رواية عشتار وجلجامش الفصل الثامن 8 بقلم حسن المصوف
رواية عشتار وجلجامش الفصل الثامن 8 بقلم حسن المصوف |
رواية عشتار وجلجامش الفصل الثامن 8 بقلم حسن المصوف
بعد انتصار عيقم على جلجامش وإجباره على الاستسلام أمر عيقم بسجن جلجامش وعشتار في قوقعة السلحفاة لمدة أربعون يوماً وقام بتنصيب القعقاع ولياً لعهده ثم أمره أن يجمع أعوان جلجامش المخلصين بحجة أنهم جواسيس ليعدموا بعد ثلاثة أيام حين تتم مبايعة عيقم بالملك في قلعة جلجامش
وصل سامد بجلجامش وعشتار لجزيرة السلاحف يحف بهم الجن من كل جانب كانت الشمس قد بدأت تغرب ليحل ظلام الليل وكان مد البحر عالياً جداً
سامد: تحركوا بسرعة فالمد عال جداً يجب أن نعود بأسرع وقت ممكن
كان مايشغل بال عشتار وهي مكبلة ومعصوبة العينين هو ابنتاها مامصيرهما أما جلجامش فقد كان محطماً تماماً لقد خسر سيفه أقوى سيفٍ في أرض الجن الذي كان فخر قبيلته وأسلافه خسر ملكه وقبيلته واصبحوا تحت حكم ملك جائر سيستعبدهم ويستغل ثرواتهم أيما استغلال
وصلوا جميعاً لسلحفاة كبيرة كان يحيط بها عدد من الجن قاموا بربط رقبتها بسلسلة كبيرة وشدها للأعلى حتى لاتستطيع دخول قوقعتها ثم أمر سامد بحل وثاق كل من جلجامش وعشتار وادخالهما لقوقعة السلحفاة
امسك جلجامش بيد عشتار ودخلا لقوقعة السلحفاة ثم أمر سامد بفك السلسلة المحيطة برقبة السلحفاة فماكان منها إلا دخلت داخل قوقعتها مغلقةً هذا السجن الغريب وباتت في سبات عميق
سامد: أخيراً ارتاح قلبي هيا بنا نعود لديارنا
رحل سامد والجن الذين كانوا معه
كانت عشتار ماتزال ممسكةً بيد جلجامش بقوة
جلجامش بحزن: عشتار تستطيعين نزع عصبة عينيك فلاحاجة لها الآن لايوجد أحدٌ هنا
كانت هذه أول كلمات تسمعها عشتار من جلجامش بعد المعركة كانت تتوقع منه طمأنتها على ابنتيها أو سؤاله عن احوالها على الأقل
لكنه قال هذه الكلمات وعاد في صمته الكئيب مرةً أخرى
اغرورقت عينا عشتار بالدموع ما إن نزعت تلك العصبة لتفاجئ بظلامٍ دامس لم يكن باستطاعتها حتى رؤية يدها
كان المكان مظلماً جداً وضيق وحار والرطبة تكاد تكون قاتلة أحست بصعوبة في التنفس وكأنها داخل قبر ثم اخذت تجهش بالبكاء مع سرعة في وتيرة التنفس أملاً أن يواسيها حبيبها أو يحتضنها على الأقل لكن كان حال جلجامش أسوأ من حالها
أخيراً هدأ روعها بعد ان قطعت الرجاء من مواساة حبيبها لها ثم امسكت كلتا يداه
عشتار: هل ستكون ابنتاي بخير
جلجامش: لاتخافي عليهما إنهما في مكانٍ آمن
عشتار: ماذا عنا نحن الاثنان هل سنظل أربعين يوماً هكذا أكاد اختنق وانا دخلت للتو كيف ساصبر أربعين يوم لا استطيع التحمل لا استطيع
لم يجب جلجامش على سؤالها لكنها أحست أنه يبكي
لأول مرة يبكي زوجها أمامها حاولت وضع يدها على عينه لكنه أشاح بوجهه عنها فاحتضنته قائلةً: مادمت معي ياحبيبي سنتغلب على هذا السجن معاً ونخرج ونقاتل عيقم ونستعيد ملكك لابد من وجود مخرج ما
وضع جلجامش يده فوق رأسه ومسح على جبينها قائلاً: أربعون يوماً خارج قوقعة السلحفاة تعني أربعون سنةً داخلها
أصيبت عشتار بانهيار جراء ماسمعت وكأن عقلها رفض ان يسمع جملة جلجامش الأخيرة
عشتار: ماذا.. ماذا تقول
جلجامش: حين يقترف أحدٌ من الجن جرماً يقتضي سجنه يسجن داخل قوقعة السلحفاة التي تدخل في سبات عميق مإن يدخل أحد قوقعتها
وداخل قوقعة السلحفاة يسير الزمن ببطء شديد فكل يومٍ يمر خارج القوقعة يعادل سنةً داخلها
صرخت عشتار باكية: أسنظل أربعين سنةً في هذا القبر المظلم أهذا ماتحاول قوله
صمت جلجامش واكتفا بحضنها فما كان منها إلا أن سقطت أرضاً تبكي هول مصيبتها
جلس جلجامش بجانبها وهي تمسح صدرها بيدها باكية وتتنفس بسرعة
عشتار: سأموت ساختنق لا استطيع التنفس لااستطيع المكوث هنا أربعين سنة افعل شيئاً أرجوك أرجوك ياحبيبي أرجوك
احتضنها وهي تضرب بيدها على صدره باكية
اخذت تبكي وتبكي وهي تتنفس بسرعة تكاد تختنق حتى خاف عليها جلجامش من ان تموت فعلاً
امسك جلجامش بعشتار من كتفيها وهزها صارخاً: حبيبتي هدأي من روعك اخاف ان تختنقين من بكائك الدموع لن تحل شيئاً الآن عليك بالصبر
عشتار: كيف سأصبر أربعون سنةً افعل شيئاً ارجوك انت قوي جداً وتستطيع ضرب هذه السحفاة وقتلها كما فعلت بذلك الاخطبوط ارجوك ياحبيبي حاول اثق بك
جلجامش: لاسبيل للخروج منذ الأزل سُجنت عفاريت ومردة من أقوى الجن لم يستطيعوا الخروج من قوقعة السلحفاة فمحاولة ضربها من الداخل مستحيلة
هدأت عشتار وكأنها اخذت تتأقلم وتتكيف قليلاً: ماذا لو حاول أحدٌ أخراج رأسها من الخارج هل هذا مستحيل أيضاً
جلجامش:
اخراجها من الخارج سهل جداً لكن المشكلة تكمن في أن هذه الجزيرة مليئة بآلاف السلاحف النائمة حتى وإن كان أحدٌ باستطاعته مساعدتنا لن يكون بإمكانه التعرف على السلحفاة التي نحن بداخلها فالسلاحف جميعها تتشابه علاوة على ذلك حين يوضع أحد داخل سلحفاة يتم بعثرة السلاحف جميعاً حتى سامد وجنده لايستطيعون معرفة أي سلحفاة نوجد فيها الآن
اخراجها من الخارج سهل جداً لكن المشكلة تكمن في أن هذه الجزيرة مليئة بآلاف السلاحف النائمة حتى وإن كان أحدٌ باستطاعته مساعدتنا لن يكون بإمكانه التعرف على السلحفاة التي نحن بداخلها فالسلاحف جميعها تتشابه علاوة على ذلك حين يوضع أحد داخل سلحفاة يتم بعثرة السلاحف جميعاً حتى سامد وجنده لايستطيعون معرفة أي سلحفاة نوجد فيها الآن
عشتار بيأس: إذن لن نخرج من هنا لماذا سجن الجن هكذا؟
جلجامش: أربعون سنةً هي لاشيء مقارنةً بأعمار الجن التي تصل لمئات السنين ليس كبني البشر
عشتار بحسرة وهي تضرب على رأسها: وهذه هي المصيبة سأشيخ في ظلام
زهرة شبابي سأقضيها في قبر إن هذا لظلم شديد
وضعت عشتار رأسها على صدر جلجامش وهي تبكي بصمت
جلجامش: سامحيني ياحبيبتي أنا السبب
فجأة سمعت صوت رفرفرة مألوف
نظرت للأعلى وصرخت بفرح: كابوووووووس
كان الظلام حالكاً لكن لسبب ما استطاعت رؤية صديقها الواطواط كابوس الذي كان يحلق فوق رأسها
جلجامش: آه عدنا لكابوسك هذا ماكان ينقصنا
عشتار: حبيبي لقد أخبرتك من قبل أنك لاتستطيع رؤيته لقد كان هو من أفاقك حين سقطت من الجسر وكان له الفضل في إنقاذ حياتي
لم يشأ جلجامش أن يجادلها فإن كان هذيانها بهذا الكابوس سيؤنسها لاضير منه
عشتار: أين ذهبت ياكابوس وتركت صديقتك
كابوس: حين التم شملك بعائلتك عم الفرح والسرور في قلبك فذهبت أبحث الحزن في مكان آخر لكن الآن حين عاد لك حزنك عدت معه
عشتار: لقد جئت في وقتك ياصديقي نحتاج مساعدتك
كابوس: إن كان هنالك حزنٌ في المساعدة لامشكلة
عشتار: أنت تعلم انني مسجونةٌ في قوقعة هذه السلحفاة ولا استطيع أن أخرج إلا إن استفاقت هل تستطيع افزاعها بكابوسٍ ما
كابوس: امممم لا أعلم فاختلاف وتيرة الزمن داخل القوقعة وخارجها قد يؤثر على قدراتي
عشتار: أليس المكان والزمان يعلقان في الأحلام ويصبحان عاطلان عن العمل
كابوس: لاضير من المحاولة لكن هنالك مشكلتان
عشتار: ماهما؟
كابوس: المشكلة الأولى أن هذه سلحفاة وليست جني
عشتار: حاول ياصديقي قد تنجح لن تخسر شيئاً أنت أملي الوحيد
كابوس: لاتقلقي سأحاول لكن المشكلة الثانية هي المعضلة
عشتار: وماهي؟
كابوس: حين تخاف السلحفاة فإنها تختبئ في قوقعتها وسلحفاتكم مختبئةٌ سلفاً ونهاية الحلم هي مايحدد بدايته
عشتار: ماذا تقصد
كابوس: أعني ماهو الحلم المفزع الذي استطيع بثه في مخيلة السلحفاة من شأنه أن يجعلها تخرج من قوقعتها بدل أن تختبئ فيها
أحست عشتار بالحيرة
عشتار: جلجامش ماهو الشيء الذي يخيف السلحفاة ويجعلها تخرج من قوقعتها بدل أن تختبئ فيها
جلجامش: لماذا هذا السؤال
عشتار: فقط فكر صديقي كابوس سيساعدنا لنهرب من هذا السجن
جلجامش: حبيبتي إنك كمن يبني قصراً في الرمال لاوجود لهذا الوطواط إنه من وحي مخيلتك والديل على ذلك أنه يظهر حين تحسين بالحزن والخوف فتهذين به إنه كابوسك وليس كابوس جن
عشتار: أرجوك ياحبيبي ثق بي سأخرجك من هنا
جلجامش: آه لا أدري ما أقول يبدو أنه لافائدة من محاولة إقناعك.. حسناً فقط لأثبت لك أنه لاوجود لهذا الكابوس لنفرض أن السلحفاة حلمت أنها فوق حافة جبل وأن هذه الحافة توشك على الانهيار لابد لها من أن تخرج من قوقعتها لتهرب لمكانٍ آمن
عشتار بفرح: صحيح إنها فكرةٌ ممتازة مارأيك ياكابوس
كابوس: سأحاول انتظري
ذهب كابوس وساد الهدوء من جديد لكن بأمل وليس بحزن
انتظرت عشتار كثيراً ولكن دون جدوى
جلجامش:حبيبتي هل اقتنعتي الآن أضغاث أحلام أو غير ذلك لاتقلقي ياحبيبتي أنا معك ولن أتركك أبداً حتى إن شختي هنا لن يكون باستطاعتي رؤيتك فالظلام حالك جدا
عشتار: لن أشيخ هنا انتظر وسترى
مضا وقت طويل ولم يحدث أي شيء
كادت عشتار أن تشك في عقلها ولكن فجأةً حدثت هزة في أرجاء المكان وفتح ذلك السجن
نهض جلجامش مذهولاً
عشتار بفرح عظيم: هيا لنخرج بسرعة هيا ألم أقل لك سأخرجك من هنا
خرج الاثنان أخيراً من السلحفاة ووقفا أمامها
اخذت عشتار نفساً عميقاً تستنشق الهواء المنعش البارد
عشتار: آااااه ماأجمل الحياة ألم أقل لك سأخرجك هل صدقت بوجود كابوس الآن
لكن صوتاً من خلفها فاجأها
“أمسكت بك”
“لقد اكتمل القمر”
أدارت عشتار وجهها لتنظر من كان ممسكاً بها وكانت المفاجأة
السعلاة..
قالت عشتار في نفسها ” لقد نسيت أن القمر قد اكتمل الليلة لهذا كان مد البحر عاليا جدا حين وصلنا للجزيرة”
بسرعة وقف جلجامش بين السعلاة وعشتار
جلجامش: ماذا تريدين أيتها السعلاة
السعلاة: بيني وبين هذه الإنسية عهد وقد حان آوانه فقد اكتمل القمر الليلة هل كنت تعتقدين إن بإمكانك الاختباء عني ههه من يشرب مائي استطيع تحديد موقعه ولو كان تحت سابع أرض
عشتار: وكيف ذلك!
السعلاة: أطراف شعري تصبح كجذور الشجر وتقتفي أثر مائي الذي يسري في جسمك فأجدك أينما كنتي لهذا بحثت عنك في عالم الإنس لم أجدك فعدت لعالم الجن استشعر مائي ومن حسن حظي ان القربة ماتزال بحوزتك مما أتاح لي العثور عليك بسرعة كبيرة
لم تكن تعلم السعلاة أن هذا كان من حسن حظ عشتار وجلجامش لاحظها هي بادرها جلجامش: وكيف استطعتي اخراج السلحفاة من قوقعتها
السعلاة: كان ذلك سهلا جداً وضعت أمامها عدوها اللدود وطعامها
المفضل قنديل البحر أتيت به من بحر القناديل وركبت فوق قوقعتها واخذت أطرق قليلاً وانتظر قليلاً بشكل متكرر حتى استفاقت فشمت رائحته واخرجت رأسها لتقتله وتأكله فربطتها بحبل وربطت الحبل في ذيلها
المفضل قنديل البحر أتيت به من بحر القناديل وركبت فوق قوقعتها واخذت أطرق قليلاً وانتظر قليلاً بشكل متكرر حتى استفاقت فشمت رائحته واخرجت رأسها لتقتله وتأكله فربطتها بحبل وربطت الحبل في ذيلها
جلجامش: أتدرين أنك اقترفتي أمراً محظوراً بإيقاظ هذه السلحفاة
السعلاة: لايهمني قلت لك بيني وبين هذه الإنسية عهد أن لايتدخل بيننا لإنسٌ ولاجان
أحست عشتار بالقلق فقد بدا على السعلاة أنها تتكلم بثقةٍ كبيرة ممايدل على استعدادها لمواجهة جلجامش وما أقلقها أكثر أن زوجها يتعامل مع السعلاة بحذر إذ أنه لايملك سيفه ولاشك أنه يخاف عليها فكل مرة يدخل في معركةٍ وهي بجانبه يستغل العدو نقطة ضعفه
صرخت السعلاة: أين زوجك
أراد جلجامش أن يتكلم لكن عشتار قاطعته بسرعة: إنه داخل السلحفاة
نظر جلجامش لعشتار مستغرباً مما أثار ريبة
السعلاة
عشتار: جلجامش اذهب للمدخل واصرخ بأعلى صوتك “يازوج عشتار”
فطن جلجامش أن عشتار لديها خطةٌ ما فذهب لمدخل قوقعة السلحفاة وصرخ: يازوج عشتار
فارتد عليه صدى صوته ” عشتار عشتار عشتار”
صرخ مرةً أخرى: يازوج عشتار
وأيضاً ارتد عليه صدى صوته ” عشتار عشتار”
قالت عشتار بغضب: ياله من زوج جبان لايريد الخروج من قوقعة السلحفاة جلجامش يناديه وهو يناديني ياله من زوج عنيد
السعلاة بغضب: هيا اخرجي زوجك لقد تأخرنا لاتراوغي
عشتار: لقد حاولنا معه مراراً ولكنه خائف من الخروج ربما لو دخلتي له وقمتي بإخافته سيخرج هارباً
السعلاة بحذر: حسناً سأدخل لأخيفه ولكن حذارٍ ان هربتي سأقتلك هذه المرة
عشتار: لاجدوى من الهرب ستستطيعين تحديد مكاني بسهولةٍ وسرعة
أحست السعلاة بالاطمئنان وقالت: حسناً انتظري هنا
دخلت السعلاة لقوقعة السلحفاة أخيراً
صرخت عشتار: جلجامش بسرعة اقطع الحبل الذي يطوق رقبة السلحفاة
قفز جلجامش بسرعةٍ رهيبة فوق السلحفاة وقطع الحبل
بدأت السلحفاة تدخل قوقعتها بسرعة
صرخت السعلاة من الداخل: لااااا.. لا لقد خدعتني أيتها الماكرة سأنتقم منكِ
واختبأت السلحفاة في قوقعتها مغلقةً على السعلاة
نظرت عشتار للسلحفاة بنشوة نصر وبرودة أعصاب وقالت: أراك بعد أربعين سنة ياعجوز النحس
جلجامش: بل أربعون يوما فهي ستمكث أربعون سنةً بالداخل تعادل أربعون يوما بالخارج عليك أن تحذري حين تخرج إن ظفرت بك ستخنقك حتى الموت
عشتار: لايهم سأكون بانتظارها و سأتغلب عليها دوماً وستحميني منها ياحبيبي
جلجامش:لن تستطيع لمس شعرة من رأسك ياحلوتي لاتخافي لكن لم أكن أعلم أنك ماكرة لهذه الدرجة
ضحكت عشتار: هذا جزاء من يفكر مشاركتي زوجي
ماذا سنفعل الآن هل نذهب لنطمئن على ابنتانا
جلجامش: لا فهم بمأمن لاشك ولانستطيع أن نذهب هناك حتى لايكتشف أحد أننا هربنا من السجن
عشتار: إذن أين سنذهب
جلجامش: سنذهب للجبل الأزرق هنالك مغارة سرية كنت قد أعددتها أنا ورجالي المخلصين لمثل هذه الحالات الطارئة من تمكن من الهرب ستجدينه هناك كم امتنى أن يكون ياحين نجا بحياته واستطاع الوصول إليها
عشتار: حسنا طر بي ياحبيبي بسرعة أريد أن يداعب نسيم الرياح البارد وجنتاي ورقبتي أريد أن يتخلل شعري هواء منعش بعد الاختناق الذي عشته داخل تلك السلحفاة
جلجامش: سيكون من الخطر أن نطير في الجو يجب أن تعلمي أننا في خطر شديد إن علم أحد بهروبي سيضع عيقم جائزة كبيرة على رأسي لاشك، ناهيك عن أعدائي من هنا وهناك علاوة على ذلك لاأملك سيفي لذلك من الحكمة أن نتخفى حتى نصل للمغارة ونتشاور مع أعواني ماهي الخطوة التالية
عشتار: وماذا تنوي أن تفعل أقصد ماهي خطتك
جلجامش: يجب أن استعيد ملكي قبل تتويج عيقم ملكاً على قبيلتي واخسرها للأبد
تلثم كل من عشتار وجلجامش بملابسهما وهما بالابتعاد عن السلحفاة لكن عشتار عادت وقامت بفك كيس جلدي كان يطوق قربة الماء التي بحوزتها وضعت فيه قنديل البحر التي كانت السعلاة احضرته للسلحفاة وربطت الكيس في خصرها واخذت الحبل أيضاً
جلجامش: ماذا ستفعلين بهذه القنديل والحبل!
عشتار: لا أدري ولكني تعلمت أن كل شيء له فائدة في أرض الجن
قالت هذه الكلمات وهي تهز قربة الماء فضحك جلجامش ومشا الاثنان إلى أن وصلا لشاطئ البحر وهناك وجدت جسراً طوله خمسة أمتارتقريباً مربوطٌ به قاربان أزرق وأخضر ورجل عجوز يصطاد السمك
همست عشتار: إنه الشق كيف جاء إلى هنا
جلجامش: مايميز الشق أن باستطاعته التواجد في عدة أماكن بنفس الوقت
اقتربت عشتار من الشق الذي كان سارحاً في البحر
قالت عشتار بتحاذق: أشم رائحة شق
ضحك الشق بصمت وقال دون أن يلتفت: ههه وأنا اشم رائحة قنديل بحر لايتواجد قناديل هنا
عشتار: أمازلت تحاول الصيد
الشق: وأما زلت على قيد الحياة إيتها الصغيرة
جلجامش: نقصد الضفة يا شق
الشق: اختر لك قارباً ولكن بحذر
جلجامش: ماذا تريد ثمناً لهذا القارب الأزرق
الشق: اممم ماذا تريد ثمناً لهذا القارب الأزرق
عشتار: مارأيك في هذا القنديل يوفرعليك عناء الصيد
الشق: الصبر هو مايميز صيد البحر فأنا اصطاد لتعلم الصبر لا كي آكل
قامت عشتار بعرض الحبل عليه وقربة الماء أيضاً لكنه لم يوافق
عشتار: غريب في المرة الماضية أعرتني قارباً مقابل لعقة عسل والآن لاشيء يعجبك
الشق: لعقة العسل كانت كل ماتمل
كين في المرة الماضية لهذا قبلت بها عليك أن تفهمي ذلك فأنا لم أجلس انتظر هنا بقواربي لاقايضهم بهذه الاشياء التافهة
كين في المرة الماضية لهذا قبلت بها عليك أن تفهمي ذلك فأنا لم أجلس انتظر هنا بقواربي لاقايضهم بهذه الاشياء التافهة
كان يطوق خصر جلجامش حزام جلدي مرصع بأحجار كريمة
نزع جلجامش الحزام قائلاً: مارأيك بهذا الحزام
الشق: هذا مايسمى مقايضة حظا موفقاً
صعدت عشتار القارب وأخذ جلجامش يدفعه بعيداً عن الشاطئ
عشتار مودعةً الشق: لا أظن أننا بحاجة لثقب القارب هذه المرة
ضحك الشق وقال: هذه المرة تحتاجون حظاً كبير هه
أخذ جلجامش يجذف حتى اختفت الجزيرة عن أنظارهم
ثم فجأة ارتطم شيء بالقارب كاد أن يقلبه
صرخت عشتار: إنه الدلهاب
جلجامش: هدئي من روعك إن هذا شيء طبيعي أعطني القنديل والحبل
توسطت عشتار القارب واعطت زوجها الكيس الجلدي الذي يحتوي القنديل والحبل
ذهب جلجامش لحافة القارب ينظر داخل الماء
فجأةً قفز عليه دلهاب من الماء يريد عضه لكن جلجامش أمسكه من رقبت بسرعة وادخل رأس الدلهاب داخل الكيس وربطه فسال القنديل كالهلام على وجه الدلهاب الذي أخذ يعفر من حرارة الهلام اللاسع ثم قام جلجامش بربط الحبال بيدي الدلهاب حتى كبلهما وغدا الحبل كأنه سرج والقى بالدلهاب في البحر مرةً أخرى
أخذ الدلهاب يسبح برجليه بسرعة يظن أنه يهرب من حرارة هلام قنديل البحر وكان جلجامش يوجهه بالحبل تارة ويرفعه للسطح تارة حتى أصبح القارب يسير سريعاً
جلجامش: صدقتي لقد استفدنا من هذا القنديل هه
عشتار: لقد تكرر كل ماررت به لكن الفرق أنني أحس بالأمان الآن.. أحبك
جلجامش: حبك يامعشوقتي هو أملي ثقي بي لن تمري بمثل ماررت به حين كان مغما علي سأحميك لاتخافي لكن اعلمي أنه عند اي شاطئ يوجد الشق وفي أي بحر يوجد الدلهاب هما شيء مسلم به
عشتار: هل بقي علينا الكثير حتى نصل للشاطئ
جلجامش: بمساعدة الدلهاب سنصل قريبا جدا
عشتار: مسكين هذا الدلهاب ماذا ستفعل به حين نصل للشاطئ
جلجامش: سأشنقه على جذع شجرة
عشتار: لا إنه مسكين دعه يعيش فقط إرمه في البحر بسلام فلن تجني من قتله شيئا
جلجامش: حسنا إنه يوم حظك يادلهاب فقد شفعت لك الأميرة
فجأة وكأن شيئا انقض على الدلهاب وقضمه بالعا إياه واختفى بسرعة
عشتار بهلع: ماكان ذلك
صمت جلجامش وكان ينظر داخل سطح البحر جيداً
ثم بسرعة قبض على عشتار وقفز بها خارج القارب وخرج وحش بسرعة من البحر وقضم القارب وهشمه
كان ذلك هو فيل البحر رأسه رأس فيل له خرطوم طويل وجسمه جسم حية كبيرة وفكه كفك قرش كبير مرعب
غطس جلجامش داخل البحر ومعه عشتار الذي كان قلبها ينبض بسرعة رهيبة من شدة الفزع من هول منظر هذا الوحش وبشاعته
كان فيل البحر يبحث هنا وهناك وكان جلجامش ساكناً جداً إلى أن أشاح فيل البحر بوجه للجهة الأخرى يريد الابتعاد لكن لم يعد بإمكان عشتار أن تصمد أكثر من ذلك داخل ماء البحر فأخذت تحرك رأسها
انتبه لهما فيل البحر وانقض تجاههما بسرعة فاتحاً فمه الكبير
كاد فيل البحر أن ينهشهما لكن جلجامش وضع قدميه على فكي فيل البحر بقوة وفيل البحر يدفعهما بقوة وسرعة وفمه يسحب كل شيء
انفلتت عشتار من جلجامش وكادت أن تدخل فم الفيل لكن جلجامش في اللحظة الأخيرة استطاع الامساك بها واخرجها من داخل فم الفيل الذي لم يكن باستطاعته اغلاق فمه نظرا لأن جلجامش يضغط على فكي الفيل بكلتا رجليه
وضع جلجامش عشتار على رقبته مرة أخرى كان فيل البحر قد وصل لسطح الماء وقفز بهما في الجو عاليا جدا لدرجة أن عشتار استطاعت التنفس وهي معلقة برقبة جلجامش الذي بدوره واضعا قدميه على فكي هذا الوحش وهم معلقون في الهواء وضوء القمر منعكس عليهم ثم بسرعة وهم معلقون في الهواء أدار جلجامش عشتار وراء ظهره وأخذ يوجه عدة لكمات قوية لوجه الفيل خوفا أن ينقلب بهم ويغطس عليهم مرة أخرى
كانت لكمات جلجامش جدا قوية لدرجة أن عشتار كانت تهتز وكأنها طفل
أخيرا وجه الفيل ضربة بخرطومه لجلجامش قذفت به بعيدا هو وعشتار
سقط جلجامش وعشتار في البحر مرة أخرى وبسرعة صعد جلجامش للسطح ووضع عشتار على ماتبقى من القارب المهشم
جلجامش: انتظري هنا
وغطس مرةً أخرى
كانت عشتار ترتجف من الخوف والبرد والفزع وتحتها في الاعماق كانت تحس بتخبطات ولكمات قوية والموج من شدة المعركة داخل البحر كان شديدا يأرجح القارب في كل الاتجاهات
عشتار: يا إلهي احرسنا يا إلهي ارجع زوجي سالما
إلى أن هدأ الموج أخيراً وسكن كل شيء أخذت عشتار تترقب وتنظر ماذا حدث
وكانت المفاجأة أن طفا ذلك الوحش ميتاً نظرت إليه جيدا بخوف كان رأسه مشدود للخلف وفمه مفتوح بشكل مخيف و خرطومه مربوط حول عنقه
لقد خنقه بخرطومه
خرج جلجامش من داخل البحر بهيبة وغضب يلتقط أنفاسه
احتضنت عشتار جلجامش وهي تبكي بفرح قائلة: إنك قوي جداً