رواية غرام الوتين الفصل السابع 7 بقلم سمسم
رواية غرام الوتين الفصل السابع 7 بقلم سمسم |
رواية غرام الوتين الفصل السابع 7 بقلم سمسم
ولكن قبل خروج كريمة من الغرفة لمحت صورة تعرف من يكون صاحب تلك الملامح فنطقت بدون وعى منها
كريمة:” هو مش ده يبقى ثائر بيه العمرى هو شكله كان لسه صغير”
تعجبت سلاف من كلامها فمن اين تعرفه ؟ التفتت لها تسألها عن ذلك الأمر
سلاف:” انتى تعرفى ثائر العمرى”
كريمة:” ايوة يا هانم اعرفه عز المعرفة”
سلاف :” وتعرفيه منين يا كريمة”
كريمة:” اعرفه علشان انا بنت عمى اسمها سيدة بتشتغل عنده فى البيت ورحت هناك ليها كذا مرة وشوفته هو راجل كويس اوى”
سلاف:” وتعرفى مراته هى كمان”
كريمة:” اه أعرفها اسمها وتين هانم “
ارادت سلاف معرفة المزيد عن من تكون زوجة ثائر ففضولها ورغبتها فى معرفة من تكون تلك المرأة التى تمكنت من دخول قلب ثائر
سلاف:” وتبقى شكلها ايه يا كريمة هى حلوة ولا شكلها عادى ومتعرفيش هو عرفها منين”
كريمة:” هى بسم الله ماشاء الله عليها جميلة ومحترمة اوى لاء والله معرفش عرفها ازاى بس اللى عرفته من سيدة ان مراته من اسكندرية مش منها “
سلاف بفضول:” وهى صغيرة ولا كبيرة سنها قد ايه كده تقريبا”
كريمة بتفكير:” هو والله على ما اظن انها مكملتش 30 سنة بس اللى يشوفها يقول عليها بنت 18 ”
سلاف؛” وهو بجد عنده اولاد منها”
كريمة:” مخلف 3 توائم ولدين وبنت ولاده طالعين شبه وشبه امهم زى البدر المنور”
لم تقوى على سماع المزيد فاغمضت عينيها كأنها بذلك تمنع تسرب الدموع من مقلتيها فتحشرج صوتها ولكنها حاولت ان توازن نبراتها التى خرجت تحمل بعض من الغيرة
سلاف:” وولاده اسمهم ايه”
كريمة:” رؤوف ورائد وجوانا”
سلاف:” مسمى ولاده على اسم اخوه وجدته لسه زى ماهو متعلق بيهم”
تتحدث كأنها تخاطب نفسها غير منتبه ان كريمة مازالت واقفة مكانها عاقدة حاحبيها تريد ان تعرف كيف وصلت صور ثائر الى هنا
كريمة بفضول:” الا يا ست سلاف هى الصور دى بتعمل ايه هنا هو انتى تعرفى ثائر بيه”
انتبهت على كلامها نظرت اليها بعيون غاضبة فهتفت بها بنبرة عالية
سلاف:” انتى مالك انتى اتفضلى اخرجى برا براااا”
فزعت كريمة من حدة صوتها حتى اهتز جسدها من شدة اضطرابها فهرولت تخرج سريعا من الغرفة
عادت سلاف الى تأمل تلك الصور بابتسامة جانبية على ثغرها ولكن تلك الدمعة التى فرت نزولا من عينيها حتى شعرت هى بها على شفتيها
سلاف:” الله يسامحك يا جدى كان زمانى انا دلوقتى اللى مراته والاولاد دول ولادى انا وثائر”
ضمت صورته الى صدرها تحتضنها ذاهبة الى فراشها تأوى اليه فاليوم بأكمله كأنه استنزف طاقتها فهى بحاجة الى الراحة الآن
بقلم سماح نجيب_ سمسم
تقوم بترتيب بعض الاغراض فى غرفتها تسلل الى الغرفة على اطراف اصابعه لا يصدر صوتا يبتسم ابتسامة ماكرة فاقترب منها هاتفا بصوت عالى
رمزى:” مررررريم”
فزعت من صوته ومن وجوده دون ان تعلم حتى تناثرت الاغراض من يدها وصرخت بصوت عالى
مريم:” اعاااااااااا”
عندما التفتت ووجدته زوجها نظرت اليه بعينان اصبحت تقدح شرار بسبب اخافته لها
مريم:” ايه اللى انت عملته ده حرام عليك خضتنى يا شيخ”
رمزى:” بعد الشر عليكى يا مريومتى امال بقى لو كنت جبت كيس ونفخته وفرقعته جمب ودنك كنتى عملتى ايه بقى”
مريم:” كيس كمان! وماله علشان تجبلى سكتة قلبية واروح فيها أنا وابقى ربى العيال انت بقى”
رمزى:” يالهوى بعد الشر على الجميل ان شاء الله العدوين هو انا اقدر اعيش من غيرك يا قلبى”
ابتسمت على مزاحه فهى لا تعرف متى يصبح جادا؟ ولكنها هى تعشقه اكثر بسبب لطفاته ومزاحه الدائم
مريم:” ههههه انت مبتتكلمش جد ابدا يا رمزى”
رمزى بمزاح:” بعد الشر عليا “
مريم:” حلو كده يعنى الهدوم اللى وقعت على الارض دى”
رمزى بمكر:” ما تيجى نلمها سوا يا مريم ونكويها ونطبقها اقولك تعالى ناخدهم فومين من تانى يمكن منضفوش ولا حاجة”
فهمت مقصده من كلامه فتلك النظرة فى عينيه تبوح صراحة بمدى اشتياقه اليها معلنة عن شوقه لها
مريم:” ااااه ناخدها فومين قولتلى بقى”
رمزى:” اه وياسلام لو طشت كده نقعد نغسل عليه يا مريم وتعمليلى فيها نانسى عجرم”
مريم:” هههههه لا يا راجل بجد الكلام ده”
رمزى:” جربى بس مش هتخسرى حاجة اهو تغيير”
مريم:” ماشى يا حبيبى استنانى هنا هجيب الطشت واجيلك على طول”
رمزى :” ما تتأخريش بقى يا مريومتى انا مستنيكى أهو”
غمزة من عينيه جعلت الدماء تكاد تنفجر من وجهها فتلك السنوات برفقته لم تجعلها تتخلى عن خجلها منه ومن غزله الصريح لها
مريم:” مش هتأخر يا عيون مريومتك”
بعد ذهابها تملك الحماس منه وجد نفسه ينتظرها كمن يجلس على جمراً حارقاً .رفع عيناه لمحها تخرج اليه اشبه بقمر مضئ ينير ليلته تسبقها رائحة عطرها التى تناثرت فى المكان .ازدادت ابتسامته اتساعاً وجد نفسه يهب واقفاً يقف أمامها ممسكاً بيدها
رمزى:” ايه الجمال ده كله جننتينى يا بنت العمرى”
مريم:” وانت روح بنت العمرى”
اقترب اكثر منها كأنه القى عليه تعويذة العشق حتى انه لم ينتبه الى ذلك الطرق على باب الغرفة
مريم:” رمزى الباب بيخبط”
رمزى بعدم تركيز:” باب مين يا روح رمزى”
مريم:” ابنك شكله بيعيط وواقف على الباب برا”
عاد الى وعيه بعد سماع كلامها اتجه الى باب الغرفة يفتحه لا يخفى عليها انفاسه الساخطة كأنه ابعد عنوة عن دفء حلم جميل. فتح الباب نظر الى ذلك الصغير الذى يبكى ويفرك عينيه بيده
رمزى:” مالك يا ادم بتعيط ليه يا حبيبى”
ادم ببكاء:” انا خايف يا بابا وعايز انام معاكم”
رمزى:” حبيبى انت لازم تنام فى اوضتك انت مش صغير تعال هنيمك واحكيلك حدوتة كمان”
اخذ صغيره ذاهبا الى غرفته قام بوضعه فى فراشه تمدد بجواره اخذه فى أحضانه يهدئ من روعه ربما كان يحلم بحلم سيئ الأمر الذى ادى الى ابكاءه .ظل يهدهده حتى غفى الصغير اخيرا فى النوم قام بتقبيله ثم عاد إلى غرفته مرة اخرى يريد العودة الى تلك الحورية التى تركها رغما عنه.دلف الى الغرفة وجدها قد غفت هى أيضاً فاقترب من الفراش هامسا باسمها
رمزى:” مريم مريم انتى نمتى”
مريم بنعاس:” ايوة يا حبيبي”
رمزى:” اصحى يا مريم احسنلك”
مريم:” ما انا صاحية اهو يا رمزى”
رمزى بمزاح:” دا انتى نايمة على نفسك خالص دول كام يا مريم”
رفع اصبعين امام وجهها ليرى اذا كانت حقا مستيقظة ام مازالت تحت تأثير النعاس
مريم:” دول صوابعك يا حبيبي”
رمزى:” تصدقى مكنتش عارف انهم صوابعى”
حاولت كتم ضحكتها فهى لم تكن نائمة فهى تريد المزاح معه لا أكثر
مريم ببراءة:” مالك يا حبيبي بس فى ايه”
رمزى:”مفيش نامى تصبحى على خير”
قام بسحب الغطاء باستياء شديد حتى انه قام بتغطية وجه اقتربت منه قامت بسحب الغطاء من على وجهه تبتسم له
مريم بهمس:”رمزى”
همست باسمه قامت بادارة وجهه لها تنظر اليه رافعة احدى حاجبيها
مريم:”يعنى انت خلاص كده اعلنت استسلامك ونمت امال فين روح الاصرار يا عم المحامى”
رمزى:”يعنى مش كفاية اللى عمك بيعمله فيا جاية انتى كمان تكملى المسيرة فى البيت ايه الناس دى “
مريم بهمس ناعم:” مالنا بقى يا حبيبي ها قولى يا رمزى”
من الافضل له الا يجادلها فيكفى همس شفتيها القادر على القاءه فى أتون العاطفة
*”*”*
تململت فى نومها تشعر بحركة فى الغرفة فتحت عينيها نظرت بجوارها لم تجده اعتدلت فى جلستها وجدته ينتهى من ارتداء ملابسه للذهاب الى عمله فهو لم يوقظها كعادته
دينا:” مصحتنيش ليه زى كل يوم”
أسامة:” مش عايز اتعبك معايا كفاية اللى انتى فيه يا دينا”
لاحظت بعض السخرية فى لهجته فهو منذ ان تحدثوا بشأن عملها وهو أصبح يتصرف معها هكذا بدون تبرير او تفسير.ضمت شفتيها بتبرم من سلوكه معها فهى لم تفعل شئ خاطئ فلما كل هذا؟
دينا:” وهو ايه اللى انا فيه يا اسامة ها وضح كلامك”
أسامة:” دينا احنا مش هنتخانق على الصبح ماشى”
دينا:” انا مبتخانقش انت اللى من ساعة ما اتكلمنا فى موضوع شغلى وانت قالب وشك عليا وعامل فيها زعلان”
اسامة:” قالب وشى ! حاضر يا ستى هفردهولك علشان تنبسطى تمام”
دينا:” لا حول ولا قوة الا بالله دا مكنتش وظيفة دى اللى هتخليك بالشكل ده يا اسامة”
اسامة بانفعال:” انتى عايزة ايه دلوقتى يا دينا ها عايزة ايه فى يومك ده”
دينا:” عايزة اقولك ان النهاردة ميعاد المقابلة ولازم اروح الشركة علشان اعمل انترڤيو”
اسامة:” وبتقوليلى ليه ها مش انتى واخدة قرارك خلاص ايه لازمة انك تقوليلى”
دينا:” انا بقولك علشان تبقى عارف وانت جوزى والمفروض تعرف كل حاجة”
اسامة بسخرية:” اعرف كل حاجة جاية دلوقتى وتقوليلى اعرف كل حاجة”
زفرت بضيق قامت برمى الغطاء من عليها تترك الفراش تتجه الى خزانة ملابسها تأخذ ملابس لها لتذهب الى الحمام فهذا النقاش اصبح عقيماً ولن يقتنع بأى شئ تقوله فهو حكم عليها واصدر الحكم بأنها كانت قاصدة ان تفعل ما فعلت .ولكن قبل دلوفها الى الحمام التفتت اليه
دينا:” على فكرة يا اسامة لو فضلت باسلوبك ده انا هروح عند بابا”
اسامة:” انتى كمان بتهددينى يا دينا”
دينا:” انا مش بهددك يا اسامة وانت عارف بس انا مش هقدر اقعد وشيفاك بتعاملنى بالطريقة دى زى ما يكون قتلتلك قتيل ولا عملت حاجة غلط”
اسامة:” وهو يعنى انتى شايفة اللى عملتيه صح وعلى فكرة خروج من البيت مش هتخرجى يا دينا ولا حتى هتشتغلى وده اخر كلام عندى”
خرج من الغرفة معلناً انتهاء الحديث الى هذا الحد شعرت بمزيد من الاستياء فقامت برمى الملابس من يدها تجلس على حافة الفراش تفكر فى عناد زوجها وحرمانه لها بأن يجعلها تشغل تلك الوظيفة المعروضة عليها
*”*”*
فى الشركة..طرق رمزى باب غرفة مكتب ثائر ودلف بعد سماع صوته يأذن له بالدخول،رفع ثائر حاجبه تعجباً فمنذ متى ورمزى يطرق الباب قبل الدخول”
ثائر:” ايه ده معقولة انت بتخبط على الباب زى الناس المؤدبة يا رمزى انت عيان ولا ايه”
تقدم رمزى وبيده ملف به أوراق وضعه أمام ثائر بدون ان ينطق كلمة واحدة
ثائر:” مالك ياض انت فى ايه انت كويس مريم والاولاد كويسين انطق كاتك نيلة بوشك الخشب اللى داخلى بيه ده
جلس رمزى على احد المقاعد رفع قدميه على تلك المنضدة الصغيرة الموضوعة أمامه
رمزى:” يعنى اخبط على الباب مش عاجبك مخبطش مش عاجب انت عايز ايه يا غجرى انت قولت تغيير اخبط المرة دى”
قذفه ثائر بالملف الذى وضعه أمامه فهو كان يظن ان هناك خطب ما به فهو كان يشعر بالقلق ولكن وجده يمزح كعادته
ثائر:” انت قلقتنى افتكرت فى حاجة وانت مكنتش بترد عليا ونزل رجلك احسن ما اقوم اكسرهالك فاكر نفسك قاعد فى بيتكم هنا”
تمدد رمزى بارتياح:” انا مرتاح كده اه يا عضمك يا رمزى عايز حد يعملى مساج والله”
ثائر:” بس كده من عينيا الاتنين يا حبيبى”
لمحه رمزى ينهض من مكانه اعتدل سريعاً يحاول الفرار قبل ان يصل اليه ثائر
ثائر:” رايح فين استنى هعملك مساج يا رمزى”
رمزى:” لاء انت ايدك تقيلة اوى يا ثائر على العموم امضى بقى على الورق ده علشان يروح البنك”
التقط ثائر الملف من على الأرض يسحب قلمه يدون اسمه على تلك الأوراق وبعد ان ناوله لرمزى وقف امام تلك النافذة الزجاجية لمكتبه
رمزى:” انت مالك يا ثائر اليومين دول من ساعة ما شوفت سلاف وانت مش على بعضك”
التفت اليه ثائر يضع يده بجيبه فأشار لرمزى بالجلوس فهو بحاجة ان يتكلم الآن ورمزى كان دائما وأبدا كاتم اسراره وصديقه الوفى
ثائر:” اقعد يا رمزى انا محتاج اتكلم معاك شوية”
نظر اليه رمزى بقلق خشية ان يكون حدث شئ لا يعرفه
رمزى:” هو فى حاجة حصلت معرفهاش يا ثائر ولا ايه”
ثائر:” مفيش حاجة حصلت بس خايف حاجة تحصل يا رمزى”
نظر اليه رمزى بعدم فهم من تلك الالغاز التى يتحدث بها
رمزى:” انا مش فاهم حاجة يعنى ايه خايف حاجة تحصل هو ايه اللى ممكن يحصل يعنى”
ثائر:” خايف ظهور سلاف يأثر على علاقتى بوتين”
رمزى:” قولى يا ثائر بصراحة هو انت حبيت سلاف زمان”
أشار ثائر برأسه علامة الرفض:” لاء يا رمزى محبتهاش انا مكنتش معتبرها اكتر من واحدة اعرفها وغالية ليا “
رمزى:”ازاى يعنى وانت روحت لجدها مرتين علشان تتجوزها”
ثائر:” انت كنت عارف هى متعلقة بيا ازاى فلما لقتها بتحبنى كده قولت عادى ان احنا نتجوز وجايز بعد كده تقدر تخلينى احبها زى ما بتحبنى بس محصلش نصيب وكمان لما عرفت سبب العداوة اللى كانت بين جدها وجدى واللى رؤوف اخويا الله يرحمه قالى عليها بعدت عنها بس هى كانت مصرة تقرب منى مكنتش حابب اكسر قلبها حتى محدش يعرف ان روحت لجدها غيرك خوفت اقول لرؤوف يزعل منى وهو كان محذرنى ابعد عنها علشان المشاكل ولما كانت هربانة وجاتلى اخلاقى مسمحتليش ان اتجوزها من ورا جدها بس رفض تانى ولما اتجوزت بعتتلى المذكرات بتاعتها وجواب معاها وكتبتلى فى الجواب ان ذنبها فى رقبتى انها هتتجوز واحد مش بتحبه و ان انا اتخليت عنها وفعلا ضميرى أنبنى جامد بس مكنش بايدى اعمل حاجة والمصيبة كمان ان وتين لقت المذكرات دى بس من حسن الحظ انها كانت باهتة ومفهمتش منها حاجة”
رمزى:” انت مش كنت بتقول المذكرات دى ضاعت”
ثائر:” طلعت بالصدفة فى شقة إسكندرية لقيتها وتين لما كنا هناك”
رمزى:” وانت محكيتش لوتين على موضوع سلاف ده”
ثائر:” لاء انا عارف وتين كويس وتين بتغيير جامد حتى لو عملت نفسها ان الموضوع مش فارق معاها بس انا بحس بيها انت متعرفش لما سافرنا اسبانيا فى شهر العسل وشافت كارمن بتهزر معايا اتجننت ساعتها وفضلت تزعق وعندت معايا عايزنى اقولها ان المذكرات كانت بتاعة واحدة بتحبنى وكنت هتجوزها اقربها انها هتفكر ان انا محتفظ بالمذكرات دى علشان بحب واحدة تانية ولسه بفكر فيها وتين بالرغم من هدوءها ده الا انها ساعات بتعند بتبقى عاملة زى جوانا بنتنا بالظبط”
رمزى:” علشان كده لما شوفت سلاف اتلغبطت ومبقتش على بعضك”
ثائر:” علشان سلاف كانت مهوسة بيا انت مكنتش معانا فى الكلية دى لما كانت اى بنت تقرب تكلمنى كانت بتتخانق معاها وتقولى انت بتاعى انا وبس كلمتها كتير بس مفيش فايدة فمش عايز دلوقتى ترجع وبسبب هوسها ده تبوظلى حياتى وخصوصاً وبعد ما لقيت السعادة اللى كنت محروم منها انا قلبى ده اول دقة فيه للحب كانت من نصيب وتين وبس وهى اول عشق وحب فى حياتى بالرغم من كنت أعرف سلاف ولما كنت خاطب سيلا بس مفيش واحدة قدرت تحرك قلبها غيرها قلبى متفتحش الا ليها هى وبس ولا اى واحدة تانية تقدر تدخله انا كل خوفى بسبب غيرة وتين وهى برضه زى اى ست بتغيير على جوزها وانا عارف ان سلاف ممكن متسكتش حتى لو بس رغبة منها انها تنتقم منى ازاى هى تتعذب فى جوازها وانا اتجوز واعيش مبسوط”
رمزى:” هتعمل ايه يعنى ده موضوع وانتهى وانت دلوقتى مش ثائر بتاع زمان اكيد هى لازم تفهم كده”
ثائر:” أتمنى يا رمزى وانت اكيد عارف معنى انك تحب واحدة وتخاف حاجة تكسر الحب اللى ما بينكم حتى لو بسبب حاجة ملهاش وجود او بسبب الغيرة”
رمزى بمزاح:” متخافش ان شاء الله مش هيحصل حاجة يا غجرى صحيح الحب بهدلة”
ثائر بابتسامة:” بس بتبقى احلى بهدلة مع اللى بتحبه”
رمزى:” انت هتقولى يلا بينا نكمل شغلنا احنا رغينا كتير “
عاد كل منهم لانهاء عمله قبل ان يحين موعد عودته الى منزله يزفه شوقه الى معشوقته وفاتنته
*”*”*
قد أطل الصباح وهو مازال راقدا على فراشه يحملق فى سقف الغرفة فهو لم يغمض له جفناً فهو منذ ان ذهب لخطبتها وهو فى حالة اشبه بالذهول ولم يعد يستطيع النوم فأصبح يعانى من الأرق يكاد عقله ينفجر من كثرة التفكير فكيف لفتاة مثلها تمتلك من الجمال والاخلاق ما تستطيع به ان تقترن بأفضل رجل فلماذا وافقت عليه هو والكل يشهد له بالاخلاق الفاسدة وسوء الخلق . أطلق تنهيدة قوية يزفر انفاسه بضيق فهو لا يعلم ماذا يفعل؟ فهو كان يريد ان ترفض الزواج منه لعل بذلك يتخلص من تأنيب ضميره الذى ينهشه .قام من على فراشه ذهب الى الحمام وبعد الانتهاء ارتدى ملابسه ولا يعرف تلك الرغبة المتملكة منه بأنه اليوم يجب ان يكف عن النوم لوقت متأخر وان ينهض باكراً،هبط الى الاسفل وجد والده وزوجة ابيه يتناولون طعام الافطار
يحيى باقتضاب:” صباح الخير عليكم”
ارتسمت علامات الدهشة على ملامحهم فمنذ متى ويحيى يستيقظ باكرا .ولكن ارتسمت ابتسامة خفيفة على ثغر والده
زاهر بابتسامة:” صباح الخير يا يحيى”
يحيى:” صباح النور”
لم يزد كلمة اخرى جلس بهدوء ليتناول طعامه ولكنه لم ينتبه لتلك التى ترمقه بنظرات التعجب والدهشة
نانى:” غريبة انك صاحى بدرى النهاردة يا يحيى هى القيامة هتقوم ولا ايه”
يحيى:” هو حرام يعنى اصحى بدرى ولا انا مضايقك فى حاجة”
زاهر:” اصلك مكنتش بتقوم من نومك الا العصر”
نانى:” الظاهر كده العروسة سرها باتع”
ارتسمت ابتسامة السخرية على محياها . إمرأة لا تتوانى عن اثارة اعصابه واخراج اسوأ ما فيه ولكنه فضل تجاهلها
زاهر:” هى فعلا رقية مفيش فى ادبها وجمالها هى جوهرة للى يقدرها ويحافظ عليها”
نانى بحقد وغيرة:” اه الدكتورة رقية”
اراد ان يسمعها ما يغضبها فوجد الفرصة سانحة فربما بما يتفوه به الآن سيجعل الدماء تغلى فى عروقها
يحيى:” شوفتى بختى حلو ازاى احسن ما كنت اقع فى واحدة ساقطة اعدادية فربنا عوضنى بدكتورة”
زفرت انفاسها بغضب عارم نظرت اليه بعيون امتلأت بالحقد والشر تنذره بسيل من الوعيد حاولت تصنع الهدوء
نانى:” اه مبروك عليك يا يحيى”
زاهر:” ابقى جهز نفسك بقى آخر الاسبوع ده”
يحيى بعدم فهم:” اجهز نفسى لايه مش فاهم”
زاهر:” لكتب كتابك انت نسيت ولا ايه ان احنا اتفقنا انه هيبقى اخر الأسبوع”
نانى:” اللى واخد عاقلك يا عريس يتهنى بيه”
يحيى:” اكيد هتتهنى بيه”
نانى بهمس:” ابقى قابلنى يا يحيى”
زفر يحيى بخفوت لماذا تسرع الأيام فى مرورها فكل يوم يقربه من الاقتران بتلك الفتاة لم يزده الا خوفاً عليها من نفسه قبل أى شئ آخر
يحيى:” ان شاء الله مش يلا علشان نروح على شغلنا”
زاهر بابتسامة وعدم تصديق:” وكمان هتيجى معايا الشغل “
يحيى بضيق:” بلاش يعنى اطلع انام ولا اعمل ايه دلوقتى”
زاهر:” لاء بلاش ايه يلا بينا دا انا ما صدقت اسمع منك الكلمة دى يلا بينا سلام يا نانى”
نانى:” مع السلامة يا حبيبي”
خرجوا من المنزل تتبعهم نظرات تلك المرأة التى تقسم بداخلها الآن ان تجعله يعانى وان لا يجد لحظة سعادة واحدة
*”*”*
حركت رأسها بتململ من تلك الانفاس الدافئة التى شعرت بها على عنقها فتحت عينيها بتمهل وجدته مازال يحاصرها بين أحضانه، حاولت ان تتخلص من اثار نعاسها فربما اليوم تأخر عن موعد نهوضه ليذهب الى عمله ، رفعت أصابعها الرقيقة تمررها على وجنته بعشق جارف ذلك العشق الذى قبض على قلبها وكبله بقيود ربما من المستحيل كسرها ، حرك رأسه ببطئ مستمتعا بلمسة يدها على وجهه،
وتين:” حبيبى اصحى بقى انت كده هتتأخر على شغلك”
شقت الابتسامة شفتيه فتح عيناه يطالعها بعينيه ذو الزرقة الخلابة التى تشعر قلبها بالتحليق فوق غمام وردية
ثائر:” صباح الخير يا وتينى”
اردف بكلماته ودفن وجهه اكثر فى عنقها كأنه يريد اكمال نومه،ابتسمت على تصرفه تهتف به بصوت هامس
وتين:” صباح النور يا حبيبى مش هتقوم علشان تروح شغلك”
ثائر:” ما انا قومت اهو”
ولكنه لم يتحرك من مكانه ،بل يزداد فى ضمه لها يضرب حولها حصاراً من ذراعين فولاذتين وانفاس حارة وشوق رابض بقلبه
وتين:” انا هقوم علشان اشوف الاولاد والفطار”
تركها بمضض تنسل من بين يديه ،قامت من مكانها ظل هو مكانه كأن جسده يرفض ان يطيع عقله ،زفر أنفاسه بضيق نوعا ما ثم ترك الفراش ليبدأ تجهيز نفسه للذهاب الى عمله بالرغم من انه لا يرغب فى فعل شئ اليوم وكأنه أصاب بحالة من الملل او فقدان الرغبة فى فعل اى شئ سوى ان يكمل نومه وان تظل زوجته معه وأمام عينيه
دلفت إلى غرفة أطفالها وجدتهم مازالوا يغطون فى نوم عميق فلم تشأ ازعاجهم فخرجت من الغرفة تتجه الى الاسفل لعمل روتينها اليومى وتقوم بتحضير طعام الافطار لزوجها بنفسها فهى تجد متعة فى فعل الاشياء التى يحبها كانت تقوم بتحضير الطعام بحماس شديد فهى تجد متعتها عندما تعتنى بكل شئ خاص به حتى إذا كان الطعام الذى سيتناوله بالرغم من اصرار الخادمة على مساعدتها الا انها ترفض ذلك
سيدة:” ياست وتين متتعبيش نفسك انا هحضر الفطار ارتاحى انتى”
ابتسمت لها ابتسامة خفيفة تمسك بيدها احد الاطباق ذاهبة لوضعه على مائدة الطعام
وتين:” انا مش تعبانة يا سيدة والله وقولتلك بلاش ست وتين دى “
سيدة بخجل:” طب عيزانى اقولك ايه ياهانم”
وتين بابتسامة:” ولا هانم دى كمان ناديلى باسمى متعرفيش تقولى يا وتين”
سيدة:” مقدرش يا هانم اناديلك باسمك كده ميصحش”
وتين:” خلاص لو مصرة قوليلى يا ام رؤوف بلاش تقولى يا ست هانم دى”
سيدة:” ربنا يباركلك فيهم ويحفظهم ويجعلهم ذرية صالحة وتفرحى بيهم يارب”
وتين بابتسامة:” تسلمى دعواتك الحلوة رصى بقية الاطباق على ما اشوف ثائر خلص ولا لاء”
سيدة بتلقائية:” حاضر ياست هانم”
وتين:” ههههه برضه مفيش فايدة فيكى أبدا”
ابتسمت الخادمة من مزاح وتين معها فهى لم تعمل لدى اناس يمتلكون مثل هذه الأخلاق الحميدة من قبل فمن كانت تعمل لديهم سابقا كانوا مصرين على الحفاظ على الالقاب
سيدة:” الظاهر لسانى واخد على كده الهانم اللى كنت بشتغل عندهم قبل ما اجى هنا كانت بتصر ان لازم اقولها ياست هانم”
وتين:” اديكى قولتيها اللى كنتى عندهم دلوقتى انتى هنا وانا مبحبش شغل الالقاب ده انا لا كنت بنت بهوات ولا بشوات ولا مولودة فى بوقى معلقة دهب لو تعرفى ان انا قبل ما اتجوز تقريبا كنت زيك كده يا سيدة”
لم تصدق سيدة ما تسمعه فهى لم تقابل احد من قبل يحب التصريح عن ماضيه او ذكره
سيدة:” كنتى زى ازاى يعنى مش فاهمة”
وتين بابتسامة:” كنت عايشة عند ناس قرايبى بس مكنوش بيعتبرونى اكتر من خدامة تطبخ وتغسل وتشوف شغل البيت وبس”
سيدة بتعجب:” يااااه معقولة”
وتين:” ايوة علشان كده متتغريش بالمظاهر مش علشان انا دلوقتى بقيت عايشة فى مستوى معين يبقى خلاص انسى الماضى واحاول ان انا اتجمل قدام الناس واخلى الناس تحترمى وتقولى يا هانم والكلام ده من تواضع لله رفعه”
سيدة باعجاب:” هو الصراحة مشفتش فى اخلاقك ولا اخلاق ثائر بيه ربنا يباركلكم يارب انا عمرى ما حبيت ان اخدم حد زى ما انا حابة ان اخدمكم بعينيا بسبب كرمكم معايا ومعاملتكم الكويسة حتى ثائر بيه لما قصدته يشغل ابنى فى الشركة شغله والحمد لله اشتغل واتجوز كمان ربنا يفرحكم بولادكم يارب”
وتين:” ويباركلك يارب انا الكلام اخدنى ونسيت اطلع اشوف ثائر”
سيدة بابتسامة:” اتفضلى وانا هحط بقية الاطباق على السفرة”
خرجت من المطبخ صعدت الى غرفتها وجدته يغلق ازار قميصه قبل ان يعقد رابطة عنقه
وتين:” خلصت يا حبيبى ولا لسه”
ثائر:” خلاص اهو الاولاد لسه مصحيوش ولا ايه”
وتين:” لاء لسه نايمين صعبوا عليا اصحيهم سبتهم يكملوا نومهم”
فاقتربت منه بابتسامة تمد يدها تغلق هى ازرار قميصه تعقد له رابطة عنقه ابتسم لها وتملكها بقوة حتى كاد ان يشعر بدقات قلبها تكاد تنفذ الى صدره
وتين:” خلاص خلصت كده تمام”
ثائر:” تسلملى ايدك الحلوة دى”
نظرت اليه بتمعن تجيل نظراتها على وجهه وعلى ما يرتديه فهتفت به
وتين:” ثائر”
ثائر:” نعم يا عشق ثائر”
وتين:” اقلع البدلة دى”
عقد حاجبيه تعجبا من كلامها فلماذا تطلب منه ذلك الآن؟ ولكنه وجدها فرصة سانحة فهو لا يريد الذهاب اليوم الى عمله فربما هى مازالت مشتاقة اليه
ثائر بحماس:” بس كده من عنيا الاتنين بس عيزانى اقلعها ليه مش عيزانى اروح الشغل صح انا اصلا مكنتش عايز اروح”
شرع فى خلع ملابسه وهى حتى الآن تحاول ان تفهم مقصده من انه لا يريد الذهاب إلى عمله
وتين:” حبيبى انت بتفهم بمزاجك شكل دماغك كده بتصور لك حاجات غريبة”
ثائر:” حاجات غريبة ازاى يعنى ما انتى عيزانى اقلع اهو”
وتين:” ههههه انا عيزاك تقلع البدلة علشان انت الصراحة عسول اوى فيها وممكن واحدة تشوفك وتحلو فى عينها”
ثائر بمزاح:” لا يا شيخة وانا اللى فاكر نيتك مش سليمة”
ازداد احمرار وجهها من كلامه خفضت وجهها تعض على شفتيها مد يده يرفع وجهها اليه ينظر فى عينيها
ثائر:” مش قولتلك مليون مرة يا وتين متبصيش فى الارض كده وانتى بتكلمينى “
وتين بخجل:” هروح اجبلك بدلة غير دى علشان تلحق تروح شغلك”
فرت هاربة الى غرفة الملابس وقفت تجيل ببصرها فى الملابس المعلقة، تفكر فى اختيار احدهم حتى وجدته يحاصرها بين ذراعيه يضع رأسه على كتفها
ثائر:” ها خلاص يا وتينى لقيتى اللبس اللى هلبسه ولا لسه”
وتين:” الصراحة كل الهدوم دى هتبقى حلوة عليك وهتخليك حلو بزيادة”
ثائر:” ما انا بقول مروحش الشغل النهاردة انتى اللى مش موافقة”
وتين:” فى ايه يا ثائر مالك اليومين دول انت مكنتش بتاخد اجازة الا للشديد القوى اشمعنا النهاردة عايز تقعد أجازة”
ثائر:” مش عارف عايز تفضلى النهاردة معايا اصلك لسه وحشانى يا وتينى”
وتين:” بس بقى يا ثائر”.
ثائر بهمس:” بس ايه يا عشق ثائر”
يهمس لها بهمس رجولى مفعم بعاطفة جياشة تسربت من نبرة صوته قاصدة كل خلايا جسدها جعلتها خاضعة لسطوته .قبل ان تتمكن من الرد عليه سمعوا صوت طرق على باب الغرفة كأن الطرق اعادها الى الواقع فهى كادت ان تصبح كالمخدرة بسبب غزله لها .اصدر صوتا يحمل نبرة متأففة فهو كاد ان يخضعها لكلامه ليأتى طرق الباب ليعيدها الى الواقع . ابتعدت عنه قامت بفتح الباب وجدت صغارها استيقظوا من النوم فابتسمت لهم انحنت اليهم لتأخذهم فى احضانها بابتسامة مشرقة
وتين:” صباح الخير والنور على حبايب ماما”
….” صباح الخير با ماما”
جوانا:” بابى فين”
خرج ثائر من غرفة الملابس بعد ان ارتدى ملابسه يبتسم لصغيرته
ثائر:” انا اهو يا روح بابا”
سمعت الصغيرة صوته فهرولت اليه سريعا تحاول احتضانه ولكن بسبب طوله الفارع لم تصل اليه
جوانا:” بابى انزل شوية علشان احضنك”
ابتسم على كلامها فقام هو بحملها على ذراعه تلف يدها حول عنقه تقبله على وجنته
جوانا بابتسامة:” صباح الخير يا بابى”
ثائر:” صباح الورد والفل والياسمين عليكى يا أميرة بابى”
لمح طفليه الاخرين ينظرون اليه ينتظرون هم أيضاً ان يقوم والدهم باحتضانهم
ثائر:” تعالوا انتوا واقفين ليه كده تعالوا”
تسابق رؤوف ورائد فى الوصل اليه بعد ان قام بانزال جوانا من على ذراعه ولكن بسبب قوة اندفاعهم اليه سقطوا ثلاثتهم على أريكة خلفهم رأت وتين ذلك لم تفلح فى كبت ضحكتها .فابتسم ثائر ايضا على أفعال صغاره
ثائر:” دا انتوا بقيتوا اقوياء قوى”
رائد:” اه يابابا انا بلعب كاراتيه وبضرب العيال كلهم”
ثائر:” ليه كده بقى تضرب حد معملش فيك حاجة ليه مش كده عيب”
رؤوف:” دا ضربنى انا كمان يابابا”
نظر ثائر اليه بغضب طفيف فتراجع رائد عن احضان والده يشعر بالخوف من نظراته
ثائر:” كده كويس يعنى بتضرب اخوك كمان يا رائد”
رائد:” احنا كنا بنلعب يا بابا”
ثائر:” مفيش حاجة اسمها بتلعب وتضرب حد كده عيب ومتنساش ده اخوك فأنت لازم تبقى كويس مع اخواتك ومع اى حد معملش فيك حاجة مش تضرب حد من غير سبب او ذنب مفهوم يا رائد”
احنى الصغير رأسه يهزه باشارة الموافقة على كلام والده فقام بسحبه من يده يجلسه على ركبته
ثائر:” حبيبى رؤوف اخوك يعنى انتوا تبقوا سند لبعض وتحبوا بعض ومتنساش رؤوف اكبر منك”
رائد:” بس احنا التلاتة تؤام اكبر منى ازاى”
ثائر بابتسامة:” علشان رؤوف هو اللى اتولد الاول يلا بقى علشان الحق اروح شغلى زمان عمكم رمزى جاى دلوقتى “
اخذ صغاره وزوجته وهبط إلى الاسفل يتناول طعامه قبل مجئ رمزى كعادته . وماهى الا دقائق حتى دلف رمزى وزوجته واطفاله
مريم:”ايه ده لسه بتفطروا ينحرق الدايت اكتر ماهو محروق”
ثائر بابتسامة:” بالهنا والشفا يا حبيبتى”
تقدمت مريم منه طبعت قبلة خفيفة على وجنته تبتسم له
مريم:” تسلملى ياعمو احلى عم فى الدنيا دى ولا ايه”
رمزى:” انا جيت هو ايه انا شفاف للدرجة دى”
ثائر:” ياريتك ما جيت”
رمزى:” بتقول ايه انت ها”
ثائر:” ولا حاجة يلا كاتك نيلة خلينا نشوف شغلنا”
رمزى:” غجرى وشوارعى ومش عايز تحترم نفسك ابدا”
جوانا بتساؤل:” بابى يعنى ايه غجرى وشوارعى دى”
تصنم ثائر من سؤال طفلته على معنى كلام رمزى له فلم يجد ما يقوله
رمزى:” انا هقولك يا جوانا غجرى وشوارعى يعنى ان ابوكى ده مترب….”
لم يكمل كلامه فوجد ثائر ينظر اليه بغضب يهتف به بنبرة حادة
ثائر:” انت هتقول ايه يا متخلف انت “
رمزى:”فى ايه يا ثائر هشرحلها يعنى ايه معنى كلامى”
ثائر:”طب يلا احسن ما اشرحك انا فاهم”
كل هذا ومريم ووتين يكبتون ضحكاتهم على شجارهم المعتاد
وتين:” على فكرة هتتأخروا على شغلكم”
مريم:” فعلا يا دوب بقى تلحقوا تمشوا”
رمزى:” هم شكلهم كده بيوزعونا فنمشى بكرامتنا أحسن”
ثائر:” على رأيك يلا بينا احنا ماشيين عاوزين حاجة”
وتين:” عايزين سلامتكم مع السلامة”
خرج ثائر ورمزى من المنزل متجهين الى عملهم واصطحبت مريم وتين والأطفال ذاهبين إلى النادى لتأدية الاطفال تمارينهم الرياضية فكل منهم يمارس رياضة مختلفة
*’*”*
تقف امام المرأة تنهى ارتداء فستانها ولف حجابها الذى لم يزدها الا جمالاً فاليوم كتب كتابها نظرت فى المرآة لمحت تلك التى تجلس بسخط شديد على السرير خلفها بملامح وجه مكفهرة من الاستياء أغمضت عينيها قليلا ريثما تهدأ ثم التفتت اليها
رقية:” هو حضرتك جاية جنازة النهاردة ولا ايه يا آية”
رفعت آية راسها بعد سماع كلام صديقتها نظرت اليها نظرة شفقة اكثر منها نظرة عتاب
آية:” فى ايه يا رقية انتى مش خلاص نفذتى اللى فى دماغك وخلاص”
زفرت رقية انفاسها بتمهل رسمت ابتسامة خفيفة على ثغرها اقتربت منها تجلس بجوارها
رقية:” يعنى انتى مش حابة ان ربنا يجعلنى السبب فى هدايته واخد ثواب يا آية”
آية:” حبيبتى انا مقولتش كده انا خايفة عليكى يارقية انتى عارفة انا بحبك قد ايه انتى مش بس صحبتى انتى اقرب واحدة ليا احنا متربيين مع بعض من واحنا لسه بنمشى عيزانى دلوقتى اشوفك بترمى نفسك في النار ومبقاش زعلانة وخايفة عليكى”
رقية:” هو لو اتجوزت يحيى هبقى برمى نفسى فى النار”
آية:” واكتر كمان يا رقية تخيلى كده انتى معايا لما تتجوزى واحد كل يوم يرجعلك سكران ومش حاسس بنفسه ولا يرجعلك من عند واحدة تانية ولا يتهف فى دماغه ويرجعلك البيت وهى فى ايده”
اغلقت رقية عينيها فى وجه تلك الصورة التى رسمتها لها صديقتها عن مستقبلها مع يحيى فهى تعلم انه ليس من المستبعد ان يحدث هذا ولكن لا تعلم سر هذا الاصرار لديها فى ان تكون سبب فى هدايته فهى قبل اى شئ استخارت الله فالله لن يخيب رجاءها من ان تصنع من يحيى رجل صالح
رقية:” عارفة كل الكلام اللى بتقوليه ده بس انا استخرت الله وربنا اراد الموضوع يتم “
يأست آية من ثنيها عن رأيها فحاولت رسم ابتسامة على وجهها بالرغم من ذلك الخوف الذى يملأ قلبها على مستقبل صديقتها
آية:” مبروك يا رقية”
رقية بمزاح:” افردى وشك وانتى بتقوليها مش كفاية ماما كمان نفسها تولع فيا علشان وافقت”
آية:” ليها حق وربنا انتى اصلا جبتلنا صدمة من موافقتك عليه”
رقية:” تانى يا آية”
آية:” خلاص سكت اهو قومى كملى لبسك قبل عريس الغفلة ما ييجى”
سحبت رقية وسادة صغيرة ترميها فى وجهها فهى لا تتوانى عن السخرية من تلك الزيجة .فابستمت آية على فعلة صديقتها فقامت هى من مكانها لتساعدها فى ارتداء حجابها فهى كانت تنتظر اليوم التى تساعدها فيه فى زفافها ولكنها لم تتخيل ان يأتى هذا اليوم وهى خائفة عليها وليست سعيدة .دلفت فردوس الغرفة بملامح وجه لا تفسر فمن المفترض ان اليوم اسعد يوم بحياتها لزواج ابنتها ولكنها لم تكن سعيدة وبالرغم من ذلك لم تشأ ان تكسر فرحة ابنتها فهى لم يخفى عليها ملامح السعادة المرسومة على وجه ابنتها فاقتربت منها تحتضنها تحاول ان تخفى حزنها
فردوس:” مبروك يا حبيبتى يلا بينا العريس وصل والمأذون كمان عقبال عندك يا آية”
آية:” تسلميلى يا طنط”
رقية:” انتى فرحانة بجد يا ماما”
ابتلعت فردوس ريقها تحاول ان تسعف شفتيها بكلمات تطمئن بها ابنتها
فردوس:” المهم انتى تكونى مبسوطة يلا بينا يا حبيبتى”
خرجت رقية وآية من الغرفة بصحبة فردوس ، شعرت رقية بتوتر شديد حتى بدأ يؤثر على أعصابها حتى شعرت بثقل فى قدميها الا انها اخيرا جلست على احد المقاعد قبل ان تخونها قدميها
المأذون:” مين وكيلك يا عروسة”
خافضة نظرها تشعر بأن احبالها الصوتية قد فقدت النطق تزدرى لعابها مرارا وتكرارا ،فاعاد عليها السؤال مرة أخرى
المأذون:” مقولتيش مين وكيلك يا عروسة “
حالة من الترقب اصابت جميع الجالسين كأنهم بانتظار قرار حاسم ، فركت رقية يدها بتوتر شديد لا تعرف ماذا أصابها فجأة فهى كانت من داخلها تشعر بالسعادة لماذا الآن لا تقوى على الرد او فعل اى شئ ؟ ظل الحاضرين ينظرون لبعضهم البعض متعجبين من صنيعها
ممدوح:” رقية حبيبتى انتى مبترديش ليه”
رقية:” بابا انا…….
يتبع..
لقراءة البارت الثامن : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عشقت قوتها للكاتبة مريم مصطفى