Uncategorized

رواية جبروت صعيدي الفصل السادس 6 بقلم سامية صابر

 رواية جبروت صعيدي الفصل السادس 6 بقلم سامية صابر

رواية جبروت صعيدي الفصل السادس 6 بقلم سامية صابر

رواية جبروت صعيدي الفصل السادس 6 بقلم سامية صابر

اقتربت مُهرَّة قليلا من حسن الذي يجلس بألم وارهاق على الفراش ، نطقت بخوف شديد
=انت انت بتنزف.. د.. دم!
قالتها وهي تشاور بإرتجاف على الدماء التى ظهرت بوضوح فى كُل مكان ، امسك حسن جرحه بكف يديه قائلا بغضب شديد
=جرحى فك بسببك وبسبب افعالك …
مسحت دموعها بسرعة وركضت الى دلفة الدولاب لتأتى بالاسعافات الأولية قائلة
=انا انا هعقم جرحك دلوقتى ..
=مش عايز منك حاجة ،نادي ياسين أو عطر هما يفهموا الكلام دا انتِ ايه فهمك..
=دارسة لانى اختى ممرضة ف اتعلمت منها متخافش انا انا هعقمه بدال ما يفتح اكثر وتبقى فى وضع خطير اوي… قوم بطل عناد لو سمحت..
امام اصرارها والمه الشديد وافق، ساعدته على خلع قميصه بخجل ثم جلست بجانبه وبدأت فى تضميد الجرح مرة اخري وهو يتألم بأشد قسوة ولكن ملامحه باردة خالية من المشاعر…
قالت بهدوء
=طلع الامك متخفيهاش…
=انا مش بتألم..
=صح نسيت انك مش بشر اصلا…
=مُهرة! الحال من بعضه…
لوت فمها بإعتراض وتابعت تضميد جرحه ، اخذت بعد الوقت حتى انتهت ثم ساعدته على الاستلقاء ووضعت خلفه وسادة فقال لها ببرود
=متعمليش فيها خايفة عليا اوي كدا وسيبيني انا هعرف اتصرف..
=ميهمنيش اصلا انا اكثر واحدة عايزاك تموت واخلص بس ساعدتك لان الجرح فك بسببى، ومش بحب اشوف الدم ولا حد متعور وبيتألم وميلاقيش حد جنبه …
التفتت ووضعت العلبة مرة اخري مكانها وجلست على الأرضية بصمت وهو الاخر التزم الصمت وحاول ان يسترخي من الالمه المفرطة…
______
اقترب يونس الصغير من ميرا التى تلعب وتركض بفرحة قال لها
=حاسبى هتتعوري..
=وانت مين بقا..
=انا يونس الصغير .. اسمى على اسم جده والحفيد الوحيد فى العائلة دي وانتِ بقا اسمك ايه؟
=ميرا..
=اسمك حلو .. تعالى هعلمك تلعبى ازاي علشان متعوريش نفسك وبعد كدا هنلعب انا وانتِ سوا.
نطقت ميرا برفض
=مش بلعب مع ناس ما اعرفهومش
=ما انتِ عرفتينى اهو.. تعالى.
امسك يديها بحنو ثم علمها كيف تلعب بالكورة بطريقة صحيحة وهي تضحك بخفة طفلة وهو يُراقبها بعينيهِ الثاقبة ك أعيُن رجل كبير حقاً يري مُدللته تلعب يشعر وكأنها جزء منه رغم انها اول مرة يري فيها طفلة..
راقبهم ياسين وهو يضحك على الطفل الذي استطاع ان يلعب مع الفتاة بسهولة جاءت عطر الى جانبه تنحنحت بهدوء لينظر لها قائلا
=عطر.. فيه حاجة؟
=كنت بنادي عليك علشان تاكل وكدا.. احم هو مين اللى بيلعب مع ميرا دا؟
=ابن اخويا متخافيش عليها محدش يقدر يأذيها طول ما انا موجود…
رفعت نظرها اليه بخجل ليتقبلها بحنان ونظرة اخرى لم تُفهمَ، نطق بهدوء
=روحى هجيبهم واجى..
=ماشي
جاء حينها الحاج يونس مع عمران وهو يركض عندما سمع بالفاجعة التى تعرض لها ابنه صعد له للاعلى يطمئن عليه مع عمران بقلق ، فقال حسن بملل
=والله يا جماعه انا بخير مفيش حاجة تستدعي القلق ماتقلقوش …
قال يونس بإستسلام
=ماشى يا بنى احنا تحت لو احتاجت حاجة.. خليكى جنبه يا مهرة يا بنتى..
هزت مهرة رأسها بملل شديد ثم غادر الجميع الى الخارج بعدما وضعت والدته الطعام وكادت تساعده على الطعام رفض وطلب منها ان تنزل للاسفل وياكل هو بنفسه، حاول ان يأكل ولكن فشل اكثر من مرة بسبب المه ف ترك الملعقة بغضب…
نهضت مهرة وهي تضع كرسي بجانب فراشه وأخذت الطعام وبدأت تطعمه حاول الاعتراض ف صرخت قائلة
=انت كل حاجة تعترض انا بأكلك علشان تعبان كُل يا حسن بقا كُل ومش تعترض …
شعر بغضبها الفظيع ف صمت يتناول من يديها بصمت ليس بعاجز عن الرد ولكن يستمتع بحركاتها الغريبة وهي تطعمه ولا تعلم سبب ان تطعم عدوها ولكن ربما مازال بداخلها ذرة رحمه بقت من طفلة قديمة، انتهت من اطعامه ثم نام هو سريعا من كثر التعب والالم وهي لملمت كُل شيء ، وأخذت جرعتها التى اعتادت عليها فى الخباء ثم جلست على الكرسي وتدريجيًا غطت فى النوم بجانبه.
____
بينما فى الاسفل جلس الجميع على طاولة الطعام يأكلون، وجلس الطفل يونس الصغير بجانب ميرا يطعمها، قالت عطر بإعتراض
=تعالى هنا يا ميرا..
قال يونس الصغير برفض قاطع
=لاء يا طنط سيبيها جنبي انا هأكلها بعد اذنك..
ضحك ياسين بإستخفاف قائلا
=يبختك يا ست ميرا لاقيه اللى يأكلك انما احنا غلابة بناكل بأيدينا…
نظرت له عطر بإستغراب بيرفع حاجبه للاعلى وهو يضحك شعرت بالحرج وضحكت خفية في نفس الوقت، بينما قالت ثريا لفاروق بعبوس
=شايف ابنك اتعلم منه حاجة…
=عيوني..
اخذ ملعقة أرز واطعمها بحب فى فمها، وكذالك فعل الحاج يونس فهو معتاد ان يطعم زوجته فى كل جلسة طعام لهم بينما وضع ياسين يديه على كفه بحزن مصطنع، ضحكت هى خفية بشدة…
____
مر الليل هاديء على الجميع نام فاروق مع ثريا بعد ليلة مليئة بالحب والاهتمام، ونامت عطر بحضن طفلتها وهي تفكر فى ياسين لاول مرة ، كذالك هو كان يفكر بها وبدأت مشاعره تتحرك نحوها بقوة، بينما لم تستطيع عهد النوم طويلا ف مازالت خائفة مما كان سيحدث ولكن باسل لم يستيقظ وظل نائم
بينما نامت مُهرة على الكرسي لتظل بجانب حسن ان احتاج شيئاً…
فى صباح اليوم التالى،،،،
تقلب حسن بأرق فى أنحاء جسده نظر بجانبه ليري مهرة نائمة جزئها السفلى على الكرسي وتستند على الفراش وشعرها خبأ وجهها، تلقائيًا مد يديه يتلمس خصلات شعرها الخفيفة بإهتمام وهو ينظر لها لأول مرة بتركيز لتفاصيلها الصغيرة…
فتحت عينيها ونهضت ببطيء بينما ازاح هو يديه بسرعه عدلت من وضعية ملابسها بخجل قائلة وهي ترمش بعينيها
=صباح الخير..
قالتها بطريقة جعلته شارد فقال بضيق
=يخربيت كدا هو دا وقته.. احم صباح النور، مقومتيش ليه تحضري الفطار مع الجماعه؟ انتِ خدتى على الراحة زيادة عن اللزوم…
قطبت جبينها بغضب قائلة
=انت مينفعش يتعمل معاك اى خير اساسًا…
=ساامعك..
ركضت الى المرحاض تغتسل ،بينما استراحَ وهو مازال يُفكِر بها وبأفعالها…
هبطت عطر السلالم مع ميرا وهي تبتسم لتنصدم من جلوس جمال فى الصالون مع ابيها عمران يتحدثون، تراجعت ميرا للخلف بخوف قائلة
=ايه اللى جاب بابا تانى…
=متخافيش يا ميرا ياحبيبتى ، روحي العبي برا فى الجنينة وانا جاية ليكم…
دلفت الى الصالون قائلة بغضب
=انت ايه اللى جابك تانى هاه ؟ ايه اللى جابك احنا مش اطلقنا ولا ايه…
=شايف بنتك يا عمى بتتكلم ازاي.. جاي اشوف بنتى وارجعلك ما احنا برضوا بيننا بنت.
نطق عمران بحيرة
=اهدي يا عطر يا بنتى..
=لاء ثواني كدا ، متعملش حجتك البنت ، انا مش هرجعلك لو السماء اطربقت على الارض..
=لاء هترجعي برضاكى او غصب عنك يا عطر والا هاخد منك البنت…
جاء ياسين فى تلك اللحظة الذي استمع لكل حرف قِيل، ف نطق ببرود
=انت انت متزعقش في بيتنا بالطريقة دي…
=نعم هو دا عايش معاكى فى البيت ولا ايه انا مش فاهم حاجة؟
نطق ياسين ببرود
=لاء مش مهم تفهم، اتفضل يا استاذ برا هى قالتلك مش عايزة أرجع.
=وانت ماااالك بتدخل ليه بصفتك ايه !!
نظر لها ياسين مطولاً ثم تابع قائلا
=خطيبها، وجوزها مستقبلاً…
نطق الجميع معاً
=اييه!
=زي ما سمعت يلا بقا من هنا…
قال جمال بغضب شديد
=بقا هتتجوزي من ورايا يا عطر واحنا معانا بنت ، طيب يبقى نتقابل فى المحاكم بقا ونشوف ميرا هتبقى مع مين، ويانا يا نتِ…
قالها وخرج الى الخارج ركضت عطر خلفه قائلة
=استنى بس يا جمال ارجوك اسمعني..
قال عمران بصدمة
=ايه اللى انت قولته دا يا ياسين انت مدرك للى قولته يا بنى؟
=بص يا عمى.. انا مش من النوع اللى بيعرف يدور ويلف كتير، انا بدأت اعجب ب عطر غصب عنى، وقررت انى هاخد خطوة ايجابية فى علاقتنا ، وهتقدم ليها لو تسمح ليا.
=تعالى معايا طيب نتكلم فى أوضة المكتب بتاعت ابوك مش هينفع هنا.
____
خرج باسل من غرفته بألم شديد وهو يلعن نفسه ولا يفهم هل ما رآه فى الامس حقيقي ام خيال ،تقابل مع عهد التى تهبط شاردة، اوقفها قائلا بصدمة
=عهد انتِ كويسة؟!
=بتسأل ليه !
=مش عارف حلم ولا حقيقة بس كان وحش..
=مش حابة اتكلم فى الموضوع دا انسى..
=طيب تعالى هوصلك.
بالفعل ذهبت معه ودلفوا الى السيارة منطلقين، ظلت تفرك يديها برعشة قائلة
=الجو برد جدا متوقعتش كدا..
=متحلميش، انا عارف وشاكك وحاسس من بدري انك عينك فى الجاكيت بتاعى…
ابتسمت بخفة قائلة
=لاء خليهولك…
خلعه معطيه اياها
=لاء خديه انا ابو الرجولة برضوا…
=لاء مش هينفع.
=لحد منوصل الجامعه بس وبعدها هاتيه..
=طيب
وضعته عليها بهدوء ثم اغلقت عينيها تغفو قليلا ابتسم بخفة قائلا بصوت خفيض
=مركب معايا غيبوبة فى العربية.
_____
امسكت يديه بين يديها بصعوبة ثم ساعدته على النهوض برفق على قدمه قائلة
=ايوا ما عليك إلا تتحرك ببطيء على رجليك.. ايوا براحة…
التصق بها بشدة ولكن لقصر قامتها كانت انفاسها المتوفرة تلحف صدره ، بينما يستمتع هو بتوترها الباديء على ملامحها، تساعده ان يتحرك فى الغرفة براحة وحرية أكبر، حتى التصقت فجأة بالدولاب وهو امامها ملتصق بها…
شعرت بالخجل والتوتر لاول مرة وهو فى حيرة من امره، هذه ليست ملامح فتاة ** وإنما ملامح فتاة خجولة وعذراء ليست بأخري ، شعر بالحيرة والاستغراب الشديد منها، صمت فجأة والحقيقة الخاصة بها تقع أرضا وينزلق منها ذاك الشيء ابيض اللون.. !
جثى على ركبتيه بخفة يلتقطه قائلا
=ايه دا!
يتبع…….
لقراءة الفصل السابع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حين التقينا للكاتبة شيماء جمعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!