Uncategorized

رواية لمن القرار الفصل السادس 6 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل السادس 6 بقلم سهام صادق

رواية لمن القرار الفصل السادس 6 بقلم سهام صادق

رواية لمن القرار الفصل السادس 6 بقلم سهام صادق

سلطت السيدة ألفت عيناها نحوها تُراقب تعثراتها وسط أغراض المطبخ، حدقت بملامحها المتوتره وكيف بدت بعدما أنتهت لحظات لطف رب عملها
تُدرك تماماً ان مافعله رب عملها ليس إلا شفقة عليها خاصة مع صغر سنوات عمرها ولكن تخشي ما لا يحمد عقباه.. فماذا لو احبته واستنتجت من لطفه انه يبادلها مشاعر خاصة
سيناريوهات عديدة ارتسمت في خيالها فالواقع ملئ بمثل تلك الحكايات وقصص الأفلام كثيراً ماجسدت عن تلك الأمور ” السيد والخادمة”
سقط الوعاء من يدها فأنتفضت السيدة ألفت من خيالاتها وعيناها كانت مازالت مسلطة عليها
تعلقت عين فتون بها تخشي نطق المزيد من الاعتذارات فنطرات السيدة ألفت لا توحي لها إلا انها تُريد الفتك بها، هكذا كان ينبئها حسها وكيف لا يُنبئها والسيدة ألفت لا تحيد نظراتها الجامده عنها
– غلطاتك في أول يوم ليكي هنا كتير يافتون، وده ميبشرش بحاجه كويسه… انا عديت اللي حصل قدام سليم بيه لكن لو
واردفت بباقية عبارتها ترفع سبابتها محذره
– لو اي غلطه تانيه.. اظن ان سهل اجيب غيرك وسليم بيه سايبلي القرار ده
– انا.. انا
– حجج كتير مبحبش اسمعها في الشغل… انتي هنا بتشتغلي كأنك مش مرئية انتي او غيرك مهمتنا بنقضيها في سكون.. مفهوم
أماءت برأسها تطرق عيناها أرضاً تستمع لتوبيخ السيدة ألفت في صمت
– انا هنبه على حسن يفهمك ايه اللي ينفع أو مينفعش في شغلنا
أصابها الذعر فور ان نطقت السيدة ألفت بأسم حسن فرفعت عيناها نحوها تستجدي عطفها
– بلاش حسن يامدام ألفت… بلاش حسن ابوس ايدك
اشاحت السيدة ألفت عيناها بعيداً عنها حتى لا يرق قلبها
– خلاص يافتون انا هنسي اي غلط حصل النهارده واتمنى اختياري ليكي يكون صح
وعادت تُطالعها بنظرة خالية من العطف
– لان البيه مكنش عايز وجودك هنا
……………..
وضعت طبق البيض أمامه والنعاس يغشي عيناها.. طالع ما وضعته أمامه مُستنكراً ينظر إليها
– ايه ده
– العشا ياحسن
انتفضت فزعة تتراجع للخلف بعدما ضرب الطاوله بكفه يصرخ بها
– جيبالي طبق بيض وتقوليلي اكل… فين الاكل يا سنيوره
– هعمل اكل امتى وانا لسا راجعه من الشغل ياحسن
وتذكرت قول السيدة إحسان لها عندما فطنتها بما سيحدث
– ما انا كنت قاعده بعملك الأكل وبستناك زي اي زوجه لكن انت اللي خلتني اشتغل
ارتفع حاجبه الايمن يستمع لحديثها الذي يُدرك تماماً انها حفظته ومن غيرها ستكون المُلقن لها
– أنتي بقيتي ترمي ودنك للست الخرفانه إحسان وبتعاقبيني يعني… ماشي يافتون
اغمضت عيناها قهراً تكتم صوت صراخها… تجذب خصلات شعرها من قبضته متوسله
– مش هعمل كده تاني ياحسن
– وانا هستني تعملي ده تاني
دفعها عنه يُلقي طبق البيض بوجهها
– النهارده مش هتنامي يافتون… البيت يتنفض ويتلمع وابقي اسمعي كلام الست الخرفانه تاني
عاقبها بأكثر شئ كانت تستجديه تلك الليله… وهاهو الصباح يشرق بدفئ شمسه وهي تقف بالمطبخ مغمضة العينين تصنع له فطوره
طالعها وهي تضع طبقي الفول والبيض وشرائح الطماطم.. ازحت مقعدها كي تجلس جواره تتناول فطورها ولكن يده كانت الأسبق منها وهو يسحب الطبق من أمامها هاتفاً بغلاظه
– وتاني عقاب ليكي على ليله امبارح مافيش اكل.. قومي روحي شغلك من غير لكاعه
حدقت به غير مصدقة انه سيحرمها من الطعام
– بس انا جعانه ياحسن
اشاح عيناه عنها يلتقط رغيفه ويقطع لقمه يغمسها بطبق الفول
– عشان تحاولي تتمردي عليا تاني يافتون… ويلا على شغلك انا مش رايح بدري النهارده للبيه
نظرت للطعام بحسرة تترجاه
– طيب اكل لقمه بس.. هموت من الجوع
– هي كلمه قولتها مافيش اكل… يلا وريني جمال خطوتك مش عايز اي غلطه عند البيه سامعه
– طيب هروح ازاي..
التقط كفها يضع بعض الورقيات بهما
– زي ما رجعتي معايا امبارح
واردف متهكماً وهو يرمقها
– شغلي دماغك ولا مش فالحه تشغليها غير انك تتمردي عليا
توسلته بعينيها ولكنه اصرفها بيده وعاد يلتهم طعامه
خرجت من الشقه تُطالع بابها بحسرة تضع بيدها فوق بطنها… دارت بعينيها نحو شقة السيدة إحسان وتقدمت نحوها بضعة خطوات ولكن تراجعت تجر اقدامها نحو الدرجات المُتهالكة
……………..
طالعت الأطباق التي تعدها السيدة ألفت كفطور معتاد على تناوله يومياً السيد سليم
– زي ما انتي شايفه ده الفطار اليومي لسليم بيه وبعدها بياخد قهوته
اماءة خافته حركة بها رأسها.. عاينت السيدة ألفت الصنية بدقة واعطتها لها متمتمه
– الاطباق تتحط زي ما فهمتك
ألتقطت الصنية منها تسير بها برفق نحو الصالة الواسعه التي تضم طاولة الطعام الأنيقة
وضعت الأطباق بحذر فقد تعلمت درس الأمس ولم تعد تُريد نيل المزيد من الإهانة
– تمام ياحازم…القضية ديه مش لازم نخسرها
رفعت عيناها نحوه تتأمله رغماً عنها…
اغمضت عينيها تهيم برائحة عطره انها نفس الرائحة التي مازلت عالقة في انفها منذ تلك الليله التي التقط كفها ينتشلها من الأرض بعدما دفعها حسن دون رحمة
– صباح الخير
صوته افاقها من حلمها الفقير.. فألتفت نحوه وقد اوهمتها الأحلام انه ينتظر رد تحيتها ولكنه كان غارق في تصفح جهازه اللوحي يُطالع ما به بتركيز
– صباح الخير ياسليم بيه
تمتمت عبارتها بخفوت تنظر اليه لعله يمنحها نظرة حانية كما اعتادت منه في المرات السابقه التي لا تُعد
– تؤمر بحاجه تانيه يابيه
منت نفسها بنظرة تُشعرها بأنها مازالت تحيا دون صفعات حسن وذله
– لو احتاجت حاجه تانيه هبلغ مدام ألفت
عادت بأدراجها نحو المطبخ خائبة الأمل…رمقتها السيدة ألفت متسائله
– اتأخرتي كده ليه
والاجابه كانت معروفه ولكن السيدة ألفت أرادت ان تضيف المزيد من تعليماتها
– كنت بشوف البيه لو عايز….
وقبل ان تُكمل باقية عبارتها أشارت لها السيدة ألفت بالصمت مُقتربة منها
– سليم بيه لو عايز حاجه هيبلغنا بيها…. الاكل يتحط واول ما يقعد تمشي علطول
– حاضر
ولم يكن عليها إلا أن يكون هذا جوابها
مر النهار وهي بين ترتيب الأغراض، غسل الخضار وتقطيعه والسيدة ألفت تُشرف وتُعلم وتُحذر
– لا انتي النهارده كأنك مش جايه تخدمي، بقالك ساعه بتنضفي الصاله
– ديه نص ساعه بس يامدام ألفت
رمقتها السيدة ألفت ممتعضه
– يعني انا بكدب يافتون…. يلا خلصي وتعالي ورايا
حملت أدوات التنظيف بعدما تأكدت من لمعان كل شئ واتجهت نحو المطبخ تبتلع لعابها من رائحة الطعام الشهية
– تعالي كلي غداكي يمكن تعرفي تشتغلي بنشاط
كانت سعيدة بطبق الطعام وكأنه أثمن شئ حصلت عليه، التهمته جميعه تحت نظرات السيدة ألفت.
رفعت وجهها عن طبقها فوقعت عيناها على نظرات السيدة ألفت فأدركت انها كانت تُشاهدها فأطرقت عيناها نحو الطبق ولكن السيدة ألفت تلك اللحظة كانت الطف مما كانت تتخيل، سحبت الطبق من أمامها لتضع اخر
– كملي اكلك يافتون
………………..
مازالت جميله ومازال هو غارق في عشقها… قبلها كان يظن انه عاشق لجارته ولكن عندما التقي بها بشركة والدها حيث كان يعمل بها كمهندس طار عقله بها ولم يعد القلب لتلك الجارة التي تساويه فقراً
جاورته فوق الفراش بعدما أزالت مئزرها فتظهر منامتها الناعمة
– سرحان في ايه ياعبدالله
– فيكي ياحببتي
اتسعت ابتسامتها تميل نحوه بدلال لم تفقده مع مرور الزمن
– لسا شايفني جميله ياعبدالله
التقط كفها يُقبله برقه
– وجميله الجميلات كمان ياناهد
رفرف قلبها من سماع كلماته التي دوماً كان بارع بها… لقد حاربت أهلها من أجله حتى رضخوا لرغبتها وهاهي السنين مرت وعبدالله كان جدير بها يُنفذ لها ما أرادت حتي لو لم يرغب حتى لو تراجع بكلمته
– عبدالله مها عايزه تغير عربيتها زي ميادة
قطب حاجبيه وقد ظن انها ستطلب منه شراء سيارة لملك
– انا كنت فاكرك هتقولي هات لملك عربيه بدل ما مها واخدها لوحدها
انقلبت معالم وجهها ولكن سرعان ماعادت لطبيعتها
– مها جامعتها بعيده لكن ملك المدرسه قريبه مننا مجرد ربع ساعه في التاكسي
طالعها دون اقتناع فأردفت بالمزيد من العبارات كي تقنعه
– انت ناسي ان بنتك دكتوره وليها وجها اجتماعيه بين زمايلها
– مش ناسي يا ناهد ولا ناسي الكليه العريقه اللي صممتي تدخليها ليها عشان تبقى زي رسلان
ابتسمت بتفاخر معبرة عن ما يدور بخلدها صراحة
– مش عشان تبقى زي رسلان بس لاء كمان تليق بي ياحبيبي… يعني رسلان ابن سيادة الوزير والجراح اللي اسمه ليه وزن ومستقبل مش اي واحده هتليق بي ياحبيبي
احتدت عيناه بعدما فهم ما تُحيك له زوجته
– واشمعنا مها ليه متكونش ملك ياناهد
اشاحت عيناها بعيداً عنه تهرب من اجابته
– ها ياناهد ما تردي اشمعنا ملك.. ليه بتحرميها من كل حاجه بتديها لمها… ولا انتي مبقتيش تحبيها عشان…
صدمتها عبارته انها تحب ملك ولكن حبها لها مختلف عن مها، هربت من الحقيقة التي لو واجهت بها نفسها ستدرك انها لم تصبح الا في تلك الصوره التي أخبرت نفسها يوما انها لن تكون عليها
– ايه اللي بتقوله ده ياعبدالله..ملك ومها عندي زي بعض لكن انا شايفه ان رسلان ميال لمها
أدارت جسدها عنه بعدما القت بكذبتها التي تُصدقها
– تصبح على خير
رمقها زافراً أنفاسه وشئ واحد أصبح يُدركه ان زوجته توهم حالها بشئ لن يحدث وهو خير من يعلم أن رسلان لن يختار الا ملك ولم يكن يوماً مشاعر لمها
………….
حضنت هاتفها بسعاده بعدما أنتهت مكالمتهم، حاربت مشاعرها وحاربته هو ذاته ولكنه احكم الحصار عليها ودق بابها بإلحاح وما كان على قلبها الا ان فتح الباب له مرحباً يخبرها انه الحبيب الذي دوماً استوطن أحلامها ونادته ليالي تتمنى لقاه
– بحبك اوي يارسلان
هتفت أسمه تُحلق في سحابتها الوردية
انتفضت مذعوره من رقدتها فوق الفراش فور ان انفتح باب غرفتها
– ملك… رسلان مش بيرد عليا ولا بيشوف رسايلي
هتفت بها مها التي اقتحمت غرفتها وجعلت الدماء تتجمد في عروقها، طالعتها بخوف وكأنها شاهدتها في جرم وليس في حلم جميل عاشه قلبها للحظات
ابتلعت لعابها تُطالع مها الواقفه أمامها
– انا خايفه يكون لسا زعلان مني ياملك… يعني عشان
حررت ملك أنفاسها المحبوسة تنتظر سماع باقية حديث شقيقتها
– عشان لما روحتله المستشفى اتعرفت على دكتور زميله هناك… انا مكنتش فاكره ان رسلان بيغير عليا كده
وبعدما كانت تهيم كالطيور محلقة في أحلامها ، الحقيقه عادت تقتل قلبها… هي وشقيقتها عاشقان لنفس الرجل
……………
ناوله صديقه السيجارة التي اتم لفها حتى يعدل له مزاجه
– وديتها تخدم في البيوت ياحسن
– يعني انا كنت جايبها من بيت عز ماانا جايبها مش لاقيه تاكل ومعيشها عيشه مكنتش تحلم بيها
– ياراجل ديه مراتك والبيه بتاعك راجل عازب
القى صديقه مسعد الكلمه له لعله يشعر بنخوته كرجل
– سليم النجار يبص لفتون… لا ضحكتني ديه خلقه حد يبص ليها
طالعه صديقه غير مُصدقاً
– مراتك حلوه ياحسن وغلبانه بس انت مش حاسس بقيمتها
– انت هتتغزل في مراتي قدامي يامسعد
– يعني كلمتي ديه اللي زعلتك ياحسن
دفع حسن مقعده ناهضاً من أمامه يسبه
– كلامك بقى يسد النفس يامسعد… روح شوف نفسك بدل ما انت مقضيها مع كل ستات الحته
التف مسعد حوله مذعوراً يخشى ان يسمع أحداً حديثه
– ياشيخ فضحتنا
لوح له حسن بيده وقد ضجر من نصائحه وهو ليس إلا شبيهاً له
– عامل نفسك واعظ وانت مقضيها يامسعد
……………..
رتبت الملابس كما اخبرتها السيدة ألفت بحرصً شديداً تنظر لكل ركن بعناية
غادرت الغرفة عائدة للمطبخ تُكمل باقية اعمالها
– تقدري تروحي النهارده بدري يافتون
ونظرت السيدة ألفت لساعة يدها تنظر للوقت
– بعد ساعه من دلوقتي
اماءت برأسها كحركة اعتادت عليها… التفت السيدة ألفت نحو ما كانت تفعله، فألتقطت هي قطعة القماش تنظف رخام المطبخ
مرت الساعه وجمعت أغراضها راحلة فمهام اليوم قد انقضت وضعت محفظتها في الكيس الذي تحمله وقد اعطتها السيدة ألفت بعض الطعام ف رب عملهم لن يتناول طعامه اليوم بالمنزل
– بكرة اجازتك يافتون.. سليم بيه يوم الاجازه بيفضل يكون لوحده في البيت
انشرح قلبها بالغد الذي ينتظرها مع السيدة إحسان وحديثهن الطويل الذي اشتاقت له
أوشكت على المغادره ولكن صوت السيدة ألفت جمد حركتها
– فتون
تشبثت ادامها بالأرض تشعر بخوف لا تعلم سببه ولكن احساسها كان ينبئها بأن هناك شئ ينتظرها
التفت بجسدها تستمع لصوت السيدة ألفت
– متقلقش ياسليم بيه هنلاقيه
واقتربت منها السيدة ألفت تلتقط ذلك الكيس منها تُفتش في أغراضها وسليم يقف على مقربة يُتابع الأمر بترصد
التقت عيناها به تبحث في عينيه عن ذلك الرجل الذي انقذها من زوجها.. فقد رسمته بطل حكايتها منذ تلك الليلة
– فتون فين الخاتم… محدش هنا بيدخل البيت غيرك
اتسعت حدقتيها ذعراً تنظر نحو السيدة ألفت
– خاتم ايه
– ديه بتقولك خاتم ايه يامدام ألفت…
– اهدي ياسليم بيه
التف عائداً الي غرفته يبحث مجدداً عن العلبة الأنيقة التي تحتوي على الخاتم الذي علي يقين تام انه احضره معه ووضعه فوق طاولة الزينة خاصته قبل أن يدلف للمرحاض
اجتذبت السيدة ألفت ذراعها تدفعها نحو المطبخ صائحة
– محدش دخل غرفه البيه غيرك يافتون… انطقي فين الخاتم
دارت حولها كالضائعة تنفض لها ثوبها وحافظة النقود حتى الطعام سكبته لها
– مأخدتش حاجه مشوفتهوش
انتحبت وتوسلت ولكن السيدة ألفت لم يكن بيدها إلا قراراً واحداً بعد أن ترك لها رب عملها الأمر
– مش قدامي غير اني أبلغ البوليس
اتسعت عيناها ذعراً تردد عبارتها
– البوليس
يتبع..
لقراءة الفصل السابع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً نوفيلا ورطة قلبي للكاتبة سارة فتحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!