روايات

رواية غرام المغرور الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم نسمة مالك

 رواية غرام المغرور الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم نسمة مالك

الحلقة التانية من نوفيلا تكملية لرواية
غرام المغرور..
✍️نسمه مالك✍️..
قبل الفصل حابة أقولكم من قلبي شكراً يا روح قلب نسوووم على كومنتاتكم اللي فرحتني جداً ربنا يفرح قلبكم زي ما انتو بتفوحوني بتفاعلكم ♥️♥️..
اسيبكم مع الحلقة..
بشركة الدمنهوري..
إنقضى أغلب يوم “فارس” في مباشرة أعماله الكثيفة داخل غرفة الإجتماعات، ساعات طويلة و هو يدير عمله بحزمٍ و اجتهاد شديد، مما جعله مصنف من أشهر رجال الأعمال في الوطن العربي رغم صغر عمره الذي لم يتخطى الرابعة والثلاثين بعد..
بجانب من الغرفة تجلس به الصغيرة “إسراء” التي اعتادت على الذهاب معه من حين لآخر، و هو لم يستطيع رفض طلبها، و لا رؤية دموعها حتي تركت بصمتها و ألعابها  بكل شبر بمكتبه..
ممسكة التابلت الخاص بها تشاهد عليه إحدي قنوات الأطفال، حولها ألعابها، وأمامها أشهى الطعام الصحي والعصائر الفريش تتناول منهم بتلذذ، و تصدع صوت ضحكتها البريئة بأرجاء المكان تخطف القلوب و تضيئ الوجوه بابتسامة لابتسامتها..
“إسراء.. يله حبيبتي”..
هكذا نادي عليها “فارس” لتضع التابلت من يدها على الفور و تلبي نداه بصوتها العذب الطفولي مردده..
“خلصت يا بابي”..
أردفت بها أثناء ركضها لداخل زراعيه المفتوحة لها حتي استكانت بين حنايا صدره، تضمه بيدها الصغيرة، بينما هو يمطرها بقبلاته الحنونه مدمدماً..
“أيوه خلصت يا عيون بابي”..
قبل وجنتيها المملؤتان مكملاً..
“هنروح مشوارنا السري أنا وأنتي سوا، وبعدين نروح البيت علشان مامي واحشتني”..
زمت “إسراء” شفتيها الصغيرة بحنق ورمقته بنظرة شرسة وهي تقول..
“مامي واحشتك و إسلاء لا؟!”..
انفجر “فارس” ضاحكًا على طريقتها التي جعلتها بغاية اللطافة، و ها قد بدأ الشجار اليومي قبل أن يعود بالصغيرة إلى المنزل، فقد أصبحت هي ووالدتها كالزوجة وضرتها، يتعاركان على معانقته، و دومًا تفوز تلك الصغيرة، و تترك والدتها تستشيط غيظًا حتي ان الأمر وصل بها إلى البكاء بعدما فرضت هرمونات الحمل سيطرتها عليها مؤخراً..
و برغم الصراعات، والصرخات التي تنطلق داخل أذنيه منهما إلا أنه يكون بقمة سعادته، و هو يري حبهما الشديد له، وتعلقهما فيه الذي جعل لحياته طعم و معني..
“أنتي حبيبة قلب بابي يا إسراء، وعلشان أنتي بتوحشيني جداً جبتك معايا الشغل انهارده رغم اعتراض مامي”..
مال على أذنها مكملاً بهمس يجعلها تضحك بقوة..
“وكمان هنروح المشوار بتاعنا سوا أنا وأنتي بس”..
أنهي جملته، وحملها على ذراع، وجمع أغراضه مفاتيح سيارته، ونظارته الشمسية، وجزدانه الجلدي، و هاتفه، وسار بها لخارج الغرفة بخطواته الواثقة..
……………………………….. سبحان الله ????…………..
.. بقصر الدمنهوري..
تجلس “مارفيل” بشرفة غرفتها الخاصة تتابع عمال بناء يعملون على قدم وساق لبناء فيلا فاخرة بجوار القصر مباشرةً..
تلك الفيلا التي كانت أرضها ملك ل “فارس” وقام بأهداءها ل “خديجة” هدية زواجها، حتي تظل قريبة منه كما كانت دائمًا..
انبلجت ابتسامة حزينة على ملامحها التي استعادة رونقها بعدما تماثلت الشفاء حين شعرت بالغيرة من حب “فارس” الشديد ل “خديجة” على الرغم ان معه كل الحق، وأنها تستحق كل هذا الحب وأكثر، ولكن بقاع قلبها تود ولو يكون هذا الحب الصادق، النقي لها وحدها..
محت مشاعر الغيرة هذه سريعًا فهي بارعة في إخفاء مشاعرها حتي لا تظهر ضعفها، و أخبرت نفسها ان ابنها لا يكرهها و هذا بالنسبة لها كافِ..
“أشتقت إليكِ زوجتي العزيزة”..
همس بها “محمد” الذي دلف للتو من الخارج، و اقترب منها مال على وجهها قاصداً شفتيها، وهم بتقبيلها.. لكنها أشاحت وجهها للجهه الأخرى وهي تقول بجمود..
“مرحباً محمد”..
أطلق “محمد” زفرة نزقة من صدره، وهو يتطلع لها بأعين راجية أن ترأف بحاله ولو قليلاً، ولكنها لم تستطيع نسيان أفعاله معها بتلك السهولة رغم موافقتها على العودة إليه، إلا أن ما فعله معاها مازال عائق بينهما إلى الآن يجاهد “محمد” حتي يمحي هذا العائق بكل قوته بصبره عليها، و احتواءه لها، واعترافه انه أخطأ في حقها وحق وحيدهما..
“مارفيل.. حبيبتي انظري إلى رجاءاً”..
قالها “محمد” من بين قبلاته الناعمة على باطن يدها، جعلها تصطك على أسنانها بقوة لعلها تظل على موقفها معه..
تلجم نفسها عنه بصعوبة بالغة، فهي أيضًا تشتاقة حد الجنون، و لكن كبريائها يمنعها عن إلقاء نفسها بين زراعيه والتنعم بفيض عشقة المتملك لها..
رسمت البرود على ملامحها عكس انهيار اعصابها من قربه المعصف بكيانها، ونظرت له نظرة خالية من المشاعر متمتمة بنفاذ صبر مصطنع..
“ماذا تريد اليوم محمد؟!”..
تأمل “محمد” ملامحها، وابتسامة عاشقة تزين محياه، و من ثم تعمق النظر بعينيها وتحدث بنبرته الهادئه الرزينة قائلاً..
“لقد قمت بدعوة شقيقتك وأولادها، وأصدقائك المقربين لزيارة مصر، وحضور حفل زفاف خديجة، هما الآن بطريقهم إلى هنا”..
قالها بحماس شديد وقد ظن أنها ستقفز من شدة فرحتها بهذا الخبر خاصةً أنها لم تري شقيقتها منذ سنوات طويلة، و لكن ملامحها الجامدة جعلت الابتسامة تتلاشي من وجهه..
“ولما فعلت هذا؟! “.. غمغمت بها” مارفيل” مستفسرة..
جذبها ” محمد ” إليه، و قام برفعها بين يديه من على مقعدها بمنتهي الخفة أجلسها على قدميه، وتحدث بلهفة قائلاً..
“لأجلك حبيبتي.. لأجل إبتسامتك”..
همسه ذات الحنين المتأوه جعل انتفاضة قلبها تزيد وتتدافع، بينما لسانها أصبح عاجز عن النطق، بعدما غمرتها الفرحة بقدوم شقيقتها وأصدقائها..
ساد الصمت قليلاً، واكتفي كلاً منهما بالنظر إلى الأخر.. اشتعلت نيران الإشتياق بعينيه كحمم بركانية ما ان التقتا عينيها،
طال بهما الصمت و كأنهما يتذوقان تلك النظرة بعد سنوات طويلة..
 بدون سابق إنظار كان أخذها في عناقٍ محموم و هو يتناول شفاهها في قبلة جامحة حطمت بلحظة جميع حصونها، و أجبرتها على الخضوع لفيض غرامة بكامل أرادتها..
………………………………. الحمد لله ????………….
.. فارس..
يسير بطريق طويل على قدميه بعدما صف سيارته لعدم قدرتها على السير بهذا الطريق نظراً لضيق مسافته..
حمل الصغيره على يديه، وسار بها كثيراً حتي وصل أخيراً إلى قبر والدها المتوفي و توقف بها أمامه،وبدأ يتحدث بصوت مسموع مردداً..”..
“السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون”..
نظر للصغيرة وتابع بحنو..” إسراء يله حبيبتي أقرئ الفاتحة لبابا رامي زي ما علمتك”..
انصاعت الصغيرة له في الحال، و رفعت كفيها الصغيران للسماء، و بدأت تقرأ القرآن بصوتها الذي يأثر القلوب، كان المشهد يبكي الأعين، وتقشعر له الأبدان حتي أنهت الصغيرة قراءه سورة الفاتحة كاملة..
كان “فارس ” يقرأ هو الأخر ما تيسر من القرآن الكريم لبعض الوقت، توافد عليه الكثير من الناس فور رؤيته يطلبون منه صدقه بعدما تردد على المكان عدة مرات، ولم يترك شخص واحد حتي أعطاه من فضل الله عليه قبل أن يغادر المكان ويعود لسيارته التي تحركت بهما متجهه نحو قصره..
……………………………… الله أكبر ????…………..
بحديقة قصر الدمنهوري..
تجلس “خديجة” برفقة “هاشم” خافضة رأسها بخجل لتخفي وجهها الذي احتقن بحمرة قاتمة…
“ردي عليا يا خديجة.. موافقة اكتب عليكي بكرة؟”..
قالها “هاشم” بلهفة، وحب شديد ظاهر على ملامحه رغم صرامتها..
تنحنحت “خديجة” كمحاوله منها لإيجاد صوتها، وهمست بخفوت.. “يا هاشم لسه فاضل على ميعاد الفرح أكتر من أسبوعين”..
“هتجنن عليكي يا ديجا، ونفسي تبقي على ذمتي دلوقتي قبل كمان شوية، وأنتي صممتي على فترة خطوبة أنا وافقت عليها علشانك، عايزك توافقي أننا نكتب كتابنا علشان خاطري”..
أحست بكفه يقبض على يدها فجأة
و أصابعه تتخلل أصابعها و تشتبك بهم بقوة
دفعتها للإنهيار داخليًا و أطلقت أنفاسها المحبوسة برئتيها..
” قولي إنك موافقة يا ديجا.. خليني اكلم فارس، وأبو فارس انهارده “..
حاولت الحديث لتخبره انها موافقة على طلبه، ولكن حياءها منعها فكتفت بأهدائه ابتسامتها الرقيقة، و حركت رأسها بالايجاب ببطء بستحياء شديد..
هم “هاشم” بخطف قبلة من وجنتيها المتوهجة إلا انهما انتفضا بفزع حين صدعت صوت زغروطة
“إلهام” من خلفهما، وضحكتها بأن واحد، تضحك بفرحة صادقة مردده..
“ألف مبروك يا خديجة يا أختي”..
نطرت ل”هاشم” الذي بدي عليه الإحراج، وضحكت له ضحكة تظهر جميع أسنانها وتابعت بعبث..
” عارفة أني خضيتك يا سي هاشم اسم الله عليك من الخضه يا أخويا”..
نظرت ل “خديجة” وتابعت ببراءه مزيفة..
“بس قولت ادخل في الوقت المناسب علشان افرملك أحسن بسكوتتنا النواعم خديجة تسخسخ منك تاني.. أكيد أنت مبسوط مني صح” ..
“أنتي تعملي اللي أنتي عايزاه يا مدام إلهام”..
قالها” هاشم ” ببشاشة، ونظر ل” خديجة”وتابع بحب..” حضرتك غالية أوي عند خديجة، تبقي غالية عندنا كلنا”..
” إلهي يكرم أصلك يارب؟! “.. غمغمت بها ” إلهام ” و توقفت عن الحديث فجأة حين رأت مجموعة من الأجانب معظمهم من النساء يرتدون ثياب أقل ما يقال عنها فاضحة، هبطو للتو من منيي باص داخل القصر..
” ايييه مولد سيدي العريان اللي هل عليا فجأة دا يا خديجة يا أختي؟!”..
قالتها” إلهام ” بعدما شهقت بعنف، وضربت على صدرها بكف يدها بقوة..
“أيه اللي بيحصل دا؟!.. مين دول يا خديجة؟”..
قالتها “إسراء” مستفسرة وعلامات الدهشة ظاهرة علي ملامحها..
ردت عليها “خديجة” بأسف.. “دول قرايب مارفيل يا إسراء أخويا محمد عزمهم على فرحي”..
تزامن وصولهم مع وصول “فارس” الذي هبط من سيارته حامل الصغيرة النائمة، فأسرعت إحدي العاملات بالركض نحوه، وحملتها عنه ليستطيع إلقاء التحية على الضيوف..
كانت “إسراء” تقف بجوار “خديجة، و عينيها تتابع زوجها بترقب، رفرف قلبها بشدة حين رأته يبتعد سريعاً عن تلك الفتاة التي اقتربت عليه فجأة تحاول تقبيله، كانت ملامحه الوسيمة يزينها غروره المعهود ، والذي يليق به كثيراً، و هو يرفض قبلتها..
رفع كف يده أمام أعينها مشيراً إلى دبلة زوجته التي تزين أصبعه، و دار بعينيه باحثاً عنها حتي تلاقت أعينهما، و رفع يده على شفتيه مقبلاً دبلتها بعمق..
هنا تحولت نظرتها العاشقة له لأخرى هائمة، متيمة به عشقًا، تسارعت دقات قلبه بجنون و تلاحقت أنفاسه و هو يري نظرته هو لها انعكست بعينيها، نظرته التي يغمرها بها دائمًا تدل على مدي هوسه بعشقها،
الآن ساحرته أصبحت تبادله تلك النظرة المملؤه بالمشاعر الجياشة، نظرة تخطت حدود العشق، نظرة أشتهاء جعلتها تحرك شفتيها له بكلمة واحده دون إصدار صوت قائله..
“عايزك”..
يتبع……
لقراءة الفصل السادس والأربعون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى