Uncategorized

رواية سيلا الحلقة السابعة 7 بقلم نجلاء ناجي

 رواية سيلا الحلقة السابعة 7 بقلم نجلاء ناجي 

رواية سيلا الحلقة السابعة 7 بقلم نجلاء ناجي 

رواية سيلا الحلقة السابعة 7 بقلم نجلاء ناجي 

الحاج رشدى متفرسا لملامحه ،وبصوت هادىء :

اختارتك يا اسلام ؛وخايفة من شيماء ورد فعلها .

اسلام بحزم : انا هتكلم مع شيماء.

الحاج رشدى : طب شوف سيلا هتستلم شغلها عندك امتى ؟ وانت هتعرف شيماء امتى ؟ علشان نكتب كتابكم … انت عارف ان سيلا عدتها خلصت بقالها شهر كدا .

اسلام : تمام يا حاج ،انا هرتب كل شىء واقولك .

ينهض اسلام ويكمل : امشى انا بقى علشان الحق اسافر إسكندرية. .

الحاجة صفية بلهفة : طب بات وبكره الصبح من بدرى ابقى سافر .

اسلام : ماشى يا حاجة ،بس اعملى لى غدا حلو بقى وانا داخل قوطتى انام حبه ..

تستمع لهم نشوى وتخبر شيماء بأمر زواج اسلام من سيلا….

بعد فترة من الوقت ،يستمع اسلام الى صوت جلبة وصريخ بالخارج ،ينتفض مزعورا ،ويتجه ليخرج من غرفته مسرعا خائفا على والديه ،ليفاجئ بوجود شيماء امامه وهى تبارك له الزواج .

شيماء بصوت عال وبغضب : صح النوم يا عريس الهنا … الف مبروك.

اسلام بدهشة وهو ينظر لها ،غير مستوعب لوجودها ولحديثها :فى ايه يا شيماء ؟

شيماء بحنق وغضب : فى إيه ؟ فيه إنى نايمه على ودانى ،والبيه جوزى هيتجوز سيلا ،والحاج والحاجه موافقين طبعا .

تنظر لهما وتكمل بكل حقد وغضب وكأنها

تسبهما :مهى حبيبة القلب ،لكن ….

يقتطعها اسلام بغضب وهو يمسك يدها ويشدها لداخل غرفته : تعالى جوه نتكلم.

شيماء بحده وهى تنفض يده من على زراعها : ليه ،هو فيه اسرار . ما كل حاجة على عينك يا تاجر ..

تذداد شراسة وهى تكمل : أنااا تتجوز عليا ؟

ومين ؟ سيلا !! انا بنت نشأت بيه تساوى بينى وبين سيلا اللى الخدامه عندى عندها ضعف مؤهلاتها … الفقيرة العدمانه دى تتجوزها.

الحاجة صفية صائحة : عيب كدا … سيلا ست الناس

شيماء وهى تلوح لها بيدها دليلا على سخطها وعدم رضاها بالحديث .

اسلام بغضب : مين اللى قالك يا شيماء ؟ .

نشوى وهى تستمع لهم وتقول لنفسها : الله يخرب بيتك ؛ هتخربى بيتى زى ما اتخرب ييتك .

شيماء بعند وتحدى : ليه هو سر ؟

اسلام وهو يصيح بغضب وبصوت هادر :ردى عليا … مين اللى قالك ؟

شيماء وقد أجفلت من صوت إسلام فقالت بسرعة : نشوى

الحاج رشدى وهو يمسك إسلام من زراعة : حسابها مع جوزها مش معانا، يا اسلام .

خد مراتك واطلعوا شقتكم فوق .

يخرج اسلام وشيماء ويصعدان الى شقتهما …

شيماء بغضب : اناااا تتجوز عليا يا اسلام ليه ؟ بتحبها ولا ايه ؟

اسلام بغضب : حب إيه وزفت ايه ؟ … انا مش بتاع حب

شيماء وهى تقترب منه والشر يتطاير منها وتتفرس عيناه جيدا لتعرف ان كان صادقا ام كاذبا : أمال اية ؟ … عايز تتجوزها ليه ؟ قصرت معاك فى إيه ؟

اسلام يسخرية : قصرت !! هو المدام مقصرتش فى اى حاجة خاصة مع اصحابها والنادى . لكن انا والولاد اخبارنا إيه معاكى ؛تقدرى تقولى لى الولاد فين دلوقتى ؟ مع مين ؟

تنظر له شيماء وتقول : فى البيت مع الداده والخدم ..

اسلام مستنكرا وبسخرية : الداادة والخدم … هم دول اهلهم ،هم دول ابوهم وامهم . بتعرفى حاجه عنهم؛ بيحبوا ايه ؟ بيكرهوا ايه ؟

بلاش هما ، طب عارفة عنى حاجه ؟ طب عن شغلى ،ولا اقولك بلاش شغلى ؛لان اكيد اخوكى وليد بينقل لك كل اخبارى . بلاش والنبي كلمة قصرت معاك فى إيه؟ لانك مقصرة ، ومقصرة كتير اوى يا مدام .

تنظر له شيماء بصدمه ولا ترد .

يتنهد اسلام ثم يقول : بس مش دى المشكلة .

شيماءبتساؤل : أمال المشكلة ايه ؟ قول لى ؟

اسلام بحزم : المشكلة ان ولاد ماذن محدش

هيربيهم غيرى ،مش هخلى ولاد اخويا راجل غريب يتحكم فيهم وفى مالهم .

تلمع عيون شيماء وقد فهمت ما يهدف له اسلام فتسأله لتتأكد : يعنى انت عايز تتجوز سيلا علشان محدش غريب ينط لك فى الشركة ويقرفك … صح ؟

اسلام متنهدا وقد اصابت : ايوه ..، وكمان علشان مش عايز حد يربر ولاد اخويا غيرى . لو كنت انا اللى مت كان ماذن هيربى ولادى يا شيماء ..

ويضحك ساخرا ويقول : وكان هيتجوزك.

شيماء بسرعة : بس انت هتتجوزها … يعنى ازاى ؟

اسلام وهو يتجه الى غرفة نومه : شيماء مش عايز كلام كتير ، انا مصدع وعايز انام .. لو هتقعدى متصدعنيش ، ولو هتسافرى لولادك ؛ يبقى الحقى روحى لهم .ولو انى معتقدش انك هتروحى على الشقة .. اكيد هتروحى النادى …

شيماء وهى تسأله بفضول : هى سيلا هنا ؟

اسلام يلتفت لها وبقول بسخرية : ليه .. هى نشوى قالت لك الاخبار ناقصة ولا إية ؟ يكمل طريقة لغرفة النوم ويقول : على العموم محدش هنا .

ويتركها ويدخل لينام …

تقول شيماء بصوت عالى لتسمعه : انا راجعة اسكندرية …

وتحرج شيماء عائدة الى الاسكندرية. ويستمع اسلام لصوت اغلاق شيناء لباب الشقة ،فيعتدل فى جلستة على السرير قائلا بتهكم : وقال إيه. . قصرت معاك فى إيه؟ يخرج هاتفة ويتصل بسيلا ..

سيلا وهى ترى اسم اسلام يضىء شاشة هاتفها ،فتتردد هل ترد ام لا .. حتى تحسم امرها وترد بقلق ..

سيلا بصوت متوتر : الو ، السلام عليكم .

اسلام بهدوء : وعليكم السلام. إذيك يا سيلا

سيلا وهى تبتلع رقيها بصعوبة وخجل : الحمد لله

اسلام متنهدا : هتيجى امتى يا سيلا ؟

سيلا وقد انقبض قلبها برهبه وخوف فترد بإرتباك :

-يعنى لسه …لما.. .

اسلام مقاطعا لها : انا هاجى اجيبك بكره انتى والعيال يا سيلا ،ونكتب كتابنا …

تشعر سيلا وكأن الدماء قد هربت من جسدها لغير رجعه ،خوا ،قلقا،توترا ،تشعر وكأنها ألقت من فوق جبل شاهق وروحها تسحب منها ببطىء شديد

يتنهد اسلام ويكمل : شيماء عرفت كل حاجة ، ومتقبلة الوضع ؛يعنى مفيش داعى ل….

لم يكمل اسلام كلامه فقد سمع أصوات عاليه تنادى على سيلا …

اسلام بقلق : ألو …الو … سيلا .. سيلا ردى

يرد علية محمد اخو سيلا وهو يلتقط هاتف سيلا : الو مين معايا ؟

اسلام بدهشة وبنبرة صارمه : انا اسلام انت مين ؟

محمد مرحبا بتوتر : اهلا اسلام ؛انا محمد اخو سيلا .

يزفر اسلام نفسا قويا ينفث فيه عن غضبه ؛ فقد ظن انه رجلا غريبا ،بل وظن ان سيلا تركت الهاتف من يدها لنفورها من فكرة الزواج به او حتى لشعورها بأنها مجبرة عليه …

يكمل محمد حديثة قائلا : معلش أصل سيلا اغم عليها واحنا بنفوقها . هكلمك بعدين .

ينهى الاتصال ولا يزال اسلام ممسكا بهاتفة ،يردد كلمات محمد فى عقلة : اغم عليها !!

ينهض اسلام بسرهة وينزل الى شقة

والديه ،ويدخل عليهما غرفتهما ويخبر الحاج رشدى ما حدث .

الحاج رشدى : وبعدين … هنعمل ايه ؟ … طب كلمهم تانى كدا. .

يحاول اسلام مكالمتهم ولكن لا احد يرد ،يكرر المحاولة مرة اخرى وثالثة ورابعة فيقول بغضب

وقلق : محدش بيرد خالص ؛لا على تليفون البيت ولا والدتها ولا حتى….سيلا

الحاجة صفية بتوتر وحزن : يا حبيبتى يا بنتى ، ياترى حصل لها إيه ؟

اسلام وهو يتجه للخروج من الغرفة : انا مسافر اسكندرية هشوف اخبارها ايه و بكرة ان شاء الله هجيبها مع الولاد نكتب الكتاب ونرجع ونخلص من الدوشة دى كلها ..

صفية بلهفة : طب كل الاول انت جعان .

اسلام بجدية : مليش نفس يا حاجة

يذهب اسلام الى منزل أخو سيلا مباشرة بعد وصوله الى الاسكندرية ،يخبره محمد بأنها نائمة الان ،إلا ان إسلام أصر على رؤيتها .

تذهب هناء وتوقظ سيلا والتى شعرت بخوف وقلق عندما علمت بحضور اسلام بالخارج وطلبه لرؤيتها .

تدخل هناء الى غرفة الصالون وتجلس على اقرب كرسي لها، وتتردد سيلا كثيرا فى الدخول ؛فهى تستمع لصوت اسلام ويزداد توترها وارتباكها ،تستمع لصوت هناء

هناء : تعالى يا سيلا ،واقفة عندك ليه ؟ ادخلى .

تتقدم سيلا وتدخل وهى مرتبكه ،جسدها يرتعش وتحاول ان تتماسك ولكنها فشلت فى ذلك فظهرت ارتعاشة يدها عندما سلم عليها اسلام ،وجلست وهى مخفضة رأسها لا تقوى على النظر الى اسلام او حتى المكان الذى يجلس به ..

اسلام وقد لاحظ توترها ،وارتعاشها ، فشعر بالشفقة عليها فقال بصوت هادىء لكى يبعث بعض الطمأنينه لها : اذيك يا سيلا … اخبارك ايه؟

سيلا بخجل وبصوت منخفض وهى لا تنظر له :

الحمد لله كويسة .

اسلام بإهتمام : إيه اللى حصل ؟

سيلا تصمت ولا ترد وتفرك يداها بقلق بالغ : …..

محمد وهو ينقذ الموقف : باين انها مفطرتش

كويس مع قلة نوم ،عمل لها هبوط .

اسلام :طب حمد الله على سلامتك .

ينظر اسلام الى محمد وهناء ويوجهه حديثة لهما : ان شاء الله بكرة الصبح هاجى اخد سيلا والولاد ونرجع البلد ،نكتب كتابنا ونيجى تانى ..ماشى

يقع قلب سيلا فى اقدامها وتتسارع دقات قلبها وترفع عيناها له بدموع ؛غير مصدقة انها ساعات و تكون زوجته ،كيف ؟ ماذا ستفعل ؟هل ستكون زوجته ؟ .

تتلاقى نظرات سيلا مع عيون اسلام الصارمة ،لثوان معدوده وتخفض سيلا عيناها ووجهها ثانية للنظر فى الارض والالف المشاهد تدور فى رأسها ؛تلك التى جمعتها مع ماذن ..

تستمع لصوت إسلام وكأنه يأتى من بئر عميق تكاد تسمعه وهو يسألها عن مواققتها الذهاب معه . وتهز سيلا رأسها موافقة ؛فهى مرغمه ولا تستطيع الكلام فقد خانها صوتها ولم تستطع الحديث،كما خانتها الايام ، فاكتفت بهز رأسها موافقة ثم نهضت واسرعت بالركض خارج الغرفة

اسلام وهو يقف ينظر لها وهى تهرول للخروج من الغرفة ،فينظر لمحمدوهناء ويسألهما بجديه ،وقلق :

هى … كويسة … يعنى مالها ؟

محمد بعدم فهم لما يحدث لسيلا : مش عارف

هناء وهى تفهم احساس سيلا : اسلام .. خلى بالك من سيلا ،هى طيبة جدا ،حافظ عليها وعلى ولاد اخوك … وكفاية الايام جت عليها … ماشى يا اسلام .

اسلام :حاضر … استأذن انا بقى ،وبكرة الصبح ان شاء الله هاجى اخدها ماشى .

هناء : ان شاء الله .

اسلام : وهاتى الولاد بكرة كمان يا حاجة

هناء : طب سيبهم هنا طالما هتروحوا وتيجوا تانى ..

اسلام مفسرا :معلش علشان بس الحاج والحاجة يشوفوهم ،وبعد كدا هيبقوا هنا علشان الدراسة .

محمد :خلاص ،بكرة ان شاء الله هنجهزهم وهيحوا معانا ..ما احنا هنيجى معاكم …

يذهب اسلام الى شقته ،ويجد ابنائه نائمين ،وشيماء فى الخارج ..

يجلس اسلام فى غرفة مكتبة ، يشعل احدى سجائره وينفث فيها زفيرة وكأنه ينفث غضبه ويظل يفكر فى سيلا وشيماء والشركة ،لا يدرى كيف سيتزوج سيلا ،وكيف سيتعامل معها، كل ما يرده اولا ان ينتهى من زواجه واستقرار اموره حتى يلتفت الى عمله ومتابعته .ينهض اسلام ويدخل الى غرفته وينام .

فى الصباح ….

يستيقظ اسلام ،ويجد شيماء نائمة بجواره ،ينظر لها بسخرية وينهض يأخذ حماما دافئا ويطلب من الخادمه اعداد فطور وقهوة له ،ويفطر مع عز الدين ورنا ،ويأخذهما معه ويحدث محمد فى الهاتف ليستعدوا للسفر .

تجلس سيلا بحوار اسلام ،بينما يجلس الابناء فى الخلف مع ابناء اسلام وهم يتحدثون ويضحكون وتتعالى صيحات فرحهم بإجتماعهم معا .. بينما سيلا تنظر من النافذة للطريق وهى تفكر فى حياتها الماضية والآتية لا تعلم كيف ستكون حياتها ،وهل سيرضى اسلام بأن يكون ابا لأبنائها فقط ،هل تطلب منه ما عزمت ان تطلبة ؟وماذا سيكون رده فعله ؟

تتنهد سيلا كثيرا فهذا الموضوع وهذة الزيجه وكأنها حملا كبيرا على قلبها …

يختلس اسلام النظرات لسيلا وهى تتنهد وتغمض عيناها بين الحين والاخر ، او عندما تشارك الاولاد فى الحديث ولعبهم .

يصل الجميع الى منزل الحاج رشدى ، ويذهب الاطفال للعب فى الحديقة بعدما سلموا على جدودهم . ويطلب اسلام من الحاج رشدى ان يحضر المأذون لعقد قرانه على سيلا التى ما ان سمعت ذلك حتى اذداد ارتعاشها وتمسكت بيد هناء لتستمد منها العون وطمئنه نفسها بوجود والدتها بجوارها ..

يتم عقد القران و إسلام يشعر وكأن هناك مهمه كبيرة عليه قد تم انجازها ..

اما عند سيلا فكانت كالمجروحه التى تشاهد امامها مشهدا ثقيلا تظن انه لا يعنيها ،فى حين انه يمسها بكل كيانها ، كانت كالطائر الذى يرفرف بعد ذبحه ،يرتعش ويهذى مع خروج روحه .فقط دموع متحجرة فى عيناها تنظر لوجوه الجميع ولا تراهم ،تستمع لاصوات مباركتهم لها من بعيد ،ولا تعى لهم …

يتبع..

لقراءة الحلقة الثامنة : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية عنيد غير حياتي للكاتبة لبنى عبدالعزيز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى