رواية غرام المغرور الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم نسمة مالك
رواية غرام المغرور الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم نسمة مالك |
رواية غرام المغرور الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم نسمة مالك
صباح يومًا جديد يحمل بين طياته الكثير من الأحداث..
داخل يخت “ساحرة الفارس” تحيا “إسراء” أقوى، وأجمل قصة عشق برفقة زوجها “فارس” الذي خطفها برحلة حول العالم،يتنقل بها من بلد لأخرى عبر اليخت أحياناً، ومرات عبر طائرته الهليكوبتر الخاصة المتواجدة على سطح اليخت،
لا يمكثان بمكان أكثر من يومين، كل ليلة تفتح عينيها على مكان جديد تنبهر من شدة روعته، على هذا الحال لهما أكثر من خمسة أسابيع، منفصلين عن العالم أجمع، مكتفيان ببعضهما، غارقان حتي الثمالة بقاع بحر غرامهما..
تملمت “إسراء” بقلق أثر ذلك الألم الذي يداهم معدتها منذ الأمس، خاصةً حين شعرت ببرودة تجتاح أوصلها، فمدتت يدها الصغيرة تبحث عن زوجها بجوارها فلم تجد سوا الفراغ يحالفها..
فتحت عينيها ببطء، واعتدلت جالسة بتكاسل ساحبة روبها الحريري الأبيض الملقي على طرف الفراش، وارتدته قبل أن تغادر السرير..
أخذ منها الأمر لحظات قبل أن تهب واقفة وتركض بندفاع نحو المرحاض عندما شعرت بحاجتها للتقئ..
“فاااارس”..
صرخت بها أثناء تقيؤها، أطلقت آهه حادة، وانتفض جسدها بقوة، تناثرت حبات العرق على جبينها، وبرغم كل هذا انبلجت ابتسامة على ملامحها المتعبة، وتابعت بضعف قائله..
“بشرة خير”..
بينما كان “فارس” يسبح كعادته كل صباح، زحف القلق لقلبه فجأة، عاشق هو و بإمكانه الشعور بساحرتة أثناء تعبها، حزنها، وحتي فرحها..
خرج من المياه سريعاً، و سار نحو غرفته بخطوات مسرعة، فتح الباب واندفع نحو الداخل يبحث عنها بقلبه قبل عينيه عندما وجد فراشهما خالي مردفاً..
“إسراء أنتي فين حبيبتي؟!”..
كانت تخرج من الحمام بخطي متثاقلة،
ضيق عينيه وهو يراها تقترب منه ببطء، وجسدها يتمايل بوضوح، وكأنها على وشك السقوط..
بلمح البصر كان قطع المسافة بينهما بخطوة واحدة، و لف يده حول خصرها خطفها داخل صدره مغمغماً بلهفة..
“مالك يا إسراء؟.. انتي دايخة؟! “..
ارتمت بثقل جسدها عليه،تعلقت بعنقه دافنه وجهها بصدره تستنشق عبق رائحته المختلطة بمياه البحر ، همهمت بستمتاع وبهمس بالكاد يسمع..
“اممم بقيت مدمنة ريحتك يا فارس”..
رفعت رأسها ونظرت له بابتسامتها الفاتنة، ليلاحظ هو شحوب وجهها الشديد فضيق عينيه وهو يقول بقلق..
“إسراء فيكي أيه يا روحي؟!.. شكلك مش طبيعي؟!”..
“أنا كويسة”.. قالتها وهي تداعب أرنبة أنفه بأنفها بعدما وقفت على أطراف أصابعها، رفعت يديها وسارت بها على عضلات بطنه السداسيه البارزة صعوداً بصدره ورقبته حتي استقرت على وجنتيه،
أحتضنت وجهه بين كفيها وتابعت بفرحة غامرة ملئت عينيها بالعبرات..
” بس شكلي كده.. حامل منك”..
جمدت ملامح وجهه، و رمقها بنظرة خالية من المشاعر، للحظة أنقبض قلبها وهي تري رد فعله على خبر حملها الذي استقبله ببرود،
ازداردت ريقها بصعوبة حين شعرت بتصلب جسده حين ضمها له بقوة أكبر..
نظرت لعينيه بتفحص تحاول قراءة ما يدور بذهنه، وهمست بتوتر مرددة..
“فارس أنا لسه متأكدش.. هتأكد أكتر لما اعمل تحليل دم”..
أمسكت كف يده وضغطت عليه برفق مكمله بنبرة راجية..
“و لحد ما نتأكد ممكن متقولش لأي حد خالص”..
“اطمني يا بيبي أنا مش هقول لحد لخالص”..
قالها “فارس” بملامح مريبة عجزت “إسراء” عن فهمها..
……………………………………. الحمد لله ????……..
.. داخل مصحة لعلاج الإدمان..
تصرخ “ديمة” بجنون وتتحرك بهسترية على الفراش المقيدة به بأحكام جعلت والدها “عباس” يطبق جفنيه بألم كمحاوله منه لكبح عبراته على حالة ابنته، وما وصلت إليه..
“هاتلي حقي من فارس يا بابي.. مش هتعالج إلا لما تحرق قلبه زي ما حرق قلبي”..
قالتها “ديمة” بأنفاس لاهثة من بين صرختها الحادة..
أطلق “عباس” زفرة نزقة من صدره، وتنهد بتعب مردفاً بنفاذ صبر..
“يا بنتي محدش من رجالتي عارفين يوصلوا ل فارس ولا لمراته.. مأمن نفسه على أعلى مستوي بأكفأ الحرسات”..
التمعت أعين” ديمة” بفكرة حمقاء راقت لها كثيراً ، فبتسمت بشر وهي تقول..
“يبقي خديجة.. موتها يا بابي.. بموت خديجة فارس هيتقهر واحتمال يموت وراها لأنها تعتبر كل عيلته”..
ابتسم” عباس” هو الأخر بخبث، و حرك رأسه لها بالايجاب ومن ثم أخرج هاتفة من جيب سرواله، وطلب إحدي الأرقام، لحظات واتاه الرد فتحدث بأمر قائلاً..
“خديجة الدمنهوري.. نفذ الليلة”..
…………………………………….. لا إله إلا الله ????………
“خديجة”..
تجلس على الشاطئ تتأمل صفاء المياه الزرقاء بشرود أمام أعين “هاشم” الهائمة بها عشقاً ،تلك الرقيقة، صاحبة القلب الماسي التي أصرت على موقفها برفض الزواج منه و فضلت “فارس” عزيزها الغالي عليه، و حتي على نفسها كما تفعل دوماً..
لن تغامر بعلاقتها به، هي له والدته وصديقته وشقيقته الكبري، كل عيلته و هذا بالنسبة لها كافي..
رغم المشاعر التي تكنها ل”هاشم” إلا أن حب “فارس” أقوى و أكبر من أي شيء أخر بالكون كله بالنسبة لها، فارس ابنها الذي لم تنجبه، نعم هي لم تحمله بأحشائها، ولكنها حملت حبه بقلبها..
هبطت دمعة حارقة على وجنتيها ببطء أسرعت بمسحها،أخذت نفس عميق، و رسمت ابتسامة زائفة على ملامحها و هبت واقفة تسير بنعومة على الرمال بقدميها الحافية، خلفها حرسها على رأسهم “هاشم” الذي أقترب منها حتي أصبح يسير بجوارها ..
“ارحمي قلبي و قلبك و وافقي على جوازنا يا خديجة”..
قالها “هاشم” بنبرة راجية، و عينيه تشملها بنظرة لهفة لا تخلو من الإعجاب..
نظرته لها تجعل قوتها تتبخر، و تزيد من توترها، وانتفاضة قلبها التي تتدافع خاصةً حين أستنشقت عبق رائحته المزلزل لكيانها..
تنحنحت كمحاوله منها لإيجاد صوتها وهمست بخجل قائلة..
“هاشم من فضلك الموضوع دا منتهي بالنسبالي، فبلاش تفتحه تاني؟!”..
قطعت حديثها، وشهقت بقوة حين لف “هاشم” يده حول خصرها، و جذبها داخل حضنه، وسقط بها أرضاً معتليها، وحاوط جسدها بجسده بحماية..
فتحت فمها لتوبخة على فعلته الفاضحة من وجهة نظرها، جحظت عينيها بهلع حين رفع”هاشم” رأسه ونظر لها بأعين زائغة، وفمه بدأ يسيل منه الدماء،
“بحبك يا خديجة”..
همس بها بضعف، و تراخي جسده على جسدها فاقداً الوعي أو ربما فاقداً الحياة، صرخت “خديجة” مرددة اسمه بصوت مرتعش..
“هاااشم.. فيك ايه رد عليا؟!”..
هنا دوي صوت وابل من الطلقات نارية متتالية جعلها ترفع كلتا يديها، و تضمه لها بكل قوتها لتشعر بسائل لازج على كف يدها يتدفق بغزارة من كتفة الأيمن، تعالت صرختها المرتعدة وهي تري يديها الغارقة بدماء الرجل الوحيد الذي نبض قلبها له بما يسمي الحب..
توقفت عن الصراخ فجأة عندما رأت رجل ضخم الجثة يرتدي قناع على وجهه وقف أمامهما مباشرةً، و صوب تجاههما سلاحة عندها ادركت أنها ستلقي حتفها الآن هي الأخرى لا محالة، فأغلقت عينيها لتنهمر عبراتها بغزارة أكثر، و بصعوبة همست بتقطع..
“وأنا كمان بحبك يا هاشم”..
دوي صوت الطلقات النارية مرة أخرى، و صوت “غفران” الذي يركض بهروله حتي وصل لهما وجثي على ركبتيه بجوارهما يتفحصهما بملامح شاحبة مردفاً..
“خديجة أنتي كويسة؟!”..
قالها وهو يحمل “هاشم” عنها بحذر مكملاً بأمر لرجاله..
“إسعاف بسرررعه”..
جميل
حلوه
جميل جدا