رواية العالمة الفصل السابع 7 بقلم سيلا

رواية العالمة الجزء السابع

رواية العالمة البارت السابع

رواية العالمة الحلقة السابعة

(#جواد)*مرت اكثر من سنةوكأنها سنين عديدة لم ارى فيها اختي وامي سوى مرة واحدة. وذلك بعد زيارتي لهم مؤخرا منذ قرابة ثلاثة اشهر. حينها لم اسر بالزيارة كثيرا. إذ وجدت والدتي جد متعبة لدرجة انها لم تتعرف على إبنها الكبير. وكم حزنت على مصابها ليزيد من تأنيب ضميري بسوطه الذي لايرحم .
اخبرتني دانية انها كانت متخوفة منذ البداية بعد اخذ قرارنا بالرحيل ان تتأذى والدتنا. وبالفعل بمرور الايام ساءت حالة امي وبدأت تدخل في إكتئاب رويدا رويدا ليصبح حادا تخلت فيه عن الخروجات وتركت الفرقة التي شكلتها عن حب. حتى الاكل فقدت شهيتها من ناحيته وبالتدريج خسرت وزنها لتصبح ضعيفة من كل شيء يخص جسدها وعقلها. فذاكرتها تأثرت بسبب ذلك.
اردت لو كانت امي في تلك اللحظة تسمعني. لاخبرها ان ابناؤها كلهم بخير. واصبحوا لايختبئون من الناس. تغيرت احوالهم للافضل. فانا اصبحت بجهدي رئيس العمال الذين يعملون بحقول احد مالكيه.والذي وضع ثقته بي لكي اكون مسؤولا عنها. وهيثم بشطارته اصبح لديه متجر صغير. اشاركه فيه. انا اجلب له صناديق الخضر والفواكه وهو يبيعها للناس مباشرة.. أما جومانا فهي اصبحت عروس يا أمي. بعد ان عملت قليلا في غزل الصوف. خطبتها إحدى النسوة لإبنها لمدى إعجابها بجمالها وسلوكها الحسن. واظنها انها محظوظة به بعدما تعرفت انا شخصيا على اخلاقه.
نحن بخير يا امي فلما أنت لست كذلك بعد قرارك بالبقاء مابين اهلك وعشيرتك؟
(#صوفيا)*منذ رحيل أبنائي لم يعد لي طعم بالحياة. فلولا وجود إبنتي دانية التي عوضتني قليلا عن حرمانهم لفضلت الموت في الحال.
كنت ارى في وجوه كل افراد اهل قبيلتي بأنهم أبنائي.. تنتابني فرحة غامرة واقول هاهم اولادي عادوا فهم لا يقدرون العيش والإبتعاد عني. و لكن للأسف كل هذا تخيل وتخاريف من إمرأة مسنة فقط. فعندما اقترب منهم لاحتضنهم . تتضح لي صورة وشوشهم اكثر لأتيقن انني كنت اتوهم فيعود لي الحزن في لمحة البصر. فانا والحزن اصبحنا اصدقاء منذ زمن طويل. إذ لايستأذن اي من كلانا عند الملاقاة بولوج بعضنا البعض.. لذى فضلت الإستلام و اليأس الذي إستولى على كل كياني.. والان انا اعيش بعالم ثاني خاو. لا اعرف ولا انتظر به أحد.. كل ما انتظره فقط هو ملاقاتي بربي لعله وعسى ان يغفر لي أفعالي.
(#دانية)* توفيت والدتي منذ شهرا تقريبا بعد صراعها مع مرض النسيان والهزال.. وددت قبل ذلك ان اجمع إخوتي حتى يودعوا والدتنا. ولكن لم استطع ان ادعها بمفردها. واذهب لأحضرهم. وبالاخير توفت بعيدا عن اولادها التي إحترقت بلوعة فراقهم. توفت وكأنها وحيدة لم تلد شبانا تفتخر بطولهم فلا احد من اولادها وقف في جنازتها وغطى عليها تربة قبرها بدلا عن الاغراب الذين قاموا بمراسم دفنها.
الان اصبح قلبي فارغا والمكان مظلما بدون والدتي.. طيلة شهر كامل وانا ازورها في قبرها ظنا مني اني لا ادعها بمفردها. حتى إلتقيت ذات مرة ببدران الذي كان حالته اسوء من حالتي.وانا الذي ظننت به سوء وغدرا حينها كان معي ناصحا امينا لي فطلب مني الرحيل..
_انظري يادانية سأكون معك صريحا وصادقا بقولي هذا كما عهدتني سابقا.فرغم كل شيء انا مازلت بمثابة صديقك الوفي الذي كنت تلتجئين إليه ذات يوم.
لو بقيتي هنا بمفردك سيحصل لك كما حصل مع والدتك بالضبط. تستنزف طاقة صبرك و ستذوبين كالشمعة.. لذى سؤالي لك لما انت هنا؟ ولم يبقى لك مايستدعيك البقاء!
التي كنت من اجلها تتحملين كبد الوحدة والمشاق غادرت لا رجعة لها .
فارحلي إلى إخوتك.فهم الذين بقو لك في حياتك بعد ان تخلوا عنكم اهل والديك. ليكونوا هم وفقط سندك وعزوتك في المستقبل. كوني معهم ومابينهم وكفاك ان تتحملي مالا طاقة لك به.. كوني انت الام واجمعيهم من جديد. وعيشوا حياتكم بعيدا عن ماضيكم.. خاصة انت يادانية. إنها فرصتك لكي تتخلصي من الوشاح الوسخ الذي كانت والدتك رحمة الله عليها على كل حال تغطيك به. انزعيه وارميه بعيدا. ولا تلتفي إلى الوراء نهائيا وعودي إلى ماكنت تحبينه دائما.. عودي للكتابة يادانية فانت موهوبة وقد يكون لك مستقبل جميل مستقبل يشرف كل من اتى يطرق باب قلبك.. حينها إفتحي له الباب على مصراعيه. فلا احد يقف حياته على شخص واحد حتى ولو كان ذاك الشخص أنا. إفعلي ذلك يادانية فانا ارى حياتك من الان لها نورا يشع من بعيد ينتظرك. إفعلي ذلك قبل فوات الاوان.
(#جومانا)*عندما رأيت دانية واقفة امام الباب. لم اصدق في بداية الأمر. ظننت انني اتخيلها او فتاة ما أشبهها إليها. حتى قدم هيثم من خلفي وارتمى مابين ضلوعها كالطفل الصغير ينوح ويبكي وهو ينادي اختي. اختي كم إشتقت لك.
حينها ادركت انها حقيقة. فهي بالفعل دانية روحي التي إفتقدتها مطولا قد عادت إلينا. فأبعدت هيثم عنها وارتميت بدوري مابين احضانها لأنال نصيبا من حنانها الذي حرمنا منه كثيرا.
في تلك الأثناءكنت مابين احضان دانية وعيوني ترمي انظارها هنا وهناك تبحث عن شخص ثاني لايقل حنية عنها متى سيصل وراءها .. ولكنه لم يظهر.!!
بعدها فرحتي لم تتم برؤية اختي لأعلم ان امي قد توفيت فسقطت مغشيا علي.