روايات

رواية قدر الفصل العاشر 10 بقلم سارة مجدي

رواية قدر الفصل العاشر 10 بقلم سارة مجدي

رواية قدر الجزء العاشر

رواية قدر البارت العاشر

رواية قدر الحلقة العاشرة

تستمع إلى لوم عمتها التى تقف أمامها الأن و هى تضع يديها حول خصرها خاصة بعد عودتهم من عند الطبيبه التى أخبرتهم أن قدر ضعيفة جداً و أيضاً دخولها الشهر التاسع منذ عدة أيام قليله و أن هذا الجهد ليس فى صالحها
– من النهارده هتسمعى كلامى و إللى هقوله بس هو إللى هيتنفذ
ضحكت قدر بصوت عالى فى نفس اللحظة التى دلف فيها رمزي من الباب و هو يقول بعد أن أستمع لكلمات سناء الموبخه
– أسمعى كلام عمتك يا قدر و متقلقيش على الشغل
نظرت سناء إلى زوجها بسعادة و إبتسامة واسعه ليكمل كلماته بعد غمز لها
– المشاغل المديرين فيها شايفين شغلهم كويس و أنا هتابعهم … و بُنى المدرسة خلاص قرب يخلص و كلها أسبوع بالكتير و الوزارة تفتتحها
كانت قدر تستمع لكلمات رمزى و الدموع تتجمع فى عيونها وضعت يدها فوق بروز معدتها و قالت بثقه
– لولا وقفتك معايا يا بابا أنا مكنتش عرفت أعمل أي حاجة … أنا مش قادره أستنى لحد ما أشوف المدرسة بتتفتح و البنات داخلينها علشان يتعلموا فيها … و بنتى أما تكبر و تدخلها و كل الناس يحكولها أن المدرسة دى أمها هى إللى كانت السبب فى بُناها فى بلدنا
جلست سناء بجانبها و ضمتها إلى صدرها و هى تقول بفخر
– قدرتى يا قدر تغيرى حال بلدنا من حال لحال … كسرتى الأقفال المصديه و رجعتى الناس لعقولهم و ضميرهم
نظرت إليها قدر و قالت
– مش لوحدى يا عمتي … أنا لو كنت لوحدى من غير بابا رمزي كانت البلد كلها قتلتنى أو دفنوني حيه
جلس رمزي على الكرسي و هو يقول ببعض التأكيد
– أكيد مكنوش هيسبوكى فى حالك بس أنتِ قوية يا قدر و محدش كان هيقدر يقف قصادك أنتِ بتحاربي علشان بنتك و ده أكبر دافع جواكى
أبتسمت قدر لكلمات رمزي المشجعة و الحنان و الدفىء التى تشعر بهم داخل ذراعى عمتها
و عقلها ينبئها أن تلك التسع أشهر الفائته هى من أفضل أيام عمرها
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يدور حول نفسه كالأسد الحبيس … يشعر من داخله بنار حارقه
ملايين الجنيهات ضاعت هباءً دون جدوى و دون أن تعود عليه بأى نفع
ماذا يفعل .. لقد حاول لعدة مرات الوصول إلى صافى و لكنه لم يستطع …. و فى نهاية المطاف علم أنه قد تم إعلان خطبتها لإحدى رجال الأعمال و صديق مقرب لوالدها
إذاً فكل الأبواب قد أغلقت في وجهه حتى ذلك الرجل الذى صدق أنه صديقه أكتشف أيضاً أنه أحد أزرع حسام رفعت و الذى أرسل إليه تحذير قوى اللهجه أن يبتعد عنه و عن أبنته و إن لا يفتح لنفسه أبواب الجحيم و هو سوف يتركه يعمل كما يشاء … و لكن إذا أقترب منه أو من المؤسسة الخاصة به أو أبنته سوف يجد ما لا يسره
جلس على الأريكة الكبيرة و على وجهه غضب العالم … شعور الخساره ليس بأمر هين و هو لم يعتد على الخساره … إعتاد طوال حياته أن تكون أوامره مطاعه … أنه فوق الجميع … و كان ماله يدعمه أما الأن … ماذا سيفعل؟
لقد صرف كل المال الذى كان بالبنك … و أيضاً ثمن الأرض لم يعد يملك شىء
سوا تلك الشقة الكبيرة الذى يسكن فيها وقف سريعاً و عيونه تلمع بفكره سوف تجعله يحقق حلمه القديم شركة الهندسة الخاصة به
لكنه وقف مكانه حين حضرت قدر إلى عقله أخذ نفس عميق و هو يفكر فى تبعات قراره و لكن غروره و كرهه لها لم يسمح له و لو لثانية واحدة من التفكير و تحرك من فوره لتنفيذ ما يريد
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور عدة أيام غادرت سناء المطبخ متوجهه إلى الهاتف الذى لم يتوقف رنينه
و حين أجابت قطبت جبينها ببعض الضيق حين وصل إليها صوت أصلان السائل
– أنتِ مين ؟
ظلت صامته لثوان ثم قالت بصوت قوى
– أنا عمتك
كان دوره فى الصمت لعدة ثوان
– كويس إنك أنتِ إللى رديتى عليا الواحد مش ناقص قرف
قطبت سناء حاجبيها بضيق و كادت أن تجيبه حين أكمل هو
– عرفى بنت أخوكى أنى جاى آخر الأسبوع علشان هبيع البيت … عرفيها تشوفلها أى زريبه تقعد فيها لحد ما ربنا يخدها و أخلص منها
– أيه إللى أنت بتقوله ده يا أصلان …. بيت أيه إللى تبيعه … بيت الزيني أنت أكيد أتجننت
قالت سناء معترضه ليصرخ بها بصوت عالى
– ده بيتى و أنا حر فيه … أنتِ أصلا قاعده فى بيتى بتعملى أيه ؟ عرفى بنت أخوكى إللى أنا أمرت بيه و متدخليش فى إللى ملكيش فيه يا ….. عمتى
و أغلق الهاتف دون أن يسمح لها بالرد و هى بالأساس لم تكن فى حاله تسمح لها بالرد
هى تعلم أخلاق أصلان و تعلم تكبره و تجبره لكن أن يصل به الأمر أن يبيع بيت والدها و يطرد زوجته بعد أن أخبرهم رمزى أن أصلان قد سحب كل الأموال الموجوده بالبنك …. و بدء عقلها يدور فى دوائر الحيره و القلق ماذا ستفعل و كيف ستخبر قدر بالأمر … و ماذا سيكون رد فعل رمزى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
صعدت إلى غرفة قدر و عقلها سارح فى الأفكار … و كل ما يقوم به أصلان و تقارنه بما يقوم به رمزى و قدر
بالأساس لا يوجد وجه تشابه فى أى شىء
لكن هناك فروق … فروق كبيرة كفرق السماء و الأرض أو الماء و النار الجميل و القبيح
طرقت الباب و حين و صلها صوت قدر فتحت الباب و دلفت لتجد قدر تقف أمام طاولة الزينة تجفف شعرها و جسدها يحاوطه مأزر الحمام
أقتربت منها سريعا و هى تقول بلوم
– أخدتى حمامك لوحدك أفرضى كنت أتزحلقتى و لا دوختي
أبتسمت قدر بسعادة لحنان سناء التى تتشربه منها كأرض عطشه جفت و كل قطرة منها تحييها و تعيد إليها الحياة و تنبت أزهار و ورود
– كنت حرانه أوى .. و حاسه أن التكيف مش عامل أى فرق فى الأوضة
لتنظر سناء إلى المكيف و عادت بنظرها إليها و قالت
– الأوضة متلجه يا قدر .. إزاى مش حاسه بالبروده دى
رفعت قدر كتفيها بلا أعلم لتكمل سناء قائله و هى تتحرك تغلق المكيف
– تعالى ألبسك هدومك علشان متبرديش
بعد عدة دقائق تمددت قدر بإرهاق و قالت بإبتسامة صغيرة
– أنا مش قادرة أتغدي دلوقتي هنام و لما أصحى هبقي أكل
ربتت سناء على كتفها و قالت بحنان
– ماشى يا حبيبتي أرتاحى و نامى
و أعادت تشغيل المكيف و لكن بحراره معتدله و أغلقت الأضائة و غادرت الغرفة
لن تخبرها … سوف تخبر رمزي أولاً و ترى ما رأيه و لكن وقبل أن تتحرك شعرت بدوار قوى
ظلت على وقفتها لعدة ثوان و قد تصل لدقائق
و حين أستعادت إتزانها نفخت بضيق و هى تقول ببعض الغضب
– حسبى الله و نعم الوكيل فيك يا أصلان حرقت دمى و عليت ضغطي
و عادت إلى المطبخ تباشر تجهيز الغداء حتى حضور رمزى
~~~~~~~~~~~~~~~~~
على طاولة الطعام كانت شارده تعبث فقط بالطعام و لم تتناول شىء … كان يلاحظ حالتها الغريبة منذ عودته و لكنه أنتظر أن تتحدث من نفسها خاصة بعد أن أطمئن أن قدر بخير لكنها لم تتحدث
مد يديه يحتضن يديها المستريحة فوق طاولة الطعام لتنظر إليه باستفهام ليقول هو ببعض القلق
– مالك يا سناء .. شكلك مش طبيعى … أيه إللى حصل ؟
أخذت نفس عميق و هى تنظر إليه بخوف وقلق ليقول بقلق أكبر و قلبه يخبره أن هناك شىء كبير قد حدث
– متوقفيش قلبى يا سناء فهمينى فى أيه ؟
– أصلان أتصل النهارده
قالتها سريعاً و كأنها تلقى بهم كبير من فوق كتفيها ليقطب جبينه بغضب قائلاً
– مصيبة أيه المرادى إللى جايه من وراه ؟
ظلت صامته تنظر إليه بخوف و لكنها قالت باستسلام
– أتصل علشان يبلغ قدر أنه جاى آخر الأسبوع علشان يبيع البيت و أنها تشوف لها مكان تانى تقعد فيه
كان رمزي ينظر إليها بصدمه و اندهاش … ماذا يفعل هذا المغرور و أين الحج رضوان الأن … ليرى حفيده الذى باع كل شىء كان له يوماً …. ليرى ذلك الحفيد الذى فضله على قدر … وهو يبيع و قدر تشترى هو يهدم و قدر تبني هو يخسر و قدر تفوز
عاد من أفكاره و نظر إلى سناء و قال مستفهماً
– قدر عرفت ؟
هزت رأسها بلا ليقول هو بعد أن أخذ نفس عميق ببعض الراحه و قال بأمر
– و مش هتعرف حاجه يا سناء … البنت على وش ولاده و أصلا تعبانه مش عايزين ضغطها يعلى تانى عايزينها تقوم بالسلامة
أومئت بنعم و قالت
– بس
و لم تستطع إكمال كلماتها ليربت على يديها برفق و هو يقول بحنان مليىء بالثقه و الأمان
– متقلقيش … أنا موجود و هقف له و مش هسمح أبدا ليه أنه يأذي قدر أو يهد إللى هى بنته
أنحنت تقبل يديه بحب و إحترام و قالت بصدق خالص من قلبها
– ربنا يبارك لنا فى عمرك يا رمزي
أبتسم لها بحنان و قبل رأسها بحب و أحتواء و قال بابتسامته الحنون
– و يبارك ليا فى عمرك يا قلب رمزي

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قدر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى