Uncategorized

رواية غرام الوتين الفصل الرابع 4 بقلم سمسم

 رواية غرام الوتين الفصل الرابع 4 بقلم سمسم

رواية غرام الوتين الفصل الرابع 4 بقلم سمسم

رواية غرام الوتين الفصل الرابع 4 بقلم سمسم

عندما اراد الذهاب الى فراشه جذبه والده من ذراعه يجعله وجها لوجه معه
زاهر:” انت حالك مش هينصلح الا لما تتجوز يا يحيى ولازم تتجوز حتى لو غصب عنك وده اخر كلام عندى هتتجوز ورجلك فوق رقبتك والا هرميك فى الشارع وشوف هتصرف على نفسك منين لما اطردك من البيت والشركة وكمان هحرمك من الميراث عقلك فى راسك تعرف خلاصك يا تتجوز يا تغور وتسيب البيت ده ومش عايز اشوف وشك قولت ايه “
يحيى:” ماشى يا زاهر بيه أنا مش هتجوز واللى عندك اعمله”
نظر اليه يحيى بحاجبين معقودين وصدر يعلو ويهبط من فرط غضبه فهو ليس طفل صغير حتى يرضخ لرغباته فهو حر نفسه
زاهر:” اللى عندى اعمله ماشى يا يحيى ايه رايك بقى انا خلاص قررت هتتجوز يعنى هتتجوز”
يحيى بغضب:” انت بتقول ايه يابابا هو انا عيل علشان تفرض عليا رأيك فى موضوع زى ده”
زاهر باصرار:” زى ما قولتلك ده اخر كلام عندى يا يحيى واخبط دماغك فى الحيطة”
يحيى بعند:” وانا مش هتجوز يعنى مش هتجوز”
كانت نانى تتابع الحوار بينهم فهى اتسعت عيناها عندما سمعت اصرار زوجها على زواج ابنه فهى لا تريده ان يتزوج فهى تريده هكذا ضائع مشرد حتى تنهى انتقامها منه
نانى:” ما تسيبه براحته يا زاهر هو حر”
شعر زاهر انه وصل الى نقطة النهاية فى نفاذ صبره نظر فى عينيه باصرار شديد يردف كلماته التى اخترقت مسامع يحيى
زاهر:” بص بقى قسما بربى انت لو ما اتجوزت ما هتطول قرش واحد من فلوسى وهحرمك من الميراث وهرميك فى الشارع رمية الكلاب وشوف هتعيش ازاى يا يحيى قدامك حل من الاتنين يا توافق على كلامى يا اما بكرة تلم هدومك وتسيب البيت وده اخر كلام عندى وطبعا بما ان حضرتك صايع ومش نافع فى شغلانة شوف هتصرف على نفسك منين”
سمع كلام والده زاد غضبه أكثر صار يحترق من داخله الا يكفيه ما عانه بسببه ليأتى الآن ويسمعه هذا الكلام
يحيى:” وانت حضرتك بقى عايز تجوزنى مين ها مين اللى هترضى بابنك الصايع اللى انت نفسك بتقول عليه مش نافع فى حاجة ابدا “
زاهر:” الدكتورة رقية بنت ممدوح صاحبى هى دى العروسة”
نفض رأسه بقوة لعله سمع خطأ اسم العروس فهل قال والده ان العروس ستكون رقية تلك الفتاة التى تشبه الوردة النقية فهو يشعر انه اذا نطق اسمها فقط سيدنسها فما بال اذا اصبحت زوجته
يحيى بذهول:” انت بتقول مين رقية بنت صاحبك انت عارف بتقول ايه بنت زيها تتجوز واحد زيى انا عايز ترمى وردة فى وسط زبالة”
يردف بكلماته لايعرف حتى كيف ينطقها فتلك الفتاة هى الوحيدة التى لم يتجرأ عقله على التفكير بها فهو كان يختلس النظرات اليها وكلما رأها يشعر بحقارته فهى كأنها نجمة فى سماء عالية يريد والده جرها إلى مستنقع من الضياع
زاهر:” اظن مفيش احسن منها ادب واخلاق والتزام”
يحيى:” اديك قولتها ادب واخلاق انت مفكر واحدة زيها تقبلنى انا”
زاهر:” يعنى انت موافق عليها”
يحيى:” لاء”
خرجت تلك الكلمة من فمه تحمل رفضا قاطعا على الرضوخ لرغبته والده وجد نفسه يسحب حقيبة صغيرة يلملم بها بعض من اغراضه وملابسه، وكل هذا والده وزوجته يراقبون ما يفعل، ولكن زوجة ابيه تتمنى ان يظل على رفضه لتلك الزيجة
زاهر:” انت بتعمل ايه انت”
يحيى:” هسيب البيت مش قولت لو رفضت اسيب البيت انا فعلا همشى من هنا”
اخذ حقيبته يرحل فى سيارته ومازال كل ما حدث يرن فى أذنه، فارتسمت صورة تلك الفتاة فى مخيلته حتى شرد فى تفكيره تذكر جمالها خجلها الذى لم يزدها سوى فتنة وجمال ففتاة مثلها تستحق ان يضعها زوجها فى منأى عن اى عين ترصدها
بقلم سماح نجيب سمسم
أتت الخادمة لتخبرها بحضور ضيفها فهى كانت بانتظاره لتناول العشاء كانت فى غرفتها عندما طرقت الخادمة باب الغرفة
سلاف:” ايوة ادخل”
فتحت كريمة الباب بابتسامة مهزوزة فهى تخشى ان تثار اعصاب تلك المرأة في اى لحظة
كريمة:” سلاف هانم فى ضيف جه تحت عاوز حضرتك”
سلاف:” اسمه ايه الضيف ده”
كريمة:” اسمه عمار المنصورى”
فرحت سلاف بشدة عندما سمعت اسمه فهى لم تراه منذ مدة طويلة هبطت سريعاً من غرفتها لمحته جالساً اقتربت منه تهتف باسمه
سلاف:” عمار وحشتنى اوى”
اقتربت منه تحتضنه بشده فاطبق عليها بابتسامة يربت على ظهرها بحنان
عمار:” وانتى كمان وحشتينى اوى حمد الله على السلامة”
سلاف:” الله يسلمك يا حبيبي اخبارك ايه”
عمار:” الحمد لله فين العشا بقى انتى مش عزمانى على العشا ولا ايه ولا كانت عزومة مراكبيه”
سلاف بابتسامة:” ثوانى بس ويكون جاهز “
نادت على الخادمة التى اتت اليها بخطوات سريعة عندما تسمعها تناديها
كريمة:” ايوة يا سلاف هانم اؤمرى حضرتك”
سلاف:” حضرى العشا بسرعة يلا”
كريمة:” من عنيا يا سلاف هانم حاضر”
هرولت سريعا الى المطبخ لتفيذ ما طلبته منها تعمل بهمة لتحضير العشاء بشكل مشرف حتى لا تسمع اى انتقاد منها
عمار:” مقولتليش بقى اخبارك ايه وعاملة ايه”
سلاف:” اهو الحمد لله عايشة يا عمار”
عمار:” ان شاء الله دايما بخير وسلامة”
سلاف:” تسلم يا حبيبى مقولتليش بقى شغل ايه ده اللى كنت عايزنى فيه”
عمار:” هو الصراحة مش شغل قوى هو..”
قطع حديثه صوت الخادمة تعلن عن تحضير مائدة العشاء التى تزخر بافخر واشهى انواع المأكولات
كريمة:” العشا جاهز يا سلاف هانم”
سلاف:” ماشى يلا يا عمار ونكمل كلامنا واحنا بنتعشى”
جلسوا على المائدة تناولت طعامها ببطئ غير راغبة فى تناول شئ ولكنها تتحامل على نفسها لتأكل .نظر اليها عمار شعر بالشفقة عليها فبالرغم من هالة القوة التى تظهرها فهى من داخلها طفلة تائهة وحزينة على سنوات عاشتها فى جحيم وعذاب
سلاف:” مقولتليش كنت هتقول ايه بقى”
عمار بتردد:” هو الصراحة يعنى جدك عايز يشوفك يا سلاف”
تركت الملعقة من يدها عندما سمعت هذا الكلام كسى وجهها موجة عاتية من الغضب
سلاف:” عايز يشوفنى يعمل بيا ايه عايز منى ايه تانى مش مكفية اللى عمله فيا لسه عايز يكمل على اللى فاضل منى”
عمار:” انا لحد دلوقتى مخبى عليه انك رجعتى مصر علشان لو عرف هيهد الدنيا على دماغنا يا سلاف”
سلاف بتحدى:” يعمل اللى يعمله انا خلاص مبقتش اخاف منه ولا من جبروته اللى كان السبب فى تدمير حياتى”
عمار:” حبيبتى انا خايف عليكى من نشفان دماغى فبلاش تعادى جدى”
سلاف بسخرية:” اعاديه انا اللى ربطنى بيه بس الدم غير كده هو حطم حياتى لما بعدنى عن الشخص اللى حبيبته ومش بس كده غصب عليا اتجوزت واحد عذبنى وورانى النجوم فى عز الضهر وعايشنى حياة جحيم وجاى دلوقتى تقولى بلاش اعاديه يا عمار عارف يعنى ايه اعيش مع واحد زى اللى كان جوزى مدمن خمرة ومخدرات وارجع بيتى الاقيه جايب ستات فى بيتى وبيخونى كانت ايامى جحيم لولا رحمة ربنا انه مات وغار فى ستين داهية كان زمانه مكمل تعذيبه فيا”
اغمضت عينيها من تلك الذكريات السيئة التى داهمتها وضعت رأسها بين يديها فكانت على وشك البكاء الا ان عمار قام من مكانه يسحبها فى أحضانه ليجعلها تهدأ
عمار:” اهدى يا سلاف يا ريتنى كنت قدرت احميكى بس كنت صغير مقدرتش اعمل حاجة”
سلاف:” عمار انت اخويا الوحيد وانت الوحيد اللى باقية عليه من العيلة دى غير كده انا كنت اتبريت حتى من اسمه اللى شيلاه مع اسمى”
عمار:” سامحينى يا سلاف”
سلاف:” وانت كان ذنبك ايه انت كنت مكملتش 15 سنة يوم ما انا اتجوزت مكنتش هتقدر تقف فى وش جبروت جدنا اللى كان واخدنا حق مكتسب ويتصرف فيه بمزاجه”
عمار:” دلوقتى انا كبرت وهبقى حمايتك يا سلاف”
سلاف بحنان:” تسلملى يا حبيبي بس زى ما قولتلك ما تفتحش موضوع جدو ده تانى”
عمار:” على اساس انه مش هيعرف انتى عارفة بيعرف كل حاجة وهو قاعد مكانه وكمان انتى ناوية تنقلى شغلك هنا فدى حاجة مش هتستخبى عليه يعنى”
ظلت تفكر فى كلام شقيقها فهى تعلم مدى جبروت وقسوة جدها فهى بالرغم من التسلح بتلك الشجاعة الا من داخلها تشعر بالخوف منه
*”*”*
بعد انصراف رمزى ومريم واطمئنانها على اطفالها بعد نومهم ذهبت الى غرفتها ذهبت الى الحمام و بعد الانتهاء ذهبت الى الفراش فى ذلك الوقت كان ثائر مازال فى مكتبه بالطابق الأرضى يراجع بعض الاعمال المهمة استغرق وقتا طويلا حتى استطاع انهاء تلك الاعمال المتراكمة ظل يحرك رأسه يمينا ويساراً يدلك عنقه الذى اصابه التيبس بسبب الجلوس هكذا مدة طويلة .صعد الى غرفته دلف الى الغرفة بهدوء لا يريد ازعاجها ولكنه بمجرد الاقتراب من الفراش قامت باضاءة الانوار الجانبية نظرت فى ساعتها وجدت ان الوقت متأخرا جدا
وتين:” معقولة كل ده كنت بتشتغل يا ثائر”
ثائر:” كان الشغل والاوراق كتير ويادوبك لسه مخلص اااه مش قادر حاسس ان عضلاتى كلها جالها تشنجات رمزى اللى اقول عليه ايه جايبلى معاه شغل قد كده”
وتين بابتسامة:” الف سلامة عليك يا حبيبي تحب اعملك مساج”
ثائر:” اه ياريت والله يا وتينى “
وتين:” ماشى تعال يا حبيبى”
اقتربت منه تدلك فقرات عنقه اغمض عينيه باستمتاع من لمسات يدها الحنونة .ظلت بعض الوقت حتى شعرت باسترخاءه
وتين:” حاسس بايه دلوقتى يا حبيبى”
ثائر:” حاسس ان انا كمان شوية وهنام”
وتين:” طب نام يا حبيبي تصبح على خير مع ان كنت عايزة اكلمك فى موضوع”
ثائر:” خير يا حبيبتى فى ايه”
وتين:” خلاص نام وبكرة نتكلم شكلك مرهق وعايز تنام”
ثائر:” لاء بجد فى ايه”
وتين:” انت مالك قلقت ليه كده”
ثائر:” قولى عايزة تقولى ايه”
وتين:” هو الصراحة يعنى كنت انا ومريم بنفكر ان نفتح دار رعاية اطفال للاطفال الايتام”
ثائر:” فكرة حلوة فكرتوا فيها امتى دى”
وتين:” يعنى انت موافق يا حبيبى”
ثائر:” طبعا يا وتينى دى حاجة حلوة انكم تفكروا فى ازاى تساعدوا الاطفال الأيتام خلاص انا هخلى رمزى يشوف ارض كويسة ينفع نبنى عليها الدار وان شاء الله فى وقت بسيط تكون جاهزة “
اقتربت منه تحتضنه بسعادة بالغة تبتسم ابتسامة صافية فهى لا تعرف ماذا تفعل لتعبر له عن فرحتها وسعادتها بموافقته
وتين بسعادة:” تسلملى يا ثائر انت مش عارف انا انبسطت قد ايه لما انت وافقت”
ثائر:” ومش بس كده هعملك كمان معاها مستشفى للناس المحتاجة اللى مبتقدرش تتعالج فى مستشفيات كويسة انا كنت بفكر فى الموضوع ده برضه خلاص نعمل الاتنين مع بعض”
نظرت اليه بعشق سطر على صفحات قلبها مدوننا اسمه فى كل نبضة من نبضات قلبها العاشق فماذا بعد العشق حتى تهديه ؟
وتين:” ربنا يزيدك يا حبيبى يارب هو انا قولتلك النهاردة انك احسن راجل فى الدنيا دى كلها”
ثائر بمزاح:” لاء مقولتليش”
وتين:” طب انا بقولهالك اهو انت احسن واحلى زوج واب و راجل فى الدنيا دى كلها يا ثائر”
ثائر بهمس:” وانتى تعرفى انك وحشتينى اوى يا عشق ثائر وقلب ثائر وروح ثائر”
يناديها بهمس وعشق يجلب معه طوفان من الشوق الذى فاض بقلبه الراغب فى نظرة عينيها الرمادتين تلك العينان الساحرة التى ستظل دائما وابدا عشقه الابدى
*”*”*
ظل يفكر كثيرا فى كلام والده فمنذ اخر مشادة كلامية بينهم وهو لم يعد الى المنزل عندما اراد والده تزويجه رغما عنه وبغير ارادته فترك المنزل ليقيم عند أحد اصدقاءه انتبه على صوت صديقه يحدثه
خالد:” ايه يا ابنى روحت فين بقالى كتير بكلمك ومش بترد “
يحيى:” فى ايه ياعم انت كمان عايز ايه منى ما تبطل دوشة بقى الله يخرب بيت الحوجة اللى خلتنى اقعد معاك فى مكان واحد”
خالد:” الله الله انت هتتنرفز عليا ولا ايه ده جزائى يعنى”
يحيى:” قول عايز ايه لخص فى يومك ده خلى يومك يعدى”
خالد:” كنت هسألك مش هنخرج نسهر النهاردة ولا ايه”
يحيى:” فلوسى خلصت مبقاش معايا فلوس خلاص شطبت”
خالد:” وانا كمان شطبت هنعمل ايه دلوقتى يعنى”
يحيى:” مش عارف يا خالد اعمل ايه وكمان هو وقفلى كل بطاقات الائتمان بتاعتى مبقاش حيلتى حاجة هو فاضل شوية وزى ما هو بيقول هشحت”
خالد:” طب ما تسمع كلامه يا ابنى واهى جوازة تفوت ولا حد يموت انت هتخسر ايه يعنى”
يحيى باستغراب:” انت بتقول ايه انت اتجوز ايه مش كفاية ان غصب عليا مرة واتجوزت ونرفزتنى وضربتها وكانت هتموت فى ايدى وكان زمانى رايح فى داهية”
خالد:” دى كانت جوازة تصليح غلطة”
يحيى:” والجوازة المرة دى هتبقى تصليح ايه”
خالد:” تصليح احوال مادية”
يحيى:” يعنى ايه مش فاهم”
خالد:” يعنى انت تسمع كلام ابوك واتجوز وترجع تانى للعز اللى كنت فيه واهى جوازة وخلاص هى يعنى العروسة وحشة اوى كده لو وحشة خلى ابوك يغيرها”
يحيى:” وحشة! انت مشفتهاش يا خالد عاملة ازاى”
خالد:” مالها يعنى هتكون احلى من الستات اللى عرفناهم”
يحيى:” مفيش مقارنة اصلا عارف لما تقارن وردة مفتحة بزبالة هى كده بالظبط”
خالد:” ايوووووه يا صاحبى دى باين عليها انها حلوة اوى وصاروخ ارض جو”
يحيى بانفعال:” خالد احترم نفسك ومتتكلمش عليها كده وبالطريقة دى انت فاهم”
خالد:” الله الله انت غيران عليها ولا ايه يا يحيى”
يحيى:” مش حكاية غيران بس هى مش من النوع ده فاحترم نفسك احسنلك”
خالد:” خلاص ياعم هحترم نفسى انا لو منك اروح دلوقتى لابوك واقوله موافق على الجوازة واديك تكون كسبت رضا ابوك وفلوسه وعروسة حلوة فوق البيعة كمان”
يحيى:” بس ياض انت بلاش عبط”
خالد:” صدقنى بس دى فرصة من دهب حتى لو انت مش عايز تكمل فى الجوازة اتجوزها شوية وطلقها وانت بقى اللى تحاول تزهقها فى عيشتها لحد ما تطلب هى الطلاق وتطلع انت قدام ابوك الحمل الوديع”
حاول محو كلام صديقه من عقله ولكنه عاد ليصر عليه بضرورة موافقته على تلك الزيجة حتى يعود الى ثراء ابيه مرة اخرى
*”*”*
ترى الصغير يلعب برفقة جده اراد سؤاله عن احواله مع زوجته ابيه لتستشف منه بعض المعلومات الخاصة عن كيفية احوالهم المعيشية
زينات:” فادى”
فادى:” نعم يا تيتة”
زينات:” قولى هى مرات ابوك بتعاملك حلو ولا بتضربك”
فادى:” ياتيتة هى اسمها ماما مش مرات ابوك”
زينات بغيظ:”واد انت ما تفرسنيش متقولش الكلمة دى تانى”
سعد:” انتى عايزة ايه من الواد يا زينات ما تسكتى شوية”
زينات:” بلاش اطمن على ابن بنتى احسن ما تكون العقربة مرات ابوه مطلعة عينه”
سعد:” هى لو مطلعة عينى كان الواد هيحبها بطلى بقى عمايلك دى واسكتى شوية”
زينات:” طب ابوك يا فادى بيديها فلوس كتير”
سعد:” لا حول ولا قوة إلا بالله انتى عايزة ايه يا ولية انتى ما ترحمى نفسك بقى”
زينات:” فى ايه يا راجل انت هو كل ما اتكلم كلمة واقفى فيها”
سعد:” علشان كلامك زى السم يا زينات وميتقالش لعيل صغير”
يجلس فادى لا يفقه شئ مما يقال فتارة ينظر لجده وتارة اخرى لجدته فدائما ما يثار هذا الشجار امامه فكل مرة يأتى الى هنا يحدث ما يجعله غير راغب فى ان يأتى الى هنا مرة اخرى ولكنه لا يعود سوى ليرى ذلك الرجل الذى يتعامل معه بحنان كبير
فادى:” جدو انا عايز اروح لبابا وماما”
سعد:” ماشى يا حبيبى هوديك ليهم”
زينات:” توديه فين هو مش منقول من هنا يا سعد الا لما اليومين يخلصوا”
سعد:” الواد اتخنق منك ومن عمايلك وبقى نفسه يطفش”
لوت فمها بسخرية من كلام زوجها كأنه يتهمها باشياء لم تفعلها فهى لا تترك الصغير ينعم بيومين هادئين معهم فدائما ما تجعل الصغير يستاء من اقامته معهم او بالاخص معها هى التى كان من المفترض ان تعوضه حتان امه الراحلة ولكنها امرأة بقلب قاسى دائما ما تبحث عن ما تجعل به حياة علاء وزوجته حياة كئيبة
*”*”*
يجلس بهيبته وجبروته المعتاد يرتشف قهوته بهدوء ينظر لذلك الشاب الجالس امامه الذى ابتلع ريقه ربما للمرة الالف فهو يحاول الكلام ولكن الكلام يرفض الخروج من حنجرته وضع الفنجان امامه استند بظهره على الوسائد الوثيرة يردف بنبرة حادة
جابر بحدة:” هى فين يا عمار انطق”
انتفض عمار من حدة صوت جده حاول ان يتكلم خرج الكلام بتلعثم شديد
عمار بتلعثم:” ماهو ماهو ياجدى هى تبقى…”
جابر :” انت هتفضل تتهت كده كتير انطق قولى سلاف فين يا عمار ولا مش هيحصل خير”
عمار؛”مش عارف هى فين يا جدى”
جابر:” انت بتكذب عليا كمان يا عمار والله عال”
عمار:” يا جدى حرام بقى سيبها فى حالها”
جابر بغضب:” حرمت عليك عيشتك انت عايزنى اسيبها تمشى على حل شعرها مش كفاية سببتها 3 سنين من ساعة جوزها ما مات وهى عايشة فى دبى لوحدها”
عمار:” هى كانت بتدير شركتها اللى ورثتها عن جوزها هى كانت بتعمل ايه يعنى ومش كفاية المرار اللى شافته من جوزها الله يسامحه بقى ويغفرله”
جابر:” انا عايز اعرف دلوقتى هى قاعدة فى اى داهية ومرجعتش البيت هنا ليه ها عايز اعرف”
عمار:” هى مش عايزة ترجع البيت هنا تانى هى كرهت كل حاجة هنا ومبقتش طايقة البيت باللى فيه”
نظر اليه بعينين تشبه الجمر الملتهب من فرط غضبه من سماعه هذا الكلام
جابر:” كرهت كل حاجة ودا كله ليه ها “
عمار:” انت لسه بتسأل ليه يا جدى مش انت اللى غصبت عليها الجوازة اللى كانت مصيبة ليها واحدة زيها المفروض كانت تعيش مبسوطة وسعيدة مع واحد يصونها فانت رمتها لبنى ادم زبالة”
جابر:” وهو مين بقى اللى كان هيصونها حفيد الغجرية”
عمار:” انت عارف انها كانت بتحبه وانت اللى فرقت بينها وبينه وكان فعلا هيصونها وانت عارف اخلاقه كويس وانه متربى ومحترم”
جابر:” و اهو خلاص حفيد الغجرية عرفت انه اتجوز وخلف كمان هتعمل ايه يعنى هى دلوقتى هو اساسا زمانه نسيها من زمان ومش فاكرها اصلا ولا فاكر اسمها”
عمار:” ماهو انت السبب فى كده لما جالك ورفضته وعايرته انه من اصل غجرية “
جابر:” وانت عايزنى كنت اخلى بنت ابنى تتجوز غجرى وتخلف احفاد شايلين دم غجر”
عمار:” انت لسه بتفكر بالمعتقدات السخيفة دى يا جدى دى عادات وتقاليد راح عليها خلاص مبقاش فى دلوقتى حد يشوف الواحد اصله ايه المهم هو ايه بس انت اللى لسه عايش فى زمن فات وانتهى”
نهض من مكانه اقترب منه صوت صفعة مدوية اصدرتها يده على وجنة عمار الذى اتسعت عيناه ذهولا من ان جده صفعة على وجهه وهو فى مثل هذا العمر
عمار بذهول:” انت بتضربنى يا جدى”
جابر:” واكسر رقبتك كمان على طولة لسانك وقلة ادبك الظاهر انك مش متربى”
عمار:” ليها حق سلاف مترضاش ترجع هنا تانى لان هنا مش هيختلف عن الجحيم اللى كانت عيشاه”
انصرف عمار من امامه سريعا تاركاً المنزل يستقل سيارته كأنه يهرب من هذا المكان الذى كان عبارة عن قلعة حصينة يربض بداخلها رجل تجمعت به كل صفات الجبروت والقسوة حتى على اقرب الناس اليه
*”*’*
فى الشركة…دلف رمزى الى مكتب ثائر كالعادة بدون طرق الباب فهز ثائر راسه يأسا من افعال صديقه
رمزى:” عارف هتقول ايه مخبطتش على الباب ليه فانا هرد عليك واقولك واخبط ليه يا ثائر هو انا غريب فهتروح انت ايه بقى هتقل ادبك وتطول لسانك فانا هرد عليك ونمسك فى بعض وبعدين نشوف شغلنا فيلا بقى نشوف شغلنا على طول”
رفع احدى حاجبيه يستمع الى كلامه الذى يتفوه به بدون ان يلتقط حتى انفاسه
ثائر:” ها خلصت فقرة المنوعات بتاعتك يا رمزى”
رمزى:” اه خلصت كنت عايزنى ليه بقى”
ثائر:” كنت عايزك تشوفلى ارض مبانى مساحتها كويسة “
رمزى:” علشان دار الرعاية”
ثائر:” هى مريم قالتلك عليها “
رمزى:” اه قالتلى وقالت انها هى ووتين فكروا فى الموضوع بس والله فكرة حلوة وحاجة يقضوا فيها وقتهم”
ثائر:” تمام شوفلى ارض تنفع للدار وكمان لمستشفى معاها بس تكون فى مكان كويس”
رمزى:” هو كان فى سمسار عرض عليا كام حتة أرض بس فى حتة منهم موقعها كويس اوى وحيوى واظن دى اللى تنفع بس تمنها هيبقى عالى شوية”
ثائر:” مش مشكلة شوف السمسار ده ونروح نعينها ان عاجبتنى نخلص فى الموضوع”
رمزى:” حظك حلو نمرته معايا هرن عليه ونروح نشوفها دلوقتى”
ثائر:” ماشى خير البر عاجله”
اخرج رمزى هاتفه من جيبه يهاتف السمسار لاخذ ميعاد لمعاينة الأرض انهى رمزى المكالمة نظر الى ثائر
رمزى:” خلاص بعد نص ساعة نروح نشوفها علشان هو معاه زباين دلوقتى”
ثائر:” خلاص ماشى مقولتليش اخبار الشحنة ايه”
رمزى:” كله تمام يا غجرى الشحنة وصلت وكله ميت فل وعشرة”
ثائر:” بقولك ايه ياض يا رمزى”
رمزى:” عايز ايه يا اخويا”
ثائر:” مش عارف ايدى بتاكلنى ليه وعايز اقوم اضربك”
رمزى:” اعملها كده ثائر وانا اعملك مقام فى الارض اللى هتشتريها واعملك نصب تذكارى كمان فيها”
ثائر:” ياااه على الجرأة اللى انت فيها ياض يا رمزى مع ان عارف انك مش هتقدر تعمل حاجة”
رمزى:” ها مش للدرجة دى انت مش شايف الباى والتراى عاملين ازاى دا انا فتنس وعضلات وحركات امال بنت اخوك بتموت فيا ودايبة فى هوايا ليه”
ثائر:” موتة تاخدك يا اخى يا بجح”
رمزى:”بقولك ايه ما تسيبك من الكلام ده دلوقتى وقوم نروح نشوف الارض ونرجع علشان نشوف البضاعة اللى فى المخازن علشان الجرد السنوى بتاعها النهاردة”
ثائر:” يادى النيلة هو ميعاد الجرد النهاردة دى هيبقى يوم طويل وفرهدة وارقام وحسابات وليلة وانا النهاردة مش عايز وجع دماغ”
رمزى:” ليه يا حبيبى وراك ايه النهاردة”
ثائر:” كنت عايز اخرج مع وتين وولادى علشان من ساعة ما رجعت من اسكندرية وهم مخرجوش خالص وانت مشفتش هم بيبصولى ازاى زى ما اكون قاتلهم قتيل”
رمزى:” طب وبعدين يا استاذ ثائر وخلاص هم ابتدوا الجرد ولازم تتابعه”
ثائر:” طب يلا بينا ونحاول نخلص بسرعة واروح بدرى”
رمزى:” ماشى يلا بينا”
خرجوا من الشركة متجهين الى وجهتهم وثائر يدعو ان يمر اليوم بسلام فأطفاله ربما يفتعلوا معه شجار اذا اخلف وعده معهم فهم مثل والدتهم لا يستطيع ان يرفض لهم طلبا ابدا فهؤلاء الاربعة هم من استطاعوا ان يكونوا نقطة ضعفه
*”*’*
فى الصيدلية…تحدثت مع صديقتها بشأن ما اخبرتها به والداتها فهى حتى الآن لا تستطيع اتخاذ قرار حاسم فربما بحديثها مع آية ستتوصل الى قرار
رقية:” ها تنصحينى با ايه”
آية:” ودى عايزة كلام وافقى على كلام مامتك وقابلى العريس وان طلع كويس خير وبركة”
رقية:” مش عارفة يا آية حاسة ان انا تايهة متلغبطة مش عارفة اخد قرار”
آية بانفعال:” ده كله بسبب زفت الطين اللى اسمه يحيى”
رقية:” آية انا قولتلك قبل كده متشتميش على حد كده حرام”
آية:” ده حلال فيه الشنق مش الشتيمة بنى ادم قذر”
رقية:” خلاص بقى يا آية اسكتى”
آية:” رقية يا حبيبتى اهدى مش كده اللى انتى فيه ده مش هيفيدك واللى اسمه يحيى ده انسيه خالص انا مش هفضل كل شوية اقولك كده”
لم تجيب رقية على كلام آية اذا لمحت دلوف والد يحيى الى الصيدلية فتعجبت فهو دائما ما يأتى الى منزلهم فهذه اول مرة يأتى الى محل عملها وقفت رقية للترحيب به
رقية بابتسامة:” اهلا يا اونكل زاهر اتفضل”
زاهر:” يزيد فضلك يا بنتى انا كنت معدى من هنا وكنت محتاج دوا ضرورى”
رقية:” اؤمرنى حضرتك اسمه ايه الدوا”
ناولها زاهر ورقة تحمل اسم الدواء الذى يريده فهو فى الحقيقة لم يأتى الى هنا الا لكى يتحدث معها بشأن زواجها من ابنه ولكنه يريد معرفة رأيها قبل ان يتحدث مع والدها
رقية:” ثوانى يا اونكل هجبهولك اتفضل استريح”
جلس زاهر ليستريح قليلا ريثما تحضر رقية الدواءالخاص به دلف زبون اخر نهضت اية لترى ماذا يريد فوجدها فرصة سانحة ليتحدث مع رقية بحرية
رقية:” اتفضل حضرتك الدوا اهو”
زاهر:” تسلم ايدك يا بنتى كان فى موضوع عايزك فيه”
رقية باهتمام:”خير يا اونكل فى ايه”
زاهر:” هو الصراحة يا بنتى الموضوع يخص يحيى”
لعنت دقات قلبها التى تسارعت الآن لمجرد سماع اسمه فماذا فعل بها قلبها الذى تعلق بحب شخص يراه كل من حوله انسان فاسد فلماذا قلبها هى يرفض تلك الحقيقة
رقية:” ماله يحيى فى ايه”
زاهر:” الصراحة كده انا عايز اطلب ايدك لابنى يحيى بس قولت اقولك انتى الاول علشان لو انتى موافقة اكلم باباكى”
لابد انه يمزح معها هل قال الان انه يريد منها ان تتزوج من ابنه
رقية بصدمة:” حضرتك بتقول ايه”
زاهر:” انا عارف يا بنتى ان اى واحدة تعرف ان يحيى ابنى عايز يتجوزها لازم تستغرب وتنصدم كمان بس انا طالب منك كده علشان عارف انك من اصل طيب وجايز انتى اللى تقدرى تغيريه”
رقية:” اغيره ازاى ابن حضرتك محتاج معجزة علشان يتغير”
زاهر:” افهم من كده انك رافضة الموضوع “
رقية:” ده مش موضوع سهل التفكير فيه يا اونكل ده محتاج ان افكر كويس ده جواز مش لعبة”
زاهر:” معاكى حق يا بنتى بس انتى خدى الوقت اللى يريحك وردى عليا عن اذنك”
رفية:” مع السلامة”
حالة من التيه تملكت منها حتى انها لم تنتبه لنداء آية لها لم تشعر الا واية تمد يدها تفرقع اصابعها امام وجهها
اية:” هااا انتى يا حاجة انتى روحتى فين وكان عايز ايه منك”
رقية بتوهان:” عايزنى اتجوز يحيى”
آية:” انتى بتهزرى يا رقية مش كدة”
رقية:” ابدا والله هو ده الكلام اللى قالهولى”
آية:” وانتى قولتيله ايه”
رقية:” قولتله هفكر”
آية باستنكار:” ايه تفكرى هو انتى ناوية توافقى”
رقية:” مش عارفة اعمل ايه”
آية:” وهو ده محتاج تفكير ترفضى طبعا انتى عايزة تضيعى حياتك مع واحد زى ده”
لم تتفوه بكلمة واحدة فهى اذا قالت انها سترفض ستكون كاذبة بالرغم من عقلها الذى يحرضها على الرفض الا ان ذلك النابض بين ضلوعها صار يرتجف بقوة”
*”*”*
ذهبن الى احدى المولات التجارية وكل من هن تصطحب اطفالها فالاطفال اصروا على الذهاب الى المنطقة الخاصة بالالعاب حتى يحين موعد مجئ والدهم فجلسوا فى مكان غير بعيد ليراقبوهم شعرت وتين ببعض التقلصات فى معدتها فنظر اليها مريم بقلق
مريم:” مالك ياوتين فى ايه”
وتين:” مش عارفة مغص بيجى وبيروح”
مريم:” طب مرحوتيش تكشفى ليه”
وتين:” دى حاجة بسيطة ودلوقتى يروح”
مريم:” لا بجد لو كده قومى نروح المستشفى نشوف فيه ايه”
وتين:” متقلقيش يا مريم انا كويسة”
مريم:” انتى مش شايفة ملامح وشك عاملة ازاى”
وتين:” صدقينى شوية وهبقى تمام”
مريم:” هشوف اى كافيتريا اجبلك مشروب دافى يمكن ترتاحى شوية”
وتين:” ماشى”
ذهبت مريم وضعت وتين يدها على بطنها تضغط عليها لعل ذلك الالم الذى داهمها يهدأ قليلا فما الذى أصابها بعد قليل عادت مريم بيدها المشروب الدافئ ناولته لوتين اخذت ترتشفه لعله يهدأ من تلك التقلصات التى باتت تشعر انها تمزق معدتها من الداخل ولكنها لم تكمل شرب الكوب فتأوهت وتين بصوت مسموع
وتين بألم:” اااه الحقينى يا مريم “
مريم بخضة:” مالك يا حبيبتى فى ايه”
وتين:” مش عارفة بس بطنى بتتقطع يا مريم مش قادرة”
مريم:” قومى بينا يلا نروح المستشفى انتى باين عليكى تعبانة جامد”
اسندتها مريم ونادت للاطفال ركبوا السيارة ومازالت وتين تتأوه بصوت مسموع حتى تملك الخوف من قلب مريم فما الذى حدث لها ؟ وصلوا الى المشفى ذهبن سريعا الى غرفة الكشف وبعد توقيع الكشف عليها امر الطبيب بعمل غسيل معدة لها فوراً
الدكتور:” احنا لازم نعمل لها غسيل معدة بسرعة”
مريم:” ليه يا دكتور مالها”
الدكتور:” للاسف دى حالة تسمم…….
يتبع..
لقراءة البارت الخامس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عشقت قوتها للكاتبة مريم مصطفى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!