Uncategorized

رواية جنون رجل الحلقة الثامنة 8 بقلم سونيا

 رواية جنون رجل الحلقة الثامنة 8 بقلم سونيا 

رواية جنون رجل الحلقة الثامنة 8 بقلم سونيا 

رواية جنون رجل الحلقة الثامنة 8 بقلم سونيا 

في هذا اليوم قررت مروى الذهاب إلى المقبرة وزيارة والدها، عندما وقفت أمام القبر شعرت بثقل في ساقيها التي لم تعد تقوى على حملها، جلست بجانبه ثم شهقت بالبكاء، بكت وبكت إلى أن احست بالراحة نوعا ما

مروى: ابي، ابي ابي، اني اشتاق اليك كثيرا يا عزيز قلبي،  لن اقول لك بأن الحياة من بعدك لا طعم لها فانعدام الطعم لا يؤلم ولكن حياتي من دونك طعمها مر ، طعمها لا يحتمل، لا استطيع ابتلاعها مهما حاولت، الالم في صدري لا يكف، الوجع يا أبي لا يهدأ، كلما قلت إنه سيخف أجد أنه قد زاد وازداد. سامحني يا أبي، سامحني لاني لم استطع حمايتك، سامحني لأني وثقت به وامنته على حياتك، سامحني لاني ضعفت بين يديه، سامحني لاني حملت في احشائي نطفة ممن استباح دمك، سامحني لان جزءا مني مازال يريد تصديقه، انا لا أنوي خيانتك يا أبي، سامحني لاني لا أجد القوة لإعلان الحرب عليه. ابي اشتاق لحضنك ،اريد أن احتضنك وبشدة.

ارتمت مروى على القبر تحتضنه وتبكي ، ضلت على تلك الحال مدة إلى أن غلبها النعاس

في مكان أخر يوسف داهم المكان الذي يختبئ فيه رضا  لم يكن معه سوى اثنين من رجاله الأوفياء أما رضا فقد كان يحيط نفسه بعدد لا بأس به من الحراس. لم يكن من السهل على يوسف تجاوزهم لولا رجليه، دخل ليجد رضا يتمتع برفقة البنات ويمرح لا يشغل باله شاغل ولا معذب لضميره، أخرج الفتيات من هناك ثم كبل يدي رضا واركبه طاىرته الخاصة التي حضر بها وعاد به.

كانت مروى في الحديقة عندما دخل يوسف وهو يدفع رضا دفعا، ما إن وصل أمامها حتى رمى به أرضا تحت قدميها، كانت الدهشة تلون كامل وجهها

يوسف: أظن اني وفيت بوعدي، هذا هو الكلب قاتل صهري، يمكنك أن تقتصي منه بالطريقة التي ترضيكي.

سيطرت الدهشة على مروى وضلت تنظر ليوسف بفم ساكت وعين مندهشة. وضع يوسف سلاحه أمامها وأشار إليها بعينيه أن خذي حقك بيدك، رفعت مروى السلاح ووجهته نحو رضا ولكنها كانت ترتعش، هي لم تتعود القيام بهكذا افعال، هي لا تستطيع قتل نملة أو ذبابة هل يمكنها قتل نفس بشرية، هي لا تعرف كيف يستطيع هؤلاء الناس التفريط بأرواح الآخرين دون أن ترجف أيديهم، الغضب بداخلها كبير وكبير جدا ولكن يدها لا تطاوعها ابدا، لاحظ يوسف ذلك ، حبيبته ليست من أصحاب القلوب القاسية، لا يمكنها فعل هذا بمفردها ،تقدم ليساعدها، وقف خلفها، اقترب منها حتى لامس صدره ظهرها ، وضع يده اليسرى على بطنها وكأنه يقول أنه لن يترك ابنه ابدا وباليد اليمنى فوق يدها التي تحمل السلاح معلنا لها أنه سندها في هذه الحياة في مرها قبل حلوها، ثم ضغط على الزناد لتخترق الرصاصة رأس الرضا وتودي بحياته.

نظر لرجاله يأمرهم في صمت بأخذ الجثة والتصرف بها، ثم أخذ السلاح من يدها ووضعه جانبا ولكنه لم يتركها، وضل محتضنا لها من الخلف وكأنه يمدها بالأمان حتى لا تفزع .

بقيت مروى في ذهولها مدة من لزمن، ثم سحبت نفسها منه بعد أن استوعبت ما حصل، نظرت إليه نظرة لا يفهم معناها، نظرة هو لم يستطع العبور منها ومعرفة معناها، ودون النطق بأي كلمة تركته وذهبت لتدخل غرفتها وترتمي على سريرها وتغمض عينها تستدعي النوم الاستعجال بالقدوم وأخذها بعيدا عن هنا.

احس يوسف أن عمله لا يزال ناقصا وأنه لم ينجح في إدخال الرضا لنفس حبيبته .

قتله لرضا بمثابة إعلان الحرب على والده والرؤوس الكبيرة التي تترأسه. لم ينته عمله عند قتل رضا فقد بدأ بتخريب عمل والده حيث قام بإفشال كل عمل يقوم به والده  ضيق عليه كثيرا.ازعج هذا رأساء والده الذين اتخذوا قرارا بأرسال يوسف للعالم الاخر.

لا تزال مروى هادئة صامتة لا تحادث يوسف ابدا ولا تشاجره وكأنه حتى بعد مقتل رضا قد بني حاجز اخر اكبر وامتن ، يعيشان في منزل واحد ولكنهما بعيدان عن بعض بعد السماء عن الارض.

مرت الأشهر وبان بطنها ، كان يوسف يعلم في قرارة نفسه أن لا أمل له مع مروى ولكن كان عزاءه الوحيد هو ذلك الجنين الذي يكبر يوما بعد يوم ، ابنه الذي يحمل دماء المرأة الوحيدة التي أحب.

كانت الساعة العاشرة صباحا، لا تزال مروى نائمة في غرفتها، دخل يوسف بهدوء حتى لا يوقضها، نظر إليها نظرة حب، قبل جبينها، ثم قبل بطنها وخرج وهو يمشي على أطراف أصابعه حتى لا يشعرها بدخوله وخروجه ولكنها شعرت به منذ أن قبل جبينها وتظاهرات أنها لا تزال نائمة .

الفراغ داخلها كبير والثقب الاسود يزداد اتساعا يوما بعد يوم.

ذهب يوسف لمنزل والده يتجسس عله يعرف اماكن عمليات توزيع سلاح أو اي شيء يمكن تهريبه ولكن في ذلك المنزل قررت المافيا إنهاء حياة يوسف دون علم والده.

كان دخوله لذلك المنزل دخولا بدون خروج فقد أطلق عليه وهو خارج من سيارته ليتجه إلى باب منزلهم.

كانت مروى مستلقية عندما احست بوجع شديد في قلبها، وضعت يدها على صدرها ونهضت فزعة تبحث عن كأس ماء لتشربه ولكن يدها ترتعش ولا تقوى على مسكه فسقط من يدها.

مرت ثلاث ايام لم تنطق مروى بكلمة فقط دموعها من ارتسمت على خدها والفم صامت لا يتكلم ، كان خبر وفاة زوجها صدمة لم تستفق منها بعد، هي لم تتكلم ولم تتحرك من مكانها منذ ذلك اليوم ، حاولت صديقتها جاهدة أن تأخذ منها بعض الكلمات، ولكن دون جدوى ربما مروى فقدت هذه المرة رغبتها في العيش أو التواصل مع الناس.

الايام تركض لا تنتظر أحدا والجراح لا تندمل ابدا. اقترب موعد ولادتها وهي لا تزال كما يوم توفي زوجها مجرد جسم لا ورح فيه ولا صوت خارج منه.

بدأ المخاض واشتد الالم ، حملت إلى المستشفى حيث أنجبت ابن يوسف، سألها الأطباء عن الاسم ولكنها لا تتكلم، قربوا منها ابنها لترضعه ولكنها لم تنظر إليه حتى، أخذته صديقتها واعطت رضعة من حليب العلب، وسمته صبر  ليكون صبرا لأمه وأملا لها.

يتبع..

لقراءة الحلقة التاسعة : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية توأمان وقلب واحد للكاتبة إيمان المهدي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى