دماغ
سوزان بحدة:
يا سلام واشمعنا أنا ولا انت واخدني تسلية ومتعة يا دكتور
مصطفي : أنا مضحكتش عليكي ولا قصرت معاكي في حاجة وكل طلباتك مجابة
اقتربت سوزان منه تسعى الي اقناعه مهما بلغ الأمر؛ نظرت إليه بحزن ممزوج بإغواء تجيده رغم حداثة عمرها وكالمعتاد استجاب مصطفى لمحاولتها تاركاً خلافهما لوقت لاحق
…………..
تعجبت همس من التأخير الذي صار ملازماً لزوجها؛ لم يكن يطيق الابتعاد عنها وعن أطفاله؛ لقد تبدل بأخر تعجز كلياً عن فهمه
تنهدت بيأس ولم يعطها طفليها مزيداً من الوقت للتفكير بل اقتحما الغرفة بقوة وكلاهما يصيح مستغيثاً بها
تيم : يا ماما مؤيد كسر الباتمان مان الجديد بتاعي
مؤيد : يا ماما كذاب؛ أنا مكسرتش حاجة
دفعه تيم بقسوة فصاحت بهما همس بغضب قائلة’
بس؛ ايه قلة الأدب بتاعتك انت وهو دي؛ انت بتقول علي اخوك كذاب ليييه وانت ازاي توقعه وتمد ايدك عليه؛ انت وهو محرومين من الأيباد والبلاي ستيشن طول اليوم
تيم ومؤيد : لالالا؛ خلاص يا ماما أسفين مش هنعمل كده تاني
همس : أنا قولت كلمة؛ ولو اتكررت عمايلكم دي هقول لبابا وهو يتصرف معاكم
غادر كلاهما وملامح وجهيهما يغمرها الحزن الشديد ولكن همس تماسكت كي لا يتكرر ما حدث بينهما.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
جلست كاميليا قبالة فيصل تنتظر سماع ما يود قوله لكنه مازال يشعر بالتردد
تحدثت كاميليا برقة متسائلة:
خير يا دكتور فيصل؛ في ايه؟
فيصل : انتي مخطوبة أو مرتبطة؟
كاميليا بذكاء : ليه؛ حضرتك عندك عريس؟
فيصل : عندي عريس وقالي انه بيحبك أول لحظة شافك فيها
كاميليا : وبعدين!
فيصل : نفسه يصارحك بس خايف
كاميليا بترقب : خايف مني؟
فيصل : خايف ترفضيه؛ وخايف عليكي
كاميليا :لو بيحبني زي ما بيقول اكيد هحاول افكر في طلبه؛ بس مش فاهمه خايف عليا من ايه؟
فيصل : خايف يظلمك؛ انتي بالنسباله حلم؛ وكمان هو اكبر منك كتير
ازداد خفقان قلبها واستشعرت أن فيصل علي وشك البوح بمشاعره التي لاحظتها هي فأثرت الصمت
تبادلا النظرات وكلاهما يتمنى الأ ينتهى اليوم وساعات العمل فينتهي نعيم حبهما
قاطع تلك اللحظات رنين هاتفه المتكرر ليلعن بداخله زوجته التي تتفنن في تعذيبه وتهمس كاميليا إلى نفسها
إيه اللي انا بعمله ده؛ معقول انا أحب؛ واحب مين راجل متزوج وعنده عيال؛ ياربي ايه الورطة دي انا لازم ابعد قبل مشاعري ناحيته ما تزيد اكتر من كده.
لكن فيصل قد حسم أمره وغلبته رغبته قائلاً:
دكتورة كاميليا أنا بحبك وعاوز اتجوزك وقبل ما تردي أنا فعلا متجوز لكن قلبي مش بايدي وقلبي اختارك انتي؛ ياريت مترفضيش قبل ما تفكري كويس وصدقيني عمرك ما هتندمي.
ونسعى إلى سراب وربما كنا نحن السراب الذي لا يصل إليه أحد، أحلامنا لا تنته ورغباتنا تغرقنا رغم براعتنا في العوم
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
سلام على من فتحت له الدنيا جناحيها وحلقت به نحو كل مرغوب فأبى أن يترك من خلفه قلوب سلمته مفاتيح الروح ومنحته مواثيق الأمان.
سعل ياسين بقوة فمد إليه أحد زملاء السكن كوباً ساخناً من الليمون قائلاً
اشرب ده يا ياسين، ان شاء الله بالشفى.
تساءل محمود قائلاً
يعني كان لازم تنزل في المطر ياعم، ما قولتلك بلاش.
ياسين بتعب
أنا متعود أول ما الراتب ينزل ابعت مصاريف البيت.
محمود دون اقتناع
وهي الدنيا هتطير، أهو ده اللي بناخده من الغربة، يطلع عين اللي خلفونا وفي الاخر غيرنا يتمتع بفلوسنا.
ياسين بهدوء
غيرنا مين بس، دول ولادنا وأهلنا، وبعدين هي فلوس الدنيا كلها تعمل ايه وهما محرومين من وجودنا
تأفف محمود من حديث ياسين فكلاهما مؤمن بما يفعله َولن يتغير، استأذن ثالثهما قائلاً :
استأذن أنا بقى الدوام بتاعي قرب، خلي بالك من نفسك يا أبو اسلام ولو احتجت حاجة كلمني.
انتظر محمود قليلاً إلى ان غادر زميلهما واقترب في جلسته من ياسين قائلاً
بص ياعم، انت مش هترتاح ولا تاخد راحتك في الغربة غير لما تشوفلك واحدة تدلعك وتنسيك التعب والشقى
ياسين بتعجب :
ما أنا متجوز الحمد لله.
محمود : وهي فين وانت فين، اتجوز واحدة تشوف طلباتك ولو خايف من مراتك اتفق مع اللي هنا انه جوازكم محدش يعرف عنه حاجة، واطمن في ستات كتير هنا بتتمنى وبنات كمان مسبقش ليهم جواز.
ياسين بحدة طفيفة :
بقولك ايه يا محمود سيبني في حالي الله يكرمك وبدال ما قاعد تقنعني اتجوز روح شوف مراتك وصالحها ولا انت هتطلقها هي وابنك كمان.
محمود بثقة
ولا طلاق ولا حاجة، الستات دول بتوع حوارات، هتقعد تندب كام شهر وتعمل نفسها ضحية ولما متلاقيش فايدة هترجع زي الفل وتعيش وتحمد ربها، انت بس اللي قلبك خفيف، فكر في كلامي ولو ناوي اشوفلك ست حلوة كده تشيل عنك وتساندك في وحدتك،أنا عاوز مصلحتك صدقني، الراجل غير الست ميقدرش يعيش لوحده ولا يتحكم في احتياجاته،وفي الأول والآخر انت لسه شاب وتقدر تفتح بيت واتنين يبقى إيه المانع؟!
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
تحدث عم والدتها بحدة ورفض لما تفعله قائلاً
والراجل عمل ايه غلط، اتجوز وده حقه، وبعدين يا رضوى الست العاقلة تصون بيتها وجوزها مهما عمل، ولا ايه يا أم رضوى؟!
ابتسمت والدتها بانكسار هامسة
بقولها كده بتزعل مني، وبعدين دي حملها تقيل هتعمل ايه في بناتها التلاته، وغير كده يا خويا لو اتطلقت هتسيب الجمل بما حمل للبت اللي اتجوزها وبنتي هي الخسرانة، هو يعيش حياته وهي يتطقم ضهرها في تربية العيال.
اجابها الآخر دون اعتبار لتلك الجالسة إلى جواره
واحنا معندناش طلاق، ولو عاوزة تطلق تروح تديله عياله احنا مجوزنها بطولها يبقى ترجعلنا بطولها برده
انتفضت رضوى قائلة بقهر
متشغلش بالك يا خالي، ولا تحملوا همي أنا وبناتي، ربنا موجود، حسبي الله ونعم الوكيل في كل انسان ظلمني ووجع قلبي وكسر نفسي
تساءل بهدوء
يعني هتعملي ايه، هترجعي بيتك ولا نكلم الراجل يطلقك وياخد بناته؟!
بدأت دموعها في الهرب، تتسارع تباعاً وكأنها تهفو إلى الحرية، نظرت إليهم قائلة
راجعة بيتي يا ماما، اطمنوا رضوى وبناتها مش هيعيشوا عالة على حد ويوم ما اقرر انفصل عن أبوهم هاخدهم جوة حضني مستحيل اسيبهم للدنيا القاسية دي، هحميهم واتحامى فيهم.
لم يهتم أحدهم لما تقول قدر اهتمامهم بقرارها على العودة
تحدث إليها بلهجة آمرة
يبقى تسحبي القضية وملوش لزوم البهدلة عالمحاكم وقلة القيمة وأنا هتصل على مصطفى اطيب خاطره بكلمتين واخليه يشوف طلباتكم.
تحركت في صمت تسخر بداخلها من أحوال البشر فكيف لأحدهم أن يرى الجاني بريئا وهل ستبقى هكذا إلى الأبد أم أن الحياة مازالت تحتفظ بين طياتها بالكثير.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لن أبقى على الهامش)