Uncategorized

رواية بنى سليمان الفصل السادس 6 بقلم زينب سمير

 رواية بنى سليمان الفصل السادس 6 بقلم زينب سمير

رواية بنى سليمان الفصل السادس 6 بقلم زينب سمير

رواية بنى سليمان الفصل السادس 6 بقلم زينب سمير

.. ! ورود ! ..
‘ وقت الحرب.. الأهدي هو الفائز ‘
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 
‘ حريق مفاجئ لـ إحدي اهم مصانع شركان آل سليمان بلغ حجم الخساىر الناتجة عنه ما يزيد عن الثلاثة مليون جنيهًا، ومازال سبب الحريق مجهولًا حتي اللحظة ‘
قرأت سوزان الخبر بحزن جم وهي تجلس علي مقعدها الرئيسي علي طاولة الطعام، استمعت لصوت اقدام تتقارب من موقع جلوسها فـ طوت الجريدة ورفعت رأسها، فوجدته سليمان يهبط درجات السلم ويبدو علي ملامحه الاجهاد والتعب جليا، فالساعة بلغت السادسة والنصف الان، وهو من الاساس جاء في مطلع الفجر ليرتاح قليلا قبل ان ينزل مرة اخري صباحا.. لذا ما حصل عليه من الراحة، قليل ولـ الغاية
اقترب منها، جلس علي مقعده المخصص وهو ينطق بملامح لا روح فيها:-
_صباح الخير
سوزان بنبرة حانية:-
_صباح النور ياحبيبي، متزعلش نفسك ياسليمان كل حاجة هتكون كويسة بأذن الله
اؤما بتفهم وهو يردد بتمني:-
_بأذن الله، اخدتي الدوا؟
اؤمات بنعم وهي تبتسم علي حفيدها الحنون، الذي مهما بلغت مشاكله ومشاغله لا ينساها ابدا، ولا ينسي ما يخصها مهما كان شئياً صغيرًا
نادي بصوته العالي:-
_وجيدة لو سمحتي فنجان قهوة مظبوط بسرعة
لحظات وأتت وجيدة بالفنجان، وخلفها جاءت منال ومعها سلمي.. 
نطقت منال وهي تجلس علي مقعدها المخصص علي الطاولة:-
_هتعمل اية في المصيبة دي ياسليمان؟
نظر لها لـ لحظة، قبل ان يقول بنبرة هادئة:-
_متقلقيش يامرات عمي، هتتحل ان شاء الله
أرتشف من فنجانه.. القهوة علي هيئة رشفات سريعة، حتي أنهاها في لحظات معدودة، ثم نهض عن مقعده مستعدا لـ الرحيل
فعادت منال تقول:-
_مش لو واجد هو اللي ماسك الادارة مكنش حصل اللي حصل دا
رمقها بسخرية قبل ان يردف بتلميح:-
_لو جدي كان شايف انه الأحق.. اكيد كان سلمه زمام الامور
منال بغضب:-
_جدك بيعوضك يُتمك بـ…..
قاطعتها سوزان بحدة:-
_منال..
سليمان وهو يشير لجدته بالصمت:-
_خليها تتكلم ياتيتا، شكلها نسيت ان ابنها كمان يتيم الاب زيي، وان جدي قسم حسب قدراتنا ومهارتنا مش علي حسب حاجة تانية
رمقته بعيون بغيضة، فتابع بنبرة ذات معني وهو يستمع لخطوات عابد وواجد القادمة من خلفه:-
_علي كل حال متخفيش، الخسارة هعوضها، وجو المؤمرات الفاشل دا انا هعرف اقف في وشه كويس وأَعرف صاحبه هو بيتعامل مع مين بالظبط
ولم يزيد حرف اخر، فقد غادر بخطواته نحو الخارج 
تاركا خلفه سوزان ترمق ما يحدث بحزن، وسلمي بقلق
اما واجد فغضبه كان يتضاعف ورغبته الملحة بتدمير سليمان تزداد..
                             . . . * . . . 
‘ نجل آل سليمان ومدير مجلس ادارة الشركات في اول ظهور له مع فتاة، يدها بيده وعينه تحكي عن الكثير.. تُري ماذا تخفي لنا الأيام عن هذة العلاقة الجديدة التي تجمعه معها؟! ‘
قرأت ليان الخبر بعيون يتوقد فيها الغضب، حيث اتبع تلك الكلمات المستفزة صورة اشد استفزازًا لـ سليمان وبيده تلك الفتاة التي يحكون عنها، بالفعل بسمته المرتسمة علي شفتيه، وعينيه اللامعة تحكي الكثير، دققت في ملامح الفتاة كثيرا، كانت جميلة.. لا تستطيع ان تنكر هذا، بل ساحرة الجمال والبهاء، لكن.. هذا لا يمنع انها بهذا الاشداء ستكون خسرت ما تريده، ملامح الفتاة تشعر وكأنها رأتها من قبل، مألوفة عليها لدرجة كبيرة، ضيقت حاجبيها في محاولة منها لـ التذكر
ظلت تفكر وتتذكر حتي سأمت من حالها، لم تجد سوي طريقا واحد ليساعدها علي معرفة ما يحدث، ومن تلك الفتاة
لحظات وكانت تحادث شيري و:-
_شيري، عايزاكي تجيلي البيت حالا.. فاهمة؟
قالت شيري بتسأل مهتم:-
_طيب مين في البيت غيرك؟
تفهمت ما تريده الأخري وما تسأل عنه بتخفي، فقالت بخبث:-
_مفيش حد غير انا ويأمن اخويا بس، بس هو تقريبا هينزل كمان ساعة او حاجة
نطقت شيري بتسرع:-
_مسافة الطريق وهتلاقيني عندك ياليان
اغلقت معها وهي تبتسم علي صديقتها، نعم لديها مصلحة وتهتم بذلك الـ سليمان كثيرا، لكنها أيضا ستكون سعيدة ان وفقت رأسين في الحلال أثناء تحقيق هدفها هذا، والذي لم يكون سوي.. الزواج من ذلك الرجل.. الوسيم ذو الشخصية التي تتحدث عن القوة بكل سهولة ويسر..
شيري التي تأخذ ساعة لتختار ما ترتديه، وساعة أُخري لتجهيز خصلات شعرها، واخري واخري في وضع ادوات التجميل، كانت في منزل ليان بعد اغلاق الاتصال معها بـ ربع ساعة!
ضحكت ليان وهي تسمع من الخادمة ان شيري بالاسفل بزهول، يبدو ان الحب وصل لمبتغاه من ناحية شيري لـ أخيها يأمن!
هبطت درجات السلم وتوجهت نحو بهو الفيلا الكبير، وجدت شيري تلتف برأسها في كل مكان، كأنها تبحث عن أحدهم بلهفة، اقتربت منها وهي تقول ضاحكة:-
_اللي بتدوري عليه فوق، في اوضته
ارتبكت الاخري ورفعت يدها تلعب في خصلات شعرها الغجرية ‘ الكيرلي ‘ ونطقت بعدم فهم مصطنع:-
_انتي بتقولي اية؟ مش فهماكي
ضحكت ليان بأستمتاع لملامح شيري التي اصطبغت بالاحمر، جلست في مواجهتها و:-
_هعمل روحي مصدقاكي ونأجل كلامنا في الموضوع دا وندخل في حاجة تانية
شيري باهتمام:-
_حاجة اية؟!
امسكت الجريدة وفتحتها علي صورة ‘ سليمان وبيسان ‘، منحتها الجريدة قائلة:-
_البنت اللي مع سليمان دي، حاسة اننا شوفناها قبل كدا..
نظرت شيري لـ الصورة بتمعن لـ لحظات قبل ان تقول:-
_اها دي اللي كانت معاه في عيد ميلاد حسان رشـدي
ابتسمت بشكر وامتنان لشيري، شيري ذات الذاكرة الفذة التي لا تنسي شيئا، لهذا هي تحتاج لها دوما ولذاكرتها القوية التي لا تنسي بسهولة ابدا، اكملت شيري:-
_علي فكرة، انتي شكلك نسيتي تعرفي مين هي واهملتي الموضوع.. بس انا..
غمزت لها واكملت:-
_مأهملتش وعرفت كل حاجة
اعتدلت ليان في جلستها وهي تقول بحماس:-
_قوليلي كل حاجة عرفتيها
قالت شيري بعيون ضيقة:-
_بس انتي ليان صح؟
ضيقت ليان حاحبيها بعدم فهم و:-
_يعني اية مش فاهمة!
شيري بتنهيدة:-
_يعني لو بينهم حاجة مش هتدخلي وتخربي بينهم ياليان.. صح؟
نطقت ليان بتردد:-
_اها طبعا.. بس اكيد يعني مفيش، احكي انتي بس الاول
وكأنها ضغطت علي زر الثرثرة، حيث لحظة وكانت شيري تندفع بالحديث كرشاش اندفع بـ رز المياة:-
_بصي ياستي هي عندها محل عطور علي اسمها ‘BeSSan’s PerFume ‘، عطورها الحقيقة بيقولوا عليها تحفة و…
ليان بنفاذ صبر:-
_شيري، انجزي ياماما، ادخلي في المهم
شيري:-
_هو اول مرة شافها في المحل بتاعها، تاني مرة في عيد ميلاد حسان رشدي، وطبعا زي ما انتي شايفة، عيونه خير دليل علي اعجابه بيها، انا كنت في الفرح اللي اتاخدت منه الصورة دي امبارح، وعرفت ان ناني عزماها لانها صاحبتها ومش عايزه اقولك انه تقريبا مسبهاش طول الفرح، فضل طول الفرح يتكلم ويضحك لدرجة اني كنت قاعدة ابصله بزهول وصدمة، يعني طول ما انا ببصلهم تقريبا هو اللي كان بيتكلم وبس وانتي عارفة طبعا ان دي مش من عاداته.. تصدقي انه رقص معاها!!
توسعت عينا الاخري، بينما اكملت شيري:-
_بس في وسط الرقصة جاله تلففون مهم فاعتذر ومشي، وعرفت بعدين ان مصنعه ولع
ليان بزهول مرددة:-
_مصنعه ولع؟!
اؤمات بنعم و:-
_ليان.. حاولي تطلعيه من تفكيرك ارجوكي علشان متوجعيش قلبك اكتر من كدا، لان الظاهر كدا ان صنارته غمزت ووقع فيها
اغلقت ليان عينيها لـ لحظات تفكر، لا تنكر انها شعرت بالضيق لاستماعها بذلك الحديث، اهتمام سليمان بأحداهن وهو الذي ما كان يتحدث سوي بالبرود بكل ما يخصهن، ولا يتحدث مع النساء اساسًا الا بجمود، وضحكته تلك ايضا التي لا تظهر الا نادرًا.. ها هي تخرج من القلب بسلاسة لـ الغاية، يبدو انها خسرت الرهان قبل ان تبدأه..
فتحت عينيها وهي تقول بتصميم:-
_هحاول مرة اخيرة وبس، لو لفتت انتباهه هكمل.. لو لا وعد هبعد
جاءت شيري لتتحدث فقاطعتها ضاحكة:-
_وهنفذلك طلبك ياستي وهقربك من حبيب القلب
توسعت عينا شيري بزهول من معرفة الاخري بطلبها، وقبل ان تتحدث جاء صوت يأمن:-
_مين حبيب القلب دا؟
نظرت شيري له بصدمة قبل ان تدخل في نوبة سُعال وليان تنظر لها ضاحكة بمرح كبير عليها..
                             . . . * . . .
‘ معركة دامية بين آل سليمان امام موقع المخزن المحترق، توضح تماما ان هناك صراع في العائلة علي الورث يحاولون التكتم عنه بكامل جهدهم.. لكن هل ينجحوا؟! ‘
وتبع العنوان، صورة لسليمان وواجد وكلاهما يلكمان بضعهم البعض، وعابد في منتصفهم يحاول الفض بينهم، كانت بيسان تقرأ الخبر بحزن علي حالتهم، وتفهم لسبب مغادرته العاجلة أخيرا، فبعد ان تركها بمنتصف الحفل هكذا بلا حديث، جالت الافكار في عقلها لحد كاد يصيبها بالجنون، ما الذي قد يكون حدث ليتركها هكذا بعد مكالمة هاتف؟ ظلت تفكر في سبب لحالته ولم تصل لشى، لكن ذلك الخبر اخبرها بما حدث اخيرا.. وطمئنها
ما حكاه بالامس اذن صحيحا، هناك حرب بين بنّي سليمان علي الورث والسلطة، هناك حرب بين الاخوة.. لأجل المال
حزينة علي ذلك الحال هي، هل احدهم قد يكون يملك عائلة ويفترق عنهم لاجل مال لا فائدة له، المال.. المال هو السبب الاول لكل المصائب الان، لما لا يكتفي البشر بما لديهم، وبما يكفيهم لـ العيش، لما يريدون الزيادة التي لا فائدة لها؟
تتمني من كل قلبها ان تتحسن احواله مع عائلته وتنتهي خلفاتهم ويتحالفوا، فـ ان تحالفوا.. لا شك ان هذا سيخلق نوعا من الترابط بينهم الذي لا يمكن ان ينفك أبدا..
هتف سليمان لـ عليا وهو يدخل مكتبه وتلك الاخيرة خلفه، بلجته الأمرة:-
_عايزك تجمعيلي كل مسئولين عن المصانع علي الساعة واحدة ياعليا
اؤمات بحسنا فتابع وهو يجلس علي كرسيه بعدما نزع عنه جاكيته الاسود الثقيل الذي يقيه من البرد القارس عندما يكون بالخارج:-
_وتجيبيلي كل التعاقدات اللي كنا عملناها مع العملاء اللي هيستلموا بضايعهم من المصنع دا، خلال التلت شهور اللي جايين
عليا بإيجاب:-
_حاضر يافندم.. حاجة تانية؟
سليمان وهو ينظر لـ جهازه الألكتروني:-
_عايز فنجان قهوة واي معاد ملهوش لازمة تلغيه.. 
كادت تغادر فتابع بتذكر:-
_اها، اطلبي بوكية ورد علي زوقك وابعتيه علي العنوان دا..
دَون اسم العنوان في ورقة واعطاها له، اخذتها وقبل ان تغادر، اكمل وهو يكتب عبارة في ورقة اخري:-
_والرسالة دي تتبعت مع الورود..
اخذت الرسالة المطوية وهي تردف بعدم فهم لما يحدث حولها:-
_تمام يافندم
فـ من؟ سليمان رئيسها.. يهتم ويبعث لاحدهم وردًا!
                              . . . * . . .
قرأ الضابط التقرير الطبي الذي وصل له من قبل الطبيب الشرعي منذ ساعة لـ المرة االتي يجهل عددها بلا كلل او ملل، فـ قضية ك تلك معروفة انها ستكون بفعل فاعل لا غير، لكن ما كُتب امامه لا يقول هذا ابدا.. فقط ماس كهربي هو سبب حريق هائل لاهم مصنع من مصانع آل سليمان، ما يعلمه كما يعلم الجميع ان آل سليمان لا تترك شيئا ك هذا بلا صيانة، ان شكوا ان هناك شيئًا يحتاج لصيانة فـ همم يقوموا بصيانته باسرع وقت علي يد من هم باعلي مستوي.. هل ارتباك العائلة اثر حالة الوفاة التي كانت لديهم جعلتهم يتراخون قليلا في الرقابة؟
لو كان هذا السبب هو العذر.. اذن فهو بلا فعل فاعل
لكن اذا كان لا.. اذن الامر بفعل فاعل بلا حتم، لكن مَن نفذه، نفذه من داخل المصنع.. شخصا يعلم ما هو مصنع سليمان ويحفظه، لدرجة انه دخله بوقت لا أحد فيه.. وضرب في اقوي ما يملكون.. في وقت لا يوجد ما هو انسب منه
هتف لـ العسكري وهو يغلق التقرير اخيرا:-
_ابعت يابني لسليمان باشا وقوله ان تقرير الطب الشرعي طلع
هتف واجد وهو يجلس مقابلا لمقعد عابد الذي ظهر عليه الضيق من ما فعله واجد:-
_انا الاول مكنتش عايز دا يحصل، بس خلاص حصل ياعابد.. زائد الحقيقة كويس ان دا يحصل.. اننا ندخل علي التقيل احسن من اننا نلعب بالقليل، ضربتين يموتوا احسن من اربعة يهدوا
عابد بقلة حيلة وهو يرمق اخاه بضيق:-
_مش هتجيبها لـ بر انت
غمز له بعيناه و:-
_لا وانت الصادق.. هجبلك امبراطورية سليمان تحت رجلنا من غير تعب ووجع دماغ
عابد بأستنكار:-
_وانت مفكر ان سليمان هيسكت ولا مش هيعرف انك السبب؟
واجد بلامبالاة:-
_وان عرف، مش هيقدر يعملي حاجة، اصلي من عيلته واللي زيه مبيأذيش اللي من دمه.. 
عابد بتحذير وهو يري ثقة الاخير بموقف سليمان:-
_بس اللي من عيلته دا اللي هيهده، يعني صدقني لو حط في باله يأذيك مش هيرحمك ياواجد.. لو كان علي حافة الموت والانهيار، هياخد حقه منك وبعدين هيقع..
واجد:-
_يابني دا نايم في العسل، اخره يضرب ضربتين زي اللي عملهم ويحاول يحل مشاكله وبس، لكن يرد الضربة.. تـوء ميقدرش
عابد بتعجب من حديث اخيه:-
_وليه متقولش انه مش بيفكر بأندفاع زيك، وانه ناوي يرد.. بس بضربة معلم واحدة؟ اصل اللي انا اعرفه عن سليمان يقول غير اللي بتقوله انت خالص، كلامك عنه بيحسسني انك بتتكلم عن حد غيره خالص
لا ينكر واجد.. ان كلمات عابد ادخلت في قلبه قليلا من القلق، هل يعقل ان يكون هادئ الهدوء الذي يسبق العاصفة؟! يخطط لكنه لن ينفذ الان؟ هل يعقل ان يكون هو الطرف الأهدي في الحرب، وبالتالي الأذكي، وبالتالي الفائز..!!
يتبع..
لقراءة الفصل السابع : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية ابن الجيران للكاتبة سهيلة سعيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى