Uncategorized

رواية ثائر الفصل الثامن 8 بقلم هنا سامح

  رواية ثائر الفصل الثامن 8 بقلم هنا سامح

رواية ثائر الفصل الثامن 8 بقلم هنا سامح

رواية ثائر الفصل الثامن 8 بقلم هنا سامح

– ثائر!
آخر شيء قالته جميلة بصدمة، قبل أن تغمض عينيها ويحملها ثائر بخوف، ووضعها داخل سيارته وفي طريقه بها للمستشفى.
كان ينظر لها بين الحين والآخر بدموع، دقات قلبه تتسارع بجنون، شعر بالندم لما فعله بها، وكذبه عليها وإيقاعها في حبه ثم تركها وعودته لابنة عمها، لا ينكر أن هُناك بعض المشاعر اتجاه مِنه، لكنه يشعر أن علاقتهم سويًا تتراجع حتى ستصل لانعدام.
وجميلة، كان يشعر اتجاهها بمشاعر مختلفة، من ناحية يكذب عليها لحاجته لأموال، ومن ناحية كان يشعر بانجذابه إليها رويدًا رويدًا.
زفر بضيق، ثم همس لنفسه بندم:
– إنتَ غلطان، زمانها كرهتك.
ثم عاد ببصره إليها وقال:
– وانتِ؟ وانتِ ما تعرفيش أنا دورت عليكِ قد إيه! كنت بدور زي المجنون مع إن أنا اللي خرجتك! أنا مشاعري متلخبطة! أنا مش عارف أقولك إيه؟ أنا أسف.
وصل بها للمستشفى وهبط من سيارته وفتح باب المقعد الخلفي حيث تجلس، بلع رمقه من منظر الدماء على جبهتها، ف تراجع بدموع وجلب منديل ورقي، ومسح جبهتها حيث الدماء وحملها برفق ودلف بها للداخل.
– عايز دكتور لو سمحتِ، وبسرعة.
وقفت موظفة الاستقبال بسرعة، وقالت وهي تسير بسرعة بعد أن رأت حالة جميلة:
– ثوانِ.
دقيقتان وكان قد حضر الطبيب، ومن قبله الممرضين ومعهم “الترولي” وضعها هو برفق عليه، وقال برجاء للطبيب:
– الله يخليك يا دكتور شوف حالتها بسرعة
ثم أكمل بسرعة وتعلثم:
– هي هي عملت حادثة، في عربية خبطتها ونزفت دم كتير و
صمت ولم يستطع إكمال حديثه، وبدأت دموعه بالهبوط بخوف وعدم وعي، أشفق عليه الطبيب وقال وهو يذهب:
– هتبقى كويسة إن شاء الله، إهدى إنتَ بس وادعيلها.
ذهب الطبيب وذهبت جميلة، ف ألقى جسده على الأرضية الباردة وقال بدموع:
– بدعيلها، بدعيلها، أنا أسف حقِك عليا يا جميلة، حقك عليا.
أغمض عينيها وأرجع رأسه للوراء وبدأ بالدعاء لها برجاء.
******************
كان يسير فريد بشرود بعد أن ذهب لعم جميلة وقال له أنها ذهبت من فترة، إلى أين ذهبت وأين سيبحث عنها؟ لا يعرف، لعن نفسه ولعن صمته في ذلك الوقت، لا يدري حتى الآن لما لم يجيب وقتها ويقول أنه مصر على قراره، يريدها زوجته، لن يغير فكرته عنها، لكل منهم ماضيه وهو يتقبله، هو يريدها هي لا ماضيها.
– لو ما كنتش سكت! ما كانش ده حصل! طب طب هي ليها صحاب؟ وانا هاعرف منين؟ هتعرف منين يا غبي! يا غبي.
جذب نظره بقعة دماء كبيرة، في منتصف الطريق، دقات قلبه تسارعت تلقائيًا، ووجد صورة جميلة أمام عينيه، ف انحبست أنفاسه بخوف، وذهب لرجل كان يقف على جانب الطريق.
– لو سمحت؟ ممكن سؤال؟
التفت إليه الرجل وقال بإبتسامة:
– اتفضل يا ابني، عايز حاجة؟
حرك رأسه بشرود وأردف:
– أيوة أيوة، هو هو إيه الدم ده؟
تبدلت ملامح الرجل للعبوس وقال بأسف ممزوج بالشفقة:
– يا عيني والله، بنت صغيرة كده سواق خبطها وخدوها على المستشفى.
قبض قلبه بصدمة، وقال:
– طب اوصفلي شكلها كده؟
حاول الرجل تذكر شكلها، لكن قال بصعوبة:
– والله يا ابني أنا راجل كبير ومش بفتكر أوي، وكمان البنت وشها كان فيه دم وما شوفناش أوي.
أصر على طلبه وقال برجاء:
– علشان خاطري تحاول تفتكر، طب وشها لبسها أي حاجة.
– بص يا ابني هي شكلها قريبتك وبتدور عليها، بص هي كانت لابسة فستان اسود وحجاب عليه ورود كده وكانت طويلة.
أغمض عينيه بألم وقال:
– خدوها مستشفى إيه؟
– فيه مستشفى قريبة منها، اعتقد الراجل خدها فيها، وكان باين إنه يعرفها.
تركه وذهب ولم يجيب وانتظر سيارة أجرة تأخذه للمستشفى ليرى معشوقته.
******************
وصل فريد للمستشفى ودلف لموظفة الاستقبال وقال بإرهاق:
– فيه بنت جات من شوية في حادثة سير، عايز أوضتها.
نظرت له موظفة الاستقبال ثم فتحت الحاسوب وقالت:
– الغرفة رقم ١٠٨ هتلاقيها في الدور التاني على إيدك اليمين.
– شكرًا.
قالها وصعد لمكان ما قالته، وجد ثائر يجلس على الأرضية يبكي ويمسح دموعه، نظر له باستغراب ثم اتجه إليه وقال:
– إنتَ مين؟
رفع ثائر رأسه وقال باستغراب:
– إنتِ اللي مين؟ محتاج حاجة؟
أشار فريد للغرفة وقال:
– دي أوضة جميلة؟
مسح بقايا دموعه ووقف وقال بضيق:
– إنتَ تعرف جميلة؟
عبس فريد بوجهه بغضب:
– إنتَ اللي تعرفها؟ انتَ مين؟
شعر ثائر بالضيق والغيرة اتجاهه وفطن أنه ربما هو من كانت جميلة عنده طوال الفترة، ف ضم حاجبيه بضيق وقال:
– أنا جوزها، إنتَ بقى مين؟
ابتسم فريد بسخرية وقال:
– قصدك طليقها؟ اظبط كلامك.
تركه ثائر وجلس على المقعد بإرهاق وقال:
– أنا مش فاضيلك، جميلة بس تقوم بالسلامة.
نظر له فريد وصمت وجلس بمقعد بعيد عنه، ينتظران قدوم الطبيب.
بعد فترة
خرج الطبيب من الغرفة وهو ينزل الكمامة عن وجهه عندما رأى الاثنان يذهبان إليه بلهفة ويقولان:
– جميلة عاملة إيه؟
أجاب الطبيب بعملية:
– المريضة كويسة هي مجرد إصابات سطحية، وكسر في إيديها الشمال وخلاص، ألف سلامة عليها.
أجاب فريد بسرعة:
– أقدر أدخلها؟
– هي لسه ما فاقتش بس تقدروا لما تفوق تشوفوها.
حرك فريد رأسه بلهفة وقال:
– تمام، شكرًا يا دكتور.
شعر ثائر بالغضب اتجاه فريد ولهفته على جميلة، ف اتجه إليه بغضب وأمسكه من ملابسه وقال:
– إنتَ مالك ومالها يا بتاع انتَ! ابعد عن جميلة أحسنلك.
أزاح فريد يده ببرود وقال:
– لا لأ ده إنتَ اللي تنسى جميلة خالص، وما تفكرش تيجي ناحيتها.
صرخ به ثائر:
– وانتَ مال أهلك أجي ولا ما جيش، كانت عينتك ولي أمرها، هي تفوق بس وهاخدها من هِنا.
ضربه فريد في صدره بغضب وقال:
– أنا اللي هاخدها، إنتَ اتجوزتها وطلقتها وفرصتك خلصت.
– هو إيه اللي فرصتي خلصت! جميلة بتاعتي وهتفضل طول عمرها بتاعتي وملكي.
– يعني إيه بتاعتك؟ إنتَ عايزها ملكك وخلاص ومش مهم عندك تكون مبسوطة! هي لو عايزاك ما كنتش سابتك.
صرخ به بغضب ودون وعي:
– أنا اللي سيبتها مالكش دعوة.
ابتعد عنه فريد بصدمة وقال:
– أقسملك بالله، إنتَ ولا بتحبها ولا حاجة، لو كنت بتحبها بجد ولو أنا حسيت للحظة واحدة، كنت سيبتها، إنما إنتَ مش بتحبها قد ما انتَ عايزها ليك.
حرك ثائر رأسه بإصرار وأردف:
– لأ بحبها بقولك بحبها، ولو إنتَ بالنسبالك ده مش بحب، ف بالنسبالي ده عشق، عشق الثائر.
هز فريد رأسه بنفي عدة مرات ولم يجيب عليه، وجلس ينتظر جميلة وهو ينظر لثائر بحيرة.
******************
بعد وقت
رأوا الممرضة التي كانت قد دخلت إلى جميلة منذ دقائق، وذهبت إليهم وقالت:
– المريضة صحيت.
وقف الاثنين بسرعة ودلفوا لجميلة التي نظرت لهم باستغراب، نظرت لثائر أولًا ثم لفريد أخيرًا، وظلت أنظارها لفريد مما جعل ثائر يلقي بشيء كان موضوع على المنضدة بغضب.
صرخت جميلة بصدمة، ف قال فريد بغضب:
– مش تحاسب يا غبي إنتَ!
جز ثائر على أسنانه وهو ينظر لجميلة:
– وانتَ مالك إنتَ.
– جميلة لسه صاحية، ومش قادرة وانتَ عمال تزعجها!
اقترب منها وجلس على الفراش وقال:
– وانتَ مش هتخاف عليها أكتر مني!
نظر لجميلة وقال ببرود:
– حمد الله على سلامتك يا جميلتي.
رفعت حاجبيها باستغراب ولم تجيب، بينما شعر فريد بالغليان داخله ف قال:
– أنا مشفق عليك أوي.
نظر له الثاني ببرود وأجاب:
– مالكش دعوة، أنا أعمل اللي يعجبني
ثم حدث جميلة:
– قومي يلا يا جميلة علشان نمشي.
هُنا تحدثت جميلة وقالت بصدمة:
– نمشي فين؟
ابتسم لها بضيق وقال:
– يعني هنمشي فين يا روحي؟ أكيد على بيتنا!
– بيتنا! مين قال إني جاية معاك!
ضغط على أسنانه وقال بضيق:
– إنتِ مالكيش حد غيري يا جميلة فوقي!
صدح صوته القوي الواثق فجأة وقال:
– مين قال إن مالهاش حد وانا روحت فين؟ جميلة جاية معايا.
نظرت لهم بتشوش، وقال ثائر:
– جميلة جاية معايا أنا.
لم تجيب جميلة ف عرف فريد أنها تريد الذهاب معه ف ابتسم بوجع، واستدار ليذهب لكن استمع لصوتها يعترض طريقه:
– فريد استنى.

يتبع…..

لقراءة الفصل التاسع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية بريئة حطمت غروره للكاتبة ميرا أبو الخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى