روايات

رواية غرام المغرور الفصل الأربعون 40 بقلم نسمة مالك

 رواية غرام المغرور الفصل الأربعون 40 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل الأربعون 40 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل الأربعون 40 بقلم نسمة مالك

عشق الروح!!..
لن أستطيع وصف حبك ببضعة كلمات.. فلو الحب كلمات تكتب لانتهت أقلامي..الحب أرواح توهب، فهل تكفيكِ روحي ساحرتي؟..
أحببتك لدرجه أنه عندما تغيبي عني يغيب معك كل شيء..
اخترتك ، وفضلتك أنتِ حبيبتي على كل الخلق..
أقسم لكِ أني أرى بك، سعادتي وموطني، وقلبي النابض لا يردد سوي حروف أسمك أنتِ..
عيناي لا تبصر إلا سواكِ..
أمنياتي تتلخص بكِ يا أشد أشيائي حباً التي تجعلني دوماً أدعو الله أن يبقيك ليِ، ومعي فقلبي معقود بقلبك يا عشق القلب و الروح..
……………………………….. (سبحان الله ????)…..
داخل جناح “مارفيل”..
يجلس “محمد” بجوارها على الفراش ممسك بكف يدها رغم أعتراضها يقبله مرات متتالية مردفاً بنبرة متوسلة..
“سامحيني مارفيل.. أعدك لن أخذلك بعد اليوم، ولكن فقط سامحيني حبيبتي”..
رفع رأسه ونظر لها بأعين تملئها الشوق والندم مكملاً..
“سأفعل كل شيء اي شيء حتي تعفو عني وتغفرلي خطأي بحقك”..
لم تتحدث “مارفيل” مكتفيه بالنظر له.. ترمقه بنظرة تحمل الكثير من العتاب..كان رجلها الوحيد.. أول رجل بحياتها قام بصفعها وجرحها دون رأفه بقلبها الذي كان متيم به عشقاً.. نعم كانت تعشقه  ولهذا ظلت كل تلك السنوات دون ان ترتبط برجل غيره..
“وأنا أيضاً أعشقك ولم أستطيع أن أكون مع امرأه غيرك”..
أردف بها “محمد” حين تفهم ما يدور بعقلها من نظرك عينيها الحزينة”..
أطبق جفنيه بعنف لم يعد قادر على تحمل نظرتها له، وتابع بغصة يملؤها الآسي..
” إن لم تفصحي عني لن أتردد لحظة في قتل نفسي أمام عيناكي حتي اطفئ نيران قلبك المشتعلة تجاهي”..
أنهى حديثه، و قبل كفيها مجدداً، ومن ثم أخرج سلاحه من جيب معطفه وصوبه نحو رأسه، واضعاً أصابعه على الزناد..
انتفض قلبها بخوف حين استشعرت صدق كلماته، وأنه ربما يفعل ما يقوله حقاً ويقتل نفسه أمامها الآن .. لم تفكر حينها سوي بوحيدها الذي جعلها تتحدث بلهفه راقت “محمد” كثيراً..
“توقف عن أفعالك الحمقاء، وأترك هذا المسدس اللعين من يدك محمد”..
“أخبريني أنكِ سامحتيني أولاً”.. قالها “محمد” وهو يستجديها بعينيه ان ترحم قلبه..
أخذت “مارفيل” نفس عميق، وتحدثت بتعقل قائله..
“أصلح علاقتك بأبننا وكن له أبً كما ينبغي حينها سأفعل لك ما تريد لأجل وحيدي فقط.. تذكر هذا جيداً.. لأجل فارس فقط محمد”..
حديثها كان كمثابة شرارة أمل بالنسبة له، وأنه وأخيراً على وشك امتلاك قلبها مجدداً جعله يلقي مسدسه، واقترب بوجهه منها وتحدث بفرحة غامرة قائلاً..
” سأفعل.. أعدك أنني سأفعل كل ما بوسعي حتي يصبح كل شيء كما كنتِ دوماً تتمني مارفيل”..
وزع نظره بين عينيها و شفتيها مغمغماً بصوت أجش من فرط مشاعرة..
“انتي تقتليني بأنوثتك يا امرأه”..
هم بتقبيلها وغمر شفتيها بشفتيه.. لتبعد هي سريعاً حين لمحت الطبيبة التي تقوم بتصويرهما، وبهمس قالت..
“إحدي العاملات تقف على باب الغرفة وتقوم بتصويرنا”..
تسمر” محمد” مكانه قليلاً، وهب واقفاً فجأة وسار نحو الباب بخطوات مهرولة جعل الفتاه تركض مسرعة بعيداً عن الباب فوراً.. ليوقفها صوت “محمد” الغاضب..
“اقفي عندك”..
ارتعشت الفتاة برعب بشكل ملحوظ، واستدارت ببطء ونظرت بوجهه شاحب مردفه..
” افندم يا محمد باشا”..
مد يده لها، وبأمر قال..
“هاتي تليفونك”..
لهنا وتمكن الهلع من قلب الفتاه جعلها تبكي بنحيب، وتتحدث بهذيان قائلة..
“والله يا محمد باشا.. فارس بيه هو اللي قالي أصور حضرتكم علشان يطمن عليكم.. والله هو اللي قالي أنا مليش ذنب”..
“بعتيله اللي صورتيه؟! “.. قالها “محمد” بصدمة، وقد انسحبت الدماء من عروقه، وشحب وجهه هو الأخر حين حركت الفتاه رأسها بالايجاب قائله..
“ايوه بعته بس لسه مشفش الرسالة”..
اصطك” محمد” على اسنانه، ورفع يده مسح على خصلات شعره الحريرية بعنف كاد ان يقتلعها من جذورها، وقطع المسافة بينه وبينها واخذ الهاتف من يدها بعنف مردداً بصراخ..
“افتحي الزفت دا”..
انصاعت الفتاه في الحال وقامت بفتح الهاتف.. قام”محمد ” بتشغيل مقطع الفيديو التي ارسلته الفتاه.. لتجحظ عيناه حين وجدها قامت بتصوير كافة حواره برفقة “مارفيل” وارسلته لوحيده على برنامج الواتساب، وهذا يعني أن الفيديو أصبح على هاتف ابنه الآن حتي إذا قام بحذفه، ولكن هناك أمل ف “فارس” لم يشاهد الرسالة حتي الآن..
“خديجة”..قالها “محمد” وهو يندفع راكضاً نحو الخارج، وتحدث بأمر لحراسه الخاص الواقفين أمام الجناح وهو يشير على الفتاه..
“متغبش عن عنيكم لحد ما أرجع”..
قالها، واختفي داخل المصعد ضاغطاً على الزر الموصل للطابق الذي يتواجد به جناح شقيقته الوحيدة..
لحظات قليلة وكان يقف أمام غرفتها يطرق عليها طرقات متتالية، وقد بدأت أنفاسه تتلاحق وهو يتخيل رد فعل “فارس” بعدما يري ويسمع حديثه اللازع مع والدته..
” محمد.. مالك يا حبيبي؟!.. حاجة حصلت”..
قالتها “خديجة” التي فتحت الباب بوجهه يظهر عليه القلق وجذبته للداخل اجلسته على أقرب مقعد حين رأت جسده يرتجف وحالته بدت مزرية..
لم يتحدث “محمد” لم يجد كلمات تصف ما فعله.. فقام بأعطاء الهاتف الذي مازال يعمل على مقطع الفيديو..
اخذته منه” خديجة” وبدأت تتابع الحوار بينه وبين “مارفيل” باهتمام.. لتشهق بقوة،وأسرعت بوضع كف يدها على فمها تكتم شهقاتها، ونظرت له بصدمة مردفة..
“الفيديو دا اتبعت لفارس؟! “..
حرك “محمد” رأسه بالايجاب، و تحدث بأسف قائلاً..
“خديجة انا واقع في عرضك، وبترجاكي تساعديني مخسرش فارس”..
خفض راسه بخزي من نفسه مكملاً بندم..
“أنا عارف إني مكنتش ليكي الأخ اللي بتتمنيه، ورميتلك ابني تربية وبسببه أنتي رفضتي الجواز واكتفيتي بيه؟! “..
“انت بتقول ايه بس يا محمد.. انت اهدتني بأجمل هدية في حياتي كلها.. فارس دا ابني ولو رجع بيا الزمن هختاره هو تاني”..
قالتها “خديجة” بابتسامة وعبراتها تهبط ببط على وجنتيها، وربتت على كتف شقيقها بحنان مكملة..
” خلينا نفكر هنعمل أيه سوا ونشوف حل قبل ما فارس يشوف الفيديو “..
” محمد “بلهفة..”فارس مع مراته على اليخت.. كلمي مراته وخليها تتخلص من تليفونه دا خالص وترميه في البحر يا خديجة”..
أسرعت “خديجة” نحو هاتفها المرضوع على منضدة بجانب سريرها، وتحدثت بتراوي و نضج..
” هكلمها.. بس هكلم غفران صاحبه الأول وهخليه يروحله علشان لو حصل اي حاجة لقدر الله يبقي جنبه”..
“كلميهم، وأنا كمان هروحله يا خديجة”.. قالها
“محمد” وسار نحو الخارج بخطوات راكضة وقد حسم أمره بأن يفعل كل شيء وكل ما بوسعه حتي لا يخسر وحيده..
………………………………. (الحمد لله ????)………
بشالية “غفران”..
كانت” عهد” مندسة بين ضلوع زوجها الذي يحاوطها بجسده بحماية.. ينعمان بنومٍ هادئ..
رنين هاتفه بستمرار ازعجهما.. اعتدل” غفران ” بكسل ومد يده جذب الهاتف ينظر بشاشته بنصف عين..
“خديجة!!”.. قالها بقلق وأسرع بالرد عليها مغمغماً..
“خديجة.. في حاجة حصلت؟! “..
اجابته” ببكاء.. “غفران أنا أسفة إني بكلمك بدري كده.. بس انا قلقانة اوي على فارس.. وعيزاك تروحله بنفسك اليخت أرجوك وتطمني عليه”..
” طيب أهدي انا مأمن اليخت كويس جداً بأحسن طقم حراسة، وهتحرك من عندي واروحله حالاً وأول ما أوصل هكلمك.. اطمني”.. قالها” غفران “وهو يبتعد عن زوجته برفق، ونهض مغادراً الفراش وبدأ يرتدي ثيابه على عجل..
” هاجي معاك”..
أردفت بها” عهد”بصوتها الرقيق الناعس، وهي تنهض هي الأخرى وتسرع بارتداء ثيابها..
اقترب منها” غفران ” وقبل جبهتها مردداً..
” عهد حبيبتي كملي نومك، وأنا مش هتاخر عليكي”..
“لا يا غفران خدني معاك بدل ما اجي وراك، وأنت عارف إني اعملها”..
صرخت بها” عهد” بغضب طفولي، وأمام أصرارها خدع لطلبها كعادته مع عنيدته..
…………………………………. (لا إله إلا الله ????)………
مرت عدة دقائق..
حدثت ” خديجة” خلالهم” إسراء”، وعادت بالاتصال ب” غفران ” مرة أخرى..
بجوار يخت “ساحرة المغرور”..
توقف “غفران” بأحدي الماكينات المائية شديدة السرعة يقودها هو بمهارة عاليه..تجلس زوجته خلفه متمسكة بخصره بكلتا يديها..
كان هناك حشد من القوارب الصغيرة يجلس بها حرس “فارس” الخاص تقف على جانبي اليخت..
“اطمني يا ديجا أنا وصلت لليخت والجو هادي ومافيش اي حاجة تقلق؟!”..
أردف بها “غفران” عبر السماعة الموضوعة داخل أذنة..
توقف عن الحديث فجأة، وعقد حاجيبه بدهشه حين لمح “إسراء” تسير بخطي مترنجحة ويظهر عليها الاعياء الشديد، وقامت بألقاء الهاتف بالمياه..
شهقت “عهد” حين رأتها هي الأخرى وتحدثت بفزع مردفه..” يا نهاري دي شكلها دايخة خالص”..
أستعد “غفران” للقفز حين رأي تمايلها يزيد ويتضاعف حتي أوشكت على السقوط هي الأخرى مردداً برجاء..
“لا لا لا لا أوعى تعمليها وتقعي يا مدام فارس”..
ولكنها لم تكن عند حسن ظنهما، وسقطت بالمياه جعلت “غفران” يسرع بالقفز هو الأخر، ومن ثم قفزت خلفه” عهد” و سبحو نحوها بأقصى سرعة لديهما..
……………………………………..(الله أكبر ????)……..
“فارس”..
رباه ماذا يحدث؟!..
يتردد هذا السؤال بداخله حين اختفي عبق ساحرتة فجأة.. كان يحاوطه ويملئ رئتيه.. كل شيء بدأ يتلاشي ..انقطعت أنفاسه، تسارعت نبضات قلبه، وانهمرت حبيبات العرق على جسده مختلطه بالمياه المنسكبه فوقه.. يتصبب عرقاً رغم البرودة الشديدة التي اجتاحت أوصاله..
أطلق آهه ألم نابعه من أعماق قلبه الذي أنقبض بل اعتصر بخوف وفزع مبهم لا يعلم سببه.. تلاحقت أنفاسه وكأنه أوشك على الموت غرقاً فصرخ بعلو صوته مردداً اسم زوجته وهو يركض لخارج الحمام باحثاً عنها كالمجنون..
“إسرااااااء ؟!”..
لم يجدها مكانها على الفراش.. لا يعلم كيف ومتي قفز داخل سرواله أثناء ركضه لخارج الغرفة راكضاً..
جحظت عينيه حين لمح صديقه “غفران” وزوجته يتسابقان نحو شيء ما بجوار اليخت.. دون أن يعطي نفسه فرصة للنظر حتي كان قفز من فوق اليخت داخل المياه، وبدأ يدور بعينيه باحثاً عن زوجته حتي لمحها تسارع الغرق..
بأقل من ثانية كان وصل لها و جذبها داخل حضنه مردفاً بنبرة أشبه بالصراخ..
“إسراء.. أنا هنا.. أنا هنا يا روحي.. خدي نفس.. متخفيش انتي في حضني”..
تمسكت به “إسراء” بكلتا يديها، وحتي قدميها.. ملجأها هو ومنقذها الوحيد، وسيظل دائماً وأبداً.. يقبلها بجنون من كافة وجهها، وشفتيها بقبلة الحياة..
“خدي نفس.. متخفيش حبيبتي أنا معاكي”..
بصعوبة شديدة همست له بضعف، وهي تختبئ فيه..
“فارس.. أنا شعري مكشوف، ومش لابسة حاجة غير قميصك”..
لم يكن ينتبه “فارس” لهيئتها، ولكن عندما نطقت بجملتها هذه شعر بجسدها الشبه عاري بين يديه.. فحاوطها بجسدها أكثر..
“هات البرنس بتاعي بسررررررررررررررعه “..
قالها “فارس” بأمر لإحدى حراسه، وقد ظل “غفران” بعيداً ليترك لهما المساحة الكافية، ولا يكون مصدر إحراج لصديقة وزوجتة.. بينما اقتربت “عهد منهما وتحدثت بلهفة قائلة..
“إسراء أنتي كويسة؟”..
“الحمد لله يا عهد”..
قالتها “إسراء” بصوت مرتجف، وقد بدأ الخوف يتملك منها حين رأت وجه زوجها الغضوب أثناء مساعدته لها لترتدي مئزره الخاص والذي كان كبيراً جداً عليها، وقام برفع الكاب على شعرها، ومن ثم سبح بها نحو درج اليخت، وصعد بها حاملها بخفة ورشاقه..
سار نحو أقرب مقعد ووضعها عليه، وبدأ يتفحصها بدقة متمتماً بعدم فهم..
“أيه اللي خرجك من أوضتنا يا إسراء؟!”..
ابتلعت “إسراء” لعابها بصعوبة، وقد عجزت عن النطق بحرف.. لا تعلم ماذا تقول له..
“كانت بترمي تليفونك في البحر يا فارس”..
قالها “محمد” الذي صعد للتو على متن اليخت بصوته الصارم رغم توتره، وقلقه البادي على محياه..
رفع “فارس” رأسه ونظر تجاه والده بملامح منذهله..ليحرك “محمد” رأسه بأسف جعل “فارس” ينظر ل “عهد” وتحدث قائلاً..
“خليكي معاها يا أم زين من فضلك ثواني”..
” عهد ” بابتسامة بشوشة..” من عنيا طبعاً.. اطمن عليها إسراء دي أنا بعتبرها زي أختي والله”..
مال ” فارس” على زوجته ثانياً وقام بحملها متوجهاً نحو غرفتهما، وقبل ان يسير بها نظر لوالده مردفاً..
” ثواني وراجعلك يا أبو فارس”..
بالفعل عاد” فارس ” خلال ثواني معدودة.. وقف أمام والده ينظر له يحثه على استكمال حديثه..
 تنهد” محمد” بتعب وبدأ يتحدث بصوت مرتجف..
“أيوه يا ابني.. أنا طلبت من خديجة تكلم مراتك وتطلب منها ترمي تليفونك بعد ما الدكتورة اللي طلبت منها ترقبنا أنا وولدتك صورتنا واحنا بنتعاتب بكلام لو سمعته علاقتي بيك هتدمر”…
صمت لوهله، وبدأت العبرات تلتمع بعينيه، وأطلق شهقه مكتومة، ونظر لعينيه يستجديه مكملاً..
” وأنا مش عايزك تزعل مني يا فارس يا ابني ونبدأ صفحة جديدة أرجوك”
اقترب منه بخطوات مرتجفة للحظة تخيل “فارس” ان الأدوار تبدلت و أنه أصبح والده  وهو طفله وقد فعل خطأ لا يغتفر و يقف أمامه  يبدو عليه الذعر الشديد..
هيئته المرتعدة أعتصرت قلبه بقبضة من حديد فبعد زوجته عن حضنه برفق، وهب واقفاً وسار نحوه بخطوات هادئه حتي توقف أمامه مباشرةً..
تأمله “محمد” بابتسامة واعين بدأت تفيض بالعبرات و ما أصعب بكاء الرجال وشعور القهر والندم الظاهر عليه بوضوح..
“لو عايزاني احكيلك هحكيلك؟!”..
قطع حديثه حين تحدث “فارس” بلهفه ونبرة متوسلة..
“متحكيش.. متحكيش يا أبو فارس”..
أبتسم له ابتسامة يخفي بها عبراته مكملاً..
“أنا ابنك وانت أبويا مش من حقي اعقبك على اللي فات ولا حتي على اللي جاي.. من حقك أبرك وأطيعك وأبقى سندك وعزوتك.. دا حقك عليا وأنا مجبر أعمله.. خلينا نبدأ صفحة جديدة يا أبو فارس”..
انهمرت دموع “محمد” بغزارة ونظر لوحيده الذي ادهشه بأخلاقه وسعة صدرة بنظرات منذهلة، و دون سابق إنظار كان جذبه بعناق قوي وبدأ يبكي بنحيب ويتحدث بصعوبة من بين شهقاته..
“راجل يا فارس.. راجل يا ابني”..
“راجل من ضهر أجدع راجل يا أبو فارس”..
قالها “فارس” وهو يبادله عناقه وقد وجد راحة قلبه وباله التي كانت غائبة عنه لسنوات..
أبتعد عنه “محمد” و نظر له بغضب مصطنع مردفاً..
“أيوه طبعاً ياض أنت، ويله اتفضل خد مراتك ولف بيها العالم وقضو شهر عسل عظمة، ومترجعش غير لما يحصل المراد”..
ربت على كتفه بقليل من العنف مكملاً..
“أنا عايز أحفادي يبقوا حواليا في أقرب وأسرع وقت”..
“علم وينفذ يا محمد باشا”..
قالها “فارس” وهو يرفع كلتا يديه و احتضن وجه والده بين كفيه، وبدأ يزيل عبراته بحنان بالغ، ومن ثم مال عليه وقبل جبهته بحب مكملاً..
“أنت تؤمرني يا أبو فارس”..
…………………………… (استغفر الله العظيم ????)…..
.. بغرفة “خديجة”..
” يا تري عملت ايه يا محمد؟!”..
قالتها “خديجة” وهي تسير بقلق ذهاباً واياباً، وتفرك يديها ببعضهما..
 دقات هادئة على باب غرفتها جعلتها تركض بهرولة ظناً منها ان شقيقها قد عاد.. فتحت الباب بلهفة لتجد “هاشم” يقف أمامها، وينظر لها بابتسامة المدوخة..
“صباح الخير يا خديجة”..
“هاشم من فضلك أنا مش فايقة خالص دلوقتي؟!”..
قطعت حديثها وجحظت عينيها حين خطي “هاشم” داخل الغرفة، وغلق الباب خلفة، وتحدث باصرار وهو يتعمق النظر لعينيها قائلاً..
“مش همشي قبل ما أعرف سبب زعلك مني المفاجيء دا يا ديجا؟!”..
نبرته الحادة، ونظرتة التي جعلت قلبها يدق كالطبول اجبروها على الحديث دون أرادتها، وكأنه يمتلك مفعول السحر عليها..
” سمعتك وانت بتتكلم في الفون و بتقول عليا لا خديجة متجوزتش أصلاً يا أمي”..
عبست بملامحها بطفولة، وتابعت بنبرة أوشكت على البكاء..
” يعني قصدك إني عانس مش كده؟!”..
فتح “هاشم” فمه ببلاهه وهو يقول..
“انا قولت لوالدتي إني لقيت بنت الحلال اللي هتجوزها ومستني ردها، و امي كانت بتسألني عنك بعفوية بتقولي هي أرملة زيك ولا مطلقة فأنا جاوبتها وقولتلها أنك متجوزتيش أصلاً يا خديجة ومش شايف ان دي حاجة تعيبك أبداً بالعكس لو كنتي سمعتي باقي المكالمة كنتي هتعرفي مدي فرحتي إني هبقي أول راجل في حياتك”..
صمت لوهله يلتقط انفاسة ومن ثم تابع..
“معقولة زعلتي مني علشان كده؟.. مش ممكن رقتك دي يا خديجة!!.. أنا مكنش قصدي اللي فهمتيه أبداً”..
قالها “هاشم” بنبرة صوته الصارمة، ولكنها أصبحت مغلفة بحنو ولهفة راقت “خديجة” كثيراً، انبلجت شبه ابتسامة حالمة على ملامحها البريئة اخفتها سريعاً،
عبست بطفولة، و ابتعدت بعينيها عنه مردفه بغضب مصطنع ..
“هاشم من فضلك سبني لوحدي. أنا مش عايزة اتكلم، ولا عايزه اسمع صوتك”..
اعتلت ملامح “هاشم” ابتسامة متراقصه، و اقترب منها ببطء جعلها تتراجع لا إرادياً للخلف حتي اصتدم ظهرها بالحائط..
رفعت عينيها و نظرت له بذهول حين وضع ذراعيه حولها، ومال بوجهه على وجهها حتي كادت أنفهما تتلامسان..
رمشت بأهدابها عدة مرات، وقد تسمرت مكانها من هول الموقف بالنسبه لها..
وجهها أصبح كتلة حمراء من شدة خجلها، وبهمس متقطع قالت.
“هاشم أنت بتعمل أيه؟! “..
تنقلت عينيه على ملامحها حتي توقفت عند شفتيها المرتجفة، وتحدث بمكر قائلاً..
“انتي زعلانه مني يبقي لازم أصلحك يا أرق ديجا و أبوس قلبك وعينك كمان”..
أنهى جملته ومال على وجهها قاصد جانب شفتيها.. فور لمسه لبشرتها الناعمة بشفتيه كانت سقطت”خديجة ” فاقدة الوعي بين يديه..
يتبع……
لقراءة الفصل الحادي والأربعون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى