Uncategorized

رواية عهد الحب الفصل السادس 6 بقلم نور بشير

 رواية عهد الحب الفصل السادس 6 بقلم نور بشير
رواية عهد الحب الفصل السادس 6 بقلم نور بشير

رواية عهد الحب الفصل السادس 6 بقلم نور بشير

تسارع فى الأحداث
اليوم هو يوم عقد قرآنه على فرحه ، اليوم ستصبح فرحه زوجه له أمام الله و الناس جميعاً ، و لكنه بداخله لا يريد هذه الزيجة ، فهو لا يشعر تجاهها بأى مشاعر ، لا يستطيع تصديق بأنها ستصبح زوجه له ، هو بالأساس لا يريد أن يرتبط و يؤسس عائله ، لأنه ببساطه يخشى ماضيه ، يخشى أن يكون له حياه أخرى مجهولة  يكون بها زوجة و أطفال لا يعرف عنهم شئ ، يخشى و يخشى و يخشى … و لكن اليوم سيتزوج و بمحض إرادته و ذلك رداً لجميل صالح عليه ، فهذا أبسط شئ بإمكانه أن يقدمه له ، بعدما فتح له منزله و استئمنه على ماله ، و الأهم من ذلك أن لولا صالح لكان ميت منذ زمن فى سيارته المتفحمة ، فهو ليس جاحدا لينكر فضل ذلك الرجل عليه ، سيتزوج من تلك الفرحه اليوم حتى يستطيع إسعاد ذلك العجوز المريض البائس ….
و ها هو يجلس المأذون يتوسط صالح و صابر ، و إلى جوار صالح تجلس فرحها بفستانها الأبيض البسيط تفرك بيديها فى توتر و خجل ثم أردف المأذون بأبتسامة: بارك الله لكما و بارك عليكما وجمع بينكما في خير 
و هنا قام صالح باحتضان فرحه قائلاً بسعادة: ألف مبروك يا نن عينى ، عقبال ما أشوف عيالكم بيتنططوا حواليا 
أجابته فرحه بسعادة هى الأخرى: الله يبارك فى حضرتك يا بابا يارب
ثم قام صالح بأحتضان صابر بحب و عرفان بالمعروف: مبروك يا حبيبى ، ربنا يتمم ليكم على خير
أجابه صابر بتسهيم: الله يبارك فيك يا بابا 
ثم أغمض عينيه فى ألم فمنذ أن حضر المأذون و بدء فى عقد القرآن و هو يرى أحداثاً فى مخيلته لا يستطيع تحديدها بدقه ، يشاهد الكثير من اللقطات و على ما يبدو أنها لقطات للحظه شبيهه لتلك اللحظه و لكنه لا يستطيع تحديد الأشخاص بوضوح و لكنه يجزم بأنه عاش مثل تلك اللحظة من قبل ، و لكن مع من ؟ أين ؟ كيف ؟ لا يستطيع أن يتذكر 
و على الجانب الآخر تجلس عهد على حافه حمام السباحه واضعة قدميها بداخله ، شاردة الذهن ، تفكر فى محبوبها الراحل عن عالمها منذ ٧ سنوات ، تسترجع كل ما حدث معها على مدار تلك السنوات القليلة الماضية ، و كيف مرت و كأنها دهر و ليس سنوات قليلة منذ عمر صغارها فقط ،  و عند هذ النقطة فرت دمعة ساخنة من عينيها ثم أخذت نفسا عميقا مخرجه تنهيده حارة و قامت بعد ذلك بوضع يديها موضع قلبها ، فهنا يكمن حزن عميق و وجع بداخلها ، لا يعلم به أحدا و لا هى قادرة على الفرار منه ، فهى ممتلئه بمشاعر كثيره لا تستطيع تسميتها أو التعبير عنها و بالوقت نفسه لا تستطيع كتمها أكثر من ذلك ، تشعر و كأن خلايا عقلها تتصارع مع ذكرياتها معه فى محاوله منها لقتلها  ، و ها هى تموت ألما و وجعا على حبيبها و زوجها الذى فارق حياتها منذ سنوات ، ففراق زوجها يحزنها و يوجعها و يأرق نومها فى كل ليلة و كأنها فقدت ألف شخص بألف وجع .. منذ يوم فراقه و هى تشعر و كأنها هى من فقدت الحياة ، و كأن هى من ماتت و ليس هو .. قلبها ينبص ، و رئتها تتنفس ، تنام ، تأكل ، و لكنها جسد فقط دون روح ..
فاقت من وجعها هذا على صوت أمينة الهامس بجوار أذنها: كان بيحبك أوى على فكرة
صاحت عهد بفزع: أمينة ، أخس عليكى فجعتينى 
أجابتها أمينة بمرح : فجعتك إيه يا بنتى ده أنا قعده جمبك بقالى ساعه ، كل ده محستيش بيا 
أردفت عهد بتسهيم: ما أخدتش باللى كنت سرحانه
أجابتها أمينة مردده بحزن: كان بيحبك أوى يا عهد ، محبش ولا حب حد زي ما حبك ، ثم أكملت بدموع؛ وحشنى أوى ، و وحشنى ضحكه و هزاره معايا ، من ساعه ما راح و سابنى و أنا جوايا وجع كبير أوى ، بفضل أفكر مع نفسى و أقول محدش هيتوجع عليه قدى ، بس كل ما أبصلك و أشوف الوجع و الحزن فى عيونك حتى و أحنا فى أسعد اللحظات بتأكد أنك موجوعه عليه أكتر منى بكتير و يمكن كمان أكتر من بابا و ماما 
أردفت عهد بوجع و دموع: أتفقت أنا و هو على حاجات كتير المفروض نعملها سوا ، أتفقنا على أحلام كتير المفروض نحققها مع بعض ، أتفقنا نبنى حياتنا و نعمل عيلة مع بعض ، أتفقنا على حاجات كتير أوى ثم أكملت بقهره؛ بس متفقناش أنه يوحشنى بالشكل ده و معرفش أوصله ولا أخده فى حضنى حتى  و هنا رددت أمينة بحزن: لازم تعيشى يا عهد ، لازم تقوى عشانا كلنا و عشان ولادك ، صدقينى لو عاوزه عاصم يبقا مرتاح لازم تحاولى تخرجى من اللى أنتى فيه ده عشان خاطر ولادكم يا حبيبتى
مسحت عهد دموعها ثم تابعت بوجع: أنتى عارفة يا أمينة ، أنا واحشنى أوى إحساس أنى أكون مستريحه فى حياتى و مبسوطة من جوايا زى ما كان عاصم معايا ، من أغير ما أحاول اكدب أو أقول أنى كويسة و أنا من جوايا بموت فى الدقيقة ميت مرة من غيره ، مش عارفه أتخلص من إحساس أنه لسه عايش و معايا ، حاسه أنى طول السنين دى كلها عايشة فى كابوس و هفوق منه الأقى حبيبى جمبى و فى حضنى ، بس أنا عارفة و متأكده أن ده واقع مش كابوس ثم هطلت دموعها بغزارة فأحتضنتها أمينة و أكملت بنبرة حانية: هترتاحى صدقينى ، و هتكونى مبسوطة و هتفرحى تانى من قلبك زى زمان و هتقولى أمينة قالت ،  أحنا كلنا بنستقوى بيكى هنا يا عهد بابا و ماما و أنا و عمر و الولاد كلنا يا عهد ، ثم ربتت على ظهرها قائله بحب: أنتى قوية يا عهد ، أجمدى عشان خاطر كل اللى بيحبوكى و محتاجينك معاهم و فى ضهرهم 
فخرجت عهد من أحضانها ثم رفعت يديها و مسحت دموعها و هتفت بصلابه و هى تحاول إستجماع قوتها: هحاول ، ثم رددت مسرعه و هى تحاول رسم القوة؛حاضر حاضر ، أنا قوية ..
عودة إلى الحى الشعبى الذى يقطن به صابر و خصوصاً بداخل شقة عم صالح ، حيث يجلس صالح على رأس مائدة الطعام و إلى جوارة يجلس كل من صابر و فرحه فهتف صالح قائلاً بحب: أخيراً يا صابر يا ابنى بقيت إبنى و جوز بنتى رسمى على حياة عينى  
أجابه صابر بأبتسامة فرحه من وراء قلبه يحاول رسمها لإسعاد صالح قائلاً: ربنا يديك الصحه يا بابا و يطول فى عمرك
فأردف صالح بسعادة و هو رافعا رأسه للأعلى حامدا لله تعالى فى شكر: الحمدلله ، أنا كده تميت مهمتى و أطمنت عليكم يا ولاد و مش عايز من الدنيا دى حاجه تانية ثم ظل ناظرا إلى أعلى لفترة تحت عيون صابر و فرحه المستغربة ، إلى أن رفع سبابته اليمنى و أردف بصوتأ عالى بعض الشئ و الأبتسامه لا تفارق وجهه قائلاً: أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله ثم سقط على جانبه الأيمن مفارقا للحياة بأكملها تحت عيون صابر المصدومة ، و صريخ فرحه الذى أقتربت من والدها و قامت بأسناد رأسه على يديها و جثى صابر هو الأخر على ركبتيه فى محاوله منه لمعرفه إذا كان لايزال على قيد الحياة أم أنه قد فارقها ، و لكنه بالفعل وجده قد فارق الحياة ، فنظر بحزن دلاله على أنه قد فارق الحياة إلى فرحه الناظره إليه بتأهب و خوف و هنا صرخت بكل ما لديها من قوة هاتفه بصريخ: باباااااا فوق و النبى ، بالله عليك ما تعمل فيا كده فيوم زى ده ، ثم ضربت بيديها وجهه تحاول إفاقته؛ أبوس إيدك يا بابااا فوق 
ثم تركت رأسه و بدءت فى لطم وجهها قائله بصريخ و هستيريه: أبويا ماااات ، أبويا سابنى ، يا كسره قلبى و فرحتى  آااااااه 
و بعد مرور ثلاث أيام 
فى منزل الأسيوطى و خصوصاً على مائدة الطعام ، يجلس الجميع يتناول فطورهم فى هدوء 
فأردفت ليا موجهه حديثها إلى عهد: مامى بليز توافقى أروح أحضر عيد ميلاد جودى صاحبتى 
أجابتها عهد برفض تام: أنا قولت لا يعنى لاااا
تابعت الصغيرة بدلال على جدها: بليز يا جدو تقول لمامى توافق ، عشان خاطرى
أردف الجد بحنان فهو قد تأثر بأسلوب صغيرته قائلاً إلى عهد: خلاص يا عهد سبيها ساعة واحدة بس ، و أنا هخلى عم إبراهيم السواق يوصلها و يجيبها 
استطردت عهد على مضض: خلاص يا بابا موافقة ثم واصلت بتحذير؛ بس هى ساعة واحدة يا ليا و أنا هأكد على عم إبراهيم يجيبك على طول 
صاحت الصغيرة بسعادة قائله: thanks مامى ثم وضعت قبلة على وجنه جدها و تابعت بحماس؛ ميرسى جداً يا جدو 
أجابها الجد بحب: العفو يا عيون جدو 
و بالفعل ذهبت الصغيرة بصحبه عم إبراهيم ( السائق الذى قامت عهد بتعينه خصيصاً لحماها السيد غريب و زوجته بعد وفاة عاصم ) إلى حفل ميلاد صديقتها ، على وعد مع والدتها بالعودة بعد ساعة بالتمام 
و على الجانب الآخر فى منزل العم صالح ، يجلس صابر و فرحه يتناولون الفطور ، كلا منهم فى شرود و حزن تام ، فها هو صالح قد مر على وفاته ثلاث أيام بالتمام و الكمال و من المفترض أن أمس انتهت أيام الحداد ، و لكن طوال الأيام الثلاث السابقة لم يكن هناك تعامل بين فرحه و صابر إلا فى أضيق الحدود ، حتى أن فرحه تنام بغرفه والدها ، و صابر ينام فى الغرفة الخاصة بفرحة ، فهم من المفترض أن كان يتم زفافهم بعد شهر من موعد كتب الكتاب ، و لكن الآن قد تغير كل شئ ، و لا يمكن لفرحة أن تظل بمفردها ، ف أتفقوا سويا على أن يظلوا معا ، و لكن كل منهم فى غرفة منفصلة عن الآخر ، لحين مرور تلك المحنة و الموقف الأليم هذا ، و هنا أردف صابر قائلاً: فرحه أنا هنزل إنهارده الشغل ، لو عوزتى أى حاجه كلمينى أجبها معايا و أنا جاى
أجابته فرحه قائله بحزن: ترجع بالسلامه أن شاء الله
تمتم صابر فى حزن: الله يسلمك ، ثم تركها و ذهب إلى عمله 
و ها هو العم إبراهيم فى طريق العودة إلى منزل الأسيوطى بصحبه الصغيرة ( ليا ) ، و لكن على ما يبدو أن بنزين السيارة قد أوشك على الإنتهاء ، فدخل العم صالح إلى محطة البنزين ، و من ثم فتح باب السيارة و ترجل ليحاسب عامل المحطة ، و فى الوقت نفسه رأت الصغيرة ( ليا ) قطة صغيرة تعوى ، محشورة فى ممر ضيق بين سيارتين ، فشعرت الصغيرة بالتألم من أجل هذه القطة ، و بدون تفكير منها فتحت باب السيارة الخاص بها و ترجلت و ذهبت تعبر الطريق للوصول إلى الجانب الآخر و إنقاذ تلك القطة ، و أثناء عبورها الطريق ، جاءت سيارة مسرعة و قامت بضرب الصغيرة ، و ما أن شاهدها السائق تعبر الطريق فجأه ، حاول أن يسيطر عالسيارة و لكن لم يستطع فالطريق كان أمامه فارغ و كان يسير بسرعه ، و هذه الفتاة ظهرت أمامه من العدم ، فكيف له أن يتخطاها دون الإصابة بها ، و بالفعل قام بضرب الصغيرة بالسيارة ، و ما أن وقعت الصغيرة على الأرض ، حتى توقفت صاحب السيارة و ترجل منها فى فزع و خوفاً حقيقى و هنا جاء العم إبراهيم فزعا على أثر صوت الاصطدام ثم أردف بخوف؛ ليااااا ، ليااا فوقى ، ثم بدءت يندب قائلاً؛ هقول للست هانم ايه بس
فاستطرد صابر بخوف هو الآخر على تلك الصغيرة: صدقنى يا حاج أنا كنت ماشى و هى اللى ظهرت قدامى فجأه ، أنا الطريق قصادى كان فاضى ، و هى ظهرت مرة واحدة
ثم جثى على ركبتيه حاملاً للفتاة و تابع بزعر: أحنا لازم نطلع بيها عالمستشفى حالا 
و بالفعل قام بوضعها فى السيارة الخاصه به ، ثم صعد عم إبراهيم إلى جوار صابر فى طريقهم إلى المشفى ، و بعد مرور نصف ساعه ، قد وصلت عهد بصحبه سمية و عمر إلى المشفى مسرعين فى خوفاً و فزع حقيقى على الصغيرة ، فعم إبراهيم أخبر عمر بالحادث منذ قليل و ما أن أخبر عمر من بالمنزل حتى بدءت عهد فى الصريخ هى و سمية و انطلقوا مع عمر إلى المشفى و بمجرد ما أن وصلت عهد إلى قسم الطوارئ ، حتى وجدت عم إبراهيم يجلس بالخارج و إلى جوارة يجلس شخصاً أخر لم تدقق النظر به ثم هتفت بفزع: عم إبراهيم ، قولى إيه اللى حصل أرجوك ، طمنى بنتى عاملة إيه 
و ما أن سمع ذلك القابع إلى جوار عم إبراهيم نبرة صوتها هذه حتى شعر بقلبه يخرج من صدره ، فهذا الصوت يشعر و كأنه سمعه من قبل ، ثم فاق من شروده و صدمته و ألتفت لها على أثر نبرتها الغاضبة و هى تصيح: و الأستاذ اللى خبطها ده ، خبطها أزاى 
و هنا أردف صابر بتوضيح: صدقينى يا مدام ، أنا الطريق كان فاضى قدامى ، و ماشى فى إشارتى ، لكن هى طلعت قدامى فجأه 
 فألتفتت له عهد على أثر نبرة صوته التى تحفظها عن ظهر قلب فى صدمه ….
يتبع…
لقراءة الفصل السابع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى